الأحد، 30 مايو 2021

المسيح نور العالم-٧

قراءات يوم الاحد من الاسبوع الرابع من الخمسين المقدسة

الموضوع: المسيح نور العالم. حيث تقرأ في انجيل القداس "التور معكم زمانا يسيرا فسيروا في النور.. انا قد حئت نورا للعالم".

مزمور عشية
مز١١٧: ١-٢):
سبحوا الرب يا جميع الامم.. لان رحمته قوبت علينا" لا يكتفي المرنم بدعوة شعبه إسرائيل فقط بل ايضا الامم ومن هنا نرى ان نور معرفة الله يصل للامم ايضا. وذلك من خلال شعورهم برحمته، وهي رحمة قوية تأثيرها واضح من المؤكد ان كل بشر يشعر بها.

انجيل عشية
يو٦: ٥٧-٦٣):
الايمان يحتاج الى استنارة . لقد استصعب الكثيرون ممن يتبعون المسيح كلماته "من يأكلني يحيا بي". لكن الرب لا يبررهم، بل فقط يعزو عدم تبعيته انهم لم يعطوا من الاب.

مزمور باكر
مز١١٨: ١
"الهي فاحمدك لانك استحبت لي". في العشية دعا المرنم الامم الذين يعيشون في ظلام الوثنية الى تسبيح الرب على عظيم رحمته. اما في باكر فالمرنم نفسه يبدأ يومه بحمد الرب ليس على خلاصه بل لانه، اي الرب هو خلاصه "صرت لي خلاصا'. ففي لنا كل شئ صالح : السلام والغلبة .. "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم».. (يوحنا ١٦: ٣٣). سلامنا نجده في الرب، وغلبة الرب تحسب لنا او هو غلب لحسابنا.


انجيل باكر
(يو٨: ٥١-٥٩):
يقدم لنا الرب وسيلتين لنوال الحياة الابدية. الاولى، حفظ كلامه، لانه يقول
"ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد..". وقد شرح احدهم تأثير عمل الرب: شخصه، كلامه، .. فقال (لان سيادة يسوع تنبع من عظمته الداخلية. الملك الحقيقي لا يحتاج الى تاج ولا يعوزه الصولجان او العرش. الاله الحقيقي لا يحتاج الى الرعود والبروق لاثبات الوهيته. سيادة يسوع نابعة من قوته الذاتية.
يلوح لي انه لو كان لنا ان نخرج يسوع من الهياكل المادية المحدودة الى الفضاء الطليق- الى الحقول وشوارع المدن والبيوت التي نسكنها لكي نستطيع رؤيته كما لو انه ماثل امام اعيننا ونصغي الى كلماته كما نصغي الى الحقيقة البسيطة المجردة فان القوة الكامنة في اعماق شخصيته السامية يكون لها تاثير افضل. فكلما كانت لنا عشرة معه وكلما تعمقنا في كلماته وأخذنا الروح والحياة الكائنة فيها "الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة،. (يوحنا ٦: ٦٣)، فاننا نحيا الى الابد.
الوسيلة الثانية، الطلبة "ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فرأى وفرح". طلب ابراهيم ان يرى يوم الرب، اي مجيئه للخلاص.. لقد طلب ذلك بروح الرجاء والايمان الذي اعطاه فرحا "تهلل بأن يرى..". 
الاستنارة كانت لابينا ابراهيم لان طلبها باشتياق. الاستنارة 
لم يدرك اليهود حقيقة يسوع بسبب البرقع على اعينهم فكامت النتيجة انهم ما فتأوا يسألون (العلك اعظم من ابراهيم؟ من تجعل نفسك؟) دون ان ينتظروا اجابة او يصغوا اليها او يتحققوا منها.

البولس
(٢تس١: ١٣-٣: ٥):
"الله اختاركم.. للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق". اهل تسالونيكي كانت لهم الاستنارة ليصدقوا الحق.
"صلوا لاجلنا لكي ننقذ من الناس الاردياء". هؤلاء على اعينهم غشاوة. وهءا ما تؤكده العبارة التالية "لان الايمان ليس للجميع" اي انه ليس الايمان مقبولا من كل الناس .. وكما قال الرب وعلم "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم للخنازير". لانها لا تعرف قيمة الشئ الذي تقدمه لها.

الكاثوليكون
(١يو٤: ٧-١٣):
قراءة الكاثوليكون تكمل باقي القراءات. هنا نتعلم ان المحبة تؤدي بنا الى الاستنارة. "من لا يحب لم يعرف الله".. "بهذا قد اظهرت محبة الله فينا. ان الله ارسل ابنه للعالم لكي نحيا به". واخر امر هو الروح "بهذا نعرف اننا نثبت فيه انه اعطانا من روحه".

الابركسيس
(اع١ع: ١٤: ٨-٢٣):
قصة الاعرج الذي ".. كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه (بولس) ولما رأى ان له ايمانا ليشفي، قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا" . لاحظوا معي انه لم يطلب الشفاء ولكن بولس الرسول كانت له الاستنارة ليدرك ايمان الاعرج. 
ونرى بعد ذلك ان الامم كانت الغشاوة على اعينهم فانهم قالوا "ان الالهة تشبهت لالبشر" وارادوا ان يقدموا ذبايح ايضا.. مما جعل بولس يحتد ويشق ثيابه ويندفع صارخا "نحن بشر تحت الام مثلكم، نبشركم ان ترجعوا من الاباطيل..". ولاحظوا معي "لم يترك نفسه بلا شاهد". فليس السبب في عدم استنارتهم الا هم انفسهم.
ثم اتى يهود من مناطق اهرى واقنعوا الجموع فرجموا بولس.. كانوا منء قليل يريدون ان يقدموا لهما ذبائح كالهين والان يرجمونهما.. همذا الغشاوة على عيون البشر في كلتا الحالتين، انا ان يقدسانهما ويرفعونهما الى اسمةدى الدرجات، او يحطا من شأنهما فيعتبرانهما مجدفين او محرمين يستحقان الموت. فالتطرف هو عمى وفقدان بصيرة.

مزمور القداس
(مز١١٨: ١٤-١٧):
صوت ترنم في خيام الصديقين. لماذا؟ لان يمين الرب صانعة ببأس. وهذه اليد العاملة والمقتدرة في فعلها لا يراها الا الصديقين الذين لديهم استنارة روحية.

انجيل القداس
(يو١٢: ٣٥-٥٠):
اولا، الفرصة محدودة: "النور معكم زمانا يسيرا..". الوقت محدود. يقال عظ العصر، عصر السرعة. لكن الانسان يفعل وينتج بسرعة وفي المقابل ليس لديه نفس الحمية والنشاط لبركض في كريق الملكوت. "اركضوا لكي تنالوا". طريق الملكوت طويل.. طريق الكمال طويل.. « إن جريت مع المشاة فأتعبوك، فكيف تباري الخيل؟ وإن كنت منبطحا في أرض السلام، فكيف تعمل في كبرياء الأردن؟. (إرميا ١٢: ٥).
ثانيا، الغشاوة: "مع ان يسوع صنع أمامهم ايات هذا عظدها الا انهم لم يؤمنوا". لان اشعياء يقول: قد اعمى عيونهم..". في الاصل يقول الرب للنبي "اطمس عيونهم..". والمعنى لا يقصد به ان النبي او ان الله هو سبب عيونهم ولكن يمكن فهمها.انه كان معهم النور زمانا.. وهو يحذرهم ان الوقت المتبقى يسير. اي انه سيقدفارقهم مثلما تغرب الشمس، فلا يستطيعون حينها ان يلزموا الشمس ولا الله الذي سمح لها بالغروب. فهي فرصة وهم فوتوها. 
"الذي يراني يرى الذي ارسلني". قال احدهم (ان يسوع هو راس معلمي الانسانية. وقد اثرت تعاليمه في اصلاح ملايين البشر ما لا يخبرنا التاريخ ان حكيما اوعلما او مصلحا قام به. وقد سكب من معين وحيه في افكار وقلوب الالوف، فراوه بالرغم مما كان يحيط بهم من ظلمة الوثنية وضلالها. ومع ان شرور البشر قد ابعدته عنهم حتى بدا خيالا لا حقيقة. ورغم سفسطة الفلاسفة التي يتيه العقل في شعابها وقفارها فلا يعرف اين يبتدئ او ينتهي. ومع ان فرضيات العلماء قد اسدلت حجبها الكثيفة على الحقيقة السامية التي جاء بها الى العالم ، فانه لا يزال لمجرد ذكر اسمه قوة فعالة في قيادة الانسانية الى الصلاح. ولا رغبة لي في الدخول في بحث اثبات الوهيته.بل جل غايتي انه سواء كان لها او انسانا او الها وانسانا معا فقد كان لحياته اكبر تاثير في حياة البشر).
ثالثا، دينونة العمي: انظروا يسوع وهو يقول "انا لا ادينه ، الكلام الذي تكلمت له هو يدينه". فالخطية تحمل دينونتها في ذاتها، واحتقار كلمات المسيح وعدم الاصغاء لها تحمل نتائجها وثمارها المرة في حياة أولئك المستهترين. ومن اضاع الفرصة للعمل في النهار فانه يعثر اذا اراد ذلك في الظلام.