الاثنين، 30 نوفمبر 2015

حبة الخردل الصغيرة


"يشبه ملكوت السموات حبة خردل اخذها رجل وزرعها في حقله.. ، وهي اصغر جميع البذور، ولكن عندما تنمو فانها تصير شجرة كبيرة، حتى إن طيور السماء تأتي وتتآوى فيها "(متى 13: 31-32)
أشياء كبيرة في كثير من الأحيان تأتي من البدايات الصغيرة.
يبدأ كل حصاد من مجموعة قليلة من البذار الصغيرة.
يبدأ كل نهر من جدول صغير.
تبدأ كل رحلة مع مجرد خطوة.
كل سيمفونية تأتي من ثمانية نغمات فقط.
شرارة صغيرة يمكن ان تتطور لتصبح نيرانا شديدة تسبب خرابا عظيما.

وهذا هو بيت القصيد يسوع. يعلمنا انه عندما يتعلق الأمر بملكوت الله، لا يجب أن نحبط بالبدايات الصغيرة. وعلينا ان نتذكر امثلة البدايات الصغيرة، فإن النمو في مملكة الله سيكون كبيرا وسوف يمتد ملكوته ليشمل العالم كله.
يركز هذا المثل على النمو - النمو المذهل. بذرة صغيرة تبدأ كنبتة صغيرة، لا يزيد عن حجمها عن رأس دبوس تنمو لتصبح شجرة، أو على الأقل شجيرة كبيرة جدا. لو كنت في زيارة لمنطقة بحيرة طبرية في فصل الربيع، سوف ترى هذه الشجيرات على التلال مزدهرة تملأها الزهور الصفراء الزاهية. عادة، تنمو إلى ارتفاع 2 او 3 امتار. ولكن في بعض الاحيان يصل نموها إلى 5 أمتار – وهو حجم شجيرة كبيرة أو شجرة صغيرة. وعلى ما يبدو هذه الاشجار هي بذرة الخردل في هذه المثل.
ما هي الفائدة من هذا المثل؟ من البدايات الصغيرة يأتي النمو الهائل. من الصعب أن نتخيل ان شيئا صغيرا هكذا يمكن أن ينتج شيئا كبيرا إلى هذا الحد؟ هذا هو كيف تسير الأمور في ملكوت الله. ما يبدأ صغيرا ينمو إلى شيء مذهل.

انها رسالة لنا. الله يختار في كثير من الأحيان ان يعمل من خلال الامكانات الصغيرة. الكنيسة الاولى بدأت ب 12 تلميذ ثم 70 رسول وانتشر الايمان في اورشليم ثم اليهودية فالسامرة والى اقصى الارض.

اللؤلؤة الثمينة


"امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمرها يفوق اللالئ". (الأمثال31: 10)

لم يسبق لي ان تأملت في أمثال 31 وهو عن المرأة الفاضلة، على الرغم من أنني قد استخدمت بعض الاعداد هنا وهناك. وقد طلبت السيدات مني مرارا وتكرارا ان احدثهم عنه ولكني شعرت دائما أن هذا الموضوع قتل بحثا. اللؤلؤة استخدمت عبر التاريخ لتكون مثالا عن المرأة. وقد كتب مئات من الكتب والدراسات عن الكتاب المقدس ومنها عن المرأة الفاضلة المذكورة في سفر الأمثال 31.
العديد من السيدات تقول لي أن امرأة الأمثال 31 تخيفهم. ويجب أن أعترف أنه عندما كنت أصغر سنا، وخصوصا عندما كنت في بداية زواجي، كانت تخيفني أيضا. فقائمة صفات المرأة الفاضلة قائمة شاملة لكل الفضائل. تصدر مني ضحكة مكتومة عندما أعود بذاكرتي على مدى السنوات الى سن الشباب. من المعروف ان كل شاب يريد الزواج بامرأة تتصف ب"سلسلة" من الصفات كالمذكورة في الأمثال 31 . إذا انتظروا هذه الصفات مجتمعة فربما لا يجدونها في معظم الفتيات.

أنا الآن في الاربعينات من عمري وحين ألقي نظرة على الأمثال 31 اجد هذه المرأة كسلسلة من اللؤلؤ. كل صفة تمثل لؤلؤة فى عقد حياتنا. 

وهذه بعض "اللالئ" أو فضائل المرأة الفاضلة المذكورة في أمثال 31 :
الفضيلة. الأمثال 31:10
الإخلاص. الأمثال 31:11
الخشوع. الأمثال 31:12
الخير. الأمثال 31:12
العمل بهمة. الأمثال 31:13
مدبرة جيدة. الأمثال 31: 14،15
كادحة. الأمثال 31:16
قوية. الأمثال 31:17
لها مقدرة كبيرة على التحمل. الأمثال 31:18
حكيمة. الأمثال 31:19
عمل الخير. الأمثال 31:20
صانعة ماهرة. الأمثال 31:21
حسنة الهندام . الأمثال 31:22
زوجة لزوج صالح. الأمثال 31:23
سيدة أعمال. الأمثال 31:24
شريفة. الأمثال 31:25
حكيمة. الأمثال 31: 26
طيبة القلب. الأمثال 31: 26
أم جيدة. الأمثال 31: 27
نشيطة. الأمثال 31: 27
يمدحها الاخرون. الأمثال 31:28
عمل الرحمة. الأمثال 31:29
تخاف الرب. الأمثال 31:30

حياتها مثمرة. الأمثال 31:31

الافخارستيا سر الحياة

قال الفيلسوف والمفكر الفرنسي "جان بول سارتر" (1905-1980م) "الحب وهم " ! ولكن في الإفخارستيا تصبح المحبة حقيقه تامة ومطلقة، نقيم ونعيش فيها، فالله في الإفخارستيا يدعونا للدخول إلي عمق سر محبته، بل والإقامة فيها، وأن نقيم في الله يعني أن نحمل الله في كياننا".

الرأي

هل تعتبر نفسك مفكرا مستقلا؟ ما هو مصدر اراءك الخاصة بشأن ما هو صواب أو خطأ؟ كيف يمكنك تكوين آراءك بشأن الأخبار والأحداث السياسية؟
المسوقين المحترفين يضعون استراتيجيات للتأثير على المستهلكين وإقناع الزبائن المحتملين لشراء منتجاتهم. بعضها نجح نجاحا كبيرا، ويمكنك ملاحظة ذلك من سماع الكثير منا يردد الشعارات الخاصة باعلانات العديد من الشركات.
في التواصل مع الآخرين، يجب علينا أن نكون حكماء بما يكفي كي لا نكون محاصرين من قبل عبارات خادعة مضللة تحاول ان ترتدي النهج المسيحي كقناع. "هل أنت تكافح مثلي ضد الخطية؟" يمكن أن يكون السؤال مضللا جدا. من المهم معرفة كيف نجري حوارا مع الاخر ايا كان. لكن القبول والتسامح والاحتواء لا يمكن أن يكون ابدا قبول افكاره.

لاحظ احد رعاة الكنيسة ومؤلف كتاب ذائع هو "ريك وارين" أن ثقافتنا قد قبلت اثنين من الأكاذيب الضخمة. الأول هو أنه إذا كنت لا توافق على أسلوب حياة شخص ما، يجب عليك ان تتخوف منه أو تكرهه. والثاني هو أن ان تحب شخص ما يعني أنك توافق على كل ما يؤمن به.

نوم المشتغل حلو

"نوم المشتغل حلو ان اكل قليلا او كثيرا ووفر الغنى لا يريحه حتى ينام"(جا5: 12)
عقولنا وأجسادنا تحتاج الى النوم فى أوقات منتظمة لاننا ببساطة ممكن أن نصاب بالضجر من المجهود البدني أو المجهود العقلي. وفي حالة المرض يمكن أن تزيد حاجتنا إلى النوم. وعادة ما ينام معظم الناس في أوقات منتظمة، ولكن الضغوط التي يتعرض لها البعض يمكن أن تجعلهم ينامون في وقت لا يجب النوم فيه. كان تلاميذ السيد المسيح تحت ضغط كبير في ليلة الصلب ، في الليلة التي طلب فيها يسوع اليهم ان يشاركوه في صلاته واحزانه والامه اكثر من اي وقت مضى، حيث طلب اليهم قائلا: "امكثوا ههنا واسهروا معي" (متى 26: 40-41).

نحن جميعا اختبرنا كيف نشعر بالسعادة حينما ننال كفايتنا من النوم. فبعد يوم مشحون بالعمل، وفور وصولنا الى البيت ننزلق ببساطة في السرير وهذا ما وصفه الحكيم في (سفر الجامعة 5:12). هذا هو نوم المشتغل، ولكن في بعض الاحيان قد نعاني من الارق حيث تبدو الليالي وكأنها طويلة، ولكن مع الحرص في حياتنا وانتهاج سلوكيات صحية حكيمة، يمكننا أن نجعل تلك الليالي نادرة . فنضطجع في معظم الليالي ويلذ نومنا (أمثال 3: 21-26).
مصدر الصورة والمقال:
http://www.ucg.org/beyond-today/blogs/this-is-the-way/a-time-for-sleep

اعكف على القراءة ..

ان نقرأ امر جيد ولكن لن يفيدنا ما لم نتأمل فيما نقرأه
القراء كثيرون ولكن المفكرون قليلون
نصح القديس بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلا:
"الى ان اجئ اعكف على القراءة والوعظ والتعليم"
وطوب السيد المسيح من يعلم ويعمل ثم يعلّم قائلا:
"اما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات"
ولكي نعلّم الاخرين ونرشدهم الى طريق الخلاص يجب ان ندرس جيدا كلمة الله.
للاسف نحن نعيش في عصر تم استبدال قراءة الكتب فيه الى القراءة من خلال شاشة الكمبيوتر. هناك فوائد تأتي من تقدم التكنولوجيا، ولكن يجب علينا أخذ الوقت الكافي  لهضم ما نقرأه ونفكر فيه. فيما يتعلق بقراءة كلمة الله هذه العملية - اي القراءة مع التأمل والحفظ- تسمى اللهج لقد اوصى الله قائلا "تلهج فيه نهارا وليلا"(يش1)
وللتفكير أثناء القراءة يجب علينا ان نعيد قراءة ما نقرأه وربما تسجيل بعض المقاطع التي نمر عليها حتى نتمكن من العودة إليها. يمكنك ان تضع خطوطا تحت فقرات معينة او عبارات على الهوامش الانبية او علامات مختصرة، ويمكنك حتى استخدام الالوان في ذلك.
لا انس هذه العبارة التي قالها فيلبس المبشر للخصى وزير ملكة الحبشة:
"العلك تفهم ما انت تقرأه؟"
ولا انس هذه العبارة التي قالها السيد المسيح من قبل للشاب الغني:
"كيف تقرأ؟"
القراءة شئ جيد ولكن الكتابة وتدوين الملاحظات عما نقرأه امر كثير الاهمية. اعتقد انه لدينا فرصة أفضل لنكون حقا مفكرين. ان تكون قارئا جيدا امرا ذو منفعة كبيرة، ولكن ما لم تفكر في ما تقرأه، تتضاءل هذه الفائدة.

خطوات من نتبع؟


الكتاب المقدس يقرر بوضوح أن البشر يتأثرون بخداع الشيطان. خداع الشيطان منتشرلدرجة أن الكتاب المقدس يدعو الشيطان "إله هذا الدهر"(2كو4: 4). 
يوحنا الرسول يقول ان "العالم كله تحت سيطرة الشرير" (1 يوحنا 5:19). من خلال قوته ومكره خدع الشيطان العالم كله (رؤيا 12: 9). 
وكانت النتيجة ظاهرة عبر آلاف السنين من معاناة البشروالبؤس والشر. خدع البشر من أكاذيب ابليس، وقد سلك الناس عن طيب خاطر طريقة الشيطان في الحياة بدلا من طريق الله. نتيجة التالية طريقة الشيطان، والتي من خلال خداعه يبدو بخير وعافية وطبيعية جدا لمعظم الناس، هو يمكن التنبؤ بها: "هناك طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أمثال 14: 12؛ امثال 16:25).
والاعداد التالية توضح مدى قوة الشيطان في خداع البشر: 
"لان سر الاثم الان يعمل فقط، الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان، وحينئذ سيستعلن الاثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبايات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الاثم، في الهالكين، لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالاثم" (2تس2: 7- 12)

كلص يأتي في الليل


أين تريد أن تكون حين تأتيك ساعة الموت؟ ماذا تريد ان تكون الكلمات الأخيرة التي تنطق بها؟ العديد من القديسين والابرار توفوا وهم يقولون بكلمات بنيان ومنفعة للاخرين، ابونا يعقوب مات بعد ان بارك اولاده وتنبأ عن مستقبل الايام ومجئ المسيح. السيد المسيح مات على الصليب بعد ان قال "يا ابتاه في يديك استودع روحي."، والقديس استفانوس مات وهو يقول "ايها الرب يسوع اقبل روحي". ربما البعض يريد أن يموت في أحضان زوجته مثلا و البعض يريد ان يموت واولاده يحيطون به.
هل تريد أن تموت اثناء غناءك أغنية "قبلة الشيطان"؟
هناك أغنية غنتها فرقة "نسور الموت للبتلز" في مسرح باريس وعنوانها "أنا أحب الشيطان واريد غناء أغنيته". في الواقع ليس هناك أكثر من مدعاة للحزن مثل هذه الكلمات، لإنها تشيد بالشيطان. وكانت هذه الاغنية - وفقا لصحيفة ديلي ميل - هي الاغنية التي بدء في انشادها عندما ظهر المسلحون وبدأوا فورا باطلاق النار.
(الخبر تجده هنـــــــــــــــا)
"لأنكم أنتم تعلمون تماما، أن يوم الرب يأتي ذلك، كما لص في الليل." 1 تسالونيكي 5: 2.
 لاحظ جيدا نفسك!
انتبه الى ما تستمع اليه من اغاني وموسيقى،
انتبه الي ما تفعله،
انتبه جيدا الى الاماكن التي تذهب اليها.
 حياتنا محدودة جدا، فلنهتم بخلاص انفسنا، لأن يوم الحكم سيأتي عندما نعطي حسابا عما فعلناه خيرا كان اما شرا، ويجب أن نحكم على انفسنا قبل ان يحكم علينا،
يجب ان ندين انفسنا فيرض الديان عنا،
يجب ان ننتبه الى كل كلمة بطالة.
إذا كنت تستمع إلى موسيقى شريرة، أو تذهب إلى هذه الأماكن فلتتب.
نصلي من أجل باريس، ومن اجل كل العالم المضطرب الغارق في الشر،
ولا ننس الحاجة إلى اعلان خلاص المسيح في حياتنا، ليس فقط امام أولئك الذين يقتلون أرواح بريئة، ولكن لأولئك الذين يسخرون من الايمان، وينتهجون منهج الكراهية، ويجدفون على الله. فليرحمنا الله.

الاطفال وملكوت السموات

يقدم لنا السيد المسيح مثالا رائعا لعلاقتنا بالاطفال.
انه يفتح لهم ذراعيه ويقول:
"دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات"
بل ويجعل دخول ملكوت السموات مقصورا على من يشابه هؤلاء الاطفال في نقاوتهم وبساطتهم، فيقول:
"من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله"
يارب اجعلنا نشبه الاطفال
نصير انقياء مثلهم
نخلع عنا ثوب الفلسفات البالي
ثوب الحكمة الارضية المملوء كبرياء ومكر
ونتسربل بالتواضع والاتكال عليك

وسائل اﻻيضاح واهميتها لﻻطفال

علاقتي بالكتاب المقدس منذ بدأت معرفة القراءة. وقبل ان اعرف القراءة كانت قصص الكتاب المقدس تمثل افضل ما في حياتي. اكثر قصة تأثرت بها واحببتها هي قصة يوسف الصديق. ولبعض الوقت في مدارس الاحد كان الخادم يحكي لنا القصص وهو يصور لنا على اللوح الخشبي (السبورة) بعض الرسومات التصويرية بالطباشير.
ولا انسى قصة ايضا رسمها الاب الكاهن في زيارة افتقاد لفصول الحضانة بالكنيسة حين حكى قصة عن الطاعة والانتباه والذكاء معا. وصحب سرده للقصة ايضا رسومات بالطباشير.
كانت كاﻻتي:
في احد اﻻيام ارادت العصفورة اﻻم ان تذهب للسوق. قالت العصفورتان الصغيرتان : "نريد ان نذهب معك يا اماه".
"لكنكما م تتعلما الطيران بعد، ان اجنحتكما ما زالت ضعيفة".
"لكننا نريد الذهاب"
"لدي فكرة. سامسك بهذا الغصن من منتصفه، وكل واحدة منكما تمسك بطرف من طرفيه بمنقارها. وساطير وانتما معي. لكن حذاري ان تفتح احدكما فمها لتنبثا بكلمة".
"سنفعل يا امي . ﻻ تقلقي"
طارت اﻻم ومعها ابنتاها. وفي الطريق مرا على سوق به بائعين خضروات وفواكه واشياء اخرى. فتحت عصفورة فمها لتقول "انظري يا امي الى هذه الخضروات". وفي الحال سقطت.

احرقوا بنيهم لمولك

كان احد الطقوس الوثنية للكنعانيين هي تقديم اطفالهم ذبائح للاصنام لكي تعطيهم الخصب لاراضيهم والنماء لمزروعاتهم. هكذا اضل الشيطان الانسان وافقده عقله فعبد الحجر وتخلى عن اقدس المشاعر وهي الابوة والامومة. 
ففي (2 مل 23: 10) يقول الله:
"ونجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبر احد ابنه او ابنته في النار لمولك." 

وفي (ار 32: 35) يقول: 
"وبنوا المرتفعات للبعل التي في وادي ابن هنوم ليجيزوا بنيهم وبناتهم في النار لمولك الامر الذي لم اوصهم به ولا صعد على قلبي ليعملوا هذا الرجس ليجعلوا يهوذا يخطئ".

وفي المزامير يقول المرنم:
مز 106: 37 

"وذبحوا بنيهم وبناتهم للاوثان"

الاشارة الى هذه الطقوس القاسية تكررت اكثر من مرة في اسفار العهد القديم، وهي تصور لنا بشاعة العبادات الوثنية قديما. تصور لنا بشاعة قلب الانسان وما يمكن ان يصل اليه من مدى في ارتكاب الشر. وهي ان يأخذ عطايا الله الصالحة لتقديمها لابليس.
"وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض لا يفعلوا ما لا يليق"(رو1)
واليوم ما زال البعض يفعل ما فعله الوثنيون قديما، ما زال البعض يعتقد ان الها في السماء يأمره بذبح غيره من البشر، ويفعل هذا كأنه يقدم خدمة لله 
وقد اشار السيد المسيح الى هذا في الانجيل المقدس، فال" تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله".
يظن هذا الاب الذي يدفع بابنتيه الصغيرتان الى تفجير نفسيهما بحزام ناسف انه يفعل خيرا ولكنه انما يقدم ذبيحة للشيطان الذي هو يريد الموت.
فلنصل من اجل هؤلاء المضللين "عسى ان يستفيقوا من فخ ابليس الذي قد اقتنصهم لارادته"
===
لقراءة مقال بالانجليزية عن هذا الموضوع زر الصفحة التالية:
http://livingword-of-god.blogspot.com.eg/2013/05/child-sacrifice-were-not-so-different.html

العذراء الحزينة


وانت ايضا يجوز في نفسك سيف
السيف هو سيف الحزن والالام


فلسفة توما الاكويني


لماذا نحن بحاجة الى فلسفة توما الاكويني في ثقافتنا اليوم؟
السبب هو لاننا اصبحنا نعيش ونتنفس اراء فلسفية رديئة. بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في مقدمة لفلسفة توما الاكويني وكذلك قليلا من الخلفية التاريخية، هذه الصفحة مكانا جيدا للبدء. ارجو ان تستمتعوا بها!

لتحميل كتاب الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الاكويني. اضغط هنـــــــــا
***
المجموعة اللاهوتية : هي أبرز كتبه تتألف من ثلاثة آلاف فصل ومن ردود على عشرة آلاف اعتراض . ينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام: الأول: في وحدانية الله والثالوث و الخلق ، الثاني: في الأخلاق ، الثالث: في العقيدة .

تشكل المجموعتان اللاهوتية والفلسفية طرحا مفصلا لمذهبه في الفلسفة و اللاهوت , وهما المعتمدتان في شرح مفاهيمه . سنة 1273م، أي السنة التي قبل وفاته وقبل أن ينهي مجموعته اللاهوتية تخلى عن التعليم والكتابة نتيجة أمر طارئ حدث معه خلال القداس قال عنه بعدئذ:”أوحيت إلي بعد الأمور جعلتني أرى كل ما كتبته هشيما”.
فـأكمل كـاتبه ورفيقه في الرهبنة الجـزء الأخير في المجموعـة . أقسـام مذهبـه : 1. وجود الله . 2. ماهية الله . 3. الخلق . 4. الإنسان . 5. الأخلاق . 6. السياسة .
1. وجود الله :
يوضح القديس توما خطأ بعض الأدلّة في إثبات وجود الله خصوصاً تلك التي تعتمد على التصور . فلا يكون ما يتصوره الإنسان موجوداً بالضرورة كالقول مثلاً بفكرة الكمال في الذهن لدى القديس أنسيلم . فإن امتلاكنا لفكرة الكمال لا يعني بالتأكيد وجود الكامل كإله خالق للكون . مثل هذه التصورات مبنية في أساسها على الإيمان . لذلك اعتمد الأكويني براهين أخرى هي:
أ. العلم الطبيعي يؤكد وجـود علة سببية للمعلولات . فالواضح أن الرجوع إلى ما لا نهاية له في أسباب الموجودات مستحيل . فلا بد من التوقف عند علة أولى .
ب. تؤكد الحركة في الدنيا أن كل متحرك إنما يحركه كائن آخر . و هكذا ننتهي إلى محرك أول غير متحرك . و هذا المحرك هو علة محركة فاعلة تنقل الكون من القوة إلى الفعل ، ثم تتسلسل العلل الفاعلة منه عبر الموجودات كي يتحقق في كل منها جوهر أو صورة
ج. في العالم كائنات معرضة للزوال ، فهي ممكنة الوجود لأنها قابلة للزوال . فإذا تسلسلت الكائنات كلها من ممكنات فقط لاستوجب هذا الأمر حدوث فراغ أو عدم لم يكن فيه أي موجود ، و لبات إنوجاد الكائنات بعدها مستحيلاً . فلا بد إذاً من وجود كائن واجب الوجود حكماً كي نفسر عملية إنوجاد الكائنات الزمنية التي هي كلها ممكنات .
د. الصفات العامة التي تحمل فيها إمكان أن تكون مطلقة ، كالخير و الجمال و الإرادة و العدل …إلخ . أي الصفات الروحية الملازمة لكثير من الكائنات بنسب متفاوتة تحمل كلها صفة خاصة و هـي أنها تعني غاية بعيدة تشد بها نحو المطلق . هذه الغاية البعيدة هي غاية الغايات لكل الصفات ، أي كمالها المطلق . هـذا الكمال المطلق هو إذاً علة لها . ذلك أن العلة الغائية هي أيضاً سبب سابق . مثلاً: الخير الكامل غاية الخير الجزئي ، فلو لم الخير الكامل قبل الجزئي لما وجد هذا الخير الجزئي .
ه. يتضح لنا من مراقبة نظام الطبيعة أن لكل شيء فيها غاية معينة تؤديها وظيفته في الدنيا بدون أن يدرك هذه الغاية فلا يعرف ماذا يفعل . و هي غاية تضيف دائماً الأفضل إلى الدنيا ، فتكون تأدية العمل إذاً صادرة عن قصد لا دور للمصادفة العمياء فيها . و عدم إدراكه الواعي لعمله الغائي هذا يدل على وجود كائن آخـر عاقل و عارف يوجهه نحو غايته ، كما يوجه سائر الكائنات إلى الأفعال التي تتحقق بها وظائفها و غايتها . كما يتضح لنا أيضاً من هذه المراقبة أن الكائنات الطبيعية منظمة بكليتها . لكي يكون كلٌّ منها نافعاً للكل . و هذا دليل على وجود كائنات منظمة بحيث يكون كلٌّ منها متآلفاً مع سائر الكائنات على الرغم من الفوارق بينها . و لا تتآلف الكائنات المتباينة إلا إذا نظمها كائن آخر عاقل قادر على وضع هذا التنظيم الكلي . إنه الله .

استنتاج عام : نستنتج من كل ما تقدم أن المعرفة الطبيعية يجب أن تسبق الإيمان فقبل الكلام عـن أزلية العالم أو حدوثه كما عن بعض المعطيات الإيمانية الخاصة بماهية الله و صفاته مثلاً ، ينبغي البدء بإثبات وجود الله . لكي يتم الارتقاء إلى الإيمان الديني . فالإيمان أمر يجاوز الطبيعة ، و البدء به محصور بزمـن معين و بأناس معينين قادرين بالإلهام أو سواه على اعتناق المبادئ الدينية مباشرة . هكذا قادت الفرقة الطبيعية توما الأكويني إلى الله . والفرقة هذه قامت كما رأينا على خمسة أدلة : المحرك الأول و الفاعل الأول , الواجد و الوجود بذاته ، الكائن الذي تنبثق عنه كل الكمالات ، و القادر على تنظيم الدنيا و كائناتها .

2- ماهية الله :
أ. ينصرف الأكويني إلى الكلام عن ماهية الله بعد التأكد من وجوده. فيقول: ينبغي التدليل على الفوارق بين الذات الإلهية وسائر الكائنات انطلاقاً من أمرين أساسيين : إثبات بساطتها و كمالها لأن كل الكائنات مركبة وناقصة .
يستحيل أن يكون الله مركباً وإلا صار مادة قابلة للتجزؤ ، فيقع في النقص . إنـه روحٌ محض منزه عن الكثرة في ذاته وعن القابلية للانقسام . وهو بالتالي فعل خالص لا تمييز فيه بين القوة و الفعل كما في المادة حيث يتم الانتقال دائماً، وبفضل الحركة، من القوة إلى الفعل لأن المادة أو الكائنات المادية ناقصة وخاضعة للتبدل. وهو ما لا يصح على الله فنقول إنه ثابت على حاله ، فعل خالص لا تبدل و لا تجزؤ . لأجل هذا يكون الله ” واجب وجود ” قائماً بذاته كعلة أولى هي أيضاً علة ذاتها ، لذلك قال لموسى : أنا هو الكائن .
وهكذا تكون بساطته و كماله ميزتين تدلان على أن الخصائص الإلهية لا مثيل لها في عالم الزمان ، وبين الذات الإلهية و سائر الكائنات هوّة عميقة .
ب. عندما نقول إنه الموجود القائم بذاته نحصل على ما يلي : هو كامل خير أعظم في ذاته ، لا تناهي له و لا حدود ، علة لكل الموجودات حالة فيها ، ثابت لا تبدل فيه ، سرمدي بحياة كاملة لا تغير فيها و لا تعاقب. هذه كلها تعني أن الله واحد أحد . فلو وجد أمثال له ، أي آلهة ، لوجب تكون بينهم فوارق ، فيكون للواحد ما ليس للآخر ، أي يقع كل واحد في النقص ، عندئذٍ تبطل إمكانية الدلالة على العلة بينهم .
ج. نطلق بعض الصفات على الله كالعناية والقدرة والعلم …إلخ . بعضهم يقول : إنها مترادفة أي العناية تعني القدرة و القدرة تعني العلم و كلٌّ من هذه الصفات تعني الأُخرى ، لأن الصفة التي تطلق على الله هي ذات الله و هذا خطأ لأن كل صفة تحمل دلالة مختلفة عن دلالة أخرى ، و هي ممكنة لدى كل الموجودات أيضاً . فهل يجوز استعمال الصفات نفسها و على سائر الكائنات ؟
بعضهم الآخر يقول ( كأبن ميمون مثلاً في كتابه دلالة الحائرين و هو فيلسوف يهودي ) : إن الصفة عند الله تشير إلى المعنى السلبي ، فكلمة روحاني مثلاً تعني أنه ليس مادياً ، و كلمة علم أنه ليس جاهلاً …إلخ . و هذا أيضاً خطأ لأن المعنى السلبي لا يعين ما هو الله فلا نعرف من هذا المعنى السلبي شيئاً . لابد إذاً من استعمال الصفات حسب مبدأ المماثلة أي استناداً إلى ماهية الكائن الموصوف . فتكون الصفة المطلقة على الله مناسبة لماهية الله، والصفة المطلقة على الإنسان مناسبة . هكذا نعني بكلمة قادر لدى الله ما لا نعنيه لدى الإنسان، فتكون صفة كل كائن حسب ماهيته . هكذا يكون للإنسان علم و لله علـم . و لكن علم الله كامـل في الماضي و الحاضر والمستقبل . ولا نكون قد أضفنا إلى ذاته صفة خارجية فأنقصناه كما يعتقد بعضهم ، لأن العلم هو بذاته حالة من حالات الكمال . و لا يجوز القول مع ابن سينا إن الله يعرف الكليات و لا يعرف الجزئيـات لأنه أسمى من الغموض إلى الكثرة المادية المتحولة الناقصة ، فيلحق به النقص . هذا كلام خاطئ لأن علم الله يكون حاصلاً فيه قبل وقوع شيء وخلال وقوعه و بعد وقوعه ، بدون أن ينقص الله . على أن علمه هذا ليس تفصيلياً تتابعياً مركباً بل هو علم مباشر بسيط و كل مثل ذاته المتعالية البسيطة الكلية .
و لله إرادة لأن صفة تابعة للمعرفة ، و المعرفة عند الله دائماً خيّرة بإرادة تريد الخير . و عندما يريد الخير يريد غيره كي يشركه في خيره . هذه الإرادة عنده حرة مختارة و هي غاية لمحبته . و عندمـا نقول إرادة و حرية ورغبة في الخير نعني بهذه الصفات ما يناسب الماهية الإلهية فقط . هنا يبدأ تفسير فعل الخلق لدى الله .

3 – الله الخالق :
لا يكفي أن نقرّ بوجود الله ، بل ينبغي إيضاح العلاقة بينه و بين مخلوقاته لكي يكون فهمنا له صحيحاً . لذلك حاول القديس توما تفصيل الكلام عن هذه العلاقة بين الله و سائر الكائنات .
يعتقد أن كل كائن غير الله عاجز عن أن يكون قائماً بذاته . فهو دائماً كائن بالمشاركة . فلقد وهب الله كل كائن صفة الموجود المرتبط به .
لم تصدر الكائنات عن الله بالفيض أو بالصدور كما يقول أفلوطين و الأفلاطونية المحدثة عامة . فلو صدرت الكائنات بالفيض لصارت مماثلة له و هذا محال . و القول : ” لا يصدر عن الواحد إلا الواحد ” هو قول خاطئ ، إذ إن الصدور فيضياً يتم بالقدرة الطبيعية لا بالقدرة الإرادية . و لا مشكلة مع خلـق الله للكثرة ، فإن القدرة الإلهية تستطيع أن تخلق الكثرة بدون أن تتعرض للنقص ، وبدون أن تكون هي محلاً لهذه الكثرة . فبما أن خلق الكائنات يستوجب وجود قوة لا متناهية تمارس فعل الخلق ، ينبغي القول إن اللاتناهي هو صفة لله وحده . أما التجادل في مسالة أزلية العالم مع الله أو حدوثه بعده فأمر ينبغي إيقافه . فالقول مثلاً : لماذا تأخر الله في خلق العالم ؟ هل لأنه كان عاجزاً عن خلقه ثم استطاع ، أم إنه لم يكن يريد ثم أراد ، فيكون قد تبدل مـن حالة إلى أخرى وهذا محال ، ثم لماذا ظهرت إرادته متأخرة في الخلق ؟ …إلخ . هذه التساؤلات باطلة كلها لأن الإيمان بالله الخالق يجعلنا نعتبر بقدرته الخارقة وبحريته الإرادية المطلقة، وبدون الوقوع في مثل هذه المتاهات . فللإيمان دور أساسي فاعل في مواجهة المخاطر التي تستولدها المجادلات العقلية .

4- النفس الإنسانية :
خُلِقَ الإنسان ثنائي التركيب أي من روح و من جسد لذلك يشارك الكائنات العلوية في بعض صفاتها ، كما يشارك الكائنات الحسية في بعض صفاتها أيضاً .

إن وجود الحياة في الكائنات الحية هو الدليل الأول على أن كلاً منها يتحلى بنفس . مبدأ الحياة هذا ليس جسماً ، وإلا صارت كل الأجسام حية هذا المبدأ متميز إذن عن الجسم، وهو موجود في الإنسان كما في الحيوان و النبات .لكن النفس الإنسانية متمايزة في أنها ذات إدراك عقلي مجرد غير جسمي أي ليس آلة جسمية . فلو كان آلة جسمية لمنعه تركيبه المادي من إدراك الماهيات المجردة ، و هو ما نلاحظه في عجز الحواس الظاهرة عن ضبط الحقائـق المجردة . فالإدراك العقلي مختلف إذاً بطبيعته عن القدرات الجسدية . فإذا كـانت قدرات الحس و النمو ملازمة للجسد ، فإن القدرة العقلية الخاصة بالإنسان وحده ، هي حالة روحية مجردة تدعى النفس .

هذه النفس الروحانية تكون حكماً خالية ، لأنها غير قابلة للفساد كما تفسد المركبات الجسدية العائدة إلى الحواس أو تلك القابلة للنمو . فالمركبات الجسدية قابلة للتجزؤ ، إذاً هي قابلة للانحلال . بينما النفس روحانية بسيطة غير قابلة للتجزؤ للانحلال. هذا إلى كون الإدراك العقلي الروحي قدرة مطلقة من حدود المحسوس ذات نزعة طبيعية إلى البقاء ، أي إلى الخلود الذي يجاوز المحدودات الحسية . لذلك يعتبر هذا النزوع لديها دليلاً على كونها معدة في الأساس كي تبقى ، فتخلد و لا تتعرض للفناء .

كما إن بعض إمكانات النفس تؤدي أفعالها من دون آلات جسمية عضوية كالتعقل و الإرادة مثلاً . و البعض الآخر يؤدي أفعاله عبر الأعضاء كالحس و النمو مثلاً لذلك لا يعود الخلود إلى هذه القوة المرتبطة بالأعضاء و التي تكون فانية ، بل يعود إلى القدرات التي تعمل وحدها أي إلى العقل و الإرادة .

أما كيف تحصل النفس المعرفة فأمر لا يعود إلى تذكر المثل كما يقول أفلاطون ، أو إلى اشتراك المعقولات من العقل الكلي عبر النفس الكلية كما يقول أفلوطين، أو من العقل العاشر الفعال كما يقول الفارابي وابن سينا . بل إن المعرفة تحصل بالاجتهاد العقلي عبر عمل الحواس و المتخيلة و ذلك استناداً إلى التجربة و الاستدلال . هكذا يركب العقل القضايا المنطقية بقواه الذاتية و بالتجربة و الاستدلال معاً . إن العقل يلتقط الماهيات المطلقة للكائنات أي الأجناس و الأنواع فيكون عقلاً فاعلاً . ثم يدرك تفصيلاتها الجزئية فيكون عقلاً منفعلاً . و هنا يحدث أمر مهم و هو أن العقل الفاعل يتلقى الإشراق من الله لكي تتم له معرفة المعقولات أي الماهيات المجردة . هكذا إن الإنسان يدرك الأفكار الروحانية بواسطة التذكر لأن هذه الأفكار موجودة فيه أصلاً إذ كانت النفس تعرفها قبل سقوطها إلى الأرض . كما يعارض الحسيين الذين ينفون عن العقل القدرة على إدراك المعقولات .

توما الأكويني جعل العقل ، الذي يخصبه الإشراق الإلهي ، قادراً على إدراك كل المعقولات ، شرط أن يجتهد للحصول عليها عبر الاحتكاك المباشر بالعالم أي عبر التجربة و الاستدلال .

الإنسان كائن حر لأنه عاقل ، ينزع إلى الخير الكلّي عـبر الفضيلة . و تشكل الخيرات الجزئية حوافز له فيطلبها . لكنه يستطيع تجاوزها سعياً إلى الخير الكلي و هذا أيضاً دليل تمتعه بالحرية . لذلك تشكل محبة النفس لله حالة فضلى أي أنها خير من معرفتها له . و هذا الأمر يعاكس وضع المادة حيث تكون معرفة النفس لها خير من محبتها للمادة .

لذلك تصح المسؤولية هنا و في الآخرة ، خصوصاً و أن الله يهب الإرادة قدرة على التحرك بحرية ، كما يهب العقل القدرة على الإدراك بجهده الحر الخاص . فيكون الإنسان مسؤولاً لأنه مخير و ليس مسيراً .

5- الخير و الشر( الأخلاق):
ينبغي النظر إلى السلوك الأخلاقي الإنساني عبر الأعمال التي يؤديها الإنسان ، أي الأعمال التي يدرك بعقله كيف تجري و من أجل ماذا تجري ، متخذين من إرادته التي تسعى إلى غاية بعيدة مرجعاً إضافياً . أي إن العقل المدرك و الإرادة الغائية هما مقياسان للمسؤولية و بالتالي لكيفية نظرنا و تقديرنا للسلوك الأخلاقي .

عندما يشدد الأكويني على غايات الإرادة يكون بالطبع قد شدد على أهمية الغاية البعيدة التي يقصدها الإنسان و يرى فيها كماله . لذلك ينبغي أن تكون الأفعال مطابقة للخصوصيات الإنسانية المميزة عن خصوصيات سائر الكائنات و تحديداً خاصتي العقل و الإرادة . فبالنسبة إلى هذين العقل و الإرادة يحكم على الإنسان في أنه مسؤول أم لا ، أي إنهما معيار التقييم الإنساني .

إن ما تسعى إليه الإرادة من غاية نهائية هو الخير الكلي ، و ما يسعى إليه العقل من منتهى لإدراكه هو الحق الكلّي و الله هو الخير الكلّي و الحق الكلّي معاً . إذاً هو الغاية القصوى للإنسان ، وهو مرجعية فهمه لكماله الشخصي كما إنه سعادته القصوى . إن الأفراح الجزئية على الأرض هي سعادة ناقصة . فتكون ممارسة الفضائل وفق معرفة الإنسان لله وللواجبات التي يفرضها ، درب عبور إلى السعادة الحقة في الآخرة . للخير والشر في الحياة الزمنية ثلاث توجهات : 1ً. أن يكون الفعل مطابقاً لأوامر العقل أو مخالفاً لها، لأن العقل ملتزم بالخير كحد أقصى . 2ً. أن يحسن الإنسان معرفة التفاصيل الجزئية لأعماله كي يحقق في النهاية ما يكون العقل قد رسمه . 3ً. أن تكون النية الحسنة مرافقة لكل هذه التفاصيل والأفعال ، ومعبرة بالظاهر عن رغبات الخير الباطنة . وأهمية النية هنا عميقة ، مثلاً : إذا كانت الغاية من الغضب تحقيق خير ما صار الغضب خيراً ، و إذا كانت غايته تحقيق منفعة ذاتية فردية لا غاية خيرة فيها للحياة صار هذا الغضب عملاً شريراً . هذه الأمور وسواها يدركها العقل الطبيعي من دون رجوع إلى الوحي الديني . فلكل كائن ماهيته ، و أفعاله تعبر دوماً عن ماهيته . و بما أن ماهية الإنسان هي التعقل ، والتعقل يعني فعل الخير واجتناب الشر ، صار العمل الحسن بروزاً طبيعياً للماهية الإنسانية ، أي تعبيراً خارجياً عن ماهية باطنة خيّرة. وهذا الإدراك الطبيعي مشترك بين البشر أجمعين، لذلك يتفقون في قواعد الخير الأساسية ، كالامتناع عن الكذب و السرقة و التعدي …إلخ . و إن كانوا يختلفون في تفاصيل أخرى عائدة إلى ظروف الحياة و طوارئها .

و للعزة الإلهية دور محوري في هذه الأمور . فالعقل الإنساني الطبيعي ليس إلا الصورة التي شائها الله وجعلها تطلب الخير بسجية طبيعية كيانية . إن الوعي الأخلاقي عطية إلهية ، إشراق إلهي في الخليقة . لذلك تتخذ القواعد الأخلاقية الأساسية صفة الإلزام عبر قوة الضمير . لذلك يكون للإنسان المطيع ثواب وللمخالف عقاب ، لأن الإرادة الإنسانية مخيرة في احترام رؤية العقل للخير و السعي إليه أو عدم احترامه و الامتناع عن السعي إليه .

6 – المجتمع و الحكم السياسي :

لكل نوع من أنواع الكائنات الحية نظام يرتب حياته . و يبرز هذا النظام بشكل جلي لدى بعض منها كالنمل و النحل . لكن خضوع هذه الكائنات للنظام يصدر عن الغريزة ، فلا معرفة واعية لديها أو إرادة حرّة في التقيد بها . أما في المجتمعات الإنسانية فالأنظمة مرتبطة بالعقل و الإرادة ، أي أنها نوع من التعاقد بين الناس .

يرى القديس توما أن نشوء الاجتماع الإنساني تمّ وفق قانون طبيعي يجسر “القانون الأزلي” للحياة ، لأن الله خلق الإنسان مدنياً بطبعه و مالكاً بالفطرة لمبادئ الحق و الخير الأساسية . و لا يقر مع القديس أوغسطينوس بأن غاية الاجتماع هي ” استمتاع الناس بما يحبون ” ، بل إنها سعي الإنسان إلى تحقيق طبيعته الإنسانية أي تحقيق غايته كإنسان.

وعلى الدولة أن توفر له العون الذي يمكنه من ذلك . وبالرغم من أن التشريع و ممارسة الحكم يعودان إلى الدولة فإن الكنيسة تكون مسؤولة عن المبادئ الأخلاقية و الدينية فتأتي تشريعات الدولة متناغمة مع هذه المبادئ لأن الغية الزمنية التي تنشدها القوانين يجب أن تكون موجهة نحو غاية أبدية لا زمنية عائدة للإرادة الإلهية .

و كما أن النفس تدبر الجسد و الأب يدبر الأسرة و الله يدبر العالم ، كذلك على الحكم أن يتولى تدبير الحياة المدنية .

إن حكم الفرد الفاضل خير من الحكم الأرستقراطي ، و الحكم الأرستقراطي خير من الديمقراطية . فكل من حصر الحكم في يدي قوة واحدة كان أفضل للناس شرط أن تكون هذه القوة فاضلة تسعى إلى الخير . لذلك من الأفضل أن يتم تعيين هذا الحاكم الفرد استناداً إلى الانتخاب الذي يطلب الفضيلة لدى الحاكم لا استناداً إلى النسب العائلي .

و لأن الأنظمة قابلة للتغيير و قابلة للفساد وفق طبيعة الحياة التي تخترقها طبيعياً جرثومـة الشر ، فإن خير الأنظمة التي تكفل التوازن و الخلاص من الطغيان فهو الملكية المعدلة بشيء من الأرستقراطية و الديمقراطية معاً ، أي مجلس أرستقراطي ينتخبه الشعب شبيه بذلك النظام الذي وضعه الله لموسى : كان موسى يحكم بمعونة مجلس مؤلفاً من 72 رجلاً من الحكماء ليحكموا الشعب ، يكون الشعب قد اختارهم.
منقول عن http://lebanonism.com

السرقة


"لا تسرق"
احدى الوصايا العشرة التي اعطاها الله لموسى النبي.
السرقة خطية بشعة تتعدى وصية الله بخصوص الامانة
انها تدل على القسوة
والكسل بالامتناع عن العمل
وعدم الرغبة في التعب وهذا طبعا ضد الامر الالهي
"بعرق جبينك تأكل خبزك"
انها تدل على
محبة العالم وشهواته
ومحبة المال
وتعظم المعيشة
ومحبة القنية
لذلك كانت وصية الله لنا:
"لا يسرق السارق فيما بعد بل يتعب عاملا الصالح بيده"

الأحد، 29 نوفمبر 2015

قيمة النفس الواحدة

"لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟"(مت16: 26)
العالم كله لا يساوي نفسك
نفسك هي اللؤلؤة الثمينة
التي ترك الابن الوحيد كل شئ ليقتنيها،
ترك مجده واخذ صورة عبد ونزل الى الارض ليفتديها،
دفع دمه الثمين،
لقد افتدينا لا باشياء تفنى بذهب او فضة
بل بدم كريم من حمل بلا عيب.
العالم كله لا يساوي قطرة واحدة من دم المسيح،
العالم كله لا يساوي نفس واحدة.

الالتقاء بالرب


ماذا سيحدث عندما نختطف لنكون مع ربنا يسوع لنعيش في سلام إلى الأبد.
في (1 تسالونيكي 4:16) وعدنا الرب قائلا:
" لأن الرب (يسوع) نفسه ينزل من السماء بهتاف، بصوت رئيس ملائكة. والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم أننا نحن الاحياء سنخطف لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام."

السبت، 28 نوفمبر 2015

هل كنتي تعلمين؟


حروب الشيطان


يعتقد البعض خطأً ان الحياة خالية من الجهاد والمعارك.. لكن الكتاب المقدس يُظهر بوضوح ان الايمان الصحيح  من الحروب الضروس والمعارك الشرسة، مع انها حروب روحية وليست جسدية.... واليوم ينساق البعض وراء الاجواءاً والرومانسية والعاطفية، والاستغراق في نوادٍ للفعاليات الجميلة والنشاطات الممتعة واجواء من الموسيقى .. كنوع من الدروشة النفسية والانسجام العاطفي... لكن الكتاب المقدس بعهدية يعطي صورة مختلفة تماما... فالحياة الروحية من بدايتها الى نهايتها، عبارة عن حروب وجهاد ومشقات ومواجهة عنيفة يومية مع اجناد الشر الروحية واعوان ابليس (افسس 6)...



يا ابتاه في يديك استودع روحي


بينوكيو


نموذج بينوكيو يقدم قصة صبي صغير فقير لا يستطيع الاستمرار في قول الاكاذيب، لانه كلما يكذب كذبة تكبر انفه بالتدريج؛ ويعيد ذكريات الطفولة عن افلام ديزني. نقدم هنا أكثر من نموذج له.

قناع بينوكيو:
اقطع قناع بينوكيو من الواح الفوم. استخدم قناع جاهز من البلاستيك له عيون واسعة، قم باظهار تأثيرات الحواجب والأذنين بحيث تظهر المرح والابتسامة. اهم شيء هو ما يتعلق بالأنف، لذلك ادخل قطعة من الورق الصحي بإحكام من الكرتون الرقيق، من فتحة أنبوب الورق الصحي، مع ضمان ثباتها في مكانها باستخدام الشريط اللاصق. قم بطلائها بلون يتناسب مع الوجه.

بينوكيو الدمية المتحركة او الماريونيت:
قم برسم صورة بونوكيو وتلوينها بالالوان المناسبة ثم قطع أجزاء الجسم الى قطع منفصلة. التأكد من أن يكون كل قسم قابل للحركة الفردية، مثل أسفل الساق والساق العلوية، الساعد والذراع. الصق كل قطعة اي كل جزء من الجسم مع الورق المقوى بالصمغ بحيث يكون كل الأجزاء من الصورة على أجزاء من الورق المقوى لاعطائها قوة تحمل او زيادة متانتها. اثقب في كل مفصل ثقبا صغيرا وعلق أجزاء الجسم مع احد الخيوط طوله في حدود 40 الى 50 سم. اربط كل نهاية خيط بقلم رصاص أو عصا ووقم بتحريكها كيفما تشاء.

لوط


بعد ان ذهب لوط الى سدوم من اجل الارض المعشبة
من اجل خيراتها
تركها لان حياته وحياة اسرته كانت على المحك
اما ان يهلك مع المدينة
واما ان ينجو بحياته
وهكذا خرج منها صفر اليدين
فقد ثروته وممتلكاته،
وحتى وهو يغادرها
خسر امرأته
اذ تحولت الى عمود من الملح
ثم خسر بناته اللاتي تزوجن من رجال المدينة الاشرار
وكذلك خسر ابنتاه اللتين لم تتزوجا
اذ انهما اضطجعا مع اباهما 
ظنا نهما انه لم يبق اناس اخرين في الدنيا

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

هوذا انا امة الرب


هل وجدت عسلا؟

العسل طعام محبب للكثيرين، وهو غذاء مفيد للانسان يمده بالطاقة.
قال داود النبي عن كلام الله (مز 119: 103) "ما احلى قولك لحنكي احلى من العسل لفمي".
وقال سليمان الحكيم في (ام 24: 13) "يا ابني كل عسلا لانه طيب وقطر العسل حلو في حنكك."
ولكن الاعتدال مطلوب في كل شئ.
فهناك من الناس الذين سعوا في طلب المعرفة، ولكنهم غرقوا في مباحثات غبية وجدالات اضاعت الكثير من وقتهم ووقت غيرهم بدون فائدة. وكما قال احدهم:
فيما العلماء يتجادلون يتسلل البسطاء الى الملكوت.
قال الحكيم: ام 25: 27 "اكل كثير من العسل ليس بحسن وطلب الناس مجد انفسهم ثقيل."
وقال ايضا: هل وجدت عسلا؟ كل كفايتك لئلا تتخم فتتقيأه"(ام
وكذلك نجد ان العسل يشير الى مغريات العالم كما جاء في ام 27: 7 "النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو."

الخميس، 26 نوفمبر 2015

اما انا وبيتي فنعبد الرب

"نعبده بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا. (لو1: 75)
"فما هو اذا. اصلي بالروح واصلي بالذهن ايضا. ارتل بالروح وارتل بالذهن ايضا."(1كو14: 15)
"الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا».(يو4: 24)

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

حررني يسوع


الحرية من العبودية
عبودية الخطية
قيود الادمان
الحق يحرر
معرفتنا للحق تحررنا
الله هو الحق
يسوع هو الحق

الخميس، 19 نوفمبر 2015

لا ينقطع سريعا


"اثنان خير من واحد. لانه ان سقط احدهما يقيمه رفيقه وويل لمن هو وحده لانه ان سقط فليس له من ثان لكي يقيمه.وان غلب احد على الواحد يقف مقابله الاثنان والخيط المثلوث لا ينقطع سريعا" جا4: 12
هل شعرت يوما انك في حاجة الى اخر يرافقك.
قد يكون هذا الشخص زوج،
او صديق،
او قريب.
لا شك ان هذا يحدث كثيرا
من اجل ذلك اوجد الله حواء لتكون معينة لادم.
من اجل ذلك اوجد الله التعاون بين الافراد.
وامتدح السيد المسيح: "اذا اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي اكون في وسطهم"
وحين ارسل الرسل ارسلهم "اثنان اثنان"
الشعور بالوحدة امر مريع.


تعال الى يسوع

هل عانيت يوما من سوء المعاملة؟
هل ارهقك الشعور بعدم كفاءتك؟
هل شعرت يوما بانك منبوذ من الاخرين؟
وتسأل ما العمل؟
الاجابة:
تعال الى يسوع
او بالاحرى
طر الى يسوع.
===
ان لم تستطع ان تطير الى الله
امش
ان لم تستطع المشي
ازحف.
ان لم تستطع ان تزحف
على الاقل قف حيث انت
ولا ترجع ابدا الى الوراء.
===
المواقف الثلاثة السابقة يشرحها هذا الاسكتش
وتعبر عنه كلمات الترنيمة المصاحبة.

ماذا يحدث عندما يرى الخاطئ الرب يسوع


نعرف جميعا ما حدث للنبي أشعياء عندما رأى الرب جالسا على كرسي عال ومرتفع واذيال (ثيابه) تملأ الهيكل. قال أشعيا "ويل لي! إني هلكت. لأنني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن في وسط شعب نجس الشفتين؛ لان عيني رأتا الملك، رب الجنود"(اش6).

عزيزي، نحن مثل أشعياء، يوميا نرى الرب يسوع معلقا على الصليب، فيا ليتنا نشعر بخطايانا ونتوب ويقول كل منا "ويل لي! إني هلكت. لأنني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن في وسط شعب نجس الشفتين لان عيناي قد رأتا الرب يسوع"، لقد مات يسوع لاجلنا على الصليب، و دفن وقام ثانية لكي يكون لنا حياة. وفي (2 كورنثوس 07:10) يخبرنا الرسول بأن هذا الحزن ضروري للخلاص لانه ينشئ توبة "لان الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة للخلاص بلا ندامة؛ واما حزن العالم فينشئ موتا".


عندما ذهب إشعياء إلى الهيكل، لم يذهب لرؤية شخص اخر، بل الرب فقط. في (يو6: 40) يوضح لنا الرب يسوع اهمية رؤيته فيقول: "وهذه هي مشيئة الآب الذي أرسلني، ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية. وأنا أقيمه في اليوم الأخير".

ونحن نعلم ما حدث لأيوب عندما رأى الرب. قال أيوب الرب في (ايوب 42: 5) " بسمع الاذن قد سمعت عنك والان راتك عيني . لذلك ارفض واندم في التراب والرماد". ونحن مثل ايوب، عندما نرى الرب يسوع، سوف نمقت انفسنا لخطايانا ولا نخجل من الركوع على مذبح التوبة في الغبار والرماد.

عزيزي، اليوم نحتاج إلى التوبة والاعتراف بذنوبنا، وان نؤمن يفداء يسوع لنا بموته على الصليب، لقد مات يسوع وقام ثانية لكي ننال الخلاص من الخطية. أنه من الخطأ أن نقول إننا لم نخطئ لأننا لم نقتل ولم نزن ولم... انها خطيئة أن نقصر في عمل الخير. يقول معلمنا يعقوب الرسول في يع 4:17 "أن من يعرف أن يفعل حسنا، ولا يفعل ذلك خطية له". 

القديسين ليسوا مثل الخطاة. القديسين قد يخطئون ولكنهم لا يحبون أن يخطئوا. الخطاة يمارسون الخطية ويرغبون في الخطيئة ويحبونها. إذا حصل ان شخصا سمع واعظا يتحدث ضد الخطية وكرهه، فهذا معناه انه خاطئ ويحتاج الى توبة لأن القديسين لا يحبون الخطية. المشكلة اليوم هي أن الخطاة لا يرون القديسين يتوبون عن خطاياهم. إذا القديسون بدأوا التوبة اليومية عن خطاياهم، ورأى الخطاة توبتهم ، فانهم حينئذ يتوبون عن خطاياهم. يا ليت ثمار التوبة تظهر في حياتنا حينئذ سنكون سبب خلاص للكثيرين وتمجيد للرب "لكي يرى الناس اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم الذي في السموات"(مت5).

في (1كو14: 23 و 24) يذكر لنا الرسول حالتين. الحالة الاولى دخول خطاة الى كنيسة يمارس اعضاؤها التوبة الحقيقية والحالة الثانية، كنيسة ليس بها روح التوبة. فيقول " فان اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد وكان الجميع يتكلمون بالسنة فدخل عاميون او غير مؤمنين افلا يقولون انكم تهذون. ولكن ان كان الجميع يتنبأون فدخل احد غير مؤمن او عامي فانه يوبخ من الجميع. يحكم عليه من الجميع. وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر على وجهه ويسجد لله مناديا ان الله بالحقيقة فيكم" والتنبؤ هنا معناه الوعظ الممسوح بالروح القدس للحث على التوبة والسلوك في طريق البر. ان الخاطئ في الحالة الثانية سيتبكت على خطيته ويخر ويسجد لله مقدما توبة هو ايضا.

دعونا نرى ما حدث للنبي دانيال عندما رأى الرب يسوع. دانيال رأى الرب يسوع " وجهه مثل البرق، وعيناه كما مصابيح من نار، وذراعيه وقدميه مثل النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمع غفير". وقال دانيال في (دانيال 10 : 8) " فبقيت انا وحدي ورايت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق في قوة ونضارتي تحولت في الى فساد ولم اضبط قوة. "

مثل دانيال، عندما نرى الرب يسوع، نحن أيضا سوف نعترف بأن طبيعتنا الفاسدة تحتاج الى التطهير بدم يسوع لإزالة خطايانا. في (أفسس 2: 3) يقول لنا الوحي أننا كنا بالطبيعة أبناء الغضب. لاحظ انه لم يقل لنا ان الناس يصبحون خطاة. بل انهم ولدوا خطاة. ولكن الآية التالية في أفسس 2: 4 تقدم لنا الخبر السار الذي ينبغي ان نقوله بصوت عال الآن. "الله الذي هو غني في الرحمة، من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا، احيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون."

"سمعت فارتعدت احشائي . من الصوت رجفت شفتاي. دخل النخر في عظامي وارتعدت في مكاني"(حب3: 16)


أيضا، في الصورة أعلاه نرى أن شاول مثل حبقوق ارتعد أيضا وذهل عندما رأى الرب يسوع. وقال شاول عندما رأى الرب يسوع (اع 9: 5) "من أنت يا رب؟ فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. من الصعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير:«يارب، ماذا تريد ان افعل؟» فقال له الرب:«قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل؟ .. وكان ثلاثة ايام لا يبصر، فلم ياكل ولم يشرب.


وأخيرا، في الصورة أعلاه نرى ما حدث لبطرس عندما رأى الرب يسوع. وقال بطرس للرب يسوع في (لوقا 5: 8) اخرج من سفينتي يا رب؛ لأني رجل خاطئ". اعترف بطرس انه رجل خاطئ وتاب وقبل الرب يسوع. ونحن مثل بطرس، نحتاج للتوبة يوميا عن خطايانا من خلال التقابل مع الرب.

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

الكنيسة

الكنيسة ليست مبنى.
إنها جسد المسيح.
انها ليست بيت ذو حجرات متعددة
أو مؤسسة مبنية من الاحجار.
هل تريد طلاء جدرانها او تزيين قاعاتها؟
الكنيسة ليست مبنى.
إنها جسد المسيح.

الكنيسة ليست مكتبا.
إنها جسد المسيح..
انها ليست مكانا للعمل،
انها ليست حتى مكانا لالتقاء الاصدقاء
الكنيسة ليست مبنى.
إنها جسد المسيح..

الكنيسة ليست مدينة؛
ليست بناءا على الأرض يبنى بالمال.
لا يمكن أن تعلق لافتة على الطوب،
الكنيسة ليست مبنى
إنها جسد المسيح..

الكنيسة هي العروس.
ويسوع هو العريس.
معا يقترنوا
كما أورشليم الجديدة.

الكنيسة هي المملكة.
النور هو الرب.
"ولا يكون ليل هناك،
 ولا يحتاجون الى سراج او نور شمس،
لان الرب الاله ينير عليهم،
وهم سيملكون الى ابد الابدين"(رؤ22: 5)

لماذا يفسد التفاح؟


لماذا تفسد ثمرة التفاح؟
الامر لا يعزى الى عوامل خارجية
لكن الى عوامل داخلية.
انها تحمل في ذاتها علة فسادها.
هكذا ننحن البشر
نحمل في ذواتنا
اسباب فشلنا وضعفنا،
نحمل في قلوبنا جرثومة الشر.
فلا تتساءل لماذا يرتكب هذا الانسان هذه الجريمة الشنعاء؟
لماذا تخون هذه الزوجة زوجها المحب؟؟
لماذا يقدم هذا الطفل على ارتكاب هذه الحماقة؟
... وغيرها الكثير نراه كل يوم
وهذا هو ما عبر الله قديما حين قال:
"ان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته"(تك6)
ان جرثومة العصيان دخلت فينا منذ سقوط ادم الانسان الاول.
ستقول:
وما العمل؟
الاجابة هي:
علينا ان نخلع الانسان العتيق الفاسد ونلبس الانسان الجديد
وذلك هو ما يحدث في الميلاد الثاني،
الميلاد من الماء والروح.

عوبيد ادوم


نعرف من سفر صموئيل ان رجلا اسمه عوبيد أدوم الجتي كان له شرف وجود تابوت الرب وبقاءه في منزله لمدة ثلاثة أشهر. "ولم يشا داود ان ينقل تابوت الرب اليه الى مدينة داود فمال به داود الى بيت عوبيد ادوم الجتي. وبقي تابوت الرب في بيت عوبيد ادوم الجتي ثلاثة اشهر. وبارك الرب عوبيد ادوم وكل بيته"(2صم6).
اعزائي، ينبغي لنا جميعا أن نكون مثل عوبيد ادوم اي نبقى باستمرار مع الرب يسوع وتابوت الرب.

كان عوبيد ادوم مثال الشخص المبارك الذي يعيش مع الرب. نستطيع ان نرى الملك داود واثنين من الكهنة يسألان عوبيد ادوم ان يسمح لتابوت الرب بالبقاء في منزله ونجد عوبيد ادوم يرحب بذلك ويقول للملك داود "أنا سعيد لأنك طرقت على باب بيتي. انه لشرف كبير أن يكون تابوت الرب في بيتي". ونتيجة لذلك، بارك الرب بيت عوبيد أدوم>

عزيزي، نحن مثل عوبيد أدوم، عندما يقرع الملك يسوع على باب قلبنا. ليتنا نسمح له بالدخول والمكوث معنا. قال يسوع في (سفر الرؤيا 3:20) "هانذا واقف على الباب واقرع. ان سمع احد صوتي، وفتح الباب؛ ادخل اليه واتعشى معه وهو معي".

نلاحظ أيضا أن عوبيد أدوم الجتي كان من جت. كان جليات الجبار (العملاق) أيضا جتي اي من جت ولكن كان شريرا. هذا يثبت أن الشخص ليس مقبول امام الرب بسبب العرق أو الخلفية الثقافية، أو البلد التي ولد فيها. بل بالتحديد بقبول الله. في (يوحنا 1:12) يقول الوحي لنا "ولكن كل الذين قبلوه (يسوع)، أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، اي الذين يؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله". كان عوبيد ادوم وجليات على حد سواء من جت، ولكن كان عوبيد ادوم مباركا لأنه قبل الرب وتابوته. بينما لعن جليات لأنه رفض وعيّر اسم الرب. دعونا جميعا أن نكون مثل عوبيد ادوم ونستقبل يسوع ربنا في قلوبنا فنكون مباركا.

ماذا حدث لعوبيد ادوم وأسرته بعد أن اخذ تابوت الرب من منزله؟ نستطيع ان نرى انه ما ان رأت زوجة عوبيد ادوم واطفاله التابوت يؤخذ من البيت ، حتى سألوه: ماذا تفعل ؟ ويمكننا أن نسمع عوبيد ادوم يقول لزوجته واطفاله: "هيا احزمي الامتعة وكل ما لدينا، فنحن ذاهبون مع تابوت الرب. نحن سنحل اينما حل التابوت ونسير اينما سار. وهذا هو بالضبط ما فعله عوبيد ادوم وعائلته. دعونا جميعا أن نكون مثل عوبيد ادوم وباستمرار نتبع الرب يسوع في كل مكان.

في الصورة أعلاه نرى أن عوبيد ادوم وعائلته كانوا على استعداد للغناء والعزف على الآلات أمام تابوت الرب للملك داود. وجاء عوبيد ادوم وعائلته الفلك وكانوا على استعداد مع العازفين والمرنمين الذين اقامهم الملك داود للتسبيح أمام تابوت الرب.في (1 اخبار 15:16) يقول داود وقلت للرئيس اللاويين بتعيين إخوانهم ليكون المطربين مع دفوف صوت آلات طرب، الرباب، والعيدان والصنج، رافعين الصوت بفرح. وأدرج عوبيد ادوم واحدا من المطربين في (1 اخبار 15:18) غنى بكل سرور أمام تابوت الرب.

نستطيع ان نرى الملك داود يقول: أي شخص على استعداد للغناء أمام تابوت الرب فليتقدم؟ فنجد عوبيد ادوم في المقدمة، انا على استعداد للغناء امام تابوت الرب ايها الملك داود لأن الرب بارك بيتي لمدة 90 يوما. ثم نرى الملك داود يسأل ثانية: "أي شخص على استعداد العزف على آلة موسيقية أمام تابوت الرب فليتقدم؟ فنجد مجددا عوبيد ادوم في المتقدمين، ويقول للملك داود "وأنا على استعداد للعزف امام الرب لأن تابوت الرب بارك بيتي لمدة 90 يوما". جاء ذلك في(1 أخبار الأيام 15: 19-21) حيث ذكر اسم عوبيد أدوم كواحد من الذي عزفوا بصنوج من النحاس والعيدان أمام تابوت الرب.

ثم سأل الملك داود ثالثة "هل هناك أي شخص على استعداد ليكون البواب أمام تابوت الرب؟ على الفور وقف عوبيد ادوم ليعزف بقيثارته وقال " ايها الملك داود أنا على استعداد لاكون بوابا، لأن تابوت الرب بارك بيتي لمدة 90 يوما". وقد ذكر ذلك في (1 اخبار 15:24) "عوبيد أدوم واحدة من البوابين لتابوت الرب".

أصدقائي، دعونا جميعا أن نكون مثل عوبيد ادوم وتكون على استعداد لنكون بوابين في بيت ربنا يسوع بدلا من إضاعة الوقت في قصور أنيقة وفنادق فاخرة على هذه الأرض. دعونا جميعا نكون مثل عوبيد ادوم لنربح النفوس لربنا يسوع. البوابون يدعون النفوس المفقودة لقبول الرب يسوع ولدخول ملكوته المبارك إلى الأبد. في (مزمور 84:10) يقول لنا "يوم واحد في ديارك (السماء) خير من ألف (على هذه الأرض)، اخترت بالأحرى البواب في بيت إلهي، من أن اسكن في خيام الشر". ويقول الوحي في (الأمثال 15:17) "اكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة". وايضا في (الأمثال 17: 1) يقول "لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام".

ثم في (1 اخبار 16: 4) سأل الملك داود: "هل هناك أي شخص على استعداد ان يكون خادما، لاجل التذكير والشكر والتسبيح أمام تابوت الرب؟ أجاب عوبيد ادوم "ايها الملك داود أنا لي الشرف ان اخدم بيت الرب قبل كل الناس، لأن تابوت الرب بارك بيتي لمدة 90 يوما".