الخميس، 11 يوليو 2019

حوار بلدد مع ايوب #2


حديث بلدد الثاني (18: 1-21):
ليس عند بلدد جديد يقوله. بالاكيد تصويره لهلاك الاشرار لا يصلح ان يقال الا لرجل (له ضمير) شرير.
مقدمة:
ع3و4 تقدم موضوعه الرئيسي وتعلن عن استيائه الشديد ازاء موقف اصحابه "الى متى تضعون اشراكا للكلاك"(2). يتهم ايوب انه يبحث عن محاورات خيالية ليست سوى مجرد الفاظ لا تحوي شيئا. ان ايوب يعاملهم كبهائم لا عقل لها او كقوم نجسين. وانه اتهم الله انه افترسه (16: 9) لكنه بما يفعله يمزق نفسه. وكانه يريد ان تنقلب الارض كلها حتى يثبت انتقاده لله وتبريره لنفسه (4).
مصير الاشرار (18: 5-21):
"بكر الموت"(13) اشارة الى البرص. والمعنى ان خادم الموت الوفي سيكون عدوه ملك الاهوال (الموت) ع15 يذر على مرقده كبريت. جرت العادة نثر الملح على الاماكن التي تلقت لعنة.
ايوب يرد ص19:
من افظع شعور بالهجران يرتفع الى قمة الايمان.
وصفه لاذلال الله له (1-22):
انه الان حزين من اصحابه حتى لو كان قد اخطا فخطيته "تستقر عليه" ولا تقدر ان تؤذيهم. عشر مرات تعني مرار ا وتكرارا. انه مصمم ان الله يريد اذلاله "ها اني اصرخ ظلما"(7) اي من الظلم. ولم يكتف الله بطرحه ارضا، لكنه ضم جيشا كاملا من الاعوان (12) ويقصد بهم اقرباؤه واصدقاؤه وخدامه وزوجته نفسها – كلهم يهربون منه استنكافا وبذلك حرم من كل عطف (13-19) "نكهتي (رائحتي) مكروهة عند زوجتي وخممت عند ابناء احشائي" لكن اولاده قد ماتوا لذا يرى المفسرون انهم احفاده او ابناء السراري.
يتوسل ايوب بحزن الى اصحابه ليواسوه "تراءفوا تراءفوا عليّ يا اصحاب لان يد القدير قد مستني". وتظهر العلاقة المؤسفة معهم في (ع21).
مؤكد ان ادراط حقيقة ان يد الرب عليه لابد ان تثير شفقتهم. لكنهم كان عليهم الاختيار بين عقيدتهم وبين صديقهم. موقفهم ازاء الامه كان يزداد قسوة "ولا تشبعون من لحمي".
الايمان ينتصر ثانية (23-29):
يتفرس في المستقبل يجد الرجاء الذي انكره عليه الحاضر. ليت قضيته تسجل، فبكل تاكيد كانت الاجيال القادمة تظهر عطفا عليه اكبر مما يظهر في جيله الحاضر.
وبغتة تاتينا رؤية عجيبة. محام الهي يظهر ليتولى الدفاع عن قضيته، ليسترجعه من ظلال شيول (كلمة عبرية تعني الجحيم) التي انحدر اليها. "ولي" تعني المدافع انه قريب يقوم بواجب افتداء الممتملكات او قريب الدم يكلفه القانون الجنائي باخذ ثار دم سفك بدون وجه حق.
"في اليوم الاخير"ع25 تعني اخير او متاخر (اش44: 6)، لابد لا تعني تبرئته في يوم القيامة ولكن تعني مجرد تبرئة اتية. وهناك ترجمات مختلفة "على الارض" قد تعني على التراب او على قبري. بدون جسدي (26) يمكن ان تقرا من جسدي فيكون المعنى ان ايوب كان ينتظر ان يشاهد تبرئته او انه تطلع الى اليوم الذي يكون فيه "روح بلا جسد".
"الذي اراه انا لنفسي" 27 قال لوثر (الدين يعبر عنه في الضمائر الدالة على الاشخاص). ايوب لا يرضى براي هو مجرد اشاعة او تقولات على الله. "وليس اخر" هنا يقترح فكرة ان ايوب يتوق الى الوقت الذي يرى اله الحاضر الكختفي والذي يبدو كغريب يكن له عداوة محيرة، يظهر بصورته الحقيقية "كصديق".