الجمعة، 18 يونيو 2021

انتظار الروح -٩

قراءات يوم الجمعة من الاسبوع السابع من الخمسين المقدسة.

مزمور عشية
(مز٤٢: ٨-٩):
" بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحه. عندي صلاة لإله حياتي.."
حينما يأتيه نهار بهيج بالرجاء السعيد فهو يصرف نهاره بالشكر والحمد.
"أقول لله صخرتي: «لماذا نسيتني؟ لماذا أذهب حزينا من مضايقة العدو؟ ».. يعود في هذا العدد التالي إلى لهجة اليأس فيشعر بالوحشة والانفراد ويرى اعداءه قد قووا عليه.
وقد لاحظت ان الكنيسة تضع الشكر والتسبيح في البداية والعتاب والطلبات في النهاية. وكما قال احدهم في لهجة الايمان الواثق (الذي ستر ما مضى يستر ما بقى).

انجيل عشية
(لو٨: ٢٢-٢٥):
"ياخذ سبعة ارواح اخرى فتسكن ذلك الانسان..". موقفنا ازاء الروح؛ اما سكنى الروح او الارواح الشريرة في الانسان. اما اضرام مواهب الروح او اطفاؤها. اما ان ينقاد بروح الله او انه يقاوم عمله ، اما ان يحزن روح الله القدوس او يسره.

مزمور باكر 
(مز٩١: ١٣-١٤):
"لكل كمال رايت منتهى.. اما وصاياك فواسعة جدا". ان الروح يكشف عن اعيننا فنرى العمق والاتساع اللامتناهي في كلام الله.

انجيل باكر
(لو٨: ١-٣):
امي واخوتي هم الذين يسمعون كلام الله..
الله هو قد وسع خاصته لتشمل كل انسان يسمع كلامه ويعمل به. الخطوة الاولى الاصغاء والثانية العمل به.

البولس
(١كو١٤: ١١-١٥):
في يوم الخمسين وجدنا يهودًا ودخلاء قد اجتمعوا في أورشليم لحفظ العيد وعرفوا اللغات المختلفة المذكورة إذ كانوا مستوطنين بين أهلها فلما سمعوا التلاميذ يتكلمون بها تحيروا وارتابوا قائلين بعضهم لبعض: ما عسى أن يكون هذا؟ ولا يُقال: أنهم آمنوا، ولكن لما وقف بطرس وصار يُخاطبهم باللغة العبرانية المعروفة عند اليهود جميعًا حصلت نتيجة عظيمة إذ نُخس السامعون في قلوبهم وسألوا عن طريق الخلاص. هذا كلهُ كان في محلهِ المناسب، فإن الألسنة كانت آية مُنبهة لهم وأعدَّتهم ليسمعوا كلام الله بالطريق الاعتيادية فآمنوا وخلصوا.
"مَنْ تكلَّم بلسان: أنهُ بالروح يتكلم بأسرار" (عدد 2) يعني أن موضوع كلامهِ كان مفيدًا بذاتهِ.
لذلك مَنْ يتكلم بلسان فليُصلِّ لكي يُترجم، يظهر أنهُ كان ممكنًا لواحد بعد تكلُّمهِ بلسان أن ينال قوة على أن يترجم ما تكلم بهِ، يعني يذكر موضوع كلامهِ ويُفسرهُ لإخوتهِ بكلام مفهوم.
هو استكمال لقراءة الامس. "فإن كنت لا أعرف قوة اللغة أكون عند المتكلم أعجميا، والمتكلم أعجميا عندي.. 
لن يصلّي بالروح فقط بل بالأسلوب الذي يجعله مفهومًا. وهذا ما تعنيه العبارة وأُصلّي بالذهن أيضًا. إنها لا تعني أنه سيصلي بذهنه هو، بل بالأُسلوب الذي يساعد الآخرين على الفهم. 
'ذهني يكون بلا ثمر" يعني غير مثمر، لا ينتج كنه اي ثمر اي ربح للنفوس.. صلاتهُ لا تجعل ثمرًا في قلب غيرهِ..
والقاعدة حتى في العبادة الجماغية هو بنيان الاخرين.

الكاثوليكون
(يه١: ٢٢-٢٥):
يطلب الرسول الى المؤمنين كافة ان "يخلصوا البعض" والبعض هم الذين سقطوا في ضلالات تعاليم غريبة. البعض باللطف "ارحموا البعض". والبعض الآخر بتخويفهم "خلصوا البعض بالخوف" اي بواسطة التحذير والتعليم بشكل قوي وراسخ، 
"مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد.". ففي العهد القديم، كان ثوب الأبرص ملوّثًا، ومن الضروري حرقه (لا47:13 -52). وفي تعاملنا اليوم مع الناس الذين سقطوا في الخطايا الجنسية، يلزمنا أن نتذكر دائمًا أن الأشياء المادية، كالثياب مثلاً، غالبًا ما تثير الشهوات. وإذ نشاهد هذه الأشياء أو نلمسها، تقترن في أذهاننا بأصناف محدَّدة من الخطايا. وهكذا، في تعاملنا مع أشخاص قد تدنسوا، يلزمنا أن نحِرص على تجنّب كل ما من شأنه أن يظهر كتجربة لنا. وقد تعني الثياب ايضا، سيرتنا وشهادتنا امام الناس.
في شريعة "البقرة الحمراء" التي كان الغرض منها طهارة الشعب في البرية، أعني تطهير من مس ميتاً ميتة إنسان من نجاسته أو غير ذلك، كان على الكاهن كما على الذي أحرقها والذي جمع رمادها أن يغسلوا ثيابهم بماء. ويرحضوا جسدهم بماء ويكونون نجسين إلى المساء (سفر العدد ص 19). يوصينا الرسول ".. احفظ نفسك طاهراً" (1 تى 4: 16، 5: 22) وقول الحكيم "لتكن ثيابك في كل حين بيضاء" (جا 9: 8). "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (2 كو 7: 1).

الابركسيس
(اع١٥: ٧-١٢):
"الله طهَّر قلوب الامم بالإيمان". واضح ان الذين يريدون ان يحفظ الامم الناموس هم مخطئين. "النير" اعتبر الرسول الناموس ثقيلا، ليس لان الناموس ثقيلا ، بل لان طبيعة الانسان اصبحت اضعف من ان تلتزم به.  والحاجة الى استبدال النير الثقيل بنير المسيح الهين. وهو نير المسيح لانه يحمله عنا، ولانه غير طبيعتنا وجددها لتستطيع ان تحمل نيره.
"فسكت الجمهور كله. وكانوا يسمعون برنابا وبولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهم".. الله افتقد الأُمم وأيَّد بالآيات والعجائب الكرازة بالإنجيل لهم.

مزمور القداس
(مز٣١: ١٦-١٧):
"أضئ بوجهك على عبدك. خلصني برحمتك".. 
"اضئ بوجهك..". اي اشرق بوجهك علي، انظر الي، اريد ان اراك، واشعر انك لست غاضبا مني. فبنورك نعاين النور، وبدون روحك لا حياة لي.
"يا رب، لا تدعني أخزى لأني دعوتك. ليخز الأشرار. ليسكتوا في الهاوية..". 

انجيل القداس
(يو١٥: ٣٥-٣٧):
يحدثنا الرب عن عطية الروح ومدى اتساعها. انجيل الامس كان يحدثنا عن ان محبتنا لبعض هي وسيلة نوالنا للروح القدس. 
"من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي». قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد.. ".

 كان عيد المظال يظل ٧ ايام. و كانت السبعة أيام تذكرهم بوجودهم في البرية فاليوم الثامن يذكرهم براحتهم في الأرض التي دخلوها، وكان هناك تقليد يعمل في ذلك اليوم ولم يكن له أساس من المكتوب وهو إحضار ماء من بركة سلوام بواسطة اللابسين الثياب البيضاء- يحضرون الماء في جرار ويسكبونها في الهيكل أمام الجموع وكان هذا التقليد يذكر الشعب بينبوع الماء الذي تفجر لهم من الصخرة.
 ‏إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب" وبقوله هذا لم يصادق على العيد بل كأنه أراد أن يقول لهم أن الراحة والمجد اللذين يشير إليهما العيد ليس لهم بهما ارتباط لأنهم روحياً لم يكونوا في كنعان، ولم تعد لهم ينابيع الخلاص، وبعد أن كانت أرضهم تروى من نهر الله أصبحت قاحلة وليست الأجزء من الأرض الملعونة، فقدوا ينابيع الماء الحي. وبسبب شرهم وضع الماء الحي في أوان أخرى هي اوان الامم، وجفت الآبار التي في أورشليم.
عندما يملأ الروح القدس نفوسنا نصبح واسطة لإنعاش وتعزية الاخرين، انهار يرتوي منها الاخرين.
القول الذي ورد في أش 44: 3 "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك" "ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة رياً وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" (أش 58: 11). كان الرب مزمعاً أن يرسل الروح القدس بعد ارتفاعه إلى المجد وفي يوم الخمسين عندما حل الروح القدس على التلاميذ تكلم بطرس في موعظته في أع 2: 16- 18 موضحاً بذلك أن انسكاب الروح القدس كالمطر المبكر قد تم مقتبساً من نبوة يوئيل وهو إتمام لما قاله يوحنا المعمدان عن الرب يسوع أنه سيعمد بالروح القدس (مت 3: 11)، (أع 1: 8) وإتمام أيضاً لمل قاله الرب للتلاميذ أنه موعد الآب-
ولكنهُ اتخذ فرصة أن يُنادي لهم أن نهر الله من الآن ينبع ليس من المصادر الأرضية بل منهُ هو كابن الإنسان مُمَّجدًا في السماء ويجري في بطون المؤمنين بهِ كسواقيهِ. 
لاحظ ان غدا نحتفل بعيد الروح القدس، لذا فالمسيح يتكلم الينا عن فيضان الروح داخلنا. انه النهر العظيم لم يستطع احد عبوره "وسيكون نهر آخر أيضًا سينبع من تحت عتبة المقدس في أورشليم لكي يسقي المدينة المحبوبة وأراضيها حرفيًّا (انظر حزقيال 1:47-12؛ يوئيل 18:3؛ زكريا 8:14).