الثلاثاء، 23 يوليو 2019

مزموري 42 و 43 - الاشتياق الى مقدس الرب


مزمور 42 و 43
الاشتياق الى مقدس الرب
بينما نجد في الكتاب الاول للمزامير ان لا اسم يذكر غير اسم داود (4 بدون اسم) فاننا نجد في الكتاب الثاني 18 مزمورا من بين 31 مزمورا تنسب اليه. ومن المزمور 42-49 معنونة لبني قورح. وفوق هذا نجد العييارة "تمت صلوات داود بن يسى" في نهاية كز72.
ان المزمور 42 والمزمور 43 يؤلفان قصيدة واحدة. وفي عدد من المخطوطات العبرية متحدان معا. ويلاحظ ان مز43 بدون عنوان. وموضوع المزمورين هو الحزن العميق بسبب الابتعاد عن مقدس الرب. والعدد الخامس في مز43 هو مطابق تقريبا للعددين 5 و11 في المزمور 42، ومن الواضح ان هذه لازمة او قرار واحد وتنقسم الكزكور الى 3 اقسام
الشوق والاسف (1-5):
ان صورة ايل منخوف يشتاق للمياه (يؤ1: 20) تعطينا تعبيرا واضحا عن الحاجة الملحة (مز63: 1 ومز84: 2). فان حنين المرنم للاقتراب الى الله الذي هو نبع المياه (ار2: 13) غير منفصل عن عادته في الذهاب الى بيته (مز84: 7). ولكن تكرار كلمة الوهيم يرينا ان الحنين هو للشركة مع الله نفسه وليس فقط للذهاب الى بيته. هذه الرغبة القوية تتجلى في فقدانه الرغبة في الطعام ودموعه الكثيرة زادتها شدة كلمات الناس المريبة. اما اعداؤه او رفاقه الذين في موجة الاحداث الصعبة قد افقدوه الايمان او ان معارفه الجدد الذين في المنفى يشفقون عليه – اذ يحسبون انه ينكل على اله – ان وجد – لا يقدر ان يساعده (مز3: 2). وهذا الجو قد هدد تذكاراته اذ كان يقود جماعة الحجاج المعيدين في احتفال الى بيت الرب (2صم6: 15-19). ويتحدى هذا التراجع ايمان نابع لا يقهر ودعوة المرنم لنفسه الحزينة ليس فقط ان تثق بالله ولكن ان تترجى خلاصه بطريقة فعالة. وفي ع5 تترجم السبعينية الكلمات الاخيرة كما في العدد 11 ومز43: 5.
الياس والامل (مز42: 6-11):
يؤكد المرنم سبب انحناء نفسه وهو بعده نحو الاردن. صورة الشلالات المنحدرة من الثلوج التي تعلو جبال حرمون ومن روافد الاردن يملا الهواء بصوت ضجيج لا ينقطع يوازي اضطرابه الروحي (يو2: 3-6). مع ذلك فالله الذي يسيطر على العالم المادي هو سيتحكم في ياس نفسه (8). وفي حيرته سيخاطب الله "لماذا؟" لماذا لا انال عونا حتى اجد جوابا على تعييرات اعدائك؟ انني اشعر باذى حتى في عظامي لاته يبدو كما لو انه ليس لدى حجة . تاخذ اللازمة السؤال "لماذا؟" لتعيده ثامية الى القلب المتشكك في خلاص الرب.
الثقة بالله (مز43: 1-5):
في المقطع الثالث من القصيدة تتغير حالة الاسف الكئيبة التي نجدها في المقطع الاول والارتباك المتناوب كما في المقطع الثاني الى حالة الثقة والاتكال. نجد حجته في التماس التاكيد على العناية الالهية . لانه لماذا عليه ان يذهب وحيدا كالمحزون؟ مهما ادلهمت الظلمات حوله فان الله هو نوره. وبالتاكيد سيزيل الله لكل الصعوبات التي تمنعه من الصعود الى جبل صهيون. لذلك سينظر بتاكيد الى تجديد شركته مع الله قدام مذبحه. تصبح اللازمة الاخيرة بلهجة اخرى رغم عدم تغير الكلمات. اذ تصبح تصريح الايمان الغالب في اليقين.