الثلاثاء، 28 يناير 2020

سفر نحميا


وصول الاخبار الى نحميا:
"كلام نحميا"(1): يبين الكاتب هنا انه ياخذصة من مذكرات نحميا الشخصية. "في شهر كسلو" اي الشهر التاسع من حكم ارتحشستا. لكن في (2: 1) نقرا "في شهر نيسان" اي الشهر الاول من السنة العشرين. اذن فحوادث الاصحاح الاول وقعت في السنة التاسعة عشرة.
"حناني" قارن مع (7: 2). والتقرير الملخصفي ع3 يدل ان نكبة جديدة حلت مؤخرا. ولا يمكن ان تشير الى الخراب الاصلي الذي حدث سنة 586 ق.م. ومن المعقول انها تشير الى النكبة المذكورة في (عز4: 23).
صلاة نحميا:
قارنها مع (دا9 و عز9). لقدج اقترح نحميا على الملك ان ينقض الامر الذي اصدره في (عز4: 21). وكان الملك قد ترك منفذا لتغيير قراره (عز4: 21). كان ملوك الشرق قديما يميلون الى التقلب.
مجئ نحميا الى اورشليم:
ارتحشستا يكلفه باعادة البناء:
"فخفت" كان نحميا يعلم انه من الممكن ان يقتل بسبب الطلبة المزمع ان يطلبها من الملك.
"فصليت" لاحظ هذه الصلاة الصامتة وقت الازمة ولو انه كان يصلي عن هذا الامر عدة ايام. لاحظ مكانة الصلاة في حياة نحميا (ذكر 6 مرات في السفر انه صلى).
الملك لم يمنحه طلبته فقط بل واكثر منها وعينه واليا لاورشليم.
"عينت له زمانا" ولو انه لم يذكر هذه المدة. وكل ما يعرف هو ان نحميا رجع بعد 12 عاما (5: 14 و 13: 6).
"اساف"(8) اسم يهودي. "فردوس الملك" ربما المسمى بستان سليمان وكان يبعد 9 كيلومترات جنوب اورشليم.
نحميا يتفقد الاسوار المهدمة وموافقة الشعب على ان يقوموا بالعمل:
كشف باسماء البنائين:
لا يذكر عزرا كمن له نصيب في البناء. ربما يكون ذلك لانه رجع فترة الى بابل، او لعل سمعته قد تاثرت مؤقتا بسبب توقف او فشل عمليات البناء وقتئذ.
الياشيب (3: 1) ذكر اولا في عز10: 6 وانظر ايضا نح12: 10
"كرسي والي عبر النهر" اي مقر الحاكم الفارسي عندما كان ياتي الى اورشليم.
"تركوا"(8): البنائؤون تركوا اتباع السور الاصلي واتجهوا الى الداخل او الخارج مسافة قصيرة.
"رئيس نصف دائرة اورشليم" كانت مقسمة اداريا الى نصفين.
ع12 يمكن ان يترجم الى "رمم. رئيس نصف دائرة اورشليم وقراها".
"بيت الجبابرة" اي الثكنات.
اتمام العمل رغم المقاومة:
"هل يتركونهم" اي هل يتركون الامر لله وهذا يتفق مع العبارة التي تليها "هل يذبحون لله؟"
"اتصل كل السور الى نصفه": اي نصف الارتفاع.
"العرب والعمونيون والاشدوديون"(7) كان هناك اناس غير السامريين يرغبون في ايقاف العمل.
"تامروا .. معا": يبدو انهم خشوا المقاومة العلنية لان ذلك يعتبر "غير رسمي" لانه ذضد امر ارتحشستا.
ع11 يصف اخبار انتشرتن بين الناس لتثبيط همة البنائين.
"بيد يبنون وبالاخرى يحملون السلاح" المعنى مجازي اي كان السلاح في متناول ايديهم.
طلب من العمال المبيت في المدينة حفظا لحياتهم لئلا يعتدى عليهم اثناء مرواحهم كما انهم يكونون صونا للمدينة.
"غلماني" حرسه من اليهود.
"ولا الحراس" اي الحراس من الفرس.
اصلاح المظالم الاجتماعية (ص5):
تدل حوادث هذا الاصحاح انها حدثت في وقت متاخر من حكم نحميا.
والذين يظنون ان حوادث هذا الاصحاح قد حدثت وقت بناء السور، يقولون ان العمل قد سبب كسادا في التجارة، نتج عنه صعوبات اقتصادية. لكن يصعب ان يكون كل هذا قد حدث في اقل من 52 يوما (6: 15).
"دعنا ناخذ قمحا" كان العماليشكون نقصا في الطعام. وكان الفلاحون يرهنون املاكهم للحصول على القمح. وكان المفترض ان تعود الاملاك في سنة اليوبيل ويحرر العبيد في السنة السابعة (خر21: 2-6).
"بنونا كبنيهم" نحن كبشر لا نختلف عن اخوتنا الاكثر غنى منا.
"الربا"(7): اقراض المال بفائدة لا يعتبر في الشريعة خطية ولكنه كان ممنوعا بين اسرائيلي واخر (خر22: 25) ما دام المال قد اقترض لاغاثة انسان وليس لازدهار تجارته.
"اقرضناهم.." اي بربا وانما لم يكن باهظا كما فعل الاخرون.

"الجزء من مئة"(11): ان كان هذا صحيحا ، فلابد ان تكون الفائدة تدفع شهريا، اي 12% سنويا. وبتحوير بسيط يمكن ان تقرا الكلمة بربح بدلا من ربا.
فشل محاولات اصطياد نحميا:
يزعم سنبلط انه يريد ان يبحث معه الامر تجنبا لتقير خاطئ يقدم للملك.
ربما كان نجسا طقسيا مع انه لو كان كذلك لكان من المستبعد ان يقترح عليه دخول الهيكل. ويظن انه كان عليهخ نذر. والارجح ان فيها تدبير سري. لقد دعا شمعي نحميا الى بيته، لانه كان خطرا على شمعيا ان يخرج من البيت. بالنبة لما كان يعلمه عن مؤامرة مدبرة. والان عليهما ان يلتجئا الى قدس الاقداس.
"لا ادخل" رفض نحميا ان يكسر الشريعة انقاذا لحياته.
ويدل ع14 ان انبياء ونبيات اخرين استؤجروا بنفس الطريقة، حتى يوقعوا نحميا في الفخ.
اكمال الاسوار:
لم يكن السور في حاجة الى البناء من الاساس، فقد كان لا يحتاج الى اكثر من ترميم كبير في كثير من المواضع.
بعض وجهاء اليهود يتفاوضون مع العدو:
"اصحاب حلف له" اما كمتامرين سرا او اصهار.

سفر عزرا


مقدمة:
يبدو ان سفري عزرا ونحميا جمعا من عدة مصادر. منها المذكرات الشخصية لعزرا ونحميا، ومكتوبة بضمير المتكلم المفرد، وحوادث عن عزرا ونحميا واخربن مكتوبة بصيغة الغائب، ورسائل ومراسيم وانساب وسجلات اخرى.

وقد كتب القسمان (عز4:8- 6: 18 و 7: 12- 26) بالارامية، ويتكونان في الغالب من مراسيم ورسائل.
ويحوي السفران غالبا كل ما هو معروف عن تاريخ اليهود في الفترة بين 538 – 430 ق.م.
ودراسة جدية لهذين السفرين تتطلب مقارنة مع سفر عزدراس الاول المطبوع في الابوكريفا. فهو نسخة يونانية لجزء من اخبار الايام وعزرا ونحميا ابتداءا من (2اخ25: 1 ) الى اخر عزرا مع (نح8: 1- 12) في الخاتمة. توجد اضافات جوهرية به كما توجد اعادة ترتيب مجرى الحوادث في الاصحاحات الافتتاحية.
لفهم مجرى الحوادث فهما صحيحا يجب ملاحظة تواريخ ملوك الفرس، وهي كما يلي:
كورش 538- 529 ق م
قمبيز 529- 522 ق م
داريوس الاول 421 – 486 ق م
اكسركيس الاول (احشويرش) 486- 465 ق م
ارتحشستا الاول (لونجمانوس) 464- 424 ق م
اكسركيس الثاني 424- 423 لاق م
داريوس الثاني 423 – 404 ق م
صدور امر كورش:
صياغة عزرا لهذا الامر قد تقترح ان كورش كان يؤمن بالرب. من المحتمل ان يكون قد سأل احد قادة اليهود (ربما دانيال) ان يصوغ الامر بطريقة يقبلها اليهود. "وهو اوصاني"(2) قارن اش44: 28 و45: 13).
الرجوع من بابل:
شيشبصر (8) يسمى في سفر عزدراس الاول ص 2 سنابصر. وتوجد 3 اراء بشانه: انه زربابل، وهذا بعيد الاحتمال بالنظر الى عز5: 14 حيث يشار الى ان شيشبصر قد مات، مع ان زربابل لا يزال حيا. او انه شناصر ابن الملك يهوياكين (1اخ3: 18). وقد كان زربابل من النسل الملكي (1اخ3: 18 و19 ومت1: 12). فان كان شيشبصر قد مات بعد الرجوع حالا، فيكون زربابل الرجل العملي، خليفته الطبيعي. والراي الثالث انه موظف فارسي تعين للاشراف على اعادة استيطان اليهود.
سجل الراجعين (2: 1-70):
"النثنييم" يرجح انهم نسل جبعونيين (1اخ9: 2) وعملوا في خدمة اللاويين ومساعدتهم.
بناء المذبح وحفظ عيد المظال (3: 1-7):
من الممكن ان تكون قد قدمت ذبائح في اوقات ما اثناء السبي في مكان موقع الهيكل (ار41: 5). لاحظ انه "كان عليهم رعب"(3).
"عيد المظال"(4) قارن مع نح8: 14-17. وربط عزدراس الاول (5: 53) الجزء الاخير من عدد5 مع العدد التالي. نذروا نذورا فاوفوها. حسب اذن (7) وهو مذكور في 6: 4.
وضع اساسات الهيكل (3: 8-13):
"شرع بابل"(8و9) المعنى في العبرية هنا ليس واضحا تماما، ولكن يظهر ان الراجعين من السبي عينوا اللاويين مسؤلين عن عمل البناء (8).
توقف العمل (4: 1-21):
مقاومة عمل البناء (4: 1-5 و 24):
يشير الكاتب الى المعارضين فيصفهم انهم شعب الارض. وكان هذا هو التعبير المقبول في يومه، بيد انه في وقت حجي (سنة 520 ق م) يستعمل التعبير "اليهود الذين لم يذهبوا الى السبي"(حج2: 4). وكان اولئك الراغبون في مساعدة اعادة البناء من القبائل التي جلبها ملك اشور. وربما غلب هؤلاء على اليهود الذين لم يذهبوا الى السبي. وهذا ظاهر من (2مل17). ولهذا رفض زربابل ويشوع ان يسمحا لهم بالاشتراك في اعادة بناء هيكل الرب. وقد صار هؤلاء يعرفون بالسامريين. "اسرحدون" ملك اشور لا يذكر اسمه في (2مل17: 24) بل يذكر (عز4: 10) انه اسنفّر الذي يشابه اسمه اسم اشور بانيبابل وحيث ان السامرة سقطت عام 721 ق م فاما ان تكون مضت فترة طويلة قبل دخول هؤلاء القوم الجدد، او – وهو الارجح – ان يكون القادمون قد جاءوا على دفعات كثيرة. "كل ايام كورش وحتى ملك داريوس"(5). والاشارة الى داريوس (24) تبين ان الكاتب استانف القصة عند هذه النقطة.
امثلة لمقاومات مشابهة في تاريخ متأخر (6-23):
اختار الكاتب ان يقدم هنا مثلين اخرين عن المقاومة، وانما اشار الى تاريخهما بدقة. وقد حدث في عهد احشويروس (6) وخليفته ارتحشستا الاول (7) وذلك في المدة سنة 486- 424 ق م. ان محتويات الرسالة تبين ان الشكوى لم تكن عن الهيكل، بل عن اعادة بناء اسوار المدينة (12 و16). والحادثة المذكورة في ع 23 غالبا حدثت قبيل مجئ نحميا.
"بشلام ومترداث وطبئيل" الاولان مستعمران اجنبيان. اما طبئيل ومعناه "الله طيب" وقد يكون هو طوبيا (الرب طيب) الذي قاوم نحميا (نح2: 19).
"مكتوبة بالارامية"(7) كل الجزء الى 6: 18 بالسفر مكتوب بالارامية.
"الاركويين" ربما سكان ارك في بابل.
"اسنفر" ارجع الى عدد 2.
جواب الملك (17- 22) يامر بتوقف العمل ولكنه يترك في عدد 21 احتمال الغاء الامر. وفي الواقع الغى ارتحشستا الامر في نح2.
"قرئت بوضوح"(18) اي ترجمت (نح8:8).
استئناف بناء الهيكل (ص5 و6):
حجي وزكريا يشجعان على بداية جديدة (1-5):
كان الشعب يحتاج الى تشجيع بعد ان ضعفت همته في ال 16 سنة الماضية. ومن المسلم به ان زربابل تعين حاكما مكان شيسبصر حينها (5: 14) حيث ان اللقب استخدم له في حج1 و2.
"تتناي" الحاكم الفارسي لكل المنطقة الواقعة غربي الفرات.
رسالة من الحاكم الفارسي الى داريوس (6-17):
كان الحاكم مهتما بمعرفة من كان وقتئذ المسؤل عن البناء، وهل صحيح قولهم ان كورش اذن لشيشبصر ببناء الهيكل. وهذه المقاومة من الملك الفارسي وغيره هي المشار اليها "بالجبل العظيم" في زك4: 7.
لم يرد اليهود بالطبع ان يضعفوا قضيتهم بالتسليم انهم قد اهملوا العمل مدة 16 سنة عاما.
"ليرسل الينا الملك مراده" اي ليقل الملك انه ان كان كان قد اصدر كورش امرا فهل يريد ان يصادق على هذا الامر.
داريوس يامر بتشجيع العمل:
كانت معظم السجلات تكتب على الواح من خزف لكن لسبب ما كتب هذا الامر على ورق بردي او على جلد.
"احمثا" هي اكباثانا عاصمة ميديا ومصيف ملوك فارس.
كان عند داريوس موظف مسؤل عن شئون اليهود يمده بالمعلومات التي احتاجها في كتابة محتويات عددي 9 و10.
كمال الهيكل وتدشينه:
كان الشعب في هذا الوقت قليلا جدا .
ممارسة عيد الفصح:
"جميع الذين انفصلوا" (21) ربما الدخلاء، ولكن على الارجح اليهود الذين لم يكونوا في السبي والذين كانوا على استعداد ان يقطعوا علاقتهم بعبادة الاصنام، وعبادة السامريين الذي كانوا يخلطون بين عبادة الرب وغيرها.
"ملك اشور" غريب ان يطلق هذا اللقب على ملك فارس ولكنه ربما اتعمل عمدا ليذكّر القارئ بان عمل ملك فارس كا ابطال ما بداه ملك اشور، كما ان ملوك فارس كانوا يحكمون ما كان قبلا الامبراطورية الاشورية.
مجئ عزرا:
ارتحشستا يرسل عزرا برسالة (ص7):
التاريخ الان 458 ق م وتفصل بين اصحاحي 6 و7 مدة 60 عاما. وليس لدينا معلومات اكيدة عما حدث. ولو انه يمكن ان نؤرخ سفر ملاخي نحو نهاية تلك المدة. و لا نعلم من هو الوالي الذي خلف زربابل ولو ان نح5: 15 يذكر عدة ولاة. وفي هذه الاصحاحات الختامية لا توجد اشارة الى وال.
هناك اقتراح ان عزرا جاء بين مدتي ولاية نحميا (نح13: 6).
سفر عزرا الى اورشليم:
انساب عزرا (1-5) مختصرة جدا.
من المرجح ان عزرا كان يشغل منصبا في البلاط اشبه برئيس دائرة كانت مسئولة عن كل شئون اليهود وقد ارسل في مهمة رسمية للسؤال عن الاحوال في يهوذا. كان ملوك الشرق حينا اسخياء جدا وحينا قساة جدا. لاحظ ان خدام الهيكل اعفوا من الضرائب (24).
وقد صرح لعزرا ان يعين قضاة وحكاما على كل اليهود في المنطقة غرب الفرات (25).
اقتباس من مذكرات عزرا الشخصية:
سجل الراجعين مع عزرا:
"ومن بني ادونيقام الاخرين"(13) اي الابناء الذين لم يرجعوا من قبل.
السفر الى اورشليم:
لقد قطعت المسافة وهي 1500 كم في مدة 4 شهور (7: 9).
والفرق بين وقت الرحيل في الحالتين اي في هذا العدد وفي 7: 9 راجع الى التاخر في وقفة نهر اهوا. وحيث انه لم يذكر اسم وال ليهوذا فربما تكون تحت حكم سنبلط.
مشكلة الزواج من الاجنبيات:
حزن عزرا وحيرته:
يبدو ان 113 شخصا مذنبا بهذا الجرم (18-43) يبدو قليلا بعد 100 سنة ولكنه في نظر الراجعين من البي كبير.
كان الحزن يعبر عنه بقص الشعر (اي1: 20 وحز7: 18) لكن عزرا نتف بعض شعره نتفا من اصوله.
صلاة عزرا:
راى عزرا ان الرجاء الوحيد هو في عزل الجماعة عن الزيجات الغريبة. وقد اظهر الاختبار ان الايمان بالرب يفسده الاختلاط بالتزاوج مع الشعوب الوثنية المحيطة بهم. واما الاستثناءات مثل راعوث فلا تنهض دليلا على كسر القانون الالهي. ويشير نحميا بوضوح مماثل الى هذا الامر (نح13) وكذا ملاخي (ملا2: 11و14 و 15). وكذلك يحذر الرسول من الزواج عمدا بغير المؤمنين (1كو7: 39). وعلم النفس الحديث يبين انه من الجهل التزاوج بياناس تختلف احاسيسهم الدينية اختلافا بينا..
".. حائطا" (9) حيث ان هذه الكلمة تختلف عن كلمة سور المذكورة في نحميا، فقد اعتبر الكثيرون انها تعبير مجازي للحماية والحراسة ولكنها استعملت عن اسوار المدينة في ميخا (7: 11) ويوجد في عز4: 7-23 ما يدل على ان العمل في بناء السور كان يجري انذاك. والكلمات المقتبسة في ع11و12 هي ملخص لمجمل التعاليم الواردة في الشريعة والانبياء. وما تاريخ اسرائيل الا قصة كفاح دائم بين عبادة الرب النقية ومعتقدات الكنعانيين المنحطة.
مشاركة الشعب في حزن عزرا:
"فلما صلى عزرا" اي بينما كان يصلي. "يوجد رجاء" ان تبنا. قارن مع تث30: 1-10.
دعوة اجتماع كبير للنظر في الامر:
لقد استدعى الناس من كل المنطقة. وكان عددهم كبير اكبر من الاستعدادات المحدودة في اورشليم وتعرضوا للامطار الغزيرة. واقترح ان يحاكم المذنبون لدى قضاة محليون.
تعيين هيئة للفحص:
ما قيل في ع19 عن "بني الكهنة" من المحتمل ان يقصد تطبيقه على الاشخاص 113 . وكان يمكن اعتبار الخطية سهوا لا5: 15 حيث انه كان هناك تساهل عام في تطبيق الشريعة.
المعنى العبري في ع44 يصعب فهمهويقول اسدراس الاول (9: 36) "قد طلقوهن مع اولادهن".

الخميس، 16 يناير 2020

قصة: القطار والسيارة والمصباح

كان عم مرجان يعمل حارسا عند احد مزلقانات السكك الحديدية. كانت وظيفته منع السيارات من المرور قبل قدوم القطار بقليل. وفي الليل كان يفعل ذلك بإضاءة مصباح والتلويح به.
في احد الامسيات احتسى عم مرجان الشاي كعادته وبعد فترة من الوقت استغرق في النوم. كان لا يوجد في المدينة – حيث يعمل هذا الحارس- الا القليل من السيارات، لذلك فهو لم يعوّد نفسه على السهر. الا انه في تلك الليلة نهض من نومه مرتاعا لدى سماعه قدوم قطار الساعة الثامنة والنصف مساءا وهو يهدر فوق القضبان الحديدية في الظلام. فنهض العم مرجان بسرعة وامسك بالمصباح. كانت سيارة قادمة. فلوّح لها به. الا ان السائق لسبب ما لم يلحظ المصباح لذلك لم يوقف السيارة.واقتحمت السيارة خط القطار وحدثت الكارثة، فكان تصادما رهيبا. اما السيارة فاندفعت بفعل سرعة القطار باتجاه الخط مسافة طويلة قبل ان يتمكن القطار من التوقف. وتكشف الحادث عن مقتل كل من كانفي السيارة، وكانت عائلة مكونة من الاب والام وابناهما.
وتم التحقيق في الحادث لمعرفة السبب ومن المخطئ، فاحضر احد الخبراء للتحقيق في موقع الحادث. وتم استجواب بعض الناس. ثم دعى العم مرجان للمثول امام المحكمة والرد على بعض الاسئلة فسئل:
هل كنت نائما؟
كنت نائما بالفعل الا اني عندما سمعت صوت القطار قادما نهضت مسرعا ولوحت بالمصباح امام القطار.
ولكن هل لوحت به في الوقت المناسب؟
بالطبع لوحت به في الوقت المناسب لاني سمعت صوت القطار قادما، ولذلك لم اتوان عن اداء واجبي، الا ان السيارة لم تتوقف لسوء الحظ.
كان مرجان يرد على كل سؤال يوجّه اليه بقوله انه لوّح بالمصباح في الوقت المناسب بالضبط. واخيرا تم التوصل الى قرار بان العم مرجان ليس مخطئا وطلبوا اليه الذهاب الى مقر عمله عند معبر التقاطع.
وعندما عاد الى البيت كانت زوجته قد اعدت له وجبة شهية وكانت مبتهجة بنتيجة قرار القاضي بتبرئة زوجها. الا ان العم مرجان لم تكن له شهية لتناول الطعام. كانت دلائل الحزن الشديد والغم بادية على محياه. الا ان زوجته طلبت اليه ان يتناول العشاء وقالت له:
ماذا بك؟ الم تتم تبرئتك من التهمة؟ تقول انك لوّحت بالمصباح ، البس كذلك؟
وظل مرجان صامتا مذهولا. واستغرق في كرسيه شارد الفكر. واخيرا نطق بالحقيقة وقال لها:
صحيح اني لوّحت بالمصباح. بالتأكيد، ولكن ما الفائدة؟
قال هذا وعاد الى صمته. فسألته زوجته:
تقول ما الفائدة؟ ماذا تقصد، لابد ان ثمة شئ تخفيه؟
اجل! فالمصباح في الواقع كان خاليا من الزيت وحدث ما حدث..
تلل هي الحقيقة الرهيبة ان المصباح كان خاليا من الزيت لذلك حدثت الكارثة.
***
الدرس:
أيها الأعزاء! هناك درسان نتعلمهما من هذه القصة. اولهما، ان قولك نصف الحقيقة لا يعني انك قلت الحقيقة. فانصاف الحقائق ليست حقائق. 
الامر الثاني، هل لي ان اسألكم ما اذا كانت مصابيحك ممتلئة بالزيت ام إنها خالية وانتم تعيشون في الحياة بمصابيح مطفأة؟ نرجو الا يكون الامر كذلك. بل عليكم ان تكونوا انوارا مشعّة دائما، ومصابيحكم موقدة. ومن يدري ربّ شمعة صغيرة أنقذت نفسا من الموت.

الأربعاء، 15 يناير 2020

المزامير والشعر العيري

المزامير في المسيحية
بقلم: ر. ب. سكوت
ترجمة: القس حنا خوري، 1960
ان كتاب المزامير، في الدرجة الاولى، مختارات شعرية دينية للعبرانيين القدماء. وهذه المختارات كما نعرفها حاليا تختلف عن الشعر العادي من عدة وجوه، لانها متحدرة الينا من عصر قديم. ومع ذلك فتلك المختارات تشارك الاشعار الاخرى بعض خصائصها العامة. وهذا هو السر الذي يجعل المزامير صالحة لان تنقل الى لغات اخرى دون ان تخسر جمالها وقوة خيالها.
وللشعر العبراتي ميزات خاصة نلاحظها في الاقسام الشعرية الواردة في التوراة. ومن ابرز تلك الخصائص ما يعرف بالسجع المفصل. وهذا يعني في ابسط تعريف له ايراد الفكرة الواحدة في فاصلة واحدة ثم ترديدها في الفاصلة الثانية. فياتي عجز العبارة صدى لصدرها، وهو صدى الفكرة وليس صدى الرنة الموسيقية كما هو الحال في الشعر الغنائي. مثال قوله "هلم نرنم للرب، نهتف لصخرة خلاصنا"(مز95: 1). فكل شطر يعبر عن نفس المعنى. وهكذا تبقى الفكرة عالقة في ذهن المرنم. مثال ذلك "لان الرب اله عظيم، ملك كبير على كل الالهة"(مز95: 3).
ونجد ايضا مثلا لعبارة مسجوعة لا مناص من اتحاد الجزئين معا لكي يتم المعنى المقصود : "الذي له البحر وهو صنعه، ويداه سبكتا اليابسة"(مز95: 5).
وعندما يذكر شيئا عن النهار في الفاصلة الاولى يعود فيقابلها في الثانية بما يناسب الليل:
"بالنهار يوصي الرب برحمته ، وبالليل تسبيحه عندي"(مز42: 8).
وفي مزمور 29 نعثر على ما يدهشنا من الوصف الثلاثي لصوت الرب مشبها اياه بقصف الرعد سبع مرات. فيجب ان نقابله بما جاء في (مز18: 13) "ارعد الرب من السموات، والعلي اعطى صوته – بردا وجمر نار".
كذلك التشبيه بالمقابلة "كما يشتاق الايل الى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي اليك يا الله"(مز42: 1).
وقد ياتي التوازن بمقابلة الاضداد "بالغداة يزهر فيزول. عند المساء يجز فييبس"(مز90: 6).
وفي كثير من الاحيان تقرر الفقرة الثانية من السجعة ما يترتب على الفقرة الاولى. مثال:
"انتظارا انتظرت الرب، فمال اليّ وسمع صراخي"(مز40: 1).
وهناك ملاحظة خرى ينبغي ان تراعى وهي: ان كثيرا من تلك القصائد مؤلفةمن ادوار (او اقسام) ينظمها الشاعر في مقطوعة ادبية واحدة يجمع فيها العناصر المتعددة للرسالة التي يرد ايصالها. فالمزموران 42 و43 يؤلفان مقطوعة شعرية واحدة ولسبب مجهول قسمها المحررون الى جزئين. وبامكاننا ان نميز 3 ادوار متساوية في الطول ومنتهية بالازمة ذاتها.
غير ان العدد الكثير من المزامير لا يظهر فيها الشكل الشعري المنتظم. فبعضها غير مقسم الى ادوار محددة، كما يختلف بعضها الاخر في طول فواصلها وادوارها. والظاهر ان الشعراء احتفظوا بحريتهم في اختيارالشكل الذي نظموا فيه اشعارهم فجاءت متنوعة حتى ندر وجود مزمورين متشابهين في تركيبهما الادبي تمام التشابه.
وبجانب الاسلوب المسجع نجد ظاهرة ادبية هامة في نظم المزامير هي قوة الخيال المستوحى من الحياة اليومية لتوضيح الفكرة المقصودة. فتلال فلسطين الصخرية كانت في فكر المرنم وهو يردد "ارفع عيني الى الجبال.." و "اورشليم الجبال حولها. والرب حول شعبه.."(مز125: 2)
ثم يلمح الى الاسوار المحيطة كالقلاع الجبارة. وهناك الاودية الخضراء المكسوة بالحنطة والمنحدرات التي تسرح فيها المواشي وقطعان الاغنام (مز65: 13). والى الجهة الغربية يقبع البحر الكبير الذي تتلالا صفحته تحت نور الشمس المنعكسة على وجهه ، او تنكسر على شاطئه الامواج المزبدة (مز104: 25- 26).
وعندما يقصف الرعد فهو كصوت الرب الذي يجعل الارض تتزلزل (مز29). وفي حر الصيف وشدة القيظ تحمل الريح عصافة الحبوب من البيادر ناشرة اياها في الاجواء (مز1) والغدير المستكن في فصل الربيع اشبه بماء الحياة (مز23: 2). وعندما يرخي الليل سدوله تظهر النجوم فترصع الفلك وتزيده مجدا وجمالا (مز8)
وفي الطرق البرية ومسالكها المتشعبة مشى الناس متنقلين من قرية الى قرية بصورة غير منقطعة، واحيانا كثيرة كانوا عرضة لهجمات اللصوص وقطاع الطرق (مز27: 11). وكثيرا ما سمع القضاة وهم فيكراسي الحكم الناس يشتكون (مز58: 11) كذلك ترى الراعي بعصاه وعكازه (مز23). والصياد وشباكه (مز35: 7-8). والفلاح عائدا من حصاد حقله (مز126). ورئيس القوم في خيمته يقوم بواجب الضيافة تجاه احد الزائرين (مز23: 6). والموسيقي بعوده وربابه (مز57: 8). والعروس الخارجة من حجلة العرس (مز19: 5). والجند يرفعون الرايات وهم خارجون للحرب بقسيهم البارقة (مز20: 5 و7 و76: 3).
وتسير المواكب في الشوارع يتقدمهم المغنون ومن وراء ضاربوا الاوتار وفي الوسط الفتيات ضاربات الدفوف ووجهتهم الجبل المقدس حيث الهيكل العظيم (مز24 و68).
ويحيط الكهنة بالمذابح حيث يتصاعد دخان المحرقات بينما يقف الشعب في باحة الهيكل يصلون (مز18: 27). وترتفع اصوات الترنيم من الجوق فتردد الجماعة ايات الحمد والتسبيح وترتفع اصواتها المشتركة بالصلاة والابتهال (مز118: 1-4). وفي البيوت يضيئون السرج في المساء (مز18: 28) والامهات يرضعن اطفالهن (مز8: 2).
ويعثر احدهم فيسقط وينسكب الماء العزيز على ارض (مز22: 14). وتنكسر الجرة وتتبعثر قطع الخزف في كل ناحية (مز2: 9). وفي الظلمة يخرج الاشرار فيمدون اقواسهم ويفوقون السهم في الوتر ليرموا مستقيمي القلوب (مز11: 2). والمريض يتقلب على فراشه حتى الفجر (مز22).
لقد عمد الشاعر الى امثال هذه الصور من الحياة المالوفة فدبجها ببراعة معبرا عن شعوره، وهادفا الى الافصاح عن فكرة معينة يريد ايصالها.
ان البحار والتلال تبتهج كالبشر والانهار تصفق بالايادي والجبال تترنم (مز98: 8) غير ان شمس الحر تلفح كالاعداء ما لم يكن الرب حافظ للانسان وظل له (مز121). وحياة الانسان تزول سريعا تشبه عشب الارض (مز90).
لقد استخدم اولئك الشعراء اللغة المجازية عندما كانوا يتحدثون عن الله. وقصد بتلك العبارات ان تؤدي المعنى افضل من الكلام المعتاد. ذاك الساكن في السموات يستهزئ بملوك الارض (مز2) والرب من السماء يشرف على بني البشر لعله يجد فاهم يطلبه (مز14) وهو يهشم اسنان الاشرار (مز3).
وفي وصف غضب الرب يقول المرنم: "صعد دخان من انفه ، ونار من فمه اكلت. جمر اشتعلت منه". فهل يعني هذا والاات السابقة ان ناظمي المزامير كانوا يعتقدون ان لله جسدا كجسد الانسان؟ وعندما يقولون بان الله كان ساخطا او راضيا، هلل كانوا يعنون بذلك ان له عواطف شبيهة بالبشر؟ وعندما كانوا يدعونه قاضيا او راعيا او يصورونه جنديا يشحذ سيفه، فماذا كانوا يعنون بتلك الاوصاف؟
ان اول ما ينبغي ان نتذكره هو ان ذلك الكلام كان شعرا وليس نثرا. وكان الناظم يلوّن تلك الصور لكي ينقل الى مخيلتنا ما اراد ان يصل الينا من المعاني. فكان يشبه قوة الله بالصخور الصلدة. وكل تلك الصور الشعرية المجازية اراد وصف بها الاختبارات البشرية عن اله. ويظهر ان الاسباب لذلك:
اولا، ان الله لم يره احد قط. ثانيا، ان علاقة الانسان بالله شبيهة حقا بعلاقة الراعي باغنامه، والملك بشعبه، والاب باولاده.. والناس يتحدثون اليه في الصلاة كما يتحدثون الى قاض او حاكم معترفين بخطاياهم وممجدين صلاحه وجوده، وملتمسين العون في خشوع. ثالثا:ان الله خلق الانسان على صورته وهذا يعني ان هناك تشابها بين الله والانسان يمكنه من اظها نفسه للانسا ، ويمكن الانسان من التحدث الى الله.
ثم ان هناك فرقا اخر بين روح الانجيل ولغته وبين لغة المزامير. فطلب الانتقام من اهل الشر لا تجعلنا ندين اولئك الناظمين الذين شعروا مثل ذلك الشعور. بل ينبغي ان ندرك لماذا فعلوا ذلك. في الدرجة الاولى علينا ان نتسامح مع طريقتهم اي المغالاة والغلو في التعبير عن النفس، فيما كانوا يريدون الافصاح عنه تلك صرخات في طلب النقمة .. لكون اولئك الناس لم يعرفوا شيئا عن الدينونة بعد الموت، شعروا بان عدل الله ينبغي ان يتم هنا وفي الحال.
لذلك جاءت كلماتهم اكثر من مجرد طلب ثار شخصي بل ابتهالا بمن يحكم بين الحق والباطل. كما انهم لم يميزوا بين الخطية والخاطئ وان فهموا ان الله يحب الخاطئ ويكره الخطية.
والمزامير تفهم بوضوح عندما نعرف انها نظمت في الاصل لتكون جزءا من نظام العبادة في الهيكل. ففي (عد15: 3و8) نص صريح على ان وفاء النذور رافقته ذبائح السلامة يقابل ذلك (مز66: 13-15). وفي مزمور اخر يرفع المؤمن بيده كاس الخلاص فيما يقوم بايفاء نذره، وهي الكاس التي يشربونها ويسكبونها علامة الشكر (مز116: 13-14) لتقابل هذا مع 0عد15: 5).
ان اعدادا وافرة من المزامير تحدرت الينا من خدمات العبادة في الهيكل. وفيما بعد تحول بعض منها وتكيف ليصلح للعبادة الجمهورية البسيطة في المجامع. زد على هذا ان ناظمي تلك المقطوعات الشعرية لم ينقطعوا عن النظم حتى بعد جمعها في كتاب واحد، فلقد استمر الكثيرون منهم يقرضون الترانيم والتسابيح الروحية. وقد وصلت الينا مجموعة يعود تاريخها الى قبيل القرن الاول الميلادي. وسماها بعضهم "مزامير سليمان" لانه ورد في (1مل4: 32) ان سليمان نظم عددا من الترانيم على نسق المزامير الكتابية. وفي الاصحاحين الاولين من لوقا نجد 3 تسابيح تشبه بفحواها المزامير وهي تسبحة زكريا والعذراء والملائكة.
**
ترتيب المزامير
الاصحاح 3 من حبقوق لا يشبه المزمورين 18 و19 بمادته فحسب ولكن بموضوعه وخاتمته، مما يبرهن لنا انه كان يوما فصلا من كتاب. كذلك كتابات حزقيا في (اش38: 9-20) تذكرنا بصلاة الرجل المريض في (مز6). كذلك نجد عددا من المزامير او التسابيح منتشرة في الكتاب المقدس (خر15 وتث32 و1صم2 و2صم22 واش12 ويؤ2). واما مراثي ارميا فهي كتاب مزامير قائم بذاته.
كذلك نجد بعض المزامير جمعت مادتها من مزامير اخرى. فالجزء الاول من مز108 ماخوذ من مز 57 ومن القسم الثاني لمز60. والمزمور 70 يظهر في خاتمة مز40. وكذلك المزموران 14 و 53 .
جمع المزامير:
هناك بعض المصطلحات مثل مزمور او تسبحة او صلاة تعكس لنا الغاية التي نظمت لاجلها. فالمزمور بمعناه الحرفي كان ترنيمة رنمتها الجوقة في الهيكل بمرافقة العزف على الات موسيقية عديدة. اما التسبحة فكانت ترنيمة تهليل تستخدم اثناء السير في المواكب والاحتفالات الدينية. ان مز68 يعكس صورة لهذا الموكب الدينى. كما ان مزامير المصاعد المعنونة بتسبحة ربما كانت تستخدم في خدمات الهيكل وفي المواكب ايضا.
ثم ان هناك 5 مزامير بعنوان "صلاة" جميعها من نوع واحد مثل مز102 . ان هذه المختارات لا تدل على انها كانت تستخدم للترنيم ، انما هي صلوات كان يقدمها الافراد في الهيكل مثل حزقيا (اش37).
ربما مز 142 يدعى صلاة كما يدعى قصيدة تؤكد ان القصيدة كانت صلاة تقدم للحصول على استنارة الهية. اما المذهبة كما في مز16 و 56-60 فيرجح انها كانت عبارة عن طلب لحماية الهية مصحوبا بنذر. والمثال الوحيد للشجوية (مز7) يدلنا انها صلاة مرفقة بذبيحة لكي يظهر الله شر الاشرار ويثبّت الصديق.
الناظمون:
هناك 73 مزمورا منسوبة لداود. و 55 لامام المغنين، 12 لاساف، 11 لبني قورح. ومزمورا لموسى النبي، واخر لسليمان واخرون مثل هيمان وايثان وديثون. في 13 مزمورا ارجع العنوان الى حوادث خاصة في حياة داود.
وهناك الاشارات الموسيقية لجعل المزامير ملائمة لخدمات الهيكل. فال28 مزمورا تاتي معنونة بما يفيد انها كانت للجوقة بكاملها. فمزامير 4 و6 و54 و 55 و 61 و67 و 76 ينبغي ان تغنى على ذوات الاوتار. وقد نعجب اذ نجد هذه المزامير السبعة فقط ممهورة بتلك الاشارة وليست المجموعة بكاملها. اما الاشارات الموسيقية الاخرى فلا تشير الى الالات الموسيقية بل الى الانغام فمز 22 يرنم على لحن "ايلة الصبح" ومز 56 على "الحمامة البكماء وسط الغرباء". ومز 8 و81 و84 على الجتية والتي تعني "معصرة الزيت" فالاغاني الشعبية التي كانوا يترنمون بها في ايام الحصاد وقطاف الكروم كانت مالوفة (اش5 و 9: 3 و16: 10 و 27: 2). 
المزامير القومية:
ان بعض المزامير كانت تضرب على وتر القومية اكثر من الدين. فمزمور 20 يمثل الملك والشعب يقدمون الذبائح ويطلبون العون الالهي قبل خوض المعركة. ومز60 يبدا بابتهال الى الله بسبب اندحارهم في الحرب. كذلك مز 48 يصف عاصفة اندحرت فيها اساطيل الاعداء. وفي مز83 صلاة لطلب النجاة من عدو يهددهم.
اما اليوم فالكنيسة تثبتت في العالم. فنشترك في التسبيح لله ملك الملوك. وعندما نردد تلك المزامير القديمة نشركها بامور قومية علينا الا نستخف بدورنا في محاربة الشرور وان نطلب دائما استتباب ملكوت الله على الارض.