الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

حياة سليمان -2


-2-
داود وسليمان
لم يكن الفتى سليمان بحاجة لان ينتظر موت ابيه حتى يخلفه على العرش . ذلك انه "لما شاخ داود وشبع اياما ملك سليمان ابنه على اسرائيل"(1اي23: 1). ثم كان اغتصاب ادونيا ، الذي لا يرد خبره في سفر الاخبار، فرصة لتولية سليمان للعرش مرة ثانية، حيث نقرأ في سفر الاخبار "وملكوا ثانية سليمان ومسحوه للرب رئيسا". وعند هذه المرحلة دعى كرسي داود "كرسي الرب"(1اي29: 22 و 23). وهو في الحق لقب الرفعة الذي اقرت به ملكة سبأ يوم جاءت تزوره (2اي9: 8). والواقع ان لكرسي داود مكانة في طرق الله لا يحظى بها كرسي اخر. فهو رمز للسيادة الالهية على الارض، ولن يملأه سوى الرب يسوع. ولقد صار هذا الكرسي مشئوما يوم "ابطل" الرب في بره "بهاءه والقى كرسيه الى الارض"(مز89: 44). ومن تلك اللحظة بدأت "ازمنة الامم"(لو21: 24).
ان تمليك سليمان في حياة في حياة داود كان معناه ان كليهما يملكان معا. وهذا يرسم امامنا صورة مزدوجة للمسيح. ذلك ان داود يرمز اليه كرجل قتال، وسليمان يرمز اليه كرجل سلام. ولسوف يتم الرمزان على يد الرب يسوع لانه اتى بالسلام ، حيث تغنت الملائكة يوم مولده "وعلى الارض السلام"، كما انه ايضا قال عن الاضطهادات التي سيلاقيها تلاميذه "ما جئت لالقي سلاما بل سيفا". اذا هو سلام في قلوب محبيه وسيف في الخارج، هو سلام مع الله وحروب وصراع مع مملكة ابليس. ويقول سفر الرؤيا "يخرج من فمه سيف"، هو سيف دينونة الله وقضائه على العصاة يوم الدينونة الرهيب.
على ان اشعياء (63: 1-6) يصف لنا السلام الذي سيعم مملكة المسيح.
بعد ان اخضع داود كل اعدائه اورث سليمان عرش سلام، فقد اتصف ملكه بسلام اذ استثنينا حادثا واحدا (2اي8: 3). وبعد ذلك ساد السلام مدى اربعين عاما.
على ان سليمان مع هذا لم ينزع كل سلاح. فقد تكرر القول "وجمع سليمان مراكب وفرسانا. فكان له الف واربع مئة مركبة."(1مل10: 26، 2اي1: 14). حقا ان كل رمز يسقط. فحينما يملك  من هو اعظم من سليمان حينئذ الناس "يطبعون سيوفهم سككا (اي محاريث) ورماحهم مناجل. لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد"(اش2: 4). وحضوره سيخلع على المدينة اسما جديدا من ذلك اليوم هو "يهوة شمة" اي الرب هناك (حز48: 35). ونقرأ ف النبوة الوعد الالهي "وانا يقول الرب اكون لها سور نار من حولها ومجد في وسطها"(زك2: 5).