الأربعاء، 30 يونيو 2021

تذكارات القديسين: قديسي التوبة

قراءات يوم الخميس ١ يوليو ٢٠٢١ الموافق ٢٤ بؤونة ١٧٣٧ ش.

الموضوع: تذكار استشهاد الانبا موسى الاسود. لذلك فالقراءات تتحدث عن التوبة وعدم النكوص والعودة الى الخطية.

مزمور عشية
(مز٣٩: ٣):
وهو يقابل ( مز٤٠ : ٣) في طبعة بيروت. "اقام على صخرة رجلي. ثبت (سهل) خطواتي". الخاطئ يعيش في جُب رهيب. والمؤمن الذي يبتعد عن الرب، أيضًا يجد نفسه في حمأة رهيبة. كان موسى الاسود في احد هذه الجباب، ولكنه حين قدم توبة فان الرب اقامه على صخرة ثابتة، وانتشله من طبن الحمأة فاصبح يسير بخطى ثابتة في طريق القداسة.
"وضع في فمي تسبيحا جديدا". لانه بدا حياة جديدة بحمد الرب الذي رفعه من الجب و الحمأة.

انجيل عشية
(مت٧: ٢٢-٢٥):
يحدثنا فصل الانجيل عن مثل البيت المؤسس على الصخر. 

مزمور باكر
(مز٨٨: ١٣-١٦):
"حقي ورحمتي معه، وباسمي يرتفع قرنه" وجاءت في طبعة بيروت هكذا "أما أمانتي ورحمتي فمعه، وباسمي ينتصب قرنه.. (المزامير ٨٩: ٢٤).

"حينئذ بالوحي تكلمت مع بنيك وقلت جعلنا عونا على القوي".
في طبعة بيروت جاءت هكذا "حينئذ كلمت برؤيا تقيك وقلت: «جعلت عونا على قوي. رفعت مختارا من بين الشعب.. (المزامير ٨٩: ١٩). قد يكون هذا التقي الذي كلمه الله بالرؤيا هو ناثان (راجع 1أخبار 17: 15) أو داود ذاته. وتقول الترجمة اليسوعية «لقد كلمت صفيك في رؤيا فقلت إني هيأت نصرة للجبار ورفعت المختار من الشعب». فان الله عوناً لداود على عدوه القوي الملك الجبار. والله اعطى عونا لموسى الاسود على "قوي" وهو الشيطان الذي قيل انه حاربه حتى ذهب الى معلمه ١١ مرة في ليلة واحدة يشكو اليه حروب الشيطان.

انجيل باكر
(لو١٣: ٢٣-٣٠):
يقابلنا في تلاوة فصل الانجيل سؤال احد التلاميذ "اقليل هم الذين يخلصون؟"كان اليهود قد فهموا من عدَّة نبوات أنهم لا بدَّ أن يجتازوا في زمن ضيق شديد قبل أقامة الملكوت بوقت وجيز وأنهم يتنقون بهِ، ولا يدخل الملكوت إلاَّ البعض منهم والذي اطلق عليهم البقية "لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة.. (إشعياء ١: ٩).
ولكن الرَّبَّ رفض أن يجاوب هذا السؤال بحسب مقصد الذي سألهُ بل اتخذ الفرصة لينبه الجميع على شيء أعظم من تلك المباحثة. فقال لهم: "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق". والباب الضيق هو التوبة والايمان، لانه فيه جهاد ضد الخطية حتى الدم كما جاهد الانبا موسى.
"اكلت معنا وعلمت في شوارعنا" انتسابهم إلى المسيح كشعبهِ وهو على الأرض أو كتلاميذهِ وهو في السماء لا يخلّصهم من دينونتهِ وقت الدينونة بل بالعكس يزيدها مضاعفًا.

البولس
(١كو٣: ١-٨):
"سقيتكم لبنا لا طعاما". يقول الرسول للعبرانيين «لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون أن يعلمكم أحد ما هي أركان بداءة أقوال الله وصرتم محتاجين إلى اللبن لا إلى طعام قوي لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر"(عب-). وقال الرب يسوع لتلاميذه: «إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن» (يو16: 12). وكأنه يعاتبهم لعدم نموهم الروحي. كان الأمر المأساوي أنهم لم ينموا لدرجة تمكِّنهم من قبول حقائق أعمق ينقلها إليهم الرسول.
"ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه.. (ع٨). وفي مواضع اخرى "سيجازي على عمله". وهذا مستوى اعلى من مجرد العمل، وهو التعب في العمل او العمل لدرجة التعب. وهكذا قد يكون طريق الرب ضيق وفيه تعب، ولكنه تعب للمنفعة (ام١٤::٢٣). فيه تعب ولكنه في المقابل سيأخذ اجرة، ولن يبخس حقه.

الكاثوليكون
(٢بط١: ١-١١):
"قدموا في ايمانكم فضيلة". فالايمان النظري لا يكفي. لابد من ان نقدم فضائل اي ثمر الايمان، والا سبكون ذلك علامة ان الايمان ميت. وما اكثر الفضائل في حياة القديسين. فمثلا القديس موسى الاسود كانت له فضائل النسك، اضافة الغرباء وعدم الادانة و.. 
"اجتهدوا ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين". وجميع قديس التوبة ثبتوا في طريق الرب ولم يعودوا للخطية مرة أخرى.

الابركسيس
(اع١٥: ١٣-٢٣):
"لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم". وهذه تظهر حنو الرب ومحبته للخطاة. فهو لا يثقل على المبتدئين ولا على التائبين. بل يتدرج معهم، "وأنا درجت أفرايم ممسكا إياهم بأذرعهم، .. كنت أجذبهم بحبال البشر، بربط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم، ومددت إليه مطعما إياه.. (هوشع ١١: ٣-٤). وكلمة درجت اي تدرج معه، بل انه رفع النير اي ثقل الخطية والمشقة التي يمكن ان يتعرضوا لها لاي سبب.
" بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن..". وكان المنع عن ٤ اشياء فقط وهي اساسيات: ما ذبح للاصنام والزنا والمخنوق (الميت) والدم. ومن هنا نعرف ان المسيحية لم تنقض الناموس بل انها اكملته.


مزمور القداس
مز٦٠: ١-٢):
"على الصخرة رفعتني و.. صرت رجائي وبرجا حصينا في وجه العدو". بدون عمل النعمة في حياة الانسان ما استطاع الانتصار على الخطية او ابليس.

انجيل القداس
(لو١٤: ٢٥-٣٥):
"من لا يحمل صليبه ويتبعني لا يكون لي تلميذا". وحمل الصليب عو تحمل الضيقات والآلام من اجل الرب.
ثم ينبه الرب اولاده الى انتهاج الحكمة، فيقول ان من يريد بناء برجا "يجلس اولا ويحسب النفقة.. هل عنده ما يلزم لكماله؟". 
والمسيحيون الذين لا يحسبون النفقة ويسلكون بخفة في هذه الحال سيكونون محطّ سخرية الناظرين لأنهم ابتدأوا حسنًا لكي ينتهوا بشكل معيب. وسيقال عن اي منهم "هذا الإنسان ابتدأ ولم يقدر ان يكمل". فالعبرة ليست بالبداية ولكنها بالاكتمال. من اجل ذلك قال الرب كامر الهي "كونوا كاملين.".

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

القراءات الكنسية -١

مقدمة:
طقس الكنيسة في القراءات ينقسم الى 3 دورات: يومية – اسبوعية - سنوية
الدورة اليومية : هي صلاة اﻻجبية. فمثلا:
+ في صلاة باكر: نقول عبارتين في منتهى الجمال. "قم يارب خلصني يا الهي" و كأننا في اشتياق لحدث القيامة المجيد و ارتباط خلاصنا به. و"الان اقوم يقول الرب اصنع الخلاص علانية" و هى تمثل استجابة الرب السريعة.
+ في صلاة السادسة نقول "يا الله اليك ابكر عطشت نفسي اليك" و كأنها استجابة لعطش الرب لخلاصنا حينما قال على الصليب انا عطشان و نحن ايضا عطشانين اليك. "و بظل جناحيك ابتهج" (ذراعي المسيح الممدودتان على الصليب).

الدورة اﻻسبوعية: هي التسبحة
+ يوم الاثنين: تركز على خلق آدم وحواء.
نرى من خلال التسبيح فى الكنيسة التركيز على النبوءات الخاصة بالتجسد مثل باب حزقيال وسلم يعقوب، والعليقة التى رآها موسى فى البرية... الخ. هذا اليوم مع يوم الأربعاء تضعه الكنيسة فى وضع خاص من خلال الصوم وذلك تذكارًا للمشورة التى بين يهوذا ورؤساء الكهنة.
+ يوم السبت: الكنيسة تحتفل به كسبت لفرح الراقدين بالخلاص حيث نزل السيد المسيح الى الجحيم وبذلك نلاحظ أن الإحتفال بيوم الأحد للعبادة والفرح لم يلغ يوم السبت أيضًا للعبادة والفرح.


الدورة السنوية  (قراءات القطمارس)

نجد أن شهر مسرى وهو آخر شهور السنة  موض وعه محاسبة النفس ف صاحب الأرض  سيسأل عن ثمار حقله وهل لنا ثمار أم لا. ويأتى  شهر توت أول شهور السنة ويكون موضوع  القراءات ع ن  التوبة فلا ثمار بدون توبة .

س : ماذا عن أعياد القديسين؟
ج: لا تنفصل أعياد القديسين في السنة الطقسية عن  الأعياد السيدية. القديسون هم أعضاء جسد المسيح  الممجدين، وقداستهم إشعاع من قداسة المسيح  نفسه. أن نعيّد لقديس يعني أن نعيّد لنعمة خاصة  انسكبت من المسيح على هذا القديس وعلينا، وندخل  بذلك في علاقة الصلاة التي تربط هذا القديس  بالمسيح. أكثر من ذلك: كما ان أعياد ربنا يسوع  المسيح تعيد أحداث حياته سريا، كذلك تعييد أعياد  القديسين حياتهم وفضائلهم وموتهم كأنها مشاركة في  حياة المسيح وموته.

س : هل يمكننا أن نقول أن السنة الطقسية إطار لممارسة العبادة؟
ج: نوعاً ما. السنة الطقسية اطار وسند لتقوانا، تحفظ الوحدة بين المؤمنين. اهم من ذلك تلهمهم وتحييهم. لكنها ليست غاية بحد ذاتها، هي وسيلة وليست الهدف.
وعلينا ان نحذر من المبالغة بالتمسك بالطقوس كإطار جامد جاف دون الاهتمام بالمعنى. ان ممارستنا في السنة الطقسية فارغة كاذبة ان لم تتجدد الاعياد في داخلنا كما تتجدد في الطقوس. تبقى الغاية من كل ذلك ان نصل الى ملكوت الله داخلنا.
***
قراءات شهر توت
قراءات اﻻحد اﻻول من توت
لماذا نقرأ هذا الإنجيل؟
وهذه البداية عن يوحنا للأسباب الأتية:-
انت دعوة يوحنا المعمدان هى التوبة تمهيداً لمجىء المسيح
لنعرف المسيح ونتحد به فيكون لنا حياة وتكون لنا ثمار ( موضوع الشهر الماضى شهر مسرى)
٢- الكنيسة تحتفل بذكرى إستشهاد يوحنا المعمدان يوم ٢ توت
٣- يوحنا المعمدان هو حلقة الوصل بين العهد القديم و الجديد. الأحد الأول بعد السنة القديمة، هكذا يوحنا يربط العهدين.
٤- هذا الإنجيل تقرأه الكنيسة فى الأحد الأول بعد عيد النيروز فتذكره اليوم كشهيد.
الأصغر فى ملكوت السموات

اﻻحد الثاني: عن المعرفة، فالتوبة تقود لمعرفة المسيح.

اﻻحد الثالث: قصة زكا: قصة مثالية عن تأثير التوبة.

قراءات شهر كيهك

اﻻحد اﻻول في كيهك:
مزمور القداس: ”لانه وقت التحنن على صهين، لانه جاء الميعاد“  وهذا معنى اسم يوحنا و ”وقت“تشير  الى ملء الزمان او كمال الوقت المعين من الله ليتجسد
يستجيب فى ملء الزمان.
البولس: يتكلم عن الايمان
الكاثوليكون: عن الصبر
الابركسيس: عن الصلاة
و هذه الفضائل الثلاثة ضرورية في انتظار وعد الله  بالخلاص.

اﻻحد الثاني في كيهك
هنا نسمع عن بشارة الملاك للعذراء بأنها ستلد المسيح
وفى مزمور القداس : " إسمعى يا إبنتى ( بشارة الملاك للعذراء) مباركة انت في  النساء ، ففى نسلها تباركت الأرض، 
”كيف يكون لى هذا“ تسأل عن الطريقة. عن طريق  الروح القدس الذى سيحل عليك.
وهذا ما نسمعه فى مزمور باكر: ينزل مثل المطر ( وهذا عن الروح القدس).  يشرق فى أيامه العدل  وكثرة السلام ( هذا عن تجسد المسيح ملك السلام).

+
كتب القراءات الكنسية
تقع في 4 كتب:
القطمارس السنوي الدوار
قطمارس الصوم الكبير
قطمارس اسبوع اﻻﻻم.
قطمارس الخمسين المقدسة.

والقطمارس السنوي الدوار يقع في جزءين: اﻻول يشتمل على قراءات اﻻحاد والثاني قراءات اﻻيام.

قراءات اﻻحاد:
تمثل فصول قراءات اﻻحاد خطا عاما اذ تظهر عمل الثالوث حسب البركة الرسولية ( محبة الله اﻻب ونعمة اﻻبن.. ..)
تقع فصول اﻻحاد في 40 فصلا.
شهر توت: محبة الله اﻻب:
حكمة الله اﻻب لخلاص البشر لو7: 28-35
مسرته بخلاص اﻻنسان لو10: 21-28
غاية ارسال ابنه لو19: 1-10
قبوله وغفرانه للخطاى لو7: 36-50
شهر بابة: سلطان السيد المسيح
اﻻحد اﻻول: غفران الخطايا وشفاء المرضى مر2: 1-12
الثاني: سلطانه على البحر لو5: 1-11
الثالث: اخراج الشياطين مت12: 22-28
الرابع اقامة الموتى لو7: 11-17

شهر هاتور: انجيل السيد المسيح
ثمرة اﻻنجيل لو8: 4-15
بركات اﻻنجيل مت12: 1-9
ضيقات اﻻنجيل لو14: 25-35
مكافاة اﻻنجيل مر1: 17-31

شهر كيهك: تجسد المسيح
اﻻحد اﻻول: البشارة بميلاد يوحنا
اﻻحد الثاني: البشارة بميلاد يسوع 
اﻻحد الثالثزيارة العذراء ﻻليصابات: 
اﻻحد الرابع:ميلاد يوحنا المعمدان
29 كيهك : عيد الميلاد المجيد 

شهر طوبة: خلاص يسوع للامم
اﻻحد اﻻول:  اعلان الخلاص للامم
اﻻحد الثاني: بركات الخلاص
اﻻحد الثالث:  ثمرة الخلاص
اﻻحد الرابع: الخلاص يعطي اﻻستنارة

شهر امشير: الشبع بالمسيح
اﻻحد اﻻول: الطعام الباقي
اﻻحد الثاني: الشبع من خيرات يسوع 
اﻻحد الثالث: المسيح هو خبز الحياة 
اﻻحد الرابع: المسيح يدخل ويبارك بيتك

النصف الثاني من شهر بشنس: اﻻيمان بالمسيح
اﻻحد الثالث: اﻻيمان بالمسيح هو الطريق ﻻنسان سوي
اﻻحد الرابع: اﻻيمان بالمسيح هو الطريق لحياة النصرة

شهر بؤونة: شركة وموهبة الروح القدس
اﻻحد اﻻول: عطية الروح لقدس
اﻻحد الثاني: غفران الخطايا بالروح القدس 
اﻻحد الثالث: اخراج الشياطين بالروح القدس 
اﻻحد الرابع: مواهب الروح القدس

شهر ابيب: معونة الرب للاباء الرسل
اﻻحد اﻻول: السلطان المعطى للرسل
اﻻحد الثاني: الوصايا المعطاة للرسل 
اﻻحد الثالث: خدمة الرسل 
اﻻحد الرابع: ارفعوا الحجر – عمل الرسل

شهر مسرى: عناية الله بكنيسته
اﻻحد اﻻول: هﻻك الرعاة اﻻشرار
اﻻحد الثاني: وصايا الله للرعاة الصالحين
اﻻحد الثالث: سلطان الكنيسة على الشياطين
اﻻحد الرابع: جمع المؤمنين في المجئ الثاني

شهر النسئ: 
احد النسئ: لمجئ الثاني ونهاية العالم

قراءات اﻻحد الخامس:
اذا وقع اﻻحد الخامس في يوم 30 من الشهر فتقرا فصول البركة (لو9: 12-17)

ثانيا – قراءات اﻻيام السنوي:
رتبت الكنيسة ان تكون قراءات اﻻيام مرتبطة بسنكسار اليوم.
وهذه القراءات تظهر التمايز بين اعضاء الكنيسة من جهة، ومن جهة اخرى الشركة الكاملة بينهم.

اﻻيام الخاصة واﻻيام الحالة: 
رتبت الكنيسة ان تضع لبعض القديسين فصوﻻ خاصة مناسبة تقرا في تذكاراتهم. وتعرف باﻻيام الخاصة، اي لها قراءات في كتاب القطمارس.
ثم رتبت ان تقرا نفس هذه الفصول في اعياد بقية القديسين المشابهين في السيرة وتعرف هذه اﻻيام، باﻻيام المحالة، اي التي يتم احالتها الى اﻻيام الخاصة.
وجملة اﻻيام الخاصة في كتاب القطمارس 55 قراءة والباقي ايام محالة.
وكمثال لقراءة اﻻيام:
اليوم الخاص: اول بشنس وهو عيد ميلادها
اﻻيام المحالة هي: 3 كيهك عيد دخولها الهيكل
21 طوبة: تذكار نياحتها.
21 بؤونة: تكريس اول كنيسة على اسمها بفليبي
16 مسرى: تذكار ظهور جسدها بعد صعوده الى السماء.

الاعلان الاسمى عن الله

انجيل يوحنا : الاعلان الاسمى
"لقد عرفتهم اسمك"
كل وحي وتنزيل اقتصر على التوحيد ، اي اعلان وحدانية الله فوق كل وثنية او شرك. فكان الاعلان خارجا عن ذات الله. حتى في الوحي الموسوي كان اعلان الله عن ذاته انه يهوة اي "انا الكائن" او كما يترجم احيانا الحي القيوم" وبلغة الفلسفة "الوجود الواجب الوجود". ولكن كل وحي قبل المسيح لم يرقى الى الكشف عن (سر الله).، عن الله في ذاته. كان ذلك محفوظا للمسيح الابن، النازل من "حضن الاب"(1: 18).
ففي صلاته الاخيرة يوجز المسيح دعوته بقوله "لقد اعلنت اسمك للناس"(17: 6). وفي لغة الكتاب الاسم كناية عن الذات. 
اولا- تعابير "سر الله" في الانجيل:
ثلاثة تعابير تكشف لنا "سر الله".
1- اكد السيد التوحيد الكتابي المتواتر. فقال "الحياة الابدية هي ان يعرفوك انت الله احد الحق (الحقيقي الواحد)، والذي ارسلته يسوع المسيح"(17: 3).
فالحياة الابدية منوطة بهاتين الشهادتين، لا بغيرهما.
2- لكن تجاه كل تشبيه او تمثيل لله اعلن "ان الله روح"(4: 24). بهذا قضى على كل وثنية او شرك. فالله في طبيعته "روح" فوق كل مادة كونية او تصور مادي. 
فمن يتهم الانجيل بالتشبيه ينقصه صريح الانجيل "بان الله روح".
3- الاعلان الالهى الاسمى في الانجيل هوو ان الله "الاب" على الاطلاق. ونحن في لغتنا العربية ، شقيقة الارامية التي نطق بها يسوع، نمد لفظ "الاب " لتمييزه عن كل "اب".
ان فكرة ابوة الله كانت شائعة في الشرق الاوسط وغيرها من الشعوب (راجع اع17) على سبيل المجاز عندنا، وعلى سبيل الحقيقة الوثنية عند الامم.
فعند بني اسرائيل ، الله اب بالمجاز. فهو ابو اسرائيل "من مصر دعوت ابني"(هو). وخصوصا ابو ملك اسرائيل، وعلى التخصيص "ابو المسيح الموعود".
"ابي وابيكم"(20: 18). يميز المسيح بين بنوته لله وبنوة التلاميذ له. واكبر شاهد تصريحه في عيد المظال "انما الذي يمجدني ابي الذي تقولون عنه انه الهكم"(8: 54).
ما يخفى على كثيرين – هو الثنائية في كلام المسيح القائمة على الثنائية في شخصيته. فهو ينطق تارة اله وتارة كانسان. طورا كابن الله وطورا كابن البشر. فمن الجهل اعتماد البعض على بشرية المسيح في اقواله واعماله لنكران الوهيته او العكس.
2- كيف تتفق وحدانية الله مع وجود ابوة وبنوة في طبيعته؟
المشكل الاساسي لكل شبهة هو قيام تثليث كياني في وحدانية الله.
"لكي  يعرفوك انت الله احد الحق (الحقيقي الواحد)"(17: 3). هذا هو الاعلان الاول على لسان المسيح نفسه.
والاعلان الثاني ويشبهه هو "ويسوع المسيح الذي ارسلته". هو الابن الواحد الحق على الاطلاق. والمسيح تدليلا على ذلك يستخدم تعبيرا ينفرد به "ابتاه" فنسمع فيه صوت يسوع وحده. 
والانجيل يطلق على الابن صفتين تميزان بنوته الالهية عن كل بنوة مخلوقة او مجازية.
التعبير الاول "اللوغوس" الكلمة او النطق الذاتي. فليس من المعقول ا يكون "الله الروح" بلا نطق ذاتي روحي ، وهذا النطق هو ابنه يصدر عنه وفيه .
والتعبير الثاني "مونوجنيس" اي "الوليد الوحيد" الذي يقتضي ولادة حقيقية ذاتية روحية.
فحقيقة البنوة الوحيدة في الوحدة الالهية المطلقة قائمة:
1- في وحدة الوجود والحياة: "كما ان الاب له حياة.."(5: 26)
في وحدة الارادة "لا استطيع ان اعمل من نفسي شيئا.
في وحدة العمل " ما يعمله الابن يعمله الاب ايضا"
في وحدة الوجود المتبادل "انا في الاب..
الاب الحال في .. 
وفي صلاته "كمتا انك انت في..
وحدة المعرفة "كما ان الاب يعرفني
في وحدة المحبة "الاب يحب الابن..
في وحدة المجد. فعند استقباله اليونانيين يهتف عفويا "ايها الاب مجد اسمك" اي بتمجيد ابنك. 
وعند اقتراب صلبه "الان تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه. فمجده هو مجد ابيه.
عن كتاب:
صوفية المسيحية بحسب يوحنا، يوسف درة الحداد، بحث 26 ص450.

العذراء في انجيل يوحنا



يفتتح الانجيل بالعذراء في موقف الشفاعة ويختتمها بمشهد امتداد امومتها الى جميع المسيحيين في شخص يوحنا الحبيب.
اولا، افنتتاح الانجيل بمشهد العذراء في موقف الشفاعة:
ودع يسوع امه بالناصرة وجاء الى الاردن ليعتمد لا لانه يحتاج الى غفران الخطايا بل لافتتاح خدمته، وتاييدها بشهادة يوحنا المعمدان ذات الشعبية الكبيرة. ثم تهيا للخدمة بالصوم لاربعين يوما ونصرته على الجولة الاولى من تجارب ابليس.
قبل المسيح 5 تلاميذ من تلاميذ يوحنا وعاد الى الناصرة لبدء خدمته في بلدته. ولما بلغوا قانا الجليل بالقرب من الناصرة عرجوا على المبيت عند نثنائيل فدعى يسوع الى العرس هو وتلاميذه.
ويظهر ان الحشد كان اكثر مما قدره اهل العرس فنفذت الخمر. تلجا ام يسوع اليه "ليس لهم خمر". ويجيبها "ما لي ولك.." وهنا تظهر دالة الام على ابنها وعلى بها. ان قلبها يحدثها بانه مستجيب لرغبتها رغم "ان ساعته لم تكن قد حانت بعد". فقالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه".
استسلم يسوع لرغبة امه. واكراما لها قرّب ساعته في الزمن. فاستجاب القدر في الازل. فدالة مريم بلغت تقريب "ساعته" في الزمن وفي الازل.
تلك هي الشفاعة يظهر فعلها في الحال. كانت شفاعة العذراء فاتحة الرسالة المسيحية والدعوة بالانجيل .. هذا هو دور ام المسيح، كما عرفته المسيحية على الدوام.
ثانيا، ختام الانجيل بمشهد العذراء في موقف الاموم للبشرية:
كلمتان خلاقتان "هذا هو جسدي .. دمي" في الافخارستيا. والثانية، "هذا هو ابنك .."
ظاهر الامر ان يسوع يترك امه وحيدة لا معيل لها، فسلمها الى "التلميذ الذي كان يحبه". والذي تجرا وحده ان يرافق ام يسوع الى الصليب. فكافاه على وفائه لمعلمه وعلى مودته ومواساته للام الحزينة بامومتها. 
المشهد عند الصليب اعماقه ابعد من ظاهره. ان كرامة الام من كرامة ابنها! كما ان كرامة الابن من كرامة امه! فكرامة العذراء من كرامة المسيح وكرامة المسيحيين. فتكريم العذراء هو تكريم للمسيح.
هل تصح تسمية العذراء ام الله؟
البرهان قائم في الانجيل على تسمية يسوع "ابن الله". لكن هل تصح تسمية العذراء "ام الله"؟ وكيف تكون مخلوقة اما لخالقها؟
انه لقب تكريم .. وبما ان العذراء ام المسيح ، والمسيح هو الكلمة المتانس منها والله كان الكلمة فيصح ان نلقب "ام الله" لان الله الكلمة تجسد فيها وولد منها.
"وظهرت اية عظيمة
هذه هي صورة العذراء في السماء: مجدها من مجد ابنها. ولتمثيل هذا المجد السماوي استجمع كاتب الرؤيا بوحي الله كل ما في الكون من جمالات، فالبسها السيدة العذراء: جعل الشمس وشاحا لها، والقمر موطئا لقدميها، والكواكب تاج اكليل لها.
انها اية عظيمة في السماء، 
كما كانت اية عظيمة في الارض في حياتها  الفائقة القدسية.

دراسة في انجيل يوحنا: الروح القدس

الروح القدس:
من عند الاب ينبثق. فهو من الخالق لا من عالم المخلوقات. يرسله الاب باسم المسيح (14: 16) بل المسيح يرسله من عند الاب (15: 26). بناءا على ذلك فالروح القدس يرسله الاب والابن كلاهما معا، في وحدة العمل والارسال. وهذه البعثة الواحدة والثنائية معا في مصدرها. فهو ينبثق من ذات الله في ذات الله.
وهو في بعثته :باراقليط اخر"(14: 16). اي ان الباراقليط الاول هو المسيح، فهو يقو مقام المسيح، لذلك قال "لا اترككم يتامى" قبلها مباشرة. وترجمة الباراقليط المعين او المحامي او المعزي.
وصفة ارساليته انها دائمة "يقيم معكم على الدوام، الى الابد"(14: 16). فميزة المسيحية على الديانات كلها انها ايضا رسالة الروح الباراقليط. فليس في الارض من ديانة بها هذه الميزة.
"يقيم معكم، ويكون فيكم" اقامة دائمة وسكنى روحية.
الارسالية لها عملان: عمل في المؤمنين، وعمل في العالم.
عمل المعزي في الكنيسة:
ثلاثي الابعاد: يعلمكم .. يذكركم.. يرشدكم
عمل المعزي في العالم : ثلاثي الفعل ايضا:
يبكت (يفحم) على خطية وبر ودينونة.
+ على الخطية: يهدي الى الايمان المسيحي وهذه تعزية للمبشرين والكارزين.
+ يفحم العالم بشأن البر.. لاني راجع الى الاب ولا تروني من بعد . لم يترك المسيح كنيسته وحدها بين اعاصير الاثم، بل ارسل اليها معز اخر يقيم معها على الدوام والى الابد في غياب المسيح "الراجع الى الاب" فانتقل الايمان به من المحسوس المشاهد الى المحسوس الباطني.
+ يفحم العالم بشان الدينونة .. لان رئيس هذا العالم قد دين" فسقط ابليس عن سيطرته على العالم بصليب المسيح. صارت ممالك العالم للرب ومسيحه، مهما ظهر من سلطان لابليس وزبانيته. فالسيد المسيح بروحه القدوس "يجذب الجميع"(12: 23). فمستقبل الايمان على الارض هو للمسيحية بضمان الروح القدس. هما بلغ الالحاد والضلال قبل مجئ المسيح وهذه تعزية كبرى لمسيحيين. 

فلسفىة الكنيسة في قراءات صوم يونان والصوم الكبير

اولا- صوم يونان:
موضوع القراءات:
الخلاص بالايمان بقيامة يسوع من الاموات والذي كان يونان رمزا له. 
يوم الاثنين : دعوة الخطاة للتوبة.
يوم الثلاثاء: حثهم على الاستماع للانجيل.
يوم الاربعاء: الغفران للتائبين
يوم الخميس (فصح يونان): الخلاص بالايمان بقيامة يسوع.
***
ثانيا- الصوم الكبير:
ا- النبوات:
عددها يتراوح بين اثنين وثلاثة في ايام الاثنين وتزداد تدريجيا حتى تتراوح بين اثنين وستة باقي ايام الاسبوع وعددها في ايام الاربعاء والجمعة اكثر منه في غيرهما من الايام وذلك لطول مدة الصوم الانقطاعي في هذين اليومين.
وكما يزداد عددها في ايام الاسبوع الواحد كذلك يزداد تدريجيا من اسبوع لاسبوع.
موضوع القراءات:
الجهاد الروحي. احد الاستعداد والاسابيع الثلاثة التالية عن "مظاهر الجهاد"والثلاثة اسابيع الاخيرة عن "ثمار الجهاد".
اما موضوعات الاسابيع فهي: الاستعداد للجهاد – طبيعة الجهاد – طهارة الجهاد – دستور الجهاد – هدف الجهاد – صبغة الجهاد – خلاص الجهاد.
قراءات الايام تدور حول الجهاد الروحي الذي نطالب به، السبوت والاحاد تدور حول (نعمة المخلص). 
رسالة البولس والانجيل لهما نفس الموضوع. ورسالتا الكاثوليكون والابركسيس يتممان الموضوع الذي تتحدث فيه رسالة البولس.
ملاحظات:
"كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ"(عب12: 1 و 1كو9 25)
1. طهارة الجهاد (اسبوع التوبة): ان نداء التوبة هو نداء كل الانبياء قديما، وهو ايضا نداء رب المجد ونداء الرسل (مثلا اع17). ولهذا ليس غريبا بعد ان توضح الكنيسة ضرورة الجهاد وطبيعته ان تنادي لنا بالتوبة وهي اعظم جهاد.
2. دستور الجهاد (اسبوع الانجيل): 
3. هدف الجهاد (اسبوع الايمان): "نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس" وطبعا الخلاص لا يكون الا بالايمان. 
4. صبغة الجهاد (اسبوع المعمودية): انها الطريق للعضوية في كنيسة المسيح ولدخول الملكوت.
5. خلاص الجهاد (اسبوع الخلاص ): هوشعنا اي خلصنا ، كان هو الهتاف المدوي في يوم الاحد. 
6. يوجد ارتباط وثيق بين موضوعات السبوت والاحاد والتي تختلف عن باقي الايام. مثلا، موضوع الاسبوع الثالث هو التوبة يبدا يو الاثنين بالحلقة الاولى منه وهي الاعتراف يليها تبرير المعترف ثم تعرضه للتجارب، فدينونة من لا يتوب، واخيرا حياة الامان التي يحياها التائب. ثم تستانف الكنيسة نفس موضوع التوبة ولكن بحلقة جديدة، فهي تحث التائب على المغفرة لغيره حتى اذا فعل قبلت توبته كما يوضح انجيل لاحد. فكان انجيل السبت يمثل جهاد الشعب انجيل الاحد يمثل نعمة المخلص

الاثنين، 28 يونيو 2021

تاملات في قراءات ٢١ بؤونة

قراءات يوم الاثنين ٢٨ يونية الموافق ٢١ بؤونة ١٧٣٧ ش.

التذكار: معجزة العذراء حالة الحديد. وهو أحد اعياد السيدة العذراء الثمانية (بعد اضافة عيد تجليها في الزيتون). لذلك كل القراءات تدور حول امنا العذراء. 

مزمور عشية
(مز٨٦: ٢-٥-٧):
"اعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله". 
 ستصير صهيون ينبوعًا للبركة ومصدرًا للإنعاش، وبيتًا روحيًا لكل أُمم الأرض.
 ‏"سكنى الفرحين فيك". لكي نفهم السبب نرجع الى العدد السابق، "الرب يحصي في كتب الشعوب أولئك الذين ولدوا فيها". سيأتي وقت يحصي فيه الله البشر. وسيكون هذا تعداد سكان السماء. والعامل المؤهِّل الوحيد هو الميلاد الجديد. فأولئك فقط الذين وُلدوا ثانية سيعاينون أو يدخلون ملكوت الله (يو 3:3-5). وهكذا، عندما يُسجِّل الله الناس سيقول: “هذا الإنسان وُلد فيها”. صهيون ترمز الى امنا العذراء فهي مديتة الله التي سكن فيها العلي. وهي التي تضمنا بامومتها الروحية، فان كانت قد صارت اما بالحقيقة لله الكلمة المتجسدة، افلا تكون بالحقيقة اما لكل المخلصين؟

انجيل عشية
(لو١٠: ٣٢-٤٨):
"اختارت مريم النصيب الصالح". اختارت الكنيسة هذا الفصل بسبب تشابه الاسم مع مريم العذراء. وكما ان مريم اخت لعازر اختارت النصيب الصالح او الاختيار الافضل، لانها جلست عند قدمي يسوع تتأمل كلامه، هكذا قيل عن امنا العذراء انها "كانت تحفظ جميع تلك الامور متفكرة بها في قلبها".

مزمور باكر
(مز٤٧: ١-٦):
"كمثل ما سمعنا كذلك رأينا في مدينة الله.
هذا العدد في الطبعة البيروتية ياتي في (المزامير ٤٨: ٨). كانوا قد سمعوا في الماضي أن الله هو مُؤسِّس وحامي أورشليم، والآن رأوا بعيونهم “لقد تيقَّنا مما قيل لنا من زمن بعيد: إن الله يحمي مدينته إلى الأبد.
"عظيم هو الرب ومهوب جدا في مدينة الهنا على جبله المقدس"(ع١).
والمزمور يتحدث عموما عن حصار الاعداء للمدينة المقدسة ولكن الله يدافع عنها ولو تطلب الامر حدوث خوارق للطبيعة. "واحامي عن هذه المدينة واخلصها"(اش٣٩). وتكررت قصص حماية الله لمدينته مرات ومرات "هوذا الملوك اجتمعوا. مضوا جميعا". إن اجتماع هؤلاء الملوك هو للحرب وليس للسلام لقد عينوا مكاناً لاجتماعهم الذي عقدوه معاً (انظر قضاة 11: 29 و2ملوك 8: 21). وما ان احتمعوا حتى مضوا جميعا ، انصرفوا هاربين.

انجيل باكر
(مت١٢: ٣٥-٥٠):
"هوذا امك واخوتك يطلبونك خارجا" لم تعد عائلة يسوع جسدية بل هي روحية وهي تضم كل ابناء الملكوت. فهو "لهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة،. (العبرانيين ٢: ١١) ولذلك نجده بعد القيامة يطلق على التلاميذ لقب اخوة، رغم انه السيد والمعلم والرب، الا انه يفتخر بانتسابه للبشر فنجده يخاطب المجدلية ".. اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم:إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم».. (يوحنا ٢٠: ١٧).

البولس
(عب٩: ١-١٢):
وأما القبة الاولى فكان فيها وصايا الخدمة..". ونحن نعرف ان القبة رمزا للعذراء. كانت القبة الاولى من ذهب رمزا للعذراء ام الملك ولسموها وقداستها. كانت تحوي داخلها لوحي الشهادة، كلمة الله. والعذراء حوت داخلها كلمة الله المتجسد.

الكاثوليكون
(٢يو١: ١-١٣):
"من الشيخ الى السيدة المختارة.. اسمع عن اولادك انهم سالكين بالحق.". السيدة المختارة كيرية رمز للعذراء. كل اولادها سالكين بالحق، بتمتعنا ببنوتنا للعذراء نقتدي بسيرتها.

الابركسيس
(اع١: ١-١٤):
"هؤلاء جميعا كانوا يواظبون على الصلاة بنفس واحدة مع نساء ومريم ام يسوع..".

مزمور القداس
(مز٤٤: ١٤-١٥):
"له تسجد بنات صور بالهدايا..". ان الأمم والشعوب يجب أن تتحد في إيمان واحد لكي تقاسم في مجد ابنة صهيون السماوية. وهنا نرى بالخيال ذلك الموكب قادماً بكل أبهة وجلال. ونرى العروس وهي امنا العذراء، وكل نفس تقدست بدم المسبح مشتملة بالمجد من الداخل وملتحفة بالجلال من الخارج ، فهي مزينة بفضائل كثيرة. "كل مجد ابنة الملك من داخل. مشتملة بانواع كثيرة (من الحلي)". وانها هي ثمار الروح القدس التي قيل عنها "زينة الروح.. الهادئ الوديع".

انجيل القداس
(لو١: ٣٩-٥٦):
"وذهبت مريم مسرعة الى الجبال..". هنا نرى نشاط امنا العذراء وتحملها الصعاب والأخطار في سبيل خدمتها للاخرين ، نسيبتها البصابات الحبلى. كما نسمع انشودتها الخالدة وفيها تعظم الرب. وتتنبأ بان "جميع الاحيال تطوبها". بالحقيقة نحن نطوبها. ونطلب شفاعتها في عيدها.ولالهنا المجد دائما.

الأحد، 27 يونيو 2021

قراءات الاحد الثالث من شهر بؤونة

قراءات يوم الاحد ٢٧ يونية الموافق ٢٠ بؤونة
الموضوع: تذكار اليشع النبي، والمفترض ان تقرأ قراءات ١٧ توت الخاصة بتذكار موسى النبي. ولكن لان اليوم يوافق الاحد فهو يتبع قطمارس الاحاد. قراءات الأيام مرتبطة بالتذكارات (العذراء والملايكة والرسل، الشهداء) لكن قراءات الأحد تخص لأقوال وأعمال السيد المسيح.
والسنة القبطية، كما يرى البعض مقسمة الى ٣ اقسام او مواسم زراعبة (كل قسم ٤ شهور) وهو يتماشى مع البركة (محبة الله الاب، ونعمة الابن وشركة الروح). فالزرع يحدثنا عن الاب ارسل حبة الحنطة الى العالم، الرب يسوع. وموسم الحصاد يحدثنا عن نعمة الابن وموسم فيضان النيل يحدثنا عن نبع الروح القدس الذي فاض علينا.

مزمور عشية
(مز٣٧: ١-١٥):
"يا رب لا تبكتني بغضبك". في الطبعة البيروتية هو مزمور ٣٨ وهو احد مزامير التوبة وهي مزمور ٦ والذي يبدا بنفس العبارة، مزامير ٣٢ و٥١ و...
فالتبكيت في احيان كثيرة يسبب الما معنويا شديدة للمخطئ وخصوصا اذا كان التبكيت من شخص غاضب.
"الانتهار يؤثر في الحكيم اكثر من مئة جلدة على ظهر الجاهل"
"ولا تؤدىني بسخطك" مع انه في مرة اخرى يقول "تأديبا أدبني الرب، وإلى الموت لم يسلمني.. (المزامير ١١٨: ١٨).
فتاديب الرب للمؤمن يكون مصحوبا بالرقة ويتصف بالحكمة، فهو لا يكون اقل من الشدة المطلوبة فلا ياتي بنتيجته ، ولا اكثر من المطلوب فيسبب تعبا وضررا لمن يؤدب. فالتاديب له بركات عظيمة وهذا ما حدا بالنبي ان يطلب قائلا "أدبني يا رب ولكن بالحق، لا بغضبك لئلا تفنيني.. (إرميا ١٠: ٢٤). ووصية الحكيم "من يمنع عصاه يمقت ابنه، ومن أحبه يطلب له التأديب.. (الأمثال ١٣: ٢٤). وهذا ما يفعله الله لان "من يحبه الرب يؤدبه".
"انت تستجيب لاني عليك توكلت" والكنيسة تقدم ما يقدمه المرنم في مزموره، الطلب والشكر في نفس الوقت، فهو يبدأ بطلب، وينتهي المزمور باعلان ايمانه وثقته بالاستجابه واتكاله على الرب. فهو قبل ان ينهي صلاته قد اخذ من الرب ما طلبه.

انجيل عشية
(مت٧: ٧-١٢):
"اسالوا تعطوا..". نحن نسأل ونطلب الروح القدس.

مزمور باكر
(مز٣٧: ٢٢-٢٣):
"لا تتركني يارب . يا إلهي ، لا تبعد عني".

"أسرع إلى معونتي يارب ، يا خلاصي". الرب لا يبطئ ولا يسرع، فهو يفعل كل شئ في حين حسن. ولكن الانسان في ضيقه او تعبه يشعر ان الرب تأخر. 

انجيل باكر
(لو٢٤: ١-١٢):
"وفي الاحد باكرا جدا اتين الى القبر". اناجيل باكر في الاحاد عن القيامة.

البولس
(١كو٤: ١-١٦):
"ثم يسأل في الوكلاء لكي يوجد الانسان امينا". يقدم لنا جهاد الاباء الرسل.
"صرنا كاقذار العالم..". وهكذا من اجل نشر ملكوت الله قد تحملوا كل صنوف الهوان.

الكاثوليكون
(٢بط١: ١٩-٢: ٩):
"وثابت عندنا كلام الانبياء.. وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم،. (٢ بطرس ١: ١٩)

الابركسيس
(اع١٧: ١-١٢):
"وتكلم معهم ٣ سبوت من الكتب". وهؤلاء الذين بسر بينهم الرسول ٣ اسابيع، او بالاحرى ٣ ايام فقط، نجده يقول عنهم "لأنه من قبلكم قد أذيعت كلمة الرب، ليس في مكدونية وأخائية فقط، بل في كل مكان أيضا قد ذاع إيمانكم بالله، حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئا.. (١ تسالونيكي ١: ٨). كما انهم كانوا قدوة لغيرهم..

مزمور القداس
(مز٦٠: ٤-٧):
"انت يا الله استمعت صلواتي". ان طلبنا شيئا حسب مشيئته فانه يسمع لنا.

انجيل القداس
(مت٢٢:١٢ -٣٧):
معجزة شفاء اعمى به شيطان. وقال المسيح في احد المرات ولكن إن كنت بأصبع الله أخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله.. (لوقا ١١: ٢٠). وكان يعني بروح الله.

سيرة الشهيد مار جرجس المزاحم

 نشأته:
 كان والده من العرب وتزوج بمسيحية رغماً عنها، فولدت له القديس مزاحم. فربته أمه وهذبته على الآداب المسيحية، وكان يتردد مع والدته على الكنيسة، فرأى أولاد المسيحيين وهم يلبسون الملابس البيضاء وقت التناول، فاشتاق أن يلبس مثلهم ويأكل ما يأكلون. فأخبرته أمه بأن ذلك لا يجوز له إلا إذا اعتمد، ثم أعطته لقمة بركة فوجدها حلوة، ولما كبر أراد أن يتزوج بمسيحية وأعلمها أنه يريد أن يصير مسيحياً، فأشارت عليه أن يعتمد أولاً. فذهب إلى دمياط واعتمد باسم جرجس وتزوج. فعرف أهله أمره، فعذبوه واستطاع أن يهرب إلى بلده صفط أبى تراب وأقام بها ثلاث سنوات. ولما اشتهر أمره ذهب إلى قطور (قطور: مدينة ومركز تابع لمحافظة الغربية ) ومكث يخدم في كنيسة الشهيد مار جرجس. ثم مضى إلى دميرة (دميرة: قرية بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية) بلدة والدته ومسقط رأسه، فسمع به أهل البلد وأحضروه للوالي فسجنه بعد أن عذبه، وعذب زوجته سيولا، فأرسل الرب أحد الأشخاص توسط لدى الوالي وأخرجه منه السجن.
بعد الخروج من السجن هرب مع زوجته إلى بلدة صفط القدور (صفط القدور: حالياً قرية تابعة لمركز المحلة الكبرى)، واشتغل هناك في معصرة للزيت. ولما علم أهل البلدة قصته ربطوا حبلاً في عنقه وطافوا به البلدة. فخلصه صاحب المعصرة من أيديهم على أساس أن يعطيه مهلة حتى يوم الجمعة، فإذا لم يرجع إلى دينه الأول فسيضربه. ولكن أحد المسيحيين نصحه بالهروب، فهرب إلى طنطا ثم إلى قرية دميانة، حتى وصل إلى بلدة بساط (بساط: حالياً هي بساط النصارى) حيث منزل والد زوجته. وهناك رأى رؤيا وأعلمه ملاك الرب أنه سينال إكليل الشهادة.
ولما علم به أهل بساط قبضوا عليه وطرحوه في خزانة مظلمة، ثم عذبوه بأن ضربوه بالعصي والجريد الأخضر وجلدوه وربطوه في ساري المركب. وكان ملاك الرب يشفيه ويقويه، كما شاهد القديسة العذراء مريم. وقد حدثت معجزات شفاء كثيرة. وفى الصباح ذهبوا به عند الوالي في دميرة الذي عذبه عذاباً شديداً.
استشهاده:
وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة وكان ذلك  في اليوم التاسع عشر من شهر بؤونه من سنة 675 للشهداء ( 959م ). في عهد خلافة المستنصر بالله، وباباوية الأنبا فيلوثيئوس البطريرك الثالث والستين. 
 ثم قاموا وأحرقوا جسده وأغرقوه في النهر ولكن الله حفظ الجسد. فأتت امرأة مسيحية إلى زوجة القديس وسلمتها جزءاً من الجسد، فوضعته بمنزل والدها ببساط النصارى هي ووالدة القديس، حيث خدما الرب في الكنيسة بقية حياتهما. وبعد هدم هذه الكنيسة انتقل الجسد إلى دير القديسة دميانة حتى القرن السابع عشر، حيث وضع في الكنيسة بدمياط دون أن يعلم أحد عنه شيئاً. وفى سنة 1966م اكتشف الآباء وجود الجسد فطيبوه وأكرموه.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.

الخميس، 24 يونيو 2021

تذكار الباباوات المدافعي عن الايمان

قراءات يوم الخميس ٢٤ يونية الموافق ١٧ بؤونة 

تذكار البابا دميانوس البطريرك ٣٥ من باباوات الكرسي المرقسي والمدافعين عن الايمان.

وهي نفس قراءات تذمار المجامع المسكونية.

مزمور عشية
(مز٨٨: ١٨-٢١):
يختلف الترقيم في الترجمة القبطية "وأجعل إلى الأبد نسله، وكرسيه مثل أيام السماوات.. (المزامير ٨٩: ٢٩). كرسي البابا كراع ينال ثباته من ثبات عرش راعي الخراف الاعظم.
"نسله إلى الدهر يكون، وكرسيه كالشمس أمامي.. (المزامير ٨٩: ٣٦). هنا النسل الروحي، اي المؤمنين.

انجيل عشية
(لو٩: ١٨-٢٧):
تختلف القراءة عن الفصول الأخرى، في ان ١- لوقا وحده يذكر انه كان يصلي.
٢- لوقا لا يذكر إلاَّ جزءًا واحدًا من جواب بطرس لهذا السؤال العظيم أي أن يسوع هو مسيح الله وإن مَتَّىَ يضيف إلى ذلك ابن الله الحي فإنهُ مُزمع أن يدرج إعلانات المسيح العظيمة من جهة العمل الذي كان قاصدًا أن يُجريهُ بعد موتهِ وتبرهنهِ ابن الله بالقيامة من الأموات إذ يبني كنيستهُ على صخرة الايمان. اما لوقا فيختم الحادثة بالكلام عن حمل الصليب.
٣- لوقا يذكر ان يسوع اوصاهم الا يقولوا لاحد .. فالرب بعد استعلان مجده في التجلي اوصى تلاميذه الا يظهروه وكءلك طلب من المريض.. لان الساعة لم تكن قد جاءت بعد.

مزمور باكر
(مز١٠٥: ٢٣-٣١):
"وليرفعوه في مجمع الشعب، وليسبحوه في مجلس المشايخ.. (المزامير ١٠٧: ٣٢).
في الترجمة القبطية «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ لأنه جعل الأبوة مثل الخراف»، ويقصد أن الأبوة والرعاية لاينفصلان في الراعي الحقيقي. 
مع  بداية قراءة الإنجيل في الكنيسة، وفي حضور رئيس الكهنة، ينادي الشماس قائلاً: «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ، لأنه جعل أبوَّة مثل الخراف».
هذه الكلمات مشتقة من سفر المزامير، مزمور 106 حسب الترجمة القبطية، (107 عبري). وهو واحد من أجمل المزامير التي تتنبَّأ عن الرب يسوع المسيح وعمله الخلاصي. يبدأ المزمور بالآية: «اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». ثم يتكلم عما حققه الرب لنا بموته وقيامته من بين الأموات: «10الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. 14أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ.  16لأَنَّهُ كَسَّرَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ. 20أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ».
ثم تأتي استجابة الكنيسة لما عمله الرب معنا: «31فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ. 32وَلْيَرْفَعُوهُ فِي مَجْمَعِ الشَّعْبِ وَلْيُسَبِّحُوهُ فِي مَجْلِسِ الْمَشَايِخِ». أو حسب الترجمة اليونانية والقبطية لهذه الآية الأخيرة: «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ».
ثم تأتي الآية التي نحن بصددها: «41وَيُعَلِّي الْمِسْكِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَيَجْعَلُ الْقَبَائِلَ مِثْلَ قُطْعَانِ الْغَنَمِ، 41يَرَى ذَلِكَ الْمُسْتَقِيمُونَ فَيَفْرَحُونَ». وهي نبوءة أيضًا عن الرب يسوع. فمن هو هذا المسكين، حسب قول العلامة أوريجانوس، أليس هو الرب يسوع الذي «افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو 8: 9)، وهكذا رفَّعه الله (في 2: 9)، وباركه وجعله قبائل مثل قطعان الغنم في الكثرة، أو بحسب نص سفر المزامير: «أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ… وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ» (مز 89: 27-29)، إشارة إلى الأعداد الغفيرة التي ستقبل الإيمان باسمه، ومن ثم سيصيرون أولاداً له (يو 1: 12).
وكلمة قبائل في النص العبري تم ترجمتها إلى كلمة (باترياس) اليونانية، وهي تعني قبائل أو عشائر (كما تعني أبوَّة)، وهكذا جاءت في العهد الجديد: «الذي منه تُسمى كل عشيرة (أو أبوَّة) في السماوات وعلى الأرض» (أف 3: 15؛ انظر: لو 2: 4؛ أع 3: 25). أما في الترجمة القبطية لهذا المزمور فقد تُرجمت إلى أبوَّة، ومنها جاء اللحن: لأنه جعل أبوَّة مثل الخراف. إذاً المقصود هو نفس المعنى: أن الله جعل أبوَّة الرب يسوع لأعداد لا تُحصى من المؤمنين، وهي في وفرتها مثل قطعان الغنم في الكثرة، أبوَّة «على كل قبيلة ولسان وشعب وأمة» (رؤ5: 9). أمّا لماذا تُقال في حضرة رئيس الكهنة، فكنوع من التوسل إلى الله أن يُجدِّد في الرئيس روح الأبوة المستمد من الآب السماوي «الذي منه تُسمّى كل أبوَّة» (أف3: 15) لكي يفتح صدره الأبوي لكافة الخراف على مختلف أنواعها.

انجيل باكر
(مر٨: ٢٢-٢٩):
تتناول اناجيل عشية وباكر والقداس نفس الحدث، وهو سؤال تلمسيح لتلاميذه "من يقول الناس اني انا؟". وذلك لاننا نحتفل بذكرى اب من البطاركة المدافعين عن العقيدة. 
هذا السؤال موجه لكل انسان في كل عصر. ليست الاجابة فقط من جانب عقيدي، لكن ايضا ما هو الله في نظرك؟ البعض يرون الله فقط، كمانح العطايا، حياتهم وصلواتهم تنحصر فقط في الطلبات. البعض يرون الله كصراف البنك، كلما ينفذ المال يلجأون البه، والبعض يرونه كقاض يترصد لهم الخطايا ليحاكمهم ويعاقبهم.. 
لكن الله حين عرفنا بشخصه، عرفنا انه اب محب، وراع صالح، وعريس سماوي.. فهل نغير نظرتنا ونعدلها لتتفق مع الحق الكتابي؟
اعتقد ان يسوع لم يكن يريد ان يتلقى اجابة عقيدية فحسب، بل اجابة شاملة. فالعقيدة ليست شيئا ان لم يصاحبها حياة بحسب المعتقد. "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!. (يعقوب ٢: ١٩). ففي مرات كثيرة اعترف الشيطان بان المسبح ابن الله، ولم يقبل يسوع اعترافه، بل انتهره. ذلك لان ايمان الشياطين خال من المحبة كما يقول اغسطينوس. اذا فالمحبة اعظم من الايمان كما صرح الوحي بذلك أيضا "أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.. (١ كورنثوس ١٣: ١٣).
انحصرت اجابات الناس عن شخص يسوع في أنه شخص ايليا وقد جاء، النبي الذي تنبأ عنه موسى، يوحنا المعمدان وقد قام من الاموات. فامامنا اما شخصين عاشا من قبل، او شخصية ليست محددة الاسم. وهذا يمثل المعرفة السطحية، او الاستسهال في موضوع هام وخطير كهذا، فالمسيح هو الشخصية المحورية، اذ انه معلق عليه رجاء اليهود في كل العصور.
وعلى هذا فنجد في سؤال الرب للاعمى "اتؤمن بابن الله؟". هو السؤال التالي لمن يجيب اجابة بطرس "انت المسيح ابن الله". ليست المعرفة العقلية تكفي، بل الايمان قوة جبارة تنقل الجبارة، وموهبة من مواهب الروح لها فاعلية، حسبما يصرح لنا الرسول "فانه لواحد يعطى بالروح .. إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد.. (١ كورنثوس ١٢: ٩).

البولس
(عب٤: ١٤-٥: ١٤):
لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية."
 ربنا كرئيس كهنة عظيم في وقار شخصه وفي كمال أوصافه دخل (أو حرفياً "عَبَرَ") السماوات، ككاهن عظيم للشعب القديم، وقدّم تقدمة عند المذبح، ومرّ عبر الفناء والمقدس إلى قدس الأقداس. هكذا ربنا عبر السماوات الأدنى المحيطة بهذه الارض وسماء الملك الى سماء السموات. لقد حمل دم نفسه (عب٧-٩).
"«أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»". ما تعنيه هذه الكلمات سوف نراه بجلاءٍ عندما نأتي إلى التمعن في الأصحاح 7. يكفي أن نشير هنا إلى أن ملكي صادق كان قد عُين كاهناً من قِبَلِ الله الفائق السمو قبل قرون من مجيء الكهنوت اللاوي.
الذي كان يأمر دائماً تعلم عملياً ما معنى الطاعة. وهكذا وإذ كُمِّل كرئيس خلاصٍ، بحسب الآية 2: 10 التي تأملنا بها لتونا، أصبح سبب الخلاص الأبدي لكل أولئك الذين يتبعونه في طاعة الإيمان.
ككاهن ممجد، يدخل إلى كل آلام شعبه، متعاطفاً معهم في كل ضعفاتهم. إنه لا يتعاطف مع خطايانا - وفي الواقع سوف لن نرغب أن يفعل ذلك- ليعطينا كل قوة نحتاج إليها في كل تجربة نمر بها.

الكاثوليكون
(١بط١: ١-٩):
أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير.. (ع ٥). 
محروسون لا بقوة بشرية بل "بقوة الله". يا لها من طمأنينة تملأ قلب المؤمن. وإيماننا أيضاً محروس بقوة الله وباباء الكنيسة حماة الايمان. وتختتم الكنيسة الفصل بتلك الاية الرائعة "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس.. (١ بطرس ١: ٩) او خلاص انفسكم.

الابركسيس
(اع١٢:؛١-٢١):
حادثة انقاذ بطرس من السجن بواسطة الملاك. وجميل اننقرأ ان الكنيسة كانت تصلي من اجل الرسول العظيم "فكان بطرس محروسا في السجن، وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله.. (ع ١٢: ٥). وعلى ذلك توجد طلبة تسمى اوشية الاباء.
اما المقاومين فستكون نهايتهم كنهاية هيرودس الذي ضربه ملاك الرب فصار يامله الدود وهو حي.

مزمور القداس
(مز١٠٩: ٥-٦-٨):
"اقسم الرب ولم يندم انك كاهن الى الابد على طقس ملكي صادق". 
سيجمع في شخصه وظيفتي الملك والكاهن. وهو جمع خطير جدًا في حالة الحكام البشر، والصيحة العالية من أجل الفصل بين الكنيسة والدولة لم تكن بدون أسباب صحيحة وقوية. ولكن هذا الجمع مثالي، عندما يكون يسوع هو الملك. فالملكية البعيدة عن الفساد، والكهنوت الروحي سيُعطي العالم إدارة طالما حلم بها، ولم تتحقق له. وفي ع4 نتعلَّم أربعة أمور بخصوص كهنوت المسيَّا: • أنه أُقيم كاهنًا بقسم من يهوه. هذا التعيين لا زوال له.
"الرب عن يمينك". الملك هنا يجلس والرب عن يمينه بينما من قبل فإن الرب يجلس والملك عن يمينه وفي كلتا الحالتين إن الشيء المهم هو أن يؤكد لنفسه وللناس أن الله معه وسينصره على الأعداء.
"لذلك يرفع رأسا". للفخر والنصرة والرفعة.

انجيل القداس 
(مت١٦: ١٣-١٩):
نفس الحادثة التي تناولها انجيل باكر وعشية.

الأربعاء، 23 يونيو 2021

قراءة تذكارات القديسين

قراءات يوم الخميس ٢٤ يونية النوافق ١٧ بؤونة.

تذكار :
القديس لاتصون
عودة رفات مار مرقس

مزمور عشية
(مز٣٢: ١٢؛ ٣٢::١؛ ٣١: ٧):
"افرحوا ايها الصديقون. بالمستقيمبن يليق التسبيح".
يبدأ المزمور بمخاطبة الصديقين والمستقيمين الذين يلتمسون الرب. ولا يكتفي بهذا بل نجده في الاياو التالية يطلب مصاحبة الالات الموسيقية، لأن هذه الآلات تزيد في رونق هذا الحمد وتجمّل الصوت البشري وتزيده وقعاً في النفس وتأثيراً في العواطف ومن يستطيع أن ينكر ما للموسيقى الآلية من عميق الأثر في النفوس. ومنذ أيام يوبال (راجع تكوين 4: 21).
"من اجل ذلك يبتهل اليك الصديقون في اوان مستقيم". وفي الطبعة البيروتية نجدها "لهذا يصلي لك كل تقي في وقت يجدك فيه... (المزامير ٣٢: ٦).
اختبار استجابة الرب له دفعه ان يدعو كل الاتقياء.

انجيل عشية
(مت٢٥: ١٤-٢٣)
مثل الوزنات.
أَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ". هذا الرجل ظنَّ أن ما لديه قليل جداً مقارنة مع الآخرين، فلا يستحق إذاً أن يسعى ليفعل أي شيء به. لقد أخفاه في الأرض معتقداً أن ذلك هو أفضل طريقة في متناوله لئلا يبددها. لقد كان خادماً متبطلاً، بدون رؤيا أو إحساس حقيقي بالمسؤولية.
مع تكاسله فقد سعى لأن يبرر إهماله وافترض أن سيده سيكون راضياً.
 "أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ". الكسل خطية. عدم الاثمار معناه مصير الهلاك.
 ‏".. ‏عِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِباً". لو أن الخادم لم يفعل سوى أن استثمر المال بالفائدة لكان بذلك أضاف شيئاً إلى ما كان قد تلقاه. ليس في كلام الرب هذا ما يُبيح لنا الربا. وكونه أباح استعماله لشعبه القديم مع الشعوب الغريبة فكان هذا من قبيل الدينونة على تلك الشعوب.
 ‏عذر اقبح من ذنب:
 ‏العذر نفسه الذي قدمه أشر من التقصير لأنه يكشف حالة القلب.
إذا رأينا في موضع ما حاجة إلى خدمة لا نقدر نحن أن نقوم بها فعوضًا عن الإهمال والتماس الأعذار يمكن أن نسأل واحدًا آخر يستطيعها كما عمل برنابا لما شاهد الاحتياج في انطاكية إلى خدمة أكثر مما كان يقدر هو عليه فذهب ليفتش على شاول واستحضره (أعمال الرسل 25:11، 26).
 ‏"فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات.. (ع٢٨). وهكذا نعرف ان الامين في القليل يقيمه الرب على الكثير. 
 ‏على ان الرب حين يذكر الثمر قلما يذكر كميته او مقداره. انه يعطي لكل شخص فرصة للنمو ويجنبه الشعور بصغر النفس. لم نسمع عن مقدار الثمر الا في الاعداد "ثمر ثلاثون وستون ومئة). ربما هي المستويات الثلاثة الدارجة ، ضعيف ومتوسط وقوي.
 ‏حين يذكر المتاجرة بالوزنات، نجد ان كلا منهما ربح الضعف. اما الكسلان فكان صفرا. اذا اما مئة بالمئة او صفر بالمئة. ولا توجد حالة وسط. اما بار او شرير. اما امين او ظالم.
الكسلان ‏أُلقي إلى الظلمة البرانية. وهذا تعبير شرقي عن غضب السيد. وهناك بكى لخسارته في حين أنه كان يصرُّ بأسنانه غضباً بسبب الدينونة التي أُنـزلَت به. 

مزمور باكر
(مز٣٢: ١-١٢):
اهتفوا أيها الصديقون بالرب. بالمستقيمين يليق التسبيح.. (المزامير ٣٣: ١).

انجيل باكر
(لو١٩: ١١-١٩):
مثل العشر امناء.
نفس قراءة اليوم السابق في تذكار الاباء السواح.

البولس
(في٣: ٢٠-٤: ١):
"فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح". كان الفليبيون مستوطنين في فيلبي وهي مدينة يونانية لكنهم يتمتعون بجنسية رومانية حرة ويفتخرون بأنهم رومانيون بكل ما لهم في ذلك من امتيازات ويخضعون للإمبراطور رأساً. والمعنيان يتفقان. فالمؤمنون عائلة سماوية وطنهم السماء وينتسبون لدولة عليا هم رعاياها وإن كانوا يعيشون على الأرض ويخضعون بكل محبة وطاعة للرب نفسه، وسبق الرب يسوع وأعلن ذلك في صلاته للآب قائلاً عن المؤمنين به"ليسوا من العالم كما أني لست من العالم" (يو 17:14).
"سيغير جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده..
إنَّ هذا النص لا يعطينا ما يكفي لإشباع فضوليتنا، لكنَّه يكفي لتوليد التعزية وبعث الرجاء في دواخلنا. 
"بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء.". إن تغيير أجسادنا، ستتمِّمه القوَّة الإلهيَّة نفسها التي سيستخدمها الربّ فيما بعد في إخضاعه كل شيء لنفسه. فهو «قادر أن يخلِّص» (عب7: 25). «ويقدر أن يعين» (عب2: 18). كما أنَّه «القادر أن يحفظ» (يه24). وفي هذا العدد، نتعلَّم أنَّه يستطيع أن يُخضع. «لأنَّ الله هذا هو إلهنا إلى الدهر والأبد. هو يهدينا حتى إلى الموت» (مز 48: 14).

الكاثوليكون
(يع٥: ٩-٢٠):
نفس قراءة اليوم السابق.

الابركسيس
(اع١١: ١٩-٢٦):
"الذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة". وبالتالي تحول الاضطهاد الى بركة اذ كثر التلاميذ جدا.

مزمور القداس
(مز٣٣: ١٨-٦٧: ٤):
قراءة اليوم السابق.
"الصديقون يفرحون امام الرب". دعوة لكي تشاطر في هذا الأمر الجليل الذي هو مسلك النفوس الحكيمة المتطلعة نحو النور.

تفرح وتبتهج الأمم لأنك تدين الشعوب بالاستقامة، وأمم الأرض تهديهم. سلاه.. (المزامير ٦٧: ٤).

انجيل القداس
لو١٢
نفس قراءة اليوم السابق."لا تخف ايها القطيع الصغير".

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

قراءات: تذكارات السواح

قراءات يوم الاربعاء  ٢٣ يونية والموافق  ١٦ بؤونة.
تذكار ابا نفر السائح

الموضوع: جهاد القديسين. "لتكن احقاؤكم ممنطقة وسىجكم موقدة".

مزمور عشية
(مز١١١: ٢-٥-٧):
'لأنه لا يتزعزع إلى الدهر. الصديق يكون لذكر أبدي".
.. أن أحسن سبيل للجهاد هو عمل الخير للاخرين، والصديق يحب أن يرى جاره بخير أيضاً فلا يكتفي بالخير لنفسه. وهكذا يثبت مركزه فلا يتزعزع بل يبقى ذكره للابد. وهذا ما تعلمنا الكنيسة في عمل تذكارات للقديسبن.
"لا يخشى من خبر سوء. قلبه ثابت متكلا على الرب" .. 
قلبه ثابت بالرب فهو لا يخاف الشرور ولأن ضميره مرتاح فهو قرير العين ناعم البال. 
".. بره قائم إلى الأبد. قرنه ينتصب بالمجد..". فنتائج رأفته للفقير، لن ينقطع ذكرها. ولن يضطر أن يُحنى قرنه ( القرن رمز القوة) خجلاً. بل يُتوِّج رأسه بالمجد. ويقتبس بولس هذا العدد في (2كورنثوس 9:9) ليبيِّن الفوائد الدائمة للكرم.
 ‏
انجيل عشية
(مت٢٤: ٤٢-٤٧):
ينبغي للناس أن يسهروا لأنّهم لا يعرفون اليوم ولا الساعة. فإذا علم الإنسان بأنّ بيته سيتعرّض للسرقة، فسيستعدّ حتى لو كان لا يعرف الوقت بالتحديد.

مزمور باكر
(مز٩٢: ٨-١٠):
"وتنصب مثل البقر الوحشي قرني. تدهنت بزيت طري.. وتبصر عيني بمراقبي..".
القرن رمز للقوة وذلك الرمز ماخوذ من البيئة الرعوية في فلسطين. 
الزيت هو رمز لخدمة الروح القدس الكريمة. وعندما يُكتب الفصل الأخير، سيشهد قدِّيسو الله هلاك أعدائهم، وسيسمعون عويلهم على مصيرهم.

انجيل باكر
(لو١٩: ١١-١٩):
مثل الامناء.
هذا المثل يشبه مثل الوزنات المذكور في (مَتَّى 14:25) ولكنه ليس إياهُ بعينهِ بل يختلف عنه. 
ربح الاول عشرة امناء اي عشرة اضعاف ما اخذه. ولكننا نراهُ مُتواضعًا لا ينسب الربح لاجتهادهِ بل لعطية السيد نفسها إذ قال: "مناك قد ربح عشرة أُمناء".
الثاني قائلاً: يا سيد مناك عمل خمسة أُمناء. فقال لهذا أيضًا: وكنْ أنتَ على خمس مُدن. لاحظ أن الرب لا يُكرر القول السابق: نعمًّا أيها العبد الصالح الخ لأن ذلك ليس من مقصدهِ الخصوصي. نعلم من مواضع أخرى أنهُ سيمدح كل مؤمن على أمانتهِ انظر (مَتَّى 21:25، 23؛ كورنثوس الأولى 5:4) وشهادات أخرى كثيرة جدًّا في هذا الموضوع. ولا يذكر صريحًا مُحاسبة السبعة العبيد الآخرين بل إنما يذكر اثنين من العشرة مثالاً للأمانة ثم يذكر واحدًا منهم ليُظهر حكمهُ فيهِ على عدم الأمانة بل على عدم الإيمان بهِ وسوء الظن فيهِ كسيد كريم. "ثم جاء آخر قائلاً: يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعًا في منديل. لأني كنت أخاف منك إذ أنت إنسان صارم تأخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع.".
من فمك أدينك أيها العبد الشرير. عرفت أني إنسانٌ صارم آخذ ما لم أضع وأحصد ما لم أزرع. فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت مَتَّى جئت أستوفيها مع ربَا. فيُلقبهُ الرب عبدًا شريرًا ويدينهُ من إقرارهِ الذي أوجب أنهُ يتصرف خلاف ما عمل نظرًا إلى الخوف الذي خافهُ من سيد صارم كهذا فإنهُ لما انتبه وعرف أنهُ تحت المسئولية لهُ اقتضى الحال بحسب نفس كلامهِ أنهُ يعمل جُهدهُ في أن يقوم بتتميم مسئوليتهِ بطريق من الطرق حتى لا تذهب الامتيازات والمنافع بلا فائدة لأحدٍ.

نلاحظ ان :
+ الكل اخذ منا واحدا. ولكن الاجتهاد والمكافاة اختلفت وكانت بدرجات.
ففي السماء معلوم أننا نكون لابسين أجسادنا السماوية التي على صورة جسد مجد المسيح وسنملك معهُ جالسين على تلك العروش. وهذا نتساوى فيه ومع ذلك يقول الرسول "نجما يمتاز عز نجم في المجد". وتتكرر العبارة "سيجازي كل واحد حسب عمله". ليس فقط نوع العمل خيرا او شرا، بل ايضا حسب مقدار عمله. وعلى هذا نرى الرب يستخدم تعبير "اجرتي". وتعبير "تعبه".
+ الرَّبَّ لا يذكر هنا قصاص العبد الشرير إلاَّ أن المنا الذي كان عندهُ أُخذ منهُ كقولهِ. للحاضرين خذوا منهُ المنا وأعطوهُ للذي عندهُ العشرة. فقالوا لهُ يا سيد عندهُ عشرة أمناء. .. لأني أقول لكم: أن كل من لهُ يعطى. ومن ليس لهُ فالذي عندهُ يؤخذ منهُ.

البولس
(عب١١: ٣٢-١٢: ٢):
ابطال الايمان.
"وماذا أقول أيضا؟ لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون، وباراق، وشمشون، ويفتاح، وداود، وصموئيل، والأنبياء، الذين بالايمان قهروا ممالك..

الكاثوليكون
(يع٥: ٩-٢٠):
"لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب".. 
من المألوف، في أزمنة الاضطهاد والضيق، أن تنقلب الضحايا، كل واحد على صاحبه. وإنه لانحراف غريب في الطبيعة البشرية أن يتولَّد فينا سخط متزايد على الذين نحبهم كثيرًا. من هنا، جاء التحذير: «لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا». فهذا العدد يتكلَّم إلى خدَّام الرب العاملين معًا في ظروف صعبة. يجب ألاَّ نسمح بنشوء أيَّة مرارة.
"فتأنوا وثبتوا.. ". لا تكلوا ولا تخوروا ولا تتزعزعوا بل تأنوا واصبروا بقلوب ثابتة لأن مجيء الرب أصبح قريباً على الأبواب. يقول داود "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي" (مز 57: 7) ..

الابركسيس
(اع١٨: ٢٤-١٩: ٦):
"ثم أقبل إلى أفسس يهودي اسمه أبلوس، إسكندري الجنس، رجل فصيح مقتدر في الكتب.. (أعمال الرسل ١٨: ٢٤).
في قصة ابلوس نجد انه كان غيورا، رغم انه لم بكن يعرف الا معمودية يوحنا. ونفس الامر يتكرر مع مؤمنين في افسس والذين قيل عنهم "لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون.. (أعمال الرسل ١٩: ٦). ومن هنا نعرف ان من يكون امينا في القليل يقيمه الرب على الكثير. كانوا امناء فيما حازوه من معرفة فارسل الرب اليهم من يعرفهم طريق الرب "بأكثر تدقيق".

مزمور القداس
(مز٩١: ١٠-١١):
"الصديق كالنخلة يزهو..". ازدهار الصِّدِّيق فيشبه النخلة وأرز لبنان. والنخلة تمثِّل الجمال، والخضرة الدائمة، والإثمار، بينما الأرز يمثل القوة وطول البقاء. ويُشبَّه الأشرار بالعشب (ع7)، والصِّدِّيق بدوام الخُضرة (ع14). فالشِّرير يذوي ويذبل، ولكن الصِّدِّيق يجدِّد قوة.

انجيل القداس
(لو١٢: ٣٢-٤٤):
"«لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت.. ".
"بيعوا ما لكم..
"لتكن احقاؤكم ممنطقة.." العمل والنشاط.
"الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم..". لا يوجد تشبيه للطف مثل الذي سيُظهرهُ الرب لنا إذ يُجازينا على انتظارنا إياهُ بما لم يخطر ببال سيد بشري أن يصنعهُ لعبيدهِ. لأنهُ يستعدُّ لخدمتنا ويتكئنا على مائدتهِ ويخدمنا يعني يمنحنا الأفراح السماوية.
"يأكل ويشرب ويسكر..". والعقاب لذلك العبد الكسلان "يشقه من وسطه.." في ترجمة الحياة يفصله، او يعزله. فلنترك إذًا الكسل والفتور ونتنبه ونكون كرجال منتظرين سيدّهم.

الاثنين، 21 يونيو 2021

قراءات : تذكار الشهداء

قراءات يوم الثلاثاء ٢١ يونية الموافق ١٦ بؤونة. تذكار الشهداء ..

الموضوع: جهاد الشهداء.
"انتم ستحزنون والعالم يفرح..".

مزمور عشية
(مز٦٧: ٤- ٣٥):
"مخوف أنت يا الله من مقادسك. ". 
وفي الترجمة القبطية "عجيب هو الله في قديسيه".
الله يتمجد من خلالنا. من خلال قداستنا ، حين نشابهه في القداسة والكمال. كان وجه موسى المنير سببا في ان يمجد الشعب الله وان يخافوه. حتى قال الوحي "وخاف الشعب الله وعبده موسى".
" إله إسرائيل هو المعطي قوة وشدة للشعب. مبارك الله!. (ع٣٥). ويزجد علاقة وطيدة بين القوة والفرح الذي تحدثنا عنه الاية التالية في القراءة "والصديقون يفرحون. يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحا.. (ع٣). وفي الترجمة القبطية : يفرحون امام الله ويتنعمون بالسرور". فيقول نحميا "فقال لهم: «اذهبوا كلوا السمين، واشربوا الحلو، وابعثوا أنصبة لمن لم يعد له، لأن اليوم إنما هو مقدس لسيدنا. ولا تحزنوا، لأن فرح الرب هو قوتكم».. (نحميا ٨: ١٠).
وفي الحقيقة، الله يريد شعبه فرحا. "سبعة أيام تعيد للرب إلهك في المكان الذي يختاره الرب، لأن الرب إلهك يباركك في كل محصولك وفي كل عمل يديك، فلا تكون إلا فرحا.. (التثنية ١٦: ١٥). 
ويقول المرنم ".. أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد.. (المزامير ١٦: ١١).
وعلى الرغم اننا في العشية وهو ما اعتادت الكنيسة ان تخصصه للشق الاول من الموضوع وهو الالم والضيق، لكننا نرى المزمور يحدثنا عن الفرح الذي يشعر به الشهداء والقوة التي اخذوها من الله.
على ان الفرح الذي يمنحه الله بوجه خاص لمتقيه، يمنحه بوجه عام للخليقة كلها. ".. يفعل خيرا: يعطينا من السماء أمطارا وأزمنة مثمرة، ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا».. (أعمال الرسل ١٤: ١٧).
اما الفرح الخاص فيقول عنه "لذلك هكذا قال السيد الرب: هوذا عبيدي يأكلون وأنتم تجوعون. هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون. هوذا عبيدي يفرحون وأنتم تخزون.. هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب وأنتم تصرخون من كآبة القلب، ومن انكسار الروح تولولون.. (إشعياء ٦٥: ١٣-١٤).

انجيل عشية
(مت١٠: ١٦-٢٣):
"كونوا حكماء كالحيات.."
يقدّم الرب يسوع في هذا المقطع للاثني عشر مشورة تختصّ بسلوكهم في مواجهة الاضطهاد. فينبغي لهم أن يكونوا كغنم في وسط ذئاب، إذ هم محاطون بأُناس أشرار ينوون إهلاكهم. ويجب أن يكونوا حكماء كالحيّات، متجنّبين العثرات. ومع ذلك فإن تلميذ المسيح يجب ألا يتسبب لنفسه بالاضطهاد أو يعرّض نفسه بدون داعٍ وبطريقة طائشة متهورة للمخاطر. فإن اضطُهِدَ في مدينة ما, عليه أن يهرب إلى أخرى، كما فعل بولس بعد سنين عندما ترك تسالونيكي وذهب إلى بيرية.
الحكمة المنسوبة للحية هنا، هي باعتبار أنها تحترس من الخطر، وتتوارى عنه وليس من خُبثها وإيذائها (كورنثوس الثانية 3:11).
«وبسطاء كالحمام»، البساطة، هي الإخلاص وسلامة النية، وليست هي البلادة والجهالة. قال الرسول «أريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر» (رومية 19:16). 
عجيب هو قلب الإنسان، فأنه لا يطيق مخالفته في عقائده الدينية. يريد الإنسان طبعًا أن يلزم الآخرين بأن يعتقدوا مثله. وكلما كانت عقائده خالية من الحق، كلما قوى غيظه من الذين يرفضونها. وأن أمكنه أن يضطهدهم، فأنه لا يتوانى عن ذلك. حتى وإن كان عندنا الحق، فأننا لا نسلم من هذا الميل الشيطاني، إن لم تفعل فينا نعمة الله الغنية وتجعلنا متواضعين.
لصلة القرابة الجسدية بعض حقوق طبيعية توجب الطف والاحتمال. ولكن عندما تتهيج الاحساسات الناتجة عن التعصب الديني، وتُثير الاضطهادات، يتخذ الإنسان من العلاقات العائلية فرصة للإضرار بأقربائه أكثر من سواهم. 
"الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص". قد تعودنا أن نجعل معنى كلمة «خلاص» قاصرًا على خلاص النفس من الدينونة الأبدية. ولكنها وردت في مواضع كثيرة بمعنى الشفاء، لكونه خلاصًا من الأمراض وبمعنى الإنقاذ من الأخطار ولاضطهاد وما شاكل ذلك. وكان اليهود يعتقدون حسب النبوات أنه تحدث انقلابات عظيمة جدًا لتنقيتهم قبل إقامة الملكوت وأنه لا يُخلص لأجل الملكوت إلا بقية فقط. وكان من بين المسائل القائمة بينهم للبحث والجدال، أتكون هذه البقية قليلة أم كثيرة؟ «فقال له واحد، يا سيد، أقليل هم الذين يخلصون؟ » (لوقا 23:13).

مزمور باكر
(مز٩٦: ١١):
"نور اسرق للمستقيمين.. وفرح .. افرحوا ابها الصديقون بالرب..".
الالم والعذابات لم يسببا حزنا للشهداء. وهذا عجيب. لكن "عجيبة هي اعمالك يا رب ونفسي تعرف ذلك يقينا". وتقول الام تريزا (الذي يحب الى درجة التألم، لا يبق بعد مزيدا من الالم بل من الحب). فلنسع الى هذا المستوى.

انجيل باكر
(مر١٣: ٩-١٣):
سبق ان تحدثنا ان التعصب والشر يمكن ان يضاد وينزع من القلب حتى اقوى الروابط وارق المشاعر "سيسلم الاخ اخاه". "فيقول له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جرحت بها في بيت أحبائي.. (زكريا ١٣: ٦).

البولس
(عب١٢:؛٣-١٤):
تعلمنا الكنيسة كيف استطاع الشهداء تحمل العذاب "فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم.. (العبرانيين ١٢: ٣).
وهذا الفصل يحدثنا ان ليس كل الالام بسبب شر الانسان او علامة على شره او بره. فهناك الام للتأديب وهي بركة.

الكاثوليكون
(١بط٤: ١٢-١٩):
"لا تستغربوا البلوى.."


الابركسيس
(اع٧: ٤٤-٨: ١):
"أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار، الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه،. (ع٥٢).
المؤمنين دائما مضطهدين كيسوع. 
"وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائما عن يمين الله.. (ع ٥٥). رؤية الرب سبب غزاء وتحمل الشهداء للعذاب.
صلى استفانوس «أيها الرب يسوع اقبل روحي» (ع59) وصلى الرب يسوع: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي» (لو23: 46).  ايضا، صلى قائلاً: «يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية» (ع60) والرب يسوع صلى: «يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو23: 34). ألا يُعطينا هذا إيحاءً بأنه من خلال تبعية استفانوس للرب تغيَّر «إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح» (2كو3: 18)؟ بعد أن صلى استفانوس " رقد". عندما تُستعمل كلمة «رقد» بالارتباط بالموت في العهد الجديد، فإنها تشير إلى الجسد لا إلى الروح. فإن روح المؤمن تذهب لتكون مع المسيح عند الموت (2كو5: 8). أما الجسد فيُوصف بأنه راقد أو نائم.

مزمور القداس
(مز٣٣: ١٨-١٩):
"كثيرة هي احزان الصديقين..". هذه نصف الحقيقة، اما النصف الاخر فهو "من جميعها ينجيهم الرب".

انجيل القداس
(لو١١: ٥٨-١٢: ١٢):
"لذلك قالت حكمة الله: اني ارسل اليهم انبياء.. ". يقتبس قول حكمة الله: «إني أرسل إليهم أنبياء». أما في إنجيل متى، فلا يعرض الربّ هذا الكلام كاقتباس من العهد القديم أو من أي مصدر آخر، بل كتصريحه الخاص (راجع أيضًا كورنثوس الأولى 1: 30 حيث يذكر عن المسيح أنه الحكمة). فالربّ يسوع وعد بأنه سيرسل أنبياء ورسلاً إلى أهل جيله، غير أن هؤلاء سيقتلونهم.
لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم،. (لوقا ١١: ٥٠).
من هابيل، وحتى آخر واحد بينهم، وهو زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت (2أخ 24: 21). كان سفر أخبار الأيام الثاني يُعَدُّ الأخير بحسب الترتيب اليهودي لأسفار العهد القديم. وبذلك، يكون قد شمل كل الشهداء عبر كل العصور.
"ليس مكتوم الا وبستعلن..". لا يمكن أن الحقائق المُتعلقة بشخص المسيح وعملهِ تخفى لأنهُ قد وُضع علامة تُقاوم لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة.ة. فشهادة التلاميذ مهما كانت ضعيفة ومُستترة أيضًا فلا بد أن تمتدَّ وتشتهر. 
"لا تحافوا .."
. "ولكن أقول لكم يا أحبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر.. (لوقا ١٢: ٤).
يجتهد العدو دائمًا أن يُلقي الخوف في قلوبنا وقد غلب كثيرين هكذا لأن الخائفين مذكورون بين الذين يكون نصيبهم في بحيرة النار (رؤيا 8:21). 

صلاة، ايها الملك السمائي

أَيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيّ
تأمُّلاتٌ في صلاةِ استدعاءِ الرُّوحِ القدس، من كتابِ "الارتكاضِ في الحضرةِ الإلهيَّة"
للأُمّ الرَّاهبةِ إِيُوَانَّا، رئيسةِ دير القدِّيسِ إينوكنْديوس، ميتشيغان، أميركا.

    
1. أَيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيُّ:
    يا أيُّها الرُّوحُ القدسُ الرؤوفُ، المُنبثقُ من الآبِ، هَلُمَّ من مسكِنِكَ السَّماويِّ، واملأْ أرضَنا البائسةَ بحضورِكَ المُقدَّس، فبِدونِكَ ليسَ لنا رجاءٌ بتحويلِ عَتَمَةِ نفوسِنا وظُلْمةِ حياتِنا. إنّنا نَصنعُ من أباطيلِ هذا العالَم الزَّائلِ مَلِكًا علينا، فعلِّمْنا أن نكونَ خُدَّامًا لملكوتِ الله، بَدَلَ أن نكونَ عبيدًا لملكوتِ الجَشَعِ والشَّهوةِ والعُنفِ والملذَّاتِ الآنيَّةِ الفارغة، التي تُؤدِّي إلى ملكوتِ الموتِ والظَّلامِ الأرضيّ. فَحَوِّلْ ظُلمتَنا بنورِ ملكوتِكَ السَّماويِّ البديع.
2. المُعَزِّي:
    شدِّدْنا بقوَّتِكَ يا ربِّ وساعِدْنا لكي نَرَى كم هو تافِهٌ وحقيرٌ ما نظُنُّ أنَّهُ القُوَّةُ، ففي عَمانا نتخيَّلُ أنَّهُ بإمكانِنا إيجادُ القُوَّةَ في كَيانِنا الظِّلِّيّ، وأَنْ نَنْسُبَ القُوَّةَ إلى هؤلاءِ المُجَرَّدينَ مِنَ القُوَّةِ الحقيقيَّة. فَقَوِّنا أنتَ بقُدرةِ قداستِكَ وحكمتِكَ. إذْ عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا نستطيعُ أنْ نَنْقُلَ الجِبالَ، جِبالَ الخطيئةِ والظُّلُماتِ والفساد. عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا تُمَكِّنُنا مِن فَضحِ أكاذيبِ وخِداعِ الملكوتِ الأرضيِّ، فنُعاينَ جَمالَكَ وقُدرتَكَ الخالقَةَ في كلِّ لحظاتِ حياتِنا. عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا نستطيعُ أنْ نختبرَ التَّعزيةَ الحقيقيَّةَ الوحيدةَ – أيِ الوقوفَ في حضرتِكَ ممتلئينَ مِن حضورِكَ، مُشَدَّدينَ بتلك الرُّؤيا، رؤيا الغبطةِ والجَمالِ والحُبِّ التي لا يَمنحُها إلاّ حُضورُكَ.
3. رُوحُ الحَقِّ:
    يا لَعَبَثِ هذه الدُّنيا التي تَسعَى لغَسْلِ أَدمِغَتِنا بالخِداعِ والأكاذيب، فتَعكِسُ الحقائقَ والقِيَمَ الحقيقيَّة: بين الصَّلاحِ والشَّرّ، والحياةِ والموت، والجميلِ والقبيح، والظَّلامِ والنُّور، كلُّها معكوسةٌ من سَيِّدِ الخِداعِ والظَّلامِ المُتنكِّرِ كأميرِ النُّور. لكنْ أنتَ، أيُّها الرُّوحُ الإلهيُّ المبارَكُ، أنتَ هو روحُ الحقِّ، أنتَ هو مصدرُ الحقِّ الذي لا يُساكِنُكَ الكَذِبُ والظَّلامُ، فالظَّلامُ يتلاشَى في حضورِ النُّورِ الحقّ، وعندما يُضيءُ نورُكَ القدُّوسُ قلوبَنا وحياتَنا، فعندئذٍ سنَرَى حقيقةَ نفوسِنا، ونُدرِكُ تفاهتَنا وحقارتَنا، نَحنُ المُتَلَمِّسينَ الظِّلالَ والأَوهامَ. فأَنِرْ قلوبَنا بنُورِ حقِّكَ، واطرُدْ كلَّ ظُلمةٍ، فنَكتسبَ حكمةً حقيقيَّةً لنَرَى الأشياءَ كما هي، لنُعاينَكَ وملكوتَكَ كاليقينِ الحقّ، ونَنْبُذَ كلَّ الأكاذيبِ التي يُريد سيِّدُ الخِداعِ والظَّلامِ أن نؤمِنَ بها كحقيقةٍ.
4.  الْحَاضِرُ في كُلِّ مَكَانٍ:
    نَشكرُكَ يا أيُّها الرُّوحُ القُدُس، لأنَّكَ في كلِّ مكانٍ، ولأنَّكَ لِفائقِ محبَّتِكَ تَملأُ كلَّ خليقتِكَ بحضورِكَ المُقدَّس، لهذا نَركَعُ أمامَكَ، ونَحني لكَ رؤوسَنا إلى الأرض، يا مَن لِفَيْضِ حُبِّكَ لنا لا تَتْركُنا حتَّى عندما نَهجُرُكَ نَحنُ. فكما تَملأُ قلوبَنا بِحقِّكَ فنَرَى أنَّكَ حقًّا في كلِّ مكانٍ، هكذا أيضًا إفتَحْ عيونَنا لنُعاينَ حضورَكَ الأقدَسَ، ولو في عُمقِ ألمِنا وضيقاتِنا ووَحشَتِنا ذواتِنا الذليلة، وعندما نَشعُرُ أنَّ الكُلَّ قد أَعرَضَ عنّا، وغَرِقْنا في الأَسى واليأسِ مُتَيَتِّمينَ، ومُجَرَّدينَ منَ الحُبِّ، فحينئذٍ، وخاصَّةً حينئذٍ، هلُمَّ إلينا، ورُدَّ إلينا البَصَرَ لكي نُدرِكَ أنَّ لا مكانَ يَعجَزُ نورُكَ عن البلوغِ إليهِ لا مكانَ إلَّا وأنتَ حاضرٌ فيه.
5. والْمَالِئُ الكُلَّ:
    في يَديكَ تُقَدِّمُ لنا الحُرِّيَّةَ والقُدرةَ والفَرحَ، تُقَدِّمُ لنا ذاتَكَ لتَملأَنا بروحِكِ الخاصّ، ولكِنْ، بما أنَّكَ المالئُ الكُلَّ فأنتَ قد مَلَأتَنا أَصلًا، ألاَ لَيتَنا نَرَى بالحقيقةِ، ألاَ لَيتَنا نَرَى الحقيقةَ: أنَّ حضورَكَ هو في كلِّ مكانٍ حقًّا، يَملأُ الكلَّ. إلى أينَ نَفُرُّ مِنْ وَجهِكَ؟ لا مكانَ لنا نَهربُ إليهِ من أمامِ حضورِكَ، نَكذِبُ على أنفٌسِنا، ونتظاهرُ بأنَّكَ غيرُ موجودٍ غيرُ ناظرٍ، غيرُ عارفٍ، يا لَشَقائِنا، يا لَلأسى الذي نَجلِبُهُ على أنفسِنا عندما نختارُ أن نُصَدِّقَ الخَدَّاعَ الأكبرَ، روحَ الظَّلامِ، بَدَلَ أن نُصَدِّقَ روحَ الحقِّ القُدُّوس. لماذا نُفَضِّلُ محبَّةَ أكاذيبِنا، ولا نَفتَحُ أعينَنا، فنَبتهجَ بحضورِكَ الذي يملأُ الكونَ بأسرِهِ، والذي هو مَصدرُ كلِّ تَدَفُّقٍ خَلَّاقٍ، وكلِّ إلهامٍ؟ فامْلأْ قلوبَنا وعقولَنا، حتَّى تَفيضَ بمحبَّتِكَ، وفرحِكَ، وجَمالِك. 
6. كَنْزُ الصَّالِحَاتِ:
    إنّنا نَسعَى وراءَ الأوهامِ بكلِّ طاقاتِنا وطُموحِنا، وفي عَمانا نتعقَّبُ الخيالاتِ، وبالكادِ نَفقَهُ مَعنَى السَّعادةِ، نظُنُّ أنَّ الثِّيابَ والبيوتَ والسَّيَّاراتِ والجاهَ والسُّلطةَ والشَّهوةَ والتَّسليةَ هي نِعَمٌ تستحقُّ أنْ نَصرِفَ العُمرَ في إثْرِها، لكنَّ الرُّوحَ السَّماويَّ هو كنزُ النِّعَمِ الحقيقيَّة، النِّعَمِ التي لا يُتاجَرُ بها لأجلِ آخرِ صيحاتِ الموضة، أو أحدثِ الموديلاتِ، النِّعَمِ التي لا تُرمَى فوقَ كومةِ الخَرْدَوات. نِعَمُ الرُّوحِ ليسَتْ عابرةً، كالشَّهوةِ والثَّروة، وإنَّما هي كنزُ الإبتهاجِ الذي لا نظيرَ لَهُ،
خِزانةُ السَّلامِ العميقِ الذي لا غَورَ لَهُ، صُندوقُ الإمتلاءِ من الحُبِّ والقُوَّةُ لخدمةِ خليقةِ اللهِ لنصيرَ أدواتٍ للسَّلامِ والمحبَّة، لكي نَمتلكَ عيونًا تُبصِرُ الحضورَ الإلهيَّ والحيويَّةَ الإلهيَّةَ ترتكضُ في كلِّ مكانٍ فنمتلئَ بالفرحِ، الفرحِ بكلِّ لحظةٍ حاضرةٍ، فرحِ الارتكاضِ في حضرتِهِ. ولكنَّنا دَفَنَّا هذا الكنزَ الذَّهبيَّ العظيمَ القادرَ أن يُغنيَنا، وصَرَفْنا العُمرَ باحثينَ في كلِّ مكانٍ عن كنوزٍ ذهبيَّةٍ أُخرى فيما الكنزُ مدفونٌ في قلوبِنا ونحن لا نَلحَظُ حضورَهُ.
7. وَرَازِقُ الحَيَاةِ:
    أَيُّها الرُّوحُ السَّماويُّ، روحُ الحياةِ، وواهبُ الحياةِ، يا مَن يَشاءُ أنْ يملأَنا بالحياةِ فيما نحن ننسَلُّ خِلسَةً إلى الظِّلالِ الموبوءةِ بالقِرْشِ والزِّقاقاتِ المملوءةِ بالتَّماسيحِ لنَسْكُنَ في الظُّلمةِ وظلالِ الموتِ. نتوقُ إلى الحياةِ في صميمِ كَيانِنا، وفي قلبِ قلوبِنا، لكنَّنا مرتبِكونَ، نحسَبُ الظِّلالَ حقائقَ. ليس لنا أدنى فكرةٍ عن الحياةِ فنَقتُلُ، بِاسْمِ الحياةِ، الحياةَ الحقَّ! كيانُنا الظِّلِّيُّ فارغٌ ولا معنَى لَهُ إلَّا إذا مَلأتَ أنتَ بحياتِكَ ظلمتَنا الفارغةَ الباردةَ. عندما تملأُنا، نصيرُ حقًّا أحياءَ، ولكنَّنا نُغلِقُ قلوبَنا، ونَصُمُّ آذانَنا، ونُغطِّي عيونَنا فلا نَعرفُ إلّا الموتَ. أنتَ تَمنحُنا حياتَكَ، أمَّا نحنُ، فنُديرُ ظَهْرَنا لكَ، ونختارُ الموتَ. الحياةُ الحقيقيَّةُ هي أَنْ نَعرِفَكَ، وأنْ نعيشَ كلَّ لحظةٍ في حضورِكَ. الحياةُ الأبديَّةُ الحقيقيَّةُ هي أنْ نَرتَكضَ إلى الأبدِ في حَضرتِكَ دونَ انقطاعٍ!. 
8. هَلُمَّ واسْكُنْ فِينَا:
    سِرُّ الحياةِ كلِّها سِرُّ كلِّ مُبتَغَى القَلْبِ وكلِّ عُمْقِ اشتياقِنا يكتملُ عندما تَسكُنُ فينا عندما تَرتقي عرشَ قلوبِنا. كيف تستطيعُ، أنتَ يا مالئَ السَّماواتِ وكلِّ خليقتِكَ الباهرة، أنتَ يا من هو مَهيبٌ في كلِّ سلطانِكَ الرَّهيب، كيف تستطيعُ أنْ تَسكُنَ فينا، نَحنُ التَّافهينَ الحقيرينَ؟ أوَ ليسَ هذا أعظمَ أسرارِ الخليقة؟ فأنتَ الباسطُ السَّماءَ كالخيمةِ قد نَصَبْتَ خيمتَكَ في قلوبِنا، في قُدسِ أقداسِ كَيانِنا. أو لَيْستْ هذه أعظمَ المُفارقاتِ المُتعذِّرِ فَهْمُها؟ نَبْحثُ في كلِّ مكانٍ، في كلِّ زاويةٍ من زوايا الأرضِ، وفضائِها الخارجيِّ، لكنَّ الجوابَ لكلِّ سَعْيِنا مَوجودٌ في فضائِنا الدَّاخليِّ أصلًا، فيا أيُّها الرُّوحُ السَّماويُّ، نتوسَّلُ إليكَ أنْ تأتيَ إلينا وأنْ لا تَكُفَّ عنِ القَرعِ على بابِ قلوبِنا حتَّى نَعجِزَ عَن مُقاومتِكَ، نَعَمْ، لا تَقْرعْ بِرِفْقٍ، بل أُطرُقْ بضجيجٍ إلى أنْ نَسمعَكَ في النِّهايةِ ونَفتَحَ نفوسَنا إليكَ. ولكنَّكَ لا تأتي برَعدٍ وزِلزالٍ، ولا في جَلَبَةِ عَرْضٍ مسرحيٍّ، بل تُوافينا بهدوءٍ ورِفْقٍ، كنسَمَةِ صَيفٍ رقيقةٍ، لذلك، في اضطرابِ حياتِنا الصَّاخبةِ لا نَنْتَبِهُ البَتَّةَ إلى أنَّ ما نستميتُ في البحثِ عنهُ هو في مُتناوَلِ اليدِ أَصلًا. فيا أيُّها الملكُ السَّماويُّ، نَبتهلُ إليكَ فتعالَ، واجعَلْ سُكناكَ فينا لأنَّنا بدونِكَ تائهونَ. 
9. وَطَهِّرْنَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ:
أليسَ هذا هو أَسَى حياتِنا؟ أنَّ تَلَوُّثَ كَيانِنا الفارغِ الرَّجِسِ الأنانيِّ المُجَرَّدِ مِنَ الفرحِ والغبطةِ
ينقَضُّ علينا كمَوجةٍ عاتيةٍ ليَكتسِحَنا ويَجرُفَنا في سيلِ اليأس. نحن عاجزونَ لِوَحدِنا، ولا نستطيعُ ضبْطَ العاصفةِ الخانقةِ في داخلِنا، المُحتبِسَةِ في سَيلِ أهوائِنا الجارف. لكنَّكَ وَحدَكَ القادرُ على تنقيتِنا منْ تَلَوُّثِنا، فنَلتَفِتُ إليكَ، ونعتَمِدُ عليكَ لتَجعلَ قلوبَنا نقيَّةً لكيما نَراكَ حقيقةً.
كم تَتُوقُ قلوبُنا إليكَ، يا ربُّ! لكنْ، كيف لنا أنْ نراكَ وقلوبُنا الجَوْفاءُ لا تملَؤها إلَّا القبائحُ والخبائثُ، بَدَلَ أنْ تَمتلئَ مِنْ حضورِكَ المقدَّس، مِنْ روحِكَ الأقدسِ الذي تَنْتَفي كلُّ الأدناسِ في حُلولِهِ؟ فَهَلُمَّ، أيُّها الملكُ السَّماويُّ، وخُذْ جَمْرَةً مِنَ المذبحِ السَّماويِّ وطهِّرْ أفواهَنا، وقلوبَنا، وأرواحَنا مِنْ كلِّ الأدناسِ التي تُعمِينا، التي تَمنعُنا مِنْ معاينتِكَ، التي تَصدُّنا عنِ الإمتلاءِ منكَ، التي تُعيقُنا عنِ الارتكاضِ في حضرتِكَ. 
10. وَخَلِّصْ أَيُّهَا الصَّالِحُ نُفُوسَنَا:
    مِنْ عُمقِ العذابِ والصَّخَبِ الذي يَملأُ حياتَنا العَقيمةَ الرَّتيبةَ، حياتَنا التي نُبدِّدُها في هُوَّةِ اليأْسِ المُظلمِ والإحباطِ، حياتَنا التي نَحياها دونَكَ، أيُّها الحياةُ، نَصرخُ، مِن أَعماقِ قلوبِنا: أُعضُدْنا يا ربُّ، لئلَّا نَغرَقَ! لئلاّ نَغرَقَ في أنانيَّتِنا، في ِ نفوسِنا التي يُرثَى لها، في جَهلِنا، في عَمانا، خلِّصْنا مِنِ انخداعِنا بأَنْفُسِنا، نَحنُ الذين نَظُنُّ أنَّنا لسنا بحاجةٍ إلى الخلاص. أَيضًا وأيضًا، كلَّ لحظةٍ مِنْ كلِّ يومٍ، عَلِّمنا يا ربِّ أَنْ نُدرِكَ بأَنَّ بَرَصَ عَنْجَهِيَّتِنا يَنخُرُنا نَخْرًا وكبرياءَنا تَشُلُّنا شَلَلًا وانعدامَ المحبَّةِ فينا، وعدمَ الثِّقةِ بكَ تُعمِينا، فعلِّمْنا أنْ نَصرُخَ إليكَ على الدَّوامِ إلى أَنْ ننالَ الشِّفاءَ: "ربِّي يسوعُ المسيحُ، يا ابنَ اللهِ، إرحَمني أنا الخاطئَ". جَدِّدْ فينا يَومِيًّا صورتَكَ الصَّالحةَ المُقدَّسة، وأَعِدْ خَلْقَها، لأنَّكَ أنتَ وَحدَكَ الصَّالحُ، وأنتَ وَحدَكَ المُقَدَّسُ، أُجْبُلْنا دومًا لنُماثِلَ صورتَكَ، إملأنا مِنْ حُبِّكَ وفرحِكَ وسلامِكَ وبهائِكَ، أَفْعمْنا بغَيْرَتِكَ السَّماوِيَّة، وبالتَّوْقِ إلى الوُقوفِ في حضورِكَ المَجيدِ! تعالَ، تعالَ أيُّها الملكُ السَّماويُّ، وخلِّصْ نفوسَنا لكي نَمتلئَ حتَّى الطَفَحِ مِن حضورِكَ الرَّهيب، لكي تضطرمَ قلوبُنا بالفَرحِ والغبطةِ، فنرتكضَ في حضرتِكَ إلى الأبدِ! آمين.

الأحد، 20 يونيو 2021

قراءات ١٤ بؤونة

قراءات يوم الإثنين ١٤ بؤونة الموافق ٢٠ يوليو

الموضوع: انتم ستبكون.. في العالم سبكون لكم ضيق

مزمور عشية
(مز٨٨: ٢٠-٢١):
«وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته". هذا اول يوم في صوم الرسل. وكانت المسحة لثلاثة وظائف: الكاهن والنبي والملك. ورأينا كيف كان ينظر داود باحترام شديد على انه مسبح الرب رغم انه كان يفعل شرا بمطاردته.
"الذي تثبت يدي معه. أيضا ذراعي تشدده..". طوبى لمن يشدده ذراع الرب. إذا سقط لا ينطرح، لأن الرب مسند يده.. (المزامير ٣٧: ٢٤). على ذراع الرب يستند، لان الرب وعد "لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك، القائل لك: لا تخف. أنا أعينك.. (إشعياء ٤١: ١٣). لذا فهو دوما يطلب من الرب السند "اسندني فاخلص"(مز١١٩).

انجيل عشية
(يو١٦: ٢٠- ٣٣ ):
"في ذلك اليوم تطلبون باسمي. ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم،. لأن الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أني من عند الله خرجت.".
ذلك اليوم" هو يوم قيامته من الأموات وصعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس. وحين نرجع إلى الأصل اليوناني نجد أن كلمة "تسألوني" تختلف عن كلمة "طلبتم"، الأولى تعني السؤال الودي من صديق إلى آخر على قدم المساواة، أما الثانية فتعني التوسل من شخص أقل إلى شخص أعظم. الرب يسوع في سؤاله من الآب لأجل تلاميذه لم يستعمل الثانية قط بل الأولى. واما التلاميذ فيقدمون طلباتهم للاب باسم المسبح او للمسيح، كما رأينا في صلاة استفانوس "ايها الرب يسوع اقبل روحي"(اع٧: ٥٢)، وطلبة بولس (٢كو١٢: ٨).

"ثقوا انا قد غلبت العالم". هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا. من هو الذي يغلب العالم إلاَّ الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله (1 يو 5: 4، 5).

مزمور باكر
(مز١٣١: ٧،١٢,١٣):
«لندخل إلى مساكنه. لنسجد عند موطئ قدميه».. الكنيسة هي بيت الرب، يحل فيه حلولا خاصا.
"إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أعلمهم إياها، فبنوهم أيضا إلى الأبد يجلسون على كرسيك».. فالاهم ان نحفظ شهادات الرب. ولكن العهد كان مشروطًا بالنسبة لنسل داود، فهو يتوقف على طاعتهم. ولذلك، فمع أن الرب يسوع من نسل داود، فإنه ليس من نسل سليمان بل من نسل ابن آخر لداود هو ناثان (لو 31:3).
"لأن الرب قد اختار صهيون. اشتهاها مسكنا له". صهيون هي الكنيسة التي احبها ورضى بها المسيح. لقد رُفضت شيلوه (راجع مزمور 78: 60) كما أنه لم يبق في بيت إيل سوى وقت قصير (راجع قضاة 20: 27) والمصفاة أيضاً (راجع قضاة 21: 5) ولم يبق بقرية يعاريم في بيت أبيناداب إلا لوقت قليل (راجع 1صموئيل 7: 2). لقد بقت صهيون مسكنا للرب الى الابد.

انجيل باكر
(لو٦: ١٧-٢٣):
التطويبات.. ومنها طوبى لانقياء القلب. وهذا نناله بسكنى الروح فينا. وايضا باقي الوثايا بذواتنا صعب تنفيءها، لكن الروح يعطينا القوة لاتمامها 

البولس
(عب٧: ١٣-٨: ١٣):
يسوع جاء كاهنا على طقس ملكيصادق، حسبما تنبأ المزمور. كون الكهنوت قد تغيّر يحتِّم الاستخلاص أن نظام الناموس كله، وقد كان الكهنوت مبنيًا عليه.
اللافت للانتباه أن ملك سدوم كان في طريقه إلى لقاء إبراهيم عندما اعترضه الآخر الذي هو ملكي صادق، ذاك الذي جاء ليباركه باسم الله العلي والذي اعترف إبراهيم بسلطته الروحية عليه بأن أعطاه عُشراً من رأس الغنائم. مؤيداً بالخبز والخمر التي كان الكاهن الملك في ساليم يقوم على خدمتها، كان إبراهيم مستعداً لرفض المداهنات من ملك سدوم، لانه كان شبعانا بالرب.
اسمي ملكي صادق وساليم هي في توافق وتناغم كامل مع الحقيقة التي تكشَّفوا في عدة أماكن. يجب أن يأتي البر قبل السلام. نعلم من أشعياء 32: 17: "يَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَماً وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُوناً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ".
إنه يظهر ببساطة لوهلة، ثم يتلاشى من أمام ناظرينا، ولا يعود يُذكر أبداً من جديد في كلمة الله إلى أن ترد النبوءة في المزمور 110. ولذلك فهو من المحتمل أن يكون رمزاً لمخلصنا الذي يحيا للأبد ورئيس كهنتنا.

الكاثوليكون
(٣يو١-١٥):
مقارنة بين ديوتريفوس الشرير، و ديمتريوس الطيب. فلنفتد بالاخيار ونتجنب الاشرار.

الابركسيس
(اع١٥: ٣٥-١٦: ٥):
ولما كان بولس وسيلا وتيموثاوس على وشك القيام بعمل تبشيري، وسيحتكّون من آن لآخر باليهود الذين ربما يرفضون الاستماع إليهم بسبب عدم ختان تيموثاوس، وبما أن المسألة كانت بلا أهمية لأنها لا تتعلق بالمبادئ المسيحية، فإن بولس أخضع تيموثاوس لهذا الطقس اليهوديّ. ويقول في كورنثوس الأولى 9: 19 - 23 «صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود» ولذلك أخذه وختنه من أجل اليهود… لأن الجميع كانوا يعرفون أباه أنه يوناني».
كانوا يُسلمون الكنائس القضايا التي حكم بها الرسل والشيوخ الذين في أورشليم. وكانت أحكام هذه القضايا هي: 1  - في موضوع الخلاص، الإيمان وحده هو الضروري. أما الختان وحفظ الناموس فلا يُضافان للإيمان كشرط للخلاص. 2  - الزنا كان ممنوعًا بالنسبة لكل المؤمنين في كل العصور، ولكن هذا الحكم كان أساسًا لتذكير الأمم الذين اهتدوا إلى المسيح، لأن الزنا كانت الخطية السائدة بينهم باستمرار. 3  - اللحم الذي قُدّم للأصنام ولحم الحيوانات المخنوقة والدم كانت جميعها ممنوعة. ولكنّ منعها لم يكن أمرًا ضروريًّا للخلاص، بل كان لتسهيل الشركة بين المؤمنين اليهود والأمم.

مزمور القداس
(مز٩٨: ٥-٦):
رنموا للرب بعود. بعود وصوت نشيد.. 

بالأبواق وصوت الصور اهتفوا قدام الملك الرب!. 
 كل شيء في الوجود عليه أن يفرح ويبتهج مع أتقياء الله والسبب هو لأنه قد جاء للدينونة فهو يدين كل إنسان بالعدل والاستقامة فلا يذهب حق ابدا. فليطمئن كل انسان فانه يوجد ديان. 

انجيل القداس
(يو١٦: ٢٠-٣٣):
" الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح.. المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لأنه قد ولد إنسان في العالم..". 
فإشارتهُ هنا إلى أوجاع المخاض مؤثرة جدًّا وبغاية المناسبة إلى أحزانهم في تلك الليلة. قد علمنا أن الموت وعواقبهُ المهولة نتجت من الخطية، ولكن أحزان المرأة حين الولادة نتجت منها أيضًا كما قال الله لحواء. تكثيرًا أكثر أتعاب حبلكِ. بالوجع تلدين أولادًا (تكوين 16:3). فما أمرَّ الخطية وعواقبها لأنها ترافق الإنسان من وقت دخولهِ إلى العالم إلى خروجهِ منهُ. فالوالدة إنما تضعهُ بالوجع ثمَّ بعد قليلٍ يضمُّهُ القبر ويورث حزنًا جديدًا للأحياء. ولكن الله قد أتخذ الموت نفسهُ واسطة لسحق رأس الحية ولإعطائنا الحياة. لم تذهب الام المراة عبثا، وهمذا الامكم ستكون بركة وسيخرج منها فرحا.
"وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئًا.". يعني بعد قيامتهِ وارتفاعهِ وحلول الروح القدس. وقولهُ لا تسألونني شيئًا لا يشير بتةً إلى الصلاة بل إلى كيفية تعليمهم. لما كان معهم كانوا يسألونهُ سؤالات كما أرادوا أن يسألوهُ عن لفظة قليل في هذا الإصحاح، وكان يجيبهم كمعلَّم حي مرافق لهم في الجسد، ولكن بعد ارتفاعهِ عنهم يعلَّمهم على طريق اخر.
"إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً". لم يقل "لم تطلبوا فقط، بل تطلبوا باسمي. معلوم أنهم مارسوا الصلاة كيهود أتقياء إذ صلَّوا لله باعتبار كونهِ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله إسرائيل شعبهِ، وأما بعد موت المسيح فصاروا يصلَّون لله كالآب المُعلن نفسهُ بابنهِ يسوع المسيح، ولنا كامل الفرح إذا عرفنا بنوتنا وقبولنا التام عند الآب في ابنهِ الحبيب.
في البولس رأينا الرب يسوع كاهننا اللعظم .. وهنا يتحدث الرب مع تلاميذه ككاهن، فيقول "ولست اقول اني اسال الاب لاجلكم..".

السبت، 19 يونيو 2021

تتمل في قراءات عيد العنصرة

قراءات يوم الاحد، عيد العنصرة

مزمور عشية
(مز٥١: ١٢-١٤):
".. وبروح منتدبة اعضدني.. ". نلاحظ انه وصف الروح بثلاثة صفات (روح مستقيما), (روحا منتدبة)، (روحك القدوس).
"روحاً مستقيماً» يعنى أن يكون الضمير دليله للخير دائماً (انظر إرميا 24: 7 وحزقيال 11: 19 و36: 26). 
أما ( الروح القدوس ) الذي يذكره فهو الذي ناله بعد أن مسح ملكاً وهو عكس الروح الشرير الذي كان في شاول 
وهنا يتحدث عن " الروح المنتدبة" أي ذات المكانة السامية المملوءة بالعزم والإرادة. و «الندب» في العربية هو السريع للفضائل الذي يخف للملمات ويقضيها.


انجيل عشية
(يو٧: ٣٧-٤٤):
'وغي اليوم الاخير العظيم من العيد..". كان ذاك  عيد المظل. ونلاحظ ان يسوع لم يصعد الى العيد برفقة اخوته رغم سؤالهم منه ذلك. لم يقل الرب يسوع لهم أنه لن يصعد إلى أورشليم بل "أنا لست أصعد بعد".
كانت الملابسات المحيطة بهذا الأمر مؤسفة جدًا: فهم ادّعوا التديّن، وكانوا مزمعين أن يحفظوا عيد المظال؛ غير أن مسيح الله كان في وسطهم، ولم يكن عندهم أية محبة صادقة له. فالإنسان يهوى الطقوس الدينية، بما أنَّ باستطاعته حفظها من دون أن يرافق ذلك أي اهتمام قلبي حقيقي.
لقد حفظوهُ بفرحٍ تذكارًا لسكناهم في خيام أربعين سنة وهم تائهون في البرية ولكنهم تهاونوا في حفظهِ كما في سائر فرائض الله وتركوهُ من أيام يشوع إلى وقت نحميا (انظر نحميا 14:8-18).

يتحدث يسوع انه يعطي الروح القدس كماء مانح الحباة "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا:«إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب"... 
ونلاحظ ان (ع٤٢) يخبرنا انه لم يحاول الذين حوله أن يتعبوا أنفسهم في محاولة معرفة مكان ولادته وسلسلة نسبه، وجلهلم هذا لا يبررهم، وهذا هو طريق الكثيرين الآن من الجميع، سوف يقفون يوماً ما للدينونة. إن الجهل بالكلمة جهل بإرادة الله.


مزمور باكر
(مز١٠٤: ٣١):
"ترسل روحك فتخلق..
تحجب وجهك فترتاع.."
عندما تموت الحيوانات، سواء بالعنف أو الشيخوخة، يبدو كأن الله يُخفي وجهه. ولكن في نفس الوقت، هذه تسقط وتعود إلى التراب. ويُرسل الله روحه ليجدّد وجه الأرض فيما يشبه عملية خلق جديدة. فمن ناحية هناك عملية استهلاك مستمرة، ومن الناحية الأخرى تجديد مستمر.

انجيل باكر
(يو ١٤: ٢٦-١٥: ٤):
في عدد ٢٧ نرى نوعين من السلام- سلاماً تركه الرب لنا، وسلاماً يعطيه لنا في الطريق، السلام الأول سلام الضمير إذ أصبح للمؤمن ضمير مطهر غير مثقل بالخطايا لأنه تيقن أن المسيح حمل جميع خطاياه في الصليب. والثاني سلام القلب. النوع الأول يتعلق بالخطية لأنه لا يوجد سلام بين الله والناس ما دام هناك خطية، ويقول أشعياء "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه" ويختم نبوته قائلاً "لا سلام قال إلهي للأشرار". وفي الرسالة إلى كولوسي يقول الرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" ونستطيع الآن أن نترنم قائلين "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح". النوع الثاني "سلامي أعطيكم" نفس السلام الذي كان متمتعاً به هو هنا، نستطيع أن نتمتع به نحن أثناء سيرنا في الطريق، وذلك رغم أحزان الحياة وتجارها. كان الرب يسوع متمتعاً بالسلام هنا رغم مقاومة الأعداء له، وهو الذي ينطبق عليك قول أشعياء "ذو الرأى الممكن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليه متوكل" (اش 26: 3).
 إن سلام العالم تافه وغير ثابت، يتكلم كثيراً عن السلام وهو ممتلىء بالحروب وسفك الدماء "لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون" (1 تس 5: 3).
في (يو١٥: ١) كان إسرائيل كرمةً لله في العالم وطالما اعتنى بها وانتظر منها ثمرًا ولم يحصل على منتظرهِ. كرمةً من مصر نقلت، طردت أممًا وغرستها، هيأت قدامها فأصَّلت أصولها فملأت الأرض. غطى الجبال ظلُّها وأغصانها أرز الله. مدَّت قضبانها إلى البحر وإلى النهار فروعها. فلماذا هدمت جدرانها فيقطفها كل عابري الطريق. يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية (مزمور 8:80-13).
ونرى هنا أن المسيح أخذ مقامهم وصار الكرمة الحقيقية إذ كان يأتي بثمر لله. كان التلاميذ يحسبونهُ من الكرمة الإسرائيلية بل أفضل غصن من أغصانها ولكنهُ يُعلَّمهم هنا أنهُ هو الكرمة الحقيقية نفسها المنتظر منها الثمر من الآن فصاعدًا. وأبي الكرام. يجب أن نلاحظ جيدًا أنهُ لا يوضح طريق الخلاص للخطاة بل طريق الأثمار لتلاميذهِ المنتسبين اذ ان يهوذا الخائن لم يكن معهم.

البولس
(١كو١٢: ١-٣١):
يبتدئ الوحي هنا بالأشياء المختفية الهادئة التي يعطيها الروح القدس فيقول أولاً كلام حكمة. وسفر الأمثال يعطينا نوراً في مفاهيم الحياة من وجوهها المختلفة. "ولآخر كلام علم»: المقصود بالعلم في كلمة الله أي تفسير كلمة الله «مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة». وتتكرر عبارة "الروح الواحد" سبع مرات.
أظهر استفانوس كلام الحكمة بحيث إن خصومه «لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به» (أع6: 10).
كلام علم هو القدرة على توصيل حقيقة أعلنها الله، مِمّا تفسِّره عبارات لبولس مثل «هوَّذا سر أقوله لكم» (1كو15: 51)، و«إننا نقول لكم هذا بكلمة الرب» (1تس4: 15). في ذلك المعنى الأساسي الخاص بنقل حق جديد، توقَّف «كلام العلم» لأن الإيمان المسيحي قد سُلِّم مرَّةً واحدة إلى القديسين (يه3).
"تمييز ارواح". البعض استطاعوا أن يميزوا الأرواح الشريرة وأعمالها المتنوعة، وان كانت ساكنة في اجساد البشر.
في ع٩ الإيمان ليس الإيمان بعمل المسيح الذي به نلنا الخلاص لأن جميع المؤمنين متساوون في هذا الإيمان، لكن هذا الإيمان عطية خاصة لممارسة ما يطلبه الرب منا من الخدمات كما نقرأ في (رو12: 3) «كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان».
ع13 الجميع اعتمدوا إلى جسد المسيح لكن في ع30 يقول «ليس الجميع يتكلمون بألسنة» فالقول أن البرهان على معمودية الروح القدس هو التكلم بألسنة قول غير صحيح!

الكاثوليكون
(١يو٢: ٢٠-٣: ١):
"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء.. جميل ان نعرف ان الروح القدس يرشد المؤمنين. لانه من الامور التى تحدث كثيرا ان نبالغ في طلب الارشاد، فليس كل شخص يصلح ان نأخذ منه مشورة. لقد اخذ رحعباز مشورته من الاحداث، وكانت النتيجة ان انقسمت المملكة. وعرفنا ان يشوع لم يطلب ارشاد الرب على الاطلاق في امر الحبعونيين.

الابركسيس
(اع٢: ١-٢١):
"يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاما.. "
لم تكن أحداث يوم الخمسين تحقيقًا كاملاً لنبوة يوئيل. فمعظم الظواهر التي وُصفت في الأعداد 17 - 20 لم تحدث في ذلك الوقت. ولكن الذي حدث فعلاً في يوم الخمسين كان تبشيرةً مبدئية بما سوف يحدث في الأيام الأخيرة قبل أن يجئ يوم الرب العظيم الشهير. تتميم جزئي في زمن معين، وتتميم كامل في زمن لاحق.
ونلاحظ ان السباب تناسبهم الاحلام وليس النبوة التي تناسب الشيوخ بالاكثر. ولكن هذه المواهب لا تتبع قدرات الانسان العادية بل قوة الروح القدس.
"وعلى عبيدي أيضا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون".. اي بغضّ النظر عن الجنس أو السن أو الحالة الاجتماعية. ستكون هناك رؤى وأحلام، وهذا يعني أنهم سيتلقَّون المعرفة والنبوات التي ينقلونها لآخرين كهبة إلهية بادية للعيان.
ويُنهي بطرس هذا الاقتباس من يوئيل بالوعد القائل «كل من يدعو باسم الرب يخلص» هذه هي البشرى السارة لكل العصور، وهي أن الخلاص هبة لكل الناس على أساس الإيمان بالرب. «اسم الرب» تعبير يشمل كل ما يخصّ الرب.

مزمور القداس
(مز٤٧: ٥-٧):
"صعد الله بهتاف، الرب بصوت الصور".. 
صعد الله ومن ثم ارسل الروح.
"لأن الله ملك الأرض كلها، رنموا قصيدة.. ". يملك الرب من خلال سكنى الروح القدس في المرمنين. فالروح يعطى بالمسحة وتسمى ايضا بالسمة وايضا بالختم،، وهذه علامات الملكية.

انجيل القداس
(يو١٥: ٢٦-١٦: ١٥):
«ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي.. وتشهدون انتم.. وهذه نعمة عظيمة ، ونحن نصل (اشترك في العمل مع عبيدك), والرب يشركنا هنا في الشهادة له. مع اننا نقرا في بداية انجيل يوحنا "ولأنه لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان، لأنه علم ما كان في الإنسان.. (يوحنا ٢: ٢٥). لكن الوضع تبظل بسكنى الروح القدس داخل المؤمنين.

الجمعة، 18 يونيو 2021

في انتظار الروح -١٠

قراءات يوم السبت من الاسبوع السابع من الخمسين المقدسة

مزمور عشية
(مز١٠٧: ٢-٣):
"ليقل مفديو الرب، الذين فداهم من يد العدو،. ومن البلدان جمعهم، من المشرق ومن المغرب، من الشمال ومن البحر.. ".
لا ننس ان الالسنة التي تبلبلت في حادثة بناء برج بابل الان تتوحد او تتجمع في احد العنصرة.  وكان الرب يتمم على مدار التاريخ هذه الوحدة في اكثر من حدث. ربما كان المرنم في ذهنه العايدين من السبي. لكن معروف ان السلي كان في بلاد الشمال (بابل). لكنه بروح النبوة يمد بصره ليرى مفديو الرب يجتمعون من بلدان كثيرة وليس بلد واحد.  ومن المشرق ومن المغرب بالاضافة الى الشمال. اذن كان يرى هذا اليوم المجيد، يوم حلول الروح القدس.

انجيل عشية
(لو٨: ٤٠-٥٦):
يحدثنا عن معجزة اقامة ابنة يايرس. وفيها يقول المسبح "قوة قد خرجت مني". يذكرنا بقوة الروح القدس والتي قال عنها "لا تبرحوا اورشليم حتى تلبسوا قوة من الاعالي.
وكلمة (تلبسوا) جاءت بضم الباء ،
Youbare clothed with a power
 اي ان الفاعل ليس الانسان بل الروح القدس، وما الانسان هنا الا الاداة ..
 ‏لم يظعوا يسوع الموت باسمه الذي نطلقه بل كان يدعوه نوما، فما الموت عند ربي سوى نوم، وما النوم الا موت، ذلك لان النوم معناه التكاسل وعدم اليقظة الروحية.
 ‏ونلاحظ بعد المعجزة ان الرب دعاهم إلى عدم إذاعة خبر هذه المعجزة. فلا الوجاهة، ولا الحماسة الشعبية المزيّفة، ولا الفضولية الكسولة، كانت لتهمّة بأي شكل من أشكال. 
وقد سلك الرسل خذو الرب، فنجد بولس يتضجر من هتاف العرافة وينتهر الروح منها فيخرج منها مع انها كانت تقول كلمات مدح او ظاهريا شهادة للمسيح. "هذه اتبعت بولس وإيانا وصرخت قائلة:«هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي، الذين ينادون لكم بطريق الخلاص».. (أعمال الرسل ١٦: ١٧). فيجب ان يكون لنا روح التمييز لكي لا نصدق كل روح بل نمتحن الارواح.

مزمور باكر
(مز٣٣: ٥-٦):
"يحب البر والعدل.". لاحظ ان من اسماء الروح القدس (روح الحق). 
"امتلأت الأرض من رحمة الرب". جميلة هذه العبارة، فان رحمة الرب واسعة تشمل كل البشر.
"بكلمة الرب صنعت السماوات، وبنسمة فيه كل جنودها..". عظمة الله تُرى في خلق السماوات وكل جنودها (النجوم والكواكب) بكلمة منه وبنسمة فمه (الروح القدس).

انجيل باكر
(يو١٧: ١-١٣):
"أما الآن فإني آتي إليك. وأتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم.". فالرب يسوع وان كان فارق تلاميذه بالجسد الا انه ارسل المعزي. اضف الى ذلك "ليكون لهم فرحي كاملا فيهم.". وهذا الاسبوع بطلق عليه اسبوع الفرح. الفرح بالوعد، والفرح بسكنى المعزي.

البولس
(١كو١٣: ١-٤: ١):
انها انشودة المحبة.. تصف المحبة بحوالي ١٤ صفة. ليتنا نمتحن أنفسنا بهذه الصفات الأربع عشرة فنجعلها كمرآة ننظر فيها أنفسنا ونحكم على ذواتنا..
 استوقفتني الصفة الخامسة "تصدق كل شي". هذه هي الصفة الإيجابية الخامسة. ليس معنى ذلك أن نصدق كل ما يقال لنا ونتخلى عن فطنتنا وفهمنا. فالحكيم يقول "الغبي يصدق كل كلمة، والذكي ينتبه إلى خطواته.. (الأمثال ١٤: ١٥). المقصود أن نصدق كل شئ جاء في كلمة الله، وأما من جهة الناس فلا نتخذ موقف الشك والارتياب والاشتباه دائماً بل أصدق ما هو معقول ومقبول.
"ولا تفرح بالاثم"، ليس كهؤلاء الاشرار الذين قيل عنهم "الذين إذ عرفوا حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل أيضا يسرون بالذين يعملون.. (رومية ١: ٣٢).

الكاثوليكون
(١يو٢: ١٢-١٧):
"غفرت لكم خطاياكم من اجل اسمه". قد كانت عبارة غير عادية قول ايوب "يغني بين الناس فيقول قد أخطأت وعوجت المستقيم (ليس كالذين يدعون ليس لنا خطيّة) ولم أجاز عليه (لأن بديلي قد جوزي بالنيابة عني)" (أي 33: 27).
"له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أع 10: 42). "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص "(أع 4: 12).
"كتبت إليكم أيها الآباء، لأنكم قد عرفتم الذي من البدء. كتبت إليكم أيها الأحداث، لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير..(ع١٤). اقوياء بالروح القدس. وثابتة فينا كلمة الله، لان الروح القدس هو سر التثبيت، فهو لا يفارق الانسان مثلما كان يحدث في العهد القديم ، بل يظل حزينا في حال خطيننا.

الابركسيس
(اع١: ١٥-٢٦):
يحدثنا عن اختيار الرسول متياس. " ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه».. ثم ألقوا قرعتهم، فوقعت القرعة على متياس، فحسب مع الأحد عشر رسولا.. (أعمال الرسل ١: ٢٥، ٢٦). واضح ان العمل هو نصيب مقسوم من الرب. لان يهوذا هلك، فقد احتاجوا الى بديل، ولم يقتسموا نصيبه على ١١ الموجودين. وهذا ما نعرفه ايضا من قصة يونان. الله لا يترك خدامه، بل يحفظ لهم خدمتهم على قدر امانته هو.

مزمور القداس
مز١٠٨: ٣-٤):
"أحمدك بين الشعوب يا رب، وأرنم لك بين الأمم.. وهذا ما حدث يوم الخمسين بانسكاب الروح القدس.
وهو لا يقصر الحمد على بيته، ولا جيرانه. فأينما ذهب، ستسمع الشعوب صوته يسبِّح للرب. وستُردد الأُمم ترنيماته.

"ارتفع اللهم على السماوات، وليرتفع على كل الأرض مجدك». وعندما نستمع إلى ترنيمات داود الرائعة بتعظيم الله، نفهم بشكل أفضل لماذا كتب أحدهم: الحمد، في نظر الله أعظم من الصلاة. فالصلاة تشير إلى الطريق السعيد إلى السماء أما الحمد فقائم هناك فعلاً.

انجيل القداس
(يو١٤: ١٤-٢٦):
"بعد قليل لا يراني العالم أيضا، وأما أنتم فترونني. إني أنا حي فأنتم ستحيون".. 
راوه بعد القيامة، ولم يزالوا يرونهُ بعين الإيمان كما إننا نحن أيضًا نراهُ كما قال الرسول: ولكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة يسوع نراهُ مُكلَّلاً بالمجد والكرامة (عبرانيين 9:2). فرؤية العين أُبدلت برؤية الإيمان ولكنها أحسن رؤية وأحقَّها أيضًا.
فيطلب منا كمؤمنين أن نطيع وصاياهُ لكي نتمتع بالشركة معهُ ومع الآب.
وفي الحقيقة، نحن اليوم باستطاعتنا، في الواقع، أن نعرف المسيح بواسطة روح الله، أفضل من معرفة التلاميذ له وقت وجوده بجسده.

"في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم". في ذلك اليوم أي وقت ذهابهِ إلى الآب وحضور المعزي الآخر إليهم. كان يجب عليهم قبل ذلك أن يؤمنوا بأنهُ في أبيهِ أي أنهُ واحد معهُ في الجوهر واللاهوت راجع (عدد 10) وأما بعد إتيان الروح القدس فيعرفون ذلك لأنهُ يحقّق لنا النسبة الحقيقية بين الآب والابن. 

"قال له يهوذا ليس الإسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى إنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟». 
كيف يمكن أن يُظهر ذاتهُ لهم ولا يكون منظورًا للعالم؟ لأن أفكارهم لم تزل متصوَّرة إظهار مجدهِ للعالم بإقامة الملكوت المنتظر.
اجاب الرب مكررا بعض كلامهِ السابق عن هذا الموضوع ثم أضاف إليهِ أنهُ هو والآب يأتيان إلى التلميذ الطائع ويصنعان عندهُ منزلاً وهذا يتم فينا: أولاً- بروح التبني. ثانيا، بحضوره غير المنظور.

انتظار الروح -٩

قراءات يوم الجمعة من الاسبوع السابع من الخمسين المقدسة.

مزمور عشية
(مز٤٢: ٨-٩):
" بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحه. عندي صلاة لإله حياتي.."
حينما يأتيه نهار بهيج بالرجاء السعيد فهو يصرف نهاره بالشكر والحمد.
"أقول لله صخرتي: «لماذا نسيتني؟ لماذا أذهب حزينا من مضايقة العدو؟ ».. يعود في هذا العدد التالي إلى لهجة اليأس فيشعر بالوحشة والانفراد ويرى اعداءه قد قووا عليه.
وقد لاحظت ان الكنيسة تضع الشكر والتسبيح في البداية والعتاب والطلبات في النهاية. وكما قال احدهم في لهجة الايمان الواثق (الذي ستر ما مضى يستر ما بقى).

انجيل عشية
(لو٨: ٢٢-٢٥):
"ياخذ سبعة ارواح اخرى فتسكن ذلك الانسان..". موقفنا ازاء الروح؛ اما سكنى الروح او الارواح الشريرة في الانسان. اما اضرام مواهب الروح او اطفاؤها. اما ان ينقاد بروح الله او انه يقاوم عمله ، اما ان يحزن روح الله القدوس او يسره.

مزمور باكر 
(مز٩١: ١٣-١٤):
"لكل كمال رايت منتهى.. اما وصاياك فواسعة جدا". ان الروح يكشف عن اعيننا فنرى العمق والاتساع اللامتناهي في كلام الله.

انجيل باكر
(لو٨: ١-٣):
امي واخوتي هم الذين يسمعون كلام الله..
الله هو قد وسع خاصته لتشمل كل انسان يسمع كلامه ويعمل به. الخطوة الاولى الاصغاء والثانية العمل به.

البولس
(١كو١٤: ١١-١٥):
في يوم الخمسين وجدنا يهودًا ودخلاء قد اجتمعوا في أورشليم لحفظ العيد وعرفوا اللغات المختلفة المذكورة إذ كانوا مستوطنين بين أهلها فلما سمعوا التلاميذ يتكلمون بها تحيروا وارتابوا قائلين بعضهم لبعض: ما عسى أن يكون هذا؟ ولا يُقال: أنهم آمنوا، ولكن لما وقف بطرس وصار يُخاطبهم باللغة العبرانية المعروفة عند اليهود جميعًا حصلت نتيجة عظيمة إذ نُخس السامعون في قلوبهم وسألوا عن طريق الخلاص. هذا كلهُ كان في محلهِ المناسب، فإن الألسنة كانت آية مُنبهة لهم وأعدَّتهم ليسمعوا كلام الله بالطريق الاعتيادية فآمنوا وخلصوا.
"مَنْ تكلَّم بلسان: أنهُ بالروح يتكلم بأسرار" (عدد 2) يعني أن موضوع كلامهِ كان مفيدًا بذاتهِ.
لذلك مَنْ يتكلم بلسان فليُصلِّ لكي يُترجم، يظهر أنهُ كان ممكنًا لواحد بعد تكلُّمهِ بلسان أن ينال قوة على أن يترجم ما تكلم بهِ، يعني يذكر موضوع كلامهِ ويُفسرهُ لإخوتهِ بكلام مفهوم.
هو استكمال لقراءة الامس. "فإن كنت لا أعرف قوة اللغة أكون عند المتكلم أعجميا، والمتكلم أعجميا عندي.. 
لن يصلّي بالروح فقط بل بالأسلوب الذي يجعله مفهومًا. وهذا ما تعنيه العبارة وأُصلّي بالذهن أيضًا. إنها لا تعني أنه سيصلي بذهنه هو، بل بالأُسلوب الذي يساعد الآخرين على الفهم. 
'ذهني يكون بلا ثمر" يعني غير مثمر، لا ينتج كنه اي ثمر اي ربح للنفوس.. صلاتهُ لا تجعل ثمرًا في قلب غيرهِ..
والقاعدة حتى في العبادة الجماغية هو بنيان الاخرين.

الكاثوليكون
(يه١: ٢٢-٢٥):
يطلب الرسول الى المؤمنين كافة ان "يخلصوا البعض" والبعض هم الذين سقطوا في ضلالات تعاليم غريبة. البعض باللطف "ارحموا البعض". والبعض الآخر بتخويفهم "خلصوا البعض بالخوف" اي بواسطة التحذير والتعليم بشكل قوي وراسخ، 
"مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد.". ففي العهد القديم، كان ثوب الأبرص ملوّثًا، ومن الضروري حرقه (لا47:13 -52). وفي تعاملنا اليوم مع الناس الذين سقطوا في الخطايا الجنسية، يلزمنا أن نتذكر دائمًا أن الأشياء المادية، كالثياب مثلاً، غالبًا ما تثير الشهوات. وإذ نشاهد هذه الأشياء أو نلمسها، تقترن في أذهاننا بأصناف محدَّدة من الخطايا. وهكذا، في تعاملنا مع أشخاص قد تدنسوا، يلزمنا أن نحِرص على تجنّب كل ما من شأنه أن يظهر كتجربة لنا. وقد تعني الثياب ايضا، سيرتنا وشهادتنا امام الناس.
في شريعة "البقرة الحمراء" التي كان الغرض منها طهارة الشعب في البرية، أعني تطهير من مس ميتاً ميتة إنسان من نجاسته أو غير ذلك، كان على الكاهن كما على الذي أحرقها والذي جمع رمادها أن يغسلوا ثيابهم بماء. ويرحضوا جسدهم بماء ويكونون نجسين إلى المساء (سفر العدد ص 19). يوصينا الرسول ".. احفظ نفسك طاهراً" (1 تى 4: 16، 5: 22) وقول الحكيم "لتكن ثيابك في كل حين بيضاء" (جا 9: 8). "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (2 كو 7: 1).

الابركسيس
(اع١٥: ٧-١٢):
"الله طهَّر قلوب الامم بالإيمان". واضح ان الذين يريدون ان يحفظ الامم الناموس هم مخطئين. "النير" اعتبر الرسول الناموس ثقيلا، ليس لان الناموس ثقيلا ، بل لان طبيعة الانسان اصبحت اضعف من ان تلتزم به.  والحاجة الى استبدال النير الثقيل بنير المسيح الهين. وهو نير المسيح لانه يحمله عنا، ولانه غير طبيعتنا وجددها لتستطيع ان تحمل نيره.
"فسكت الجمهور كله. وكانوا يسمعون برنابا وبولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهم".. الله افتقد الأُمم وأيَّد بالآيات والعجائب الكرازة بالإنجيل لهم.

مزمور القداس
(مز٣١: ١٦-١٧):
"أضئ بوجهك على عبدك. خلصني برحمتك".. 
"اضئ بوجهك..". اي اشرق بوجهك علي، انظر الي، اريد ان اراك، واشعر انك لست غاضبا مني. فبنورك نعاين النور، وبدون روحك لا حياة لي.
"يا رب، لا تدعني أخزى لأني دعوتك. ليخز الأشرار. ليسكتوا في الهاوية..". 

انجيل القداس
(يو١٥: ٣٥-٣٧):
يحدثنا الرب عن عطية الروح ومدى اتساعها. انجيل الامس كان يحدثنا عن ان محبتنا لبعض هي وسيلة نوالنا للروح القدس. 
"من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي». قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد.. ".

 كان عيد المظال يظل ٧ ايام. و كانت السبعة أيام تذكرهم بوجودهم في البرية فاليوم الثامن يذكرهم براحتهم في الأرض التي دخلوها، وكان هناك تقليد يعمل في ذلك اليوم ولم يكن له أساس من المكتوب وهو إحضار ماء من بركة سلوام بواسطة اللابسين الثياب البيضاء- يحضرون الماء في جرار ويسكبونها في الهيكل أمام الجموع وكان هذا التقليد يذكر الشعب بينبوع الماء الذي تفجر لهم من الصخرة.
 ‏إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب" وبقوله هذا لم يصادق على العيد بل كأنه أراد أن يقول لهم أن الراحة والمجد اللذين يشير إليهما العيد ليس لهم بهما ارتباط لأنهم روحياً لم يكونوا في كنعان، ولم تعد لهم ينابيع الخلاص، وبعد أن كانت أرضهم تروى من نهر الله أصبحت قاحلة وليست الأجزء من الأرض الملعونة، فقدوا ينابيع الماء الحي. وبسبب شرهم وضع الماء الحي في أوان أخرى هي اوان الامم، وجفت الآبار التي في أورشليم.
عندما يملأ الروح القدس نفوسنا نصبح واسطة لإنعاش وتعزية الاخرين، انهار يرتوي منها الاخرين.
القول الذي ورد في أش 44: 3 "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك" "ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة رياً وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" (أش 58: 11). كان الرب مزمعاً أن يرسل الروح القدس بعد ارتفاعه إلى المجد وفي يوم الخمسين عندما حل الروح القدس على التلاميذ تكلم بطرس في موعظته في أع 2: 16- 18 موضحاً بذلك أن انسكاب الروح القدس كالمطر المبكر قد تم مقتبساً من نبوة يوئيل وهو إتمام لما قاله يوحنا المعمدان عن الرب يسوع أنه سيعمد بالروح القدس (مت 3: 11)، (أع 1: 8) وإتمام أيضاً لمل قاله الرب للتلاميذ أنه موعد الآب-
ولكنهُ اتخذ فرصة أن يُنادي لهم أن نهر الله من الآن ينبع ليس من المصادر الأرضية بل منهُ هو كابن الإنسان مُمَّجدًا في السماء ويجري في بطون المؤمنين بهِ كسواقيهِ. 
لاحظ ان غدا نحتفل بعيد الروح القدس، لذا فالمسيح يتكلم الينا عن فيضان الروح داخلنا. انه النهر العظيم لم يستطع احد عبوره "وسيكون نهر آخر أيضًا سينبع من تحت عتبة المقدس في أورشليم لكي يسقي المدينة المحبوبة وأراضيها حرفيًّا (انظر حزقيال 1:47-12؛ يوئيل 18:3؛ زكريا 8:14).

الأربعاء، 16 يونيو 2021

في انتظار الروح -٨

الموضوع:
قراءات يوم الخميس من الخمسين المقدسة.
مزمور عشية
(مز١٣١::٣):
"ولا اعطي نوما لعيني..". فلنطلب الروح القدس بلحاجة وباسهار وباصوام.

انجيل عشية
(لو٨: ٢٢-٢٥):
الامواج الهادرة وخطر الغرق ما هو الا صورة لنا يتهدد المؤمنين وسط بحر العالم.
"يا معلم اننا نهلك" كانت هذه صرخة التلاميذ. وفي الحقيقة كانت ايضا صرخة البشرية كلها. 
كيف يمكن هلاكهم وهو معهم في السفينة؟ كان يجب عليهم أن يتيقنوا نجاتهم، ولكنهم من ضعف الإيمان أيقظوهُ ، فبادر أولاً إلى إزالة مخاوفهم "لا تخافوا"، ثم وبَّخهم على قلة إيمانهم، إذ قال لهم: " أين إيمانكم؟ " . فأنهُ لم يكن لهم داعٍ لذلك السفر الخطر إلاَّ بموجب أمر الرَّبِّ. لكنهم قالوا "لنعبر إلى عبر البحيرة". فأقلعوا فإذًا كان يجب أن يعتبروا الرَّبِّ قائدهم، وأن مسئولية السفر عليهِ.. اننا نجزع في الضيقات ونفقد ايماننا، وان رأينا قدرة الله اذهلتنا "من هو هذا؟". فنحن متارجحون بين الايمان والشك على الدوام.

مزمور باكر
(مز٩١: ١٣-١٤):
"على الافعى وملك الحيات تطا.". الرب اعطى السلطان..
"تعلق بي فانجيه..". امسكته ولم ارخه". لن اتركك أن لم تباركني". انها بالحق اختبارات جميلة. 

انجيل باكر
(لو٨: ١-٣):
اخرج الرب الشياطين من الكثيرين ومنهم المجدلية. والتي تبعته. ما مثال المجدلية الا لما. يسوع يحرر البشر من الارواح الشريرة لكي يسكن فبهم الروح القدس.

البولس
(١كو١٤: ١١-١٥):
الروح القدس يعطي مواهب للكرازة ولبنيان الكنيسة.

الكاثوليكون
(٣يو١٠-١٥):
يذكر الرسول مثالين، الاول هو ديوتريفس يقول عنه "هاذرا علينا باقوال خبيثة".
كان مهووسًا بالعظمة، يعمل هاذرًا على خدَّام الله الحقيقيِّين بأقوال خبيثة.
وايضا "هو لا يقبل الأخوة ويمنع الذين يريدون أن يقبلوهم ويطردهم من الكنيسة" أي يعزلهم ويحرمهم. فهذه هي السلطة حين تستخدم خطأ.
والمثال الثاني هو ديمتريوس "مشهودا له من الحق نفسه ومنا". 
ويذكر الرسول عنه ثلاث شهادات.. 1-مشهود له من الجميع – هذه شهادة جماعية. 2-مشهود له من الحق – فالحق شخصية تشهد. المؤمن يشهد للحق والحق يشهد للمؤمن السالك بالحق. 3-ونحن أيضاً نشهد وأنتم تعلمون أن شهادتنا صادقة. شيء جميل أن يكون المؤمن مشهوداً له.
وامامنا المثالين، فلنتبع الحق ونقتدي بالابرار.

الابركسيس
(اع١٥: ٧-١٢):
الرسول بطرس يطلب البهم الا يجربوا الرب بوضع ثقل على المبتدئين.

مزمور القداس
(مز٣١: ١٦-١٧):
"لينر بوجهك علي.." يلتمس المرنم قربى الله.
"لا تدعني اخزى لانى دعوتك..". يلتمس خلاصه.

انجيل القداس
(يو١٥: ١٧- ٢٥):
يسوع يعزي تلاميذه بان اضطهاد العالم لا يفرق عن اضطهاده هو.
"ليس لهم عذر في خطيتهم" . طالما خالف اليهود الناموس وأهانوا الأنبياء ولكنهُ لم يظهر بعد أنهم يرفضون الله نفسهُ إذا حضر بالنعمة في وسطهم
"لم يعرفوا الذي ارسلني".طالما افتخر اليهود بمعرفتهم الإله الواحد بالمقابلة مع الأمم المستعبدين لآلهتهم وأربابهم الكثيرة ولكن عند امتحانهم وجدت معرفتهم صورة فارغة. 
"ابغضوني بلا سبب".وتم ما جاء في مز 69 ، فإنهم لم يكونوا قد خالفوا الناموس وعجزوا عن حفظهِ فقط بل أبغضوا المسيح ورفضوا الله.  مبغضين بعضنا بعضًا (تيطس 3:3). ولكن الناس غالبًا إنما يبغضون بعضهم بعضًا إذا ظهر سبب مهيج والقانون الدارج معهم هو. تحب قريبك وتبغض عدوَّك. وحتى هذا ايضا لم يطبقوه، فقد ظهر الله في وسطهم وجعل نفسهُ قريبهم، وأحبّهم وصنع معهم كل نوع من الخير.. ومع ذلك أبغضوهُ بلا سبب. وأي بُغض!