الأحد، 28 أغسطس 2022

الة التصوير


"ورأيت الاموات صغارا وكبارا..(رؤ20: 12)
وهذه الكلمات توضح لنا صورة الناس يوم الدينونة ففي هذا اليوم يقيمنا الله من الموت ، ويفصل الابرار عن الاشرار، ويفتح الاسفار التي كتب فيها كل افعالنا واقوالنا وافكارنا.
انه يوجد الملائكة يدونون هذه الاشياء، ويمكننا ان نقرب هذا الى الاذهان بهذا المثال: اذا ذهبت الى المصور، فانت تقف امام التصوير ويقف المصور خلف الالة، ثم يضغط على زر خاص ويرفع الغطاء عن العدسة وفي لحظة تؤخذ الصورة ويمكن بعد ذلك رؤية صورتك.
وعين الانسان هي الة تصوير دقيقة، والصورة التي نراها هي الاشعة الساقطة التي نراها، والتي تنقل الصورة الى شبكية العين. هكذا المرآة فان الطبقة المفضضة خلفها تظهر الصورة التي امامها. وبالمثل يعكس النهر قاع الصورة الساقطة على الماء. ولا يمكن الرؤية في الظلام لنرى الاشياء التي امامنا لان اشعة الضوء هي التي تحمل صور الاشياء المختلفة. والنور ذو طبيعة فريدة، فقد اثبت العلماء ان للضوء طبيعة مزدوجة، فهو يحمل خواص الاجسام المادية، كما يحمل خواص الموجات. وقد وصف الرب نفسه بأنه النور. وهذا التصريح خطير، لانه من استطاع ان يصف نفسه بهذا الوصف، فهو ليس نورا فحسب، بل هو نور العالم كله. "وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة.. (١ يوحنا ١: ٥). وقد ربط الرسول ببن اعظم الوصايا والفضائل اي المحبة وبين النور فقال "من يحب اخاه فهو في النور.."(١يو١).
قال القديس كيرلس الاول (كما يحتاج الانسان الى واسطة خارجية لرؤية الاشياء،، اعني النور، هكذا نحن نحتاج الى المعمودية المقدسة حتى نعاين ملكوت السموات. فقد قال الرب "أجاب يسوع وقال له:«الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله».. (يوحنا ٣: ٣).

الجمعة، 19 أغسطس 2022

قراءة عيد التجلي المجيد

اليوم 13 مسرى يوافق عيد التجلي المجيد. بركته المقدسة فلتكن معنا.

مزمور العشية  
(مز98: 6,5):
"موسى وهرون في كهنته": هذا لتكريم موسى الذي ظهر مع الرب على جبل التجلي. الكهنة يمثلهم هرون والأنبياء يمثلهم صموئيل في الذين يدعون بإسمه كانوا يدعون الرب. 
"بعامود الغمام كان يكلمهم". عامود الغمام كان عمله قيادة الشعب. ونرى هنا سحابة ظللتهم.

إنجيل العشية 
(لو28:9-36):
قصة التجلي كما وردت في الثلاث أناجيل (متى ومرقس ولوقا).

مزمور باكر 
(مز103: 29-31): 
" فليكن مجد الرب إلى الأبد".مجد الرب يسوع في التجلي.نصلي لنراه كلنا وإلى الأبد.
"يفرح الرب بجميع أعماله، الذي ينظر الأرض فيجعلها ترتعد، الذي يمس الجبال فتدخن". إلهنا جبار، واليوم نرى لمحة من عظمته في يوم التجلي.

إنجيل باكر 
(مت1:17-9):
قصة التجلي كما وردت في الثلاث أناجيل (متى ومرقس ولوقا)

البولس 
(كو1:1-23):
"صورة الله غير المنظور". هنا نعرف من هو المسيح الذي يتجلى أمامنا اليوم: صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة.. خالق الملائكة فيه يحل كل الملء.. شاكرين الله الآب الذي جعلنا كفاة للدخول في نصيب ميراث القديسين في النور.

 

الكاثوليكون 
(2بط12:1-21):
"معاينين عظمته". يكلمنا القديس بطرس عما رآه يوم التجلي. كنا معاينين عظمته.. كنا معه على الجبل المقدس.

الإبركسيس 
(أع44:7-1:8):
 خيمة الشهادة.
 ‏" أما خيمة الشهادة: وهذه كان يتجلى فيها مجد الله في قدس الأقداس، لكن كان هذا غير مرئي إلاّ لرئيس الكهنة. وخيمة الشهادة هذه تشير لجسد المسيح الذي يخفي مجد لاهوته. لكن اليوم ظهر جزء من هذا المجد. ونفس الشيء مع الهيكل: ولكن سليمان بنى له بيتاً. ثم نرى إسطفانوس يري مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله.
 ‏
مزمور القداس 
(مز86: 5,1): 
 " أساساته على الجبال المقدسة، ". هي أساسات الهيكل، وهو مؤسس على جبال أي سماوي وثابت والمقصود هنا الكنيسة المؤسسة على الرسل والأنبياء (أي تعاليمهم) والمسيح نفسه حجر الزاوية (أف20:2). ولأنها جبال مقدسة، فالقداسة أعطت قوة للبناء. .

"يحب الرب أبواب صهيون": صهيون في العهد القديم التي أحبها الرب، هذا كان لأن فيها الهيكل والتسابيح والأبواب هي التي يدخل منها المؤمنون للعبادة. وبالنسبة للعهد الجديد، فالمسيح أحب كنيسته وتجسد لأجلها وصارت الأبواب التي يدخل منها المؤمنون هي الإيمان والمعمودية والتوبة.

"إنسان صار فيها". المسيح المتجلي اليوم هو إنسان حقاً لكنه هو العلي.

انجيل القداس
 (مر2:9-13): 
عن قصة التجلي كما وردت في الثلاث أناجيل (متى ومرقس ولوقا). حري بنا ان نتأمل اليوم في السحابة التي ظللت المجتمعين على جبل التجلي. لقد طلب بطرس ان يصنع ثلاث مظال. تأثرا بعيد المظال، وفيه يصنع كل يهودي مظالا ويقيم فيها مع اسرته تذكارا للفترة التي ظللتهم فيها سحابة الرب. هل نحن نعيش في ظل الرب. طلب داود ان يحتمي في ظل الرب وطوب كل من يتمتع بهذه البركة فقال "بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. (المزامير ٩١: ٤).
وقديما تنبأ اشعياء بهذا الحدث المجيد فقال "يَخْلُقُ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَلَى مَحْفَلِهَا سَحَابَةً نَهَارًا، وَدُخَانًا وَلَمَعَانَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ لَيْلاً، لأَنَّ عَلَى كُلِّ مَجْدٍ غِطَاءً. (إشعياء ٤: ٥). وباقي الاية يرينا عناية الله "وتكون مظلة للفيء نهارًا من الحر، ولملجأ، ولمخبأ من السيل ومن المطر".
تمتعت منا العذراء بظل الرب "الروح القدس بحل عليك. قوة العلي تظللك".

السبت، 13 أغسطس 2022

تذكار الموت

تذكار الموت:
ليس كل تذكر حسن. يقول الكاهن في صلاة القداس "ونجنا من تذكار الشر الملبس الموت". على النقيض تذكار الموت يعد مفيدا، انه ليس تشاؤما. انه فعل الحكماء الذين يذكرون اخرتهم. ولدينا في الكتاب مثالين عن اثين تذكرا الموت. وعلى الرغم من ان كليهما هلك، الا ان هذا يعطينا درسا بان تذكر الموت ليس كافيا، ليس هو حكمة في ذاته ان لم تصاحبه سيرة بمقتضى يليق مع تذكر الموت المهيب.

١- عيسو:
فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» (التكوين ٢٥: ٣٢). لقد تذكر الموت ولكنه لم ينتفع منه، اذ يصفه الكتاب بانه عاش مستهترا "ولا يكن احد مستبيحًا كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته» (عب-).
يالها من فلسفة عاطلة وغريبة! كأنه يقول هوذا الحاضر سريع الزوال فلماذا التمسك بالمستقبل؟ ها عمري قد دنا من نهايته فلماذا اهتم بالأبدية؟ «فاحتقر عيسو البكورية» كما احتقر اسرائيل بعده أرض الموعد (مزمور 24:106) ثم احتقر المسيح أخيرًا (زكريا 13:11): كما احتقر المدعوون إلى العرس الدعوة ورفضوها (متى 5:22). وهكذا نجد الانسان يستهين دائمًا بأمور الله لأنه لا يبالي ألا بالحاضر. "وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. (١ كورنثوس ٢: ١٤). فليس الانسان الطبيعي لا يقبل الروحيات بل انه يعتبرها جهالة ويحتقرها كما فعل عيسو.
 الانسان الطبيعي عنده طبخة العدس أفضل من ميراث كنعان بجملته. أن السبب الذي أبداه عيسو وبموجبه احتقر البكورية، هو عين السبب الذي كان يجب أن يقيم عليه تمسكه الحريص بالبكورية؛ لأني متى تأكدت بُطل الحاضر فينبغي أن أزداد تمسكًا بالمستقبل. وهذا هو حكم ونظرة الإيمان «فيما أن هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا.. لكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر» (بطرس الثانية 3). هذه هى أفكار الله؛ من أجل ذلك هى أيضًا أفكار المؤمن. أن هذه كلها تنحل، فماذا أذن؟ أتحتقر الأمور الغير منظورة أيضًا؟ حاشا؛ لأنه إذا كان الحاضر سريع الزوال فماذا بقى علينا ألا أن نهتم بالدهر الاتي.

لم تكن هذه صفقة صالحة، ذلك لأنَّ يعقوب حاول أن يشتري ما يملكه أصلًا وعيسو حاول أن يبيع شيئًا لا يمتلكه. "فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوب". كان يعقوب مُذنِبًا في التَّخطيط لأعمالِ الجسد كي يربح شيئًا قال الله أنَّه يمتلكه بالفعل. بالرغم من ذلك، يجب أن نتذكَّر أنَّ الملامة الكبرى تقع على عاتق عيسو الَّذي ٱحْتَقَرَ ٱلْبَكُورِيَّةَ. ‏وهذه التي ركز عليها الوحي الالهي في نهاية الاصحاح، وليس على استغلال بعقوب للموقف.
يشهد التَّاريخ على رجالٍ يُفضِّلون الأوهام على الحقائق ويختارون الآن بدل الأبديَّة، وملذَّات الخطيَّة إلى حين بدل أفراح الله الأبديَّة. يقرأ الناس النفاية بدل كلمة الله ويلتزمون بنظام الأولويَّات الَّذي يُبعِد الله عن حياتهم. كثيرون من الرجال يقضون أوقاتًا طويلة في الحلاقة، مثلًا، بدل الاهتمام بأرواحهم؛ والعديد من النساء يقضين أوقاتًا طويلة في التَّبرُّج بدل الاهتمام بأبديَّتهنَّ الروحية.

يشبه بعيسو اولئك الذين يفقدون حذرهم مع تقدمهم بالعمر واقترابهم من الموت. انهم يشبهون الملاحون الذين يقودون قواربهم بامان في وسط عجيج البحر ولكنهم يغرقون على الميناء. فقدان الحيطة والحذر هو نفسه الاستهتار الذي وصف به عيسو . ان شخصيَّة عيسو كزانٍ مُستبيح وشخصٍ دنسٍ مُستهتِر (العبرانيِّين ١٦:١٢) تُظهِر صواب اختيار الله ليعقوب بدلًا من عيسو في حَمل البكوريَّة، بالرغم من أنَّ يعقوب كان الأصغَر.

٢- بلعام:
" لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ». (العدد ٢٣: ١٠).
 كان بلعام متأثراً بما رأى من بركة الكثرة "مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ بِعَدَدٍ" (ع 10، أ).تأثر ‏ولو للحظة فقال "لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ" (ع 10). إلا ان البر لا نناله بكلمات قد تخرج جوفاء لانها بتأثر وقتي. ان معظم الناس يرغبون في هذا "موت الأبرار" ولكنهم لا يرغبون أن يعيشوا عيشة الأبرار لأنها حياة الانفصال عن العالم. "شعب يسكن وحده ومع الشعوب لا يحسب". 
 ‏والدليل على ان بلعام كانت كلماته جوفاء لا صدق فيها. انه سقط في اول اختبار، فمع أنه كان هناك رفض حاسم للعن الشعب ولكن بالاق لم يعدل عن رغبته في لعن الشعب، وفكر بالاق أنه إذا لم يكن بالإمكان لعن كل الشعب فعلى الأقل البعض منه لذلك استحضر بلعام لكي يرى أطراف الشعب "فَقَالَ لَهُ بَالاَقُ هَلُمَّ مَعِي إِلَى مَكَانٍ آخَرَ تَرَاهُ مِنْهُ. إِنَّمَا تَرَى أَقْصَاءَهُ فَقَطْ وَكُلَّهُ لاَ تَرَى فَالْعَنْهُ لِي مِنْ هُنَاكَ". وترى بلعام الذي وصف نفسه بانه "الرجل المفتوح العينين", وكانه اعمى غشاوة طلت عينيه، فيسير منساقا وراء رغبة بالاق، رغم عظمة ما شاهده من بركة الله للشعب والتي ظهرت بصورة ملموسة في زيادة العدد. ظن لوهلة، ان من لم يستطيع ان يلعنه كله يلعن جزء منه. بأي منطق هذا او بأية حكمة؟ هذا هو حكمة البشر الباطلة. نسى بلعام ان "الله ليس إنساناً فيكذب أو ابن إنسان فيندم". 
 ‏لماذا يلعنهم؟
 ‏هل لانهم اثمة وخطاة. 
 ‏كيف ذلك وهم امة مقدسة؟ الا يكفى ان اسم الله دعى عليهم؟ الم يعلم ان الله يسكن وسطهم؟ الا يتذكر قسم الله وعهده معهم؟
 الم يقول بلعام نفسه " أن الله لم يبصر إثماً في يعقوب ولا رأى تعباً في إسرائيل. (ع 21)؟ فكيف يستطيع ان يلعن من اختاره الله واختصه لنفسه؟
 ‏يفشل البلعام للمرة الثانية.. والانسان كما قال عنه الحكيم "يعيد حماقته". 
 ‏وقد يخالجنا ان بلعام تأكد من المرة الثانية وعليه ان يكف. لكننا نراه للمرة الثالثة يكرر نفس خطيته. وقد نسأل، لم سمح الرب بان "يضع كلمات على فمه". ربما يعطي الروح القدس فرصة لكي يرسم أمامنا المزيد من جمال وجاذبية القديسين في البرية وهم مصورون كعمل الله. استحضر بَالاَقُ بَلْعَامَ إِلَى رَأْسِ فَغُورَ الْمُشْرِفِ عَلَى وَجْهِ الْبَرِّيَّةِ (ع 28) لم يكن بالاق يقدر أن يرى وقتئذ سوى البرية. كان ذلك يبدو أمامه لعنة موافقة، لم يكن يقدر أن يرى شيئاً من مناظر القدير الذي كان على وشك أن يصفها، ليس العجائب التي أعطى لبلعام أن ينطق بها بل عمل الله فينا حين نكون سالكين بالروح في البرية.
 ‏آخرة بلعام كانت منافية لما طلب أن تكون (انظر ص 31: 8) وهذا يدل أن الله يكره صلاة الأشرار ( أمثال 28: 9).
وختاما نقول،
احدهما تذكر الموت واحتقر بركة الدهر الاتي،
والاخر طلب ميتة الابرار واخرتهم ولكنه بحماقة سلك.
هلك، عيسو من اجل طبخة عدس
وبلعام من اجل محبة المال.

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

خذ .. مني كل شئ

قال صديقي : 
فكرة أن الله موجود واستعمل الأنبياء والأديان لمخاطبة البشر فكرة غير منطقية! لأن البشرية أنتجت ما يفوق الـ٤٠٠٠ دين فإذا أراد الشخص أن ينتخب منها أشهر ٢٠٠ دين ويخضعها للدراسة والممارسة التجريبية بواقع ٦ أشهر لكل دين ستحتاج لـ١٠٠ سنة لكي تكمل دراستها وتنتخب الدين الصحيح منها!!!
قلت: الاديان ليست هذا العدد. انظر الى شجرة او خريطة الاديان ، وستجد انعا ٤ تفرعات في الاساس، اذ تنقسم حسب الايمان بالله الى اربعة، وحدانية الله، تعدد الالهة، الوهية الكون، الالحاد.

قال: من يجرؤ على الترويج لفكرة خاطئة في عصر المشاع المعرفي وإمكانية الوصول إلى المعلومة !! سيكتشف الناس كذبه في ضغطة زر !! حتى التصنيفات الكبرى التي تنضوي تحتها الأديان تزيد عن ٢٠ تصنيف عند بعض الباحثين وأنت تقولين ٤ معتقدات فقط !!! على كل حال سأذكر لك بعض المصادر

قلت: نحن لدينا قوانين ايمان من القرن الاول. تخيل ان قانون الايمان ٣ عبارات فقط هي ٣ بنود او عقائد اساسية؛ الايمان بالخالق، وبتجسد المسيح الفادي، وبقيامة الاموات. احيانا التعقيد يضلل والبساطة حلوة. هل دراسة هذه البنود تحتاج الى دراسة عشرة سنوات في المدرسة؟

تركت صديقي الملحد في العالم الافتراضي ، وجلست مع صديق اخر في ارض الواقع اسامره.
قلت: هذه الايام انا مشغول بطلب مادي من ربنا. اريد اموال حتى يمكنني الزواج.
قال: منذ ان انفصلت عن زوجتي وانا اعاني. احيانا ادخل في دور اكتئاب، وابدأ الوم واعاتب ربنا...
قلت: لقد قفز الى عقلي قصة سأحكينا لك. طلب احدهم من ربنا يوما ان ينزل قحط على بلاده. هل رأيت الفيديو الذي يصور مجنون في الشارع يصيح عاليا بكلمات يلعن فيها الحياة والعباد. هل تعرف من الرجل الذي طلب من الله ان ينزع الرخاء ويأتي بمجاعة، تصور وهو يرى ابنه وهو يتلوى من الم معدته جراء الجوع، تصور طفلة في الشلرع تسير وهي اشبه بهيكل عظمي، فقد اصبحت جلدا على العظم.. الخ من الصور التي نراها في المجاعات. هذا الرجل هو ايليا النبي.
قال: امر غريب. اعرف القصة واعرف قوله "لا يكن طل ولا مطر الا عند قولي".
قاطعته: "عند قولي". وكأنه يقول لله، اوع تحن او تشفق يا رب على البشر. سوف تسمع صرخات الجياع، وسوف ترى الامهات الملتاعات على فقدان فلذان اكبادهم .. لكن اياك ان ترق. انا هنا على الارض، سوف اعلمك بالوقت المناسب الذي تنهي فيه المجاعة.
ثم وقفت، في اشارة الى رغبتي في المغادرة، لقد قلت لنفسي الان، سوف اغير طلبتي، واصلي:
يا رب خد مني كل حاجة. هذه الماديات التي نظن فيها سعادتنا سبب شقائي. 
عدت الى البيت، وتذكرت كلمات البابا المتنيح شنودة في كتابه (الله وكفى). وفي فصل بعنوان (معك لا اريد شيئا على الارض). وقلت وقد هممت بالكتابة، سيكون عنوان تأملي اليوم:
لا اريد شيئا!
لكن... فكرت:
وقع كلمات، ( خذ مني كل شئ) سيكون الانسب والاكثر اتساقا مع قصة ايليا. لكن لما طلب ايليا المجاعة؟
طبعا، الشعب كان قد ابتعد عن عبادة الرب. 
واتصور الامر حدث كالتالي:
كان ايليا يجلس في احدى حجرات مدرسة الانبياء ، وقد امسك بالتوراة وراح يقرأ كلمات سفر التثنية:
وَتَكُونُ سَمَاؤُكَ الَّتِي فَوْقَ رَأْسِكَ نُحَاسًا، وَالأَرْضُ الَّتِي تَحْتَكَ حَدِيدًا. وَيَجْعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكَ غُبَارًا، وَتُرَابًا يُنَزِّلُ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكَ. (التثنية ٢٨: ٢٣-٢٤).
نحاسا.. حديدا.. اي لا تمطر السماء ولا تنبت الارض، والرياح بدلا من ان تحمل السحب، تحمل اتربة وغبارا..!
قلت وقد ختمت التأمل:
"«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق». (إشعياء ٧: ١١).
لقد فهمت شيئا من معنى هذا العدد الكتابي. "عمق طلبك". العمق يكون بالاسفل وليس الاعلى، وذلك عكس الكلمات التالية مباشرة "ارفعه الى فوق". العمق يسبق الارتفاع، لعل طلبة ايليا في حالتي اهم من ان طلبة احاز الملك وقتها. لعل طلبتي ستكون الان:
لست اريد شيئا..
لا . هذا لا يفي بتطبيق  ما حدث في قصة ايليا ولا ينطبق مع معني الاية .. ستكون طلبتي:
يا رب خذ مني كل شئ.


موضوعات ذات صلة: