السبت، 30 يوليو 2011

جون ناش

 قصة مريض نفسي يفوز بجائزة نوبل للاقتصاد.
جون فوربس ناش John Forbes Nash ولد في 13 يونيو/حزيران 1928 في بلوفيلد في ويست فرجنيا وهو رياضي أمريكي اهتم بنظرية الألعاب والهندسة التفاضلية. كان مصاباً بمرض نفسي هو الفصام، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يكون عبقرياً فذاً.

تم إنتاج فيلم عن قصة حياته ومعانته مع المرض بعنوان عقل جميل، وقام بدور ناش الممثل العالمي راسل كرو. حصد الفيلم العديد من الجوائز، منها أربع جوائز أوسكار.

حياته العلمية:
التحق جون ناش بمعهد كورنيجي التقني في بيتسبورغ آملا في أن يصبح مهندساً كهربائياً كوالده حيث حصل على منحة كاملة في جورج ويستنغهاوس الدراسية. بعد فصل دراسي واحد، تحول من الهندسة إلى الكيمياء ومن ثم إلى الرياضيات مع مادة اختيارية في "الاقتصاد"، إذ نما لديه شغف كبير بالرياضيات ونظرية النسبية. أثناء دراسته في كورنيجي، اهتم ناش بمشكلة التفاوض، وهي المشكلة التي تركها جون فون نيومان رائد نظرية الألعاب بلا حل في كتابه. تخرج ناش من كارنيجي بدرجة الماجستير خلال ثلاث سنوات.
بعد تخرجه، منح ناش الزمالة في برنستون، حيت حصل على الدكنوراه عام 1950 في نظرية الألعاب. عمل ناش كمدرس في كلية الرياضيات في MIT خلال الفترة من 1955 حتى استقالته في ربيع 1959. تزوج ناش من إليسيا لوبيز هاريسون دالارد، من السلفادور، وكانت تعمل في قسم الفيزياء في MIT.
في عام 1958 ظهرت بدايات المرض النفسي على ناش، ومن ثم تمت معالجته في مستشفى ماكلين، حيث شخصت حالته بأنها انفصام الشخصية الارتيابي.

إنجازاته:
كان إسهام ناش في نظرية الألعاب ممثلاً في نظرية التوازن والتي أخذت اسمه فيما بعد لتكون نظرية ناش للتوازن. بدأ البحث عن معادلة دي كاوشي وفلويدي جنرال". و"قوس هيكل الفرديه" و"خاصية تحليلية للحلول الضمنية الوظيفية ومشاكل البيانات التحليلية". ثم بدأ تدريجياً في رفض بعض أفكار ديلوسيونالي في تأثير خطوط التفكير وقد كان مهتما بتطوير نظريات الألعاب غير المتعاونة مع كل من هارسنى ووسلتون حيث حصلوا علي جائزة نوبل معاً.

كان ناش يعاني من بعض الاضطربات العقلية وكان يتلقى علاجاً بصفة غير دورية. خلال فترة مرضه، وبتشجيع من زوجته إليسيا، اهتم ناش ببعض البحوث الرياضية ومنها حساب القيم الدقيقة للأرقام الكبيرة، وقام بكتابة برامج حاسوبية ذات جودة عالية لتساعده في عمله. حصل جون ناش على جائزة نوبل في علم الاقتصاد وذلك تكريماً لجهوده في نظرية الألعاب والتي لها استخدامات كبيرة في الاقتصاد والتفاوض التجاري. كما أنه نشر ما مجموعه 23 بحثاَ علمياً من الفترة ما بين 1945 و1996.

التقدير:
عام 1978 كرم جون ناش بجائزة نظرية جون فون نيومان لاختراعه في التوازنات الغير متعاونة, التي تسمى الان توازنات ناش. وفاز بجائزة ليروي ستيل عام 1999. وفي عام 1994 حصل على جائزة البنك السويدي في علوم الاقتصاد في ذكرى الفريد نوبل نتيجة لنظريته نظرية الالعاب كطالب متخرج من برنستون. وفي اواخر الثمانينات, بدأ جون ناش باستخدام البريد الاليكتروني لكي يتصل بالتدريج مع علماء الرياضيات الذي ادركوا انه (جون ناش) وان عمله الجديد له قيمة. وشكلوا جزءا من نواة لمجموعة قامت بالاتصال بلجنة جائزة نوبل في بنك السويد واصبحوا قادرين على ان يشهدوا قابلية ناش للحصول على جائزة نوبل كتقدير لعمله.

فيلم العقل الجميل:
فيلم العقل الجميل (A Beautiful Mind) عرض عام 2001 اخرجه رون هوورد, مستلهم من حياة ناش وحصد اربع جوائز اوسكار, من ضمنها جائزة احسن تصوير. الذي يعتمد بشكل قليل على السيرة الذاتية لناش التي كتبتها سلفيا نازار والتي لها نفس الاسم, وقد وجهت للفيلم انتقادات بسبب الصورة غير الدقيقة لحياة ناش ومرض انفصام الشخصية لديه كذلك للتبسيط الشديد في تقديم نظرية ناش للتوازن الشهيرة.
بالمقابل ان الفيلم الوثائقي الجنون اللامع (Brilliant Madness) يحاول ان يقدم حياة ناش بصورة اكثر دقة.

تضحية زوجته:
كان لزوجة ناش الدور الاكبر في دعمه. نصحها الكثيرون بالانفصال عنه و لكنها لم تقبل تحملت سنوات طويلة من المعاناة بسبب مرضه. و في احد المرات اوشك على اغراق ابنهما .. كان ايضا لاصدقائه دورا في ادماجه في المجتمع و تخفيف حدة المرض.

وصلات خارجية
http://nobelprize.org/nobel_prizes/economics/laureates/1994/nash-autobio.html

الخميس، 28 يوليو 2011

سلسلة مكسورة



يقول الكتاب المقدس "لان من حفظ كل الناموس و انما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل (يع2: 10).
لو فرض ان شخصا كان معلقا بسلسلة في طرف صخرة كبيرة، و كسرت السلسلة فانه يهوى من هذا العلو الشاهق و يتهشم على الصخور، و ليس من المهم ان تنكسر كل حلقات السلسلة لكى يسقط الشخص. ان كسر حلقة واحدة كافيا للسقوط.
هذا هو ما يحدث بالنسبة لوصايا الله. فان كسرنا وصية واحدة فقد كسرنا الكل فاذا لم نقدس يوم الرب او لم نكرم الوالدين او خالفنا اية وصية فاننا نكسر سلسلة الوصايا العشر كلها.
توجد لدينا شرائع على الارض و قوانين ضد القتل و السرقة و السكر و خلافه. فان سرق الشخص و قبض عليه فانه يحاكم و ليس من المهم ان يكون سارقا و قاتلا و سكيرا لكي يحاكم ، يكفيفقط ان يكون مخالفا لاحد القوانين.
و القوانين التي تشرع في البلاد غير كاملة لانها تنقح و تعدل من وقت لاخر. قال صاحب المزامير "ناموس الرب كامل"(مز19: 7).

و متانة السلسلة تقاس باضعف حلقة فيها، فلا توجد سلسلة اقوى من اضعف حلقة فيها، فان اكبر حسناتنا ليست اعظم من اقل سيئاتنا. قد يكون القاتل مثلا، عمل حسنات كثيرة، و لكن القانون لا يحاسبه كحسناته بل بأكبر غلطة صنعها، هكذا نحن امام الله فأن السيئات التينصنعها تتقدمنا الى القضاء"(1تي5: 24).
و لا يوجد من لم يخطئ الى الله، فكيف ننجو من العقاب؟، و الاجابة على ذلك بسيطة. فان الرجل المعلق بالسلسلة عندما تنكسر احدى حلقاتها يسقط و يجد من يتلقاه على ذراعيه قبل ان يسقط على الصخور فانه ينجو كذلك كل من يخطئ يجد المسيح مادا ذراعيه لكي يحفظه من السقوط و متى اقامه يقول له "اذهب و لا تخطئ ايضا" (يو5: 14). "فالاله القديم ملجأ و الاذرع الابدية من تحت" (تث33: 27).
من خالف وصية المحبة فقد خالف جميع الوصايا، محبة الله والقريب تجمع كل الوصايا في وصية واحدة هي الوصية العظمى لذلك تكون اعظم خطية هي مخالفة اعظم وصية.
لكن من يذهب الى المسيح و يقر بخطاياه و لا يعود لها، فانه يغفر له. و الله ينظر الينا في دم المسيح.

المفاتيح

توجد انواع كثيرة من الاقفال و لكل قفل مفتاح خاص به، و هناك اقفال مسوكرة لا يمكن فتحها الا بمفاتيح خاصة، كما توجد مفاتيح يفتح المفتاح منها اقفالا كثيرة.
و كما ان المفتاح يفتح الابواب ويغلقها. كذلك يقال ان الكتاب مفتاح المعرفة، فتوجد كتب لعلوم الطب و اخرى للقانون، و هكذا لكل العلوم. فعندما اجد كتابا يعلم الاولاد الاشياء الجميلة و الصفات الحميدة و يساعدهم ان يكونوا رجالا صالحين، اعرف ان هذا الكتاب كتب لهذا الغرض.
و المفتاح المناسب لقفل ما، يصمم ليلائم هذا القفل. و الله قد صمم مفتاحا ليلائم قلوبنا، و هذا المفتاح هو كتاب المعرفة السماوية، و هو الكتاب المقدس الذي يصلح لكل الناس و يناسب كل القلوب.
من الصعب فتح قلب الانسان، و لا يوجد مفتاح في العالم كله يقدر ان يفتحه الا الكتاب المقدس لانه موحى به من الله (2تي3: 16)، و لان القلب ايضا صانعه هو الله.
و كما يحاول السارق الدخول الى البيوت بمفاتيح مقلدة، كذلك يحاول الشيطان ان يدخل قلب الانسان بواسطة اشياء اخرى غير المفتاح الحقيقي، مثل المسرات و الملذات و الكلمات البذيئة، و لكنه لا يصل الى اعماق القلب، فان لم يفتح القلب بكلمة الله و يدخل الروح القدس و يصير لله مكانا فيه، يشعر الانسان بالوحدة و عدم السرور.
و كلمة الله مصممة لفتح قلب الانسان لكي يدخل الله، و مصممة ايضا لكي يقفل الباب في وجه الشيطان و الخطية و حفظ القلب. فان لم نستعمل كتابنا يوميا لقفل قلوبنا ضد الشر، فانه يدخل قلوبنا كالروح الشرير الذي خرج و رجع مع سبعة اشر(مت12: 45).
و كلمة الله كسيف ذي حدين (اف6: 17) تفتح القلب لتدخل شمس البر و تطهره، و هى نافعة للتقويم و التهذيب (2تي3: 16)، و هى تبكت الخاطئ على خطيته فيتوب و يرجع عنها. فكان يوحنا المعمدان يوبخ الناس بكلمة الله، فكان الكثيرون يأتون اليه معترفين بخطاياهم.
و فتحة القلب التي يدخل منها مفتاح كلمة الله هي الاذن، فلنحرص اذا على اذاننا لئلا ندنس قلوبنا.
نرى القطرة في الزجاجة، و لكن متى قطرت في العين فاننا لا نراها بل نشعر بتأثيرها، هكذا لا نرى المسيح داخل قلوبنا بالعينين، و لكننا نشعر به اذ ينظف قلوبنا و يهذب حياتنا.

السبت، 23 يوليو 2011

قد غلبتنا


صنع شرورا عظيمة كشاب مستهتر، و بدد عيشه مع الزواني و انغمس في الخطية، و برحمة الله احس بعد ذلك بكثرة ذنوبه و قرر ان يتوب، فكان عليه ان يثابر .. لقد ذهب الى احد القبور و طرح وجهه على الارض و هو يقول : "لا ينبغي لي ان ارفع نظري الى السماء لكثرة خطاياي، و لا استحق السكنى مع الناس الاحياء، بل مع الموتى".

و انقضى الاسبوع الاول و هو على هذه الحالة يتنهد في وجع قلب، ثم حسده عدو الخير فجاءت الشياطين تصيح به :

- اين ذلك النجس الذي لم يشبع من الدنس؟

هل تريد ان تصير قديسا؟

قم انطلق بسرعة الى اصدقائك لان الزواني اصحابك ينتظرون مجيئك!! ايها الارعن لماذا تتعب نفس هكذا..

اما هو فمن وجع قلبه لزم السكوت مصليا و متفكرا في مراحم الله و محبته للخطاة. فعادت الشياطين تصيح به قائلة:

- لماذا تهرب منا ؟ ألم تهب لنا حياتك؟. الا ترد علينا؟

و بدأوا يضربونه.. و استمروا حتى مزقوا جسده.. و لم يستطيعوا ان يحولوا فكره، و قلبه الذي كان يردد:

"ثابت قلبي.. ثابت قلبي يا الله"

لقد تركته الشياطين الى حين و لكنها عادت اليه في الليلة التالية و استمرت تحاوره لكي تثنيه عن عزمه هذا و لكنه ظل يطلب الطهارةو التوبة . حتى كانت الليلة الثالثة التي افرغوا فيها كل رجزهم، ضربوه حتى بقى فيه قليل من الانفاس. فلما رأى الله انكسار قلبه و محبته، منع الشياطين عنه ، فهربوا بخزي عظيم و هم يصرخون:

"قد غلبتنا"

و لم يعودوا اليه ، و سكن في القبر محولا هذا المكان الموحش الى منبر مقدس يخلص به على كل حال قوما، وهكذا رأينا الحياة تنفجر من الموت لاتسود عليه.. و رأينا الخاطئ يثابر و يتوب، و يغلب ليحيا.

شفيع المسافرين


خريستوفوروس الشهيد حامل المسيح قديس من رجال النصف الأول من القرن الثالث، نال شهرة عظيمة في بلاد وسط أوروبا بسبب كثرة معجزاته.
نشأته:
ولد روبروبس Reprobos وهو اسمه قبل المعمودية ومعناه "عديم القيمة، أو "أوفيرو" ومعناه "الحاملOffero "، في بلاد سوريا حوالي سنة 250م.
كان عملاقًا طويل القامة وضخم الجسم، وكان وجهه يحمل ملامح عنيفة ومخيفة، يدرب نفسه أن يكون مقاتلاً، و يصير خادمًا مطيعًا لأعظم ملك في العالم كله، فأخذ يبحث حتى وجد من ظن أنه أعظم ملك، فقبله الملك في خدمته وصار من خاصته.
اختير ليكون ضمن رجال الحرس الإمبراطوري وذلك لضخامة جسمه وشهامته. بسرعة فائقة تألق نجمه وصار رئيسًا للحرس الإمبراطوري. انكسرالإمبراطور في حرب، فانطلق أوفيرو يطلب خدمة الملك الغالب معتقدًا أنه أعظم ملك في العالم. 
خدمته لرئيس هذا العالم:
في أحد الأيام كان المغني في حضرة الملك يغني أغنية فيها ذكر لاسم "الشيطان". لاحظ أوفيرو على الملك - الذي كان مسيحيًا - أنه كثيرًاما يرشم نفسه بعلامة الصليب كل مرة يُذكَر فيها اسم الشيطان. تعجب كريستوفر من ذلك، وسأل الملك عن معنى العلامة التي يكرر رشمها ملكه وسبب رشمه لها، فأجابه بعد تردد: "كل مرة يُذكَر فيها الشيطان أخاف أن يتسلط عليَّ، فأرسم تلك العلامة حتى لايزعجني". تعجب كريستوفر وسأله: "هل تشك أن الشيطان يمكنه أن يؤذيك؟ إذن فهو أقوى وأعظم منك".
شعر أوفيرو أن ملكه ضعيف أمام إبليس فقرر أن يخدم الملك العظيم. وفي الليل انطلق من القصر، وجال من مكان إلى آخر يسأل عن إبليس. وإذ دخل صحراء واسعة فجأة وجد فرقة من الفرسان تتجه نحوه، وكان منظرهم كئيبًا للغاية. في شجاعة وقف أوفيرو أمام قائد الفرقة يعترض طريقه، وكان منظره مرعبًا. عندئذ سأله القائد عن شخصه وسبب مجيئه إلى الغابة، فقال أنه يبحث عن الملك الذي يسود على العالم. أجابه القائد بكبرياء: "أنا هو الملك الذي تبحث عنه!" فرح أوفيرو وأقسم له أنه مستعد أن يخدمه حتى الموت، وأنه سيطيعه في كل شيء، وسيتخذه سيدًا له إلى الأبد. كان عدوالخير يثيره للهجوم على المدن في الظلام وقتل الكثيرين ليعود في الفجر إلى الصحراء مع جنود الظلمة. وكان أوفيرو معجبًا بهذا الملك العاتي وجنوده الأشرار الأقوياء .
إدراكه قوة الصليب:
في ذات ليلة عاد أوفيرو إلى الصحراء، وفي الطريق وجد الفارس القائد ساقطًا، وكاد كل كيانه أن يتحطم. وكان جواده ساقطًا علي ظهره متهشمًا. تطلع ليري ما وراء هذا كله فوجد صليبًا ضخمًا من الخشب على حافة الطريق، وقد أشرق نورمنه. كان القائد مرتجفًا غير قادرٍ علي الحركة نحو الصليب. تعجب أوفيرو مما حدث وسأل الشيطان عن ذلك فرفض الإجابة اولا ثم اضطر أن يخبره: "كان هناك شخص اسمه المسيح عُلِّق على الصليب، وحين أرى علامته أخاف وأرتعد وأهرب من أمامها أينما وُجِدت" و إذا بخيبة الأمل تحل على أوفيرو الذي قال له: "بما أنك تخاف من علامته فهو إذن أعظم وأقدرمنك. لقد كنت مخدوعًا حين ظننت أني وجدت أعظم سيد على الأرض. لن أخدمك فيما بعد وسأذهب لأبحث عن المسيح لأخدمه". هرب القائد وكل جنوده وبقي أوفيرو أمام الصليب. رفع عينه ليري تلك القوة العجيبة التي حطمت قوات الظلمة. هنا صرخ أوفيرو طالبًا أن يتبع سيده الجديد المصلوب. أخذ يبحث عن وسيلة ليجد السيد المسيح، وأخيرًا اهتدي إلى شيخ راهب قديس يعيش في كهفٍ مجهولٍ في حياة السكون حدثه عن الإيمان المسيحي.
خريستوفر الخادم :
قال له الشيخ الراهب: "إن الملك الذي تريد أن تخدمه يطلب منك الصوم المستمر". فأجاب أوفيرو: "أطلب شئ آخر، لأنني لا أستطيع تنفيذ ما تطلبه". قال المتوحد: "إذن عليك بالتبكير كل يوم من أجل الصلوات الكثيرة"، فأجاب أوفيرو: "وهذاأيضًا لا أستطيعه". ثم قال المتوحد مرة أخرى: "هل تعرف النهر الفلاني حيث يبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان، ولا تستطع القوارب أن تقاوم تياره؟" أجاب أوفيرو: "أعرفه جيدًا"، فقال المتوحد: "بما أن بنيانك قوي فعليك بالسكنى إلى جوار النهروعليك أن تحمل كل من يريد أن يعبر النهر، وهذا العمل سوف يسعد الرب يسوع المسيح الذي تريد أن تخدمه، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يظهر ذاته لك". كان رد القديس: "بالتأكيد هذه خدمة يمكنني تنفيذها وأعِدَك بذلك". مضى أوفيرو إلى ذلك المكان بجوارالنهر وبنى لنفسه كوخًا من الحجارة وغطاه بأغصان الشجر ليسكن فيه، وأحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء، وكان يجلس عند الشاطئ يساعد كل العابرين، وفي نفس الوقت كان يبعث فيهم السلام الداخلي بكلماته الروحية العذبة، واستمر يفعل ذلك مدة طويلة بدون توقف. عاد أوفيرو إلى الراهب ليتدرب علي حياة العبادة الصادقة والخدمة لله. أخيرًا طلب منه أن يعود إلى النهر. امتلأت حياته بالفرح، ووجد لذته في التعب من أجل الآخرين غير أنه أحيانًا كان يحزن لعدم إمكانية الصلاة المستمرة.
اختبار محبته:
في إحدى الليالي بينما كان الجو عاصفًا والأمطارشديدة سمع صوت طفلٍ يناديه من الخارج: "خريستوفر أخرج إليَّ، واحملني عبر النهر" استيقظ القديس وفتح باب كوخه ليري ذاك الذي يتجاسر علي طلب العبور في وسط هذا الجوالعاصف في الليل وسط الظلام. لكنه لم يرَ أحدًا فظنّ أنه كان يحلم. إذ أغلق الباب وتمدد على الأرض لينام سمع الصوت يناديه مرة أخري بوضوح باسمه طالبًا أن يحمله عبرالنهر. وقف للمرة الثانية علي باب كوخه فلم يرَ أحدًا. دخل كوخه وأغلق بابه وظل ينتظر فجاءه الصوت خافتًا في هذه المرة. قفز من مكانه وانطلق يبحث عن مصدر الصوت، فوجد طفلاً على الشاطئ يطلب منه أن يحمله ويعبر به. بشجاعة حمله ونزل في الماءالبارد، وسط التيار الجارف الخطير، وعرّض حياته للخطر. سار به لكن بدأ ثقل الطف ليزداد عليه جدًا وسط هذا الجو الخطير. بالكاد عبر النهر بجهد جهيد وبلغ الضفة الأخرى ففرح انه خدم هذا الطفل وعبر به. وقال له: "لقد عرضتني إلى خطر عظيم، وكنت ثقيلاً حتى تصورت أنني أحمل العالم كله فوقي ولا أعتقد أنه بإمكاني أن أحمل أكثر مما حملت اليوم". قفز الطفل من على كتفيه، وأعلن عن شخصه ثم قال له: "سيكون اسمك من الآن خريستوفر لأنك حملت المسيح. لا تتعجب لأنك لم تحمل العالم بل من خلق العالم كله فوق كتفيك. أنا هو يسوع المسيح الملك الذي تخدمه بعملك هذا، وحتى تتأكد مما أقول اغرس عصاك بجانب الكوخ وسترى أنها غدًا تُخرِج لك زهورًا وثمارًا"، ثم اختفى الطفل عنه. نفذ خريستوفر الأمر وفي الصباح وجد عصاه مثل النخلة وتحمل زهورًا وأوراق وبلحًا. عاد خريستوفر يخدم الجميع بوداعةٍ وحبٍ شديدٍ.
القبض عليه:
ذهب القديس إلى مدينة ليسيا Lycia ولكنه لم يفهم لغتهم، فصلَّى إلى الله أن يفهمهم فأعطاه الله طلبه. وأثناء صلاته ظنه الناس مختلاً فتركوه ومضوا، فلما فهم لغتهم غطى وجهه ومضى إلى مكان استشهاد المسيحيين فعزَّى الموجودين باسم الرب. لما رأى القاضي ذلك ضربه على وجهه، فرد قائلاً: "لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وجنودك تحسبون شيئًا أمامي".
شهادته للسيد المسيح:
غرس عصاه في الأرض وصلَّى إلى الله أن تحمل زهورًا وثمارًا من أجل إيمان الموجودين، فتم له ذلك حتى آمن ثمانية آلاف رجل. أرسل القائد إلى ديسيوس الملك يروي له ما حدث، حينئذ أرسل الملك اثنين من فرسانه ليبحثا عنه، فوجداه يصلي ولم يجسرا على الطلب منه. أرسل إليه الملك عدة مرات وأخيرًا أرسل مائتين جنديًا. سألهم القديس بعد انتهائه من الصلاة: "ماذاتريدون؟" فلما نظروا في وجهه أجابوه: "أرسلنا الملك لنحضرك مقيدًا إليه". قال لهم: "لن تأخذونني إليه مقيدًا أو غير مقيد"، فأجابوه: "اذهب إذن في طريقك وسوف نقول للملك أننا لم نجدك". أجابهم خريستوفر: "لا يكون هكذا بل سأذهب معكم". وفي الطريق إذ فرغ الطعام ولم يبقَ سوى القليل جدًا من الخبز، صلى القديس على الخبز وبارك فصاركثيرًا جدًا، حتى دهش الجند وآمنوا بالسيد المسيح. وحين بلغوا إنطاكية اعتمد الجندعلى يديّ البطريرك. حين رآه الملك ارتعب من منظره حتى سقط عن كرسيه، ثم سأل القديس عن اسمه ومدينته، فأجاب خريستوفر: "قبل أن أتعمد كان اسمي ريبروبُس وبعدالمعمودية خريستوفر. قبل المعمودية كنت من كنعان، وبعدها أنا إنسان مسيحي". قال الملك: "إن لك اسم غبي إذ تتذكر المسيح المصلوب الذي لم يستطِع أن يساعد نفسه وبالتالي لن يكون ذا منفعة لك. فلماذا إذن تلعن كنعان ولماذا لا تقدم قرابينك للآلهة؟" كان رد القديس حادًا: "إنك بالحقيقة تدعى داجنَس Dagnus لأنك تحمل موت العالم وتابع للشيطان، وآلهتك ما هي إلا صنعة أيدي الناس". أجاب الملك: "لقد تربيت وسط الحيوانات المتوحشة ولذلك لا يمكنك النطق إلا بلغة متوحشة وكلمات غير معروفة للناس، وإذا قَرَّبت الآن للآلهة فسوف أمنحك عطايا وكرامة جزيلة، أما إذا رفضت فسوف أدمرك وأقضي عليك من فرط الألم والتعذيب". رفض القديس الوعود والتهديد فسجنه الملك بينما أمر بقطع رؤوس كل فرسانه الذين آمنوا على يد خريستوفر.
امرأتان في السجن:
أرسل الملك امرأتين إلى السجن ووعدهما بعطايا جزيلة إذا استطاعا إسقاط خريستوفر معهما في الخطية، أما القديس فحين رأى ذلك أخذ يصلي طالبًا المعونة من الله. وقف أمامهماقائلاً: "ماذا تطلبان؟ وما الذي أتى بكما إلى هنا؟" خافت المرأتان من منظره وتأثرتا بصفاء وجهه فقالتا: "أشفق علينا يا قديس الله حتى نؤمن بالإله الذي تبشر به". حين سمع الملك بذلك أمر بإحضارهما أمامه وهددهما بالتعذيب والقتل إن لم يقرِّبا للآلهة، فأجابتاه: "إذا كانت رغبتك أن نقرِّب للأوثان فأمر بإعداد الهيكل وتنظيفه وأحضر كل رجالك إليه". وحين تم لهما ما طلباه دخلا الهيكل ولفَّا حزاميهما حول أعناق الآلهة وجذبوها بقوة فسقطت إلى الأرض وتحطمت، ثم قالتا للموجودين بسخرية: "استدعوا الأطباء لعلاج آلهتكم". أمر الملك فعُلِّقت واحدة ورُبِط ثقل عظيم في قدميها حتى تمزقت أعضاؤها وأسلمت الروح، أما الأخرى فأُلقِيت في وسط النار فلم تؤذِها فقطعوا رأسها واستشهدت. تعذيبه أُحضِر خريستوفر أمام الملك فأراد أن يذيقه الآلام، فأمر بإلقائه في قدر وأن يُوقد نار تحته. فوقف في القدر يخاطب الحاضرين كمن هو في فردوسٍ مفرحٍ أو داخل كنيسة، يعلن لهم عن محبة الله ورعايته وخلاصه الأبدي. تأثر الحاضرون ودهشوا كيف يحول الله النار إلى بردٍ ويعطي شهداءه حبًا للآخرين وسلامًا، فآمنوا بالسيد المسيح وعندئذ أمر الملك بتقطيع أجسادهم بالسيوف.
استشهاده:
 أمر الملك بضربه بقضبان حديدية ووضع صليب من حديد ملتهب فوق رأسه، ثم أعد له كرسيًا من حديد أجلسه عليه وأشعل تحته، فاحترق الكرسي مثل الشمع بينما لم يتأثر القديس وخرج سالمًا. إذ رأى الملك ذلك أمر بربطه وضربه بالسهام بواسطة أربعين من فرسانه الأشداء، فلم تصبه أيِّ من السهام بل كانت تتعلق في الهواء دون أن تلمسه، وحدث أن ارتد أحد هذه السهام وأصابعين الملك فأعماه. فقال له القديس: "غدًا سوف أموت فاصنع طينة صغيرة من دمي واطلي بها عينيك وسوف تشفى". أمر الملك فقطعوا رأسه بحد السيف وهكذا نال إكليل الاستشهاد. ثم أخذ الملك قليل من دمه ووضعه على عينيه وقال: "باسم إله خريستوفر" فبرئ في الحال.
المراجع:
 السنكسار، 2 برمودة.
القمص بيشوي عبد المسيح: خريستوفر حامل المسيح ، 1978. Butler, July 25.

الخميس، 21 يوليو 2011

احبك اربع مرات



كان مرة فى رسام موهوب جدا جاتله فكرة لوحة حلوة اوى فى خياله
فجهز الفرشه و الوانه و ادواته و استعد انه ينفذها
فضل سهران عليها ليالى كتير لحد ما خلصها بابداع
و كان فرحان اوى اوى بيها راح مسكها قدامه و قالها انا احبك مرتين
مرة لما كنتى فكرة فى خيالى و مرة لما سهرت عليكى الليالى
و فى مرة كان الرسام برةالبيت و لما رجع ما لقاش اللوحة بتاعته
كان جه حرامى سرق حاجات كتير من البيت و من ضمنهم اللوحة
حزن جدا جدا الرسام على اللو حة بتاعته
الحرامى اللى خد اللوحة اظاهر مكنش عارف قيمتها راح يبيعهالواحد بتاع لوحات
ضحك عليه و قاله ودى متساويش غير عشرين جنيه و وافق الحرامى
و فى مرة كان الرسام معدى لقى اللوحة بتاعته عند الراجل بتاع اللوحات
فقاله دى اللوحة بتاعتى انا عايزها الراجل قاله دى بالف جنيه
راح الرسام قاله بس دى بتاعتى انا اللى عاملها
قاله عايزها اشتريها بالف جنيه ده اخر كلام عندى
راح الرسام باع كل حاجته و رجع اشترى اللوحة و روح بيها البيت
و كان مبسوط اوى اوى و مسكها تانى و قالها بحبك تلات مرات
مرة لما كنتى فكرة فى خيالى و مرة لما سهرت عليكى الليالى و مرة لما دفعت فيكى تمن غالى
بعدها دخل ينام بس ماجالوش نوم كان لسة مضايق من حاجة
ان اللوحة اتخربشت و اتبهدلت من الحرامى .
راح قام وجهز الفرشه و الوانه و ادواته تانى و فضل يصلح فيها لحد ما خلاها احلى من الاول ومسكها تانى و قالها بحبك اربع مرات

مرة لما كنتى فكرة فى خيالى و مرة لما سهرت عليكى الليالى و مرة لما دفعت فيكى تمن غالى ومرة لما رجعتك للى كان فى بالى .

بالظبط ده اللى ربنا عمله معانا خلقنا على احسن صورة على صورته و مثاله و لما ضعنا منه دفع فينا اغلى تمن دمه الغالى على الصليب و محبيته لينا منتهتش عند الصليب لكن فى كل مرة نخطئ بيسامحنا و يجددنا.

منقول عن منتديات يسوعنا

الجمعة، 15 يوليو 2011

اموت بهذه الضبعة

هجم عليه شيطان الزنا ، هدد حياته و كاد ان يفسد هيكله. و اشتد القتال على الراهب الذي تعلم ان المثابرة ضرورة هامة. و لما ازعجه الفكر الدنس قام و خرج من قلايته و مضى الى جحر ضبعة و نزل اليها مخاطرا بحياته و هو يقول:
خير ان اموت بهذه الضبعة من ان اموت بالخطية. و اقام هناك ستة ايام و هو صائم و في اليوم السابع اتته الضبعة بمأكول ، و استمر مقيما في ذلك الموضع اربعين يوما، و في كل اسبوع كانت الضبعة تأتيه بما يأكله.. يا لعظمة الله الفائقة و محبته الكبيرة!!!
عندما يجاهد الانسان و يثابر .. و يغلب جسده ، و يقمع هواه، يستطيع ان يغير طباع الوحوش المفترسة.
ليس بكثير على هؤلاء الذين روضوا اجسادهم و غلبوا اهواءهم ان يستأنسوا الحيوانات المفترسة و يغيروا طباعها لتكون مسالمة وديعة.
… و بعد ذلك اتاه صوت يقول له: تقو. و من تلك الساعة هرب عنه روح الزنا .. فشكر الله و رجع الى قلايته يعاود جهاده.

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

الاناء الخزفي

يجب ان نعرف ان الله يحبنا و ان محبته لنا غير مشروطة، و لا تتوقف على مدى انجازاتنا، و لا على مقدار قوتنا .. سيأتي الوقت الذى ندرك ذلك و نقول نفس ما قاله بولس الرسول "افتخر بالحرى بضعفاتي".. لاحظ انه لم يقل افتخر بقوتى و الامكانيات التى اعطاها لى الله بل بضعفاتي.. متى ندرك ان الله يعمل في ضعفنا اكثر مما في قوتنا، لذلك قال له الله "تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل" و ربما ندرك لماذا سمح الله لهذا المبشر العظيم ان يبشر بالمسيح و جسده مملوء بالاسقام و حتى تلميذه تيموثاوس كان مريضا فخاطبه مرة قائلا: "استعمل خمرا قليلا كدواء من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة".

الخميس، 7 يوليو 2011

فيلم الوصايا العشر

هذا الفيلم من اروع الافلام في السينما العالمية عن موسى النبي.
اسم الفيلم: The Ten Commandments 
نوعه: Animated
انتاج: 2009
رابط الفيلم:
https://www.youtube.com/watch?v=aTpKYlFVtyQ

رابط ملف الترجمة:
https://www.youtube.com/watch?v=aTpKYlFVtyQ

وقد قمت بلصق الترجمة على الجزء الاول و تحميله.

ابونا اندراوس الصموئيلي

ولد أبونا اندراوس الصموئيلى بالتقريب عام 1887 بعزبة بشرى حنا التابعة لقرية الجفادون مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، وكان يدعى يوسف خليل إبراهيم. فقد بصره وهو في الثالثة من عمره. . تعلم في كتاب القرية بعض المزامير وبعض آيات الكتاب المقدس.
أرسله أبوه الى دير الأنبا صموئيل المعترف وهو في الثالثة عشر من عمره بغرض التعلم لا بغرض الرهبنة ، وظل بالدير الى أن وصل الى سن الثانية والعشرين. ولأنه أحب الدير كاشف أباه الروحي (القمص اسحق مكسيموس) برغبته في الرهبنة ، وفعلا ترهب بالدير باسم اندراوس الصموئيلى ، وبذلك رست سفينة حياته مبكرا في أعماق المحبة ألا لهيه
الرجل الأمين :
حدث في زمن الضيق أن تدهورت الأحوال في الدير ( دير الأنبا صموئيل المعترف) فهجره جميع الرهبان وحاولوا أخذ أبونا أندراوس معهم لكنه رفض بشده قائلا ( أنا ما سيبش ديرى أبدا .. مايحصلش … دا أنا أبقى ماعنديش أصل ) وفضل البقاء فى الدير وحيدا تماما رغم عجزه وفقدانه بصره ، خاف الراهب على ديره من البدو المحيطين به … أغلق الباب بنفسه من الداخل ( لم يكن الدير يغلق من الخارج بل من الداخل ) ، وظل يدق جرس الدير مرتين يوميا ليثبت أن المكان عامر ( بالرغم من الصعوبة التى كان يلاقيها ليصل الى الجرس كل مره وهو الفاقد البصر ) .
عاش القديس بمفرده تماما في الدير لمدة أربعه أشهر كان غذاؤه خبزا يابسا وماءا مالحا الى أن عاد رئس الدير من جولاته لجمع المال للصرف على الدير. تنيح القديس يوم 7 فبراير عام 1989 الساعة العاشرة مساء
بركه وشفاعة القديس اندراوس الصموئيلى تكن معنا كلنا آمين