الخميس، 31 مارس 2011

رسالة جديدة


دخل شابٌ الى احدى الكنائس، وسمع الواعظ يتكلّم عن دخول الخطيئة الى الحياة البشرية عندما عصى آدم على الله؛ وأنّ كل انسان خاطئ لا بالوراثة من آدم فقط، بل وبإرادته الشخصية أيضاً، وأنّ ما من انسانٍ لم يعصَ الله. وختم الواعظ كلامه بأن الله من محبته جسّد كلمته الأزلية في شخص السيد المسيح الذي مات حاملاً عقاب البشرعلى الصليب، وقام منتصراً على الموت والشيطان، وفاتحاً باب الخلاص من جهنّم لكل مَن يؤمن به. 

عند نهاية العظة دنا الشاب اليه قائلاً: "لستُ بحاجة الى فداء المسيح لكي أرضي الله، وأنا لست خاطئاً كما فعل آدم!"
فنظر اليه الواعظ مبتسماً وأجاب:
"إني أدعوك لتناول الغذاء معي اليوم، لنتكلّم بهذا الموضوع."
وافق الشاب. وبعد خروج العابدين؛ توجّه الاثنان الى بيت الواعظ، وراح الأخير يضع أشهى المآكل على مائدة الطعام، بينما كان الشاب مراقباً منتظراً. ثم، وضع الواعظ طبقاً كبيراً مغطىً في وسط المائدة، وقال للشاب:
"إني سأخرج لعشر دقائق فقط، فأرجو منك أن تبدأ بالأكل؛ ولكن، اُترك لي هذا الطبق في وسط المائدة!"،
اندهش الشاب، لكنه جلس أمام المائدة، بينما خرج الواعظ من البيت. مضت بضع دقائق، والشاب يتفرّس في الطبق المغطّى، مع أن المائدة كانت مملوءة من الأطعمة الشهية. ولم يتمالك نفسه حتى رفع غطاء الطبق، وإذا بعصفور جميل يطير منه ويغطّ على الثريا فوق المائدة، فأسرع الشاب ووقف على المائدة ليلتقط العصفور، لكنّه طار مجدداً من النافذة بينما وقع الشاب لاضطرابه على الصحون، فتكسّر ما تكسّر، وانسكبت الاطعمة على الكراسي وعلى الارض؛ وإذا بالباب قد انفتح فدخل الواعظ ورأى الشاب خجولاً وقد وسّخ ثيابه وقاعة الطعام؛ فقال الشابُ:
"لستُ أفضل من آدم، فقد فعلتُ مثله، بل أكثر، لأني علمتُ ما فعل، ومع ذلك لم أتعظ!"
فأجابه الواعظ:
"كنتُ سأهديك هذا العصفور، لو أثبَتّ فعلاً انك أفضل من آدم؛ لكن الآن، هناك هدية أعظم، لا منّي، بل من الله، فقد سدد المسيح ديون خطاياك وما دمّرته في حياتك وحولك، وهو مستعدٌ ليهبك روحه القدّوس ليجدّد حياتك، فترضي الله بقوته ونعمته؛ فما رأيك بعطية الله؟ 
اعترف الشاب بأنه خاطئ ومحتاج الى غفران الله؛ وبعد اعترافه لمس فعلاً تجديد روحه وخرج من بيت الواعظ إنساناً جديداً.

السبت، 26 مارس 2011

لست بعيدا عن ملكوت الله!

لم يكن بهذا السوء الذى اختتمت به حياته. عندما نقرأ ما كتبه عنه مرقس الرسول لا نظنه نتحدث عن هيرودس الذى قطع رأس يوحنا المعمدان، لان هيرودس كان "يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه وإذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور"(مر6: 20).

كيف اذن تنتهى قصته بقطع رأس يوحنا؟ كيف يخطئ هذه الخطية القاتلة؟

وإذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل. دخلت ابنة هيروديا ورقصت فسرت هيرودس والمتكئين معه فقال الملك للصبية مهما أردت اطلبي مني فأعطيك.. 
وكانت طلبتها: اريد ان تعطيني حالا رأس يوحنا المعمدان على طبق.
اعتقد ان قصته تشبه الكثيرين، نظن في انفسنا اننا لسنا بعيدين عن ملكوت الله.
او اننا نعرف الله و لكن اعمالنا تثبت العكس، 
او نشبه الارض المحجرة التى نبتت البذرة فيها سريعا، ولكن سريعا ايضا احترقت النبتة الناتجة. كثيرون يسمعون الكلمة بسرور و لكن اذا حدث ضيق او اذا تعرضوا لاغراءات العالم يسقطون.

عذاب الضمير



لماذا خان اخيتوفل صديقه الملك البار داود النبي؟
لقد عاش معه سنوات وثق الملك فيه و جعله مستشاره و هي وظيفة سامية جدا.
لقد لمس بنفسه قداسة هذا الملك و حبه للتسبيح..
لقد لمس نقاوة قلبه و كيف كانت توبته التى لم يشهد لها العالم مثيلا حتى ان الله حينما يتكلم عن سليمان الملك يقول ان قلبه لم يكن كاملا مثل قلب داود
و هكذا اصبح داود الملك مقياسا للكمال
كيف اذن لمن عاش معهذا الكمال فترة من الوقت طويلة ان يخونه ؟
اننى لم اجد مبررا
مثلما لم اجد مبررا لخيانة يهوذا للمسيح
العل خيانة اخيتوفل كانت مثالا لهذه الخيانة ابشع على مدار التاريخ
و الغريب ان نهايتهما كانت متشابهة و لا اقصد الهلاك في جهنم فقط
بل ايضا كلاهما مضى و شنق نفسه.
العله عذاب الضمير الذى يعذب صاحب القلب الغدار
و كأن الخطية تحمل في ذاتها عقابها.. رحماك ربي و لا تسمح ان يكون في قلوبنا هذه القسوة و الخيانة لا من جهتك و لا من جهة اخوتنا البشر.