الاثنين، 21 يونيو 2021

صلاة، ايها الملك السمائي

أَيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيّ
تأمُّلاتٌ في صلاةِ استدعاءِ الرُّوحِ القدس، من كتابِ "الارتكاضِ في الحضرةِ الإلهيَّة"
للأُمّ الرَّاهبةِ إِيُوَانَّا، رئيسةِ دير القدِّيسِ إينوكنْديوس، ميتشيغان، أميركا.

    
1. أَيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيُّ:
    يا أيُّها الرُّوحُ القدسُ الرؤوفُ، المُنبثقُ من الآبِ، هَلُمَّ من مسكِنِكَ السَّماويِّ، واملأْ أرضَنا البائسةَ بحضورِكَ المُقدَّس، فبِدونِكَ ليسَ لنا رجاءٌ بتحويلِ عَتَمَةِ نفوسِنا وظُلْمةِ حياتِنا. إنّنا نَصنعُ من أباطيلِ هذا العالَم الزَّائلِ مَلِكًا علينا، فعلِّمْنا أن نكونَ خُدَّامًا لملكوتِ الله، بَدَلَ أن نكونَ عبيدًا لملكوتِ الجَشَعِ والشَّهوةِ والعُنفِ والملذَّاتِ الآنيَّةِ الفارغة، التي تُؤدِّي إلى ملكوتِ الموتِ والظَّلامِ الأرضيّ. فَحَوِّلْ ظُلمتَنا بنورِ ملكوتِكَ السَّماويِّ البديع.
2. المُعَزِّي:
    شدِّدْنا بقوَّتِكَ يا ربِّ وساعِدْنا لكي نَرَى كم هو تافِهٌ وحقيرٌ ما نظُنُّ أنَّهُ القُوَّةُ، ففي عَمانا نتخيَّلُ أنَّهُ بإمكانِنا إيجادُ القُوَّةَ في كَيانِنا الظِّلِّيّ، وأَنْ نَنْسُبَ القُوَّةَ إلى هؤلاءِ المُجَرَّدينَ مِنَ القُوَّةِ الحقيقيَّة. فَقَوِّنا أنتَ بقُدرةِ قداستِكَ وحكمتِكَ. إذْ عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا نستطيعُ أنْ نَنْقُلَ الجِبالَ، جِبالَ الخطيئةِ والظُّلُماتِ والفساد. عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا تُمَكِّنُنا مِن فَضحِ أكاذيبِ وخِداعِ الملكوتِ الأرضيِّ، فنُعاينَ جَمالَكَ وقُدرتَكَ الخالقَةَ في كلِّ لحظاتِ حياتِنا. عندما تكونُ أنتَ مصدرَ قُوَّتِنا نستطيعُ أنْ نختبرَ التَّعزيةَ الحقيقيَّةَ الوحيدةَ – أيِ الوقوفَ في حضرتِكَ ممتلئينَ مِن حضورِكَ، مُشَدَّدينَ بتلك الرُّؤيا، رؤيا الغبطةِ والجَمالِ والحُبِّ التي لا يَمنحُها إلاّ حُضورُكَ.
3. رُوحُ الحَقِّ:
    يا لَعَبَثِ هذه الدُّنيا التي تَسعَى لغَسْلِ أَدمِغَتِنا بالخِداعِ والأكاذيب، فتَعكِسُ الحقائقَ والقِيَمَ الحقيقيَّة: بين الصَّلاحِ والشَّرّ، والحياةِ والموت، والجميلِ والقبيح، والظَّلامِ والنُّور، كلُّها معكوسةٌ من سَيِّدِ الخِداعِ والظَّلامِ المُتنكِّرِ كأميرِ النُّور. لكنْ أنتَ، أيُّها الرُّوحُ الإلهيُّ المبارَكُ، أنتَ هو روحُ الحقِّ، أنتَ هو مصدرُ الحقِّ الذي لا يُساكِنُكَ الكَذِبُ والظَّلامُ، فالظَّلامُ يتلاشَى في حضورِ النُّورِ الحقّ، وعندما يُضيءُ نورُكَ القدُّوسُ قلوبَنا وحياتَنا، فعندئذٍ سنَرَى حقيقةَ نفوسِنا، ونُدرِكُ تفاهتَنا وحقارتَنا، نَحنُ المُتَلَمِّسينَ الظِّلالَ والأَوهامَ. فأَنِرْ قلوبَنا بنُورِ حقِّكَ، واطرُدْ كلَّ ظُلمةٍ، فنَكتسبَ حكمةً حقيقيَّةً لنَرَى الأشياءَ كما هي، لنُعاينَكَ وملكوتَكَ كاليقينِ الحقّ، ونَنْبُذَ كلَّ الأكاذيبِ التي يُريد سيِّدُ الخِداعِ والظَّلامِ أن نؤمِنَ بها كحقيقةٍ.
4.  الْحَاضِرُ في كُلِّ مَكَانٍ:
    نَشكرُكَ يا أيُّها الرُّوحُ القُدُس، لأنَّكَ في كلِّ مكانٍ، ولأنَّكَ لِفائقِ محبَّتِكَ تَملأُ كلَّ خليقتِكَ بحضورِكَ المُقدَّس، لهذا نَركَعُ أمامَكَ، ونَحني لكَ رؤوسَنا إلى الأرض، يا مَن لِفَيْضِ حُبِّكَ لنا لا تَتْركُنا حتَّى عندما نَهجُرُكَ نَحنُ. فكما تَملأُ قلوبَنا بِحقِّكَ فنَرَى أنَّكَ حقًّا في كلِّ مكانٍ، هكذا أيضًا إفتَحْ عيونَنا لنُعاينَ حضورَكَ الأقدَسَ، ولو في عُمقِ ألمِنا وضيقاتِنا ووَحشَتِنا ذواتِنا الذليلة، وعندما نَشعُرُ أنَّ الكُلَّ قد أَعرَضَ عنّا، وغَرِقْنا في الأَسى واليأسِ مُتَيَتِّمينَ، ومُجَرَّدينَ منَ الحُبِّ، فحينئذٍ، وخاصَّةً حينئذٍ، هلُمَّ إلينا، ورُدَّ إلينا البَصَرَ لكي نُدرِكَ أنَّ لا مكانَ يَعجَزُ نورُكَ عن البلوغِ إليهِ لا مكانَ إلَّا وأنتَ حاضرٌ فيه.
5. والْمَالِئُ الكُلَّ:
    في يَديكَ تُقَدِّمُ لنا الحُرِّيَّةَ والقُدرةَ والفَرحَ، تُقَدِّمُ لنا ذاتَكَ لتَملأَنا بروحِكِ الخاصّ، ولكِنْ، بما أنَّكَ المالئُ الكُلَّ فأنتَ قد مَلَأتَنا أَصلًا، ألاَ لَيتَنا نَرَى بالحقيقةِ، ألاَ لَيتَنا نَرَى الحقيقةَ: أنَّ حضورَكَ هو في كلِّ مكانٍ حقًّا، يَملأُ الكلَّ. إلى أينَ نَفُرُّ مِنْ وَجهِكَ؟ لا مكانَ لنا نَهربُ إليهِ من أمامِ حضورِكَ، نَكذِبُ على أنفٌسِنا، ونتظاهرُ بأنَّكَ غيرُ موجودٍ غيرُ ناظرٍ، غيرُ عارفٍ، يا لَشَقائِنا، يا لَلأسى الذي نَجلِبُهُ على أنفسِنا عندما نختارُ أن نُصَدِّقَ الخَدَّاعَ الأكبرَ، روحَ الظَّلامِ، بَدَلَ أن نُصَدِّقَ روحَ الحقِّ القُدُّوس. لماذا نُفَضِّلُ محبَّةَ أكاذيبِنا، ولا نَفتَحُ أعينَنا، فنَبتهجَ بحضورِكَ الذي يملأُ الكونَ بأسرِهِ، والذي هو مَصدرُ كلِّ تَدَفُّقٍ خَلَّاقٍ، وكلِّ إلهامٍ؟ فامْلأْ قلوبَنا وعقولَنا، حتَّى تَفيضَ بمحبَّتِكَ، وفرحِكَ، وجَمالِك. 
6. كَنْزُ الصَّالِحَاتِ:
    إنّنا نَسعَى وراءَ الأوهامِ بكلِّ طاقاتِنا وطُموحِنا، وفي عَمانا نتعقَّبُ الخيالاتِ، وبالكادِ نَفقَهُ مَعنَى السَّعادةِ، نظُنُّ أنَّ الثِّيابَ والبيوتَ والسَّيَّاراتِ والجاهَ والسُّلطةَ والشَّهوةَ والتَّسليةَ هي نِعَمٌ تستحقُّ أنْ نَصرِفَ العُمرَ في إثْرِها، لكنَّ الرُّوحَ السَّماويَّ هو كنزُ النِّعَمِ الحقيقيَّة، النِّعَمِ التي لا يُتاجَرُ بها لأجلِ آخرِ صيحاتِ الموضة، أو أحدثِ الموديلاتِ، النِّعَمِ التي لا تُرمَى فوقَ كومةِ الخَرْدَوات. نِعَمُ الرُّوحِ ليسَتْ عابرةً، كالشَّهوةِ والثَّروة، وإنَّما هي كنزُ الإبتهاجِ الذي لا نظيرَ لَهُ،
خِزانةُ السَّلامِ العميقِ الذي لا غَورَ لَهُ، صُندوقُ الإمتلاءِ من الحُبِّ والقُوَّةُ لخدمةِ خليقةِ اللهِ لنصيرَ أدواتٍ للسَّلامِ والمحبَّة، لكي نَمتلكَ عيونًا تُبصِرُ الحضورَ الإلهيَّ والحيويَّةَ الإلهيَّةَ ترتكضُ في كلِّ مكانٍ فنمتلئَ بالفرحِ، الفرحِ بكلِّ لحظةٍ حاضرةٍ، فرحِ الارتكاضِ في حضرتِهِ. ولكنَّنا دَفَنَّا هذا الكنزَ الذَّهبيَّ العظيمَ القادرَ أن يُغنيَنا، وصَرَفْنا العُمرَ باحثينَ في كلِّ مكانٍ عن كنوزٍ ذهبيَّةٍ أُخرى فيما الكنزُ مدفونٌ في قلوبِنا ونحن لا نَلحَظُ حضورَهُ.
7. وَرَازِقُ الحَيَاةِ:
    أَيُّها الرُّوحُ السَّماويُّ، روحُ الحياةِ، وواهبُ الحياةِ، يا مَن يَشاءُ أنْ يملأَنا بالحياةِ فيما نحن ننسَلُّ خِلسَةً إلى الظِّلالِ الموبوءةِ بالقِرْشِ والزِّقاقاتِ المملوءةِ بالتَّماسيحِ لنَسْكُنَ في الظُّلمةِ وظلالِ الموتِ. نتوقُ إلى الحياةِ في صميمِ كَيانِنا، وفي قلبِ قلوبِنا، لكنَّنا مرتبِكونَ، نحسَبُ الظِّلالَ حقائقَ. ليس لنا أدنى فكرةٍ عن الحياةِ فنَقتُلُ، بِاسْمِ الحياةِ، الحياةَ الحقَّ! كيانُنا الظِّلِّيُّ فارغٌ ولا معنَى لَهُ إلَّا إذا مَلأتَ أنتَ بحياتِكَ ظلمتَنا الفارغةَ الباردةَ. عندما تملأُنا، نصيرُ حقًّا أحياءَ، ولكنَّنا نُغلِقُ قلوبَنا، ونَصُمُّ آذانَنا، ونُغطِّي عيونَنا فلا نَعرفُ إلّا الموتَ. أنتَ تَمنحُنا حياتَكَ، أمَّا نحنُ، فنُديرُ ظَهْرَنا لكَ، ونختارُ الموتَ. الحياةُ الحقيقيَّةُ هي أَنْ نَعرِفَكَ، وأنْ نعيشَ كلَّ لحظةٍ في حضورِكَ. الحياةُ الأبديَّةُ الحقيقيَّةُ هي أنْ نَرتَكضَ إلى الأبدِ في حَضرتِكَ دونَ انقطاعٍ!. 
8. هَلُمَّ واسْكُنْ فِينَا:
    سِرُّ الحياةِ كلِّها سِرُّ كلِّ مُبتَغَى القَلْبِ وكلِّ عُمْقِ اشتياقِنا يكتملُ عندما تَسكُنُ فينا عندما تَرتقي عرشَ قلوبِنا. كيف تستطيعُ، أنتَ يا مالئَ السَّماواتِ وكلِّ خليقتِكَ الباهرة، أنتَ يا من هو مَهيبٌ في كلِّ سلطانِكَ الرَّهيب، كيف تستطيعُ أنْ تَسكُنَ فينا، نَحنُ التَّافهينَ الحقيرينَ؟ أوَ ليسَ هذا أعظمَ أسرارِ الخليقة؟ فأنتَ الباسطُ السَّماءَ كالخيمةِ قد نَصَبْتَ خيمتَكَ في قلوبِنا، في قُدسِ أقداسِ كَيانِنا. أو لَيْستْ هذه أعظمَ المُفارقاتِ المُتعذِّرِ فَهْمُها؟ نَبْحثُ في كلِّ مكانٍ، في كلِّ زاويةٍ من زوايا الأرضِ، وفضائِها الخارجيِّ، لكنَّ الجوابَ لكلِّ سَعْيِنا مَوجودٌ في فضائِنا الدَّاخليِّ أصلًا، فيا أيُّها الرُّوحُ السَّماويُّ، نتوسَّلُ إليكَ أنْ تأتيَ إلينا وأنْ لا تَكُفَّ عنِ القَرعِ على بابِ قلوبِنا حتَّى نَعجِزَ عَن مُقاومتِكَ، نَعَمْ، لا تَقْرعْ بِرِفْقٍ، بل أُطرُقْ بضجيجٍ إلى أنْ نَسمعَكَ في النِّهايةِ ونَفتَحَ نفوسَنا إليكَ. ولكنَّكَ لا تأتي برَعدٍ وزِلزالٍ، ولا في جَلَبَةِ عَرْضٍ مسرحيٍّ، بل تُوافينا بهدوءٍ ورِفْقٍ، كنسَمَةِ صَيفٍ رقيقةٍ، لذلك، في اضطرابِ حياتِنا الصَّاخبةِ لا نَنْتَبِهُ البَتَّةَ إلى أنَّ ما نستميتُ في البحثِ عنهُ هو في مُتناوَلِ اليدِ أَصلًا. فيا أيُّها الملكُ السَّماويُّ، نَبتهلُ إليكَ فتعالَ، واجعَلْ سُكناكَ فينا لأنَّنا بدونِكَ تائهونَ. 
9. وَطَهِّرْنَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ:
أليسَ هذا هو أَسَى حياتِنا؟ أنَّ تَلَوُّثَ كَيانِنا الفارغِ الرَّجِسِ الأنانيِّ المُجَرَّدِ مِنَ الفرحِ والغبطةِ
ينقَضُّ علينا كمَوجةٍ عاتيةٍ ليَكتسِحَنا ويَجرُفَنا في سيلِ اليأس. نحن عاجزونَ لِوَحدِنا، ولا نستطيعُ ضبْطَ العاصفةِ الخانقةِ في داخلِنا، المُحتبِسَةِ في سَيلِ أهوائِنا الجارف. لكنَّكَ وَحدَكَ القادرُ على تنقيتِنا منْ تَلَوُّثِنا، فنَلتَفِتُ إليكَ، ونعتَمِدُ عليكَ لتَجعلَ قلوبَنا نقيَّةً لكيما نَراكَ حقيقةً.
كم تَتُوقُ قلوبُنا إليكَ، يا ربُّ! لكنْ، كيف لنا أنْ نراكَ وقلوبُنا الجَوْفاءُ لا تملَؤها إلَّا القبائحُ والخبائثُ، بَدَلَ أنْ تَمتلئَ مِنْ حضورِكَ المقدَّس، مِنْ روحِكَ الأقدسِ الذي تَنْتَفي كلُّ الأدناسِ في حُلولِهِ؟ فَهَلُمَّ، أيُّها الملكُ السَّماويُّ، وخُذْ جَمْرَةً مِنَ المذبحِ السَّماويِّ وطهِّرْ أفواهَنا، وقلوبَنا، وأرواحَنا مِنْ كلِّ الأدناسِ التي تُعمِينا، التي تَمنعُنا مِنْ معاينتِكَ، التي تَصدُّنا عنِ الإمتلاءِ منكَ، التي تُعيقُنا عنِ الارتكاضِ في حضرتِكَ. 
10. وَخَلِّصْ أَيُّهَا الصَّالِحُ نُفُوسَنَا:
    مِنْ عُمقِ العذابِ والصَّخَبِ الذي يَملأُ حياتَنا العَقيمةَ الرَّتيبةَ، حياتَنا التي نُبدِّدُها في هُوَّةِ اليأْسِ المُظلمِ والإحباطِ، حياتَنا التي نَحياها دونَكَ، أيُّها الحياةُ، نَصرخُ، مِن أَعماقِ قلوبِنا: أُعضُدْنا يا ربُّ، لئلَّا نَغرَقَ! لئلاّ نَغرَقَ في أنانيَّتِنا، في ِ نفوسِنا التي يُرثَى لها، في جَهلِنا، في عَمانا، خلِّصْنا مِنِ انخداعِنا بأَنْفُسِنا، نَحنُ الذين نَظُنُّ أنَّنا لسنا بحاجةٍ إلى الخلاص. أَيضًا وأيضًا، كلَّ لحظةٍ مِنْ كلِّ يومٍ، عَلِّمنا يا ربِّ أَنْ نُدرِكَ بأَنَّ بَرَصَ عَنْجَهِيَّتِنا يَنخُرُنا نَخْرًا وكبرياءَنا تَشُلُّنا شَلَلًا وانعدامَ المحبَّةِ فينا، وعدمَ الثِّقةِ بكَ تُعمِينا، فعلِّمْنا أنْ نَصرُخَ إليكَ على الدَّوامِ إلى أَنْ ننالَ الشِّفاءَ: "ربِّي يسوعُ المسيحُ، يا ابنَ اللهِ، إرحَمني أنا الخاطئَ". جَدِّدْ فينا يَومِيًّا صورتَكَ الصَّالحةَ المُقدَّسة، وأَعِدْ خَلْقَها، لأنَّكَ أنتَ وَحدَكَ الصَّالحُ، وأنتَ وَحدَكَ المُقَدَّسُ، أُجْبُلْنا دومًا لنُماثِلَ صورتَكَ، إملأنا مِنْ حُبِّكَ وفرحِكَ وسلامِكَ وبهائِكَ، أَفْعمْنا بغَيْرَتِكَ السَّماوِيَّة، وبالتَّوْقِ إلى الوُقوفِ في حضورِكَ المَجيدِ! تعالَ، تعالَ أيُّها الملكُ السَّماويُّ، وخلِّصْ نفوسَنا لكي نَمتلئَ حتَّى الطَفَحِ مِن حضورِكَ الرَّهيب، لكي تضطرمَ قلوبُنا بالفَرحِ والغبطةِ، فنرتكضَ في حضرتِكَ إلى الأبدِ! آمين.