الاثنين، 31 مايو 2021

المسيح هو الطريق -٢

قراءات يوم الاثنين من الاسبوع الخامس من الخمسين المقدسة

موضوع الاسبوع: المسيح هو الطريق..

موضوع اليوم: الطريق للسماء من خلال اتحادنا بالمسبح كانحاد العروس بالعريس.

مزمور عشية
(مز٤٢: ٥):
لماذا انت منحنية يا نفسي؟ ترجي الله..
في الطريق نشعر بمشقة السير. فيلجأ المرنم الى الرجاء في الله، يخاطب نفسه ويدعوها ان تنفض عنها الوهن والضعف.. فلننفض عنا اذا روح الحزن ونرتدي ثوب الفرح. فليكن لنا الرجاء في وعد الرب الصادق "لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد، ودهن فرح عوضا عن النوح، ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة، فيدعون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد.. (إشعياء ٦١: ٣). 
انحيل عشية ولنقل مع اشعياء النبي "فرحا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريس يتزين بعمامة، ومثل عروس تتزين بحليها.. (إشعياء ٦١: ١٠).

انجيل عشية
(مر٥: ٢١-٤٣):
معجزة حدثت في الطريق.. ومعجزة اقامة ابنة يايرس من الموت.
نازفة الدم بالكاد تستطيع ان تسير في الطريق.. ولذا نسمع انها مست هدب ثوبه. وهي تشبه المرنم الذي يشعر بالوهن والانحناء. قدم يسوع لنا ذاته انه هو الطريق. لم يعد الطريق شيئا نسير فيه وصولا الى وجهة معينة، وهي في حالتنا السماء، ولكنه اصبح شخصا نتحد به.  ما اجمل كلمات الرسول  "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه،. (كولوسي ٢: ٦). 
معما كان ضعفنا وعجزنا ولو عجز المائت فهو يضمن لنا السير فيه والوصول اليه. الضعف كنازفة الدم والعجز كابنة يايرس التي لا تبدي حراكا.

مزمور باكر
(مز١١٨: ١٦-١٧):
يمين الرب مرتفعة. يمين الرب صانعة ببأس.
السير في الطريق يحتاج الى قوة، ولذلك نتغنى بقوة يمين الرب .. هي اليمين التي تستند عليها العروس، والتي رآها بنات اورشليم وربما الملائكة ايضا فترنموا "من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها؟ .. (نشيد الأنشاد ٨: ٥).
يقول ابضا "لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب". وهذه الاية تذكرنا بالموضوع الرئيسي للخمسين يوما المقدسة وهو التأمل في القيامة والعيش في افراحها. فلنردد نفس كلمات المرنم على الدوام "لا اموت بل احيا..". ربما هي نفس الكلمات التي رددتها ابنة يايرس ايضا بعد ان اقامها يسوع من الموت. والتي رتبت الكنيسة ان تكون قراءة العشية عنها، اذ ان غروب الشمس يرمز الى غروب شمس الحياة وظلمة الليل تشير الى ظلمة القبر.

انجيل باكر
(مر٤: ٣٠-٣٤):
مثل حبة الخردل.
 على ان قراءة انجيل باكر ليس عن معجزة اقامة من الموت ولكنه عن الحياة في صورة اخرى، وهي حبة الخردل التي تنمو لتصير شجرة عظيمة. الحياة في اقوى صورها من حبة مدفونة في التراب نظنها ميتة الى شجرة عظيمة تعلو وتبهج الناظرين بخضرتها وثمرها الطيب. وهو اعظم مثال للملكوت ايضا، فالملكوت يظن اهل العالم انه لا وجود له وان السيادة اضحت لابليس، ولكنه يمتد يوما بعد يوم الى ان نسمع تلك العبارة المدوية من الملاك الصارخ في نهاية الايام كما يخبرنا الرائي "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة:«قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين».. (رؤيا ١١: ١٥).

البولس
(رو٤: ٤-٩):
اراد الرسول ان يؤكد على دور الايمان في الخلاص. فالوصول للسماء لا يتوقف على مقدار اعمالنا بل على عظيم اعمالنا. وفي هذا يستخدم نبوة داود "طوبى للرجل لا يحسب له الرب خطية.". لقد لمس داود بنفسه ان دخوله للملكوت هو برحمة الله ، فنطق بهذه العبارة التي كانت سبب في تعزية كل الخطاة عبر كل العصور، من خلال تحققها في قائلها. لقد غفر الرب لداود وهم يغفر لكل الخطاة.
اولا، من هنا نرى ان الاعمال ليست هي طريقنا للسماء، والا فان السيئات يذهبن الحسنات. ماذا يستفيد داود من كل اعماله الحسنة ان عوقب على خطية الزنا والقتل؟ ماذا يمكن لاي بشر عاش على الارض ان يترجى ونحن نعلم انه "ليس مولود امراة يتزكى امام الله". "هوذا قديسوه لا يأتمنهم، والسماوات غير طاهرة بعينيه،. (أيوب ١٥: ١٥).

ثانيا، الاعمال ليست طريقنا للسماء، لان اعمالنا الصالحة يشوبها الشر ايصا "وقد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة، وآثامنا كريح تحملنا.. (إشعياء ٦٤: ٦). كما يشوبنا القصور عن اتمام مقاصد الله "الكل قد زاغوا معا، فسدوا. ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد.. (المزامير ١٤: ٣؛٥٣: ٣؛ رو٣: ١٠). اضافة الى ذلك نحتاج الى مجد الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله،. (رومية ٣: ٢٣).

الكاثوليكون
(١يو٣: ٢١-٢٤):
قراءة الكاثوليكون تنير لنا الطريق وتكمل قراءة البولس، فقد عرفنا ان الطريق هو الايمان.
 والان نعرف ملامح اخرة للطريق:
 ‏+ لنا ثقة (تعني ايمان). 
 ‏+ الصلاة "مهما سألنا..".
 ‏+ الاعمال "نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية".
 ‏+ لخص الرسول الوصية في المحبة والايمان 
 ‏+ وفي النهاية شركة الروح القدس هي اكبر ضمان للتأكد من اتحاد العروس بعريسها وثباتها فيه. 

الابركسيس
(اع٧: ٣٧-٤١):
موسى كان مع الملاك في البرية.. فالطريق الى كنعان يمر ببرية العالم. عانى الشعب ٤٠ سنة من التبه. فهل نحن نتيه في برية العالم، ام نتحد بعريسنا الذي هو الطريق الوحيد للسماء؟

مزمور القداس
(مز٧٠: ٥):
"اما انا مسكين وفقير.. اللهم اعني.. لا تبطئ" يشعر المرنم بما شعرت به نازفة الدم، الضعف الشديد. لذلك فهو يطلب المعونة، عاجلا.

انجيل القداس
(يو٣: ٢٥-٣٠):
من له العروس فهو العريس. اتحادنا بالعريس هو ضمان دخولنا الحجل السماوي.

الأحد، 30 مايو 2021

القديس مارتين

سنكسار يوم وز ٢١ بشنس - الموافق٢٩ مايو. تذكار نياحة القديس مارتينيانوس.
في أواخر القرن الرابع الميلادي تنيَّح القديس مارتينيانوس. وُلِدَ في قيصرية فلسطين وترَّهب عند قديس بجبل السفينة وأجهد نفسه بنسكيات شديدة. فسمعت به امرأة شريرة وأرادت أن تسقطه معها في الخطية فذهبت إليه بثياب رثة وقت المساء وطلبت منه أن يقبلها حتى الصباح. وبعد إلحاح شديد وضعها في مكان منفرد بالقلاية. وفي الصباح ذهب إليها ليصرفها فوجدها قد تزينت وبدأت تراوده عن نفسها، فخرج خارج القلاية وأوقد ناراً ووضع فيها يديه ورجليه حتى احترقت محدثاً نفسه " إن كنت لا تقدر أن تحتمل هذه النار البسيطة فكيف تحتمل نار جهنم "، فلما رأت المرأة ذلك خافت جداً فنـزعت ثيابها الثمينة وارتدت ثيابها الرثة، ثم جاءت ووقعت عند قدميه طالبة الصفح والغفران، ثم وعدته أن تمضى بقية حياتها في التوبة. فأشار عليها أن تذهب إلى دير للعذارى في بيت لحم.
أما القديس فخاف من مكائد عدو الخير فمضى إلى جزيرة في وسط البحر وسكن هناك. وذات يوم حدث أن هاجت الرياح على إحدى السفن فاصطدمت بصخرة وانكسرت، فتعلقت امرأة ممن كانوا فيها بلوح خشب حتى وصلت تلك الجزيرة، فلما رآها القديس أعطاها كل ما عنده من الخبز ورسم ذاته بعلامة الصليب وطرح نفسه في البحر وتعلق بلوح الخشب حتى وصل إلى البر، وقرر أن لا يستقر بعد ذلك في مكان، وأخذ يجول في البراري والقفار لمدة سنتين ولما شعر بقرب نياحته ذهب إلى أثينا حيث اعتراه مرض شديد، فطلب مقابلة الأب الأسقف وأخبره بقصته، ثم فاضت روحه بيد الرب، فكفنوه ودفنوه بإكرام جزيل.
بركة صلواته فلتكن معنا..
القصة كتبها بسرد روائي رائع الاديب الروسي تولستوي تحت عنوان (الناسك).

موصوعات صلة:
الناسك، لتولستوي

المسيح نور العالم-٧

قراءات يوم الاحد من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة

الموضوع: المسيح نور العالم. حيث تقرأ في انجيل القداس "التور معكم زمانا يسيرا فسيروا في النور.. انا قد حئت نورا للعالم".

مزمور عشية
مز١١٧: ١-٢):
سبحوا الرب يا جميع الامم.. لان رحمته قوبت علينا" لا يكتفي المرنم بدعوة شعبه إسرائيل فقط بل ايضا الامم ومن هنا نرى ان نور معرفة الله يصل للامم ايضا. وذلك من خلال شعورهم برحمته، وهي رحمة قوية تأثيرها واضح من المؤكد ان كل بشر يشعر بها.

انجيل عشية
يو٦: ٥٧-٦٣):
الايمان يحتاج الى استنارة . لقد استصعب الكثيرون ممن يتبعون المسيح كلماته "من يأكلني يحيا بي". لكن الرب لا يبررهم، بل فقط يعزو عدم تبعيته انهم لم يعطوا من الاب.

مزمور باكر
مز١١٨: ١
"الهي فاحمدك لانك استحبت لي". في العشية دعا المرنم الامم الذين يعيشون في ظلام الوثنية الى تسبيح الرب على عظيم رحمته. اما في باكر فالمرنم نفسه يبدأ يومه بحمد الرب ليس على خلاصه بل لانه، اي الرب هو خلاصه "صرت لي خلاصا'. ففي لنا كل شئ صالح : السلام والغلبة .. "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم».. (يوحنا ١٦: ٣٣). سلامنا نجده في الرب، وغلبة الرب تحسب لنا او هو غلب لحسابنا.


انجيل باكر
(يو٨: ٥١-٥٩):
يقدم لنا الرب وسيلتين لنوال الحياة الابدية. الاولى، حفظ كلامه، لانه يقول
"ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد..". وقد شرح احدهم تأثير عمل الرب: شخصه، كلامه، .. فقال (لان سيادة يسوع تنبع من عظمته الداخلية. الملك الحقيقي لا يحتاج الى تاج ولا يعوزه الصولجان او العرش. الاله الحقيقي لا يحتاج الى الرعود والبروق لاثبات الوهيته. سيادة يسوع نابعة من قوته الذاتية.
يلوح لي انه لو كان لنا ان نخرج يسوع من الهياكل المادية المحدودة الى الفضاء الطليق- الى الحقول وشوارع المدن والبيوت التي نسكنها لكي نستطيع رؤيته كما لو انه ماثل امام اعيننا ونصغي الى كلماته كما نصغي الى الحقيقة البسيطة المجردة فان القوة الكامنة في اعماق شخصيته السامية يكون لها تاثير افضل. فكلما كانت لنا عشرة معه وكلما تعمقنا في كلماته وأخذنا الروح والحياة الكائنة فيها "الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة،. (يوحنا ٦: ٦٣)، فاننا نحيا الى الابد.
الوسيلة الثانية، الطلبة "ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح". طلب ابراهيم ان يرى يوم الرب، اي مجيئه للخلاص.. لقد طلب ذلك بروح الرجاء والايمان الذي اعطاه فرحا "تهلل بأن يرى..". 
الاستنارة كانت لابينا ابراهيم لان طلبها باشتياق. الاستنارة 
لم يدرك اليهود حقيقة يسوع بسبب البرقع على اعينهم فكامت النتيجة انهم ما فتأوا يسألون (العلك اعظم من ابراهيم؟ من تجعل نفسك؟) دون ان ينتظروا اجابة او يصغوا اليها او يتحققوا منها.

البولس
(٢تس١: ١٣-٣: ٥):
"الله اختاركم.. للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق". اهل تسالونيكي كانت لهم الاستنارة ليصدقوا الحق.
"صلوا لاجلنا لكي ننقذ من الناس الاردياء". هؤلاء على اعينهم غشاوة. وهءا ما تؤكده العبارة التالية "لان الايمان ليس للجميع" اي انه ليس الايمان مقبولا من كل الناس .. وكما قال الرب وعلم "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم للخنازير". لانها لا تعرف قيمة الشئ الذي تقدمه لها.

الكاثوليكون
(١يو٤: ٧-١٣):
قراءة الكاثوليكون تكمل باقي القراءات. هنا نتعلم ان المحبة تؤدي بنا الى الاستنارة. "من لا يحب لم يعرف الله".. "بهذا قد اظهرت محبة الله فينا. ان الله ارسل ابنه للعالم لكي نحيا به". واخر امر هو الروح "بهذا نعرف اننا نثبت فيه انه اعطانا من روحه".

الابركسيس
(اع١ع: ١٤: ٨-٢٣):
قصة الاعرج الذي ".. كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه (بولس) ولما رأى ان له ايمانا ليشفي، قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا" . لاحظوا معي انه لم يطلب الشفاء ولكن بولس الرسول كانت له الاستنارة ليدرك ايمان الاعرج. 
ونرى بعد ذلك ان الامم كانت الغشاوة على اعينهم فانهم قالوا "ان الالهة تشبهت لالبشر" وارادوا ان يقدموا ذبايح ايضا.. مما جعل بولس يحتد ويشق ثيابه ويندفع صارخا "نحن بشر تحت الام مثلكم، نبشركم ان ترجعوا من الاباطيل..". ولاحظوا معي "لم يترك نفسه بلا شاهد". فليس السبب في عدم استنارتهم الا هم انفسهم.
ثم اتى يهود من مناطق اهرى واقنعوا الجموع فرجموا بولس.. كانوا منء قليل يريدون ان يقدموا لهما ذبائح كالهين والان يرجمونهما.. همذا الغشاوة على عيون البشر في كلتا الحالتين، انا ان يقدسانهما ويرفعونهما الى اسمةدى الدرجات، او يحطا من شأنهما فيعتبرانهما مجدفين او محرمين يستحقان الموت. فالتطرف هو عمى وفقدان بصيرة.

مزمور القداس
(مز١١٨: ١٤-١٧):
صوت ترنم في خيام الصديقين. لماذا؟ لان يمين الرب صانعة ببأس. وهذه اليد العاملة والمقتدرة في فعلها لا يراها الا الصديقين الذين لديهم استنارة روحية.

انجيل القداس
(يو١٢: ٣٥-٥٠):
اولا، الفرصة محدودة: "النور معكم زمانا يسيرا..". الوقت محدود. يقال عظ العصر، عصر السرعة. لكن الانسان يفعل وينتج بسرعة وفي المقابل ليس لديه نفس الحمية والنشاط لبركض في كريق الملكوت. "اركضوا لكي تنالوا". طريق الملكوت طويل.. طريق الكمال طويل.. « إن جريت مع المشاة فأتعبوك، فكيف تباري الخيل؟ وإن كنت منبطحا في أرض السلام، فكيف تعمل في كبرياء الأردن؟. (إرميا ١٢: ٥).
ثانيا، الغشاوة: "مع ان يسوع صنع أمامهم ايات هذا عظدها الا انهم لم يؤمنوا". لان اشعياء يقول: قد اعمى عيونهم..". في الاصل يقول الرب للنبي "اطمس عيونهم..". والمعنى لا يقصد به ان النبي او ان الله هو سبب عيونهم ولكن يمكن فهمها.انه كان معهم النور زمانا.. وهو يحذرهم ان الوقت المتبقى يسير. اي انه سيقدفارقهم مثلما تغرب الشمس، فلا يستطيعون حينها ان يلزموا الشمس ولا الله الذي سمح لها بالغروب. فهي فرصة وهم فوتوها. 
"الذي يراني يرى الذي ارسلني". قال احدهم (ان يسوع هو راس معلمي الانسانية. وقد اثرت تعاليمه في اصلاح ملايين البشر ما لا يخبرنا التاريخ ان حكيما اوعلما او مصلحا قام به. وقد سكب من معين وحيه في افكار وقلوب الالوف، فراوه بالرغم مما كان يحيط بهم من ظلمة الوثنية وضلالها. ومع ان شرور البشر قد ابعدته عنهم حتى بدا خيالا لا حقيقة. ورغم سفسطة الفلاسفة التي يتيه العقل في شعابها وقفارها فلا يعرف اين يبتدئ او ينتهي. ومع ان فرضيات العلماء قد اسدلت حجبها الكثيفة على الحقيقة السامية التي جاء بها الى العالم ، فانه لا يزال لمجرد ذكر اسمه قوة فعالة في قيادة الانسانية الى الصلاح. ولا رغبة لي في الدخول في بحث اثبات الوهيته.بل جل غايتي انه سواء كان لها او انسانا او الها وانسانا معا فقد كان لحياته اكبر تاثير في حياة البشر).
ثالثا، دينونة العمي: انظروا يسوع وهو يقول "انا لا ادينه ، الكلام الذي تكلمت له هو يدينه". فالخطية تحمل دينونتها في ذاتها، واحتقار كلمات المسيح وعدم الاصغاء لها تحمل نتائجها وثمارها المرة في حياة أولئك المستهترين. ومن اضاع الفرصة للعمل في النهار فانه يعثر اذا اراد ذلك في الظلام. 

السبت، 29 مايو 2021

تأملات في قراءات الصوم الكبير

تاملات في اناجيل عشية احاد الصوم الكبير.

عشية احد الرفاع في الصوم الكبير:
اغفر لنا ..كما نغفر
تنازل عن حقك تجاه الناس لكي يتنازل الرب عن حقوقه تجاهك. في صلاتك عندما تتلو الطلبة الخامسة في الصلاة الربية "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا" قل : يا رب اعطني ان اغفر للاخرين، اعطنى الحب الذي به انس اساءات الاخرين. وتاتي هذه الطلبة في الصلاة الربية عقب طلبة "خبزنا السماوي اعطنا اليوم". فحينما نذكر الافخارستيا نتذكر حاجتنا الى المغفرة للتناول باستحقاق ونحتاج ايضا الى الصلح مع الاخرين للتاول باستحقاق.
المغفرة لا تاتي الا بالتوبة. فهل انا تائب؟ هل اصنع اثمارا تليق بالتوبة؟
واعرف ان المغفرة بعد ان تتم لا تمنع الانسان من الندم والانسحاق. قال داود النبي "خطيتي امامي كل حين" وقال بولس الرسول متذكرا ماضيه "انا الذي لست مستحقا ان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله"
+
انجيل عشية الاحد الاول من الصوم الكبير
يا مرائي:
يقول الشاعر:
ثوب المراء يشف عما تحته.. فاذا اكتسيت به فانك عار.
يا مرائي اطلت صلواتك واكثرت تضرعاتك، لكنك لعلة تطيل الصلاة اما تضرعك فهو مكرهة الرب.
يا مرائي ظننت انكحين عشرت النعنع والشبث والكمون انك بهذا قد قدمت ما يجب عليك تقديمه، لكنك تناسيت ناموس الحق والرحمة والايمان.
ايها المرائي تصف البعوضة وتبلع الجمل.طعامك ممزوج بالغصب والسحق وثيابك نسيجها حرام وظلم، سوف تتمزق عن قريب فتظهرفي ريائك خازيا ومما جمعت خاويا،ومما اكلت فارغ البطن. 
يا مرائي لقد عرفنا المسيح حنونا واسع القلب، لكننا سمعناه قاسيا على المرائين يصب ويلاته عليهم ويستنزل بهم اللعنات.
يا مرائي. قسوت على الناس وادنت غيرك وكان الاولى ان تدين نفسك وتخرج الخشبة من عينك.
+
انجيل عشية الاحد الثاني
كان يوحنا يعمد.
ان التوبة باليونانية ميطانيا وتترجم تغيير الفكر ، او الاتجاه. مما لا شك ان التوبة مظهر للارادة. يمكن اعتبارها الجانب الاخر للايمان. ولذلك كانت اول كلمات يسوع هي "قائلا: «توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات.. (متى ٣: ٢). والتوبة حياة وليست حدثا في الحياة. نحن نخطي كل يوم ولذلك نحتاج الى توبة كل يوم.
واهم علامات التوبة هي الاعتراف. اعترف نحميا بخطية شعبه موحدا نفسه بهم "وأنت بار في كل ما أتى علينا لأنك عملت بالحق، ونحن أذنبنا.. (نحميا ٩: ٣٣). واعترف الشعب معتمدين "واعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم.. (متى ٣: ٦). بل ان الاعتراف ممكن نعتبره اقدم وصية، حين سأل الله ادم كان يريد ان يعطيه فرصة للاعتراف لا ليبرر نفسه. وهذا ما علمنا اياه الرب يسوع في مثل الفريسي والعشار. 

الاحد الثالث
القلب والشيطان
طلب سليمان شيئا واحدا (1مل3: 9) واستجاب الله له (ع11).القلب ساحة قتال وميدان معركة بين الله وابليس، هكذا صورهخ لنا المسيح في مت12 لا يمكن ان يكون ابدا ارضا محايدة- اما الله او الشيطان، هكا علم المسيح وتعلم المسيحية.
ان العلم الحديث يثبت وجهة نظر الكتاب المقدس عن الانسان كشخصية وكميدان لقوى الخير والشر المتصارعة.
ان يهوذا الخائن خرج وكان ليلا" نعم كان بالنسبة ليهوذا ليلا طبيعيا، وكان ليلا روحيا دون ان يظهر فيه نجم رجاء واحد. فذاك الذي كان يمكن ان يتالق كابهى النجوم في سماء المجد الخالد قاده الشيطان ان يشنق نفسه.
كيف نقهره؟
اولا، بدم المسيح: "وهم غلبوه بدم الخروف"(رؤ12: 11). نعم فالجلجثة دائما هي الجواب والحل لكل مشكلات الانسان. حاول ابليس ان يجعل الجلجثة الهزيمة الاخيرة ولكن يسوع جعلها ساعة المجد والنصرة الاكيدة"لكي يبيد ذلك الذي له سلطان الموت اي ابليس"(عب12: 14). ان غضب الله قد احرق ما هو حول الجلجثة حيث يمكنك انت ويمكنني انا ان نجتمع تحت صليب يسوع امنين من نيران الهلاك. ابدا سيرك الى السماء من تحت الصليب. كن قريبا من الصليب .
ثانيا، بكلمة الله: كلمة الله سيف بتار، انها سيف الروح. كانت اجابات يسوع على تجارب ابليس كلها ب "مكتوب". يقول الانبا انطونيوس (ليكن لك دائما شاهدا من الكتب المقدسة على كل عمل تعمه).
ثالثا، الصلاة: اسهروا وتضرعوا لكي تحسبوا اهلا للنجاة.."(لو21: 36). ان الركب الساجدة اقوى من الجيوش الزاحفة. واجه اباؤنا الرسل المقاومات في بداية الكرازة بهذا السلاح وغلبوا ونشروا الايمان. حقا، ان الصلاة تحرك اليد التي تحرك العالم كله. قالت القديسة تريزا (الصلاة هي التي ترفع العالم كله).
*

الاحد الرابع
الطبيعة
لقد وفر الله في الطبيعة كل ما يلزم لسرورنا "يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع.. يعطينا من السماء امطارا وازمنة مثمرة ويملا قلوبنا طعاما ورورا". يوجهنا يسوع الى الاستفادة مما اعدته لنا العناية الالهية. يدعونا ان نتامل الطبيعة ونتمتع بجمالها. ويهو يريد بهذا اكثر من غرض اولا، نستمتع بالحياة وبهجتها. ان في الطبيعة البريئة ما يكفي لاستمتاعنا وسرورنا. وليس غرو اكثر من ان يطلب الانسان سروره من غيرها، اعني من ضروب اللهو الباطل والتي يجني منها نتائجها المريرة. ثانيا، ان ناخذ ونستخلص من الدروس والعبر ما ينفعنا. انه يريد ان نتاملها لنكتشف قدرة الله وجمال فنه ودقة صنعه وعنايته بخلقه.
ما اشد حاجة المؤمنون الى ساعات هادئة يقضونها في احضان الطبيعة. ما اشد حاجتنا الى التمثل باسحق ابينا الذي خرج ليتامل في الحقل عند اقبال المساء (تك24: 63).
ما اروع ان نقرا في صفحاتها معاني الحب الالهي للانسان ففنشد مع المرنم "اذ ارى سمواتك عمل اصابعك..
ما اشد المؤمنين في ساعات الشك والضيق ان يستلهموا من الطبيعة حديثها عن عناية الله. هكذا فعل رجال الله القديسون. يقول المرنم "لهجت بكل اعمالك. بصنائع يديك كنت اتامل"(مز143: 5).
*
الاحد الخامس
المجئ الثاني:
في هذه الايام نرى ارتداد الناس ظاهرة. في ارتدادهم عن الحق .. ارتدادهم عن الحق الكتابي وفي اتباعهم ارواح مضلة وتعليم شياطين. في سلوكهم لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها في ان واحد. ينادون بالاخلاق والانسانية وفي نفس الوقت يهاجمون الكتاب الذي يعلن الحق الالهي ولا ياتيه الباطل في اي عبارة من عباراته، الا وهو الكتاب المقدس!
من ذا الذي تفوته تلك العبارة التي تدعو للاسى التي فاه بها رب المجد "متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض؟!"(لو8:18). فلنصغ الى وصية الرسول "امتحنوا انفسكم – هل انتم في الايمان؟"(2كو13: 5). 
وازاء مجئ المسيح يمكن ان نقول ان البشر ينقسمون الى 3 فرق:
اولا، ينكرون مجئ المسيح:
(2بط3: 3و4).
يعترفون بالمجئ الثاني لكنهم يستبطئونه: (مت24: 48-51)
ثالثا، ينتظرون ويطلبون سرعة مجئالرب: مثل هؤلاء يشتركون مع الرسول في اخر صلاة وطلبة "نعم تعال ايها الرب يسوع"(رؤ22: 20). انه اخر وعد كتابي "ها انا اتي سريعا" واخر طلبة "تعال ايها الرب يسوع" في كلمة الله الحية الباقية الى الابد.
ان العروس تنتظر عريسها باشتياق، وفي المقابل العريس مهتم ويسعى الى ان "يحضرها لنفسه..".
انجيل عشية الاحد السادس من الصوم الكبير:
"اقليل هم الذين يخلصون؟" يبدو ان هذا السؤال وجهه احد الحاضرين لا التلاميذ، وانه كان الغرض منه ايراد امر مبهم بالنسبة له لا طلبا للفائدة.
ويبو ان اليهود كانوا منقسمين ازاءهذا التساؤل ففريق منهم يرى ان الذين يخلصون هم كل نسل ابراهيم وفريق ان قلة فقط هي التي ستفوز بالخلاص. وذلك استنادا الى ان اثنان فقط ممن خرجوا من مصر هما من دخلوا كنعان – يشوع بن نون وكالب بن يفنة. وقد اراد السائل ان يعرف راي يسوع في هذه لقضية عسى ان تؤكد اجابته كثرة الذين يخلصون، فيزداد اطمئنانا ال خلاص نفسه. ويظهر من عبارة "فقال لهم" ان السائل كان ينوب عن كثيرين من حاضرين، وان السيد وجه اجابته اليهم، ويرى بعضهم ان الجواب كان يمثل عقيدة لكل الحاضرين لذا وجه الرب حديثه اليهم.
فقال لهم "اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق". لكن ما قصة (الباب الضيق)؟ وكيف فهم اليهود هذا القول؟
كانت عادة وعرفا متبعا في تلك الايام في الاعراس ان تقام ليلا، وكانت تزين البيوت بالمصابيح، ويدخل المدعوون من باب ضيق صغير يغلق عقب دخولهم جميعا اما الذين يتاخرون فكان الباب لا يفتح لهم مهما قرعوا فيقفون في الظلمة الخارجية. فطريق الله مسيج بالوصايا العشرة والطاعة للوصايا التي تضاد الطبيعة الفاسدة. طريق ضيق في الدنيا واسع في الاخرة. كثيرون يطلبون دخخول السماء بعد فوات الاوان، وهم كثيرون كما قال المسيح اكثر من مرة "واسع الباب.. المؤدي الى الهلاك وكثيرون يدخلون منه"(مت7: 13). وتتضمن كثرة الهالكين الى ان خطر الهلاك محدق بنا وانه لا سبيل الا تجنبه الا بالاجتهاد الكامل.
ثم يمضي رب المجد في حديثه فيقول "انه حين يرى اولئك رب البيت اغلق الباب بعد دخول القديسين الملكوت.. يشتاقون هم ايضا للدخول ومشاركتهم النعيم بدليل وقوفهم خارجا يقرعون "يا رب افتح لنا..".
ولكنه يرد "لا اعرفكم من اين انتم؟" كيف لا يعرف وهو خالقهم؟ انها معرفة من نوع خاص، لا يعرفون كورثة لملكوت ابيه.
ثم يمضي سيد الكل ليبين لمستمعيه الحجج الواهية التي يعتمد عليها المتكاسلون لتبرير دخولهم الى الملكوت فيقول "حينئذ تاخذون في تذكير رب البيت بما كان بينكم وبينه يوما من اسباب الالفة والموانسة.. لقد ذهبت تعاليمه بينكم صرخة في وادي قفر. لا اعرفكم خاصتي لا اعرفكم حقيقة! لقد خدعتم غيركم بالمظهر لكنكم لا تستطيعون خداعي!
"اذهبوا عني .. تباعدوا عني".
ويستفاد من هذا ان القرب من الرب هو خلاصة او قمة افراح السماء وان البعد عنه هو اشد ما يقاسي المرء من عذابات جهنم.
يستفاد من هذا ان قديسي العهد القديم سيشاركون ابناء العهد الجديد الفرح في الملكوت. 
ونتعلم من القول " ان الامم ايضا شركاء في المجد.
*
انجيل عشية الاحد السابع
لماذا سعف النخل؟
يعف النخل يتميز باستقامته (استقامة الايمان) وحته (دقة التعليم) "كن امينا الى الموت.. 
اغصان الزيتون وسعف النخل يمثلان فضيلتين يكمل احدهما الاخر:
الفضيلة الاولى، صنع السلام والثانية استقامة السيرة .
السلام يقتضي التسامح في الحق الخاص. والاستقامة تقتضي عدم التساهل في الحق الالهي- الحق العام وحق الغير. السلام ينطوي على الرحمة واللطف والاستقامة تنطوي على الحزم والدقة والعدل. في المسيح التقى الاثنان، تصالح الاثنين معا (اف2: 14) هذا هو المسيح، وهذا هو المسيحي السائر على درب المسيح. يجمع التسامح على قدر طاقته في حقه الخاص مع التدقيق في حق الله والقريب. يقرن اللطف في غير ضعف، مع الحزم في غير عنف. 
قال المسيح "مملكتي ليست من لعالم" لكي يطمئن الملوك والسياسيين انه ما جاء لكي ينافسهم عروشهم وكراسيهم. ولا جاء لينتزع منهم سلطاتهم الزمنية. انه جاء ليكون ملكا في الارض كما هو في السماء. لم يكن من الارض لانه نزل من الماء واتباعه يصيرون منتمين للسماء وان كانوا من الارض. قال لتلاميذه "لستم من العالم"
جاء يسوع من مملكته في السماء ليمد نطاقها الى الارض "ليصير ملك العالم للرب ومسيحه"(رؤ11: 15). ليست مؤامرات اليهود سوى تعبيرا عن الحرب التي اعلنها الشيطان "كرئيس لهذا العالم"(يو12: 13) على المسيح الذي جاء من السماء ليؤسس مملكته على الارض، حيث كرسي الشيطان (رؤ3: 12). صارت الحرب بين المسيح وابليس حربا على المسيحيين الذين صاروا مضطهدين ومكروهين ، عاشوا يه امناء او ماتوا شهداء.
وكذلك امى الميحيون حربا على العالم والشيطان- يشهرون به وبمبادئه ويعارضونه ويفضحونه.
وبالاجمال، امسى المسيح والشيطان على خطين متعارضين ومتعامدين – راسي وافقي. من فوق الى اسفل ومن اليسار الى اليمين "قد صلب العالم لي وانا للعالم" هي مقولة يقولها كل مسيحي.
واذ صعد المسيح الى السماء امست الكنيسة هي سفارته على الارض، تتحدث باسمه وتنوب عنه وتحويؤ اسراره وكنوز معرفته.
لنرفع صليبه فهو علم مملكته (نش2: 4) ولنرتسم صليبه امام وجوهنا على الدوام.

الجمعة، 28 مايو 2021

المسبح نور العالم -٦

قراءات يوم السبت من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة.

موضوع اليوم: اعطى الله الانسان نعم كثيرة تؤهله ليكون نورا ويفوز بالملكوت ولكنه لم يستفد منها.

مزمور عشية
(مز١٢٩: ١-٢):
"كثيرا ما ضايقوني منذ شبابي.. ولم يقدروا علي". كانت الغلبة للمرنم رغم كثرة الحروب وطول مدتها.

انجيل عشية
(لو١١: ١٧-٢٣):
"حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون أمواله في امان".
هنا ٣ عوامل ساعدت في تحقيق الامان، "يحفظ" اي يسهر،
 "القوي"، يتمتع بلياقة بدنية والقوة الجسدية تأتي بتدريبات مستمرة ونظام حياة صحي من اكل معين وعدد ساعات نوم محددة. وهو ما عاناه الرسول بقوله "وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى، وأما نحن فإكليلا لا يفنى.. (١ كورنثوس ٩: ٢٥).
 ‏واخيرا "متسلحا".القوة البدنية وحدها لا تكفي، بل لابد ان يدعمها السلاح، ولذلك يدعونا الرسول "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس.. (أفسس ٦: ١١). ويكرر نفس الدعوة "من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا.. (أفسس ٦: ١٣).

مزمور باكر ‏
(مز١٤٦: ١٠):
"يملك الرب الى الدهر..".  الرب هو الملك، وهو ملك قوي في يده مقاليد الامور. وان كنا نجد انه في الوقت الخاضر ان ابليس ينازع الله في ملكوته ويحارب اولاد الله، لكن بالايمان يرى المرنم ملك الرب النهائي والابدي.

انجيل باكر
(يو٧: ٣١-٣٧):
"انا معكم زمانا يسيرا.. ستطلبونني ولا تجدونني". يدعونا الرب لاستغلال الفرصة وعدم تضييعها.. ونرى مجادلة اليهود العقيمة او بالاحرى كلماتهم الجوفاء وسخريتهم تنم عن عمى قلوبهم.
نعم، سوف يطلبون الرب، ولكن سيكون ذلك بعد فوات الاوان، حين لا يملكون القوة لفعل ما يتوجب علبهم فعله "لا تقدرون ان تأتوا". ان هذه القوة التي يملكونها الان لطلب الرب سيفقدونها، وتادلك الفرصة المتاحة سوف تفلت من بين ايديهم بسبب تراخيهم وتسويفهم وتأجيلهم.

البولس
(اف١: ١-١٤)
"اختارنا.. نلنا نصيبا.." افعال تدل على ان الله اعطى الانسان عطايا كثيرة مجانية ومنها التبني والفداء "عيننا للتبنى.. لنا فيه الفداء". وايصا معرفة اسرار الملكوت ومنها تدبير الله ومقاصده، وايضا نوال ختم الروح القدس والذي هو بمثابة عربون الميراث السماوي وكأنه عقد ابتدائي بملكية اثمن شئ اي الميراث السماوي "عرفنا بسر مشيئته.. ختمتم بروح الموعد..".

الكاثوليكون
(١يو٤: ٢٤-٥: ١):
"من يعترف ان يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه.. ". كلمات جميلة ودعوة مباركة ان نؤمن وان نحب"الوالد والمولود منه". الايمان يتبعه الاعتراف. ومحبة الله تتبعها محبة اخوتنا البشر.
اننا سوف نكون نورا للعالم بامرين: الاعتراف العلني بايماننا، ومحبتنا للاخرين.
محبتنا للبشر تجعل الاخرين يعرفون اننا تلاميذ يسوع "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضا لبعض».. (يوحنا ١٣: ٣٥).


الابركسيس
(اع٩: ٣٦-٤٧):
"يا طابيثا قومي". قوة القيامة تعمل في اقامة طابيثا الفتاة والتبدي كانت ممتلئة اعمالا صالحة وحسنات للفقراء. وبهذا تم فيها قول المرنم "طوبي لمن بتعطف على المساكين. في يوم الشر ينجيه الرب. الرب .. يحييه".
طابيثا كانت تورا للعالم حسب وصية المسيح، لان الناس رأوا اعمالها الصالخة "فمجدوا اباها السماوي" بسبب الاحسان اولا وبعد ان اقامها بطرس من الموت ثانية.

مزمور القداس
(مز١٥: ٤):
الرذيل محتقر في عينيه. يكرم خائفي الرب". اولاد الله لابد ان يتسموا بفضيلتين، الانعزال عن الشر والاشرار، واكرام الفضيلة والافاضل. وهنا الاحتقار ليس خطية ولكنه بغضة للشر ذاته، اي نحب الخطاة ونكره الخطية.

يو٧: ١٤-٢٤):
كان المفترض ان يكون اليهود نورا للعالم من خلال ايمانهم بالمسيح والاصغاء لتعليمه، وايصا لانهم اخذوا الناموس واخذوا الختان كعلامة ظاهرة لتميزهم عن باقي الشعوب.
 لكنهم في الحقيقة لم يشاءوا ان يعرفوا مشيئة الله ، كما انهم  لم يحفظوا الناموس.
وايضا كانوا لئام اذ انهم اتهموا المسبح باطلا وسخروا منه قائلين "بك شيطان. من يطلب ان يقتلك؟". 

المسبح نور العالم -٥

قراءات الجمعة من الأسبوع الرابع من الخمسين المقدسة

مزمور عشية
(مز٧٠: ١-٢):
"اللهم التفت الى معونتي.. ليخز .. طالبوا نفسي".
نطلب النجاة من الاشرار (خمير الفريسيين).

انجيل عشية
(مر٨: ١٠-١٥):
اوصاهم ان يتحرزوا من خمير الفريسيين الذي هو الرياء. الخميرة هي قطعة من عجين قديم او عتيق او سابق توضع مع الجديد. واستخدمت كرمز للشر، لان الشر له خواص العتق والشيخوخة والاضمحلال والفساد. يقول الرسول "إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما أنتم فطير... (١ كورنثوس ٥: ٧). ثانيا، الخميرة تنقل خواصها الى الوسط المحيط. او ليست الخطية لها صفحة العدوى؟ فالمعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة. وقد لفت الرب انتباه الشعب الى عدوى الخطية بان سأل النبي قديما الشعب "إن حمل إنسان لحما مقدسا في طرف ثوبه ومس بطرفه خبزا أو طبيخا أو خمرا أو زيتا أو طعاما ما، فهل يتقدس؟» فأجاب الكهنة وقالوا: «لا».. (حجي ٢: ١٢).
ثم اعاد السؤال ولكن على الخطية. فقال حجي: «إن كان المنجس بميت يمس شيئا من هذه، فهل يتنجس؟» فأجاب الكهنة وقالوا: «يتنجس».. (حجي ٢: ١٣).
فيبدو ان عدوى القداسة ليست بنفس 
درجة عدوى الشر، بل ان الفداسة امر شخصي يحتاج الى تجاوب الانسان مع عمل النعمة والى الجهاد.

مزمور باكر
(مز٦٩:١-٥):
"انا مسكين وفقير.. انت معيني ومنقذي". هذه العبارة باسان خدام الملكوت.

انجيل باكر
(مر٢٦::٢٤-٢٩):
"وهو ينام ويقوم وهو لا يعلم كيف". لا احد يعرف كيفية انتشار الملكوت. انه عمل سري عجيب. هذا احد اسرار الملكوت. قد يعزو العالم انتشار الملكوت الى اسباب غير حقيقية كالصدفة او الظروف مواتية او جهالة المؤمنين او .. ولكنه يلقى في نظر الجميع سر مجهول.
ايضا الملكوت ينمو بالتدريج ، كنمو تلك البذار "اولا بذارا ثم نبانا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل". لا نتسرع ونطلب الثمر .. وليكن لدينا الصبر والرجاء لنتوقع هذا الثمر. طلب النبي قديما بروح الرجاء هذا الثمر فقال "في المستقبل يتأصل يعقوب. يزهر ويفرع إسرائيل، ويملأون وجه المسكونة ثمارا.. (إشعياء ٢٧: ٦).

اليولس
(رو٣: ٢٧-٣١):
"الله وحده هو الذي يبرر.. ". اسس الرب يسوع ملكوته وارسل خدامه ليبشروا بهذا التبرير. الله يبرر كلا من اليهود والامم بالايمان. اذا ما هو موقع الناموس. هل بطل الناموس'. كلا ، بل نثبته. لم يكن مجئ المسيح لبنقض، بل ليكمل. لم تقوم المسبحية على ابطال الناموس بل على تثبيته. وكأننا نتحدث عن اساس ومبنى. وضع الله الاساس ثم بنى عليه. يكون الاساس والبناء مبنى واحد. نحن لا نرى الاساس لكنه موجود. 

الكاثوليكون
(١يو٤: ١-٦):
يتحدث عن الاستنارة، روح التمييز فيقول "أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم.. (١ يوحنا ٤: ١).
اولا، فحص والتحقق من تعاليم المعلمين، لان معلمين كذبة كثيرين موجودين في العالم يبثون سمومهم وضلالهم. 
ثم يضع لنا الرسول وسيلة التمييز، او محك انه الايمان بتجسد رب المجد "بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله،. (١ يوحنا ٤: ٢).
في نور القيامة نعرف اننا اولاد الله، اننا من الله "نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال.. (١ يوحنا ٤: ٦). فالروح القدس يشهد لارواحنا "الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله.. (رومية ٨: ١٦).

الابركسيس
(اع٥: ٣٤-٣٦):
يذكر غمالائيل معلم للناموس وممرم وحكيم، يضع علامة او يعطي نصيحة "احترزوا لانفسكم قيما انتم مزمعون ان تفعلوه". قبل ان يقدم الانسان على اية خطوة لابد ان يستشير. الهذا السبب تعقد المجامع؟ 
ثم يقدم دروسا من التاريخ ليقيس عليها ..
رغم ان غمالائيل لم يكن مسيحيا الا انه كان يملك حكمة وهو ما نسميه النور الطبيعي الذي اودعه الله في خليقته.

مزمور القداس
(مز٢٤: ١-٤):
للرب وملؤها.. " ملكوت الله يشمل كل الارض.
"الطاهر اليدين..". هنا الملكوت بوضع خاص يشمل القديسين..

انجيل القداس
(يو١٠: ٣٤-٣٨):
يستشهد يسوع بقول المرنم " أنا قلت: إنكم آلهة وبنو العلي كلكم.. (المزامير ٨٢: ٦). كان المرنم يتحدث عن القضاة انهم اخذوا نورا من الله وحكمة للتمييز. انهم يقضون بين الحق والباطل.
وان كان القضاة اخذوا هذا اللقب لانهم تشبه ا بالله في صفة الدينونة، افهل يستكثرونه على المسبح وهو يعمل كل اعمال الله وليس عملا واحدا فقط؟!

الخميس، 27 مايو 2021

المسيح نور ٤

قراءات الخميس من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة:

مزمور عشية:
(مز١٢٧: ٣):
"هوذا البنون ميراث من الرب..". لاحظ ان يسوع يعتبرنا ابناء له وميراثه. يجعلنا نور فالابن له صورة ابيه. 

انجيل عشية
مر٧: ١-٤):
"ان لم يغتسلوا لا ياكلوا". الفريسيون رفضوا جوهر الناموس وهو ان يكونوا على صورة الاب السماوي، وتمسكوا بالشكليات والمظاهر. لكن في تور الله تفضح اعمال الظلمة وزيف التدبن الشكلي. عرفوا ان الطهارة والقداسة ملمح من ملامح الطريق للسماء ولكنهم للاسف اكتسبوا صورة التقوى ولم يقتنوا قوتها.

مزمور باكر
(مز٩٧: ٧-٨):
يخزي جميع عابدي الاوثان.. ابتهجي يا صهيون..". نور المسيح فضح زيف وبطلان العبادة الوثنية. نور القيامة انار الحياة والخلود. وظلام الوثنية انى بالموت والفناء على البشرية.

انجيل باكر
(مر٤: ٢١-٢٤):
"هل يؤتى بسراج ليوضع تحت مكيال؟". السؤال ليس استفساري بل استنكاري. الله لا يريد منا ان ندفن الوزنات. لا يريدنا ان نحتفظ بخبر قيامته و قيامتنا لانفسنا، بل نعلنه. نعلن عما صنع بنا، ونعلن عن قوة قيامته. تريد المنيسة ان تعلمنا ان النور اتى الى العالم فماذا صنعنا؟ لقد اضعناه بتكاسلنا، اغلقنا على انفسنا، لم نخرج ونحن حاملين السرج فنبدد ظلمات الطريق، ولا ظلمات اناس يعيشون بين جدران هي اشبه بالقبور لا البيوت. احتفظ مل واحد منا بالسراج في بيته، وليدم نكتف بذلك بل امعانا في الحفاظ عليه وضعناه تحت المكيال، فلا نحن استفدنا بالنور ولا نحن شاركناه مع الاخرين.
الظعوة يوجهها الروح لنا ، للكنيسة عامة "«قومي.. استنيري ..لأنه قد جاء نورك،... (إشعياء ٦٠: ١).
"ليس شئ خفي لا يظهر.". يظهر كل خفي و مكتوم في نور قيامة المسيح.. انارت القيامة لنا حقيقة الدهر الاتي. اظهرت لاهوت المسيح. اعلنت صدق كلامه، كشفت عن طبيعته الالهية والناسوتية وعن خلاصه العظيم. في نفس الوقت اعلنت كل مكتوم يستوجب الدينونة. اعلنت ضعف البشر، فالتلاميذ يختبئون.. واليهود يتأمرون .. اضحى الانسان ليس في حاجة الى حقايق ومعلومات بل الى تجديد في طبيعته. عرف الانسان حقيقة نفسه، انه في حاجة الى مخلص. فهل اقبل الحميع اليه؟ 

اليولس
(رو٣: ٢١-٢٦):
ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس". 
ظهر في نور القيامة.. وشهد لير المسبح في نور كلمة الله..
"لاظهار بره في الزمان الحاضر".

الكاثوليكون
(١بط٣: ١٨-٢٤):
'سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة.. ". من طقس المعمودية هذا الاعتراف واعلان االايمان. ليس السؤال طلبا لمعرفة شئ مجهول. ولكنه سؤال موجه من الاب لطالب المعمودية للتأكد من صدق النبدية وقوة العزم على قبول خلاص الله.
"الذي هو عن يمين الله وملايكة وسلاطين مخضعة له". يكشف الروح عن سدصورة عظيمة هي متعة وجوهر الابدية.المسيح يجلس على عرشه والكل بخضع له.

الابركسيس
(اع٥: ٣٠-٣٣):
"ونحن شهود له.. والروح القدس ايضا..". انار الرسل الطريق للعالم، فهم انعكاس نور الشمس. لم يأبهوا لتهديد ولم ينخدعوا بوعد.
الروح القدس يشهد للمسيح لنا.. يشهد اننا اولاد اله.. يشهد عن الله من خلالنا.

مزمور القداس
(مز٦٦: ١-٦):
"حول البحر الى يبس، وعبروا في النهر بالرجل.". ربما لا ننس ان أخذنا النور، ان نعبر البحر، اي العالم. وان نجتاز النهر اي الكنيسة. حياتنا تتطلب عبورا مزدوجا للدخول الى كنعان. شهادتنا انام العالم، وشهادتنا انام اخوتنا "اخبر باسمك اخوتي. في وسط الكنيسة اسبحك". لذلك يقول بعدها مباشرة "اهتفي لله يا كل الارض.. ويقول ايضا "هناك فرحنا به".

انجيل القداس
(يو٨: ٥٤-٥٩):
"وانا انا فاعرفه وان قلت انني لست اعرفه اكون كاذبا مثلكم". معرفة الله تحتاج الى استنارة. النور الطبيعي لا يكفي لمعرفة الله معرفة بالمقدار الذي ارادنا ان نصل اليها.
وان كان يسوع يدعونا للشهادة عنه، افلا يشهد هو عن ابيه. انه يعرفه معرفودة الذات للذات.
في القديم اشتاق ابراهيم لهذه المعرفة، المعاينة قمة المعرفة. حين اراد ايوب المقاىنة بين الرؤية وغيرها من الوسائل كالسمع فضل الاولى. فقال "بسمع الاذن سمعت عنك والان راتك عيناي".

الأربعاء، 26 مايو 2021

المسيح هو النور -٣

مزمور عشية
(مز١١٩: ٤٩-٥٠):
"اذكر لعبدك القول .. هذه هي تعزيتي في مذلتي". وعود الله هي سبب عزاء المؤمنين. كم كان وعد المسبح "ها انا معكم كل الايام.." سبب تعزية للنؤمنين على مر العصور!
كم كان وعده " انا ماض لاعد لكم مكانا. " سبب عزاء لكل نفس وهي تقبل على الموت".

انجيل عشية
(مر٦: ٤٧-٥٢):
"فلما نظروه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصىرخوا". لقد خافوا، من الامواج، وخافوا ايضا من شخص الرب الذي جاء لينقذهم. ذلك لانهم لم يروه على حقيقته. البعض مثل التلاميذ يرون الله على غير حقيقته فيصرخون فزعا. لقد اضلهم ابليس، واضلتهم الغشاوة على قلوبهم ، مثل ذلك العبد الكسلان الذي قال لسيده معتذرا بعءر اقبح من ذنب "عرفت انك قاس ! .. تحصد ما لم تزرع.! .". لم يكن كسلانا فقط بل ضم خطية الإدانة وايصا الاتهام الظالم.

مزمور باكر
(مز١١٩: ٣٣)
"علمني يارب طريقك".. حاجتنا الى من يهدينا في الطريق. من يعلمنا. فلتكن طلبتنا على الدوام.

انجيل باكر
(مر٣: ٣١-٣٥):
"ها هم امي واخوتي.. من يصنع مشيئة ابي..". قراءة الانجيل تكمل المزمور، ففي المزمور نطلب معرفة الطريق، وفي الانجيل نسمع الطوبى لمن يسير في طريقه. لمن ينفذ مشيئة الرب.

البولس
(اف٢: ١٣-١٨):
"يخلق الاثنين إنسانا واحدا.. فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين..". وحد الرب اليهود والامم في جسده. انه طريق واحد يسلكه كل البشر، من خلال شخصه المبارك. هذا الطريق اصبح امنا مملوءا بالسلام. وربما تذكر الرسول قول النبي "ما أجمل على الجبال قدمي المبشر، المخبر بالسلام، المبشر بالخير، المخبر بالخلاص، القائل لصهيون: «قد ملك إلهك!».. (إشعياء ٥٢: ٧). فالكرازة هي بانجيل السلام الذي صنعه المسيح بين البشر والله الاب. والسلام الذي انعكس على البشر وبعضهم بعضا ، فاصبح اليهود والامم شعبا واحدا.

الكاثوليكون
(١بط٤:٨-١٣):
"ان كان احد يتكلم فكاقوال الله.. مواهب يخدم بها بعضكم بعضا..". قراءة الكاثوليكون والابركسيس مكملان للبولس. فالكاثوليكون يعرفنا ان الطريق الى السماء هو طريق الخدمة والعطاء للاخر.
ثم لا ينس ان ينبهنا الى ملمح من ملامح الطريق وهو الكرب " ما اكرب الطريق.." و الضيق, فيقول "لا تستغربوا البلوى ابمخرقة .. انها لامتحان ايمانكم".

الابركسيس
(اع٢٠: ١-٦):
واجه بولس اثناء الكرازة مؤامرة لقتله ولذلك غير طريقه للهروب من الشر . وهذا تطبيق عملي لما تعلمناه في الكاثوليكون. وايضا درس نتعلمه عن عناية الله، فاكتشاف المؤامرة ساعد في انقاذ بولس. وايضا حرص بولس في استخدام التدبير اللازم من البعد عن موطن الخطر. وكما يقول الحكيم "الذكي يبصر الشر فيتوارى، والحمقى يعبرون فيعاقبون.. (الأمثال ٢٢: ٣؛٢٧: ١٢).

مزمور القداس
(مز٧٤: ١٢-١٣-٢٢-٢٣):
"أنت شققت البحر بقوتك. كسرت رؤوس التنانين على المياه.. ". رأينا في قراءة انجيل عشية (حيث الظلام يرمز الى المتاعب) الرب يهدئ الامواج فيصل التلاميذ الى وجهتهم بسلام. وههنا في قراءة مزمور القداس نرى الرب يصنع طريقا وسط البحر. رأيناه يحطم كل المعوقات ويقضي على الاشرار.
"قم يا الله. أقم دعواك. اذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله..". كلمة (قم) تذمرنا بالقيامة. القيامة رحمة للابرار، ونجاة لهم. وهي ايضا دينونة للاشرار. والاشرار يفعلون في جهلهم اشياء فظيعة. انهم يعيرون اولاد الله.  وهم يفعلون ذلك بجلبة عظيمة.
"لا تنس صوت أضدادك، ضجيج مقاوميك الصاعد دائما.. (ع٢٣). وهذه الجلبة ليست مؤقتة بل هم تمادوا فيها، اما لانهم ظنوا ان الله عاجز عن صدهم، او انه نسى شعبه.
تلك الأصوات التي ارتفعت مزمجرة تريد الفتك والتفظيع يجب أن تسكت الآن. وهذه الضجة يجب أن يعقبها سكون القصاص فإن الجاني يجب أن ينال ما تستحق يداه. وأما لهجة هذه الصلاة الأخيرة فهي حكيمة ومعتدلة للغاية وروح الانتقام فيها لا يدل على منتهى الحقد والضغينة لأن المرنم يطلب مجد الله وعزه.

انجيل القداس
(يو٧: ١٤-٢٩):
"كيف يعرف هذا الكتب وهو لم يتعلم؟.
ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله..".
لقد حصر الرب القضية هنا في ارادة الانسان.. وليس في قصور عقله او جهله كما رأينا في قراءة مزمور القداس وقبلها في مزمور و انجيل باكر.
لكن، هل بعد ان نعرف الطريق هل سوف نسير فيه؟ هل بعد ان تتضح لنا مشيئة الرب، هل سوف ننفذها؟
في الواقع لم يحصل هذا مع اليهود "اليس موسى اعطاكم الناموس وليس واحد منكم يعمل الناموس". وفي عصرنا الذي انتشرت فيه المعرفة ايضا.
هناك علامة واضحة من علامات الطريق. "من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق". فلنطلب مجد الله اولا, فيحسبنا الله امناء له.

الملخص:
١- السير في طريق الملكوت يحتاج الى:
+ هداية او الله ينير الطريق.
+ يحتاج الى تعليم.
+ ‏صدق نية او ارادة صالحة.
+ ‏ازالة المعوقات او العناية الإلهية.

من ملامح الطريق:
+ الضيقات "البلوى المحرقة"
+ ‏السلام
+ ‏الهروب من الشر
+ ‏طريق الخدمة والعطاء.

فيلم: سانتريتا

عرض فيلم القديسة ريتا على قناة نور سات اللبنانية في عيدها والذي ىوافق ٢٢ مايو من كل عام.  الفيلم اثر بي شخصيا. لقد قرات بالفعل قصتها منذ سنوات طويلة. ورأيت ايقونتها الجميلة تزين احد جوانب تلفاز عتيق (ذو صمامات) من الخمسينات كان يمتلكه اقاربنا .. لكن لم انتبه ولم اتفاعل مع سيرتها مثلما حدث مع الفيلم .  ومن هنا نرى تأثير الدراما في حياتنا ، وفي حياة الشعوب. السيناريو كتب ببراعة شديدة واعتقد ان الحبكة كلها كانت تدور حول السلام والعنف. مرادفات العنف هي الثأر والانتقام.. وهذا ضرب على وتر حساس عندي. فقد كان لي صديق، وعقب تخرجه من الكلية بعام واحد لم اسمع عنه، وعرفت انه قتل في ظاهرة تعرف في صعيد مصر بالثأر.
لا نتعجب اذن ان هذه الظاهرة كانت موجودة في اوربا في القرن الخامس عشر والذي تدور فيه احداث الفيلم.
التقطت بعض المشاهد من الفيلم واحببت ان اشارك بها قراء الموقع الاعزاء.
وعلى سبيل النثال اثر بي اجابتها على سؤال اخو زوجها لماذا داوت قاتل زوجها اثناء اصابته بالطاعون حتى شفى.
قالت: فيما مضى غفرت له لاني كنت ارغب في حماية طفلاي .. اما الان فالسبب مختلف، انا اريد مقابل.
وكان المقابل الذي تريده هو السلام. مقابل الغفران تريد السلام.
امنت ريتا بقوة الحب على التغيير. امنت بالله والبشر. اسمعها تجيب عندما استوقفتها الام قائلة:
انها مهمة صعبة جدا وتكاد تكون مستحيلة!
لا ، إذا كنا نؤمن بالله ونثق في الناس..
اسمعها ايضا وهي تخاطب زوجة خصمها:
يجب ان نبني السلام كل يوم من خلال محبتنا للزوج والابن والقريب والجار..
فعلا السلام سهل وصعب في آن واحد. سهل ان امنا بالله ووثقنا في الانسان. سهل ان كنا نبنيه مل يوم ونحن لنا هءه الثقة.
وصعب لانه يحتاج منا الى تنازل، يختاج الى رعاية كما يرعى الفلاح غرس بسيط. انه يشبه ذلك الامتحان الذي اجتازته ريتا في بدء رهبنتها، اء اعطته الام غصن كرمة يابس وامرتها ان ترعاه. وبالفعل اثمرت.
جميل انه قالت لها في بدء الاختبار (اليأس لا يثمر يا ريتا). 
فلنطرح عنا اليأس ولنؤمن بمن قال (طوبي لصانعي السلام).
في هذا الوقت العصيب ونحن نرى الحروب تعم العالم، ما احوجنا الى نبذ العنف! ما احوجنا الى الايمان بقوة الحب والغفران، ما احوجنا الى الايمان بالله والثقة بانسانية الانسان.
بالفعل تسمى القديسة ريتا شفيعة المستحيلات. وكنت اظن ان هذا يتعلق بفعل اعاجيب الشفاء، ولكنها ايضا تتعلق بالسلام الذي قالت عنه الام الرئيسة: انها مهمة صعبة وتبدو مستحيلة.
بشفاعة القديسة ريتا نطلب ان يخل السلام العالم وتزول الحروب والصراعات وتبطل ظواهر الانتقام والثأر والعنف. امين.
***
مشهد ١- على مائدة الطعام تجلس ريتا مع ولديها:

سألت ريتا:
الا تريد العمل ؟
نعم، لكني لا أريد أن أكون طحاناً
كان والدك طحاناً 
اجاب دون ان يرفع بصره الى امه:
والدي كان فارسا
لكنك يا باولو ماريا لم تتعلم الفروسية، ألم تكن تريد فيما مضى أن تكون طحاناً؟
صمت.
إذن ..ماذا تريد أن تعمل؟
دعينا نتحصل على مكاننا المتوقع في عائلة أبينا
ماذا تقصد؟
...نحن كبار بما يكفى لنقرر بأنفسنا.. وقد قررنا تكريم ذكرى والدنا.. وهوأكثر أهمية من أي كلام أخر..
هو لا يريد ذلك. حتى بعدما قتل شقيقه لم يستخدم السلاحليأخذ بالثأر. يجب احترام اختياره.
وماذا كانت النهاية بعد الاختيار ؟
قُتل..، اغمضت عيناها للحظة وتنهدت ثم قالت بلهجة اسفة:
إذا قمت بذلك ، يكون والدك قد توفي سدى. أنتما الاثنان ينبغي أن تقتديا به...
+
مشهد ٢- ريتا تبحث عن ولديها:

قرعت الباب. فتح وقال بلهجة خافة:
ريتا، ماذا تريدين ؟
منذ امس ، وأبنائي لم يعودوا إلى البيت..انهما هنا معك ، أليس كذلك ؟
ان هذا خيارهم .
قاطعته زوجته وقد وقفت هي الاخرى بالباب:
اتركها لترى اولادها.
لكنهم لا يريدون رؤيتها.
نادت برجاء باولو.. 
لم يعرها الولدين اهتماما.
صفقق الباب بشدة. 
مضت تبكي.
+
مشهد ٣- راهبة تتحدث مع الام الرئيسة:

ريتا تساعدنا  دائما..وهى ماهرة في التمريض.
أنا أعلم ، يا أختاه!
هذا كله جيد.. ولكن مع ذلك أعتقد أنه من الأفضل أن تتوخى الحذر...ريتا ارملة رجل قُتل، وهو ما يعني تورط الدير....في حرب من أجل الانتقام
.. إذا ظللت تسمحين لها أن تأتى إلى هنا
-- اغفر لي ياأبى. ولكن ريتا بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى.
+
على باب المدينة. هتف الشرطي:
اخلع قلنسوتك.. اظهر لي العنق.
لا بأس انه خالي من الطاعون. دعه يعبر.

هل رأيت أبناء باولو مانشيني
جيان جياكومو وماريا باولو ؟
لا ، أنا فقط غادرت سيريتو.. لم أرهم. أنا لم أر أياً منهما.. واسمهما جيان جياكومو وباولو مريا. أنا لم أر أي طفل بهذا الاسم. أنا آسف.
لك الشكر على أي حال!
***
أفتقد ريتا ، يا أختى. ولكنى لا ازال غير قادرة على الصفح.
- ريتا لم تخطىء فى شىء حتى تغفرى لها.
- أعرف أنني على خطأ وأنني يجب ألا اصطدم معها ولكنى فشلت في اتخاذ الخطوة الأولى...
- هذه نظرة ضيقة ، يا كاترينا.
أليس هذا هو الغرور ؟ التفكير فى عائلتك. حزنك هو من الضخامة بحيث تشاهدين فقط نفسك الآن..ونسيتِ الحياة المكرسة لله...
***
ريتا.. ريتا!
ماذا؟ ماذا حدث؟ 
كان هنا تاجر في تلك الليلة رأى أبناءك
أين؟.. لأجل الله ، قولى لي ، أين هم ؟
في مستشفى للأمراض المعدية مسافة يومين من هنا
- يا إلهي ، انه الطاعون.
من الذي قال لك؟
شقيقتي ..
+
مشهد ٤:
أنت لم تنفذ الأوامر ، دوسيو.. كان يجب عليك ّ مشاهدة ريتا.
- رأيتها تأخذ حمارا ، ولكن ظننتها ذاهبة إلى احد المرضى. اسف.
- الآن هناك خطر التعرض للمطاردة من قبل رجال سيشى .. سأحاول أن أوقفهم
هل تعتقد أنك تستطيع وقفهم الآن؟ 
- لوسيو لقد حذرتك... لو أن شيئاً حدث لأولاد أخى ، ستدفع الثمن غاليا...
- ماذا تفعلين هنا؟
ألا ترين أننا نتحدث؟
أريد أن أعرف ماذا تريد أن تفعل
حان الوقت للوصول للهدف المنشود.، والانتهاء من تحقيقه إلى الأبد
إذا كنت تظن جويدو ، أقترح عليك أن تكون حذرا جدا.. فأنا أعرف أنه زاد من الحراسة.

+
مشهد ٥:
في المشفى سألت ريتا المديرة:
اماه ، هل هو الطاعون ؟ 
لا ، شكرا للسماء ..
هنا.. ما زال الطاعون  لم يصل بعد ، لكنهما مريضان جدا.
! من فضلك أعطني شيئا..أنا آسف! ساعديني..
تنبه:
أمى ، مرحبا...
لا تجهد نفسك ، يا عزيزي..الآن أنا سأعتني بكما بنفسي.. اعتقدتما أنني لن آتي؟
أنا أعلم ، أليس كذلك؟ ولكن ، يا عزيزي ، لماذا لا تقولا لي شيئا؟
يسعل بشدة:
سوف أعطيك دواءا للسعال القبيح
شكرا لكِ لأنك لم تتخلِ عنا.. كنا ننام في الخارج ، حيث المطر والبرد
جيان جاكومو في ليلة بدأ الهذيان. قالت امرأة رأته أن لديه ارتفاع بدرجة الحرارة وأحضرته هنا...
تنفس بصعوبة:
وبعد ذلك ، أنت مرضت أليس كذلك ؟
تعرفين اننى دائما ارافقه.
أعرف ذلك -
أمى.
نعم -
انا اسف.أردت أن اقتل رجلا...امي.. شكرا... للحب... الذى اظهرتِه لنا. أريد... البقاء لفترة أطول معك. ولكن كما تعلمين ، من دون شقيقي لن أقدر.
تنتحب:
لا تبكي. لقد تعلمنا منك أنه لا ينبغي علينا  أن نحزن

+
امنا، لقد مات ولداي.
عليك أن تكون قوية.
لم أقدر على حمايتهم كما وعدت باولو.. وعدته قبل وفاته.. انا اشعر وكأنى قتلته للمرة الثانية
لا ، يا ريتا
أنا استحق الموت.. لماذا يارب لا تأخذني ؟ ...لماذا سمحت بتدمير ما كان جميلا
هؤلاء الذين أحببتهم أكثر في العالم ؟...لا أحد يستطيع أن يعزى... ولكن الألم..
...لا يتزعزع إيمانك يا طفلتي...من يحبه الرب يضمه بين ذراعيه..  وهذا هو الملاذ الوحيد لك.. لقد أظهر لك الرب الطريق الى الفردوس...
...أشعر بالألم في داخلي يعتصرني.
حتى اذا وجدت هذا لا يطاق ، فالله يحبك ، ريتا. عليكِ أن تؤمنى
الآن أنا لا أريد أن أعود يا امنا. أنا خائفة. من فضلك ، ابقيني هنا معكم
سأعلن نذوري الرهبانية.
لا ، يا ريتا 
لا يمكن أن يكون كذلك
انا اعلم. لا تريدينى ، وأنا مندفعة؟ تريدين مني أن استسلم؟
لا ، يا ريتا.. 
ثممدت بصرها الى كرمة امامها:
انتظرى ؟ انظرى لهذه الكرمة ؟ كانت مثمره كما تذكرين ؟ تأمليها الآن. لقداضحت قطعة من الخشب الجاف. لم يعد بها ثمار أو أوراق. اليأس لا يثمر يا ريتا...لا أستطيع أن اقبلك في الدير إذا لم يكن لديك دعوة حقيقية من الله...الشيء الوحيد الذي أريده منك، هو الاهتمام بحياتك وإلا ، سوف تصبحين جافة وأنتِ مازلتِ حية.
+

رفعت عينيها الى السماء وصلت:
يا رب ، ماذا تريد مني ؟ لماذا تتركني الآن ؟ من فضلك قل لي ، لماذا تبتعد عني؟أولادي كانوا أبرياء.. لماذا ذهبوا عني؟ أين انت ، يا رب ؟

+
يتقابل في السوق مع صديقه:
لا توجد أية أنباء حول سيشى الصغير  ، للأسف.
يلمح ريتا وهي تتسول:
لنذهب فأنا لا أريدها أن تراني
تصطدم مع احد المارين:
اذهبى ياخيال المآته.
ينادي احد الباعة على بضاعته:
انظروا التفاح ذو الرائحة !  تعالوا ..اشتروا فاكهة بلا ثمن تقريبا.
تعطيها سيدة رغيف خبز:
! أنت
تضعه في فمها وتلتهم قضمة ثم تشكرها:
شكرا لك . يحدق البصر وهي غير مصدقة:
أنت ريتا ، أليس كذلك؟..لو علم زوجي بذلك .. لطلب منك المساعدة ، فابننا على شفا الموت وهو بحالة سيئة. يقولون أنك ماهرة بتضميد الجروح
تجيبها بلهجة خشنة:
أنت مخطئة.لا أستطيع أن أفعل أي شيء من أجلك
من فضلك .. نعيش هناك بالمنزل في نهاية الشارع.
تتركها وتمضي في حال سبيلها.
خطت بضع خطوات حتى وجدتا صديقة:
! يا الهى ، كيف حدث هذا؟أمعقول هذا ؟ بحثت عنك في كل مكان.أين تعيشين الآن ؟
أينما يمكن أن تجدينى.
تعالى معي! لا يمكنك العيش هكذا
ماذا تريدين ؟ ابقى بعيدا عني.ألا تعرفين أنني أدمر حياة كل من يحبني؟
+

في الدير:

أشكر لك الزيارة ، أبى.
وانا أشكركم على حسن ضيافتكم!
نحن دائما في انتظار مجيئك والصلاة لديرنا
قال وهو يخطو بتؤدة نحو الكنيسة:
دعونا نصلي من اجل كل اهل بلدتنا المسكينة التي ضربها الوباء، فهم يحتاجون إلى صلواتنا..
جاءت اجنيس وهي بالكاد تلتقط انفاسها. انحنت امام الاب وهي ترسم ذاتها بالصليب:
مرحبا ، أبى.
قالت الام الرئيسة:
أجنيس ! ماذا حدث ؟ 
ريتا رأيتها وشاهدت! .. شاهدت مالا يمكن وصفه.. انها تتسول في الشوارع
يا الهي. هل هذا صحيح؟
 لقد سمعت هناك من يقولون عنها انها ساحرة ..
ولكن هذا ليس الوقت المناسب.الآن اذهبى ، أجنيس -
قالت موجهة كلامها للاب:
ريتا الآن تمر بتجربة اليمة .. لقد ارادت ان تنطق نذورها الرهبانية .. لكنني رفضت ذلك

-لقد فعلتِ حسناً يا أمنا...ريتا  بوجودها في الدير ربما تهدد حياتها....
وحياة كل الأخوات ايضا

قاطعته:
لكنني لا يمكنني أن أرفض  رهبنتها .. لقد فعلت هذا لامنحها فرصة التأكد من دعوتها وآمل ألا أكون على خطأ...

-...الحقيقة يا امنا هي أنه لا شيء يمنع ريتا من الرهبنة ولكن بسبب مانشيني...وكما قلت لك من قبل .. إذا دخلت ريتا الدير، فهذا القتال الدموي... يمكن أن ينتقل الى هذه الجدران المقدسة
ثم قال وهو يهز راسه متاسيا:
..اعرف أن ذلك يسبب حزنا كبيراً لك. لكنني بصفتى مسئولا عن كاسيا...
...للأسف الشديد ارفض قبول ريتا كراهبة.

ولاحظ مسحة فزع فاستدرك قائلا:
على الاقل حتى تنتهي هذه الحرب...

+

ريتا
امنا!..كيف وجدتِنى؟
بحثت عنك -
واردفتوهي تربت على كتفها:
...أريد مساعدتك.وأريد أن أقول لك أنك لستِ وحدك...

-انا وحدى
لقد تخلى الله عني إلى الأبد

-لا ، يا ريتا. أنت فقط التى تشعرين أنكِ بعيده عنه ، ولكن لا يزال يمكنك أن تتواصلى مع الله إذا أردت. الرب لم يترككِ. هو دائما معك أينما كنتِ
...وإن فشلنا يحبنا أكثر

-على الرغم من سوء حظى...أنا لا أعرف ما هو الحب. لا أعرف -

-...حاولى التفكير في يسوع وفى الذي عاناه من اجلنا... وكيف أنه بقى وحده ، وتخلى عنه الجميع

ثم امسكت بيدها وهي تقول:
الآن أنت أحد الذين هم عند أقدام الصليب. عليكِ أن تتمثلى به
لا يمكنك أن تنغلقى أمام الحب

-احنت راسها الى اسفل وتنهدت بعمق:
لم يعد هناك فائدة من هذا. حياتي ليس لها معنى.. انا فقط امكث هنا في انتظار الموت 

بحنو بالغ مسدت جبهتها وهي تقول:
...حاولى الحب مرة أخرى ، ريتا، سوف تسمعين صوت الرب مرة أخرى...قال يسوع
"من يحبني أظهر له ذاتي "

رفعت راسها وحدقت في الام وقالت مستعطفة:
...من فضلك ، ادخلينى الدير يا اماه

..
لم تحرك الام ساكنا، 
ادارت ريتا ظهرها وهي تقول بنبرة حادة:

أذن اتركينى وحدى...

-حسنا، سأصلي من أجلك يا ريتا وسوف أعود في أقرب وقت ممكن...
+

تساعد سيدة تلد. 
! ادفعى! هكذا.. لم يبق الا القليل..
خرج الى النور صبي جميل يصرخ.. هتفت في فرحة:
انه صبي!
***
...هذه هي الصلاة التي يرددها والدك
.. كل ليلة قبل العشاء... يجب أن نكون أقوياء جداً.
انا متأكدة أنك ستكونين كذلك
هلا خيطت ثوب زفافك ، طفلتي؟
***
تردد الاية:
" طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون ".
يا يسوع ، ما الذي تريده مني؟
سوف أكون قادرة على القيام به ، يا رب,
ألا ترى كيف أنهم فقراء ؟
***
مشهد في منزل اخي زوجها:
تهمس في اذن امه:
- توماسو لا تزال درجة حرارته مرتفعة!
- ولكنى أعطيته ، ما يخفضها..
أخشى أن يفقد قدميه.. أليس كذلك؟
لا أعرف.
تفحص ريتا الجرح وتقول:
الجرح نظيف الآن.. على الأقل لم يعد ينزف. ابنك شاب وقوي.
يدخل الاب، يفاجئ بوحود ريتا في المنزل. يصرخ بكدة:
ماذا تفعلين هنا ؟
تقول في حزم:
لقد دعوتها ، يا دوكيو! تشاجر معي إذا كنت تريد. ولكن توماسو يشعر بتحسن عن ذى قبل.
يلين بعض الشي ويسأل في رجاء:
هل تعتقدين أنه سينجو يا ريتا؟
دعنا نأمل ذلك. سآتي كل يوم لعلاج الجروح
يستطرد:
أود أن أقول بأن برناردو قد رآكِ.انه أصبح أكثر عنفا. يفكر فقط في الحرب. المجنون، لم تهدئه حتى وفاة والده
تسال ريتا في دهشة:
فرديناندو ؟ مات ؟
نعم، قبل بضعة أيام
- يا للأسف ..
***
سأعود في وقت لاحق الليلة ، روزا
تقول في اسي بالغ:
لا نستطيع أن نعيش هكذا.. وليس هناك لحظة سلام.. كل يوم قتال.. نحن نعيش دائما في حالة خوف.
- ابقى معك توماس. انه صغير جدا على أسلوب الحياة تلك.
- لا أستطيع أن اقرر. دوكيو يأخذه معه في كل مكان. واترقب بفزع الى ما سيحدث.
ولكن لماذا لا يتوقف القتال؟
اعتراها رجفة وهي تستطرد:
ينبغي لأحد.. للعمدة ، أو البابا ، أن يجبرهم على وقف القتال فورا.
واردفت بحدة:
- مرة واحدة وإلى الأبد.
اردفت:
ولكن يمكن أن يكون السلام زائفا وليس حقيقيا.
واستطردت:
لأن تحقيق السلام ، يتطلب أن نلتزم كل يوم بمحبة الزوج ، الابناء ، الجيران
وفكرت:
نعم ، ولكن الكثير من الناس متعطش للدماء والسلطة. هل لا بد لي ان أحبهم ، أيضا ؟
رمقتها بنظرة حانية:
نعم. والأهم من ذلك كله أن تغفرى .. يجب أن  نظهر لهم محبتنا.. لأن العنف لن يحقق شيئاً.. يجب علينا أن نبني السلام كل يوم..
+

نهضت وغسلت وجهها ومسدت شعرها جيدا وذهبت الى الدير. رحبت الام الرئيسة بها وقالت :
هل هذه هى ريتا التى أعرفها؟ في الحقيقة ، هذه أفضل هدية يمكن أن تقدميها لي.
اضاء وجه ريتا وقالت بفرحة:
لقد افتقدت هذا المكان يا امنا..أشعر أنني في بيتي معك.
فهمت الام مغزي كلماتها فقاطعتها:
- للأسف ، الوضع لم يتغير يا ريتا. لن يكون مسموحا لي أن أرحب بكِ بيننا
- ...كنت أحب أن اقدم نذوري وأبقى في الدير. امي.. 
صمتت. وبعد لحظات وكان خاطرا غير متوقع قفز الي ذهنها قالت:
امي، الآن اعرف ما يريده الرب مني... عليّ استعادة السلام في كاسيا
استوقفتها الام قائلة:
انها مهمة صعبة جدا وتكاد تكون مستحيلة
لا ، إذا كنا نؤمن بالله ونثق في الناس وأعطينا كل واحد فرصة للتغيير.. لقد قلت لي  من قبل أن أتخذ مثلا لى من القديس أوغسطينوس.
اردفت:
امي ، أريد... التحدث إلى كاترين. لو سمحتِ..
نهضت الام وسارت تتبعها ريتا:
قرعت باب قلاية كاترين، استقبلتها بحرارة.

كاترين، لقد افتقدتك

-وأنا افتقدتكِ أيضاً
-الالم أعمانى وغشت سحابته عقلي. سمعت بوفاة والدك
- كان متعبا ومريضا .. الكثير من الصراعات داخل الأسرة
وبدون ان تمنحها فرصة قاطعتها:
أريد التوفيق بين مانشيني وسيشى.إذا أدركت العائلتان...وهما من أكبر عائلات كاسيا أن المشاكل لا يمكن.. لا يمكن حلها بالسيف ..فبذور الكراهية.. لن تجني سوى الحقد والكراهية .. ونحن بحاجة إلى التجاوب دائما مع الحب..
.. حتى نكون قادرين على القيام بذلك.... يجب أن نأخذ خطوة إلى الوراء.. ان نقدم تنازلات.. إذا كنا نرغب في التوصل الى اتفاق...وكنت تعتقدين أنك ستكونى قادرة على جعلهم يفهمون؟
قاطعتها:
سيكون مضيعة للوقت مع برناردو. انه لا يفكر الآن سوى فى تدمير سيشى.انه رجل بلا مشاعر ، انه لا يعرف للحب موضعا. الحب؟ الحب هو أخر اهتماماته
تنهدت ريتا:
لعدم معرفة ما هو عليه ، لا أعرف .. أريد أن أتحدث إليه. من الأفضل أن اتحدث معه أولا -
سالت:
لكن عائلة سيشى ؟
اجابت: سأجد طريقة للتحدث معهم حتما.

+
نراكم غدا
وداعا - مع السلامة
! انجيلوزا -
ريتا ، ارجوكى اتركينى  -
انجيلوزا يجب القيام بشيء ما.. هذه الحرب يجب ان تنتهي.. فكرى في ابنك ، وفكرى فى ابن أخيكِ أيضاً.. أنا متأكدة من أنك تفهمينى.
ومع ذلك لا أستطيع أن أفعل أي شيء. استطيع الصلاة فقط
لا غنى عن الصلاة..ولكن يمكننا أن نفعل شيئا.. يجب علينا القيام بشئ لتحقيق السلام الحقيقي...
ولكن بعض الناس يولدون للحرب.. كيف ، كيف يمكننا أن ننزع منهم المبادئ التي تأصلت في حياتهم؟...إنه يحتاج معجزة.
لم نولد لقتل أي شخص -
ولكن إذا ما دافع كل واحد عن نفسه فالموت هو  نهاية المطاف لنا جميعا
أرجوكى انجيلوزا ، ساعديني.. أريد أن أتحدث إلى زوجك
لا أعتقد أنه يقبل. أنا آسفة -
++
! ابعديها ! اخرجيها
اطرديها ، أمي
لا يجب أن تبقى لمدة دقيقة في هذا المنزل
الطاعون! انه وحش. أنا مريض. أتريدنى أن أرسلها إلى المستشفى
أن مثل هذا الأمر يحتاج أن يأخذوننا معها ؟
، لابد من إيجاد حل
ولكنها ينبغى أن تختفي
سأذهب! سأذهب. أنا لن أخبر أحدا بأنني كنت هنا
حتى لو لم تخبر أحدا فهى تعرف كل ما كان هنا
سوف نفكر فهى واحدة منا. برناردو ، حاول الاسترخاء الآن.
أتفهم ذلك؟ انت بحاجة للراحة

ليس لديك شىء ، أنت سليم
لن يكون لديك شيء

ابق هنا. تأكد من القرح

اضطررت أن تحضر خادمتنا القديمة
لن يعودوا، ونحن في صحة جيدة
.. ولكن ان كنت قد اخبرت أحدا...
اهدأ -
: لدي أخبار جيدة
أعرف أين كان يخفي زوجته وابنه ، لودوفيكو

اضطررت للتحدث إلى الناس في بلدتكم
لا يريدون السماح لي بالرحيل
والدتنا سترحب بك
لا -
عليّ أن أتحدث إليك
إلى هذا الحد ؟
دمرت كل شيء ، يابرناردو
للعيش في الظلام هنا
لا تخطو خطوة دون مرافقة حراسة

البيت ممتلئ بالرجال المسلحين
ما هذه الحياة ؟
انتقلى إلى الموضوع -
لماذا لا تضع حدا لهذه الحرب؟
لا يمكن جويدو سيشى لا يمكن
يمكن أن تصنع السلام ، والتوصل الى اتفاق
اسمعى جئت هنا لتقولى لي ذلك؟ هل أستيقظتِ في الصباح ، واعتقدتِ
أنه ينبغي التوفيق بينى وبين جويدو؟
اعتقد ذلك! انت لا تزال في مقتبل العمر.. يمكنك أن تتزوج ويصبح لديك عائلة أخرى. الوقت ليس متأخراً جدا بالنسبة لك
لدي فكرة واحدة فقط معتبرة.. 
وماذا وجدتٍ للتو..؟ على استعداد لتنفيذ ذلك
في نهاية المطاف سوف يقبل جويدو السلام عندما يرى الموت
وجميع أفراد أسرته...
لن يفلت أُىٌ منهم.
مسكين برناردو لم يبق له احدا
لماذا؟ اعلم ما كنت قد تركت؟
ولكن عندما ننجح في القضاء على آخر مانشيني؟
هكذا وأخيرا أستطيع أن أرى ابن أخي
...بيد أنني أتساءل متى
...لا نتحدث عن  كيفية قتل الأعداء أو الأصدقاءالذين أصبحوا أعداء...
منذ متى تورطى نفسك في شؤوني؟
لا أستطيع العيش في خوف ، وأنا متعبة. وأنت.. وأنت فقط إذا كنت تريد أن تعترف

+

كل المحاولات لا طائل منها ، ريتا
كل شيء بلا جدوى
: برناردو لا يرغب إلا بشى واحد
القضاء على سيشى
...واعتقد انه يتحرك بسرعة فى هذا الطريق
.. بأكثر سرعة

يجب أن يتوقف عن ذلك
كونى حذرة ، ريتا،إذا كنت تقومى بكشف خطته
لن يغفر لكِ برناردو اكثر من أي وقت مضى
...وعلاوة على ذلك ، فإنه يمكن
أن يقتلكِ ...
لا تقلقى ، لا يهمني ذلك -
هذا ليس مهما
لولاكِ لصرت اعرج الآن
انا سعيد للغاية
أنا فخورة بك -
قوتك ساعدتك على الشفاء بسرعة
كيف يمكننى أن أتقدم بالشكر لكِ ؟
ليس لدى شيء يمكن أن ادفعه
مقابل كل ما قمتِ به من أجلي
شيء واحد يمكنك القيام به
أنت رجل
ولأن والدك يعرف الكثير
من الامور التي لا أعرفها
اسمحوا لي أن اذهب
بحاجة الى التحدث الى جويدو
ليس هنا
أو لودوفيكو ، أو والدته -
أود أن أقول شيئا مهما
لدينا اوامر بعدم السماح لمرور أي شخص
انها مسألة حياة أو موت
واسمحوا لي ان اذهب
بأي حال من الأحوال
ماذا يحدث ، ولم هذه تصرخ ؟ -
ريتا! ماذا حدث؟ لماذا تفعلين هنا؟
دعها تمر
! انجيلوزا
يجب أن احذر لودوفيكو
...المرة القادمة التي يذهب لابنه ، فانهم سوف يتتبعونه
وسوف يقتلون الكل على حد سواء -
يا إلهي! كل من يذهب -
أين هو الآن ؟
على وشك مغادرة المدينة -
يغادر على عربة ، ويرتدون ملابس الفلاحين.
على بوابة المدينة يقوم الضابط بفحص الداخلين.
اخلع قلنسوتك
الرقبة
اذهب
تحاول ريتا ان تصل للودوفيكو لتحذره.
! لودوفيكو

1831
تزيح القناععنوجه احدهم. هل انت! لودوفيكو
..
! لودوفيكو

ماذا تفعلين هنا؟ ماذا تريدين ؟
لا تذهب إلى ابنك
اهرب من فضلك! انه فخ
اذهب ! اهرب
ينتبه الى وجودهم.
اللعنة! قتلة
+
ابي
لقد تم انقاذك
إلهي ، شكرا لك
والدك كان يبحث عنك في كل مكان.
كان عصبيا. وكان يائساً
! لودوفيكو
أين كنت؟
ما الذي حدث؟
نصب اتباع برناردو لي فخاً
وحذرتنى  ريتا في الوقت المناسب
ريتا ؟
نعم -
لكنني لا أعرف إذا ما كانت قد هربت
أمل ذلك -
+

بقبضة يده دق الطاولة وهو يصرخ:
اللعنة.أردت أن يكون قد مات
كنت أحمقاً
! لقد فر بعيداً
نحن لن نقبض عليه
نعم؟
انا هنا لأشكرك
ترغب في الحصول على أقل؟
لماذا فعلت ذلك
لإنقاذ حياته -
ولكنك لا تعرفين
وخلاف ذلك فإنك معطائة جداً
نعم ، وأنا أعرف كل شيء
وأنا أعرف أن فى هذه ليلة قتل لودوفيكو باولو
ولكنك حتى الآن متحفظة ؟
إذن كان غفرانك حقيقياً ؟
لا -
في الجنازة غفرت لحماية أطفالي
ولكن الآن أدركت أن الغفران الحقيقي يتطلب شيئا في المقابل.
ولكنك اليوم خاطرت بحياتك
.. ابني في مقابل حياة ابن أخى
بالنسبة لي أكثر قيمة من ذلك...
لم أكن اعرف أي شخص جيدا كما كنت
حب في كل يوم
وتعرف كيف نغفر لمن اساء إلينا
هذا هو معنى السلام
الذى نحتاجه أكثر من أي شيء
ولكن من الذي يوفر لك هذا القدر من السلطة؟
الإيمان بالله والثقة في الناس
هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لك؟
...هناك نوعان من السلام ..جويدو
... السلام  مع الناس
...والسلام الذي لنا فى الرب
وهو السلاح المفترض أن يولد من القلب
الأول هي هش جدا ،
لأنه يقوم على الخوف
والثاني هو الصحيح ، لأنه يقوم على الحب
حاول اتخاذ الخطوة الأولى نحو برناردو
، وضع حداً لهذه الحرب
لن يقبل أبدا
لا تفكر فى الصعاب على الفور -
...ابحث عن الرغبة أولاً في نفسك
و سترى أن برناردو سيتبعك...
المستشفى مليء بالمرضى
اذا جاء آخرون ، ينبغي استقبالهم في المستشفيات
سترى أنه  سوف تغلق بوابات مدينة كاسيا
لو استمر الامر كذلك
تجلس هناك منذ الصباح ، ولم تتحرك
أنا أعرف
تأتي كل يوم  -
تجلس هناك زائغة العينين -
حسن جدا
نحن بحاجة بأقرب وقت معرفة ...
جميع تحركات عائلة سيشى
ثم لا بد لي من قتل لودوفيكو ، وجويدو ، في الواقع
! نحن أقوى الآن
يمكننا سحقهم
! أمي! أمي
ماذا بك ؟
لماذا تصرخ هكذا ؟
+
! ريتا
ماذا حدث ؟
أصيب برناردو بالطاعون
وظل وحيداً
وذهبت والدتنا
وتركت الخدم
خوفا من التلوث
أريد أن تفعلى لبرناردو
...ما فعلتيه لباولو
ونعظيه حتى يموت في نعمة الله...
ألا ترى الصليب على الباب؟! هل أنت مجنونة ؟ ستصابى بالمرض. برناردو مانشيني على وشك الموت
أنا أعرف كل شيء. اتركيني.اعرف ما يتوجب علي فعله.
تدخل فتجد برناردو مستلقيا في فراشه بين الحياة والموت.
! برناردو
من أنت؟
ماذا تريدين ؟ حتى الطاعون لا يمكن أن يوقفك ، أليس كذلك؟
هل أنت متأكد من أنه مميت ؟

جئت لأكون معك
هل أنتِ مجنونة ؟ -
ألا تعرفين ما هو الطاعون ؟
...أنا أعلم ما هى المعاناة -
والوحدة واليأس...
أعرف أيضا أن رحمة الله لانهائية
دائما هناك وقت لمحاسبة النفس
...وهناك وقت لمداواة أي إصابة ومرض
! ريتا
! لا تتحرك
انخفضت الحمى
لقد كنت ساخناً جدا
.. أشعر بتحسن
كن هادئا ، فلن تموت
الحمى اختفت تقريبا
مستحيل
ظننت أنني بالفعل في الجحيم
انها معجزة
الرب وحده القادر أن يفعل المعجزات
لقد برئت
وقادر أيضاً على شفاء النفس -
لا استطيع ان اصدق
-- لا ينبغي أن تضع مكاناً للكراهية -
فهذا ليس جزءا من مشيئة الله...
الآن يمكننى تحضير شيء ساخن
لا بد لي من تناول الطعام
اغفري لي. كنت أخشى أن اموت. في الواقع ، كنت ميتا بالفعل ، كنت ميتا في كل وقت. بسببك ، يمكنني أن أبدأ الحياة مرة أخرى

+
وقال ان برناردو قد شفي
ينبغي ألا نندم
لقتله عندما كان مريضاوعاجز.
اتركوه. انه اعزل
جئت هنا لتموت؟
جئت الى هنا الى ان نعطيكم السلام ، مرة واحدة وإلى الأبد.
ماذا تريد بدلا من ذلك؟
الصفح عن كل الشرور التي قمنا بها كل منا تجاه الآخر
وأنا أعتذر لك.
+
تعقد جلسة صلح
إذا كان الأمر كذلك ، وحسب رغباتكم
.. وهنا ، أمام الله
نتمنى لكما التوفيق
.. الله
وشهود عائلتى سيشى ومانشيني والموثقون
...واليوم حان الوقت
.. لتعيش المدينة الهامة كاسيا
...هذا السلام ينبغى حمايته والمحافظة عليه
.. فهو أثمن عطية من الله...
وكدليل على وصيته...
أشكرك ، يا رب
لأنك سمعت صلاتى
...البيت فارغ حتى الآن
لماذا لا تعودى معنا ؟
أشكرك ، تيريزا ، ولكن قلبي له رغبة اخرى
...لقد فقدت كل ما عندي.. الزوج وبقيت دون حب
ومحبة أطفالي...
.. ولكنك قد أظهرت لي الطريق ، طريق الغفران
الآن أريد أن اتبعك ، يا رب
لاكون بالقرب منك
...ربما أنى أطلب أكثر من اللازم
ولكنى أشعر أنني لا يمكن أن اعيش...
لا اعرف ان اعيش الا فقط من أجل الحب
ربي، أشعر اننى قريبة جدا منك
! استطع حتى أن ألمسك
+
لماذا يدقون الأجراس؟
لا أعرف -
ولكن أريد أن أعرف من الذى يضربون من أجله الأجراس
من الذى أدخلك الى هنا ؟
لا أحد
أنا الوحيدة التي معى المفاتيح
وهى هنا...
...كنت نائمة بجوار النهر
...والآن انا هنا
مستحيل
أختي
قولى لى أنه  ليس حلماً
أنا ريتا ، ابنة انطونيو
أرملة..باولو
أريد أن أسلم حياتي إلى الله القدير...
...برسم القديس أوغسطينوس
والأم الجليلة الموقرة...
رئيسة دير كاسيا
...أريد أن أعيش هنا وأنا خاضعة للوائح
...الطاعة
الاعتدال والفقر
...أشكرك على الحب الذي اشعر أنه ساعدني
.. واغفر لي إذا كنت قد أستهنت بدمك
..كنت في ضلال ويأس
...يسوع ، أريد أن أرفع عنك الكثير من معاناتك ومن جراحك
...وليس فقط لمجرد أن
اهتم بالاجساد التى تعانى من الفقر والمرض
...الآن أنا مستعدة ، مستعدة لأن أصعد معك على الصليب
لكى يسود السلام في القلوب...
بين الأسر في كنيستك
وفي جميع أنحاء العالم....
! انه أثر جرح
نعم. انها معجزة -
! اسمحوا لي! عفوا
هل تشعرين  بالألم ؟
دعوها الآن تستريح
سعيدة بمجيئكم لرؤيتي
لا ، هنا
...ابنتي تتوق كثيرا للمجىء
ولكنها مشغولة جداً بصناعة البسكويت...
! من يعرف كم فعلت
نعم. يُحتفل بيوم الاحد تذكاراً للسلام بين العائلات
سآتي بنفسي
من الأفضل البقاء في السرير -
سنخبرك عما صار به
يجب أن أذهب الآن
هل تحتاجين شيئاً ؟
أريدك أن تحضرى لي وردة وثمرتى تين
ولكننا في فصل الشتاء.ياريتا  ألا تعلمين ؟
الثلوج بالخارج والبرد
تطلبين المستحيل
...إن كان لك ايمان في الرب -
.. لا شيء مستحيل
انتقلت ريتا في يناير 1447
وقد أعلن البابا اوربان الثامن طوباويتها
في 16 يوليو 1628 في كنيسة "سانت أوغسطين" في روما
واطلق عليهآ البابا لاوون الثالث عشر لقب قديسة
"في 24 مايو 1900 في كنيسة "سانت بيتر
===
مشاهد من فيلم ريتا من كاسيا، ٢٠٠٨

المسيح النور -٢

مزمور عشية
(مز٦٦: ١-٢):
"اهتفي لله يا كل الارض...". السير في النور مفرح وكما قال الحكيم "النور حلو، وخير للعينين أن تنظرا الشمس.. (الجامعة ١١: ٧).

انجيل عشية
(مر٤: ٣٥- ٤١):
"فسكنت الريح وصار هدوء عظيم". في الحياة سوف تواجهنا تجارب ومعوقات في مسيرنا. لكن الرب يجعلنا نتغلب عليها بقوة قيامته.

مزمور باكر
(مز٦٧: ٥-٦):
"يحمدك الشعوب..". كما هتفنا للرب فاننا نشكره على نوره الذي يبدد ظلام طريقنا.

انجيل باكر
(مر١: ٤٠-٤٤):
تطهير الابرص هو رمز لقدرة القيامة على تغيير حياتنا للافضل.. التطهير هو احد مفاعيل القيامة في حياتنا. ايضا طلب المسيح ان يري نفسه للكاهن شهادة له. فهل نشهد للرب؟ الشهادة هي اعتراف والترجمة العربية للكلمة القبطية تعني اظهار او اعلان، خينما نشكر فنحن نذكر ونعلن احسانات الرب لانفسنا وللاخرين امام انفسنا وامام الاخرين. في مرات نسمع ان الرب طلب الا يظهر الشخص المعحزة ولا يخبر الاخرين ولكن هنا يطلب الاعلان.

البولس
(رو٣: ١٩-٢١):
"لكي يستد كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله لانه.. بالناموس معرفة الخطية".
احد الوسائل التي نعرف بها الخطية الناموس. الناموس مثل جهاز السونار الذي يشخص الداء فنطلب من الرب الدواء. يعلن عجز الانسان ويفضح قصور البر الذاتي. كانت مشكلة ادم انه طلب الوصول بدون الله (تصيران مثل الله عارفين الخير والشر). طلب شيئا يبدو انه حسن ولكنه بعيدا عن مصدر الصلاح والحسن كله. ونحن اليوم نفعل مثل ادم، ما زلنا نرى الشحرة جيدة للاكل وبهجة للعيون، ما زلنا نرى الطرق مستقيمة ولكن عاقبتها طرق الموت.

الكاثوليكون
(١يو١: ١٣-١٧):
"نحن نعلم اننا فد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة". انتقلنا من طريق ظلام الموت والقبر الى نور وبهجة الحياة.

الابركسيس
(اع٥: ٢٧-٢٩):
"ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس".. هنا التمييز ببز طاعة الله وطاعة البشر. طريق الله المعلن في كلامه وطرق البشر المدونة في تقليدهم وتعاليمهم وحكمتهم الارضية. اي الطرق نسير، واي التعاليم نتبع واي الوصايا نطيع؟

مزمور القداس
(مز٥٤: ١-٢):
"اللهم باسمك خلصني. وبقوتم احكم لي". احكم على طرقي. احكم لي لتظهر حقي وبري، اعلن امامهم براءتي. دافع عني. انصف المظلوم بقوتك.

انجيل القداس
(يو٨: ٥١-٥٥):
"ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد..". لقد اوضح البولس ان معرفة الخطية بالناموس، فحينما يعرف الخاطي انه كذلك وانه لا تبرير بالناموس يلجأ ليسوع فينال الحياة. 

المسيح النور-١

قراءات الاثنين من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة.

قراءات لاثنين من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة
بعد ان اشتركنا مع الكنيسة في رحلتها خلال الاسابيع الماضية في الخمسين (احد توما- خبز الحياة- الماء الحي) نستكمل الرحلة في الاسبوع الرابع - احد النور.
فالقيامة نقلتنا من الظلمة إلى النور ... و ربنا أعطانا النور ده بكلمته " أنا جئت نورًا للعالم حتى ان كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلام". لازم نثبت في كلمة الله (الإنجيل) و نمشي عليها لأنها هي اللي بتنوّر طريقنا " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي".

مزمور عشية
(مز٤٢: ٥):
"لماذا انت منحنية..".

انجيل عشية
مر١٦: ١٧-٢٠):
"وهذه الابات تتبع المرمنين..". تلقائية عمل المعجزة. فليس المعجزة نتيجة مجهود بشري، بل هي عمل الهي يتبع المؤمنين. انها عمل الله على ايديهم. والمعجزة ضرورةةفي المسيحية، لان الهتا قوي "يستطيع كل شئ، ولا يعسر عليه امر". كما انه برهان امام اعين البسطاء الذين يطلبون شهادة الحواس كما طلبها توما. وان كان الكاملين لا يسلكون بالعيان بل بالايمان. ولذلك يقول يوحنا في فاتحة انجيله "هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه.. (يوحنا ٢: ١١). فهي اعلان مجد الله وقدرته. وهي تقابل لضعف الانسان بتسديد احتباجه لذلك تكررت عيبارة "تحنن يسوع".
المعجزة اعلان عن مجد الله كما ان المسيح نور للعالم اعلن مجد الله "لأن الله .. هو الذي أشرق في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.. (٢ كورنثوس ٤: ٦)
يمكنك قراءة المزيد عن المعجزة هنا.

مزمور باكر
"ارسل نورك وحقك فهما يهديانني". نحتاج ان نطلب من الله نور ينير لنا الطريق.

انجيل باكر
احد امثال ملكوت السموات وهو حبة الخردل. يريد الرب ان ينور لنا معرفة الملكوت .. فاحد صفات الملكوت الانتشار، وعدم الاستهانة بصغر الحجم او البساطة.. ان حبة صغيرة تنمو لتصير ىشجرة عظيمة. وشمعة صغيرة يمكن ان تقود المسافر في طريقه ويمكنها ان تنير الاف الشموع. بل يمكنها ان تضطرم لتصبح نيرانا تحرق الكون باكمله.

البولس
(رو٤: ٤-٨)؛
"طوبى للذين غفرت اثامهم..". الخطية ظلمة وتجعل الخاطئ يفقد النور الالهي من حياته..

الكاثوليكون
(١يو٣: ٨-١٢):
"بهذا أولاد الله ظاهرون.. ". الوضوح، ليس في طريق الله اي لبس، الحق واضح.. ان كنا نطلب النور لينير ويعرفنا الطريق، لطن هذا لا يعني اننا غير قادرون على تمييز الطريق. "وتكون هناك سكة وطريق يقال لها: «الطريق المقدسة». لا يعبر فيها نجس، بل هي لهم. من سلك في الطريق حتى الجهال، لا يضل.. (إشعياء ٣٥: ٨). فالطريق واضحة، والله وضع في الانسان نورا طبيعيا هو نور العقل والضمير والروح..

الابركسيس
(اع٥::٢١-٢٥):
الكرازة يالقيامة واجهها السجن والتهديدات، لكن الرب يرسل ملاكه ليخرج الاباء الرسل من السجن. 
حقا الكريق ممكن الا نتيه عنها، ولكننا ممكن ان نكل ونخور فيها. واكن اباؤنا الرسل ساندتهم قوة سمائية من الملايمة ومن عمل الروح القدس فبهم.

مزمور القداس
(مز١١٩: ١٣٥):
"سراج لرجلي كلامك..". المتاب المقدس هو المرشد، هو الدليل، هو خارطة الطريق. يقول القديس جيروم (حسب معرفتنا للكتاب المقدس تكون معرفتنا للرب يسوع). "فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.. وابتدأ من موسى .. يشرح لهم الامور المختصة به". ونقرأ عن اهل بيرية انهم افضل من اهل تسالونيكي "وكان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي، فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم: هل هذه الأمور هكذا؟. (أعمال الرسل ١٧: ١١). وكانت وصية الرب ليشوع "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح.. (يشوع ١: ٨).

انجيل القداس
يو٨: ٣٩-٤٢):
"لو كنتم اولاد ابراهيم .. لكنتم تحبونني لاني خرجت من عند الاب..". اعمال ابراهيم كانت معروفة ، كان اليهودي يحفظها غيبا، لكن للاسف لم يساكوا في خطوات ابينا ابراهيم. يضع الرب امامنا نماذج للقديسين لكي نسير خلفهم ونعمل اعمالهم، فهل بمكن ان نطلق على انفسنا اولادا لهم؟
"إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء، فاخرجي على آثار الغنم، وارعي جداءك عند مساكن الرعاة.. (نشيد الأنشاد ١: ٨).
"ان لم تعرفي" وهل هناك أرق من هذا التوبيخ، فهو لم يزجرها بقارس الكلام، ولكنه بكل لطف يقول لها "ان لم تعرفي" أو بالحري "كان يمكنك ان تعرفي لان الطريق واضح أمام عينيك" لقد قال مرة لفيلبس "أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني". هذا التوبيخ لان فيلبس سأل "كيف نعرف الطريق؟". 

الأحد، 23 مايو 2021

المسيح ينبوع الماء الحي -٧

مزمور عشية
(مز١١٦: ١-٢):
المرنم يطلب الرب ويؤمن انه يسمع له ويطلب باشتياق استجابة الرب "احببت ان يسمع الرب صوت تضرعي، لانه امال اذنه". ايمان وطلب في آن واحد.

انجيل عشية
(يو٨: ١٢-٢٠):
يسوع هو النور الذي يهدي اقدامنا الى سبيل الحياة ويهدي خطواتنا اليه حتى نرتوي من نبعه الفياض.
كما انه في المقابل هو يدين من لا يسير في طريق الحياة. وما من عذر يقدمه احد لان الرب يقدم لا شهادتين فقط بل ٥ شهود.
"لستم تعرفوني انا ولا ابي، لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا".

مزمور باكر
(مز١١٦: ٤-٦):
يطلب المرنم النجاة .. 'نج نفسي". لانه عانى من مذلة الخطية. حقا من يشرب من ماء العالم يعطش ايضا. "تذللت فخلصني".

انحيل باكر
(يو٨: ٢١-٣٠):
"حيث امضي لا تقدرون انتم ان تأتوا" لسببين. اولا، الرب من فوق، اما هم من اسفل. ثانيا، سيطلبون الرب بعد ان يكون اغلق الباب.

البولس
(كو٣: ١-١٧):
"فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله.. (كولوسي ٣: ١). 
يقدم البولس لنا نصيحة عملية اولا، بالطلبات الروحية. ثانيا، بالامتناع عن الشرور ويذكر ١١ خطية. ثم يمكننا ان نميز ايضا ١١ فضيلة يحثنا الرسول على اقتناؤها.

(١يو٣: ١٣-٢٤):
"نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة". علامة اقتبالنا قوة القيامة في حياتنا هي المحبة.

(اع١٠: ٣٧-٤٣):
"هذا أقامه الله في اليوم الثالث، وأعطى أن يصير ظاهرا،. ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات.. (أعمال الرسل ١٠: ٤٠-٤١).
لم يسعد المسيح الى السماء بعد قيامته مباشرة، لانه اراد ان يثبت ايمانهم بقيامته، كما ان هناك امورا كان يريد ان يرتبها .. اذ كان يحدث التلاميذ عن الامور المختصة بالملكوت، تاسيس ااكنيسة ويسلمهم اسرارها.. لم يظهر لكل الناس بل لتلاميذه ففط.
كما انه بعد قيامته كان يثبت ناسوته، وانه ليس شبحا، لذا اكسب جسده مؤقتا بعض الخواص المادية كالاكل والشرب لينفي انه مجرد روح. ولكي يجعلهم يؤمنون بقيامة الجسد . فالقيامة تخص الجسد فالروح لا تموت ولا تحتاج الى قيامة.

مزمور القداس
(مز١١٥: ١٢-١٣):
"الرب ذكرنا وباركنا". واكبر بركة هي الشبع والارتواء ومن ثم الاكتفاء من الرب.

انجيل القداس
(يو٤):
انجيل السامرية.
وباختصار:
هل انتم فى النور ( إنجيل عشية)
ان كنتم فى النور تقدرون أن تأتوا حيث أمضى( انجيل باكر) 
ان كنتم قد قمتم مع المسيح فقد صار هو ينبوع الحياة المقامة فيكم (البولس)
ان كنتم تحبون الاخوة فقد نقلكم ينبوع الحياة مم الموت الى الحياة ( الكاثوليكون)
حينئذ ترتون من ينبوع الخلاص ابن الله الحى القائم من الاموات ( إنجيل القداس) 

السبت، 22 مايو 2021

المسيح ماء الحياة-٦

قراءات السبت من الاسبوع الثالث من الخمسين المقدسة.

مزمور عشية
(مز٣٢: ٨):
"اعرفك الطريق..". وعد الهي لكل نفس مخلصة تطلبه ان يعرفها الطريق للوصول الى الماء الحي. قال يسوع في احد المرات "لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني.. (يوحنا ٦: ٤٤).

انجيل عشية
(مت١٥: ٢٩-٣٢)؛
نرى الجموع تقبل الى يسوع لانها ادركت حاجتها اليه. العالم اليوم يموج ويضج ويفتقد السلام والشفاء، وفي اشد الحاجة الى المخلص. ليتنا نعرف انه هو وحده من فيه شبعنا وتسديد كل احتياجنا.

مزمور باكر
(مز١٠٦: ١-٢):
"احمدوا الرب.. من يتكلم بجبروت الرب ويخبر بكل تسابيحه؟". نحمد الله من اجل الخلاص، ويسأل المرنم متعجبا، منذا يمكنه ان يخبر بعجائب الرب او يصف مفدار جبروته، القيامة قوة هائلة تخطت كل تصورات البشر، وامكاناتها هائلة تفوق حتى ما يطلبه الانسان.

انجيل باكر
(يو٧: ١٠-١٣):
نتعلم درسين. اولا، "كانوا يطلبونه .. ويقولون: اين ذاك؟..".
طلب اليهود الرب يسوع ولم يجدوه. لماذا؟  طلبوه ولكن بعد فوات الاوان "ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا».. (يوحنا ٧: ٣٤-٣٦). طلبوه بعد ان اغلق الباب "من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب، وابتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يارب، يارب! افتح لنا. يجيب، ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتم!. (لوقا ١٣: ٢٥).

ثانيا، البعض عرفه، وفريق اخر لم يعرفه "بعضهم بقولون: انه صالح، والبعض يقولون: لا ، بل يضل الشعب".

البولس
(غلا٣::٥-١١):
وكما وجدنا في قراءة الانجيل اليهود تحيروا بشأن يسوع. نجد في قراءة البولس الرسول يسأل " أريد أن أتعلم منكم هذا فقط: أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان؟. (غلاطية ٣: ٢). فهل كان السرال محيرا للغلاطيين؟ ام ان الاجابة واضحة. الحقيقة ،الحق واضح وهذا نعرفه بدليل قوله "ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، لأن «البار بالإيمان يحيا».. (غلاطية ٣: ١١). ولكن عدم الوضوح يرجع الى الغشاوة التي اطمست عقولهم.

الكاثوليكون
(١يو٣: ٢-١١):
"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.. (١ يوحنا ٣: ٢). فهل هنا ايضا عدم وضوح؟ هل نحن لا نعرف هويتنا؟
ربما بالفعل كنا متحيرين، لكتنا ايضا غير يائسين ().
يقول الرسول بقوة "لا يضلكم احد.. من يفعل الخطية هو من ابليس.. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله.. (١ يوحنا ٣: ٩).
وفي النهاية، الحقيقة واضحة وضوح الشمس "بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس.. (١ يوحنا ٣: ١٠).

الابركسيس
(اع٥: ١٢-٢٠):
كما وجدنا في انجيل باكر الجموع تتهافت على يسوع لانهم ادركوا حاجتهم له، نرى الامر يتكرر مع الاباء الرسل.
وكما وجدنا انقسام الناس ازاءىيسوع الى فريق يقول عنه انه صالح، وفريق اخر يعتبره مضل، نرى هنا انقسام الناس الى فريق يهرع الى يسوع طلبا لتسديد حاجته الجسدية وفريق اخر هم الصدوقيون امتلأوا غيرة وحسدا.

مزمور القداس
(مز٢٠: ٥-٦):
الان عرفت..". هذا هو المحك ،ان نعرف الرب.

انحيل القداس
(يو٦: ٤٧-٥٢):
يقارن يسوع بين المن الذي احيا اباؤهم في البرية لفترة وجيزة ، ماتوا بعدها. وبين من يتحد به، فيحيا الى الابد "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية".

الجمعة، 21 مايو 2021

الطريق الى السماء

ممنوعون من السماء:
  ليت روح الله يوقظنا لنعي القول " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور،. ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.. (١ كورنثوس ٦: ١٠).
 لو تحصلت على اموال من السرقة او بدون امانة ستتبدد، لن تستطيع الاحتفاظ بمال مسروق، اولادك لن يستطيعوا ايضا الاحتفاظ بهذا المال. عليك ان ترده.. انظر الى ما فعل زكا. انتبه الى ما قاله الرسول ".. تاكل لحومكم كنار..".
نقرا ان الله اغلق (ختم) الباب عقب دخول نوح الفلك. يقول البعض ليس معقول ان الله يجعل كل هؤلاء الخطاة الى الجحيم. اذن اسرق. ازن كما شئت.
افترض ان حاكم مدينة صفح عن كل المدانين في مدينته. تخيل انه اطلقهم احرارا لانه شفوق جدا لدرجة انه لا يطيق ان يعاقب اي شخص، اعتقد انه لن يستمر طويلا في منصبه.
ليتنا ننتبه الى قول الوحي "لا.. يرثون ملكوت السموات" عن بعض الفئات من البشر. لاحظ انه لم يقل "الاشرار لن يرثوا ملكوت السموات" بل حدد من لا يدخل، وذلك ان لم يتوبوا. "ليترك الشرير طريقه.."
تهخيل شخص سرق ثوبي.. لم يربح الكثير، ربما بعض المال. وانتبه الى ما خسره، لقد خسر الكثير. لو حصلت على الحياة الابدية فانك تربح اكثر من كل العالم. العالم  يساويشيئا ان خسرت متعتك الابدية.

السعادة في الابدية:
"ما لم تره عين.."(اش64: 4 و1كو2: 9)
لو وجدت كلمة تفتح باب السماء والابواب الدهرية فانها ستكون اسم يسوع.يوجد الكثير من الشفرات والكلمات السرية هنا، لكنها لن تجدي هناك. قديما كان يقال "افتح يا سمسم" في بعض الالعاب. اي شخص يحاول ان يدخل بدونها هو "سارق ولص"
"لان عيناي قد راتا الملك رب الجنود"ربما لا يمكننا رؤية بعض البلاد الاجنبية لكننا يمكننا رؤية الملكوت.

منازل كثيرة:
اعرف اشخاصا يقولن ليس الله شخصا فنراه. انه روح. نعم هو روح، ولكنه شخص ايضا. وقد تجسد، وصار بشرا ومشى على الارض. الكتاب يخبرنا ببساطة ان الله له مسكن. ما في شك في ذلك. السكن يدل على الشخصنة. مسكن الله هو السماء. "السماء عرش الله والارض موطئ قدميه". ولذلك سوف نرى الله (1مل8: 30)
الفكرة ان السماء في كل مكان وقد علمنا يسوع ان نصلي "ابانا الذي في السموات". تخيل مدينة لا تحوي بها مقابر. ذلك لانه موطن الاحياء وما من اموات هناك. لو وجدت مدينة بهذه المواصفات على الارض كم يكون اشتياق الناس في السكن فيها! ان جنة عدن لا تبدو شيئا بالنسبة للسماء حيث لا دموع ولا حزن ولا تحتاج الى شمس.. لا يوجد هناك حية لتجرب لا يوجد خطية ولا فساد من اي نوع، البر فقط يحكم.لم تبنها ايدي بشرية لذلك لن يفنيها الزمان. سكانها معددون بدون احصاء ، فقط سجل الحياة.. انها تبق الى الابد.

صور وصيدا:
كانتا مدينتين منافستين لبعضهما.. عند تقسيم الارض بيد يشوع وقعتا في نصيب سبط اشير. عندما اقتربت السفينة التي تقل بولس سمح قائد العسكر لبولس ان يزور اصدقائه هناك لذلك يعتقد الظارسون انه كان بها كنيسة كبيرة. على الرغم ان عبادة "ملكة السموات" كانت منتشرة ايضا هناك. وكان معبودها هو (ملكة السموات) وهو صورة القمر تحت قدمي سيدة. حتى العبرانيين عندما كانوا يرون القمر بجماله في سما فلسطين اغووا "الأبناء يلتقطون حطبا، والآباء يوقدون النار، والنساء يعجن العجين، ليصنعن كعكا لملكة السماوات، ولسكب سكائب لآلهة أخرى لكي يغيظوني.. (إرميا ٧: ١٨)
في القيامة لن يوجد ملكة .. ذكرت تلك المدينة على انها مدينة قوية وملكة المدن في اشعياء وحزقيال.. ونبوخذ نصر والاسكندر حارباها (حز27)
اين صور الان؟ لقد اصبحت اثرا بعد عين، لقد اضحت خرابا، هكذا يمضي مجد العالم، وهكذا تزول الممالك اما مملكة الله فهي باقية.
ل. د. مودي

الخميس، 20 مايو 2021

المسيح الماء الحي -٥

قراءات الخميس من الاسبوع الثالث من الخمسين المقدسة.

مزمور عشية
(مز١٤٦: ٧-٨):
المعطي خبزا للجياع. الرب يفتح اعين العميان.."

انجيل عشية
(مت١١: ٢٠-٢١):
حينئذ ابتدأ يوبخ المدن التي صنعت فيها أكثر قواته ولم تتب". التوبة هي السبيل للارتواء من الرب يسوع.عدم ابتوبة مثل صور وصيدا والكبرياء مثل كقرناحوم اكبر عائقين عن قبول الماء الحي. 

مزمور باكر
(مز١٤٦: ١,٢,٥):
"اسبح الرب في حياتي، وارنم لالهي ما دمت موجودا". كان الاعتقاد ان من يهبط إلى الهاوية (الموت) لا يسبح الرب ولذلك دعيت (ارض السكوت) "ليس الأموات يسبحون الرب، ولا من ينحدر إلى أرض السكوت.. (المزامير ١١٥: ١٧).
وعلى ذلك فلا يسبح الرب الا شخصا تذوق القيامة من الموت او لم يرى الموت "من آمن بي فلن يموت الى الابد".

انجيل باكر
(مت٢٢: ٤١-٤٦):
"ماذا تظنون في المسبح؟ ابن ن هو؟ ". ستظل حقيقة يسوع مخفاة عن الذين لم يتوبوا. 

البولس
(رو٢: ٢٥-٢٩):
لان اليهودي في الظاهر ليس هو اليهودي، ولا الختان..". ممكن ان يختلف جوهر الاشياء عن ظاهرها. احتاج الامر من اليهود ان يعبدوا الرب من القلب حتى يعرفوه، وان يصغوا الى كلام يسوع بكل قلوبهم حتى يعرفوا شخصه. وهنا الرسول يدعونا ان تكون لنا الحياة الباطنية ولا نكتفي بالعبادة المظهرية.

الكاثوليكون
(١يو٣: ٢-٣):
ان كان البولس لفت انتباهنا الا يخدعنا الشكل الخارجي لنحكم على اليهودي. فهنا الرسول يدعونا ان نتأكد من حقيقتنا، فنحن اولاد الله، اما ماذا سنكون في المستقبل فلم يظهر بعد. حقيقة واحدة نؤمن بها اننا سنكون مثل يسوع (وكأننا نرى انفسنا في مرآة عندما نراه).
"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.. (١ يوحنا ٣: ٢).
بالفعل قام يسوع بجسد ممجد واجسادنا تقوم على شبه جسد مجده.

الابركسيس
(اع٥: ٥-١١):
نال حنانيا وزوجته عقابا صارما لانهما كذبا على الروح القدس. الكذب اول عثرة كانت يمكن ان تقف في طريق مسيرة الكنيسة نحو التمتع بشركة القيامة.

مزمور القداس
(مز٨٦: ١٠-١٢):
انت عظيم وصانع العجائب.
القيامة اعظم حدث، واعجب حدث. ان يبتلع الموت الى حياة، هذا امر عظيم وعجيب في اعيننا!

انجيل القداس
(يو٨:٣٢-٣٩):
قال اليهود "اننا ذرية ابراهيم ولم نستعبد قط. ". في الحقيقة كانوا يجعلون حقيقة انفسهم. اثبت يسوع لهم انهم لا اولاد ابراهيم ولا هم احرار ، وانه بالايمان به وحده ينالوا البنوة لابراهيم وينالون الحرية من فساد الموت بقيامته.

موصوعات ذات صلة:
المعرفة

المسبح الماء الحي -٤

مزمور عشية
(مز١٠١: ١,٢,٤):
اتفهم في طريق بلا عيب. وعند ميلان الشرير عني لم اكن اعلم".سوف اسلك السبيل الذي يوردني الى ماء الراحة، ماء الحياة.

انجيل عشية
(مت١٣: ٥٣-٥٨)؛
للاسف اليهود لم يعرفوا حقيفة يسوع، وتم فيهم قول النبي "لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم أبآرا، أبآرا مشققة لا تضبط ماء.. (إرميا ٢: ١٣). يقول الانجيلي "كانوا يعثرون به ويقولون اليس هذا النجار..؟".

مزمور باكر
(مز١٠١: ٨):
"باكرا أبيد جميع أشرار الأرض، لأقطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم.. (المزامير ١٠١: ٨). فعل ذلك داود لانه يملك السلطان كملك. لكن على المستوى الروحي "جعلنا ملوكا..". نحن نملك حواسنا .. ولنا سلطانا عليها وعلينا ان نستأصل مبكرا كل الخطابا من انفسنا لنكون مسكنا مقدسا للرب. موضوع المزمور هو ازالة العثرات التي تعوق وصولنا الى ماء الحياة.

انجيل باكر
(مت٢٢: ٣٤-٣٨):
قام البهود ليجربوا يسوع بالقاء اسئلة. لقد ظنوا ان لا اجابة عليها او انه سيجيب اجابة خاطئة. فان كان انجيل عشية يقدم لنا الاشرار على انهم "كانوا يعثرون به" فان انجيل باكر يخبرنا انهم "ارادوا ان يجربوه". فلنحذر لئلا نشابه اليهود في خطاياهم.

البولس
(رو٢: ١٧-٢٠):
".. وتعرف مشيئته..". هل فعلا اليهود عرفوا مشيئة الله؟ لو كانوا عرفوا مشيئته لكانوا اقبلوا الى المسيح وارتووا منه. لو كانوا يعرفون الاب لقبلوا المسبح. لو كانوا يعرفون ان يسوع هو الماء لشربوا من نبعه الفائض.

الكاثوليكون
(١يو٢: ٢٦-٣: ١):
"كتبت اليكم عن الذبن يضلونكم (عن طريق المسيح). واما انتم فالمسحة التي اخذتنوها تعلمكم كل شئ ولا حاجة الى ان بعلمكم احد.. ". موضوع اليوم هو معرفة حقيقة يسوع ، معرفة الطريق الى الماء الحي.

الابركسيس
(اع٥: ١-٦)؛
في قصة حنانيا وسفيرة نجد الكذب كخطية .. تعوقنا عن الثبات في المسيح. الكذب اكبر عقبة في الطريق.

مزمور القداس
(مز٣٣:١-٢):
"انفسنا انتظرت الرب..". في سبيل وصولنا الى المسيح، الماء الحي لابد ان نتحلى بالصبر يجب ألا نكل.

انجيل القداس
(بو٨: ٢٨-٣٠):
"متى رفعتم ابن الانسان حينئذ تعرفون اني انا هو". سوف نعرف ، او اننا عرفنا حقيقة يسوع فقك من خلال صليبه.

الثلاثاء، 18 مايو 2021

المسبح الماء الحي -٣

قراءات الاربعاء من الاسبوع الثالث من الخمسين المقدسة

مزمور عشية
(مز٤٤: ٢٣-٢٦):
"استيقظ لماذا تتغافي يا رب؟ قم عونا لنا وافدنا من اجل رحمتك".
كما كان يدعو يسوع الموت بالنوم.. هكذا وجدت الكنيسة في كل عبارات المرنم عن النوم انها نبوة عن موت المسبح. هل هذه صرخة البشرية للرب بان يقوم؟ هي صرخة كل مؤمن في العهد القديم، وقيامته هي موضوع تسببحنا في العهد الجديد.

انجيل عشية
(مت٢٠: ٢٩-٣٤):
الاستنارة ضرورة لمعرفة الطريق لينبوع المياه الحية، شخص يسوع. لذلك تضع الكنيسة قراءة اليوم معجزة شفاء الاعميان عند باب اريحا.

مزمور باكر
(مز٥٧: ٨-١٠):
"استيفظ يا مجدي.. استيقظ يا رباب..
احمدك يا رب لان رحمتك قد عظمت..".

في مزمور عشية نعاتب الرب "لماذا تتغافى؟". اما في قراءة مزمور باكر فاننا نخاطب انفسنا، نهمس الى ارواحنا، الى الجمال الذي يقبع داخلنا ويختفى في اعماق نفوسنا المخلوقة على صورة الله، فنقول لها: استيقظ يا محدي. ونخاطب حناجرنا واوتارها فنقول: استيقظ يا رباب. هيا بنا نحمد الله، لان رحمته قد عظمت الى السموات. ليس الرحمة فقط، بل والعدل ايضا "والى السحاب عدله". اننا كثيرا ما نتغنى بىحمة الله، وننسى ان نتغنى بعدله. لا نتذكر عدله الا حين نجد مقاومة من الاعداء. لكن المرنم هنا يقرن الاثنين، ولا يذكر الرحمة الا وهو يتذكر عدل الله. وكما فعل يسوع وهو يحدثنا بالامس انه النور .. ثم على الفور يذكر لنا انه يدين ودينونته حق. 

انجيل باكر
(مت٢٠: ١٧-١٩):
نبوة يسوع عن صلبه وقيامته. 
صليب يسوع وقيامتنه هو الوسيلة الحقيقية لارواء الشعب الظامئ، وما فعله موسى حين ضرب الصخرة فانفحر منها ماء كان إشارة الى ذلك.
بالفعل يسوع حين طعن فر جنله جرى منه دم وماء. دم للتكفير وماء لاعطائنا الحباة.

البولس
(رو٢: ١٤-١٦):
"هؤلاء اذ ليس لهم ناموس هم ناموس لانفسهم". نلاحظ العبارة السابقة "متى فعلوا بالطببعة ما هو في الناموس". كيف فعلوا ما هو في الناموس دون ان يأخذوا الناموس؟ هذا ما نسميه النور الداخلي. لقد وضع الرب نورا في النفس والروح والضمير يهدي الانسان الى الينبوع.
نلاحظ ايضا، انه لم يقل (متى لم يفعلوا ما هو في الناموس فلهم عذرهم انهم لا يعرفون). هم نفذوا ما هو في الناموس على الرغم انهم ليس لهم ناموس.
وتكملة النص توضح لنا الوسائل التي اودعها الخالق -تبارك اسمه- في البشر للهداية "يظهرون عمل الناموس مكتوبت في قلوبهم، شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم". الثلاثي: القلب، الضمير، العقل.

الكاثوليكون
(١يو٢: ٢١-٢٥):
"لا اكتب اليكم لانكم لا تعرفون الحق..". كم رائعة هذه الكلمات! الرسول لا يضع نفسه مكان المعلم الذي يلقن التلاميذ المعرفة، بل انه يلفت انتباههم الى ذلك النور الذي يملأ كيانهم وهو الروح القدس. وهذا ترديد لصدى كلمات الرب يسوع "ويكون الجميع متعلمين من الله". وهو ايضا ترديد لنبوة التبي "اختم الشريعة بتلاميذي".

الابركسيس
(اع٤: ٣٢-٣٥):
بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع".
وجدتا انجيل باكر وهو يحدثنا عن قيامة يسوع كوسيلة للارتواء منه. وهنا نرى الشهادة لها بقوة.
اضف الى ذلك "لم بكن احد محتاجا لشئ.. " ان ايمانهم وشبعهم وارتواؤهم جعلهم يزهدون ممتلكات الأرض.

مزمور القداس
(مز١٨: ٤٦-٤٩):
"مبارك صخرتي.. ومرتفع..". هل تذكرنا الكنيسة بان الرب هو الصخرة المىدرتفعة التي تسكب ماءا على العكاس، و التي فاضت منها المياه وروت الشعب في القفر؟

انجيال القداس
(يو٨: ٢٣-٢٦):
"انتم من اسفل اما انا فمن فوق. ".
كام يسوع حاسما معهم فقال "تموتون في خطاياكم". لكنهظ بدلا من ان يعلنوا ايمانهم لينالوا الحياة ، نجدهم بعيدون السؤال مرارا "من انت؟". وكأنهم يجهلون حقيقته؟!

المسبح هو ماء الحياة -٢

مزمور عشية
(مز٥٦: ٦):
"هيأوا لرجلي فخاخا..". هناك الكثير من المعوقات في طريق الارتواء الروحي مثلما وجدنا في طريق الشبع الروحي (قراءات الثلاثاء من الاسبوع الثاني نتخدث عن العثرات).

انجيل عشية
(مت١٨: ٦-٧):
من اعثر احد الصغار.. ويل للعالم من العثرات..". رغم ان العثرات شر عظيم الا ان ربنا يعلن انها حتما ستأتي، وعلى ذلك فيأمرنا الرب الا ننشغل بمقاومة العثرات في مثل (الحنطة والزوان) حيث يقول "احترزوا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان دعوهما ينميان معا". اسف، لم يقل (احترزوا)، وكاننا سنفعل بحرص، ولكن (لا). ورغم ذلك نجد نصيحة الرسول "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها.. (أفسس ٥: ١١). فهل هذا نوعا من مقاومة العثرات؟ انه نوع من الشهادة للحق، وذلك بفضحها. وهذه الشهادة تأتي اولا بعدم الاشتراك فيها ثانيا، توبيخها كما وبخ المعمدان هيرودس، وكما دعا الرسول تلميذيه تيموثاوس وتيطس "الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف.. (١ تيموثاوس ٥: ٢٠). ".. وبخهم بصرامة لكي يكونوا أصحاء في الإيمان،. (تيطس ١: ١٣).

مزمور باكر
(مز٥٧: ١؛٥):
"بك احتمي..". كيف ننجو من العثرات التي تقف عائقا امام الارتواء الروحي؟ بالصلاة، بطلب معونة الله وحفظه .. بالاحتماء به.

انجيل باكر
(مت١٧: ٢٠-٢٢):
"لو كان لكم ايمان مثل..". طبعا الطريق الوحيد للنجاة من العثرات هو الايمان. "حاملين فوق الكل ترس الايمان.."(اف٦:).

البولس
(رو٢: ٨-١٦):
"شدة وضيق ..على كل انسان يفعل الشر.. كل من اخطأ بدون الناموس بدون الناموس يهلك..". يظن البعض ان هناك طرق كثيرة في الحياة. والحقيقة ان الحق الكتابي لا يقرر الا طريقين. ". الحياة والموت (تث٣٠: ١٩) "الباب الواسع والباب الضيق"(مت٧: ١٤). يخطئ من يظن ان هناك حل وسط بين الخلاص والهلاك. كان الرب واضحا فاكد كلامه (الحق الحق اقول لكم..). فهو لا يقدم رأيا او اعتقادا، بل حقا مطلقا. وسار الرسل على نفس النهج، فقال يوحنا الحبيب، ارق الرسل في عبارة صارمة ".. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه.. (١ يوحنا ٥: ١٠). لاحظ معي عبارة (جعله كاذبا).

الكاثوليكون
(١يو٢: ١٨-٢٣):
"لكم مسحة من القدوس وتعلمون الحق.. لست تكتب اليكم لانكم لا تعلمون الحق بل لانكم تعلمونه.. من هو الكذاب الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح. هذا هو ضد اامسبح الذي ينكر الاب والابن.". الواسطة الوحيدة لنوال الحياة هي ان نشرب من الماء الحي الذي يقدمه يسوع وهو الروح القدس ، فلندعه يا اخوتي ينسكب فينا! ولاحظوا معي الفرق بين (كذاب) و (الكذاب). فقل الحقائق تصغر أمام الحقيقة المطلقة، وكل اكاذيب العالم تصغر امام الكذبة المهلكة، الا وهي انكار ان يسوع هو المسيح.

الابركسيس
(اع٤: ٢٧- ٣٢):
"والان يا رب انظر الى تهديداتهم.. ولما صلوا تزعزع المكان وامتلاوا من الروح القدس..". يقدم لنا هذا الفصل وسيلة للامتلاء من الروح علاوة على الايمان بالمسيح، اا وهي الصلاة! حين صلى الرسب، ليس فقط زالت العثرات والعقبات من طريقهم، ولكنهم نالوا الامتلاء من الروح، مع انهم كانوا قد امتلأوا به يوم الخمسين، وهذا يرينا شيئان: اولا، ان الامتلاء عمل ديناميكي حي متجدد، ليس جامدا. ثانيا، ليس المهم زوال العثرات ، ولمن الاهم ان ننال قوة الروح في حياتنا.

مزمور القداس
(مز٧: ١٠-١١):
"ترسي عند الله مخلصي..". جميل ان يذكر المرنم حماية الله، والاجمل ان يضعها في تشبيه من الحياة هو الترس. هو يتطلع الى فوق في السماء فيجد ان الترس عند الله. لقد عرفنا ان الترس هو الايمان من معلمنا بولس، الله هو ترسنا، هو حمايتنا، وفي نفس الوقت يدعونا لحمل الترس (الايمان) قبل اي شئ اخر من ادوات الحرب او الدفاع. فما معنى هنا ان الترس عند الله؟
معناه ان نطلب الايمان من الله. نعم، اطلبوا الايمان. طلبه ابو الولد المصروع بدموع "فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال:«أومن يا سيد، فأعن عدم إيماني».. (مرقس ٩: ٢٤). وطلبه الرسل "فقال الرسل للرب:«زد إيماننا!».. (لوقا ١٧: ٥).

انجيل القداس
(يو٨: ١٦-٢٢):
"انا هو تور العالم من يتبعني فلا يمشي..". النور يهدي السائر، فان كنا نسعي الى الينبوع، فعلينا الا نضل السبيل. يسوع هو الينبوع، وهو الطريق اليه، وهو من يزيل العثرات من طريقنا.
"ان كنت ادين فدينونتي حق..". نجد الحق الكتابي، وهو ان يسوع حين يتحدث يضع امامنا رقته المتناهية نحو البشر، ثم لا يهمل تذكيرنا ايضا بالدينونة. اخبرنا انه التور ثم عرفنا ان النور يفضح الظلام، اذن هي دينونة النور للظلام. مجرد وجود النور يجعل الظلام ينقشع.

الأحد، 16 مايو 2021

المسبح ماء الحياة -١

قراءات الاثنين من الاسبوع الثالث وهو يتحدث عن الماء الحي. 
ففي قراءة انجيل القداس وهو الاساس في القراءات. نجد القراءة تبدا ب "قال هذا عن الروح القدس..". اذن فالماء الحي الذي يعطيه يسوع ليروي ظمأنا هو الروح القدس. لقد عرفنا الان من هي الصخرة التي تابعت بني اسرائيل في برية سيناء. انها الروح القدس ، لانه ليس صخرة سوى الهنا.

مزمور عشية
(مز٩٦: ٥-٦):
يبدا المزمور او بالاحرى قراءات هذا الاسبوع بتقرير ان "كل الهة الشعوب اصنام". لا تملك ان تعطي شيئا. اما الهنا ف
"الجلال والعز امامه.. الجمال والمجد في مقدسه.. اما الرب فصنع السموات". يسوع هو الهنا الحي.. مانح القيامة والحياة.. المجد ..

انجيل عشية
(مت١٨: ١-٥):
يتحدث عن ملكوت وعن ان نواله يكون ببساطة الاطفال. لكن ما علاقة البساطة بالماء الحي او بالروح القدس كمرموز اليه؟
لن يسكن الروح في قلوب متكبرة، لن يأتي روح الله الا لمن كانت لهم بساطة ونقاوة وبراءة الاطفال.


مز١٩: ١-٢):
السموات تحدث بمجد الله.. يوم الى يوم..". امجاد القيامة لا تنتهي.. يمكننا ان نلهج فيها كل يوم ويمكننا ان نبشر بها كل يوم بلا انقطاع كما تفعل السموات والافلاك باذاعة مجد الله.

انجيل عشية
(مت١٧: ١٣):
رتبت الكنيسة قراءة عن يوحنا المعمدان لسببين:
اولا، "ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا". ذكرنا ان ايليا لم يمت وان اليهود كانوا ينتظرون مجيئه، بناءا على نبوة ملاخي. لذلك فايليا كان يوجه نظر الناس الى وجود الحياة الاخرى، الى القيامة. لم يعرف اليهود ايليا حين جاء، في شخص يوحنا المعمدان، رغم انهم كانوا ينتظرون مجيئه بفارغ الصبر،. وكذلك لم يعرفوا القيامة رغم اهميتها. لماذا؟ الانر يرجع لهم. انهم قساة وقلوبهم اغلظوها ولذلك كما اذوا يوحنا المعمدان فان " ابن الانسان سوف يتألم منهم".
ايها الاحباء فلنفحص انفسنت لئلا ياتي يوحنا فنقتله، لئلا نصلب ابن الله لانفسنا ثانية، لقد صلب مرة لفداء العالم، ولكن ان نصلبه ثانية ففي هذا هلاك لنا.
الامر الثاني، ايايا كان يعمد بالماء.. الان نحن ننال الروح القدس ايضا بعد معمودية الماء والروح.

رو٢: ٤-٧):
"لطف الله يقتادك الى التوبة.. لكنك تذخر لنفسك غضبا". يوحنا المعمدان جاء ليعد الطريق بالتوبة ومعمودية الماء التي هي رمز لمعمودية الروح. 
كيف ننال الروح القدس؟ بالتوبة، لان الخطية تطفئ الروح وتحزنه.

١يو٢: ١٥-١٧):
لا تحبوا العالم.. العالم يمضي..".محبة العالم تفقدنا شركة الروح. "ان اراد احد ان يصير محبة للعالم فقد صار عدوا لله".


اع٤: ٢٤-٣٧):
"رفعوا بنفس واحدة ثوتا لله..". واحه التلاميء مقاومة اليهود للبشارة بالصلاة. هذه الوسيلة الثالثة لنوال الروح القدس، الماء الحي، الصلاة. ذكرنا التوبة وعدم محبة العالم.

مز٧: ١- ١٧
خلصتي.. طلبة. "احمد الرب" شكر. وكثيرا من المزامير تبدأ بطلبة وتنتهي بشكر. استجابة الله اسرع ما يكون. البعض لا يترك الصلاة الا حين يأخذ. بالايمان يأخذ ما يطلبه من الله قبل ان ينهي صلاته، او على الاقل يعرف ان الله استجاب وانه يعطيه حسب حكمته. 
ونحن ايضا فلنصل: يا رب خلصني من الموت.. احمدك من اجل انك استجبت واعطتني القيامة.

انجيل القداس
(يو٧: ٣٩-٤٢):
"قال هذا عن الروح القدس.." الاية السابقة تتكلم عن الماء الحي.. وهي ما سوف يقرأ الاحد القادم. وقراءات الايام هي اعداد لهذا اليوم. 
واول درس تريد الكنيسة ان تعلمنا اياه هي ان الماء هو رمز من رموز الروح القدس. فكما ان كل نفس حية من الماء كما نعرف من سفر التكوين "لتفض المياه كل نفس حية" وايضا "لأن هذا يخفى عليهم بإرادتهم: أن السماوات كانت منذ القديم، والأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء،. (٢ بطرس ٣: ٥).
والعجيب انه رغم ان الرب يسوع من نسل داود وكان اليهود يعرفون هذه الحقيقة ولا ينكرونها ومع ذلك نجدهم هنا يتحدثون وكأن الرب ليس هو بن داود. كيف يا اسرائيل اعمت الخطية عينيك، فلم تكرم ابن داود؟ كيف اطمست الغباوة عقلك حتى لم تدرك زمن افتقادك؟