الاثنين، 31 مايو 2021

المسيح هو الطريق -٢

قراءات يوم الاثنين من الاسبوع الخامس من الخمسين المقدسة

موضوع الاسبوع: المسيح هو الطريق..

موضوع اليوم: الطريق للسماء من خلال اتحادنا بالمسبح كانحاد العروس بالعريس.

مزمور عشية
(مز٤٢: ٥):
لماذا انت منحنية يا نفسي؟ ترجي الله..
في الطريق نشعر بمشقة السير. فيلجأ المرنم الى الرجاء في الله، يخاطب نفسه ويدعوها ان تنفض عنها الوهن والضعف.. فلننفض عنا اذا روح الحزن ونرتدي ثوب الفرح. فليكن لنا الرجاء في وعد الرب الصادق "لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد، ودهن فرح عوضا عن النوح، ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة، فيدعون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد.. (إشعياء ٦١: ٣). 
انحيل عشية ولنقل مع اشعياء النبي "فرحا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريس يتزين بعمامة، ومثل عروس تتزين بحليها.. (إشعياء ٦١: ١٠).

انجيل عشية
(مر٥: ٢١-٤٣):
معجزة حدثت في الطريق.. ومعجزة اقامة ابنة يايرس من الموت.
نازفة الدم بالكاد تستطيع ان تسير في الطريق.. ولذا نسمع انها مست هدب ثوبه. وهي تشبه المرنم الذي يشعر بالوهن والانحناء. قدم يسوع لنا ذاته انه هو الطريق. لم يعد الطريق شيئا نسير فيه وصولا الى وجهة معينة، وهي في حالتنا السماء، ولكنه اصبح شخصا نتحد به.  ما اجمل كلمات الرسول  "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه،. (كولوسي ٢: ٦). 
معما كان ضعفنا وعجزنا ولو عجز المائت فهو يضمن لنا السير فيه والوصول اليه. الضعف كنازفة الدم والعجز كابنة يايرس التي لا تبدي حراكا.

مزمور باكر
(مز١١٨: ١٦-١٧):
يمين الرب مرتفعة. يمين الرب صانعة ببأس.
السير في الطريق يحتاج الى قوة، ولذلك نتغنى بقوة يمين الرب .. هي اليمين التي تستند عليها العروس، والتي رآها بنات اورشليم وربما الملائكة ايضا فترنموا "من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها؟ .. (نشيد الأنشاد ٨: ٥).
يقول ابضا "لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب". وهذه الاية تذكرنا بالموضوع الرئيسي للخمسين يوما المقدسة وهو التأمل في القيامة والعيش في افراحها. فلنردد نفس كلمات المرنم على الدوام "لا اموت بل احيا..". ربما هي نفس الكلمات التي رددتها ابنة يايرس ايضا بعد ان اقامها يسوع من الموت. والتي رتبت الكنيسة ان تكون قراءة العشية عنها، اذ ان غروب الشمس يرمز الى غروب شمس الحياة وظلمة الليل تشير الى ظلمة القبر.

انجيل باكر
(مر٤: ٣٠-٣٤):
مثل حبة الخردل.
 على ان قراءة انجيل باكر ليس عن معجزة اقامة من الموت ولكنه عن الحياة في صورة اخرى، وهي حبة الخردل التي تنمو لتصير شجرة عظيمة. الحياة في اقوى صورها من حبة مدفونة في التراب نظنها ميتة الى شجرة عظيمة تعلو وتبهج الناظرين بخضرتها وثمرها الطيب. وهو اعظم مثال للملكوت ايضا، فالملكوت يظن اهل العالم انه لا وجود له وان السيادة اضحت لابليس، ولكنه يمتد يوما بعد يوم الى ان نسمع تلك العبارة المدوية من الملاك الصارخ في نهاية الايام كما يخبرنا الرائي "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة:«قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين».. (رؤيا ١١: ١٥).

البولس
(رو٤: ٤-٩):
اراد الرسول ان يؤكد على دور الايمان في الخلاص. فالوصول للسماء لا يتوقف على مقدار اعمالنا بل على عظيم اعمالنا. وفي هذا يستخدم نبوة داود "طوبى للرجل لا يحسب له الرب خطية.". لقد لمس داود بنفسه ان دخوله للملكوت هو برحمة الله ، فنطق بهذه العبارة التي كانت سبب في تعزية كل الخطاة عبر كل العصور، من خلال تحققها في قائلها. لقد غفر الرب لداود وهم يغفر لكل الخطاة.
اولا، من هنا نرى ان الاعمال ليست هي طريقنا للسماء، والا فان السيئات يذهبن الحسنات. ماذا يستفيد داود من كل اعماله الحسنة ان عوقب على خطية الزنا والقتل؟ ماذا يمكن لاي بشر عاش على الارض ان يترجى ونحن نعلم انه "ليس مولود امراة يتزكى امام الله". "هوذا قديسوه لا يأتمنهم، والسماوات غير طاهرة بعينيه،. (أيوب ١٥: ١٥).

ثانيا، الاعمال ليست طريقنا للسماء، لان اعمالنا الصالحة يشوبها الشر ايصا "وقد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة، وآثامنا كريح تحملنا.. (إشعياء ٦٤: ٦). كما يشوبنا القصور عن اتمام مقاصد الله "الكل قد زاغوا معا، فسدوا. ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد.. (المزامير ١٤: ٣؛٥٣: ٣؛ رو٣: ١٠). اضافة الى ذلك نحتاج الى مجد الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله،. (رومية ٣: ٢٣).

الكاثوليكون
(١يو٣: ٢١-٢٤):
قراءة الكاثوليكون تنير لنا الطريق وتكمل قراءة البولس، فقد عرفنا ان الطريق هو الايمان.
 والان نعرف ملامح اخرة للطريق:
 ‏+ لنا ثقة (تعني ايمان). 
 ‏+ الصلاة "مهما سألنا..".
 ‏+ الاعمال "نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية".
 ‏+ لخص الرسول الوصية في المحبة والايمان 
 ‏+ وفي النهاية شركة الروح القدس هي اكبر ضمان للتأكد من اتحاد العروس بعريسها وثباتها فيه. 

الابركسيس
(اع٧: ٣٧-٤١):
موسى كان مع الملاك في البرية.. فالطريق الى كنعان يمر ببرية العالم. عانى الشعب ٤٠ سنة من التبه. فهل نحن نتيه في برية العالم، ام نتحد بعريسنا الذي هو الطريق الوحيد للسماء؟

مزمور القداس
(مز٧٠: ٥):
"اما انا مسكين وفقير.. اللهم اعني.. لا تبطئ" يشعر المرنم بما شعرت به نازفة الدم، الضعف الشديد. لذلك فهو يطلب المعونة، عاجلا.

انجيل القداس
(يو٣: ٢٥-٣٠):
من له العروس فهو العريس. اتحادنا بالعريس هو ضمان دخولنا الحجل السماوي.