الثلاثاء، 21 فبراير 2017

حياة سليمان #8

زواج سليمان من ابنة فرعون:
يرى البعض ان زواج سليمان من ابنة فرعون هو صورة لاتحاد المسيح بالكنيسة ، زوجة اممية تشترك في عرش يهوة مع مسيح الرب. على ان هذا الرأي يطوي مشكلة. فانه لما اتى سليمان بتابوت الرب الى مدينة داود، احس انه مضطر الى نقل زوجته المصرية الى مكان اخر. ففي (2  اي8: 11) نقرأ قول المؤرخ الالهي ، واما بنت فرعون فاصعدها سليمان من مدينة داود الى البيت الذي بناه لها لانه قال لا تسكن امراة لي في بيت داود ملك اسرائيل لان الاماكن التي دخل اليها التابوت انما هي مقدسة. مدنش سبب التغيير هذا فقد احس سليمان انه لا شركة بين المراة المصرية وبين مقدسات الله. لم تكن لها اية شركة مع سليمان روحيا مثلما كانت ميكال مع ابيه داود. فان كان سليمان حساسا لدرجة لم يسعه معها الا ان ينقل ابنة فرعون من جوار الاماكن المقدسة فلماذا تزوجها ؟ هل يسير اثنان معا ان لم يتواعدا (عا3:3). الا توحي كلماته انه قد اخطأ في هذا الاتحاد؟ الواقع ان ( 1مل3: 1) يكشف لنا ان ذلك الزواج كانت له الصفة او الطابع السياسي. وما كان يجوز ان يستغل الزواج المقدس لمثل تلك الاغراض. صحيح ان سليمان اخذ مدينة جازر ، وهي تخم هام، مهرا لزوجته وكان لا يزال هذا التخم في قبضة بقية كنعانية قضت عليها القوات المصرية من اجل خاطر سليمان (1  مل 9: 16). ولكن الم يستولى يشوع على ذلك الموضع حين وثق في الله ( يش 10: 33)؟ . لم يكن للايمان دخل في الصفقة، وكل ما هو ليس من الايمان هو خطية (رو14: 23).
وانه لمما ينعش نفوسنا ان نتحول من سليمان الى رب سليمان. مكتوب . احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها ، لا شك في انه ولا واحد من اولئك الذين قربتهم النعمة الى شخصه المبارك كانت له الاهلية للوجود في رفقته المقدسة .. ان سليمان احس باستحالة تأهيل عروسه المصرية للوجود في مقدسات اورشليم ، لان ذوقها كان يتعارض معها. لكن سيدنا على الضد من ذلك، فانه تبارك اسمه يؤدي لخاصته ما يجعلها اهلا لكي ما اعده لها ، اسلم نفسه لاجلها لكي يقدسها ، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة. والنتيجة ، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب، اعني ان عروسه ، ومعظم تكوينها من امم خطاة سوف تكون يومئذ مطابقة تمام الانطباق لجميع اشواقه، كاملة نظير عمله الكامل.
على انه هناك بكل اسف علة قديمة خلف زواج سليمان من زوجة مصرية. فكسره لوصية عدم الاختلاط بالامم والزواج باجنبيات، كان ملازما له منذ حداثته وقبل ارتقاؤه للعرش. ذلك انه كان قد اقترن بامرأة عمونية انجبت له رحبعام. ونحن نفهم من التاريخ المقدس ان رحبعام كان ابن 41 سنة حين ملك ، اذن فقد كان الابن ابن سنة واحدة حين جلس سليمان على العرش.

ويتكرر في 1مل14 ان اسم امه نعمة العمونية. وقد كان زواج سليمان الاول هذا خطية فاضحة، هي نقض للوصية الالهية التي تحرم دخول عموني او موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر. اذن كانت هذه الزيجة بداية لمسلك شرير انتهي اخيرا الى خراب سليمان مرابا شاملا، كما ادى الى العبث بالنظام الذي كان سليمان نقطة ارتكازه بترتيب الهي. ففي الحلقة الاولى من السلطة جاءت امرأة من بني عمون ثم واحدة من مصر، ثم اسراب من النساء من بعيد ومن قريب. احضرن في ركبهن اوثانهن الدنسة الى ارض يهوة والى قلب سليمان. ومرة اخرة يجئ ذكر الاميرة المصرية بصراحة في 1مل11: 1 وكأنها طلبعة ذلك الجيش النسائي الشرير ، واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون.
كن على حذر ايها الاخ ضد النبتة الاولى من نبتات الانغماس الجسدي على اية صورة. وعلى ضوء هذه الحقيقة السامية، حقيقة كوننا متنا مع المسيح في نظر الله، علينا ان نميت اعضاءنا التي على الارض ، الزنا النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع. واذا لم يكن الزنا هو الشرك المنصوب بوجه خاص في طريقنا، فقد يكون الطمع، وهو شق توأم له ، فلنحترس. قال احدهم يطاأ الانسان مزالق الخطية بخطوات سريعة، وفسر ذلك بقوله لان الخطية تعمل على ان تضعف في النفس قوة وسلطان كلمة الله ، والاحساس بحضور الله، اللذان وحدهما يستطيعان ان يحولا دون اقتراف الخطية.. "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لانه اي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن".