الأربعاء، 10 يوليو 2019

مزمور ٦٨

مزمور 68
ترنيمة احتفالية
هي ترنيمة من اروع ترانيم الانتصار في العهد القديم كله. مع انها غير مرتبطة بوضوح باحداث داود فهي تقريبا كتبت للاحتفال بنقل تابوت الله من بيت عبد ادوم الى خيمة الاجتماع الجديدة في جبل صهيون. ان انتقا التابوت يعتبر متذكار عن سفر الامة الى كنعان. لان مكان الراحة الوقتي في الجلجال وبيت ايل وشيلوه كان ضروريا بسبب التاخير الطويل في الاستيلاء على اورشليم (تك22: 16-18).
الاحتفال (1-18):
البداءة (1-3): يرفع التابوت من مكان راحته، ولانه يمثل حضور الله  فان انتقاله يمثل تدخل الله. وهذا المنظر هو صدى اختبارات البرية كما وردت في سفر العدد (10: 35 وخر14: 25). ويصور طبيعة الحياة البشرية القصيرة بالدخان (مز37: 20 وهو13: 3) والشمع (ميخا1: 4). ويمثل زوال الاشرار فرحا للابرار.
يبدا الاحتفال (4-10):
حينما يبدا التابوت بالسير يصحبه الكهنة والملك والمرنمون يبدا الانشاد "غنوا للرب" وعلى الفور يسمع الهتاف "هيئوا طريقا للراكب في البرية"، واسم هذا الراكب هو "ياه (او يهوة)". ويلفت الانتباه الى ان الله ليس فقط على الارض ولكنه ايضا "في مسكن قدسه" في السماء. ومع ذلك فهو يعتني بالبشر "قاض للضعفاء.. يعتني بالمتوحشين (المتوحدين اي الذين لا احد يذكرهم ويخلص المظلومين. ، ومن جهة اخرى فان اجساد القوم الثائرين (المامردين) الذين لم يقدروا على الدخول الى راحته بسبب عدم ايمانهم قد تركت في ارض يابسة (6). وهذه الاشارة القصيرة الى الخروج تقود المرنم ليعطي خلاصة قصيرة عن ذلك التذكار الذي لا يمحى في ع8-10.
الاقتراب الى المدينة (11-18). لقد اعيد التابوت من الفلسطينيين بصورة مماثلة لنجاة اسرائيل من المصريين. وحادثة موت "عزة" كانت صدى الخوف والموت في سيناء. وعندما يقترب التابوت من اورشليم هناك النساء يخبرن الاخبار (11) وقابل هذا مع المغنين في (25). البعض غنوا شئا وغيرهم اخر وهي مقاطع من اغاني حربية قديمة (12 و17) قطع من مزامير غير محفوظة (13) وعبارات من كلمات تقليدية (13 وقابل مع قض5: 16) تخلق جوا مليئا بالذكريات. فمعنى ع14 ان الرب بدد جيوش الغرباء فهربوا مثل قشور الثلج تذريها العاصفة (قض9: 48).
جبل باشان مع انه مرتفع الا انه لا يقابل بجبل الله. والمج لا يقوم على الجلال المادي ولكن على المهابة الروحية التي تتمثل في سكن الله بجبل صهيون. (16). ان الحفلة والحشد هو بالحق ظل لحشد اعظم قادمون الى بيت الله. واجناده تفوق العدد (17) . والمجد الالهي في صهيون هو حقيقي مثل لحضور الالهي على جبل سيناء ففي النهاية اضحت "سينا في القدس". وبالفعل حين يقترب التابوت من المدينة (قابل مز24) يذكر حادثة الاستيلاء على المدينة (2صم5: 6-10). يهوة قد تمجد وكل من حوله يجلبون هدايا حتى اولئك المتمردون يرضون بان ياه سيسكن هناك (18).
الوصول (19-35):
ينتهي الاحتفال (19-25). والاعداد 19-23 تشير الى ظهور اخر للتابوت قبل ننقله الى هيكل سليمان (1مل8: 1-8) انه اشارة للرب الذي "عنده للموت مخارج" والذي يهلك الناس الذين يتحدونه (21). "الهامة الشعراء" هو اشارة الى العادة القديمة لابقاء الراس مكشوفا حتى اتمام العمل. "ارجع (شعبي".
بنيامين يذكر اولا لانه محبوب ابيه وهو السبط الذي خرج منه اول ملك "متسلطهم". يهوذا هو الاقوى. زبولون ونفتالي اختيرا ممثلين عن اسباط الشمال لذكراهم المجيدة في تسبحة دبورة.
ترنيمة اسرائيل (28-31). تتناول توبيخ مصر – وحش القصب (فرس النهر قابل اي40: 21) وطذلك صوار الثيران اي حكام بقية الشعوب) ليقدموا قطع فضة (الجزية) ويحثون حتى الشعوب البعيدة (كوش) ان ترجع الى اله اسرائيل.
ترنيمة كل الارض (32-35). ان حاتمة المزمور ترتفع اصوات الحمد حتى تبلغ ممالك الارض كلها. لان الرب يحكم السموات وسلطانه يرى في الغمام. ان اعماله مع شعبه تدخل الرهبة في كل العالم. اذن فليعترفوا بقوته وليذيعوا انه مبارك لاجل امانته.