الأربعاء، 31 أغسطس 2011

من آكلي لحوم البشر

تأثر احد خدام الكلمه اذ راي راعيا يبكي ....
- لماذا تبكي؟
-لقد اكل الكلب جزءا من الكتاب المقدس بينما كنت نائما بين الغنم استريح وسط ظلال الشجر.
-لا تبك, ساعطيك نسخه اخري من الكتاب المقدس.
-ليست المشكله في حصولي علي نسخه منه.
-اذن ما المشكله؟
لقد كنت من آكلي لحوم البشر و اذ قرأت كلمة الله تغيرت حياتي تماما , صرت محبا للبشر ,بل و هادئا تحت كل الظروف.
-وما علاقة هذا بما فعله كلبك؟!
-حتما بعد ان اكله الكلب....ستتغير طبيعته ,فيصير هادئا ووديعا مثلي .فكيف يقف امام الذئاب ليرعي الغنم؟
ابتسم خادم الكلمه , و بدأ يكشف له ان كلمة الله ليست حروفا و اوراقا بل لقاء حي في القلب بالكلمه الالهي نفسه.
قال له: لقد تغيرت طبيعتك,لان كلمة الله سكنت في قلبك . اما كلبك فلا يتمتع بما نلته انت . لقد صار الكلمه الالهي انسانا ليجدد حياة انسان .

السبت، 27 أغسطس 2011

في وعود الله ووعود العالم





يا بني ، أريد منك ألاّ تميل منْ ينعمون في هذا العالم بسعادة كاذبة ، باطلة ومغرية ، لا تغذي سوى كبريائهم فيجف قلبهم من الله ، ويقسو على شآبيب فلا يعطي ثمراً.
أريد منك ألا تنصرف إلي ما يُري ، بل إلي ما لا يري ، لأن ما يري زمني ، وما لا يري أبدي.
وعودُ العالم دائماً كذابة ، ووعود الله دائماً صادقة .
وبما أن العالم يبدو لك ، وكأنه يحقق وعوده في أرض الأموات هذه ، بخلاف مَنْ يحقق وعوده لك في أرض الأحياء ، أراك تملّ من ترقبّ السعادة الصحيحة وتهوي بلا خجل سعادة كاذبة.
تأمل في الكتاب القائل :(الويل لكم أيها الذين فقدوا الصبر ومالوا إلي طرق السوء)"سيراخ16:2     إن أبناء الموت الأبدي لا ينفكون يوجهون الإهانات إليك أيها المجاهد العامل برجولة المستمسك بالله بقلب ثابت ، ويفاخرون بأفراحهم الدنيوية التي لا تروي لهم غليلاً إلاّ إلي زمن ؛ ثم يجدونها أمرَّ من العلقم.
ويقولون : أين ما يعدك به بعد الحياة الحاضرة ؟ ومن ذاك الذي عاد من هناك ليؤكد لك صحة ما تؤمن به؟
أنظر إلينا نتمتع فرحين بملذاتنا نحن الذين نرجو ما نري . أما أنت فإنك تشقي من متاعب العفة مؤمناً بما لم تر.
ثم يزيدون ما ذكرّ به الرسول في قوله : فلنأكل ولنشرب لآنا غداً نمون . ولكن ، تأمل بما حذرنا منه هو عينه حين قال : فلنأكل ولنشرب لأننا غداً نموت . ولكن ، تأمل بما حذرنا منه هو عينه حين قال :(استيفقوا للبر ولا تضلوا ، إن العشر الرديئة تفسد الأخلاق السليمة)"1كور32:15-33".
إياك أن تفسد أخلاقك ، بمثل هذا الكلام فيضعف صبرك ويضيع أملك وتسير في طرق السوء.
تسلًّحْ بالرجاء الحقيقي ولتكن لك ثقة عظمي ؛ وليكن كلامك مطيبًّاً بملح النعمة لتعرف أن تجيب     كما يليق ، كل إنسان.
أجب : أين ملذاتكم أيها الباحثون عنها في طرق السوء ؟ أنا لا أقول : ماذا تكون حالك بعد هذه الحياة؟ بل ، ما هي حالك الآن؟
وكما أن اليوم الذي نحن فيه قد مضي على يوم أمس والغدَ يغيّب يومنا هذا ، فلمَ لا ينقضي ويزول يوم الملذات التي تحبون؟
ولمَ لا يهرب منذ أن يُلْقي القبضُ عليه طال ما أن الاحتفاظ به غير ممكن ساعة واحدة ، ولا يوماً واحداً ، في هذا الحاضر ؟ وكما يطوي اليومُ الثاني اليومَ الأولَ هكذا يطوي الثالثُ الثاني . ومن هذه الساعة التي تبدو حاضرة ، لا يبقي شيء منها ؛ لأن هنيهاتها وأجزائها هاربة.
ولهذا يأثم الإنسان حين يخطأ هذا إذا لم يكن أعمي . وحين يخطأ , فعليه أن يفكرّ ؛ يمكنه أن يري البشر يشتهون اللذة بلا فطنة لأنها لذة عابرة وإذا انقضت فليفكر أقله بالندامة عليها .
إنكم لتهزأون بي لأني أرجو الأبديات التي لا أراها في حين إنكم تستسلمون للزمنيات المنظورة وتجهلون الغد الطالع عليكم . وإذ ترجون أن يكون يومَ خير ، إذا به يوم شؤم ، ومتى جاء فلا يمكنكم أن توقفوه عن الهرب.
إنكم لتهزأون بي لأني أرجو الأبديات التي لا تنقضي ، لأنها لا تأتي بل تثبت إلي الأبد ، إنما أنا أجيء إليها ، سالكاً طريق الرب ، فأجدها في نهايتها . أنتم لا تنفكون ، طوال يوم واحد ، ترجون الخيرات الزمنية.
الخيرات الزمنية : وإن خدعتْ حدسكم إنها تضرم أشواقكم متى طلبتموها ، وتفسدكم متى نلتموها ، وتعذبكم متى فقدتموها ، أو ليست هي الخيور عينها التي أضرمت رغباتكم ، حتى إذا ما حصلتم عليها ، حطت من كرامتكم ، وإذا أردتم الاحتفاظ بها ، تلاشت بين أيديكم؟
كيف تستخدم الزمنيات ؟  أنا أستخدمها وفقاً لحاجات السفر إنما لا أضع فيها سعادتي ، كيلا أفشل إذا فاتني ، واستخدم هذا العالم كمن لا يستخدمه . رغبة في الوصول إلي خالقه  لأثبت فيه وأستمتع به إلي الأبد.
وما معني قولكم : من ذا الذي عاد إلينا واخبرنا عما يجري في جهنم؟ لقد أخرسكم ذاك الذي أقام الميت من قبره في اليوم الرابع ، وقام في اليوم الثالث هو الذي لن يموت ، وهو الذي لا شيء يفوته وصف لنا قبل موته ، في مثل الغني والفقير ، الاستقبال الذي يعُدّه للأموات.
أذهبوا الآن وقولوا : فلنأكل ولنشرب لآنا غداً نموت . الحق يجدهم موتي حين يقولون هذا القول زاعمين إنهم سيموتون غداً . أما أنت يا ابن القيامة . وموُاطن الملائكة والقديسين ، ووريثَ الله وشريك المسيح في ميراثه ، فإياك أن تقتدي بهؤلاء الذين يموتون غداً ، حين يلفظون أنفاسهم ويدفنون اليوم في قبورهم وهو يشربون.
يقول الرسول بالمعنى عينه : استفيقوا للبر ولا تضلوا ، إن العشر الرديئة تفسد الأخلاق السليمة) أنت تسير في طريق ضيقّ وآمن ، أنه يوصلك إلي أورشليم السمائية ، الرحبة ، التي هي أمّ لنا إلي الأبد  ترجّ بثبات ما لا تري وأنتظر بصبر ما ليس لك طالما أنك تمسك ، مخلصاً ، بالسيد المسيح الواعد الصادق.

الفتاة الضائعة


الجمعة، 26 أغسطس 2011

الخوف



الخوف نوعان : خوف سافل ... وخوف نقي ، أحدهما يخشى أن يفقد البر والأخر يخشى العقاب.
الخوف السافل : هو خوفُ من يخشى الاحتراق مع الشيطان ، والخوفُ النقي هو خوف من يخشى عدم مرضاة الله.
وأين العظمة في أن يخشى الإنسان العقاب؟
 تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس . لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب؟
تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس . لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب إنما العظمةُ في أن يحبَّ البر . وكم من يحبّ البرّ لا يخشى العقاب بل يخشى فقدان البر.
اللصّ : يخشى العقاب إنما لا يخشى الإثم : إنه يسرق حين لا يستطيع أن يسرق ، مع أنه سارق.
الذئب : يسطو الذئب على حظيرة الخراف ويحاول أن يدخل ويقتل ويفترس ؛ وبما أن الرعاة يسهرون ، والكلاب تنبح ، فلا يستطيع أن يخطف أو يقتل ، إنما يخرج ذئباً كما جاء ذئباً. الأنة لم يستطع أن يسرق نعجةً نقول : جاء ذئباً وعاد نعجة؟
لقد جاء ذئباً محتدماً غضباً ، وعاد ذئباً ، مرتجفاً فزعاً ، ومع ذلك فهو ذئب ، غاضباً كان أم خائفاً لا خطف فريسة ولا تخلًّي عن خبثه . إن كانت تلك هي حالك فإنك تفكر بألا يعذبك البر.
أنت واللص .. الفرق بين خوفك وخوف اللص ، هو أن اللص يخشى قوانين البشر فيسرقَ أملاً في أن يخدعها ؛ وأنت تخشى شرائع وعقاب من لا يسعك أن تخدعه .
سؤال : هب إنك استطعت أن تَغُشَّ ، ألا تغش؟ المحبة لا تنزع منك الشهوة ؛ إنما الخوف ، وحده يكتبها . إن من قيَّده الخوف يضل ذئباً . تحوًّلْ أنت إلي نعجة ـ ذاك ما صنعة الرب ببر منه لا منك.
وطال ما إن لك برك ، فاخشَ العقاب ولا تحبّ البر . إني أطرح عليك سؤلاً : تفحَّص سؤالي المدويّ ؛ وأجعل لك من نفسك سؤالاً صامتاً . لك أقول : إن لم يرَك الله حين تعمل فهل تعمل إذاً لم يكن ، يومَ الدين ، من يقنعك بإنك عملت شراً ؟ تأملَّ نفسك بنفسك إذ لا يسعك أن تجيب على كل ما أقول . تأملًّ نفسك ، أتفعل؟
إن فعلتَ ، كان ذلك خوفاً من العقاب وليس حباً بالبر ، ولم تكن على شيء من المحبة لأنك تخاف كعبد : إنه الخوف من الشر وليس الحب للخير . وبرغم ذلك ؛ يجب عليك أن تخاف خوفاً يؤدي بك إلي المحبة . إن خوفك هذا يجعلك تخاف من جهنم ويمنعك عن الخطيئة ويغمرك من كل جانب ولا يدع فكرك الباطني الحر يريد الخطيئة.
وبالتالي ، فالخوف هو كالحارس والمعلم في السنَّة ، التي كان حرفها يهده قبل أن تنجده النعمة . فليحفظك هذا الخوف من السوء ؛ ولتدخل المحبة قلبك ؛ إذ بقدر ما تكون فيه بقدر ذلك يخرج منه الخوف.
وطال ما إن الخوف يحفظك من السوء ، فالمحبة تستأصل ما فيك من رغبة في الإثم ؛ ولو استطعت أن تعمل دون أن يطول العقاب.
عانقْ المحبة وأدخل فيها ، اقبلهْا تفادياً للخطأ ؛ كفَّ عن الخطيئة واقبل المحبة واحَي حياة صالحة.
ومتى دخلتَ في المحبة بدأ الخوف يخرج ؛ وكلما ازدادت ولوجاً في المحبة ازداد الخوف تراجعاً . ومتى دخلت بكليتك تلاشى الخوف :(لأن كمال المحبة يطرد الخوف خارجاً)"يوحنا 1يو18:4". للمحبة خوف نقي خاص بها يثبت إلي جيل الأجيال . الرجل الصالح ولو استطاع أن يحفظ قول الله لما أحزن عيني أبيه القائل له : (أراك حين تخطأ فلن أعاقبك إنما لست أرضي بك.) والرجل الصالح يخشى أن يغيظ محبوبة بمعزل عن صرامة القاضي ، لأنه لو أحب الأب حقاً كما يحبه الأب لاعترف به رباً ولما عصا له أمراً.
هناك أناس يخشون أن يعلموا شراً ، عن ضعف جسدي ، أو نفسي وليس حباً بالخير ، بل خوفاً من أن يدينهم الناس ؛ فيكفون عن شر الأعمال دون عاطل الأفكار.
إذا فكرت بأمثالها ، وإن لم تأت شراً ضد واحد ، تسيء كثيراً إلي نفسك ، وبإثمك هذا تهلك نفسك.
أنت لا تؤذي الناس لأنك جبان ؛ لكن الله الذي يري خطيئتك يعاقبك على أفكارك.
إن من لا يستطيع اللحمْ إن يحجب عنه إرادتنا ، يري ما تريد ؛ وبالتالي إذا كان قلبك لا يخشى سوى العقاب ثم سنحت لك الفرصة لارتكاب الخطيئة فلا تصير إذ ذاك خاطئاً ، بل يماط اللثام عمَّا فيك من خطأ لتدرك أن ما خفي منك موجود ؛ ولا لتعرف أنّ ما هو طبيعي قد انكشف.
الإرادة الأثيمة : الإرادة الأثيمة تحيا في العمل الذي لا يرجى عليه عقاب ؛ أما حين تتأكد بأن العقاب ملازم للخطأ فهي تحيى في الخفاء وتود لو يسمح لها بأن تعمل على هواها . وتكتئب لأنها لا تتسامح مع نفسها بما يحرمه الله ، وهي لا تتمتع روحياً بما له من خير ؛ بل تخشى جسدياً الشر الذي يهددها به . وإن كنت تخشى الله بسبب ما ينتظرك من عقاب فلست تحب من تخشاه هكذا . وعبثاً تدَّعي التغلب على الخطيئة إن كنت تكف عنها خوفاً من العقاب ؛ إن خفت من جهنم فلست تكره الخطيئة بل الاحتراق في جهنم ، أما إن كرهت الخطيئة كرهت معها جهنم.
أحبّ الله الصالح واخش عدله : إن أحببت خفت من أن تغيظ المحب والمحبوب . وأين تجد خوفاً نقياً يفوق ما فيك ، يا من لا تفكر بأمور الدنيا بل بما هو للرب وبما يرضيه؟؟
إن لم يكن فيك حبّ فاحذر الهلاك ؛ أما إن كنت تحب فاخشَ أن تغيظ بحبك . بالمحبة لا بالخوف تصير ابناً لا عبداً .
إن ثابرت على عمل الخير خوفاً من الهلاك فلست من أبناء الله . حتى ما تخشى العقاب ؟ الخوف عبد ؛ والمحبة حرة طليقة ، والخوف هو عبد للمحبة .
لا تدع الشيطان يسيطر على قلبك برغم أن الخوف سبّاق في الدخول إليه ليحفظ بمركز للمحبة  سيدته ، التي سوف تدخل ، أعمل خوفاً من العقاب ، أن تعسَّر عليك أن تعمل ، حباً بالبر ، لأن السيدة سوف تأتي وسوف ينسحب العبد لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف.

الخميس، 25 أغسطس 2011

قصة عن الزمن : الصياد

أثنى احد الأمريكيين على جودة الأسماك التي اصطادها صيادا مكسيكيا وسأل عن المدة التي استغرقها في الصيد".
أجاب المكسيكي : ليست طويلة جدا
سأل الامريكي: "ولكن بعد ذلك ، لماذا لم تبق مدة اكثر والتقاط سمكا أكثر من ذلك؟"
أوضح المكسيكي له أن الصيد الصغير كان كافيا لتلبية حاجاته هو و عائلته.
سأل الأمريكي: "ولكن ماذا تفعل مع بقية وقتك؟"
اجاب المكسيكي: "أنام في وقت متأخر ، والأسماك قليلا ، وألعب مع أطفالي ، وأخذ القيلولة مع زوجتي. في المساء أذهب إلى القرية لرؤية أصدقائي ، واحتساء بعض المشروبات ، العزف على الغيتار وغناء بعض الأغاني ، ولدي حياة كاملة ".
وقاطعه الأمريكي ،" لدي ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد ويمكنني مساعدتك! يجب أن تبدأ من خلال الصيد يعد كل يوم. يمكنك بعد ذلك بيع السمك اضافية تصاب. مع ايرادات اضافية ، ويمكنك شراء قارب أكبر"
سأل المكسيكي: "وماذا بعد ذلك؟ "
"مع اموال اضافية يمكنك شراء سفينة أكبر، و بمرور الوقت يمكنك شراء واحدة ثانية وثالثة ، وهلم جرا ، حتى يكون لديك أسطول كامل من مراكب الصيد. وبدلا من بيع السمك الخاص بك لرجل بسيط ، يمكنك التفاوض مباشرة مع مصانع التجهيز ، وربما حتى فتح مصنع الخاصة بك. ثم يمكنك ترك هذه القرية الصغيرة والانتقال إلى مكسيكو سيتي ، لوس انجليس ، أو حتى مدينة نيويورك! من هناك يمكنك توجيه المشاريع الجديدة الضخمة. "
سأل المكسيكي: "و كم من الوقت سيستغرق ذلك؟ "
اجاب:"عشرون ، وربما 25 عاما" ،
اضاف المكسيكي: "وماذا بعد ذلك؟"
اجاب الامريكي: "وبعد ذلك؟ حسنا يا صديقي ، وذلك عندما يحصل مثيرة للاهتمام حقا"
ضحك الامريكي وقال "عندما يصبح عملك كبيرا حقا ، يمكنك البدء في بيع الأسهم و كسب الملايين!"
أجاب المكسيكي "الملايين؟ حقا؟ وبعد ذلك؟ "
اجاب الامريكي: "وبعد ذلك عليك أن تكون قادرا على التقاعد ، وتعيش في قرية صغيرة بالقرب من الساحل ، والنوم في وقت متأخر ، واللعب مع أطفالك، وصيد الاسماك قليلا ، ثم تأخذ القيلولة مع زوجتك وقضاء أمسياتك الخاصة والاستمتاع مع أصدقائك.
===
." المعنى هو : أن تعرف أين أنت تسير في الحياة فقد تكون هناك بالفعل.

و بالفعل رسم صورة جميلة

يُحـــكى أنه كان يوجد ملك أعــرج ويرى بعين واحدة وفي أحد الايام. دعا هذا الملك فنانيـن ليرسموا له صورة شخصية بشرط أن "لاتظهر عيوبه" في هذه الصورة فرفض كل الفنانيــن رسم هذه الصورة !فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لايملك سوى عين واحدة ؟وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج ؟
ولكن...وسط هذا الرفض الجماعي (قبل أحد الفنانين رسم الصورة) وبالفعل رسم صوره جميلة وفي غايــة الروعة. 
كيف ؟؟
كانت الصورة تصور الملك واقفاً وممسكاً ببندقيــــة الصيد (بالطبع كان يغمض إحدى عينيه) ويحني قدمـــه العرجاء وهــكذا رسم صورة الملك بلا عيــوب وبكل بساطـة.
===
المعنى:
ليتنا نحاول أن نرسم صوره جيدة عن الآخرين مهما كانــــــــــــت عيوبهم واضحة..وعندما ننقل هذه الصورة للناس... نستر الأخطاء فلا يوجد شخص خال من العيوب فلنأخذ الجانب الإيجابي داخل أنفسنا وأنفس الآخرين ونترك السلبي فقط لراحتنا وراحة الآخرين .

رأس الحكمة مخافة الرب


عن الحكمة كلامنا ؛ لا عنَ حكمة هذا العالم التي هي جهالة عند الله ؛ بل عما هي ، حقاً بنظرة حكمة : الله هو كمال الحكمة ؛ وحكمة الإنسان عبادة الله.
وتناقش الناسُ في الحكمة قالوا : إنها علم الأمور البشرية والإلهية . بيد أن الكثيرين لم يسعَوا إليها  إلا كسباً لمديح الناس لهم ، وأرادوها في حياتهم علماً ؛ لا خُلْقاً تأمر به الحكمة ؛ فنالوا مجداً بشرياً زائلاً وعجزوا عن البلوغ إلي نور الله.
وما طلبوا الحكمة ؛ مع إنهم تظاهروا بالبحث عنها ؛ ولو بحثوا عنها ، حقاً لعاشوا وفقاً لمبادئها لكنهم شأوا التبجح بأقوالها فكانوا كلما ازدادوا بها تبجّحاً كلما ازدادوا بعداً.
أما الكتاب المقدس فإنه يعلّمهم أنهم لن ينالوا مبتغاهم إلا إذا رَعَوْا ما كانوا يهملون (يا بني إن رغبت في الحكمة فاحفظ البر فيهبها لك الرب)(يشوع بن سيراخ33:1). ومن ذا الذي يحفظ البر إن لم يخف الرب القائل في موضع أخر(من لا يتقي الله لا يدرك البر)؟
وبالتالي فإن كان الرب لا يهبُ الحكمة سوي من يحفظ البر فمن لا يتقي الرب لا يتبرر ، ثم يضيف(رأس الحكمة مخافة الرب).
وحين يتكلم أشعياء النبي عن مواهب الروح السبع يبدأ بالحكمة وينتهي بمخافة الله منحدراً إلينا ليعلّمنا كيف نصعد إليه.
بدأ حيث يجلب عليك أن تصل ، ثم وصل حيث يجب أن تبدأ ، قائلاً (ويستقر عليه روح الرب روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح العلم وتقوي الرب)"أشعياء2:11-3".
وكما أن النبي انحدر من الحكمة إلي التقوى / معلّماً بقوة ، عليك أن تصعد تدريجياً وبدون استكبار من التقوى إلي الحكمة.
المتواضع يتقي الله ، وقلبه ينسحق بدموع التوبة والاعتراف ، لا تخف البقاء في هذا القعر ، لأن الله رتًّب ، في القلب ، المنسحق ، المتواضع ، الذي يرضي عنه مراقيَ إليه.
وانحدر أشعياء على سلًّم العلم ، من الحكمة إلي تقوي الله ، ليحثك على القيام بأعمالك . لقد انحدر من مقر السلام الأبدي إلي وادي الحزن الزمني ، كيلا تبقي حزيناً ، باكياً ، متنهداً في توبتك ، بل لتصعد من ذلك الوادي إلي الجبل الروحي ، إلي أورشليم ، المدينة المقدسة الأبدية ، وتفرح فرحاً أبدياً.
وحين نصحك بالتزام الحكمة نوراً للعقل ، أضاف العقل ، رداً على سائليه:ـ
 (1) بأن طريق الحكمة العقلُ.                      
 (2) وطريق العقل المشورة.
 (3) وطريق المشورة القوة .     
 (4) وطريق القوة المعرفة.
 (5) وطريق المعرفة تقوي الله .
 (6) وطريق تقوي الله مخافة الرب من وادي الدموع إلي جبل السلام فإجعل التواضع والتقوى رأس حكمتك.

الاثنين، 15 أغسطس 2011

العزباوية

حضر جنود هيرودس الى مصر سعيا وراء العائلة المقدسة وسألوا الفلاحين في احدى القرى "هل مر بكم غرباء ومعهم طفل بهذا المكان ؟"
أجابوا " نعم " ثم عادوا وسألوهم " منذ متى ؟"
فأجابوا : " عند بداية زرعنا البطيخ بهذا الحقل ". نظر الجنود الى المزروع بالحقل فوجدوا ثمار البطيخ ناضجة وكبيرة .
فرجعوا ولم يكملوا مطاردتهم للعائلة المقدسة وهم يرددون ويقولون بعضهم لبعض , لقد مروا منذ شهور ولا فائدة من البحث عنهم فى هذه المنطقة , لأنهم مروا وقت بداية الزرع , بينما الآن ثمار البطيخ كبرت ونضجت .. وفى الحال شعر الفلاحون بأن وراء هذه المعجزة وهذه الثمار الناضجة سر وأن قوة عظيمة تحرس أفراد هذه الأسرة المباركة ... ولابد أن يكون هذا الطفل الها , فلم يحدث مثل هذه المعجزة من قبل أن تنضج الثمار فى عدة ساعات قليلة .
وقد تحققت بالفعل بركة السيد المسيح وهو طفل لهذا المكان بأن أصبح مزاراْ يطلق عليه ( العزباوية ) وهو مقر دير السريان بالقاهرة وهو يقع بدرب الجنينة المتفرع من شارع كلوت بك بالقرب من الكنيسة المرقسية الكبرى.