السبت، 25 فبراير 2017

اختبار ليو والاس

"كنت دائما من الذين يؤمنون ان الله واصل الكون امور لا سبيل الى معرفتها، وكنت لا اعترف بالمسيحية. كان روبرت سي انجرسول من اعز اصدقائي وكان يتفق معي في اعتقادي هذا. وبعد انتهائي خدمتي كعمدة، عدت مع انجرسول شرقا. وبينما كنا نتجاذب اطراف الحديث وقبل ان نصل لولاية سانت لويس لاحظنا منارات الكنائس وقد ارتفعت في تلك المنطقة، وعندها قال انجرسول "يا له من عار ان يؤمن العديد من الاذكياء بتلك المعتقدات الغبية التي تعلنها هذه الكنائس. ترى، متى سيأتي اليوم الذي يعترف فيه الناس ببطلان وحماقة هذه التعاليم التي طلقون عليها تعاليم الكتاب المقدس؟".
وفجأة نظر انجرسول اليّ وقال "ما رأيك يا والاس؟ فانت انسان متعلم ومفكر رائع. لماذا لا تقوم بجمع المادة اللازمة لتأليف كتاب يثبت زيف المسيح،؟ وان شخصا بهذا الاسم لا وجود له، وتثبت ايضا ان اصحاب التعاليم الموجودة في العهد الجديد لا وجود لهم ايضا؟ تأكد ان هذا الكتاب سينال شهرة كبيرة لانه سيكون كتابا فريدا من نوعه، كما انه سيبرهن ان المسيح الذي يدعونه مخلص العالم ما هو الا ضرب من الحماقة".
"تركت هذه الكلمات انطباعا عميقا في داخلي ، .. بعد ذلك عدت الى موطني في انديانابوليس واخبرت زوجت بما انوي فعله. كانت زوجتي مؤمنة وكان من الطبيعي ان لا يحوز خطتي على اعجابها. ولكني عزمت ان ابدأ العمل، وبالفعل قمت بتجميع المادة اللازمة لذلك من المكتبات، ومن المخطوطات القديمة. الامر الذي استغرقني بضع سنوات. وبعد ان وصلت للفصل الرابع من هذا الكتاب  اتضح لي ان يسوع المسيح شخص حقيقي.. ووجدت نفسي في وضع لا احسد عليه. وسألت نفسي بكل صدق : ان كان المسيح شخصية حقيقية (فلم اعد اشك في هذا الامر) لماذا لا يكون ايضا ابن الله ومخلص العالم؟ ..
ازدادت اقتناعي بهذا الشخص حتى تحول في احد الليالي الى يقين ثابت، فركعت على ركبتي وصليت لاول مرة في حياتي وطلبت من الله ان يعلن ذاته لي ويغفر لي خطاياي. اضاء نور المسيح في حياتي".
لقد الف ليو والاس كتابا ذا شهرة واسعة ، وكان بالفعل تحفة فنية وتتويجا لكل اعماله بعد ان قام بتغيير الهدف من التأليف واسما "بن حور".
وحين تشاهد الفيلم الرائع الذي يحمل نفس الاسم ترى فيه الممثل الرائع "كارلستون هيستون" في سباقه مع الخيول الاربعة في مضمار السباق لابد انك ستتذكر ان وراء قصة هذا الفيلم اختبار رائع لعمل الرب يسوع.

اختبار: فيني كروسبي

وتعتبر "فيني كروسبي" من اشهر المؤمنات اللاتي قمن بكتابة الترانيم ، حيث كتبت اكثر من 8000 ترنيمة. وكانت قد اصيبت بميكروب بسيط وهي في الاسبوع السادس من عمرها بسبب اهمال الطبيب. ففقدت بصرها. وفي ذات يوم قالت لها احدى صديقاتها"من المؤلم ان تحرم مؤمنة مثلك من نعمة البصر" فاجابتها فيني "لكني امتاز عن بقية المؤمنين بشئ واحد" فسألتها صديقتها "وما هو؟" اجابت: "سيكون وجه المسيح هو اول ما ستراه عيناي".
وفي ترنيمتها الرائعة "يا لثقتي ، المسيح لي" تقول فيني:
في خضوع تام وبهجة عارمة
يتراءى لي مجئ المسيح
والملائكة من حوله تحمل لي
الحان الرحمة وهمسات الحب

للاسف، هناك كثيرون يعيشون التدين الظاهري. ولكن يوم الدين لن نسئل عما نعرفه بل عمن نعرفه – اي هل عرفنا المسيح معرفة شخصية ام لا؟ لقد شفى التلميذ الخائن يهوذا مرضى واخرج ارواحا نجسة، لكنه الشخص الوحيد الذي يذكره الوحي بالاسم انه مضى الى الجحيم. سيتعين عليك ان تجيب على السؤال "هل يعرفك المسيح؟" لا اتحدث عن مجرد معرفة، فالمسيح هو الله يعرف كل شئ عنك. لكن اتحدث عن "علاقة ". ام سيقول لك كما قال للعذارى الجاهلات "اني لا اعرفكن".

اسم يسوع

لم تكرز الكنيسة الاولى بمجموعة تعاليم او عقائد بل كرزت باسم المسح، لذلك حذرتهم السلطات اليهودية من ان يعلموا و يذكروا هذا الاسم حيث قالوا فيما بينهم عن تلميذي المسيح بطرس ويوحنا "لنهددهما تهديدا ان لا يكلما احدا من الناس فيما بعد بهذا الاسم" ثم دعوهما "واوصاوهما ان لا ينطقا البتة ولا يعلما باسم يسوع"(اع4: 17). ولماذا حدث هذا ؟ ان التلميذان قد شفيا مقعدا حيث قال له بطرس الرسول: "ليس لنا فضة ولا ذهب ، ولكن .. باسم يسوع الناصري قم وامش" ثم خاطبوا الجميع الذين توافدوا "ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص"(اع4: 12).
تحاشى اليهود ان يذكروا اسم يسوع اذ اصبح اكثر الاسماء كراهية كما حسبوه انه لعنة.. اما عند المسيحيين فقد صار اكثر الاسماء اجلالا ولم يجرؤ احد منهم ان يطلق هذا الاسم العظيم على احدا من اولاده.
وهناك اكثر من 250 اسما ولقبا اعطى للمسيح في الكتاب المقدس، لانه لا يوجد لقب واحد يكفي لوصف ابعاد شخصيته ويعلن عن شخصه. وتساعد هذه الالقاب في التعرف عليه، ولو انها لا تعبر عن ملء شخصه. وهذا الاسم الذي عرف به واشتهر به تسمى من الملائكة "وتدعو اسمه يسوع"(مت1: 21).
تخيلوا معي اننا نخاطب الملبوس بالشياطين الذي كان يقيم في كورة الجدريين قائلين للروح النجس الذي يسكنه "باسم الرئيس او الملك الفلاني اخرج منه" ماذا ترى سيحدث؟ سيلتفت الروح النجس الينا ويمزقنا. لكن عندما نكون ممسوحين بالروح القدس وننطق بهذا الاسم تتزعزع قوات الظلمة وتفرح السماء بنجاة الملبوس المسكين.

وعلى فراش الموت يوم 21 ديسمبر 1807، علم نيوتن باصدار البرلمان الانجليزي لقانون الغاء تجارة الرقيق. فكم كان يشتاق لسماع مثل هذا الخبر. وكان يسخر من نفسه قائلا: "انه معبأ ومغلف وجاهز للشحن". وفي يوم وفاته ، مال اليه صديقه وليم جاي ليسمع الكلمات الاخيرة التي لفظ بها نيوتن قبل وفاته، فسمعه يقول: "اصبحت ذاكرتي خاوية من كل شئ الا من اثنين : "اني خاطئ واثيم" وتوقف لحظات ثم قال "وان لي مخلصا عظيم".

اختبار سميث

تمرد على السفينة بونتي:
هناك فيلم بعنوان "تمرد على السفينة بونتي"، وهي قصة واقعية حدثت عام 1787. في ذلك العام قام الكابتن "بلاي" برحلة حول العالم في سفينة اطلق عليها اسم "بونتي" ليجمع ثمار اشجار الخبز (اشجار من فصيلة الخبزيات تشتمل على لب نشوي يستعمل كالخبز). كانت بريطانيا في ذلك الوقت تمتلك الكثير من الاراضي غرب الهند، وكانت معظم اطعمة العبيد هناك تأتي من انجلترا ، وهكذا كانت تكاليف نقل الغذاء باهظة للغاية، مما جعل سعر السكر في انجلترا مرتفعا جدا.
وبحثت الحكومة عن محصول ينمو سريعا وبدون مشقة في غرب الهند، بعد ان وصلتها بعض الاخبار عن وجود اشجار في الجهة الاخرى من المحيط الباسيفيكي، وبالاخص على جزيرة تاهيتي تحمل ثمارا يمكن ان تصلح لعمل الخبز، ويمكن زراعتها بسهولة في غرب الهند. لذلك سافر بلاي وطاقم من البحارة لجمع بعضا من هذه الاشجار كعينات. وعندما وصلوا لجزيرة تاهيتي وجدوها جنة مثمرة خصبة. وسرعان ما وجد كل بحار صديقة له، وصار تمرد كبير عندما اعلن كابتن بلاي بعد عدة اشهر من وصولوهم ان موعد الرحيل قد حان. وبعد مغادرتهم لتاهيتي بعدة ايام، وجد كابتن بلاي نفسه واقعا تحت السلاح، ثم وضعوه في قارب صغير ومعه 18 بحارا اخر، اما بقية المتمردين فعادوا بالسفينة لجزيرة تاهيتي واقنعوا 12 فتاة بالرحيل معهم، وغادروا لجزيرة اخرى تدعى "بيتكارن". وهناك اخذوا كل ما يحتاجون اليه من ممتلكاتهم ووضعوها على تلك الجزيرة ثم احرقوا السفينة.
وما بدا في اول الامر انه جنة يحلم بها كل انسان سرعان ما تحول الى عشر سنوات من الجحيم، حيث استطاع احد البحارة يدعى "ويليام ماكوي" كان يعمل في احد معامل تحضير الخمور فيما سبق، قام باستخراج الكحول من جذور اشجار تدعى "تي" مستخدما جها تقطير نحاسي اخذوه معهم على متن السفينة "بونتي". وبعد ان شربوا هذه المادة التي استخلصوها من جذور النباتات، قضوا اياما واسابيع وشهور سكارى بالخمر. وجنّ البعض، وتحول البعض الاخر الى ما يشبه الحيوانات المفترسة، يحارب احدهم الاخر. كما القى احدهم نفسه من فوق قمم احد الجبال. لا عجب اذن ان يتبقى بعد بضعة سنوات من كل هذا العدد شخصان فقط، هما ادوارد يونج والكساندر سميث. وحدث ذات ليلة ان النساء سرقن البنادق منهما واختبأن مع اطفالهن وعددهم 18 طفلا حتى لا يقترب الرجلان اليهن.
في احد الايام قام يونج بتفقد سطح السفينة، ووجد عليها من بين الاوراق الكثيرة كتابا مقدسا موضوعا على حافظة من الجلد قد اصفرّت اوراقه واكل السوس بعضه. لم يقرأ يونج الكتاب المقدس لسنوات، وكان سميث جاهلا بالقراءة، فقام يونج بتعليمه من كلمة الله. وهكذا بدأ الرجلان اللذان كانا يشعران بالخوف واليأس بقراءة كلمة الله معا، بادئين بسفر التكوين. تعلم كل منهما من العهد القديم ان الله اله قدوس وانهما خاطئان، لذلك حاولا جاهدين ان يصليا.
كان الاطفال الصغار هم اول من عادوا مرة اخرى لرجلين بعد ان لاحظوا التغيير العظيم الذي طرأ عليهما. وبعد ذلك احضرا الاطفال امهاتهم، وكان الجميع يستمعون لهما وهما يقرآن من كلمة الله. في تلك الايام توفى يونج، ووصل سميث للعهد الجديد. وبينما كان يقرأ قصة المسيح حدث له شئ مدهش! واليك ما سجله: "عشت سنوات طويلة وكأني اعمى، ولكن فجأة انفتحت كل الابواب امامي على مصراعيها ورأيت النور. لقد قابلت الله في المسيح الذي رفع عني نير خطاياي، فوجدت الحياة الجديدة في المسيح".

وبعد مرور ثمانية عشر عاما على التمرد الذي حدث على السفينة "بونتي" رست سفينة قادمة من بوسطن على شواطئ جزيرة بيتكارن، وهناك وجد قبطان السفينة ان شعب هذه الجزيرة يتصفون بالمحبة والسماحة والكرم اكثر من اي شعب اخر. وعند عودته للولايات المتحدة صرح قبطان السفينة انه لم ير في كل رحلاته وسفراته شعبا مثل هذا الشعب الذي ظهرت النعمة والقداسة واضحة عليه. نعم، لقد غيرت كلمة الله ورسالة المسيح حياتهم.

اختبار ارنست وردون

خلال الحرب العالمية الثانية قضى ارنست جوردون الامريكي حياته كسجين حرب في اليابان. كان من بين عدد من الرجال الذين عملوا في انشاء خط سكك حديد بورما الشهيرة، حيث كانوا يعاملون اقل من الحيوانات، ويعيشون في ظروف صعبة للغاية، حتى فقدوا الرجاء والهدف من الحياة. ولكن وسط كل هذه الظروف احدثت كلمة الله تغييرا مؤثرا.
قام بعض المؤمنين الذين يواظبون على قراءة كلمة الله بتكوين مجموعات درس كتاب. ومن مشاركاته ودراساتهم ، حدث تغيير كبير. فبدلا من اعمال السرقة والغش التي كان يقوم بها سجناء الحرب، سادت بينهم المحبة والتضحية.
الجاروف المفقود:
ويذكر جوردون القصة التالية التي قدم فيها واحد من السجناء حاته فداءا لصديقه: بعد يوم من العمل الشاق وقبيل انصراف الكتيبة صاح الجندي الياباني معلنا اختفاء جاروف، واصر ان واحدا من المساجين سرقه. سار الجندي جيئة وذهابا امام الكتيبة وهو يستشيط غضبا، موبخا اياهم على شرهم وعدم ولائهم للامبراطور، تلك الخطية التي لا تغتفر ابدا. وفيما هو يتحرك ذهابا واابا زاد غضبه الى اقصى حد صارخا بلغته الانجليزية الركيكة طالبا من السجين المتهم بسرقة الجاروف ان يتقدم خطوة للامام حتى يأخذ العقاب الذي يستحقه، ولكن احدا لم يتحرك. وزاد غضب الحارس ووصل الى اقصى درجات العنف، فصرخ: "اذا سيموت الجميع! سيموت الجميع!". وحتى يبرهن انه يعني ما يقول صوب بندقيته على اول رجل يقف في الصف. في تلك اللحظة تقدم احد المساجين خطوةللامام وقال بك هدوء "انا السارق".

استجمع الحارس كل غضبه وكراهيته واطاح بالسجين المسكين ضاربا اياه بقيضته القوية حتى اوقعه على الارض، ثم صوب بندقيته تجاه رأسه واطلق الرصاص، وفي لحظة تحول الى جثة هامدة.  حمل الرجال جثة زميلهم ووضعوا ادواتهم على اكتفاهم وسارا عائدين الى معسكرهم. في اليوم التالي تم عد الادوات مرة اخرى في بيت الحراسة، فكان العدد كاملا، اي ان الحارس كان قد اخطأ العد، وقتل السجين بلا ذنب.

بيتي بينت الصلاة يدعى


شيد هيكل سليمان على جبل صهيون في اورشليم. شيد من الرخام الابيض المغطى بالذهب. وكان يقال ان احدا لم يجرؤ على النظر للهيكل لحظة سطوع الشمس عليه بسبب البريق الشديد الذي كان ينعكس منه. وتعتبر نظرة المسيح للهيكل هامة جدا، فقد كان يحترم الهيكل، ولكنه على الصعيد الاخر كان يوليه اهمية مؤقتة. فنسمعه يقول عن الهيكل "بيت الله"(مت12: 4 ويو2: 16).، ولكنه يقول ايضا انه سيهدم سريعا (مت24: 2). وهو ما تحقق في عام 70م عندما جاء تيطس الروماني الى اورشليم وهدم كل شئ فيها. ويقال ان حرارة النيران جعلت الذهب الموجود في الهيكل ينصهر. وفي سعي الجنود الرومان للحصول عليه، اصدرت السلطات الرومانية امرا بهدم كل حجر موجود في الهيكل، الامر الذي تنبأ المسيح بحدوثه قبل اكثر من 30 عاما. فقد قال "انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض"(مت24: 2).
وفي مناسبتين مختلفتين طهر المسيح الهيكل. كان على كل يهودي ان يدفع جزية الهيكل لتمويل العبادة المستمرة فيه. وكانت قيمة الجزية نصف شاقل وتعادل اجرة يومين. وكان مسموحا في فلسطين بتداول جميع العملات، ولكن لابد ان تدفع جزية الهيكل بالشاقل الجليلي او بشاقل الهيكل. اما بقية العملات فكانت مرفوضة باعتبارها نجسة.
كان الحجاج يجيئون من كل مكان في العالم، ويقدر عددهم بنحو مليوني شخص، للاحتفال بالفصح. كانوا يجيئون حاملين معهم عملات بلادهم ، فيغيرونها في ساحة الهيكل من الصيارفة.. وكان تغيير العملة يحدث فيه سلب ونهب للوافدين من بلاد غريبة.
وكان في الهيكل باعة حمام واغنام وثيران، فقام المسؤولون عن الهيكل  بتعيين اشخاص للكشف على الحيوانات والطيور وكانوا يرفضون الذبيحة التي يحضرها المتعبد من خارج ساحة الهيكل، بحجة ان بها عيب، فكان لابد للمتعبد ان يشتري الذبيحة من الباعة الموجودين في ساحة الهيكل، وهنا كان الاستغلال في ابشع صورة، حيث كان ثمن الذبيحة عشرين ضعفا.

كان معظم الحجاج الذين يسافرون للاحتفال بالفصح من بلاد الامم، فلم يكن مسموحا لهم الا بدخول الساحة الخارجية للهيكل وهي ساحة الامم، حيث كان يتم تغيير العملة وبيع الذبائح، فبدلا من ان يلتقي هذا الاممي باله اليهود في هيكله، كان يتقابل مع كل انواع هذا الفساد الديني. لذا فقد وبخ المسيح رؤساء الكهنة قائلاعن الهيكل انه ينبغي ان يكون بيتا للصلاة لكل الامم.

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

حياة سليمان -10


خيل وذهب ونساء:
لما كان الشعب لا يزال في البرية تنبأ الرب بالزمن الذي سيكون له فيه ملك، وسمح في حكمته ان تتضمن كلمته المكتوبة ارشادات وانذارات للملك العتيد تحذر الملك ون ان يكثر لنفسه الخيل اوالنساء او الذهب. والعجيب ان سقوط سليمان تجلت بصورة بارزة في هذه الامور الثلاثة. فعلى مر السنين ضاعت صفة التواصع التي قال فيها للرب ، وانا فتي صغير، واصبح انسانا عنيدا فريسة للارادة الذاتية،، الا نرى شيئالامن هذا القبيل في كنيسة الله؟ ان النجاح والرخاء اللذان منحا لسليمان كانا اكبر بكثير مما يسعه ايمانه الهزيل. ولم تكن للامور غير المنظورة والابدية نفس القيمة التي كانت لها في نظر ابيه، لانه لم يتدرب في مدرسة الالم والضيق مثل ابيه. وانها لفكرة مذلة ان نكون في حاجة الى الضيق والحزن لكي نحفظ سائرين في الطريق الصحيح.
ربما كانت ابنة فرعون هي التي اشارت عليه باقتناء الخيل لانه يبدو ان مملكة ابيها كانت ارض الخيل (اش31: 3) نحن نقرأ في ايام داود عن بغال وحمير ، لكن يظهر انه لم يكن لهذه الدواب المتواضعة مكان عند سليمان، باستثناء اليوم الذي ركب فيه بغلة داود في طريقه الى جبعون لمسحه ملكا. ويحدثنا سليمان ، "ان الفرس معد ليوم الحرب"، ويضيف الى هذه الحقيقة ، حقيقة اكثر صدقا، الحقيقة التي تناساها فيما بعد ، "اما النصرة فمن عند الرب". ومن هنا نفهم ان الخيل كانت تستخدم في زمانه لاغراض عسكرية، كما ان الثيران كانت تستخدم للزراعة. ولكن داود كتب قبل ان يبدأ سليمان عهده الملكي، باطل هو الفرس لاجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجي (33). وفي موضع اخر يقول "لا يسر الرب بقوة الخيل"(مز147) . نعم، ففي ايام الخطر يكون الرب لشعبه اكثر بكثير من كتائب الفرسان، اما عن اعداء شعبه فمكتوب ، من انتهارك يا اله يعقوب يسبخ فارس وخيل"(مز 76: 6).
على ان سليمان انحرف تدريجيا عن هذه الحقائق الناففة، فلنحذر نحن لئلا يدرفنا التيار بعيدا عما تعلمناه من الله. وليتها تكفينا تلك الفقرة المأثورة التي رددها بولس الرسول للكورنثيين "الستم تعلمون؟". نعم ليتها تكفينا في تذكير قلوبنا بخطر اغفال ما تعلمناه او نسيانه.
يبدو ان سليمان قد انشا تجارة الخيل بصورة ملحوظة حيث نقرأ وكان مخرج الخيل التي لسليمان من مصر، وجماعة تجار الملك اخذوا جليبة من الخيل بثمن (1مل: 28).
ومن العدد التالي نفهم ان سليمان كان يبيع الخيل لملوك الحثيين وملوك ارام. ربما كانت هذه التجارة مربحة، غير ان الرب لم يسر بعبده وهو يتعامل فيها.
لما دخل عب الرب ارض كنعان قال الرب "تعرقب خيلهم وتحرق مركباتهم بالنار"(يش11: 9). ذلك لان اله اسرائيل كان يعارض في استخدام اساليب الامم في عمله، ويحتم ان تكون ثقة شعبه في شخصه وحده.
واذا تتبعنا تاريخ سليمان نجد ان محبة الذهب تسلطت عليه. لكن الرب كان مشفقا على عبده الغض، وقد لفته محبة الذهب كثيرا. فقد كانت له اساطيل في البحر. كانت تأتي له بالذهب والفضة بوفر بالغة. وكان الذهب شيئا مألوفا حتى انه صنع 200 ترس من الذهب المطروق وكان وزن الترس 600 شاقل من الذهب كما انه عمل 300 مجن، ومن المحقق ان هذه الاسلحة لم تكن معدة للقتال بل لمجرد الزينة! على ان هذه الزينات الفاخرة، الكثيرة الثمن، اضاعها رحبعام في الحرب وفي تقليده الباطل، عمل بدلا منها مجان من نحاس، عرضها عند دخوله الى بيت الرب"(1مل14: 25-28). حقا، ما اضل الانسان وما اكثر بطلان الجسد، فانه يود لو يحتفظ بالمظاهر حتى بعد اختفاء الحقيقة وضياعها!! وانها لمفارقة عظيمة بين هذا الذي نراه ، وبين ما سوف يكون حين يرد الرب شعبه بالنعمة. "عوضا عن النحاس اتي بالذهب. وعوضا عن الحديد اي بالفضة.(اش 60). كل تظاهر يزول.
وفي رسالة الرسول بولس يحذرنا من "محبة المال" يقول ان هناك فريقين: فريق يريدون ان يكونوا اغنياء فيطعنون انفسهم باوجاع كثيرة وغبية تغرق الناس في العطب والهلاك. والفريق الاخر "الذين هم اغنياء في الدهر الحاضر" ولاحظوا كلمة "الدهر الحاضر"(1تي6: 9-19). وهنا تدوي في اذاننا وقلوبنا كلمات اليشع "اهو وقت لاخذ الفضة ولاخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجواري؟"(2مل5: 26). والرسول يذكر المؤمنين الاغنياء بان الغنى غير يقيني، وان ثقتهم ينبغي ان تكون في الله الحي الذي يعطينا كل شئ بغنى للتمتع. فالله يريدنا ان تمتع بسخائه وعطاياه.
لذلك يجب الاكثار من الاعمال الصالحة، وبالسخاء في العطاء ينبغي ان تأخذ بأيدي المعوزين "مدخرين لانفسنا اساسا حسنا للمستقبل". ولدينا من كلمة الله قدوة في وكيل الظلم (لو16).
فان سيدنا له المجد لم يقر ذلك الوكيل على خيانته ، وانما استحسن حكمته وفطنته. فلما واتته الفرصة احسن استغلالها للمستقبل. وعلى المسيحي ان يفعل هكذا مع الفارق. وهو ان وكيل الظلم كانت تنتظره ايام بطالة مخيفة. اما المسيحي فينبغي ان يضع نصب عينيه كرسي المسيح. حيث تظهر كل تصرفاتنا في نور الله. فعلينا ان نكون "مدخرين لانفسنا اساسا حسنا للمستقبل" وذلك بالمباينة مع ما نجده في 1تي5: 6 "اما المتنعمة فقد ماتت وهي حية".
في 1مل10 نقرأ عن الذهب عشر مرات: فقد كان سليمان يحب الذهب. غير ان "المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله"(لو16: 15). فلنذكر هذا في تصرفنا ، فان التزلف طية كبيرة ، وحينما نسمح لاشخاص ان يقودوا ويرشدوا ويتسلطوا لمجرد كونهم حاصلين على مال اكثر من غيرهم فتلك كارثة. فانه حتى في مسألة تسليم العطية النقدية في الكنيسة في اورشليم احتاج الامر الى رجال "مملوئين من الروح القدس وحكمة"(اع6: 3).
ان اهتمام سليمان وشغفه بالخيل كان شيئا رديئا، ومحبته للذهب كان محفوفا بالمخاطر، لكن شهوته للنساء كانت مأساة. ان هذه الاشياء الثلاثة كانت محرمة باوامر من الله كما رأينا. وعن هذه الظاهرة تحدث نحميا وهو يوبخ البقية الراجعة من اجل اقترانهم بنساء غريبة "اليس من اجل هؤلاء اخطأ سليمان ملك اسرائيل؟"(نح13: 26). 
ان المباينة الظاهرة في افتتاحية الاصحاحين 10 و11 من سفر الملوك الاول خطيرة جدا. ص10 يحدثنا عن تطويب ملكة سبأ له.. وص11 يحدثنا عن نساءه اللواتي املن قلبه.
ان الرجل الذي صلى متضعا امام الرب عند تدشين الهيكل اصبح ساجدا عابدا لعشتاروث وملكوم وغيرهم من الاوثان! ذلك الذي شيد لاسم الرب هيكلا، هوى للحضيض حتى انه "بنى مرتفعة لكموش رجس الموابيين على الجبل الذي تجاه اورشليم (اي جبل الزيتون)، ولمولك رجس بني عمون. وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لالهتهن" فاورشليم الحبيبة لقلب الله قد احيطت بحزام من كل ما هو كريه في عينيه. وبينما نراها في 1مل10 مركزا للنور الالهي، نراها في 1مل11 مرقدا لابشع صور الوثنية. ايه يا سليمان!!! "كيف سقط الجبابرة؟"(2صم1: 27).. وكم هو محزن ان نسمع قول الوحي: "فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل، الذي تراءى له مرتين". لماذا مال قلبه؟ لان نساؤه املن قلبه. ولاحظوا معي خاتمة العبارة السابقة "الذي تراءى له الرب مرتين"..
مكتوب رأس المرأة هو الرجل" والزوجة المتعلمة من الله تقر بهذا الترتيب الالهي، لكن المرأة التي لا تعرف الله ترفض هذا الوضع وتسعى للسيطرة على الزوج. وها هو سليمان، برغم كفاياته ومؤهلاته الهائلة، يقع تحت سطوة نسائه.
ان الاصحاح31 من سفر الامثال يصف لنا الزوجة المثالية ، غير ان سليمان شخصيا لم ينجح في العثور عليها. وبقلمه يكتب "رجلا واحدا بين الف وجدت، اما امرأة فبين كل اولئك لم اجد"(جا7: 28).

حياة سليمان -9


ملكة سبأ:
زيارات الملوك هي زيارات مألوفة منذ بدء التاريخ القومي ، يتبادلها الملوك بين بعضهم البعض.
وكانت مثل هذه الزيارات تصبغ بالطابع السياسي ، وتنتهي بعقد احلاف ومعاهدات ذات اثار بعيدة. لكن زيارة ملكة سبأ انطبعت بالطابع الروحي. فهي كانت قد سمعت في بلادها النائية عن الرب اله إسرائيل مما اجتذب قلبها ، فاشتهت ان تعرف عنه اكثر من عبده الذي كان يملك في اورشليم.
وكان يشغل قلبها الكثير من المسائل او المشكلات الخطيرة التي لم يكن احد يقدر ان يجاوبها عنها ممن يحاورونها، فاحست بان سليمان ، وله تلك الحكمة الممنوحة من الله ، في استطاعته ان يعاونها. وهكذا قامت بالرحلة التي اكسبتها ثناءا علنيا من الرب يسوع، بعد الف سنة. وقد كانت هذه الزيارة استطابة لصلاة سليمان لانه التمس من الله قائلا، الغريب الذي ليس من شعبك اسرائيل حين ياتي امامك ويصلي في هذا البيت فاسمع له واستجيب. نعم "سمعت ملكة سليمان بخبر سليمان لمجد الرب"(1مل10: 1).
وتبارك الله فان له دائما خارج الحظيرة خرافا مخلصة حدثتنا كلمة الله عن بضع عينات منها ، مثل ملكة سبأ واتاي الجتي واهل نينوى وراعوث ، والخصي الحبشي... فمهما تكن معاملاته التدبيرية خاصة باسرائيل الا ان كان يهتم ايضا باولئك الذين يحتاجون اليه، اينما كانوا ومهما كانوا.
اما ماذا كانت مسائل او الغاز الملكة، فتلك مسالة لا نعرفها، على انها قد اجيبت عنها جميعا بحكمة الهية. ومن بعدها اشارت امراة سوخار الى مشكلات يومها حين قالت انا اعلم ان مسيا يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء يخبرنا بكل شئ . ولم تكن تعلم انها تتحدث فعلا مع المسيح الموعود به..
ان ما سمعته الملكة اشبعها واجاب عن كلاما حير عقلها. لقد وجدت نفسها في حضرة الانسان الذي رفعه الله، شاهدت مجده وعظمته، لاحظت العز والهناء اللذين يعيش فيهما عبيده. فلم تبق فيها روح بعد، وبالقياس ذاته، قد اتت بنا حاجتنا الى مسيح الله. وفي اعلانات نعمته ارتاحت ضمائرنا واجيبت عن كل اسئلتتا. لقد ابتهج استفانوس بمنظر مجده الحاضر بهجة شددته لكي يحتمل الموت منتصرا. وكذلك امتلأ بولس وابتهج بنفس المشهد. الا ليت قلوبنا تتنبه وتدرك.
واذا كانت الكرامة والفرح قد ميزا اولئك الذين كانوا في محضر سليمان ، فماذا عسانا نقول عن نصيب اولئك الذين اتحدوا بالمسيح الممجد؟ هم ،(اي نحن) اشراف المسكونة مباركون بما يسمو عن كل ادراك حاضر. وعما قليل سوف نظهر في موكبه في المجد، بحيث نكون مثار دهشة وعجب كل من يشاهدوننا.
لقد ادركت ملكة سبا ان محبة الرب لشعبه هي التي جعلت الرب يعطي لشعبه مثل هذا الملك فقالت، ليكن مباركا الرب الهك الذي سر بك وجعلك على كرسي اسرائيل لان الرب احب اسرائيل الى الابد جعلك ملكا لتجري حكما وعدلا. والمحبة عينها هي التي وهبتنا مخلصا عجيبا وباركتنا بكل بركة روحية فيه. وكل رضى نتمتع به الان، وكل ما ينتظرنا في يوم الله الابدي، انما هو ثمرة قلب محبته الكبير.

حياة سليمان #8

زواج سليمان من ابنة فرعون:
يرى البعض ان زواج سليمان من ابنة فرعون هو صورة لاتحاد المسيح بالكنيسة ، زوجة اممية تشترك في عرش يهوة مع مسيح الرب. على ان هذا الرأي يطوي مشكلة. فانه لما اتى سليمان بتابوت الرب الى مدينة داود، احس انه مضطر الى نقل زوجته المصرية الى مكان اخر. ففي (2  اي8: 11) نقرأ قول المؤرخ الالهي ، واما بنت فرعون فاصعدها سليمان من مدينة داود الى البيت الذي بناه لها لانه قال لا تسكن امراة لي في بيت داود ملك اسرائيل لان الاماكن التي دخل اليها التابوت انما هي مقدسة. مدنش سبب التغيير هذا فقد احس سليمان انه لا شركة بين المراة المصرية وبين مقدسات الله. لم تكن لها اية شركة مع سليمان روحيا مثلما كانت ميكال مع ابيه داود. فان كان سليمان حساسا لدرجة لم يسعه معها الا ان ينقل ابنة فرعون من جوار الاماكن المقدسة فلماذا تزوجها ؟ هل يسير اثنان معا ان لم يتواعدا (عا3:3). الا توحي كلماته انه قد اخطأ في هذا الاتحاد؟ الواقع ان ( 1مل3: 1) يكشف لنا ان ذلك الزواج كانت له الصفة او الطابع السياسي. وما كان يجوز ان يستغل الزواج المقدس لمثل تلك الاغراض. صحيح ان سليمان اخذ مدينة جازر ، وهي تخم هام، مهرا لزوجته وكان لا يزال هذا التخم في قبضة بقية كنعانية قضت عليها القوات المصرية من اجل خاطر سليمان (1  مل 9: 16). ولكن الم يستولى يشوع على ذلك الموضع حين وثق في الله ( يش 10: 33)؟ . لم يكن للايمان دخل في الصفقة، وكل ما هو ليس من الايمان هو خطية (رو14: 23).
وانه لمما ينعش نفوسنا ان نتحول من سليمان الى رب سليمان. مكتوب . احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها ، لا شك في انه ولا واحد من اولئك الذين قربتهم النعمة الى شخصه المبارك كانت له الاهلية للوجود في رفقته المقدسة .. ان سليمان احس باستحالة تأهيل عروسه المصرية للوجود في مقدسات اورشليم ، لان ذوقها كان يتعارض معها. لكن سيدنا على الضد من ذلك، فانه تبارك اسمه يؤدي لخاصته ما يجعلها اهلا لكي ما اعده لها ، اسلم نفسه لاجلها لكي يقدسها ، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة. والنتيجة ، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب، اعني ان عروسه ، ومعظم تكوينها من امم خطاة سوف تكون يومئذ مطابقة تمام الانطباق لجميع اشواقه، كاملة نظير عمله الكامل.
على انه هناك بكل اسف علة قديمة خلف زواج سليمان من زوجة مصرية. فكسره لوصية عدم الاختلاط بالامم والزواج باجنبيات، كان ملازما له منذ حداثته وقبل ارتقاؤه للعرش. ذلك انه كان قد اقترن بامرأة عمونية انجبت له رحبعام. ونحن نفهم من التاريخ المقدس ان رحبعام كان ابن 41 سنة حين ملك ، اذن فقد كان الابن ابن سنة واحدة حين جلس سليمان على العرش.

ويتكرر في 1مل14 ان اسم امه نعمة العمونية. وقد كان زواج سليمان الاول هذا خطية فاضحة، هي نقض للوصية الالهية التي تحرم دخول عموني او موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر. اذن كانت هذه الزيجة بداية لمسلك شرير انتهي اخيرا الى خراب سليمان مرابا شاملا، كما ادى الى العبث بالنظام الذي كان سليمان نقطة ارتكازه بترتيب الهي. ففي الحلقة الاولى من السلطة جاءت امرأة من بني عمون ثم واحدة من مصر، ثم اسراب من النساء من بعيد ومن قريب. احضرن في ركبهن اوثانهن الدنسة الى ارض يهوة والى قلب سليمان. ومرة اخرة يجئ ذكر الاميرة المصرية بصراحة في 1مل11: 1 وكأنها طلبعة ذلك الجيش النسائي الشرير ، واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون.
كن على حذر ايها الاخ ضد النبتة الاولى من نبتات الانغماس الجسدي على اية صورة. وعلى ضوء هذه الحقيقة السامية، حقيقة كوننا متنا مع المسيح في نظر الله، علينا ان نميت اعضاءنا التي على الارض ، الزنا النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع. واذا لم يكن الزنا هو الشرك المنصوب بوجه خاص في طريقنا، فقد يكون الطمع، وهو شق توأم له ، فلنحترس. قال احدهم يطاأ الانسان مزالق الخطية بخطوات سريعة، وفسر ذلك بقوله لان الخطية تعمل على ان تضعف في النفس قوة وسلطان كلمة الله ، والاحساس بحضور الله، اللذان وحدهما يستطيعان ان يحولا دون اقتراف الخطية.. "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لانه اي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن".

حياة سليمان -7


..-7-
نجاح سليمان
مرة تحدث ربنا عن زنابق الحقل حديث التقدير قال الرب تأملوا زنابق الحقل.. ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواة منها. فمن علياء سكائه رأى الربسليمان في ثياب تتويجه الفخمة، التي صنعتها ايادي ماهرة، لكنه له المجد كان يرى في الزنبقة الوديعة ، صنعة الله ، صورة اكثر جاذبية. وفي سفر النشيد (2: 2-16) نرى ان قديسي الله يشبهون بالسوسن وهو الزنبق عينه. فليت روح الله الكريم يمشئ فينا الطابع الذي يميز السوسن، ذلك الطابع الذي لا تعادله اية زينة خارجية (1 بط3: 3).
وفي مناسبة اخرى وفي وجه عدم الايمان اليهودي ، قال تبارك اسمه "هننا اعظم من الهيكل .. ههنا لاعظم من سليمان"(مت12: 6 و 42).
على ان مجد سليمان مع انه لا يذكر في ضوء مجد الرب ، والواقع انه ولا اسرائيل ولا الامم  راوا مثل ذلك قط،
فقد كان لهم،
ارض الموعد،
مدينته المختارة موضع راحته،
ملك ممسوح من الرب،
الهيكل.
الارض والمدينة والملك والهيكل. ولكن هذه جميعها لم يتمتع بها الشعب، للاسف، الا قليلا فسرعان ما اضاعوا كل شئ بسبب خطاياهم وخطايا الملك. ب ان خيبة سليمان وغيره ممن يعهد لهم الله بامور عظيمة تكشف لنا ان المسيح هو الرجاء الوحيد.
لقد كان مجد سليمان وقوته غير عاديين. اقرا هذا الكلام ، لم تحسب الفضة شيئا في ايام سليمان.. وكان ملكه يشمل ارض الموعد كلها. ولئن لم يكن الشهب يشغلها او يحتلها جميعا، فعلى الاقل كانت تحت سلطان الملك. وهكذا قيل وكان سليمان متسلطا على جميع الممالك من النهر الى ارض فلسطين والى تخوم مصر. كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل ايام حياته.. وكان صيته في جميع الامم حواليه .. وكانوا ياتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان.. على انها سورة باهتة لحكمة ابن الله التي اودعها لنا على فم رسله الاطهار..
وكذلك كان طعامه اليومي ضخما.. "عشرة ثيران مسمنة وعشرين ثورا من المراعي ومئة خروف ما عدا الايائل والظباء واليحامير والاوز المسمن". وهذه الوليمة صورة للمسيح حين يملك صهيون "طعامها يبارك تبريكا ومساكينها يشبع خبزا"(مز132). ولقد كانت استضافته في ايام اتضاعه لخمسة الاف من الرجال ماعدا النساء والاولاد ، حافزا للشعب لان يطلبوا اقامتهلاملكا عليهم يو6 .
وكذلك الرخاء والطمانينة اللذان كان يستمتع بهما الشعب كانا غير عيبم نظير قوة الملك ومجده، فنقرا ، وكان يهوذا واسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة ياكلون ويشربون ويفرحون.. وسكن بهوذا واسرائيل امنين، كل وا نحت كرمته، وتحت تبنته، من دان الت بئر سبع كل ايام سليمان..
وهكذا تمت كلمة الرب في سفر اللاويين "ويلحق دراسكم بالقطاف ويلحق القطاف بالزرع فتاكلون خبزكم للشبع وتسكنون في ارضكم امنين"(لا26). وكان الشعب، وكذلك الملك "رأسا للشعوب الاخرى لا ذنبا".
ولكن الشعب في جهله القى وراء ظهره كل ما كانوا يتمتعون به في ايام سليمان الذهبية من اجل تمتع وقتي بالخطية. وكان نصيبهم حزنا وحرمانا قرابة 3 الاف سنة. ولما كان على مقربة من اورشليم بكي عليها وهو يشير الى الكوارث التي كانت وشيكة الوقوع بها. ويشير سفر المراثي الى ما احسه ارميا متعلما من الروح القدس ، اذ احس النكبات التي باغتت شعب الرب الخاطئ الضال.
لقد كانت بركات اسرائيل جميعها مشروطة بامانة الملك والشعب. واليك بعض الشروط،
ان كنت تسمع لصوت الرب الهك خر 15.
والى سليمان ان سلكت في طريقي وحفظت فرائضي. 1مل3: 14
على ان الرحمة مخزونة ، والله لن يرجع عن مواعيده، فما زال الشعب احباء من اجل الاباء"(رو11).

وان كنا لا نرى الان الامور بحسب فكر الله ، لكن وعد الرب ، انه حين يملك المسيح، "تفرح البرية والارض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس، يزهر ازهار ويبنهج ابتهاجا ويرنم"(اش 35)، "و سيقول الناس ، هذه الارض الخربة صارت كجنة عدن والمدن الخربة والمقفرة والمتهدمة محصنة معمورة فتعلم الامم الذين تركوا حولكم ، اني انا الرب بنيت المتهدمة وغرست المقفرة. اني انا الرب تكلمت وسافعل"(حز 36)

حياة سليمان -6-


-6-
حكمة سليمان
حيث يعرف الكتاب ، يتعلم الناس ان سليمان شهير بحكمته، ولكن يا للاسف ان انسانا هكذا حكيما ينحدر الى هذه الهوة السحيقة. باعتباره كاتبا لسفر الجامعة نراه يخشى ان يكون ابنه جاهلا، وقد كان جاهلا فعلا، لكن لا يبدو انه كان يشك في نفسه (جا2: 9 )، وهنا يليق بنا ان نعي ما قال الرسول "من يظن انه  قائم فلينظر الا يسقط".
كان ايوب في خطابه التاسع والاخير، الخطاب الذي شمل ستة اصحاحات، يتحدث عن سمو الحكمة، (اي 28: 12- 18). فيعدمالاحدثنا عن مهارة الناس في التعدين والهندسة ، (في ذلك العهد الباكر !!) وعن بحثهم الدائم عن كنوز الارض، يتساءل "من اين تأتي الحكمة ؟ وابن هو مكان الفهم؟ ان باطن الارض لا يعلنها ، والذهب واللالئ لا تعدلها قيمة. الله وحده يعلن حقيقة طبيعتها وقدرها، وقال للانسان هوذا مخافة الرب هي الحكمة، والحيدان عن الشر هو الفهم". وجاء سليمان واضاف الى تعريف ايوب لفظا جديدا "بدء الحكمة مخافة الرب. ومعرفة القدوس فهم". اذن، ما لم يصل الله الى مكانه اللائق به في ذهن الانسان وقلبه، فان الانسان يظل عاجزا عن النظر بالحكمة الى اي شئ. وذلك لان الكاره ضالة، بعيدة عن نقطة الارتكاز الصحيحة.

وبعد ايام ايوب و سليمان ، جاءت الحكمة السرمدية الى العالم في شخص ابن الله. ومنذ تلك اللحظة ينظر الى جميع الاشياء من واويته له المجد "المسيح هو حكم  الله وقوة الله"(1كو1: 24). وما الذي يستطيع الانسان ان يظهره في طريق القوة بالقياس الى "عظمة قدرة الله الفائقة" فيما عمله في المسيح اذ اقامه من الاموات واجلسه عن يمينه في السماويات، واي حكمة يمكن للانسان في كل بحوثه ان يظهرها بالقياس الى ما اعلنه الله حينما حول لعنة التعليق على خشبة الى وسيلة خلاص وبركة لجماهير لا تحصى ؟ لقد انكر الناس على ابنه الحبيب شرف الملك على اليهود، لكن الله وهبه رياسة الكون باسره. وكل ما جاء على المسيح وكل ما سوف يجئ، كان موضوع مشورات المحبة غير المحدودة ، قبل ان يخضب دم القدوس ايدي اولئك الاثمة ، بدهور ودهور. ولسوف يصيب الخزي اعداءه، بسبب جهالتهم وغبائهم، وسوف يرغمون على الاعتراف والاقرار بحكمة الله الفائقة. لان جهالة الله احكم من الناس وضعف الله اقوى من الناس". وفي مكان اخر يقول الرسول "ان كان احد يظن انه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما".
وربما كان سليمان اكثر الملوك الذين عاشوا على الارض دراية وحكمة . فما من موضوع لم يكن في متناول معرفته. قيل انه تكلم وكتب ثلاثة الاف مثل (1مل4: 32). وكانت نشائده الفا وخمسا ولم يبق منها سوى واحد هو سفر نشيد الانشاد، ولان موضوعه الرئيسي هو المسيح لم يسمح الله ان يفقد. وهو في الحق نشيد الاناشيد اذ ليس من قصيدة شعرية تعادله.
وكذلك تكلم سليمان عن الاشجار من الارز الشامخ في لبنان الى الزوفا المتواضع النابت في الحائط. واحاط نفسه بجميع الحكماء . اشار الوحي في 1مل4: 31 الى جانب منهم، بعضهم مجهول وبعضهم لا يزال معروفا لدينا.. ولكن سليمان فاق عليهم وفي هذا اشارة الى من قيل عنه "لم يتكلم انسان قط هكذا مثل هذا الانسان" .
عند هذه النقطة هيا بنا نستمع الى شهادة سليمان "فاني كنت ابنا لابي غضا ...  (4: 3-9) ونزيد على ذلك قوله ، طوبى للانسان الذي يجد الحكمة والرجل الذي ينال الفهم (ام 3: 13).

والى نصيحة داود له قبل مماته يعزى ، الى حد ما، جواب سليمان الذي اجاب به الرب في جبعون. وما اعجب ما قابل به للرب ملتمس سليمان. لقد شعر بضخامة الشعب "وكان يهوذا واسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة.. واعطى الله سليمان حكمة وفهما كثيرا جدا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر.. حكمة بحسب الحاجة.
وهنا درس عظيم فبقدر ما تعظم المسئولية وتشتد الحاجة تعظم الموا الالهية لنسديدها ومواجهتها. اذن فلنتشجع. فان اله سليمان هو الهنا. ونستطيع ان نثق به وهو يقف الى جانبنا بكل كقايته وحكمته ونعمته في كل موقف يسر ان يضعنا فيه، مهما يكن قاسيا وصعبا. لكن الايمان يستطيع ان يقول استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني..

يقول سليمان في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علما يزيد غما (جا1: 18). كلمات لا يجانبها الحق . فان الرجل المفكر يعاني اكثر مما تعانيه الجماهير الذائشة المستهترة. ذلك ان دراسته تمنحه ادراكا للمساوئ التي تتفاعللامن حوله، ادراكا بنقص الاخرين. فقد يقول الناس احيانا ، الدهل بركة، ولكن هل يق هذا على ما يتعلق بالله؟ كلا والف مرة. فكلما عرفنا الهنا افضل ، تضاعف فرحنا به. وبقدر ما يحسن ادراكنا لمقاصده نحو هذا العالم المقفر، بهذا القدر عينه نكون اهلا للعيش لمجده والشهادة له فيه.

حياة سليمان -5


عدالة سليمان:
ان اكثر ما يميز سليمان هو حكمته. وبعد ذلك بزمان كتب اشعياء: "هوذا ملك يملك بالعدل"(اش32: 1 ). والملك هو المسيح، وقد جاءت هذه النبوة في اعقاب مجموعة من الاصحاحات التي وصفت فجور واثم ملك اسرائيل والشعب ثم يستطرد فيقول ، ويكون صنع العدل سلاما، وعمل العدل سكونا وطمانينة الى الابد. وهنا يحق لقلوبنا ان تصرخ ، تعال ايها الرب يسوع، فان هذا العالم البائس يحتاج الى البر والسلام.
وارميا يعطينا عن المسيح وعدا مباركا "ها ايام تأتى يقول الرب واقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الارض" وانجبل متى يقدم ربنا كالملك. ومن العجيب ان نجد ان كلمة "بر" كانت بين ما احتواه اول كلمات الرب في الانجيل. فعند الاردن ، ولما كان يوحنا يوشك ان يمنع عن سيدنا المعمودية قال له المجد "اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر"، وهكذا كان يريد سيدنا ان يصنع في قوته برا للعالم.
لقد فشل داود في امر البر فشلا واضحا، فقد اغتال يواب ابنير وعماسا دون ان يلحقه عقاب. وكان ابنا داود امنون وابشالوم متهمين بجرائم شنيعة . وهما ايضا تركا بدون عقاب او قصاص. وفيما يتعلق بيواب يقول ذاود
 هؤلاء الرجال بنو صروية اقوى مني، بل واكثر من ذلك ، فهو يقول، وانا اليوم ضعيف وانا (اي مع اني) ممسوح ملكا" ويا لها من لهجة تكشف عن نفس اسيفة.. لغة تصدر من شخص اختبر قوة الله ، غير ان يواب كان قائدا عسكريا محنكا نافعا للدولة من هذه الناحية. صحيح انها ليست المناسبة الوحيدة التي نرى فيها التجاوز عن اخطاء وخطايا اشخاص يشغلون وظائف عامة. لكن هذه ليست عدالة وبرا.
على ان هناك تعليلا اخر يخفي هذه الحالات المحزنة. ذلك ان خطايا داود في مسألة اوريا وبثشبع اضعفت يديه. وفضلا عن ذلك ، الم يستخدم داود يواب لقتل اوريا؟
ولما كان على فراش الاحتضار اوصى سليمان ان يتصرف مع سليمان وغيره ممن كان قد ابقى على حياتهم. وكان هذا الامر ظل يؤرق تفكيره طوال حياته.
وهنا يحسن بنا ان نعود الى مزمور 101 "رحمة وحكما اغني. لك ارنم...". انه كما نرى ينطوي على تصميمات نبيلة نطق بها داود قبل ان يعتلي العرش، ولكنه فشل في ما كان يعتزمه. وكان فشله محزنا اليما. اما سليمان فنقدر ان نعرف مشاعره من سفر الامثال، حيث يقول ، الملك الجالس على عرش القضاء يذري بعينيه كل شر، ام 20 ويقول في موضع اخر، "ازل الشرير من قدام الملك فيثبت كرسيه بالعدل"(ام 25: 5).  ويوم نفذ سليمان الحكم على يواب واخرين قال الروح القدس ، وتثبت الملك بيد سليمان، على انه لا في داود ولا سليمان نجد كمالا. لقد كان داود وهو يكتب مزمور 101 الذي اشرنا اليه، مسوقا بالروح الى ما وراء شخصه، .. لقد قاده الروح ان يصف الملك الاتي باسم الرب. ونتعلم ان الرب يسوع يجلس على كرسي ملكه ويرسل ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعليرالاثم، ويطرحونهم في اتون النار.. ومثل هذا قاله داود في اخر كلماته ، حين قال، "اما بنو بليعال جميعهم كشوك مطروح".
ان الاسلوب الغالب في المزمور السابق هو الاسلوب السلبي. ومن ذلك نتعلم ضعف الاشخاص الذين لا يحتمله الملك. ولكن المزمورين الخامس عشر والرابع والعشرين اكثر ايجابية وفيهما وصف الاشخاص الذين يجد الملك مسرته فيهم، .. الا ليت هذه الفضائل تطبع حياتنا فنحن امام الله نقف في البر الالهي بعمل الرب يسوع.

حياة سليمان -4

 -4-
حلم سليمان
في احدى الليالي وفي مدينة بابل، مضى نبوخذ نصر الى فراشه، مملوء الذهن بقوة امبراطوريته وعظمتها، مفكرا فيما سوف تتطور اليه تلك الامبراطورية. وقد اجاب الله في جوده على افكار ذلك الوثني التاعس، فاظهر له في رؤيا تطورات الامبراطوريات الاممية في مجموعها وهلاكها النهائي بواسطة قوة مملكة الله السامية (دا2). وقد قصد الله بتك الرؤيا ان يؤثر على ضمير نبوخذ نصر لبركته وخيره. ولكن للاسف، لم يبد عليه شئ من التأثر في ذلك الوقت ولو انه نال البركة اخيرا (دا4).
وسليمان في يومه، وفي جبعون، ذهب الى فراشه، تملأ روحه افكار تختلف عن افكار نبوخذ نصر، كان لها تأثيرها التدريبي في ذهنه. كان قد اصبح يومئذ اكثر الناس عظمة على الارض.. رئيسا لشعب الله الذي كان قد كتب له النصر على كل اعدائه. احس سليمان بخطورة مركزه وضخامة الالتزامات المرتبطة به. اذ كان بعد فتى صغيرا، فتحول قلبه الى الله. وما كان اسعد الشعوب خلال القرون المتعاقبة لو ان حكامها احسوا احساس سليمان في تلك الليلة في جبعون (1مل3: 5-15).
تراءى الرب لسليمان في حلم ليلا وقال الله اسأل ماذا اعطيك . ان الحلم ليس هو اقرب واوثق طريق للتخاطب مع الناس كما قال الرب لهرون ومريم في (عد12: 6-8). لكن يبدو من المحقق ان سليمان لم يكن حينئذ يعرف الله كما عرفه ابوه ، فكان ينقصه الاختبار الروحي العميق. ففيما يتصل بالهيكل نرى انه لداود اعطى الرب كل الارشادات اللازمة وهو بدوره ابلغها لسليمان ولو ان الرب في سلطانه حرمه من شرف بناء الهيكل . ومن الملاحظ ايضا ان داود يذكر في قائمة ابطال الايمان في رسالة العبرانيين بينما لم يذكر سليمان.
فبعد يوم حافل بالعمل في جبعون ، حيث قدم من المحرقات الفا
من الثيران..، تراءى للرب لسليمان في حلم ليلا وقال الله له: "اسأل ماذا اعطيك". وكان جواب الملك الشاب حكيما اذ اقر بنعمة الله اذ اقام ابنا لداود يجلس على عرشه، كما اقر بعجزه امام المسؤليلت الجسام، حيث قال، "انا فتى صغير لا اعلم الدخول ولا الخروج". انه من الرائع ان هذا الشاب المتواضع طلب قلبا فهيما ليقضي بين شعب الرب ويميز بين الخير والشر.
سر الرب من حديث سليمان حتى انه قال له: "اني اعطيتك قلبا فهيما.. ". وقد يبدو ان وعد الرب من شانه ان يضمن بركة للشعب لكن الله استطرد قائلا، فان سلكت في طرقي وحفظت فرائضي، ان هذه الاداة الشرطية الموجهة لسليمان موجه نظيرها لاسرائيل في (خر19: 5). اذ لا ثقة في الجسد على الاطلاق. نعم وقد كانت خيبة سليمان كارثة حقا، لكن تبارك الهنا، فان كل ما ضاع بسبب عدم امانة الناس سوف يعالجه الرب يسوع، ادم الثاني، على مبدأ النعمة واساس الفداء.
وقبل ان نبرح جبعون لنسال انفسنا. يا ترى ماذا كنا سنجاوب الله لو قال لنا نفس السؤال الذي وجهه لسليمان "اسال ماذا اعطيك"؟ انها لحظة فاحصة بكل تأكيد، بل انها نقطة التحول في حياتنا. فقد كانت لاليشع لحظة في حياته مثل هذه، وقد انتهز الفرصة حسنا ... لعل هذه تكون رغبة قلوبنا فنسعى لتحقيقها بكل امانة.

الجمعة، 10 فبراير 2017

The Right Track الطريق الصحيح


Lord I know you’re near to me
I know there’s nothing You can’t see
Help me to be all that You want me to be
Touch my mind, body and soul, set them free
You pick me up when I’m down
Even when it’s my sorrows I want to drown
You love me still in spite of myself
Mostly when I feel I have nothing left
You bless me over and over again
Now I wonder why I ever ran
Your love for me runs deeper than the days run long
It’s no wonder my love for You has grown strong
You have my back when it’s heart that I lack
With You by my side, now I’m on the right track.
It took me a lifetime to get this far
No one but You can see all the scars
I long for the day that they’ll all be healed
But right now it’s each and every one that I feel
The sad thing is: I could have avoided the fall
If I had only given You my all and all
You’ve never tried to force Your love on me
It was always there whenever I was in need
I’ll never find a love more special than Yours
I guess that’s why I kept opening doors trying to find a love that was true
Hmmm, maybe I’ll snap my fingers and it’ll appear out of the blue
I’ve already tried that fairy tale
That one is setup so you can only fail
Everything I need or want, I’ve found in You
The peace that I have is the absolute proof.
- – - written by Sondra L. Settles

مفهوم الاستشهاد في المسيحية




الاحداث التي تمر بنا من استشهاد الكثيرين في الحوادث الارهابية الاخيرة: بدءا من ذبح 21 قبطيا في ليبيا على يد داعش، مرورا باحداث الكنيسة البطرسية .. ليست امرا جديدا. في كل زمان يوجد شهود للرب بدمائهم.. كما بحياتهم.
بدأ اضطهاد الكنيسة على يد نيرون في القرن الاول الميلادي، وانتهي علي بعد ميل واحد من روما علي يد قسطنطين في القرن الرابع وكان القصد منه إبادة المسيحية ولكن علي العكس كان سببا في تنقيتها وإظهار فضائلها وبطولات شهدائها الأمر الذي أدي انتشارها ودخول الوثنيين في الإيمان المسيحي، وكما عبر عن ذلك العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة". 

لماذا اضطهدت الدولة الرومانية المسيحية ؟
جاء الإيمان بالمسيح يحمل مفاهيم جديدة غير التي كان يألفها الناس في القديم: 
في الوثنية كانت العبادة عبارة عن ترديد لصيغة عزيمة سحرية وبعض التعاويذ وتقديم المأكل والمشرب للآلهة والتعاليم غامضة والشعائر والصلوات سرا، عكس ما وجد الناس في المسيحية تعليما مفهوما وموضوع عظيم للإيمان وديانة تستقر في داخل الإنسان وفكره وروحه والعبادة فيها ترجمة عملية للإيمان وحل الحب محل الخوف. 
ولم يعد هناك غرباء أو أجانب بالنسبة لإله المسيحيين، ولم يعد الأجنبي يدنس الهيكل أو القربان لمجرد حضوره، ولم يعد الكهنوت وراثيا لأن الديانة ليست ملكا موروثا بل علي العكس أصبح هناك تعليم ديني مفتوح يعرض علي الجميع وكانت المسيحية تبحث عن أقل الناس اعتبارا لتضمهم.
ولم تعلم المسيحية أتباعها بغض الأعداء أو الأجنبي بل علي العكس التعاطف والمودة. 
قم بتحميل كتاب "الاستشهاد في المسيحية"- للمتنيح الانبا يؤانس

انا هو الرب


ترنيمة: HERE I AM LORD \
مبنية على اشعياء اصحاح 6 وهو يتحدث عن ظهور الله لاشعياء بمجده في الهيكل.
ترنيمة رائعة

الايمان .. الرجاء.. المحبة


على فراش الموت رقد شيخ تقي حيث توافد أصدقاؤه لوداعه، و نظر الرجل إلى أحدهم و قال ضاحكًا:
"قبل حضورك أستقبلت ثلاثة ضيوف، ودعت إثنين منهم وداعًا حارًا، و لكن لم أقدر أن أودع الثالث، لن أستطيع أن أفارقه إلى الأبد!" سأل الضيف: "من هولاء؟". أبتسم الشيخ و قال: 
"الأول هو الإيمان، قلت له: وداعًا...إنني أشكر الله من أجل رفقتك، قد ساعدتني في أصعب ظروف حياتي و بك عرفت الله، لكنني ذاهب الآن إلى الله حيث أرى كل شيء صدقته عيانًا.. لقد أتممت دورك في حياتي.

اما الضيف الثاني فهو الرجاء، قلت له: وداعًا... لقد أنقذتني من اليأس و الفشل في مواقف كثيرة...و لكني الآن ذاهب إلى حيث تتحقق الآمال و يصير ما رجوته حقيقة... لقد أتممت دورك في حياتي، 

أما صديقي الثالث فهو الحب، لقد قلت له: حقًا قد كنت صديقًا رائعًا، ربطتني بالله و الناس و ملأت رحلة الحياة سلامًا و راحة...لكني لا أستطيع أن أتركك، لابد أن تأتي معي عبر أبواب مدينة الله، فهناك يكتمل الحب و يتوج المحبون! أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّة"(كو ١٣ : ١٣).

فيلم: ليلة مع الملك


اسم الفيلم: One Night with the King
الرابط: على يوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=spIfnxcP-3o
رابط ملف الترجمة: https://subscene.com/subtitles/one-night-with-the-king/arabic/80194
ملخص الفيلم:
يحكي قصة استير والتي لها سفر باسمها في الكتاب المقدس. كانت استير فتاة يهودية مات والداها ورباها بن عمها الذي يدعى "مردخاي". تصير استير ملكة بزواجها من الملك زركسيس ملك فارس. تحدث مؤامرة لقتل الملك ويعلم بها مردخاي ويخبر استير.. تحدث مؤامرة من هامان كبير وزراء الملك للقضاء على شعب اليهود. ولكن العناية الالهية تتدخل وتبدد المؤامرة.

راعوث


راعوث المؤابية نالت بركة ان يأتي من نسلها المسيح.
انها استحقت ذلك لانها سبقت وان تركت اهلها وبلادها من اجل ان تحتمي تحت جناح اله اسرائيل.
انها ترمز للامم الذين امنوا بالمسيح، فاستحقوا ان يسموا باسرائيل الجديد.
احبت راعوث حماتها نعمي خدمتها.
احبتها ولم تستجب لالحاحها بالعودة الى عائلتها.
احبتها وصحبتها لتخدمها ولتكون في صحبة القديسين.
تركت بلادها التي انتشرت بها عبادة الاصنام.
جاءت الى اسرائيل لتعيش فقيرة ولكنها تتنعم بجو روحي من اعياد وصلوات.. 

الخميس، 9 فبراير 2017

انتاج الافلام



هناك سؤال مطروح في مجال السينما عامة وهو: الى اي مدى يكون تصوير الامور المشينة في الاعمال الفنية امرا غير مقبول فنيا؟
ونقول ان هناك مشاهد في كثير من الافلام ليست فقط تعد اسفافا فنيا بل وتعتبر شرا او جرما يجب ان يقع تحت طائلة القانون؟

والسؤال التالي الذي يجب ان يسأل هو: إلى أي درجة تعتبر الجهات المسئولة عن انتاج الأفلام مسؤولة عن ذلك؟ 
في احد الايام كنت اشاهد فيلما جيدا حين تخللته عبارات سباب - انه شعور مريع، وربما أقرب إلى تناولك لقرن فلفل من النوع الحار. إن السؤال الذي اضعه للنقاش هو ما إذا كان الممثل يقع تحت طائلة المسؤولية الأخلاقية عن الخطايا التي يصورها او يجسدها على الشاشة؟
 ارجو ان تلاحظوا، انني لا احاول الإجابة على السؤال: إلى أي درجة يعتبر تصوير الخطيئة في الأفلام خطية؟ فقط ما اجيب عنه هو ما إذا كان الممثلون أنفسهم مخطئون او لا.
أول شيء أريد أن اتجنبه هو التبرير الذي يقدمه البعض "انه مجرد تمثيل"، وبالتالي فإن الجهات المنتجة للفيلم لا تتعرض للمساءلة عن أي شيء. هذا لم يكن أبدا إجابة مقبولة بقدر ما أشعر بالقلق، لأنه يمكن تقديم العذر نفسه عن الجهات المنتجة للأفلام الإباحية. 
أعتقد أنه من المفيد تصنيف أنواع الخطايا التي يمكن أن تصور في السينما: في المقام الأول، لدينا الجرائم التي يمكن محاكاتها ببراءة، وهي جرائم التي يمكن تصويرها دون القيام بالفعل. تتم عندما يظهر الممثل وهو يرتكب جريمة في الفيلم والتي ستكون جريمة بالفعل في الحياة الحقيقية، ولكنها بسبب الوضع والظروف، وما إلى ذلك ليست خطية فعلية يقع فيها الممثل. على سبيل المثال السطو على بنك حين يصور في الأفلام. قيام شخص بالقيام بما هو محاكاة في الأفلام في الحياة الحقيقية، سيكون خطية خطيرة. ولكن لأن الممثل لا يسطو على بنك حقيقي ولكنه يؤدي ما في النص، لأن الذي يسرق ليس موظفين حقيقي في البنك كما أن المال الذي يسرق ليس مالا حقيقيا.
ويمكن أن يقال الشيء نفسه بالنسبة لمشاهد تحتوي على "قتل" على الشاشة – لأنه لا يقتل أحدا في الواقع، وكذا تعبيرات الغضب أو الحقد؛ يمكن محاكاة هذه الأنواع من الخطايا دون أن ترتكب فعلا. وأعتقد أنه سيكون من السهل أن نقول بعد ذلك أن الممثلين يمكنهم محاكاة هذه الأنواع من السلوكيات دون أن يعتبروا متهمين بارتكاب جريمة.
ليس خطية بسيطة او يمكن ان نستهين بها او نبررها مثلا رجل يسب او يلفظ لفظ خارج بعد أن دق إبهامه بمطرقة او اي كلمات تجديف تكتب في السيناريو، لعدة أسباب:
1) هذا اللفظ سبق كتابته في السكربت، والتدرب عليه في البروفات مع التعمد قوله، ​​على عكس الحالة الأخيرة حيث الرجل ببساطة صدر منه لفظ خارج بسبب الألم.
2) كلمات السباب المكتوبة في السيناريو خطية ابشع او أسوأ لأن الممثل يأخذ المال عن القيام بدوره.

وما ذكر عن كلمات السباب او الالفاظ الخارجة يمكن ان ينطبق على باقي الخطايا التي يتم تصويرها في افلام، وتهبط بالذوق العام للناس، وتعلم الاجيال الصغيرة هذه الالفاظ وهذه الافعال المشينة، وربما يحتج المخرج بأنه انما يصور الواقع. والحقيقة انه انما يسئ الى الواقع، بأن يجعل ما يقدمه من اسفاف يبدو وكأنه هو الشائع، وهذا ما يمكن ان تكون الفئات العمرية الصغيرة غير مدركة له و لا تعرفه. 
هل الاسفاف يعتبر فنا؟  طبعا لا، لابد من مراعاة الهدف الراقي في كل الاحوال.