الثلاثاء، 30 يوليو 2019

معجزة اسكات عاصفة البحر

بقلم يوسف رياض
النائم الذي لا ينام

(مت8: 23-27)
بعد ان علم الرب الجموع كثيرا امر تلاميذه ان يذهبوا الى جانب البحيرة الشرقي، والمسافة تقدر بنحو 6 اميال، اي تستغرق ساعتين بالسفينة
ونتيجة للمجهود الذي بذله نام يسوع .. وكان الشيكان قد استغل الفرصة بما انه "رئيس سلطان الهواء" فاهاج البحر.
اعتقد التلاميذ في البداية انهم بمهارتهم يواجهون العاصفة دون ان يقلقوا معلمه لكن "كل حكمتهم ابتلعت"(مر107: 27) فهرعوا اليه مستغيثين واختلطت كلماتهم .. قال بعضهم "اننا نهلك" وقال اخرون "نجنا" وقال فريق ثالث "اما يهمك اننا نهلك؟".
قام الرب وانتهر الريح والبحر. فصار هدوء عظيم. ثم وبخ التلاميذ على عدم ايمانهم.
من يستطيع ان لنا خوف التلاميذ وهم وسط صخب الامواج؟ لعل كلمات المزمور تصور بدقة حالتهم "يصعدون الى السموات، يهبطون الى الاعماق، ذابت انفسهم بالشقاء. يترنحون مثل السكران"(مز107: 26 و27).
وكم يكون اختبارنا في اوقات كثيرة مشابها اذ تعصف بنا التجارب وتلعب بنا كريشة في مهب الريح. الا يكفيهم وجود المسيح معهم ؟ لماذا لم يتذكروا قول المرنم "لولا ان الرب كان معنا.."(مز124: 1-5). ولماذا لم يذكروا وعده "لا تف لاني فديتك .. اذا سرت في المياه فانا معك والانهار لا تغمرك"(اش43: 1-4).
اذا خضت في لج المياه العميق فلا تقدرن عليك اللجج
انا لك في الضيق نعم الرفيق وضيقك ابدل بالفرج
كان الرب مالانسام الكامل نائما ويا له من مثال نحتذيه. فلا شئ يصور سلام النفس اكثر من النوم. "لبنيامين قال: حبيب الرب يسكن لديه امنا. يستره طول النهار"(تث33: 12).
"الساكن في ستر العلي. في ظل القدير يبيت"(مز91: 1)
لقد كان يونان نائما في موقف مشابه. لكن فرق بين نوم ونوم.
كان يونان نائما في لا مبالاة اما المسيح فكان نائما نوم الابار وقد سلم نفسه بين يدي ابيه ولسان حاله "بسلامة اضطجع بل ايضا انام، لانك انت يا رب منفردا في طكاتينة تسكنني"(مز4: 8).
ان اولئك العاملين عملا في المياه الكثيرة الذين فرغت حيلتهم وابتلعت حكمتهم لم يعد امامهم سوى طريق واحد "ان يصرخوا الى الرب في ضيقتهم. وفي شدائدهم ينجبهم. يهدئ العاصفة فتسكن وتسكن امواجها"(مز107: 28، 29).
يصرخون الى الرب" – فذاك الذي كان نائما في سلام عجيب، هو الذي يجمع كند امواج اليم، ويجعل اللجج في اهراء (كز33: 7). انه لم يكن محتاجا الى عصا كموسىاو رداء كاليشع. بل كلمة واحدة منه كانت كافية "هو قال فكان. امر فصار".
لكن هل نرى في هذه المعجزة قدرته وسلطانه فقط؟ الا نرى فيها ايضا حبه وحنانه؟ قال احد المفسرين هذا المنظر يشبه ام تحمل ابنها الرضيع على صدرها وهي نائمة وسط الرعود والبروق او وسط صريف عجلات القطار او وسط اي صوت من الاصوات الكزعجة، وهي لا تسمع شيئا بل تنام ملء العين. لك اصغر تنهيدة من طفلها تجعلها تستيقظ على التو. انها نائمة وقلبها مستيقظ مع وليدها وحبيبها.. وهكذا هنا لم تستطع الزوبعة ان توقظ الرب ولكن بمجرد ان صرخ التلاميذ فانه قام. انه "يسمع صراخ خائفيه" .
"قام وانتهر" انه لم ينتهر التلاميذ بل البحر ثم وبخ التلاميذ لا لانهم اقلقوه بل لانهم هم انفسهم قلقوا وخافوا.
في ضعف ايمانهم قالوا "اما يهمك اننا نهلك؟" .. واذا كان هذا صحيحا فلم اتى من السماء؟ وما الذي اوصله الى مزود بيت لحم؟ ثم جعله يسير في عالم ملئ من الاتعاب حتى وصل الى تلك البحيرة الهائجة؟ وما الذي جعله بعد ذلك يسير الى الجلجثة وهناك واجه بمفرده رياحا اعتى وامواجا اشد، عمدما نادى غمر غمرا، وكلها على راسه الكريم انصبت؟!
لكن هناك هزم الشيطان "رئيس سلطان الهواء". واسكت هذه المرة كل غمار الدينونة ، وبعد ان نام في القبر قام من الاموات ومعه كلمات السلام لتلاميذه الخائفين (اف2: 17).
وكما فعل هنا، كذل فعل عشية القيامة "وبخ عدم ايمانهم".
ما دمت تحفظ الحياة لا نرهب الهلاك
في الضيق او حين النجاة نكون في حماك
ولخص مرقس هذه المعجزة في 3 كلمات:
عن التجربة يقول "حدث نوء ريح عظيم"
وعن تدخل الرب يقول "صار هدوء عظيم"
وعن نتيجة المعجزة "خاوا خوفا عظيما".

مزمور 101 - المثل الداودي الاعلي


هذا المزمور يضع المبادئ التي عزم ان يتممها في اثناء حكمه. وقد شعر بعدم كفاية نقاوة القلب من جانبه (مز17: 1-5 و26). فلابد ان يسعى الى تحقيق هذا الكمال في شعبه. فالشئ المرغوب هو بلاط لا شر فيه وشعب خال من الاحقاد والكذب والكبرياء. وهذا المثل الاعلى لامة مقدسة يظهر جليا ان هذا المزمور كتب في بداية عهده، اذ كانت اختباراته في بلاط شاول واخيش، والاخطار العديدة التي جابهها من الاشرار وشرورهم لا تزال تحكم نظرته للامور.
وكان ينتظر من حاشيته ان يتفقوا معه في مقاييسه للسلوك وهو مثل اعلى لا يتحقق الا في مملكة ابن داود (رو12و13 و1يو2: 6 و 3: 3). "متى تاتي الي؟"(2) قد تكون صدى لما ذكر في (2صم6: 9) "اذ خاف داود من الرب في ذلك اليو وقال: كيف يأتي اليّ تابوت الرب؟". وفي هذه الحلة يكون المزمور تعبيرا عن اقتناع داود، في ضوء موت عزة، بان مدينة اورشليم في حاجة الى تطهير تام من كل شر.
لكن لا يجوز ان توصف اورشليم بانها "مدينة الرب" لانها لم تحظى بوجود تابوت الرب وفي هذه الحالة يكون الدافع لكتابة المزمور هو شوقه لتكوين مجتمع جديد من الناس وتبع ذلك اعلان الرب عهده لداود بواسطة ناثان .
1بط4: 17 وكو3: 1 نرى رد فعل مماثل لاعلان الهي نجيد.
اولا – عزم شخصي لقداسة الحياة (1-4):
ان حياة المرنم الخاصة فيها تقدير لصفات الله – الرحمة والحكم. فهو يرغب ان يحكم على هذا التمط.
عزم شخصي لقداسة المجتمع (5-8)
ان الحياة في بلاط يجب ان تطهر من النميمة والكبرياء (5) وهو يبحث عن وزراء وموظفين يسلكون بالكمال مثله. المتكلم بالكذب عيه ان يطرد فورا. حتى تعكس المدينة بر الرب تدريجيا.

مز93 - سيادة الله الابدية


هذا المزمور امتداد لمزمور 92. هو ايضا مقدمة للحن التسبيح العظيم في (مزامير 95-100). والفكرة في "كرسي الله" في قوله "مثبتة منذ القدم" اي قبل الزمن وستبقى ابد الدهور.
هذه المزامير يعتقد انها كتبت بعد الرجوع من السبي حينما فهم ان اخلاء عرش داود الظاهر كان مؤقتا (مز89). "الرب ملك" ربما في ذلك اعادة ملك الله على شعبه. "لبس الرب" الزي الملكي. ان نظام العالم يصبح ثابتا راسخا عندما يدرك البشر سلطان الله وسيادته. يقول المرنم "قولوا للامم ان الرب قد مل. ايضا تثبتت المسكونة فلن تتزعزع"(مز106: 10). كانت تنتشر في الماضي عناصر مقاومة وصفت هنا بعجيج الانهار (3) كانت تهدف الى تحطيم مملكة الله. لاحظ تزايد الشدة بداية من "رفعت الانهار اصواتها في شكل ظهور فيضانات الى دوامة التيارات المتزايدة الى ظهورها اخيرا في صورة مياه كثيرة متسعة ذات عجيج مزعج، نضج كغمار (اي اصوات) مياه البحر وامواجه. ومع ذلك فالرب في الاعالي لا يضطرب بل يبدو دائما مجيدا في قوته، لان "الرب في الطوفان جلس ويجلس الرب ملكا الى الابد"(مز29: 10). وقد تكون تلميحات غير مباشرة الى السبي ، وقد كان الشعب تقريبا غائصا في الدول العظمى ذات الانهار وهي مصر واشور وبابل.
ويعلق المرنم اخيرا على مناعة صرح ملكوت الله. ان عدم تغيره متاصل في قداسته الشخصية وفي ادارته القديمة لكل الخليقة (مز19: 7-9). "ببينك" يشير بنوع خاص الى الهيكل، الى مدينة صهيون ذاتها (مز47: 1-3) او الى مكان اقامته (اش66: 1 واع7: 48 و49).

مز92 - ترنيمة السبت

ارتباط الترنيمة بالسبت يعزى على الأرجح الى روح الفرح فيها، والى نظرتها الى العالم وقد تطهر من الخطاة. ويمكن اعتباره بالتالي كنبوة عن الراحة الأبدية. ينقسم الى قسمين. 

المقدمة (1-3) :
ان الحمد لله ليس فقط مقبول عند الله بل هو مبهج للانسان (مز147: 1). 

اعمال الله ودينونة الاشرار (4-9) :
اعمال الله في خليقته باعث كبير على تسبيحه (مز33: 11 و40: 5 و139: 17). 
"الرجل البليد.. الجاهل" الذي تسيطر عليه الشهوة.. لا يستطيع ان يفهم اعمال عناية الله في العالم. والمرنم لا يعلن فقط هلاك الاشرار بل ان نجاحهم القصير المدى درس للأبرار. 

بركات شخصية وجود الله للابرار (10-15) 
التعبد لله ينتج في اغلب الاحيان عن ادراك، ليس كوننا مجرد مشاهدين لمراحم الله بل كوننا انفنا ضمن احسانه (2بط1: 204) كثيرا ما يعبر عنه بقرن منتصب يضرب الاعداء (مثلا 23: 22 و 29: 6 و89: 17) وقرن مقلوب يفيض منه زيت المسحة رمزا للاتحاد (1صم16: 13 ومز45: 7). 
"الصديق كالنخلة.." تسمو النخلة كثيرا عن العشب الذي يداس بالاقدام (7). والعدد الاخير مبني على تث32: 4.

مز91 - ملجأ النفس

يعتبر هذا المزمور رفيقا للسابق. كلاهما توسيع للعبارة الواردة في (تث33: 27) "الاله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت". 

يفتتح بتاكيد الايمان البشري ويختتم بإعلان الامانة الالهية. المناعة ضد الاخطار المذكورة في ع5-8 تكاد تكون مرتكزة على الضربات العشر. "الهلاك في الظهيرة" ضربة الشمس (مز87: 48). ع7 قارن (عد21: 6). ع8 قارن خر14: 30. الحراسة الملائئكية ورد ذكرها كثيرا . الثعبان يمثل الضربات الباطنية والاسد العنيفة. 

ع14 ان المحبة اساس كل ثقة . عندما يتعلق الانسان بالله يرفعه (يو14: 23 ومز21: 4و5). 

مزمور 90 - تحسر على جيل متمرد

عنوان المزمور ينسبه الى موسى، وهذا يجعله اقدم مزمور. لاحظ ارتباط عباراته مع (تث33). ولب القصيدة (7-12) يظهر ان له ارتباط بالشهور الاخيرة في فترة التيه. ربما يكون موسى قد شعر بوحدة وهو يرى افراد جماعته يموتون جميعا وتترك عظامهم في البرية. ينقسم الى 3 اقسام. 

اولا- الخالق الدائم والحياة الزائلة (1-6) :
ع1 منقول من تث33: 27. منذ اياك ابراهيم لم يكن له ملجا دائم وها هو الشعب يصل الى ارض الموعد. فما اصدق القول ان الله هو الملجا وموضع الراحة لشعبه (مز91: 1 و71: 3). "المسكونة" تعني في الاصل الارض المزروعة. 
الله يعيد الاحياء الى التراب بكلمته اذ يقول "ارجعوا يا بني ادم". التشبيهات الثلاثة (4 و5): عن النوم او "هزيع من الليل"، والفترة القصيرة لمياه الفيضان عقب زوبعة، ومحصول العشب في الصيف وهو يزهر مع ندى الفجر ويجف ويذبل مع الغسق (مت6: 30)، جميعها ايضاحات لازلية الله ، فان الف سنة تمر امامه سريعا. 

احزان الحياة وعلاقتها بقداسة الله (7-12) :
على نقيض اطمئنان النفس الواضح في ع1 نرى الفكرة في عدد 7 تظهر اختبار الانسان في التغيير المريع والاسراع في الزوال. وهذا التناقض نتيجة خطية الانسان التي تستدعي غضب الله. ولا تكشف فقط الخطايا الواضحة بل اعماق الانسان. والوعد بفجر مشرق يتبخر سريعا امام حلكة الليل. "كقصة" الافضل ان يقال "كتنهد". 

"من يعرف؟" الاشارة هنا ان عددا قليلا من الناس يعرف ان هذا جزء من عمل غضب الله، ويندر جدا ان يشعروا بحاجتهم للتوبة. ليت الناس يعرفوا الله هكذا اكثر من ان يعرفوه في امور تافهة (12) قارن مع (تث5: 29 و32: 29) "يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني.. "و"لو عقلوا لفطنوا بهذه، وتاملوا اخرتهم". 

ثالثا- صلاة ان يشارك الاحياء الباقين مجد الله (13-17) :
في حين نرةى الجزئين السابقين يعالجان موضوعين يختصان بالله كمصدر الراحة (ا) والغضب (7) نرى الجزء الاخير يعالج فكرة التوبة (خر32) لا كتغييرفي مقاصد الله بل كدلالة على تغيير الطريقة الالهية في معاملة عبده اسرائيل (تث32: 36) اذ يقول "لان الرب يدين شعبه وعلى عبيده يشفق". 
طلب بانهاء التعب كما ينتهي الليل عند "الغداة". فليمنح بركته كما سبق فارسل الذل والضيق (15) قارن تث8: 2 "ولتتذكر كل الطريق التي سار بها الرب الهك كي يذلك ..".. وذلك لخير اولادهم وليختبروا تعضيد الرب لهم.

الاثنين، 29 يوليو 2019

نساء الكتاب المقدس: ابيجايل


باﻻمس قدمت موضوعا في مجموعة درس الكتاب. تناول الموضوع شخصية ابيجايل.
ما لفت انتباهي هو:
  1. الطاعة:على الرغم ان الكتاب المقدس يأمر الزوجة بطاعة زوجها "لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء"(اف5: 24)، اﻻ ان الله ﻻ يأمرنا اطلاقا بالطاعة العمياء. وهذا ايضا واضح من العدد الكتابي السابق، فمثال الخضوع هو خضوع الكنيسة للمسيح، اي طاعة في الرب. 
  2. اللباقة في الكلام: كان داود حكيما في استخدام التوقيت المناسب لطلبه، اذ انه طلب ذلك في موسم الجز وكان نابال قد عمل كما يذكر الكتاب "وليمة ملك" اي انه استضاف اناس كثر من القرى المجاورة، فكم بالاولى كان عليه ان يعطي داود - اوﻻ ﻻنه طلب منه ذلك في ظروف صعبة، ثانيا كان لداود فضل في حراسة القطعان، كما كان داود لبقا في استخام الكلمات اذ اعتبر نفسه ابنا لنابال "ابنك داود".
  3. يعد ما طلبه داود مقابل خدمته او اجرته عن حراسة القطيع في البرية من الوحوش واللصوص والغزاة.
  4. لم يكن ما فعلته ابيجايل سوى الحق الذي املاه عليها ضميرها او هداها اليه عقلها الحكيم، ﻻنها ايقنت ان ما فعله زوجها كان خطأ فادحا وظلما لرجال داود اذ اكل تعبهم. لذلك  لجأت الى اﻻعتذار وهي اذ تعرف ان زوجها سيرفض، لجأت الى وضعه امام اﻻمر الواقع وتصرفت من غير معرفته.
  5. المبادرة في اصلاح الخطأ. قال داود لابيجايل انها "بادرتي بالمجئ" اي انها لم تنتظر حتى يأتي داود، ﻻن ساعتها سيكون السيف قد اعمل في البيت. 
  6. اعتبر داود ان ما فعلته كان حقا، اذ قلب لها "مبارك هو الرب اله اسرائيل الذي ارسلك اليّ،"
  7. يلمع نجم داود في هذا الموقف، رغم انه من المواقف التي تؤخذ عليه اﻻ اننا نرى فيه الفضائل التالية:
  • على الفور اعترف بخطيته.
  • قبل نصيحتها، ولم يكن سهلا على الرجل الشرقي ان يقبل نصيحة من امرأة.
  • يرى داود الله دائما، فحتى حينما اراد ان يشكرها على صنيعه شكر الله اوﻻ ، واعتبر ان الله هو من ارسلها.
  • يتضح فضيلة الرجوع عن الخطأ بسرغة مقارنة بنابال الذي لم يقال عنه انه شكر زوجته، بل على العكس جمد قلبه اي اصابه شلل نتيجة شدة غمه، فقد كان يأمل ان يموت بسيف داود على ان يقال انه مديون بحياته لامراة هي زوجته الحكيمة.
  • حينما سمع داود بانتقام الله له مجده فقال "مبارك الرب الذي انتقم نقمة تعييري من يد نابال وامسك عبده عن الشر ورد الرب شر نابال على راسه". وفيما بعد نجد انه كان حساسا جدا اﻻ ينتقم لنفسه على اﻻطلاق - من شاول او من رجال اخرين مثل شمعي بن جيرا و...
كانت ابيجايل مقنعة جدا في كلامها:


  1. فبدأت بان تذكر ان الهدية ﻻ ترتقي الى مستوى تقديمها الى داود بل هي فقط "للغلمان السائرين وراء سيدي" وكانت تردد كلمة "سيدي كثيرا وامتك.
  2. وجهت نظر داود الى كونه سيكون رئيسا للشعب اي عليه ان يترك الحاضر ليتطلع باﻻيمان الى المستقبل.
  3. اعتبرت ان على داود ان يحارب حروب الرب وليس معارك شخصية .. وقالت هذا باسلوب الفعل المضارع وليس بصيغة النصح.
  4. ذكرت داود باعمال الله معه - ذكرته بالمقلاع الذي قتل بواسطته جليات "قد قام رجل ليطاردك ويطلب نفسك ولكن نفس سيدي لتكن محزومة في حزمة الحياة مع الرب الهك واما انفس اعدائك فليرم بها كما من وسط كفة المقلاع."  وهي هنا تصق شاول بانه "رجل" بينما داود هو "السيد".
  5. ادخلت اسم الرب من البداية فهي تعرف علاقة داود الحلوة بيهوة "الان يا سيدي حي هو الرب وحية هي نفسك ان الرب قد منعك عن اتيان الدماء وانتقام يدك لنفسك". 
  6. وحتى حينما ذكرت الصفات السيئة عن زوجها في قولها " يضعن سيدي قلبه على الرجل اللئيم هذا على نابال لان كاسمه هكذا هو.نابال اسمه والحماقة عنده"، فهي لم تستطع ان تخالف ضميرها، فالكتاب يقول "ويل للقائلين عن الخير شر والشر خير.."(اش).




مقال اخر عن ابيجايل تجده هنـــــــــــــا

الخميس، 25 يوليو 2019

مزمور 89 - عهد الله الاكيد وضيق اسرائيل

اخر مزمور في الكتاب الثالث من سفر المزامير يمكن اعتباره رفيقا للمزمور الاول فيه اي مز73. فكلاهما يعالجان نفس المشاكل التي تجابه الرجل التقي. 

المقدمة (1-4):
المرنم ينوي في البداية ان يغني "بمراحم الرب" اي باحساناته لبني اسرائيل و لاسيما لبيت داود (اش55: 3). وثانيا عن "حقه اي بتمسكه بوعوده. وقد اعاد تكرار هاتين الصفتين في العدد التالي ع2 مرتبطتين بصفتي الدوام ذاتهما. وهما تكونان اساس عبادة المرنم (ع3 و8 و14 و 24 و33 و49). هذا تاكيد لايمان مقابل ما تشير اليه الحالة الكئيبة في نهاية المزمور. وموقف الايمان هذا ناشئ عن اعلان الله نفسه في زمان سابق (2صم7: 8-16) المقتبس في ع3 و4. . 

جلال الله وعهده (5-27):
تمجيد صفات الله (5-18): 
ابتداءا من العدد 9 يبدا تمجيد الله في الارض اكثر منها في السماء. فهو يتسلط على كبرياء البحر ويسكن لججه (مز77: 17 و18). هو سحق قوة رهب (اي مصر كما في مز87: 4) وابرز معالم فلسطين هي تابور وحرمون كنصب شاهدة لعظمته. وقد اظهرت الحوادث السابقة قوة يده فضلا عن ذلك قوته لا تنفصل عن بره (14). 

العهد: 
اعلن القسم برؤيا لناثان (2صم7: 4-17). "جعلت عونا" اي منحت قوة ومسحه بالدهن المقدس معناه انه لن يرغمه عدو (22 و23) اي ينتصر عليه (2صم22: 1) 

يمتد ملكه من البحر المتوسط الى انهار الشرق (نك15: 18 مز80: 11) لكن علاقته مع الله ستكون علاقة ابن بكر 026 و27) قارن (2صم7: 14 وعب1: 5). ها هو الوعد الذي يشمل الشعب كله (خر4: 22) يتركز الان في الملك (رو8: 29 ورؤ1 5). ونتيجة لذلك سيكون عرشه فوق كل العروش (تث28: 1) وخالدا "مثل ايام السموات". 

عدم امان داود ونسله لا تبطل امانة الله فالحلف لن يتغير .  المرنم يحتج بان الله نقض عهده (28-51) 
مظاهر الخراب عكست ما سبق. 
موازاة متعمدة (38-45): ان الكلمات "انت فعلت كذا وكذا" موازاة متعمدة للاعداد (9-14) فالبحر الهائج يحل محله غضب على الملك. وسحق رهب يفوقه تنجيس التاج. وخلق العالم يقابله تحطيم الملكة. يمين الله يقابلها ارتفاع يد الاشرار. فيما مضى سلك الشعب بنور الله والان ابطلت بهاءه. وع44 يجوز ان يشير الى يهوياكين الذي كانت مدة ملكه 3 اشهر ونصف (2مل24: 8). 

مقارنة متعمدة (46-51): 
"اذكر كم انا زائل" تقابل دوام ملك دوام. يبدو كما لو ان الله خلق الناس للباطل فلابد ان يموت الجميع وبسرعة نسبية (48). 
اخيرا يذكر الرب بتعييرات الاعداء التي اثقلت قلبه . ربما قصد بها ان تعبر عن الالام الميرة التي احتملها الملك الشاب وهو يسير الى بابل تلاحقه التعييرات والهزء. ع52 ليس هو نهاية المزمور ، بل تسبيحة شكر تدل على نهاية الجزء الثالث من المزامير. 

مزمور 88 - صراخ الضيق

هذا رثاء فريد من نوعه في سفر المزامير، بسبب ما يصفه من تعاسة وغم لا عزاء فيه. هيمان حفيد صموئيل كان رئيس الموسيقيين اللاويين في عهد داود هو كاتب هذا المزمور. كما كان هناك رجلا حكيما (1مل4: 31). وان كانت القصيدة تعبر عن حزن الامة اثناء السبي الا انها تبدو انها مرثاة شخصية من شخص مثل ايوب حائر بين ثقة في الله وبين اختبار مربك ينفي كل اساس لهذه الثقة. قارن اختبارات مثل هذا في 2مل20: 1-4 و2اي26: 21 وار38: 6. 

ينقسم المزمور الى قسمين: 

استغاثة المرنم (1-8) 

ع5 اشارة الى المقتولين في الحرب وقد دفنوا بسرعة في قبر مشترك؟ "من يدك انقطعوا" الفكرة ان عالم الاموات كانوا منسيين من الله تظهر ايضا في مز6: 4 واي14: 12 ومز30: 9 واش38: 18. 

ان مصدر شقائه هو غضب الله .. لاحظ اختبارا مماثلا في اي19: 6-20 ومز31: 9-14. 

اشئلة بدون اجوبة (9-18) 

ان العيون المنتفخة من الدموع(9) هي صدى لعدد 1. لكن وصف الامه يعطي مجالا للاسئلة المذكورة في ع10-12. وهذا النموذج يتكرر بعد ذلك فنجد عبارة فيها توسل يومي (13) يعقبها لاستفهام لا نهاية له ع14-18. 

"مسلم الروح منذ صباي" اشارة الى ضغط سنين. فهو اشبه بانسان يحمله تيار جارف واشبه بشخص محمول على رمث محروما من كل سند وحيدا في محيط عجاج 17) هجره كل اصدقائه وحل محلهم ظلام دامس (18). 

ولا نعلم ان كان المرنم قد حصل على اعلان معز، كما حصل مع ايوب، الا ان اختباره هذا جاز فيه ذاك الذي قيل عنه "كمل مما تالم به (مت26: 38 و27: 46). 



مزمور 87 - صهيون ام لجميع الناس

العنوان الرئيسي: صهيون ام جميع الناس 

هذا المزمور المختصر هو امتداد وتوسيع لمز86: 9؟ز وربما نشا في الظرف التاريخي (2اخ 32: 23) لكنه نبوي الجوهر (اش2: 2 و44: 5 و66: 23 وزك2: 11). ورؤيا صهيون كعاصمة مملكة الله المتسعة يجب ان تفهم روحيا (عب11: 10). بهذا الولاء لله تزول كل الحروب بين الدول. لاحظ تطور هذه الفكرة (غل3: 8 و4: 26 وعب12: 22 ورؤ7: 9 و15: 4). 

المدينة ممثلة بابوابها بصيغة شعرية (مز122: 2 واش60: 11). وتوضح هذه الحقيقة بعبارات فائقة يقولها الناس عن صهيون (3) اش2: 3 ومز46: 4-5 و48: 1-3. 

ع4-6 تحوي عبارة تكررت 3 مرات "هذا ولد هناك" تشير الى امم مثل رهب (اش51: 9 ومز89: 10) وبابل التي انقذ الشعب من قوتها الجبارة. وفلسطين وصور (مز83: 7) كلاهما ترمزان لاعداء شعب الله وكوش (اض18: 7) تمثل الشعوب البعيدة. والكلمات "هذا ولد هناك" تشير الى اتحاد هذه الشعوب الاممية مع اسرائيل بحيث ينالون امتيازات مماثلة في الجنسية والرعوية. والعلى نفسه سيجعلها هكذا فعندما يعد قائمة باسماء الشعوب في مدينته لا يكون هناك غرباء (كو3: 11 وفي3: 20). واعادة بناء المجتمع على هذا النمط يفتتح عصرا من التهليل (7).

مزمور 86


العنوان الرئيسي: ارجعوا اليّ
مع ان عنوان المزمور صلاة لداود. فمن الممكن تسميته هكذا لانه يتالف من مختارات من مزاميره ومزامير اخرى. وهذا المزمور هو تعبير نفس تقية تطلب شركة الرب ونعمته والخلاص من اعداء معينين (14).
التضرع (1-7):
الرجل التقي هو مسكين وبائس وهو ايضا متكل على الله وعلى صلاحه.
التعبد (8-11)
"وحد قلبي" اي يبدي رغبته في ان يصير حسب قلب الله في الفكر والتصرف، وان يتحد به في علاقة لا تنفصم.
الشكر (12 و13)
"الهاوية السفلى" اي ادنى مساكن الاموات (تث32: 22)
الطلب (14-17)
تذكر بعض الظروف الخطرة الوشيكة الوقوع (مز45: 3). انما يكرر الاعتراف بالايمان (5 و15). مع ع16 و17 قارن مز25: 16 و 69: 16. انا عبارة ابن امتك فتدل على علاقة شبيهة بالعبد المولود في بيت سيده (35: 4).

رؤى دانيال


رؤيا دانيال عن الاربعة حيوانات
وصف الرؤيا (7: 1-14)
موضوع هذا الاصحاح هو عينه موضوع الاصحاح الثاني. كانت الرؤى اعلانات خاصة سلطت عليه من مصدر الهي كما توحي بقية الاصحاح.
في ذلك الحلم راى دانيال "اربعة رياح هجمت على البحر الكبير". يمثل البحر البشرية (ع17). اما الرياح الاربع فترمز الى قوى سماوية / وهذه القوى تحرك امم العالم.
اول الحيوانات يماثل راس الذهب في التمثال العظيم (2: 32). ويمثل رمز "الاسد وله جناحا نسر"(4) بابل، على حد ما يتبين لنا من ار4: 7، 49: 19، حب1: 8 و حز17: 3. والتغيير الذي طرا على الحيوان يشير بوضوح الى حادثة جنون نبوخذ نصر وعودة الرشد اليه بعد ذلك.
والحيوان الثاني يرتفع على جانب واحد ويؤمر بان ياكل لحما كثيرا، وتحديد هوية الاضلاع الثلاثة في فمه اجريت محاولات لتفسيرها.
الحيوان الثالث هو نمر وشهير بسرعته كما يوحي بذلك ايضا الاجنحة الاربعة على ظهره وقد تترجم على جانبيه. وتوجد صور الحيوانات المجنحة في اثار بابل. وهي تمثل زوايا الارض الاربعة للدلالة على طابع الشمولية التي تتصف بها المملكة. ففي دا2: 39 يذكر ان هذه المملكة تتسلط على كل الارض".
اما الحيوان الرابع فيقدم بمهابة خاصة. ونصنيفه صعب اذ لا يوجد شبيه له في المملكة الحيوانية. ويشدد وصفه على طابعه الفتاك. وكان "مخالفا"(7). وبها الحيوان 4 سمات تسترعي انتباها خاصا: فاولا، يذكر الوحش ذاته. وثانيا، يشار الى القرون العشرة على راسه. وثالثا، القرن الصغير. يبدو من تسلسل الوصف اننا ازاء فض سجل تاريخي. اذ بعد رؤية الحيوان يرى دانيال قرن صغير اخر (8) ومع انه صغير الا انه لا يفتا ان يتصرف كانه قرن كبير. وهكذا يظهر تباين امامنا. فهذا القرن الصغير لا ينمو حجما كما ينمو القرن المذكور في ص8. ووصف القرن انه صغير من شانه ان يلفت الانتباه الى فمه الذي يتكلم بتجادبف على الله واعينه.
ع9 يقدم مشهد سماوي للدينونة. "القديم الايام" المتقدم في الايام والترقب الحاد الذي ينتظر به المرء اصدار الحكم يزداد حدة من جراء التجاديف التي ينطق بها القرن الصغير على مسمع دانيال (11). وبحسب هذه الرؤيا تنزل الدينونة اولا على الحيوان الرابع، وحينما يباد القرن الصغير تتلاشى سلطة المملكة الرابعة تماما بعكس الحيوانات الثلاثة الاولى التي تظل على قيد الحياة لكن بدون سلطان.
ثم يضيف ع13 وجها جديدا للدينونة يتمثل في اقامة مملكة ابن الانسان الذي ياتي مع سحاب السماء (قارن مع اش19: 1 ومز104: 3 و 18: 10-18 و مت24: 30). "مثل ابن الانسان" الترجمة الحرفية "شبه ابن انسان".
هناك من يؤكد ان القرن الصغير في ص7 يجب ان يعتبر هو ذاته القرن الصغير المذكور في ص8. ولما كان هذا القرن الاخير يحدد صراحة انه ملك اليونان (8: 23) يستنتجون ان القرن الصغير في ص 7 يجب ان ينشا ايضا في اليونان وتكون الممالك الاربع هي: بابل ومادي وفارس واليونان. اي ان الوحش الرابع هو اليونان وليس روما. لكن نلاحظ ان وصف القرن المذكور في ص7 يختلف عن ص8 علاوة على ان المذكور في ص7 هو وحش فائق الوصف بينما في ص8 ذكر انه تيس. ويحتجون ان داريوس المادي تولى الحكم بعد بيلشاصر وقبل كورش الفارسي. على ان هذا تعوزه الدقة فلا يذكر في اي موضع ان داريوس ملك قبل كورش. في نهاية تلك الممالك يتسلم القديسون المملكة كوديعة من ابن الانسان.
نبوة السبعين اسبوعا
(دا9: 24-27)
هذه السبعون اسبوعا قد حددت لاجل غرض خاص يتمثل في تحقيق 6 نتائج: 3 سلبية و3 ايجابية.
السلبي: لتكميل (لكبح) المعصية.
تتميم (انهاء) الخطايا ولكفارة الاثم.
تعني ان الضرورة تقضي بتقديم ذبيحة معينة يغفر الاثم على اساسها. وهكذا فان النتائج السلبية هي ابطال اللعنة التي تفصل الاسان عن الله، وهي لعنة تظهر طبيعتها في: المعصية، الخطايا الاثم.
اما النتائج الايجابية فهي: ليؤتى بالبر الابدي، هذا البر سيؤتى به من خارج اي من اله بواسطة المسيا. وياتي هذا التعبير متناظرا مع الاول – فالمعصية تزال، وعوضا عنها يؤتى بالبر الابدي.
"لختم الرؤيا والتبوة" تعود الاشارة الى تدبير العهد القديم، وقد كان النبي اثناءه ممثلا لله امام الامة ، وكانت الرؤيا انذاك احد وسائل ابلاغ الاعلان الالهي للانبياء. وكان النبي مبلغ الاعلان (عد12: 1-8).
وكانت المؤسسة النبوية بكاملها نموذجا للنبي العظيم العتيد ان ياتي. حتى اذا انتهى اسلوب الاعلان هذا بلغ تدبير العهد القديم بذاته الى النهاية.ذلك هو المقصود ب "ختم الرؤيا والنبة".
"ولمسح قدوس القديسين" وفي ترجمة اخرى "قدس الاقداس" تظهر انها تاييد المسيا بروح الرب.
وهكذا ينبين ان الاغراض الستة كلها مسياوية. ولنا ان نلاحظ انه عند صعود ربنا يسوع الى السماء كانت كلها قد تحققت.
"المسيح الرئيس" هو شخص يجمع الصفتين الدينية والمدنية معا، الطهنوت والحكم.
"يقطع المسيح" اي يصلب.
"وليس له (شئ)" بهذه العبارة عن رفض المسيح مطلقا من قبل الله والانسان معا.
مصير المدينة والمقدس (اورشليم والهيكل) هو الخراب على يد "شعب رئيس ات" اي على يد تيطس فسبسيانوس. "الى النهاية" اي نهاية الخراب.
"ويثبت عهدا" المعنى الضمني ان العهد موجود اصلا وان بنوده وشروطه ستصير نافذة الان. ترى من ذا الذي يثبت هذا العهد؟ انه المسيح وهذا هو عهد النعمة. الابوع السبعين هو عدد رمزي يرمز الى حياة ربنا يسوع وفي وسطها (عمر 33 سنة) ابطل بموته الذبائح اليهودية.
"وعلى جناح الارجاس (يقوم) مخرّب" كنتيجة لموت المسيا او عاقبة له يقوم مخرّب (اي الرئيس الروماني تيطس) "على جناح الارجاس" اي على قبة الهيكل. بهذا الاسلوب اللغوي يشير الى تدمير الهيكل تدميرا كليا. وحالةة الخراب هذه سوف تستمر "حتى يتم ويصب المقضي على المخرب" اي الى ان تكون النهاية الكاملة التي قضي بها الله قد صبت على الخراب اي خرائب اورشليم.
رؤيا الله
10: 1-11: 1
يذكر اسمه بلطشاصر كنوع من الحفاظ على هويته خاصة بعد سقوط بابل.
"الجهاد عظيم" الارجح ان المعنى هو ، لمدة طويلة.
"واذا برجل " لغة الوصف تشبه حز1 ورؤ1: 13-15.
المتكلم سوف يحارب رئيس فارس اي القوة الروحية المساندة لالهة فارس"فاذا خرجت" 20 اي انتصرت، ياتي بعد ذلك مباشرة "رئيس اليونان" ومن الواجب ان يناهض. انما ميخائيل وحده مستعد ان يمد يد العون تماما مثلما ساعد المتطكلك داريوس المادي في السنة الاولى لملكه (10: 21 و 11: 1 قارن ع13) وهكذا فان محنا قاسية تنتظر شعب الله.
كشف المستقبل
11: 2-20
"ثلاثة ملوك ايضا" اي بعد كورش هم قمبيز واسميردس وداريوس هستاسبس والرابع الذي يثير مملكة اليونان هو زركسيس (احشويرش في سفر استير).
"ملك جبار" هو الاسكندر الاكبر، تولى الحكم اريدايوس الذي كان وصيا على احد ابناء الاسكندر، ولكن الامبراطورية انقسمت سريعا اربعة اقسام.
"ملك الجنوب" اي ملك مصر (قارن ع8). بنت ملك الجنوب هي بيرينيس بنت بطليموس وقد تزوجت انطيوخس الثاني الا انها لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها ضد زوجة اخرى منافسة هي لاوديس، وقد طلقها انطيوخس في نهاية الامر، وحرضت لاوديس ابناءها على قتل بيرينيس. "من فرع اصولها قائم" سيقوم اخو بيرينيس ويزحف على جيش الشمال، ويفلح في القضاء على لاوديس، ومن ثم يستمر الكتاب المقدس في رواية اخبار النزاعات والحروب المختلفة بين البطالمة والسلوقيين حتى ظهور انطيوخس ابيفانيس.
ازمنة اتطيوخس وضد المسيح (11: 21-12: 3)
"محتقر" بهذه الكلمة يعرّف انطيوخس ابيفانيس. وقد استمال الى جانبه ملوك برغامس عن طريق التملقات ثم استسلم له السوريون. حتى لقبه معاصروه بالمجنون عوض اللقب الذي لقب به نفسه ابيفانيس اي اللامع.
رئيس العهد"(22) ان هوية هذا الرئيس غير مؤكدة. "ويصعد"(23) تفيد نهوض انطيوخس الى مقام السلطة. "بغتة" اي فجاة يستولى على اسمن الاقاليم والحصون في مصر.
ع25 -28 بصف حملة انطيوخس على مصر. ويمهزم بطليموس بسبب خيانة من طان ينتظر منهم معاونته. ويظهر انطيوخس كرم تجاه عدوه غير انه في الواقع خرق عادة الضيافة الشرقية بواسطة كلام كاذب. وعند رجوعه الى ارضه يجعل "قلبه على العهد المقدس" اي على ارض فلسطين.
"فييئس" ان قدوم الرومان جعل انطيوخس يترك مصر، وبالتالي يحول اهتمامه غاضبا نحو فلسطين. وقد هوجمت اورشليم يوم سبت واقيم مذبح وثني على مذبح المحرقة. وفي حين شذ بعض اليهود المرتدين (32) فضل الكثير الموت. وقد تمكن المؤمنون الامناء من تعليم الاخرين (33).
"يعانون عونا قليلا" اشارة الى يهوذا المكابي. وسيعثر بعض العقلاء ممن تبعوه بسبب قسوة الاضطهاد والخداع.
ع36-45 تتضمن اهمية خاصة. ويذهب البعض انها استكمالا لوصف اتطيوخس ولكن بما ان موته مختلف عما ذكر هنا فهي اشارة الى ضد المسيح اذ ان انطيوخس الاول يعتبر نموذجا لضد المسيح.
ع36 لا ينكبق تماما على انطيوخس وكذلك غير مفهوم "ولا يبالي بالهة ابائه". ومضمون الاعداد 40-45 حرب شرسة في نهايتها يلقى اخرته.
وحين تكون هذه الاحداث جارية سينجى "كل من يوجد مكتوبا في السفر" (12: 1) اي سفر الحياة الابدية.
يؤمر دانيال ان يحتفظ بما اعلن له حتى تحين النهاية. ع7 يشير الى اجل ضد المسيح وتحمل الاعداد في ع11 و12 على محمل رمزي ويبدو ان ال 1335 تمثل كامل مدة الاضطهاد حتى الانقضاء. ويطمئن دانيال الى انه "سيقوم قرعته في اخر الايام الا ليت هذا المآل يكون لجميع قارئي هذه الكلمات.

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

تفسير سفر ايوب

يبدو لنا العالم وكأنه يسير على نظام "السبب والنتيجة" أو "العلة والمعلول". ومع ذلك فهناك بعض النتائج التي لا نستطيع أن نجد لها سببًا واضحًا، وكذلك بعض الأسباب التي لا تؤدي إلى النتائج المنتظرة. قد نتوقع أن ثروة أيوب وأسرته تؤديان به إلى حياة سعيدة، وقد تحقق ذلك لبعض الوقت، ولكن ما عاناه من خسارة وألم، جعله يسأل: "لماذا اﻻلم؟".
اليفاز استهزأ واستخف من استقامة ايوب وقال الن الله ﻻ ينتفع شيئا من كوننا ابرارا ام ﻻ. بينما بلدد لمّح الى ان اﻻلام هي عقاب ﻻيوب على خطاياه. في حين ان صوفر اتهم ايوب بانه شرير. 
جاء اليهو محاوﻻ ان يقول ان اﻻلم هو لتنقية ايوب فالله يظهر كمعلم يؤدب.
حينما اتى الله لم يقدم اجوبة ﻻيوب ولكنه وجه اليه اسئلة عن الخليقة. وظهر كأنه يقول ﻻيوب ان معرفته اهم من معرفة اﻻجوبة.
عموما نستطيع ان نذكر ان للالم 5 اسباب:
  1. الامتحان: مثل امتحان الله ﻻبراهيم
  2. التنقية او التزكية: مثل ايوب
  3. التاديب: راجع عب13
  4. العقاب: عقوبات الله لﻻشرار كما يظهر مثلا في الجامات السبعة.
  5. الطبيعي: كل الخليقة تئن وتتمخض. فالشقاء حكم صدر على اﻻنسان بسبب المعصية. 
رأيت ان اجمع كل المقاﻻت السابقة في رابط واحد.

حوار الله مع ايوب

مزمور 85 - صلاة للانتعاش الروحي


مزمور 85
صلاة للانتعاش الروحي
لما رجع اول المسبيين من بابل الى اليهودية، اصاب فرحهم نكسة بسبب فقرهم وعوزهم (مح1: 3). وهذا المزمور يعكس 3 افكار.
تذكر وجود الله (1-3):
ولو انه لا توجد كلمة حمد هنا الا ان اعمال الله : مسامحتهم واعادتهم الى وطنهم، لا يمكن عدم ذكرها.
طلب المزيد من البركات (4-8):
يمثل المرنم موقف مواطنيه بطلب المزيد من البركات.
ليس بكاف ان يردهم الى رض ابائهم، لان ارجاعهم الى الارض التي كانت في غاية القحط بينما كانوا ضعفاء معناه انه يحكم عليهم بالفقر والتعب لسنين عديدة. فهل يقصد ان يسخط عليهم الى الابد (5)؟ كانوا يتوقون الى الانتعاش ، الى بينات اكيدة لرحمته وخلاصه ليفرحوا كشعبه.
في ع8 يتكلم بنغمة الرجاء الا ان هذا مرتبط بشرط التقوى والحماقة في الكتاب المقدس هي امر ادبي لا عقلي.
الوعد (9-13):
تبدا بتاكيد بركة الرب للاتقياء الذين يحيون الحياة التي تضمن ان "المجد" اي الله نفسه يسكن في الارض (اش6: 1). ولا ينفصل سلامهم القلبي مع بر الله الذي يطل من السماء. سيرافق الخير المادي تحسن اخلاق الشعب (اش32: 16-18). وبذلك يكون بره رائدا لاعداد الطريق ويسهل تحسن البلاد التي ينظرون الان اليها بالم (اش58: 8-12).

مزمور 84 - الابتهاج في المقدس


مزمور 84
الابتهاج في المقدس
هذا المزمور يختلف عن المزامير ال11 السابقة في انه يحمل عنوان "لبني قورح". وهو مرافق لمزمور 42 وهو ايضا لبني قورح. بينما كان المزمور السابق مرثاة بسبب السبي فان هذا المزمور اغية فرح بالعودة لاستئناف العبادة في مساكن رب الجنود.
يستهل المزمور بعبارة تعجب. "كوبى لذلك الانسان الذي يسير سائحا في الارض وطرق بيت الله في قلبه (5). مثل هذا الانسان ، ولو كان يسير في واد لا ماء فيه/ مملوء باشجار البلسم (البكاء)، الا انه اذ ه في طريقه الى اورشليم، يجد ينبوعا (6) (قارن اش35: 7 و48: 21)تملاه امطار الربيع المبكرة ببركات اذ يغطى ببساط من الاعشاب والزهور. هؤلاء السائحون يتقوون في سيرهم الى ان يظهروا قدام الله.
لقد جاءوا ليعبدوا الرب، وهذه الفكرة تقود المرنم لرفع صلاة (8-12)الرب شمس وكجن" مع ما يرتبط بهذا من مجد ونمو للمحاصيل (مز72: 16 و17).
يظهر ان ع10 كجملة اعتراضية تتناشى مع فكرة القصيدة العامة ويظهر فيها ايضا وظيفة القورحيين الا وهي حراسة ابواب المقدس (1اي9: 19).

مز83 - الاستغاثة ضد تحالف شرير


مز83
الاستغاثة ضد تحالف شرير
كانت اسرائيل دائما في خطر من مطامح جيرانها المسلحين. ولا يوجد في العهد القديم تحالف شامل لدول متجاورة كالموصوف في ع6-8. اقرب شئ هو (2اي20: 1-12). وربما كان الغرض استعراض هجمات مختلفة شنتها امم مختلفة في ازمنة مختلفة.
الخطر (1-4)
يبدو ان الخطر محدق من وقع الكلمات "لا تصمت. لا تسكت. لا تهدأ". فقد عقدت مؤامرات على شعب الله (4) لازالة ذكر شعب الله من الارض ومحوهم محوا تاما. ومثل هذا التدبير كان هجوما مباشرا على الله (مز2:2).
وصف التحالف (5-8):
كانت تلك الشعوب على امتداد الجانب الشرقي لنهر الاردن "جبال" هي "جبال جنوب ادوم". بالاضافة الى ذلك قوات في الساحل الغربي في فلسطين (عا1: 6 و9). وفي الختام يذكر اشور الذين ساندوا من قبل بني لوط: مواب وعمون.
استشهاد من التاريخ (9-12):
هجوم سيسرا (قض4 و5) وغزو المديانيين (قض6-8). كان سيسرا يقود 900 مركبة من حديد. بينما كان غراب وذئب يقودان جحافل من المديانيين راكبي الجمال. مع ذلك زال الخطر بسرعة وباقل خسائر (اش9: 4 و10: 26).
استغاثة (13-18):
ان تذكر الانقاذ السابق يعطي حماسا وقة بيان للصراخ لنجدة عاجلة ليجعل الله جيوش اعدائهم مثل "الجل مثل القش امام الريح"(13). كالقش الذي يطير من البيدر، كنار تحرق الوعر (اش10: 16-19)، مثل العصافة في العاصفة (مز35: 5). ليس للانتقام ولكن لمجد الله (16) اذ طانت الشعوب قديما تعبد الاله الاقوى.

مز48 - افرحوا فان الرب في جبل صهيون


مز48
افرحوا فان الرب في جبل صهيون
القصيدة الاولى تحتفل بخلاص الامة من الخطر. والثانية تعظم قدرة الله. وهذه القصيدة الثالثة تصف مجد المدينة الملكية.
تعظيم مدينة الله (1-3):
فكما ان الرب يحمد لانه ملك كل الارض هكذا كدينته موضع ثناء لانه جعل مبانيها الفخمة ابراج الامان. اعتبر اليهود حسن المدينة لا يقاس بحسن الموقع. كانت المدينة قبل فتحها اصغر من الحالية وموقعها كان الى الجنوب الغربي من جبل المريا (وعرف بجبل صهيون) ويمكن وصفها انها على جوانب الشمال او اطرافه (2).
المهاجمون يرتاعون (4-8):
"مضوا جميعا" اي مروا او وحدوا صفوفهم (2اي20: 1-7 واش10: 8-11) ولكنهم حينما راوا مناعتها فقدوا الشجاعة وتراجعوا مذعورين. وترتيباتهم تحطمت كما تحطمت مركبات يهوشافاط في عصيون جابر (1مل22: 48) ونرشيش يمكن ام تكون نفسها ترتيس في جنوب اسبانيا. ريح شرقية" تعبير شائع للقوة المحطكة (اي27: 21).
كما سمعوا عن اعمال الله قديما هكذا يرون قوته في تاريخهم الحديثة وهذا ضمان لحفظ المدينة الى الابد. مثل هذه الكلمات كانت اساس تعصب اليهود لكن الحصن الحق هو القلب الواثق (ار1: 18).
تامل في رافة الله (9-14):
"بنات يهوذا" هي مدن محيطة. وراء هذه المحبة لصهيون محبة عميقة لرب المدينة ويعرفون ان رافة الرب يجب التامل فيها اكثر من ماهر الافتخار المدني. كمثل عدد الابراج. "هو يهدينا حتى الى الكوت" نرجمة اخرى "الى الابد".

مزمور 47 - الهنا هو الملك العظيم


مزمور 47
الهنا هو الملك العظيم
ان هذه الترنيمة الاحتفالية توسع الكلمات "اتعالى في الارض" الواردة في اخر المزمور السابق. ان الفكرة الرئيسية هي ان الله بعدما نزل من السماء ليخلص شعبه يعود الان الى عرشه (تماما مثل مجئ المسيح لخلاص البشر وصعوده الى السموات). هذا الامر ينطلب هتافا ليس فقط من شعبه بل ايضا من جميع الشعوب (مز66: 1-7 ومز117: 1).
فالقصيدة اذن تحوي موضوعين متلاحمين تماما. الاول دعوة شعوب الارض ويحسبون كانما اجتمعوا ليعترفوا بالرب كملك ويصفقوا بالايدي ويهتفوا (1) وينفخوا بالابواق صوت الصور (5) ليرنموا ترانيم الحمد (6) وبمصاحبة الموسيقى.
اما الموضوع الثاني فهو وصف جلال الله. يوجد 3 اوجه: الاول الرب يدير شئون الناس هو ملكنا. ولا احد يستطيع ان يقف اماك هيبته. الثامي،؟ ان الرب مرتفع هو ملكنا وهو ملك الارض كلها (ار10: 6-8 و1تي1: 17). والثالث ان الرب الجالس على العرش هو الملك المتعالي. ولهذا يجب ان يجتمع اليه ك الشعوب يمثلهم رؤساؤهم ليكونوا كشعبه (9) فيكون ابراهيم ابا لامم كثيرة ووارث العالم. فيكون للرب مجان الارض اي له السلطة بالحق التي يستعملها الملوك والحكام لذلك فهو متعظم على الكل (1كو15: 24-28).

مزمور 44 - حيرة الشعب التقي


مزمور 44
حيرة الشعب التقي
ان هذا المزمور هو الاول بين قصائد وطنية وهي عادة مراجعة لاحداث الماضي وابتهال. انظر مثلا مز83 و106.
ان المزمور 44 مزمور بارز لانه يواجه كشكلة الام شعب تقي. ان المشكلة ذاتها يواجهها سفر ايوب وكانت موضوعا رئيسيا في تعليم الانبياء (حب1: 13 و ار20: 7 واش53: 4-5). وهذه المعالجة يجب ان نقراها مع مز46 ومز47. وهما يعبران عن فرحة النجاة العظيمة.
ينقسم المزمور 4 اقسام.
التمتع بالبركات المادية منذ القدم (1-8):
اعظم اختبار في الماضي هو كيف امتلكوا ارض كنعان. اختار المرنم هذا الحدث وليس على حادثة الخروج من مصر مثلا لانها عكس اختبارهم الحالي (11). لم يكن السلاح وحده من كفل لهم النصرة (مز20: 7 و 33: 12 و16) ولكن ربهم هو "رب الجنود" اي رجال الحرب (خر15: 3 واش59: 16 و17). لذلك كانت لهم قوة الثور الذي ينطح ويحطك اية مقاومة.
ذكريات الانتصار تختم بوقفة سلاه، فان تغيير الموسيقى يمهد لتقديم موضوع اخر.
ذل الحالة الحاضرة العميقة (9-16):
في قوله لكنك تبدا مناقضة هائلة (كما في مز89: 38). فان الههم رفضهم فقد ذهبت جيوشهم للمعركة لكن الرب لم يذهب. فقد باعهم (يؤ3: 3)وقد فرح ادوم ومواب بنكبتهم (13) قارن مز79: 4 حتى ان الامم الابعد من هؤلاء يسخرون (14).
طبيعة الاختبار غير المستحق (17-22):
ما يؤلم انهم يحسون ان هذا جرى لهم دون ذنب عملوه. الضمير الوطني مطمئن. ظهرت بلادهم كبادية لسكنى بنات اوى. يظهر ان مهاجمة وجودهم الوطني انما كان لانهم شعب الله وقد ابغضتهم شعوب اخرى وكان هذا غير معروفا في القديم ولكنه مسلم به في العهد الجديد (مت5: 11 ويو15: 20 و 25 واع14: 22 و رو8: 36 و 2تي3: 12).
الحاجة الى العون الالهي (23-26):
ان ضغط الاحزان يظهر ذاته فوق اية تعزية . ان مرارة الحياة مصور بالاضجاع فوق الارض (2صم12: 16 واي1: 20).