احاديث
صوفر النعماتي
الخطاب
الاول:
11: 1-20
يوبخ
صوفر ايوب بخشونة من اجل اسرافه في الكلمات
الفارغة. لقج
تضنت كلمات ايوب ادعاء التفكير القويم
والعيشة المستقيمة. ولكن
لو ان الله تكلم لوجد ان كلا الادعائين
قد تحطك تماما، حكمته البشرية التافهة
تذبل وتتضاءل امام تيار الحكمة الالهية
الهائلة، ولو وعى لاكتشف ان الله "يغرمه
باقل من اثمه".
حكمة
الله تمجد (11: 7-13):
توجد
ترجمة اخرى "ايمكنك
ان تكتشف اعماق الله؟ ايمكنك ان تصل الى
مدى حكمة القدير؟ انها ارفع نت السموات
– فكيف تستطيع ان تباريها؟ انها اعمق من
الموت – فكيف تستطيع ان تقيسها؟ مجالها
اعظم نت الارض واوسع من البحر (7-9).
انها
الحكمة التي تصدر الحكم على الانسان
الفاني، وحكما حكيما هكذا مؤكد انه منزه
عن الخطأ. ليخضع
ايوب لتاديب الله الحكيم، فهناك رجاء ان
يفهم في النهاية حتى وان كان كالناس
الاخرين، عنده البلادة والمعاندة التي
يتصف بها جحش الفرا.
دعوة
الى التوبة (13-20):
الان
يدعو صوفر ايوبا ان يترك كل خطية ويصور
المكافات الباهرة للتوبة.
فاحدى
النتائج ستكون مجابهة الناس بلا خجل (15).
وتؤدى
التوبة مذلك الى نسيان شقا الماضي والذي
ستبتلع ظلمته في نور الحاضر والى الامن
والرجاء. "تتجسس
موضعك" الفكرة
ان الشيخ في البادية يتلفت هنا وهناك حول
الخيمة قبل النوم، حتى يتاكد انه لا خطر
محدق.
صوفر
فيه عيبين:
اولا،
هو واثق اكثر من اللازم في وجهة نظره
الدينية. فلا
نجد اثر للقول "انا
لا اعرف". ثانيا،
يعوزه التواضع.
ايوب
يرد:
يستنكر
ايوب علمهم
المزعوم ويقول ان
فكر المطمئن احتقار لنكبات اﻻبرار
واﻻستخفاف بها (5)
لو انه
كان لصا ناجحا، وليس رجلا مندينا، ربما
كان موقفه يستدعي منهم احتراما اعظم.
"الذين
ياتون بالههم في يدهم"(6).
ان الاله
الوحيد الذي يعبده اللصوص هو قوتهم المرموز
اليها بالسيف في يدهم.
يبين
الان ايوب معرفته لكل شئ قالوه عن حكمة
وقوة الله. حتى
بهائم الحقل لا تجهل ذلك. اما
السؤال الذي يزعج عقله فهو كيفية استخدام
الله لقوته. ان
ايوب ليس مستعدا ان يبتلع او يقبل بدون
فحص اراء اخرين مهما كانت قديمة.
قد يكون
عد 20 اشارة
لاكرام بلدد لحكمة الاقدمين في اي8:
8-10
2- وصف
لقدرة الالهية:
يصور
ايوب قوة الله تكتسح امامها كل شئ بدون
تمييز. مخربة
للارض بالكوارث الطبيعية مهدمة لسلطان
الحكماء والاقوياء مدمرة لعروش الملوك.
يركب على
الناس قادة ، فكرتهم عن الطريق التي
يسلكونها ليست اوضح من شخص يتلمس طريقه
في الظلام او شخص سكران. عدد
22 ربما
فيه اشارة الى معرفة الله الدقيقة للاسرار
المخبوءة في اعماق القلوب (اش29:
15).
يرفض
مشورتهم (13: 1-12):
يتوجه
ايوب الى اصحابه موبخا فهم ملفقو كذب
واطباء نفس بطالون، يطلبون ويبتغون تبرير
طرق الله بامثال من رماد وحصون من طين
(12). يتهمهم
انهم ليسوا قريبين من الله مملقين مراوغين
يسندون قضية لا لسبب الا تعظيما لنفوسهم.
يمكننا
مقارنتهم برجل يعضد قضية مشاجرة لا لانه
يهتم بالحق بل لانه يخاف قوة الطرف القوي.
في ع9-11
تلميح
مؤثر بان المعارضة المخلصة لله خير من
التعضيد غير المخلص له.
يستغيث
بالله (13: 13-28):
يتوهج
الايمان فجاة في التاكيد ان الحكم سيكون
لصالحه "اعلم
اني اتبرر" الفاجرون
فقط هم الذين يخافون التواجد في محضر
الله. وبتاكيد
يطلب من يتحدى براءته. ان
وجد هذا الشخص فهو على استعداد الا يقول
كلمة اخرى (19).
يشرع
في الاستغاثة بالله "اعلمني
ذنبي وخطيتي". انه
يجهل التهمة الموجهة اليه.
ايمكن
ان يكون الله يجعله يتالم من اجل طياشات
الصبا (26). كهما
كان السبب لا مجال لانكار مرارة الواقع
– القيود القوية – "وعلى
اصول رجلي نبشت". انا
فقط مخلوق ضعيف "وانا
كمتسوس يبلى".
الاشتياق
الى حياة ما بعد الموت (14:
1-22):
يقول
ايوب انه من الغريب ان العدل الالهي يركز
على مخلوق كالانسان "يخرج
كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل".
فهو مجبول
بالاثام "من
يخرج الطاهر من النجس؟"
ع7-12
مصير
الاشياء ومصير الاشخاص. نامل
احدهم في يوم من ايام الشتاء عندما كان
يتامل شجرة هزيلة تذكر التحول الكبير عند
رجوع الربيع ففكر: بكل
تاكيد ان الله الذي يظهر ابداع عمله في
الطبيعةة يمكن ان يجري تحولات جذرية
معجزية في الانسان. وقاده
هذا الى التفكي في الولادة الجديدة (يو3).
تتغلغل
كآبة في
ع13-15 انه
يعبر عن حلم بديع عن اله النعمة يمنحه
اولا ملجا في شيول مسكن الاموات ثم يسترجعه
الى وجود فيه هو اي الله يشتاق الى عمل
يديه. وفي
ع15 يقول
: اه،
لو انني استطيع ان اصدق ذلك لكنت استطيع
ان احتمل موقفي المتعب الى ان ياتي الفرج
(14). هذه
الفاظ انسان لا يقدر ان يترك ايمانه في
الله لمجرد ان معاملاته في الحاضر سر
غامض.
لكن
مجد الحلم يذبل عند تذكر حقائق الحاضر
البشعة – الالام والمعاناة.
يتراجع
اله النعمة للوراء ويتخيل ايوب الها يفتش
باستمرار تفتيش البخيل الذي يرقب كل خطية
(16 و17).
الها
يحول اعظم معالم الطبيعة الى تراب ويحطم
امال الانسان (18 و19).
انه يجعله
لا يستطيع ان يفرح بافراح
اولاده الذين يتركهم وراءه او يبكي معهم
في احزانهم (21) حتى
انه لا يرجو انتهاء اوجاعه الخاصة.