الأحد، 20 أغسطس 2017

تاريخ القرون الوسطى: تبشير الهند - اليابان


لم تتوقف الكنيسة الكاثوليكية عن محاولة اصلاح نفسها بعد الاصلاح البروتستانتي، وقد استمرت جهود المصلحين الكاثوليك ونشأت انظمة جديدة لحفظ الايمان القويم". ونذكر منها : الرهبان الكبوشيين، اليسوعيين، وبنات الحسنات.

نشأ فرع جديد من الرهبان الفرنسيسكان عام 1528 اسمهم الرهبان الكبوشيين. كانوا يلبسون على رأسهم قبعة خاصة.

اما اليسوعيون فحاولوا ربح الكاثوليك الذين اعتنقوا البروتستانتية ، وكان مؤسس النظام اليسوعي الراهب اغناطيوس ليولا، الذي كان فارسا اسبانيا يحارب ضد فرنسا، واثناء الحصار اصابته قذيفة مدفع تركته ممزق الساق في بحيرة من الدم ولكن الفرنسيين عاملوه برفق ونقلوه الى قلعة ليولا حتى يبرأ ولكن عظام ساقه لم تبرأ تماما، وصارت معوجة.. وقد كسرها واعاد تجبيرها ولم تستقم، فكسرها مرة ثانية واعاد تجبيرها، فبرزت منها عظمة نشرها بمنشار، فكانت النتيجة ان صارت اكثر من الاخرى، ولم يعد في الامكان ان يصير جنديا مرة اخرى.

وذات ليلة وهو نائم قرر ان يصير فارسا ليسوع.. ومع انه كبر في العمر الا انه دخل المدرسة مرة اخرى. وقد خشيت الكنيسة الكاثوليكية ان يكون تعليم ليولا خطأ ، لذلك وضعته في السجن وامتحنته فكانت افكاره سليمة. وساف ليولا من اسبانيا الى فرنسا وجمع بعض التلاميذ من باريس. وقد خدم ليولا هؤلاء التلاميذ وربحهم.

واخذ ليولا اتباعه الى مكان منفردين ، وقصد ان يفحص كل واحد نفسه . وقد جعل فحص النفس اساسي ووضع خمسة اسئلة: الاول "اشكر" مصحوب برسم شخص يرفع يديه شاكرا – الثاني "اطلب النور" مع رسم شخص يسجد امام حمامة رمز الروح القدس- الثالث انظر الى نفسك" مع رسم شخص المسيح ومعه سوط من جلد. الرابع "تأسف" مع شخص يسجد امام المذبح وامامه صورة المسيح المصلوب – والخامس "اعمل" مع رسم شخص بيده سيف يقتل به التنين. وافق البابا واعطى ليولا تصريح لبدء نظام رهبنة على ان يتخصص اليسوعيين في تعليم الكاثوليك مبادئ عقيدتهم وتجديد البروتستانت . 
ولم يكن اليسوعيين يخشون شيئا، فحين اراد احدهم الذهاب الى المانيا ليربح اللوثريين قالوا له ان البروتستانت سيغرقونه في نهر الرين. فقال: "هذه طريق اقصر الى السماء، فاين السفر بالبحر اسرع من السفر بالارض". وكان فرنسيس زافييه المرسل اليسوعي للهند، وكان ليولا قد ربحه بأن لاعبه لعبة بلياردو على شرط ان يقبل زافييه مبدأ فحص النفس في حالة الهزيمة. وانهزم زافييه وكانت هزيمته بداية التعبير الذي قاده لكون مرسلا في عاصمة البرتغاليين في الهند. وحين وصل زافييه الى هناك وجد ان ارسالية بروتستانتية بنت كنائس عظيمة يحضرها الاهالي لكنهم يخرجون منها لعبادة القرود والفيلة. ولم يهتم البرتغاليين بتعليم الشعب، فقد كان جل اهتمامهم منصبا على بناء قصورهم وسط اكواخ الاهالي. وذهب زافييه ال الاهالي وهناك سمع ان عشرين الف وطني اعتنقوا المسيحية، ولكن احدا لم يهتم برعايتهم، فذهب زافييه اليهم حافي القدمين وهو يدق جرسا ويقول : "تعالوا اليّ، فلدي اخبار طيبة لكم".

ومن الهند ذهب زافييه الى اليابان وهو يريد ان يذهب الى الصين، ولكنه عرف ان الصين لا تقبل الاجانب، ولكنه كان يريد الذهاب، فكتب الى صديق يقول له: "اذا وصلت الى الصين فستجدني هناك في السجن او بكين". وحمل زافييه مع صديق له الى شاطئ جزيرة مهجورة قرب شاطئ كونتون، وطلب من احد المهربين ان يدخله كانتون لقاء كمية من الفلفل تبلغ مثل وزنه عشرين مرة، وظل زافييه ينتظر بابا مفتوحا لدخول البلاد الوثنية حتى وافاه الموت دون ان يدخل الى الصين.

اما النظام الثالث فهو نظام "بنات الحسنات" ، ومؤسس هذا النظام هو القديس فنسنت دي بول. وكان اهتمامه بالفقراء والمسجونين والعبيد والمرضى والاسرى نابعا من انه كان غنيا وافتقر.ويحكي هو قصة فقره فيقول: "كنت مسافرا في سفينة من مارسيليا حين هجمت علينا ثلاث سفن تركية واخذت كل ما لنا، واصابني سهم في كتفي لا زال اثره باقيا الى اليوم. وقتل القرصان القبطان واخذونا اسرى الى تونس حيث باعونا كأسرى. وجاء تجار الرقيق يفحصون اجسادنا ويحصون اسناننا، وطلبوا منا ان نجري ونحن حاملين اثقالا".المرجع: مواقف من تاريخ الكنيسة -ف 18

الخميس، 17 أغسطس 2017

صورة العشاء الرباني


لوحة دافنشي لا تصور العشاء الرباني، بل عشاء الفصح او العشاء الاخير. وقد قسم دافنشي الاثنى عشر تلميذ الى اربع مجموعات ، تتكون كل مجموعة من 3 تلاميذ، ووضع مجموعتين منها على كل جانب من جانبي السيد المسيح. فعلى يمين السيد نجد ثلاثة من التلاميذ هم يوحنا ويهوذا وبطرس. هذا التجمع الثلاني يظهر فيه بطرس يميل للامام ليطلب من يوحنا ان يسأل عن الخائن الذي سيسلم الرب. ثم انحناءة يوحنا تجاهه ليسمع سؤاله بينما يهوذا بينهما. 
وهنا يصور دافنشي يهوذا يقبض بيده على صورة النقود مشيرا الى قوله "اذ كان الصندوق مع يهوذا". ولا توجد الكأس الواحدة او الخبزة الواحدة والتي هي العشاء الرباني. 
 والفارق بين عشاء الفصح والعشاء الرباني هو أن الرب يسوع المسيح تناول مع تلاميذه الفصح أولًا، وكان عشاء الفصح، حسب العادة في عصره، يتكون من خروف الفصح إلى جانب نوع الحساء (الطبيخ) المصنوع من البلح والتين والذي كانوا يضعونه في أطباق ويغمسون منه، مع وجود أربعة كؤوس يشرب فيها الجالسون الخمر على أربعة مراحل، مع التسابيح والصلوات والشكر، بينما كان العشاء الرباني يتكون من خبزة واحدة وكأس واحدة ترمزان إلى جسد المسيح ودمه. وفيما هم يأكلون الفصح قال الرب لتلاميذه: " الحق الحق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. أجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي" (يو13 :21-26). نلاحظ هنا أنه في العشاء كان أمامهم أطباق يغمسون منها، وهذا هو عشاء الفصح. وبعد أن خرج يهوذا يتكلم الكتاب عن العشاء الرباني فيقول: " وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. ثم اخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين".
وقد اصبحت هذه اللوحة اكثر اللوحات شهرة في العالم، وكما بنى عليها الامريكي دان براون روايته "شفرة دافنشي".
مصدر الصورة: https://dambrom.wordpress.com

الدوسيتية

الدوسيتية كما كلمة يونانية تعني " يبدو"، " يظهر"، وتعني الخيالي، وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول، في أيام رسل المسيح وتلاميذه، وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيدًا عن الإعلان الإلهي، وخلطت بين الفكر الفلسفي اليوناني الوثني والمسيحية، وقد بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها. وبالتالي نادت بأن الخلاص يتم بالتحرر من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح السامي. وقالت أن الله، غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جدا عن العالم، ولما جاء المسيح الإله إلى العالم من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إله تام، لم يأخذ جسدا حقيقيا من المادة التي هي شر، لكي لا يفسد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شبه جسد، كان جسده مجرد شبح أو خيال.
ولم يكونوا مجرد جماعة واحدة بل عدة جماعات، فقال بعضهم:
1 - أن الأيون، إي الإله، المسيح، جاء في شبه جسد حقيقي.
2 - وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي كان روحًا إلهيًا وليس إنسانًا فيزيقيًا.
3 - وقال غيرهم أنه اتخذ جسدا نفسيا عقليا، وليس ماديا.
4 - وقال البعض أنه اتخذ جسدًا نجميًا.
5 - وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة.

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

السمك الزينة او الملون

يحتفظ بعض الناس في بيوتهم بوعاء او حوض زجاجي يضعون فيه سمكا صغيرا ملونا له شكل جميل، ولو اقترب احد من جوانب الوعاء يهرب السمك الى الجانب الاخر كأنه يحاول الهرب. ولكن كيف ذلك فالوعاء الزجاجي شفاف يكشف ما في داخله. "في كل مكان عينا الرب مراقبتين الطالحين والصالحين"(ام15: 3) والله يرانا في كل وقت ومكان،ولا يمكن ان نختبئ منه. كما حاول ادم ان يختبئ من الله عند شعوره بخطيته"(تك3: 8- 10). حاول يونان النبي الهرب من الرب. وكان لسان حاله:
انت لقد حاصرتني   فأين اهرب
واين منك اختفي     واين اذهب
"اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اختفي"(مز139: 7).
في الكنائس القديمة ترسم صورة عين حولها اشعة في اعلى حامل الايقونات، كانها تنظر الى جميع الشعب. فيتذكر عين الرب على خائفيه الراجين رحمته"(حز33: 18). "عيناه تنظران. اجفانه تمتحن بني ادم"(مز11: 4). .
هذه العين تعطي درسا عمليا – كلما نذهب الى الكنيسة وهكذا توضع بيضة نعامة لانها تحدق الى بيضها بشدة لفترات طويلة.

سأل ولد امه: هل ينظر الله في الظلام؟ اجابته نعم" وهل ينظر من ثقب الباب؟ قالت نعم. فقال لها عندما كنت في الخارج فتحت الدولاب واخذت كعكة. واحد الاولاد نزل في الظلام ليسرق برتقالة من حديقة جاره. لكنه رأى نجمة متألقة في السماء وكأنها تقول له ان عين الله تراك.

الجراد والنمل

 

  • يقفز الجراد من مكان الى اخر يأكل طعامه في اي مكان يجده. ويصرف ايامه بدون عمل، ولما لم يجد طعاما يموت جوعا. لذلك فالجراد يشبه الكسالى الذين لا يقومون باعمالهم.
  • اما النملة فهي من الاف السنين حكيمة وعاملة. فقد تكلم سليمان الحكيم منذ اكثر من 3 الاف سنة وقال "النملة طائفة غير قوية ولكنه يمع في الصيف طعامه..(ام30: 25)، ويقول ايضا "اذهب لى النملة ايها الكسلان"(ام6: 6). لذلك فان النمل يمثل الشخص المجتهد.
  • النملة نشيطة واحيانا تجر احمالا تزيد عن وزنها اضعافا كثيرة. واذا قابلت عائقا فانها لا تيأس حتى تتخطاه.
  • النمل يتحرك بسرعة ويجمع الطعام لصالح المستعمرة ككل وليس لنفسه. النمل فهو يمثل الشخص المتعاون.
  • النمل يعمل ويموت بعد حياة قصيرة، اما الانسان فانه يعمل، وعمله سيبقى الى الابد. ولكل عمله الخاص به. والكل يكمل بعضه في خدمة الكنيسة. حتى الاطفال الصغار لهم عمل، فالولد والبنت لهما عمل، قال الكتاب "لا يستهن احد بحداثتك". وان كنا نعمل في حقل الرب لا يجب ان ننظر الى الوراء (لو9: 62).

كلما رأينا جرادة او نملة فلنتذكر الكسالي والمجتهدين.

السلحفاة


يظن كثير من الاولاد والبنات ان الحيوانات لا شعور لها، وهذا يظهر في معاملتهم وتصرفهم مع الطيور والقطط والكلاب. والذين يظنون هذا مخطئون، فالحيوانات تشعر بالالم تماما كالانسان. ولذلك منحها الله وسائل للدفاع عن نفسها: فالطيور اعطاها سرعة الطيران، والماشية لها قرون، وبعض الحيوانات لها مخالب، واعطى الله السلحفاة غطاءا حجريا (الدرقة) تدخل فيه عند الخطر. والله يعطى الانسان المنفذ والملجأ عند الضيق. اذ يقول الكتاب "اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع"(ام18: 10). ويقول داود "لانك كنت لي برج قوة من وجه العدو"(مز61: 3).
ارسل قيصر روسيا - وكانت قبلا اكبر دولة ارثوذكسية في العالم - مندوبا الى البطريرك بطرس الجاولي يعرض عليه حماية المسيحيين، فما كان من البطريرك الا ان قال له: "الله هو الذي يحمينا". فتعجب مندوب القيصر ولما ابلغ الوالي بذلك زاد احترامه للبطريرك.
ومع ان الحيوانات تشبه الانسان من جهة حماية الله لها، وتزويدها بالوسائل للخلاص من الخطر، الا ان الحيوانات لا يمكن ان تحمي نفسها من الانسان، اذ ان الله اعطانا السلطان على الحيوانات ، ليس لنؤذيها بل لكي نستفيد منها وبقدراتها في خدمتنا.
رأى الرئيس الامريكي لنكولن "محرر العبيد" بعض الاولاد يغرقون قطة في الماء فانقذها من ايديهم فانتهرهم. ذهبت سيدة وخادمتها لانتظار زوجها في محطة السكة الحديد، فلما وصل القطار طلبت السيدة من الخادمة البحث عن السيد وعرفها بانه طويل القامة، وستجده يساعد الاخرين وكان الوصف كافيا اذ وجدت شخصا طويلا يساعد امرأة عجوز في النزول من القطار "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض"(اف4: 32).

ويوجد شبه اخر بين جسم الانسان والحيوان ، فمثلا نجد الحيوانات عيونا واذانا وانوفا ورؤوسا واقداما، ولو انها تختلف عن مثيلاتها في الانسان. وليس معنى هذا ان الانسان كان اصله حيوان ثم ارتقى. بل ان هذا يثبت ان خالق الجميع واحد، اذ اننا لا يمكننا ان نقول ان قاطرة السكة الحديد تعمل بالفحم تطورت لتصبح القاطرة البخارية، بل ان مخترع القاطرتين واحد هو الانسان.

الكلاب


الكلاب من الحيوانات الاليفة، وهي تعيش مع الناس وتخدمهم. وللكلاب فوائد كثيرة. لذا لا يستغنى عنها الناس.
توجد في بلاد سويسرا.جبال عالية تغطيها الثلوج خصوصا ايام الشتاء. ويصعب السير فيها. الا في ممرات خاصة. مثل ممر سان برنار.حيث توجد اماكن للاستراحة وتقديم الاسعاف، يشغلها رهبان يعتنون بالمسافرين ويحتفظون بنوع من الكلاب الكبيرة التي تسمى كلاب "سان برنارد"، يعلقون في عنقها امدادات من الغذاء ويرسلونها في الجبال للبحث عن التائهين والمتعبين، حيث تقدم لهم الامدادات اللازمة. واذا كان المسافر يرقد على الارض ويكاد يتجمد فان الكلب يرقد فوقه، فيكسبه حرارة من جسمه تمكنه من النهوض ومواصلة الرحلة. ويقال ان احد هذه الكلاب انقذ حوالي 70 شخص من الموت المحقق.
ان كان هذا الكلاب قد انقذ اشخاصا كثيرين ، فانه يمكننا ان نعمل اعمالا اعظم منه. فالكلاب يمكنه تخليص حياة الناس. ولكن الله يمكنه ان يستخدمنا لخلاص انفسهم من الهلاك الابدي.
وكلاب "سان برنار"، تعلمنا درسا عن الواجب اليومي الذي نقوم به. فهي تخرج يوميا في البرد القارس للبحث عن الضالين.وواجب كل مسيحي ان لا يستريح حتى يخبر بمحبة الله كل من يقابلهم.
كان يوجد خادم امين للرب لا يذهب الى بيته ان لم يفتش عن نفوس ضالة ويرشدها الى حظيرة المسيح. ومرة لم يصادفه احد لكي يكلمه، فلم يعد الى منزله وسار في الطريق حتى صادف شخصا، فابتدأ يكلمه عن المسيح، وعلم منه انه كان مزمعا ان ينتحر، لولا انه قابله وارشده، وبذا خلصه ليس من الموت الجسدي فحسب، بل ومن الهلاك الابدي ايضا.
ولا يمكننا ان نرسل الكلاب الى الجبال الا بعد تزويدها بمؤونة وتمرينها على حملها. هكذا بالمثابرة والتدريبات الروحية يتمرن الانسان حمل الاوزان الاثقل فالاثقل تدريجيا، قال الرسول "ادرب نفسي ليكون لي ضمير صالح" و ايضا قال النبي "جيد للرجل ان يحمل النير منذ صباه".
الكلاب تحرس البيوت، وتحرس قطعان الماشية التي تشعر بالامان في وجودها معها ، وهكذا يمثل الكلب الامانة واليقظة في الخدمة والشعور بالمسئولية.
ذهب واعظ الى الكنيسة وكان اليوم باردا وممطرا، فلم يحضر الى الكنيسة سوى شاب صغير، فلم يستهن الواعظ به، بل قام بالوعظ كالمعتاد وكأن الكنيسة بها شعب غفير. وبعد عشرين عاما ، دخل رجل غريب الى الكنيسة وقابل الواعظ وذكره بعظته من عشرين عاما التي وعظ فيها لفرد واحد. عرفه انه هو هذا الغريب وحدثه كيف انها اثرت  فيه، حتى انه ذهب لبلاد كثيرة في افريقيا ليبشر باسم المسيح. وكان هذا الشخص هو داود لفنجستون .

والكلاب مخلصة ولديها وفاء شديد لصاحبها. وبالرغم من خدماتها الكثيرة فانها لا تستنكف ان تجلس تحت المائدة تتناول الفتات الساقط (مر7: 25- 30).

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

البحث عن الخاتم المفقود


في احد الايام اضاع رجل خاتما ثمينا في غرفة المعيشة. بحث عنه لفترة من الوقت، ولكن لأنه لم يتمكن من العثور عليه، خرج إلى ردهة البيت وبدأ ينظر إلى هناك. زوجته، لما رأت ما يفعل، سألته: "انك فقدت خاتمك في الغرفة، لماذا تبحث عنه في الردهة؟"

قال لها: "لان الغرفة مظلمة جدا ولا أستطيع أن أرى جيدا. لذا خرجت إلى الردهة للبحث عن خاتمي هنا حيث توجد اضاءة كافية".
==
الدرس:
كثيرون منا يبحثون باستمرار عن مفتاح السعادة، مفتاح الراحة، مفتاح الحرية، مفتاح السلام الداخلي والهدوء، مفتاح الحب، في المكان الخطأ: في المكان الذي نعتقد أن به الكثير من الضوء!
ماذا لو كان المكان الوحيد للعثور على مفتاح الحياة هو كهف عميق، مظلم في أعماقنا: قلبنا؟

الاثنين، 7 أغسطس 2017

عندما لا يكون لديك شئ تقوله


الشيخ نصر الدين رجل حكيم لكنه في بعض الأحيان أحمق، دعى من قبل شيوخ القرية للتحدث في مسجد قريتهم لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. واذ كان الشيخ مغرورا بعض الشئ أهمل إعداد الخطبة. في صباح اليوم الأول، وقف على باب المسجد، ونفخ صدره وسأل الحاضرين: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" نظر الجميع إلى أسفل وقالوا: "نحن اناس بسطاء. نحن لا نعرف عما ستتكلم". ألقى الشيخ عباءته على كتفه وانصرف وهو يقول لهم:
"حسنا، ليست هناك حاجة لي هنا"
في الأسبوع التالي تجمع الناس مرة اخرى. تقدم إلى الأمام، ونظر الى الحاضرين وسأل: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" وهذه المرة قالوا: "نحن نعرف! نحن نعرف عما ستتحدث ! " عندئذ ألقى الشيخ عباءته على كتفه وقال: "حسنا، لا حاجة لي هنا"، وسار الباب.
في صباح الأسبوع الثالث، لم يعد الشيخ مهتما بالاستعداد لالقاء الخطبة. سار بثقة إلى الأمام وتوجه إليهم وسأل مرة أخرى: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" هذه المرة كان لديهم خطة! قال نصف الناس "نحن فقراء بسطاء. نحن لا نعرف". اما النصف الآخر فقالوا:" نحن نعرف! نحن نعلم عما ستتحدث! " صمت الشيخ للحظة ثم قال:" إذا من منكم يعرف يقول لمن لا يعرف، وليست هناك حاجة لي هنا ". وانصرف.

الأحد، 6 أغسطس 2017

دماء الشـهداء بذار الكنيسة


في الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1976 و 1990م، قضى كثيرون نحبهم عند الحواجز الّتي كان يُقيمها هذا الفريق أو ذاك. في ذلك الحين، كان عملاً بطوليًّا وشهاديًّا أن يُعلن الإنسان أنّه مسيحيّ، وهو يعلم أنّه قد يُقتَل إذا فعل ذلك. وكثيرون، في الحقيقة، قُتلوا، في ذلك الحين؛ لأنّهم أعلنوا، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أنّهم مسيحيّون. هؤلاء هم الشـّهداء المجهولون، في كلّ زمان، في الحقيقة.

لسان حالهم كان كما قال معلّمهم للآب السّماويّ: “اغفر لهم، يا أبتاه، لأنّهم لا يدرون ماذا يعملون” (لو23: 34)! ما كانوا يحملون ضغينة ضدّ أحد، لأنّ روح الرّبّ الّذي فيهم كان روح محبّة. إذًا، كان المسيحيّون يُقتَلون، ولا يدافعون عن أنفسهم. كان يُفترَض، عدديًّا، إحصائيًّا، بشريًّا، أن ينقرضوا! لكنّهم كانوا في ازدياد هائل. لذلك، سرى القول، في ذلك الحين: “دماء الشـهداء بذار الكنيسة“. النّعمة الإلهيّة كانت تدفق دفقًا مع دفق دم الشـّهداء، وكانت تحرّك قلوب النّاس بشكل مدهش.

هكذا، بطريقة لا يألفها البشر، غزا المسيحُ العالمَ، الّذي ربحه بالوداعة، والحبّ، والبذل. وجاء قسطنطين الملك، وصار العالمُ القديمُ مسيحيًّا. وشيئًا فشيئًا، مع بداية القرن السّادس للميلاد، لم يبقَ هناك وثنيّون. أقول هذا لأؤكّد ما ورد في إنجيلنا، وعلى لسان آبائنا ومعلّمينا، أنّ المسيحيّة تستمرّ بهذه الرّوح. حين تخفت هذه الرّوح، فإنّ المسيحيّين يقعون في أزمة. 
الاب توما البيطار

الجمعة، 4 أغسطس 2017

نقاط الضعف والقوة


هل يمكن ان تتحول نقاط الضعف في حياتنا الى قوة؟ نعم. القصة التالية توضح ذلك.
وقعت حادثة مؤسفة، فقد على إثرها الفتى ذراعه اليسرى. ولكي يشجعه والديه على العودة للحياة الطبيعية، اقنعوه بالتدريب على رياضة الجودو. ذهب الفتى للحصة الأولى، وعلمه مدربه حركة معينة ليؤديها. وفي المرة الثانية أعادها وإتقنها. عندها طلب الفتى من المدرب ان يعلمه حركات أخرى رفض وقال له: "أتقن هذه الحركة فهي الوحيدة التي تحتاجها للفوز". وبالفعل أشترك الفتى في مسابقة للجودو، وفاز على خصمه في الدقائق الأولى، بسبب الحركة التي يتقنها. بعد المباراة سأل مدربه: "كيف فزت وأنا لا أعرف سوى تلك الحركة؟". أبتسم المدرب وقال: 
"لأن الرد الوحيد على هذه الحركة هو إمساك الخصم من ذراعه اليسرى وطرحه أرضًا، وانت ليس لك ذراع يسرى!!".


ماذا يمكن ان تفعل النميمة؟

كان هناك سيدة تحبّ أن تتكلّم عن شؤون الناس الاخرين ، وأن تنشر الكلمات المسيئة والشائعات. في أحد الأيام، شعرت بالندم وذهبت لتعترف أمام الكاهن. أصغى الكاهن إلى اعترافها وسألها إذا ما فهمت حقًّا نتائج تصرّفاتها، فأبدت اسفها واراد ان يعلمها درسا. قال لها: 
"اذهبي إلى البيت، خذي وسادة من ريش، واصعدي إلى أعلى السطح، وهناك شُقّي الوسادة بسكين، ثم عودي إليّ". وحين فعلت ذلك، هبّت ريحٌ قوية إلى ناحيتها وذهب الريش كلّه مع الريح. أسرعت إلى الكاهن وهي راضية عن نفسها، لتقول له إنّها أتمّت مهمتها. لكنّ الكاهن عاد ليطلب منها طلبا اخر. قال لها: 
"الآن عودي إلى هناك واجمعي كلّ الريش، وضعيه مجدّدًا في الوسادة، أعيدي كل ريشة واجلبي لي الوسادة". 
صرخت المرأة: “هذا مستحيل، من يعلم أين ذهب الريش؟”. 
فابتسم الكاهن قائلاً: 
"حقًا، وهكذا يحصل بالكلمات التي تنشرينها بالنميمة. من يعلم إلى أين ذهبت وأيّ ضرر تسبّبتْ به؟ اذهبي إلى البيت ولا تعودي تثرثري، خوفًا من أن تؤذي الناس من حولك".

الخميس، 3 أغسطس 2017

هل يجوز ان تتناول المرأة وهي حائض؟



عن محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث القيت في الكلية الاكليركية يوم 28 اكتوبر 2003م.
يقول جورج حبيب:
"وبعد هذا اتعجب كل العجب ويملأني الحزن والاسى ان اسمع الكهنة يمنعون المرأة من التناول، سواءا اكان عليها دمها الشهري، او في فترة الحيض، او دم ولادتها في فترة النفاس، ويعتبرونها نجسة، يا الهي!!! بعدما قدسها المسيح وجعلها عضوا في جسده، وبعدما اعتبرت في المسيحية شبه كنيسة تلد اولادا في المسيح؟ وهل يتناول ولدها وهو ابن ثمانية ايام، وتحرم هي اربعين يوما او ثمانين؟ ونرجع بذلك الى ناموس العهد القديم الذي عتق وشاخ، وتحتقر المعمودية التي صيرت المرأة مقدسة. الم يقرأ الكاهن في الانجيل كيف لمست نازفة الدم المسيح رغم انها كانت تنزف؟"
الاجابة:
ايتها النساء لا تذهبن الى التناول وانتن بدم الحيض. المرأة في دم الحيض تمنع من الذهاب الى الكنيسة ، ولا تذهب الى الهيكل لكي تتناول. هذا المنع ليس للمرأة فقط وانما للرجل ايضا. الرجل ذو السيل، يعني الذي يسيل من جسده شئ، سواء كان يسيل منه دم او يسيل منه شئ جنسي، يمنع من التناول. وبالنسبة لحضور الكنيسة يجب عليه ان يغتسل، ويظل طول النهار لا يستطيع ان يدخل الكنيسة. هذا الامر موجود في لا15 وفي عد5 . فكيف يمكن ان المرأة تتناول من جسد المسيح ودمها يسيل؟!
هذا الامر هو فكر جورج حبيب ايضا، وكان يدرسه في اكليركية طنطا.. نحن نكرم المرأة كل الاكرام، ولكن من اكرام المرأة اننا لا نتملقها ولا نخدعها، ولا نقول لها تعالي بدمك وتناولي. 
واتذكر هنا اية جميلة جدا في (لو2) عن السيدة العذراء 
"ولما تمت ايام تطهيرها جاءت الى الهيكل وقدمت محرقة". 

اذا كانت العذراء التي حبل بها بغير زرع بشر، والروح القدس قدس مستودعها، وحل عليها وكون جنينا في داخلها خضعت للناموس واتمت الوصية. هل هناك تطهير لكلية الطهارة؟ لكن هي اطاعت ناموس.
ولا نقول "الناموس عتق وشاخ"- جورج حبيب في كتب كثيرة له يهاجم الناموس بمنتهى العنف. ويقول كيف يتناول الطفل في اليوم الثامن من ميلاده، ولا تتناول امه؟ 
بينما في الحقيقة، الطفل لا يتناول الا بعد 40 او 80 يوم. فالمعودية تقدس الكل، لكن حالة الانسان الروحية والجسدية لا نستطيع ان نتجاهلها. الانسان الذي يتقدم للمناولة لابد ان يكون طاهرا جسدا وروحا.
اما بخصوص المرأة النازفة الدم. هي لم تكن نازفة بعادة شهرية ولا هي في فترة نفاس. حتى لو نزف رجل في المستشفى لا نستطيع ان نناوله ولا نقول عنه انه نجس . لكن لا يأخذ دم المسيح وهو ينزف.
+ + +
سؤال: اعرف كهنة تعطي الحل بكل هذا، بل اكثر من هذا ان تعطي الحل بالتناول. ما رأى قداستكم؟
جواب: لا حل لكاهن ان يعطي الحل بهذه الامور، وهذه تذكرني بشخص جاءني يوما يريد ان يتزوج زيجة لا يوافق عليها الكتاب ولا قوانين الكنيسة، فقلت له وضعك غير قانوني، فرد عليّ قائلا "وانتم في ايديكم الحل والربط". نحن ليس لنا سلطان حل خارج تعاليم الكتاب المقدس.. والمفروض ان الاباء لا يعطون الحل خارج قوانين الكنيسة.
+++
سؤال: انا مقتنع بعدم تناول المرأة النازفة، ولكن لماذا تمنع من دخول الكنيسة، فهذا ليس خطية، مثلما يحدث مع الرجل في الامور الجنسية، فهذا شئ طبيعي يحدث بدون اثارة او شهوة.
الاجابة: 
انا قلت لكم ان الرجل الملوث بافرازات جنسية لا يدخل الكنيسة، وكما قلت لكم لابد ان يكون طاهرا جسدا وروحا - الاثنين معا. في كل الاحوال لا يتناول الا اذا اغتسل والكتاب يقول:

"كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس. يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء. (لا15)

صدقوني لو سلكنا في هذا التساهل لاصبح الاحتراس في التناول غير موجود. الكنائس الغربية بدأت تتساهل مع الشعب الى ان فقدت الحرص وفقدت ايضا التقاليد القديمة.

س: قداستكم تقول اننا لم نأكل "الطبيعة الالهية" في سر الافخارستيا وانا مقتنع بذلك. لك ماذا نأكل؟
الاجابة:
انت تأكل جسد المسيح ودمه لانه قال "هذا هو جسدي.. دمي" لم يقل "من يأكل لاهوتي" صحيح ناسوته متحد بلاهوته، لكن لاهوته لا يؤكل.


الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

هذا كتاب حياتك ايها المؤمن

كتاب حياتك يا من امنت بالمسيح مخلصا هو كتاب من 4 فصول. 
الفصل الاول صفحة سوداء- اننا جميعا مولودين بالخطية "بالخطية ولدتني امي"(مز50). 
الفصل الثاني. هو صفحة حمراء بلون الدم. هو دم المسيح الذي مات ليفتدينا. "لانكم افتديتم لا باشياء تفنى بذهب او فضة، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب دم المسيح"
الفصل الثالث: هو صفحة بيضاء "وهم قد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الحمل".
الفصل الرابعة : صفحة ذهبية. لانها صفحة المجد الذي وعدنا به الرب "انا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني"

تعليقات نالت اعجاب المشاهير -1


طريق السعادة شاق لكنه مبهج. فالزارع يزرع وهو سعيد لانه يعرف انه يحصد. ليست كل العادات والتقاليد خاطئة. وعل الانسان ان يفحص ويمحص الاراء السديدة يأخذ بها. من اهم الاراء الجيدة هي العلمنة التي اخذت بها الدول المتقدمة فاصبحت في قمة المجد. والعلمنة تعني فصل السياسة وهي شئ متغير، والدين وهو ثابت. لذلك لا يجب ان نمزج الثابت بالمتغير.
شئ محزن ان يقول رجال الدين رأيهم في السياسة، لان ذلك سيفهم من البسطاء على انه رأي الدين، ويحدث الخلط.
يجب ان يعمل كل شخص في تخصصه. لانه لا السياسي يعوّل على رأيه في وضوعات دينية، ولا رجل الدين في امور السياسة.
والسيد المسيح قال "اعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر".
ورفض ان يكون ملكا، كما قال لمن ارادوا ان يحتكموا اليه "من اقامني قاضيا علليك". واكتفى فقط بلقب المعلم.


قالوا عنه:
د. خالد منتصر مؤسسة تنويرية شاملة ..
شخصية يتابعها الكارهون و الحاقدون بشغف يفوق شغف المحبين ...
صفحاته و مقالاته و آرائه هي بمثابة وزارة ثقافة مؤثرة تعمل بكامل طاقتها.....
أكاد أجزم أن غالبية متابعيه إن لم يكن جميعهم لا يستطيعون تفويت منشور أو مقال له دون أن يقرأوه إلى آخر سطر....
يحارب الموروثات و التابوهات و يواجه خصمه بحكمة وشجاعة.. و يدعم كلماته بالأدلة و الأمثلة ....
إستمر يا دكتور خالد... و إجمعنا حولك دائماً بالفهم السليم و إعمال العقل و تغليب المنطق و الثورة على كل الثوابت المعلبة... أنت وجه مضيئ و بشوش لضمير هذا الوطن... الوطن الذي نحلم به جميعاً..!
الدكتورة_بنت_الباشمهندس
ولا انسى ان اول تعليق نال اعجاب الدكتور خالد منتصر هو عبارة عن رابط قصة كتبتها عن ختان الاناث. وكانت هذه شهادة اعتز بها.
رابط القصة تجدها هنـــــا ارجو ان تنال اعجابكم انتم ايضا.


نهاية اريوس

وعد السيد المسيح كنيسته ان تكون مؤسسة على الصخر، فلا تؤثر بها انواء وعواصف واضطرابات الحياة. وبالفعل صمدت الكنيسة امام طغيان اباطرة وملوك في القرون الثلاثة الاولى. ولما رأى ابليس ان كل ما لاقاه المسيحيون من اضطهادات لم يثنهم عن ايمانهم بل زادهم رسوخا ، وكانت دماء الشهداء بذارا للايمان ونموا وانتشارا للكنيسة، لذا فقد لجأ الى استخدام سلاح اخر وهو الهرطقات، فكانت هرطقة اريوس، الذي كان كاهنا في الاسكندرية، وكانت له موهبة كبيرة في الخطابة والشعر، انكر لاهوت المسيح واعتبرها الها ولكنه ليس مساويا للاب. عقد المجمع المسكوني الاول في نيقية 325م لمناقشة اريوس في بدعته، وتك حرمه.. ولكن بعد مرور سنوات عاد اريوس يتودد الى الملوك وبالفعل حصل على اذن بالعودة الى وظيفته، واستبعد اثناسيوس الذي اتهم باطلا بتهم خطيرة.  

بمجرد استبعاد القديس أثناسيوس، تم استقبال آريوس بشكل صوري وكئيب، وكان بالفعل في طريقه من مجمع بأورشليم إلى الإسكندرية، وقد زادت آماله بسبب خلو كرسي الكرازة، ولكن كان الشعب حزيناً جدًا بسبب وصوله وأيضًا بسبب نفي أثناسيوس. ولذلك ظهرت مشاكل كبيرة، ولهذا السبب استدعى الإمبراطور آريوس إلى القسطنطينية، وذلك إما -كما يذكر سقراط- لكي يحاسبه على الثورات التي تحدث في الإسكندرية، أو أن اليوسابيين كانوا قد خططوا أن يوقعوا تأثيراً في قبول الهرطوقي في القسطنطينية. وإذ لم يكن ألكسندر أسقف تلك الإيبارشية يميل بأي حال إلى رغباتهم، لذلك فقد دبَّروا أن يستدعي قسطنطين آريوس أمامه. فاختبر قسطنطين إيمان آريوس مرة أخرى وجعله يوقّع صيغة إيمان أرثوذكسي، وأقسم آريوس أن العقيدة التي بسببها قد تم حرمه منذ أكثر من عشر سنوات من قِبَل ألكسندر أسقف الإسكندرية لم تكن له. ولكن الإمبراطور لدى انصراف آريوس قال: 
"لو أن إيمانك كان صحيحًا، فقد أقسمتَ حسنًا، وإن كان باطلاً فليحكم الله عليك بحسب تجديفك!". 
وعلى ذلك، فإن قسطنطين تحت ضغط اليوسابيين، قد أعطى أمراً لأسقف القسطنطينية بقبول آريوس في شركة الكنيسة، وقد هدَّدَ اليوسابيون الأسقف بالطرد والنفي؛ إذا أبدى إعتراضاً. وأعلنوا أنهم في اليوم التالي (الموافق السبت) -سواء شاء أم أبى- سيحتفلون بالخدمة الإلهية مع آريوس. وأدرك الأسقف ألكسندر أنه لا معين له في هذه المحنة سوى الصلاة، فذهب لكنيسة القديسة إيريني 
وصلى إلى الله قائلاً:
"دعني أموت قبل أن يأتي آريوس إلى الكنيسة، ولكن إن شئتَ أن تشفق على كنيستك، فامنع هذه الجريمة، أن لا تدخل الهرطقة إلى الكنيسة مع آريوس!".
يذكر قداسة البطريرك الأنطاكي المتنيح مار إغناطيوس يعقوب الثالث (مار سويريوس يعقوب توما مطران بيروت من قبل) في كتابه "تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية" أنه في الوقت نفسه اقترح مار يعقوب أسقف نصيبين السرياني -الذي وُجد في القسطنطينية في ذلك الحين- على مؤمني القسطنطينية أن يصوموا سبعة أيام من أجل أسقفهم، ففعلوا.
وبعدها بساعات قليلة، وفي مساء السبت نفسه، ذهب آريوس مع حراسة كبيرة عبر المدينة، وعندما اقترب إلى بلاط قسطنطين، اضطر أن ينزوي في مرحاض ليلبي نداء الطبيعة، وهناك مات فجأة بسبب انسكاب أحشائه، وذلك في سنة 336م، وشهد الكثيرون موتَه كعقاب من السماء. وقد أجمع أغلب المؤرخين على أن موت آريوس بهذه الطريقة كان معجزة إلهية. وهذا ليس بغريب على كنيستنا (أقصد هذا التدخل الإلهي بصورة معجزية) ويذكر لنا التاريخ أمثلة عديدة.
ويذكر المؤرخ سوزومين (أرَّخ للفترة ما بين324 و 439م وقد دوَّن ما كتبه ما بين 439 و450م) مقالة عن موت آريوس كتبها القديس أثناسيوس يقول فيها:
"كان الرب هو القاضي، وأعلن ذاته ضد الظلم"؛ وأن آريوس "فَقَد استعادة الشركة وحياته معاً في آنٍ واحد".
كما يذكر سقراط الذي عاش من (380- 450م) بعد أن وصف الطريقة البشعة التي مات بها آريوس كما ذكرناها، يعلّق قائلاً:
إن موضع هذه المأساة (الفاجعة) مازال يُشاهد في القسطنطينية، كما ذكرت، خلف الخرائب في صف الأشجار: ولأن الناس يشيرون بالأصبع على المكان، فهناك ذكرى دائمة محفوظة لذلك النوع غير العادي من الموت.