الأربعاء، 16 أغسطس 2017

السلحفاة


يظن كثير من الاولاد والبنات ان الحيوانات لا شعور لها، وهذا يظهر في معاملتهم وتصرفهم مع الطيور والقطط والكلاب. والذين يظنون هذا مخطئون، فالحيوانات تشعر بالالم تماما كالانسان. ولذلك منحها الله وسائل للدفاع عن نفسها: فالطيور اعطاها سرعة الطيران، والماشية لها قرون، وبعض الحيوانات لها مخالب، واعطى الله السلحفاة غطاءا حجريا (الدرقة) تدخل فيه عند الخطر. والله يعطى الانسان المنفذ والملجأ عند الضيق. اذ يقول الكتاب "اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع"(ام18: 10). ويقول داود "لانك كنت لي برج قوة من وجه العدو"(مز61: 3).
ارسل قيصر روسيا - وكانت قبلا اكبر دولة ارثوذكسية في العالم - مندوبا الى البطريرك بطرس الجاولي يعرض عليه حماية المسيحيين، فما كان من البطريرك الا ان قال له: "الله هو الذي يحمينا". فتعجب مندوب القيصر ولما ابلغ الوالي بذلك زاد احترامه للبطريرك.
ومع ان الحيوانات تشبه الانسان من جهة حماية الله لها، وتزويدها بالوسائل للخلاص من الخطر، الا ان الحيوانات لا يمكن ان تحمي نفسها من الانسان، اذ ان الله اعطانا السلطان على الحيوانات ، ليس لنؤذيها بل لكي نستفيد منها وبقدراتها في خدمتنا.
رأى الرئيس الامريكي لنكولن "محرر العبيد" بعض الاولاد يغرقون قطة في الماء فانقذها من ايديهم فانتهرهم. ذهبت سيدة وخادمتها لانتظار زوجها في محطة السكة الحديد، فلما وصل القطار طلبت السيدة من الخادمة البحث عن السيد وعرفها بانه طويل القامة، وستجده يساعد الاخرين وكان الوصف كافيا اذ وجدت شخصا طويلا يساعد امرأة عجوز في النزول من القطار "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض"(اف4: 32).

ويوجد شبه اخر بين جسم الانسان والحيوان ، فمثلا نجد الحيوانات عيونا واذانا وانوفا ورؤوسا واقداما، ولو انها تختلف عن مثيلاتها في الانسان. وليس معنى هذا ان الانسان كان اصله حيوان ثم ارتقى. بل ان هذا يثبت ان خالق الجميع واحد، اذ اننا لا يمكننا ان نقول ان قاطرة السكة الحديد تعمل بالفحم تطورت لتصبح القاطرة البخارية، بل ان مخترع القاطرتين واحد هو الانسان.