الأربعاء، 29 مايو 2019

مزمور 92


مزمور 92
ترنيمة السبت
يذكرنا هذا العنوان بان هذا المزمور كان ينشد في العبادة في الهيكطل كل يوم سبت بعد الرجوع من بابل. ارتباط الترنيمة بالسبت يعزى الى روح الفرح فيها والى نظرتها الى العالم وقد تطهر من الخطاة والاثمة. وبالمعنى الاخير يمكن اعتبار المزمور كنبوة مسبقة عن سبت الراحة الابدية لابناء الله، كما سياتي في كماله فيما بعد (عب4: 9). لاحظ المشابهة بين الاعداد 1-3 ومز33: 1-3 وهو ترنيمة اخرى يتغنى فيها المرنم بقوة اله الخالقة وحكمه البار. والتوسع في تشبيه الاشرار بالعشب بينما الابرار بالشجرة الخضراء (مز1). والمزمور ينقسم الى قسمين متناظرين كل منهما يحتوي على موضوعين:
المقدمة (1-3)
ان الحمد والتسبيح ليس فقط مقبول عند الله بل من اهم ممارسات الانسان. ونلاحظ ان سفر المزامير يذكر فترتين لممارسة الصلاة : الصباح والمساء.
اعمال الله ودينونته للاشرار (4-9):
ان نشاط الله يرى في اعماله في الخليقة، وفي سيادته على شؤون البشر. ويبدو هذا الامر الاخير بصورة اشد في ذهن المرنم، كما يبدو انه الباعث الاقوى في تسبيحه. "ابتهج" لاننا نرى افكار الله اعمق من ان تدرك.
"الرجل البليد .. الجاهل" لا يستطيعون ان يفهموا اعمال عناية الله في العالم. ولا ان يدركوا لماذا يزهو الاشرار كالعشب. والمرنم لا يعلن فقط هلاك الاشرار بل يعلن ايضا ضمنا ان نجاحهم الوقتي درس للابرار (قارن مع مز73: 17).
بركات شخصية وجود الله من نحو الابرار (10-15):
التعبد له يصدر في اغلب الاحيان عن ادراط ، كوننا لسنا مجرد مشاهدين لمراحم الله واحكامه، بل كوننا نحن انفسنا داخلين ضمن نطاق احسانه (2بط1: 2-4 و اف2: 19) هذا الشعور من جانب المرنمين كثيرا ما يعبر عنه باستعارات "قرن منتصب" ينتمى الى مصدر قوة عظمى وقرن مقلوب يفيض منه زيت المسحة رمز الاتحاد والاندماج (1صم16: 13). "البقر الوحشي"(10)
"الصديق كالنخلة يزهو" هنا تبلغ المقارنة ذروتها . انها تسمو كثيرا عن العشب الذي يداس بالاقدام. ان ارز لبنان مشهور بضخامته وسموه والفكرة الاساسية هي الدوام والرفعة والخير والاثمار. اما العدد الاخير فهو مرتكز على تث32: 4.

مزمور 87


مزمور 87
يد الله في التاريخ
هذا المزمور هو احد الاناشيد الوطنية الاربعة الكبيرة في السفر، والثلاثة الاخرى هي (مز105 و 106 و 136). وفي كل منها الموضوع الرئيسي هو اختبار خروج الشعب من ارض مصر. في مز 78 يبدو ان هذا الموضوع الاوحد الذي يغلب، ولو انه من الواضح انه كتب بعد عصر داود. وغاية هذا المزمور هو تكرار قصة الشعب القديمة حتى تتحذر الاجيال القادمة من تكرار الفشل (ع1-11 وقارن 1كو10: 1-11 و عب2: 1-4..)
ويقع القسم الرئيسي من المزمور في جزأين: ع12-42 و ع43-66. ويعني الجزء الاول بتيه البرية اما الجزء الثاني فبعد ان يستعيد عددا من ضربات مصر يعالج الدخول الى كنعان الى زمن داود.
والخاتمة تؤكد رفض افرايم وقبول يهوذا واختيار داود.
المقدمة:
الكلمة شريعة حرفيا توراة وتعني تعليما. لاحظ كيف اقتبس ع2 في مت13: 35 "سافتح بالغاز فمي وانطق بمكتومات منذ تاسيس العالم". فالتشديد على "الشهادة في يعقوب" اي على التعليم العائلي التقليدي (ع3-6) مرتكز على (خر10: 2 و 12: 26 و 13: 8).
وفي المزمور يتضافر اتجاهان من الفكر كما لاعطاء اراء متناوبة عن الضعف البشري والقوة الالهية. "بنو افرايم .. انقلبوا"(ع9) . لا توجد في ذهن المرنم مناسبة خاصة لهزيمة عسكرية لهذا السبط ، وقد راى البعض ان في هذا العدد اشارة الى خروجهم المبكر من مصر وتقهقرهم بيد رجال جت (1اي7: 21) او انه يشير الى استياءهم عند دخولهم ارض كنعان (يش7: 14 وما يليه) لكن المرنم انما يذكر الموضوع بطريقة الاستعارة فقط، بنو افرايم اي الملكة الشمالية كلها ، خانوا عهد الله، انهم يشبهون جنودا مدججين بالسلاح ولكنهم تراجعوا في قلب المعركة. وهذا التشبيه استخدم مرة اخرى في عدد (57). اما عدد (67) فيصرح ان افرايم رفض كقائد واختير سبط يهوذا بدلا منه.
الانحراف والنجاة – القسم الاولى (12-42):
بعد ان تهيا المسرح يوصف طرفا التمثيلية كل لدوره اي امانة الله ، وانحراف اسرائيل (12-20) ثم يتكرر المشهد بتوسع (21-42).
اذ اوشك نصف القصيدة ان ينتهي ، يعكس المرنم الوضع، فيذكر نعمة الل اولا قبل استفزاز الانسان. "كثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه. ذكر انهم بشر" ولو انهم "لمم يذكروا يده".
النجاة والانحراف – القسك الثاني:
يتقدم الان المزمور ليذكر حوادث الخروج بالتفصيل . والفرق كبير بين البيان عن عجائب الله في بلاد "صوعن" وبين تلك المذكورة في السابق. هناك تغيير مهم في وجهة النظر فالاعداد (12-16) عالجت الموضوع من الناحية الطبيعية .. اما الاعداد 44 وما يليها فتتحدث عن الوضع البشري. لاحظ كثلا التكرار المستمر عن "هم" والضمير المستتر المماثل. وهذا التغيير لا يهدف الى توضيح القضاء الالهي على المصريين بمقدار ما يظهر الطريقة المعجزية معاملة الله لشعبه.
وبالاختصار ، فيما تعالج القسم الاول الناحية التاريخية يعالج الثاني الاختبارات الشخصية من ضربات واستقرار.
لاحظ ان الضربات ودراستها هنا من الجانب الشعري لا التاريخي. لان المرنم ذكر 7 ضربات فقط وليست بالترتيب. "الجردم هو الجراد في اطوار اليرقة. و "اوائل القدرة" اي اول ثمرات الزواج.
وهطذا تستمر هذه القصة المحزنة سار الشعب من سئ الى اسوا (56-58) ونتيجة لذلك رذلهم الله (59).
وهناك تشبيه جرئ يذكر الله يتدخل ليتعامل مع هذا الانحطاط البشري الذي لا نهاية له، والذي يبدو كعملية حتمية لا مفر، وقد شبه بجبار جعلته الخمر يحب القتال والنضال ، وقد استيقظ من نومه ليحط الاعداد الذين استعبدوا شعبه. والاشارة الاولية الى تغيير كامل في الظروف اذ يبدا عصر الملوك شاول وداود وما يتبع ذلك من تحطيم الاعداء .
الخاتمة:
الغرض الاول هو اظهار قوة المملكة الجنوبية ومسؤليتها. لقد تدخل الله ليس فقط ليحرر الشعب من فرعون (42) والفلسطينيين (66) بل ليختار سبط يهوذا واورشليم مسكنا وداود راعيا لشعبه. والجملة الاخيرة تظهر مقابلة مع يد الله الفادية في عدد 42.

تلخيص كتاب "اعترافات اغسطينوس"

كتب القديس اغسطينوس هذا الكتاب في السنة الرابعة من اسقفيته. وكان الهدف هو فائدة المؤمنين وبنيانهم الروحي، حيث كتب في مقدمة كتابه:
"ربي، ها هي اعترافاتي امامك. دعني اتعلم بين يديك، اني قد عزمت على ان اعترف بخطاياي امامك وامام الناس. اما انت فانك مطلع على اعماق الافكار البشرية، فلا حاجة لي ان اكشف لك شيئا، ولو اردت ان اخف عليك شيئا، اكون اخفيتك على نفسي، لا اخفيت نفسي عليك. في حين اني لا احب ذلك، ها اني قد اعترفت لك بخطاياي ودموعي وتوجعي تشهد على انني عارف باثامي.
وها هي اعترافاتي امام الناس. واما الناس فاني قصدت ان اطلعهم على اعترافاتي حبا بخيرهم عساهم عند سماعها، تاخذ النهضة (او الغيرة) الخطاة منهم للاقتداء بي، في طريق التوبة، ولا يعود احد منهم يقول: "لست بقادر". هؤلاء هم اخواني في الطبيعة اذ امرتني ان اكون خادما، ومن ثم يكون اعترافي، لا لك وحدك، بل لجميع المؤمنين بك، من الحاضرين والاتين".

وفي خاتمة كتابه قال: "اعترافاتي هذه اقدمها اليك لا بالفاظ واصوات، بل بهتاف الفكر الذي تعرفه اذنك.
ما لي وللبشر؟ واي حاجة لهم من سماع اعترافاتي؟ يا جيلا دفعه فضوله الى معرفة حياة الاخرين، ومنعه خموله من اصلاح حياته الخاصةلماذا يريدون ان يعرفونني ويابوا ان يعرفوا منك، من هم؟ ان اقراري بالخطايا الماضية المغفورة، يحيي قلب من يقراه، ويمنعه من ان يستسلم للياس، ويوقظه على عذوبة نعمتك التي تقوى الضعفاءهذه هي الثمرة التي ارجوها من اعترافاتي".

اعترافات اغسطينوس #3



هل تفك السلاسل؟
يا رب، من مثلك؟ انت كسرت قيودي.
علمت ان لا طريق يؤدي الى الحياة، غير طريق الفادي يسوع المسيح. فراق لي ذلك، الا انه قد شق على السير في ذلك الطريق الضيق.
زال عني هيجان الشهوات، والشرور خمدت براكينها، وقامت مقامها لذة محبتك وبهجة نعيمك السماوي، فاصبحت مأسورا بحبالها وربطها الحلوة.
كنت في اضطراب شديد من جهة الزواج. لان ميلي الطبيعي الى الزواج كان يستوجب مني ان اقهر نفسي لو انني عدلت عنه.
ارادتان:
كنت مقيدا بقيو من ارادتي الخبيثة. نعم، ثار عندي ارادة جديدة، واتوق الى التمتع بك، ايها الاله. ولكن هذه الارادة لم تصر بعد قادرة على تلك الارادة الاولى، التي بتمادي الاستعمال صارت قادرة.
فهاتان الارادتان: القديمة والجديدة، طحنتا نفسي وعركتاها.
كنت كالنائم المستعذب احلامه. فلا يننهض من رقاده مع انه لا يرغب في الرقاد دائما. فاني مع معرفتي ان تسليم نفسي ليد رافتك خير لي، كنت اترك نفسي تنقاد لهذه الشهوات.
المسني كما لمسته:
قد وجدت الدرة الثمينة، ولم يتبق علي الا ان ابيع كل شئ في العالم واشتريها. ولكني عند هذه النقطة وقفت محتارا لا اعرف ما اختار.
هبط عليّ من لدنك الهام بان اتوجه الى سيمبليسيان، الذي كان القديس امبروز يعتبره كاب له، تلمع من خلاله اشعة نعمتك.
احببت ان احدثه بخصوص حالي، واخبرته بانني طالعت مؤلفات افلاطون، التي اهتم بنشرها فكتوريانوس.
اورد لي هذا العلامة خبر فيكتوريانوس المذكور تحريضا لي على اعتناق الاتضاع المسيحي، وكيف ان هذا الشيخ الكبير ارتد طفلا في احتفال العماد المقدس، وطاطا راسه حاملا نير المسيح على عنقه.
يا ايها الاله، ارجوك ان تقول لي باي شئ مسست قلبه؟
عطر الازهار يعبر البحار:
وافانا في منزلنا رجل من ذوي المناصب العالية، وقعت منه التفاتة على كتاب موضوع عل طاولة اللعب امامنا. فتناوله ، فاذا به رسائل القديس بولس.
فاخذ يجاذبنا الكلام عن امور مسيحية، لي ان افضى به الحديث الى خبر العظيم انطونيوس كوكب البرية الذي به ابتهج القفر وازهر ازهار الترجس في القطر المصري.
في الحال:
اظهرنا استغرابنا من سماع هذه الاخبار التي جرت بامدادات نعمتك ، وفيما كان يرويها كنت ايها الرب توجهني نحوك. وفيما كنت اشيح بنظري الى الوراء كنت تضعني امام نفسي لارى ما انا عليه من الشناعة والقبح، ولكن اين المفر؟
منذ شبابي سالتك (امنحني الطهارة والعفة) ولكن ليس في الحال، كنت اخاف ان تشفيني من مرض الشهوة التي اثرت اشباعها على ترويضها.
ها ان من تحررت كواهلهم يطيرون على اجنحتهم، حينئذ ولجت الى نفسي، وباسواط فكرية جلدتها، حثا لها على اللحاق بي في السير وراءك.
فوران:
وفي اثناء تلك المعركة الضارية هرعت الى صديقي اليب، وصرخت قائلا: ماذا نعمل ههنا؟ اما سمعت؟ الاميون يغتصبون السماء اغتصابا، ونحن بعملنا الفارغ نتمرغ في اللحم والدم ووحل النجاسة! لماذا لا نخجل البتة من عدم اللحاق بهم؟
وما قلت هذا القول الا وفوران قلبي قذفني عنه بعيدا، وهو ينظر الي في دهشة وكانت ملامح وجهي تدل على تاثري وهياجي.
العراك الاخير:
وكان بستان على جانب بيتنا، فدخلته. واليب احب ان ياتي ورائي وهنا كنت اغبي من غضبي على نفسي، فقدت لبي (عقلي) فكنت الطم جبهتي، وانتف شعر راسي، واضرب على ركبتي بيدي.
وهانذا فاني ان كنت مترددا في امري بين ان ارجع الى الله او ابقى على الشر الذي كنت انا الذي اريد، وانا الذي لا اريد. ولذلك ولع العراك بيني وبين نفسي.
كنت مريضا لا بل في حال النزاع، وانا احاول قطع ذلك الحبل الصغير الذي تبقى من رباكات قيودي. ولذلك كنت اقول لنفس: لنعمل ذلك الان!
كيف انسى احلام الصبا:
عاداتي الماضية، ان استيقظت تقدمت مني ضعيفة، شاحبة اللون. وان رقدت هيجت في اللذة والرضا واوهمتني بات ات الفعل عينه. تؤثر على جسدي هذه الرؤى الوهمية فتنال مني نائما ما لا تستطيع ان تنال مني مستيقظا.
هل انا غيري (اثنان) ايها الرب الهي؟ اليست يدك قادرة ان تطفئ بكثرة رحمتك نزوات نفسي اثناء الرقاد؟
امي:
تربت والدتي على النزاهة والعفة والطاعة. وكان الفضل لعنايتك، ولما تزوجت بذلن كل جهدها في رد زوجها اليك. كانت ترشده باعمالها، حتى ان زوجها كان يبادر لها الاحترام والمحبة، مع انه لم يكن نحوك على شاكلتها، ولما كان يشتعل غضبا كانت تلاطفه من غير ان تكدره، وهكذا كان تصرف مونيكا مع حماتها التي كانت في اول الامر تعنفها، الى ان رسخت بينهما المحبة، وتمكنت اخيرا من ارجاع زوجها الى ايمانك.
ذهبا ولم ترجع معه:
ولما اتفق انا وامي ان اجتمعنا وحدنا في شرفة تطل على حديقة، جرى بيننا الحديث في امور كثيرة، حتى ارتقينا اليك ايها الخالق الحبيب، وتلك الارض العلوية. حيث انت تغذي اوليائك من قوت الحقيقة.
وفيما كنا نتحدث اذ بعاصفة من زفرات قلوبنا حملتنا بالروح الى هناك. وبعد خمسة ايام مرضت امي بالحمى، وفي مرضها اختطفت بالروح، ولما رجعت سالتنا: اين كنت انا؟ وبعد برهة فارقت نفسها جسدها.
اعترافاتي، لك ولهم:
اعترافاتي هذه اقدمها اليك لا بالفاظ واصوات، بل بهتاف الفكر الذي تعرفه اذنك.
ما لي وللبشر؟ واي حاجة لهم من سماع اعترافاتي؟ يا جيلا دفعه فضوله الى معرفة حياة الاخرين، ومنعه خموله من اصلاح حياته الخاصة!
لماذا يريدون ان يعرفونني ويابوا ان يعرفوا منك، من هم؟
ان اقراري بالخطايا الماضية المغفورة، يحيي قلب من يقراه، ويمنعه من ان يستسلم للياس، ويوقظه على عذوبة نعمتك التي تقوةى الضعفاء.
هذه هي الثمرة التي ارجوها من اعترافاتي.
القديس ناسكا:
توجه اغسطينوس بعد موت والدته الى قرطاجنة حيث اختلى مع بعض اصدقائه في مزرعة له بالقرب من مدينة تاجست. وهناك اقاموا ديرا مكث فيه 3 سنوات معتزلا ومنقطعا للصوم والصلاة والهذيذ في كلمة الله.
ثم قسا واسقفا:
ذات يوم ذهب الى مدينة هيبو لغرض ما ولما كان اسقفها يبحث عن رجل لترشيحه للكهنوت، امسك الشعب باغسطينوس واتادوه الى الاسقف طالبين رسامته كاهنا لهم.
استعفى اغسطينوس بدموع غير ان الشعب الحّ فقبل مرغما.
واذ اظهر براعته في الوعظ رسمه اسقفا ليكون خليفة له سنة 395 وعمره 41 عاما . وفي السنة الخامسة من حبريته كتب كتاب اعترافاته هذا.
عيون .. وعيون:
وبعد ان اذاب شمعته في خدمة شعبه، رقد في سنة 430م.
وقد ثبت عينيه اثناء مرض نياحته على كزامير داود ليلهج فيها باجفان دامعة حتى ارتخت وانغلقت لتفتح من جديد على الابدية الني اشتهى جمالها طوال عمره.
لما انكسرت القارورة:
ام عظاته وتعاليمه وتفسيره للعديد من الاسفار المقدسة فقد فاضت مع عطر مناجاته واعترافاته وتسابيحه في كل اقطار العالك.
وانكسرت جرة جدعون:
كما تفجر نور الكرازة والخدمة من رهبان اديرته التي اسسا ، بالرغم من هجمات البربر ورغبتهم في ابادة تلك الاديرة.

السبت، 25 مايو 2019

اعترافات اغسطينوس #2



سراب اسمه الراحة:
اتفقت مع عديد من الاصدقاء على ان نعيش عيشا راضيا خاليا من مشاق الحياة. واتفاقنا كان على هذا، ان نجمع كل ما لنا الى صندوق واحد عام، لتكون اموالنا مشتركة كامالنا. وكان عدد لفيفنا عشرة. وبعضهم كانوا اصحاب ثروة طائلة، وقد اتفقنا ايضا على ان نستبدل كل سنة اثنين منا، يتوليان الاهتمام بلوازم معيشتنا.
ولكن هذه كانت قصورا بنيناها في الفضاء، لان بعضا منا اخذوا يحتجون بان عندهم زوجات ، وهذا الاشتراك لا يتفق مع وجود زوجات ومن ثم تبدد شمله للحال.

الحيارى الثلاثة:
اليب ونبريد هما اخص خلاني، اللذان اتحدث معهما بدالة وحرية. اليب كان من مواطني ، من اسرة وجيهة، وكان يحبني للغاية، سبقني الى روما لدرس الشرع والقانون المدني. وقد حضر معي الى ميلانو، ليكون قريبا مني، وكنت انا وهو في ميلانو متلاصقين قلبا لقلب، وبيتا لبيت. ولكن لم يكن حاله الا كحالي: في اضطرابنا وترددنا في اي طريق يكون مسيرنا، والى اين ينتهي المطاف؟
كذلك صديقي نبريدترك بلدته وجاء الى ميلانو يقصد ان يكون مشاركا لي في المعيشة، وفي البحث والتحري عن الحقيقة والحكمة.
تلهف الى الحياة السعيدة، والى التعمق في البحث عن المسائل العويصة.

نئن جوعا:
كنا كمن اضناهم الجوع نفتح افواهنا تلقيا للطعام ، واذ لم يكن امام اعيننا غير ظلمات مدلهمة، كنا نلتفت الى الوراء صارخين من مرارة قلوبنا: الى متى هذه الحالة التعيسة؟ ومع هذا كنا متباطئين.
وانا ، ها هي ثلاثون عاما قد مضت علي وانا باق اتمرغ في وحل شهواتي الدنيوية. احببت السعادة لا حيث هي، ورحت ابحث عنها، هاربا منها. كنت اظنني شقيا ان حرمت من تقبيل امراة. ولم يكن يخطر ببالي ان نعمتك تقدر على ازالة هذا الضعف عنا.

مثل الخنزير:
ويحي! لان اثمي تعاظمت اكثر من ذي قبل. نعم، ان تلك المراة التي كانت عندي، قد انفصلت عني، وعادت الى افريقيا، وعاد اليها رشدها. ولكن انا الشقي لم اشا ان اقتدي بتلك المراة، وسلمت نفسي الى غيرها.
ويل لي، من عبد ذليل للشهوة القفبيحة، وقبحا لتلك القاذورات التي كنت اتمرغ فيها كالخنزير.

او مثل حشرة انقلبت على بطنها:

في عمايّ وجراحي لا استطيع ان اتصور نور الجمال الذي يجب ان اعانقه، حبا به، هذا الذي لا تبصره عيناي اللحمية ولا يرى الا من عمق اعماق النفس.
اه، من السبل المعوجة!
الويل لنفسي كيفما انقلبت على جنبها او بطنها تجد كل شئ قاسيا اذ لا راحة لها الا فيك. 
وانت ايضا يا حياة حياتي، تمثلتك كائنا عظيما تخترق من كل جانب في الاجواء اللا محدودة، الكون باسره، اعتقدت بانك تخترق السماء والهواء والبحر واليابس في كل جزء منها صغير وكبير ليعانق حضورك.

اصل الشر:
وكان يعوزني البحث عن اصل الشر ومصدره. لم اقتنع باضاليل ماني واتباعه فيما يتعلق بوجود الهين: احدهما صالح، وهو الفاعل الخير ، وثانيهما طالح، وهو العامل الشر.
وكنت اسعى واجتهد لاتفهم هذا الامر، عند تاملي ان لي ارادة، وهذه الارادة كنت متاكدا من وجودها في. فاستدللت من ذلك ان هذا الاختيار الحر المطلق، انما هو مصدر الشر واصله.

دائما .. صانع الخيرات:
عرففت ان جميع الاشياء مخلوقةمنك. وان ما خلقته حسن. وان الشر الذي ابحث عنه جهدي، لم يكن من الاشياء الموجودة.
انما الشر هو تمرد الانسان الذي ينسلخ بهواه عنك ايها الخير السامي. وبسبب تشامخه يفقد رشده ويخرج عن دائرة نفسه فيفقد خيره الصحيح.
فلتسبحك الملائكة وجنود السماء، والشمس والقمر والنجوم، وجميع النيرات وسماء السموات، والمياه التي فوق السموات.

نور وطعام:
ان اهم ما استفدته من تاليف افلاطون، انما هو انني بمعاونة نعمتك، اخذت الج كداخل نفسي، طالبا نورك الدائم الازلي، معرضا عن الامور الدنيئة الحسية.
ايها الحقيقة الازلية والحب الحق السرمدي، ما ان عرفتك لاول مرة حتى رفعتني اليك لتريني ما يجب على ان اراه دون ان استطع الى ذلك سبيلا، وبهرت عيني الضعيففتين باشعاعك الساطع، وكاني كنت اسمعك (انا غذاء اليافعين، لن تحولني اليك كالطعام بل انت تتحول الي).

اقوم:
عندما ترويت في جمال هذه الموجودات، قضيت في نفسي بانه لا يمكن ان يتصور نظام افضل.
وهانذا اخيرا توصلت اليك وعرفتك.
واسقط:
ولكن لسوء حظي ما تمكنت من التمتع بك، الا كلحظة وطرفة عين لانهعندما كان ضياء نورك ، الذي لاحظته، يرفعني اليك، كان في الحال ثقل العبء، الذي القته على منكبي تلك العادات الدنسة، يضغط علي ضغطا هائلا، ويجرني جرا الى الدنايا الخسيسة.
ذلك قبل ان اعانق الوسيط بين الله والناس يسوع المسيح. والطعام الذي يختلط بالجسد ل استطع ان اتناوله.


المعرفة تحتاج النعمة:
لقد حصلت من مطالعة مؤلفات افلاطون على بعض النفع. بعد ادراكي ان الحقيقة تستقصى وراء عالم الاجساد رايت ان "امورك غير المنظورة.. مدركة بالمصنوعات"(رو1: 20)، فايقنت انك موجود، وانك لا متناه، انما بقيت مقصرا عن التمتع بك ورحت اثرثر مدعيا المعرفة، ولو لم ابحث عن السبيل في المسيح، مخلصنا، لصرت الى الهلاك.
لقد عكفت على مطالعة كتبك، ولا سيما رسائل بولس الرسول، وبذا عرفت ان اول حركة تنبهنا الى التماس الحكمة، انما هي من فضل نعمتك.
فكيف يقدر ان يتغلب الانسان على ما في جسده من "ناموس الخطية الكائن في اعضائه"(رو7: 3)؟
وماذا اعمل انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد الموت هذا (سوى نعمتك في) المسيح يسوع ربنا"(رو7: 24).

الجمعة، 24 مايو 2019

اعترافات اغسطينوس #1


الله لا يترك نفسه بلا شاهد :

عكفت على درس الفقه والقوانين، عساي بها اترقى الى القضاة او المحاماة.. كنت الاول في الفصاحة، ممتازا بين زملائي. ولذلك رحت اتمايل تيها. 

وقع بين يديّ تاليف لشيشرون، ولما طالعت منه مقالة، يحرّض فيها الناس على طلب الفلسفة. اثرت تلك المقالة في نفسي، واستمال قلبي نحوك يا ربي، واستعرت في قلبي نار الشوق، وذلك رغبة في جمال الحكمة الدائم الخالد. كم تلهفت وقتئذ لاتخاذ جناحين لاطير بهما نحوك لان الحكمة الصحيحة انما هي لديك. 

من اين يشرق الحب: 

صارت امراض نفسي تزداد وطاتها ثقلا ، فرحت التمس لها علاجا عند الخلائق المادية، ولم يكن لي من لذة، الا في ان اكون محبا ومحبوبا، اي عاشقا ومعشوقا. 

ومع ان النفس هي التي تتجلى في الانسان باشعة لامعة، وتنبت في قلبه عواطف الحب، فانا تعاميت عنها، ولم التفت الا الى الجسد. ولا ذبت حبا، الا بنار شهواته.

الفخ: 
طوال تلك السنوات التسع الممتدة بين التاسعة عشرة والثامنة وعشرين من عمري كنت فريسة لشهوات مختلفة. 

اتخذت لي زوجة ولم تكن شرعية، اشباعا لشهوات جامحة ثم تحققت بنفسي الفرق بين الميثاق الزوجي وبين ما يرتكز على اشباع اللذة الحيوانية. 

اه يا خيري! الذي اذوب الان في حبه وهيامه، وهواه وغرامه، اين كنت وقتئذ وكم كنت بعيدا مني، او بالاحرى كم كنت انا بعيدا عنك؟ 

اني كنت تائها في بلاد الخرنوب. كم كان اشقاني! جريت وراء الجسد ساعيا اليك، فوقعت في شرك تلك المراة. ولما كنت مسحورا بدهاء الحواس، تناولت من خبزها، ووقعت في فخها. 

من يسكت الريح: 

ان مطالعة تلك الكتب الحاوية الخلاعة والمجون، تشبه في تداولها بين اولاد المدارس، نهرا يجرف اولاد حواء. ولا ينجو من الغرق فيه، الا من تمسك بعود الصليب. 

ولا اقصد بما ذكرت ذم اللغة والفاظها، لانها بذاتها حسنة وحميدة، بل عنيت تحريم تلك الكتبذ، المحشوة سطورها من السموم، واما ا نا فاني قد ش رب ت من تلك السموم را ضيا مختارا ، وامامك ايها الرب الهي اقر بذلك. 

وعليه دعوني فتى الامال ورجل المستقبل. وهكذا كانت الخيلاء تتقلبني تقلب الريح في جريانها. واما انت يا ربي، فانك وحدك كنت تدبر اموري تدبيرا قويما، من غير ان ادري. 

لا سواه ينير العقل: 

ولما كنت في قرطاجنة، وانا يومئذ في مشارف ال20 من العمر، كنت مشغولا بمشاغل الهوى والعشق، متعلقا بحب الغانيات. 

تعلمت الفصاحة والحساب والهندسة والموسيقى، ومن غير مشقة. وذلك كله انما هو من فضلك يا ربي. لانك قد انعمت علي بسرعة الفهم وقوة الحجة. وانما لكفري باحسانك، ما استخدمت هذه القوى لتمجيدك. ماذا ترى افادني وقتئذ عقلي، وما تلقيته من الدروس والكتب، على حين كنت جاهلا، لا اعرف شيئا من علم الخلاص. 

هو السلم: 

نعم كنت ابحث كيف اتمكن من البلوغ اليك، لاحظى بك. ولكن بحثي ذهب هباءا، من حيث لا وسيط بين الله ووالناس غير يسوع المسيح، فهو الذي يلزمني ان اتشبث به ليوصلني اليك. 

وهو يناديني قائلا : انا هو الطريق والحق والحياة، وهو لما رانا اطفالا صغارا، لا مقدرة لنا على الوصول اليه، والاقتداء به من حيث هو الله، صار انسانا مثلنا رفقا بحالتنا. 

لانني لم اضعه فوق راسي: 

حدتني الرغبة الى مطالعة الكتاب المقدس، وانا وقتئذ ما كنت كفئا لاعرف قدره، ولا عرفت كيف اخفض علو تشامخي، لكي اتوصل الى فهم عمق تواضعه. 

ولم تكن عيني لتمتد بنظرها الى ما تحت ظاهره وسطوره، وانا لاعتدادي بفهمي ما وجدت لي فيه نصيبا. 

اتباع ماني: 

استسلمت لايدي قوم (ماني) هم مهذارون شهوانيون للغاية، وقلوبهم فارغة من كل حقيقة، على حين كانوا ينادون دائما: الحقيقة، الحقيقة. 

فكانوا يذكرون لي الشمس والكواكب والعناصر ويدعونني الى الاعتقاد بانها الهة. 

ومن ثم كنت اتناول كلامهم، ولكن من دون لذة، اذ لم اكن اذوق لك فيه طعما. 

المنجمون: 

تبعت من جملة الخزعبلات، خرافة المنجمين. كانوا يتخذون من مراقبة النجوم والكواكب دلالة لمعرفة المستقبل. 

كانوا يقولون: لماذا تضطرب قلقا من جهة معاصيك، وفي العلاء قوة غالبة تدفعك اليها. فالزهرة مثلا تدفعك الى ارتكاب اثم كذا وعطارد الى كذا؟ 

لقد التقيت ذات يوم برجل طاعن في السن، بارع في الطب، ذي منزلة سامية، فلما عرف اني مولع بفن التنجيم، قال لي: اني لناصح لك خير نصيحة، وهي ان تطرح للنار ما عنددك من الكتب في هذا الفن، لان علم التنجيم من الخرافات الباطلة. 

فهذه النصيحة لم تجدني نفعا انذاك لاني لم اعمل بها. 

قطراتها تروي الزهرة اليابسة: 

من حسن حظي بيا الهي رزقت منك اما ، لفرط تقواها رات، على نور الايمان، وضياء روحك القدوس، ان ولدها هذا ميت بالنفس. فباتت تبكي علي بكاء، فاق بكاء الامهات على فقد بنيهم بالموت الجسدي. فلله ما اروع عطفك يا امي! 

وانت يا مولاي! قد استمعت لها. ولم تزل تلك الدموع تبلل وجه الارض من مدامعها. 

حب على الرمال: 

ابرمت عقد مودة مع شاب نشا من صغره بعشيرتي، ثم دخلنا المدرسة سويا وكنا نلعب معا. ومن ثم لم يكن لي صديق نظيره، واما انت يا مولاي، حرمتني سلوى عشرته، حيث اخذته اليك بعد قليل للراحة الابدية. 

فكان موته ضربة على قلبي. لقد كرهت كل شئ لموته. ولم اعد التذ الا بالبكاء وكنت كمن بنى حبه على الرمال، فلم تلبث ان انهدم. 

الله، طوبى لمن يحبك، ويحب صديقه فيك، ويحب عدوه بك، فانه هو الذي لا يحرم صديقا، ومحبك لا يفقدك، الا متى اراد. 

قلوبنا لا تزال في قلق مطعونة بالاحزان مهما كانت هذه الاشياء التي نحبها جميلة، ما لم نلتصق بك يا راحتنا. 

هو الجمال: 

تهوى عيناي الصور لجميلة والالوان الساعة. الله خلق هذه الاشياء الوافرة الجمال وهو وحده خيري، ولكنها طوال يقظتي تغريني. 

هذا النور الذي يغمر كل ما نراه ينساب اليّ في نهاري بالف شكل وشكل، فيداعبني ويدخل الي بقوة. 

ايها النور الذي راه طوبيا لما فقد عينيه الجسديتين وراح يعلم ابنه على طريق الحياة. انت هو النور الحقيقي. اما هذا النور المادي الذي كنت اتحدث عنه فانه يفيض على الحياة عذوبة خطرة تفرح عشاق الحياة الحميان، واما الذين يعرفون ان يمجدوك بسببه فيجمعون اشعته في الاناشيد التي يرفعونها اليك بدل ان يقعوا تحت نير عبوديته في سبات انفسهم. 

هكذا اريد ان اكون، اني اقاوم المغريات لئلا تتعثر بها رجلاي السائرتين في طريقك، وارفع اليك عيناي اللا حسيتين لكي تخلص من الشبكة رجلي. 

الفن، ارفعه نشيدا: 

كم اضاف الناس من مغريات على ما يسحر النواظر بواسطة الفن. 

اما انا، يا الهي ومجدي ، فاني في ذلك ايضا اجد نشيدا ارفعه اليك وذبيحة شكر اقدمها لمن ضحى في سبيلي، اذ ان الجمالات التي تنتقل من نفس الفنان وتتجسم صورا بين يديه صادرة عن ذلك الجمال الاوحد الذي يسمو فوق نفوسنا واليه تتوق نفسي ليل نهار. 

انا الناطق بهذه الحقائق ادع قدماي تتعثران في شباك الدمالات وانت تخلصني منها ايها الرب، تارة على اثر سقطة خفيفة، وطورا بوجع عندما يكن التصاقي بها شديدا. 


معلم ولا اتعلم:

كنت اعلم الفصاحة في المنازل، وتركت روما وقصدت ميلانو، حيث كانوا قد ارسلوا يطلبون معلما للفصاحة. 

وما القيت عصا الترحال في ميلانو حتى توجهت لمقابلة القديس امبروسيوس. فرجال الله هذا قبلني قبول اب، فانطبع حبه على صفحات قلبي. الا ان بداية محبتي هذه له، لم تكن من حيث هو معلم حق، بل من حيث تلطفه معي. 

واظبت على سماع مواعظه، حينما كان يكسر خبز اقوالك، حينما كان يكسر خبز اقوالك للشعب ويغذيه ويضرم فيه نارك، ويسكره من معانيه. ولم يكن غرضي من سماعه مقدسا، لفائدة نفسي، بل لامتحان ما اذا كان يستحق الثناء ام لا. 

سراب اسمه اللذة: 

اتذكر ذلك اليوم الذي تهيات فيه لتلاوة تقريظ بين يدي جلالة الامبراطور. وكان محشوا بعبارات التملق والمبالغة. 

وفيما كنت مشغولا بهذا الامر، التقيت لدى سيري بميلانو برجل مسكين يتسول، وهو سكران نشوان، يتمايل طربا، فقلت لرفقتي: انظروا ماذا نطلب نحن من وراء هذه المتاعب المضنكة؟ غير الحصول على سرورر، وهذا المتسول بقدح من الخمر، قد ناله، ولكن نحن، من تراه يضمن لنا نواله؟ 

نعم، ان فرح هذا السكران هو فرح كاذب. ولكن ما اطلبه انا من الفرح هو اكذب. لان ما عندي من المعارف، ما صرفته للنفع العام، ولكن لاباطيلي الفارغة. 

هو كان من الخمر نشوانا ثملا، وانا سكران من الفخرز وما هذا الفخر ، الا كاذب.

عن كتاب مختصر اعترافات اغسطينوس (سرد مع التزام بالنص الاصلي) 

روابط ذات صلة:

الخميس، 23 مايو 2019

البهلوان


القصة انتجت في شكل فيلم سينمائي "بهلوان نوتردام". يعتقد البهلوان أنه لا يملك شيئا يقدمه لله. يفاجئ باستبدال الحشود المثيرة للإعجاب والجماهير المبتهجة بحشود اخرى من المتشردين والجوعى. على الرغم من أن هذه القصة رويت واعيد سردها من قبل رواة القصص في العصور الوسطى ، إلا أنها ما زالت حية اليوم كما كانت من قبل. 
قام تومي دي باوﻻ بإعادة صياغة هذه القصة المؤثرة حول معتى العطاء، والتي تلفت نظرنا الى كل ما يتعين علينا أن نقدمه للاخرين وهذا ما يطلبه الله بالأكثر منا. إنها احدى قصص الاطفال، 

ملخص الفيلم: 
يتجول برنابا في الصباح الباكر وحيدا بلا هدف حتى يأتي إلى بلدة صغيرة بها كنيسة تسمى "نوتردام”. دمرت الكنيسة تقريبًا بسبب الزلزال، وعزم سكان البلدة على ترميمها وجعلها "تستحق ان تحمل الاسم "نوتردام" وهو لقب العذراء مريم في فرنسا". أخذ برنابا نموذج من قبل نحات يدعى جوناس - الذي نحت تمثال السيدة العذراء. التمثال له نفس وجه زوجة برنابا. عند سؤاله عن النموذج ، إخبر برنابا بأن الوجه كان ﻻمرأة رآها جوناس للحظة ولم يرها مجددًا أبدًا. لدى جوناس أخت تدعى دولسي ترى ما يفعله برنابا تافها لا قيمة له. 

مع اقتراب عشية عيد الميلاد ، يقدم الرعايا هداياهم لتقديمها في قداس منتصف الليل ويضعون أمام تمثال العذراء. لا يملك برنابا أي مال ليشتري هدية ويعرف كراهية اخته دولسي ، لم يكن امامه الا القدوم إلى الكنيسة بعد فترة طويلة من مغادرة الجميع. فجأة يظهر العصفور لبرنابا ويخبره إنه حصل على "بنعمة خاصة" وان لديه بضع دقائق فقط للتحدث معه. يشكو برنابا للعصفور من انعدام الحب في العالم ، ولكن يصحح العصفور كلامه ويخبره أن الله ، والقديسة باتريس (معنى اﻻسم: الجميلة) يحبانه. يخبره ايضا أن ينظر إلى الكنيسة والهدايا التي جلبها الناس. ينظر برنابا إلى الهدايا ، يرى زينة واجراسا وكرات. ثم يطلب اليه ان يقدم بعضا من فنه لسيدتنا التي تحمل وردة حمراء. بعد قليل من التردد يبدأ في اللعب والعصفور يبدي استحسانه ثم يطير. سرعان ما يأتي بعض اﻻطفال الى الكنيسة ، ويروا ما يفعله برنابا فيذهبون الى الكاهن ويخبرنه ان البهلوان يلعب، يذهب الكاهن وحالما يرى ما يفعله بهلوان يطلب من الأولاد اخبار باقي أعضاء الرعية الآخرين. كل شخص بالقرية يأتي ويشاهد في دهشة لعب بهلوان امام تمثال العذراء. عندما ينتهي ، ينحني برنابا امام التمثال ولدهشة الجميع يرون تمثال السيدة العذراء وقد دبت به الحياة ، وتبتسم ، وتلقي الى برنابا الزهرة. يتعجب كل من راى ذلك بما في ذلك دولسي الذي ترسم علامة الصليب على صدرها وتركع.

موضوعات ذات صلة:

الأربعاء، 22 مايو 2019

صلاة للقديس اغسطينوس



اللهم ، يا من خلق الكون ، هبني أولاً أن أرفع إليك صلاة ترضيك، وصيرني أهلاً لأن أستجاب ثم خلصني.
اللهم ، يا من الابتعاد عنه موت ، والرجوع إليه تجدد ، والسكني فيه حياة.
اللهم ، يا من لا يفقده سوي المغرور ، ولا يطلبه سوي الواعي ولا يجده سوي الطاهر.
اللهم ، يا من التخلي عنه هلاك ، والتأمل فيه محبة ، والحصول عليه حياة ابدية.
اللهم ، يا من يدفعنا إليه الإيمان ، ويبنينا فيه الرجاء ، وتشدنا إليه المحبة.
اللهم ، يا من بقدرته ابتلع الموت بالغلبة.
اللهم ، يا هدايتنا.
اللهم ، يا من يعرينا مما لا وجود له ويكسونا ممّا هو.
اللهم ، يا من يستجيب سؤالنا ويقوينا ويسيرنا إلي كل حق ، ولا يدع فينا للفوضى مكاناً.
اللهم ، يا من يردنا إلي الطريق، ويسير بنا إلي الباب، ويجعلنا نفتح الباب لمن يقرعه، ويعطينا خبز الحياة.
اللهم ، يا من بفضل منه نعطش إلي شراب إن أخذنا منه لن يبقي بنا عطش إلي الأبد.
اللهم ، يا من به نصمد بوجه غير المؤمنين.
اللهم ، يا من ينقينا ويعدنا للمكافأة الإلهية.
اللهم ، هلم إلي نصرتي أيها الجوهر والحق الأزلي الذي لا تباين فيه ولا غموض ولا تغيير ولا فراغ ولا موت.
اللهم يا من تخضع له كل من يخضع وتخضع له كل نفس صالحة ، ويا من بموجب شرائعه تتحرك الكرة الأرضية وتتم الكواكب دورانها وتنير الشمس النهار والقمر يخفف من حلكة الليل..
اللهم يا من وضعت للزمن سننا لا تتغير مع الأشياء وأقمت للأجيال ضوابط وللنفس الحرة نظماً وضمنت للأبرار ثواباً وللأشرار عقاباً أكيداً ثم ذكرت بهذه الأمور بشكل قاطع وثابت.
اللهم ، يا من يأتينا منه كل خير وبفضله في حمى من كل شر.
اللهم ، يا من لا أسمي منه ولا وجود لشيء خارجاً عنه وبدونة ويا من كونت الإنسان على صورتك ومثالك فبات هذا الأمر واضحاً لدي كل من أدرك ذاته.
أستجبني ، أستجبنى ، أستجبني يا إلهي وربي ومليكى وأبي وعلة كيني ورجائي وخيري وشرفي وبيتي ووطني وخلاصي ونوري وحياتي.
أستجبني ، أستجبني ، أستجبني يا إلهي وربي ومليكى وأبي وعله كياني ورجائي وخيري وشرفي وبيتي ووطني وخلاصي ونوري وحياتي.
أستجبني ، أستجبني ، أستجبني وفقاً لعادتك التي يتقنُ معرفتها القليلون.
أنا لا أحب سواك ولا أطلب سواك . مستعد أنا لأن أعبدك وحدك لأنك وحدك الحاكمُ بعدل والوحيد المسلّط على حياتي.
مرْ بحقك ، ومرُ ما شئت أشف أذني وافتحهما فأسمع كلمتك.
وأشف عينيّ وأفتحهما فاتبيَّن أوامرك.
اشفني من حماقتي لأعرفك وقل لي أين أنظر حتى أشاهدك أنا من يرجو بأن يحفظ أوامرك.
رجوتك ، رب أن تقبل الهاربَ منك أيها الرءوف لقد تعذبت طويلاً واستسلمت إلي أعدائك الذين وطئتهم بقدميك واتبعت طويلاً خزعبلاتهم الباطلة.
أقبلي أنا خادمك الهارب منهم إليك ، كما استقبلوني يوم هربت منك إليهم.
لقد شعرت بواجب العودة إليك فها أني أقرع بابك أفتحه بوجهي وعلمني كيف أصل إليك.
لم يعد لي سوي إرادتي ولست أعرف شيئاً أخر سوي أن أرذل ما هو فان وبال، وأطلب ما هو أبدي، هذا ما أعمله ولا أعرف سواه. إنما أجهل كيف أصل إليك.
دلنيّ على الطريق وأظهر ذاتك لي وامنحني الزاد الأخير.
إن كان المعتصمون بك يجحدون بالإيمان فهبني هذا الإيمان وإن كان بالفضيلة فأعطينيها وإن كان بالعلم فأعطينه. زدني إيماناً ورجاء ومحبة
ما أعجب صلاحك وما أروعه. إليك أسيرُ وأسألك من جديد عمّا يدفعني إلي الذهاب إليك.
إن تخليت عن الإنسان هلك، مع إنك لا تتخلي عنه لأنك الخير الأسمى الذي ما طلبه قط إنسان باستقامة إلاّ وجده.
ويبحث عنك باستقامة من جعلته يطلبك باستقامة. أجعلني أيها الأب أبحث عنك وأنتقم لي من الضلال: وبينما أبحث عنك فلا تدع شيئاً يحول بيني وبينك.
بحّقك ، أبتي، أجعلني أجدك إن لم اطلب أحدا سواك. أما إن كنت راغباً في سواك فنقني وصيرني أهلاً لأن أراك.
أما بشأن خلاص جسدي هذا ، المائت، فطال ما أني لا أدري ما يفيدني منه ويفيد الذين أحبهم فأني أعهد به إليك ، أيها الأب الكثير الحكمة والصلاح، واصلّي من أجله طال ما أنك تحضني على الصلاة ، إنما أسأل رأفتك ، غير الموصوفة، أن تهديني ، بكليتي ، إليك وترفع عني ما يحول دون اندفاعي إليك. مرني سائراً وحاملاً هذا الجسد بأن أكون طاهراً وسخياً، باراً وحكيما،ً واجعلني اللهم أن أكون لحكمتك محباً ومتذوقاً ، وأهلني لأن أسكن في ملكوتك السعيد آمين. أمين

الأربعاء، 15 مايو 2019

نساء فضليات: ابيجايل

لنا عدة مﻻحظات في القصة:


  1. وَضَعَ نَابَالُ زوجته أَبِيجَايِلَ فِي مَوْقِفٍ لَا تُحْسَدُ عَلَيْهِ.‏ فَٱلرَّجُلُ الذي أَهَانَهُ زَوْجُهَا لَمْ يَكُنْ سِوَى دَاوُدَ،‏ خَادِمِ الله اﻻمين الذي مَسَحَهُ صَمُوئِيلُ النبي ملكا خَلِيفَةً لِشَاوُلَ.‏‏ وَقَدْ كَانَ آنَذَاكَ يُقِيمُ فِي البرية مَعَ مُحَارِبِيهِ اﻻوفياء الـ‍ ٦٠٠،‏ هَارِبًا مِنَ شَاوُلَ الذي يريد قَتْلِهِ.
  2. ناضل داود ورجاله في البرية من اجل البقاء ، فلم تكن الحياة سهلة واﻻخطار محدقة بهم.. تحملوا شظف العيش لسنوات.. وحتما التقوا برعاة نابال في تلك الفترة. كيف عَامَلُوا هٰؤْلَاءِ الرعاة؟‏ لَمْ يكن صعبا ان يسرقوا منهم شاة بين الحين واﻻخر،‏ غَيْرَ انهم لم يفعلوا هذا اﻻمر بل‏ كانوا اشبه بسور لحمايتهم .‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ٢٥:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ فالرعاة وقطعانهم تعرضوا انذاك ﻻخطار جمة،‏ سَوَاءٌ مِنَ الحيوانات الضارية والهجمات المتكررة من الغزاة واللُّصُوصُ .‏
  3. اختار داود بِحِكْمَةٍ أَنْ يَلْتَمِسَ طَلَبَهُ هٰذَا فِي مَوْسِمِ جَزِّ الغنم الذي كَانَ مُنَاسَبَةً مُبْهِجَةً اعتاد الناسُ خِلَالَهَا أَنْ يُقِيمُوا الوﻻئم وَيُجْزِلُوا العطاء.‏ كَمَا حَرِصَ عَلَى انتقاء كَلِمَاتِهِ،‏ مُسْتَخْدِمًا تَعَابِيرَ لَطِيفَةً وَأُسْلُوبًا مُهَذَّبًا فِي الكﻻم.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ بِٱلتَّعْبِيرِ «ابنك دَاوُدَ».
  4. لو لَمْ تَتَدَخَّلْ أَبِيجَايِلُ،‏ لَٱعْتُبِرَتْ رُبَّمَا شَرِيكَةً فِي ذَنْبِ زَوْجِهَا.‏ لِذَا وَجَبَ عَلَيْهَا فِي هٰذِهِ الحادئة أَنْ تُعْطِيَ خُضُوعَهَا لِلهِ اﻻولوية عَلَى خُضُوعِهَا لِزَوْجِهَا.‏ 


في الصباح تخبر زوجها بالخطر الذي كان محدقا به، وكيف تصرفت. فَمَاذَا أَلَمَّ بِنَابَالَ؟‏ «مَاتَ قَلْبُهُ فِي دَاخِلِهِ،‏ وَصَارَ كَٱلْحَجَرِ».‏ فَلَعَلَّهُ أُصِيبَ بِسَكْتَةٍ دِمَاغِيَّةٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ نِهَايَتَهُ أَتَتْ بَعْدَ نَحْوِ عَشَرَةِ أَيَّامٍ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِأَسْبَابٍ صِحِّيَّةٍ مَحْضٍ.‏ يَقُولُ الوحى‏ «ضَرَبَ يَهْوَهُ نَابَالَ فَمَاتَ».‏ (‏١ صم ٢٥:‏٣٨‏)‏. مات قلبه فيه وصار كحجر، أو مات كما يفسره هوايت: بحجر في قلبه، لقد مات نابال من الكبرياء والغضب، وقد كان يؤثر أن يموت بسيف داود على أن ينجو بوساطة زوجته وشفاعتها وتوسلها، وهو لا يرضى أن يصور بأنه أحمق فيما فعله في ذلك اليوم مما جلب عليه كل ما حدث، ولو أن نابال فعل شيئًا آخر، لو أنه اعترف بما فعلته زوجته، وقبل يديها، وقدميها، لربما كان له تاريخ آخر، ومصير آخر، ولربما بقي، وعاش معها، حتى أصبح مسنًا، ينعاه شعبه وجماعته، ويموت كرفع الكدس في أوانه، ولكن نابال مات لما ضربه الرب، لشره، وجبنه، وحماقته، وكبريائه، وقسوته، وغيرته،..

الخميس، 9 مايو 2019

رؤية مستقبلية لمدارس اﻻحد


بدأ اليوم بقداس الهي يرأسه نيافة اﻻنبا مكاري اسقف عام شبرا الجنوبية اعقبه مائدة اغابي.
ثم تحدث ا. سامي متري عن لمحة من حياة القديس اثناسيوس حيث ان تذكاره نياحته اقترب. 
الكلمة:
هذا الشهر يضم 3 من اﻻباء العظام وهم مار مرقس كاروز الديار المصرية يوم 8 مايو وباية الشهر عيد مار جرجس و يوم 15 مايو سنحتفل بتذكار نياحة البابا اثناسيوس.
البابا اثناسيوس تلقبه الكنيسة بحامي اﻻيمان. وكان هو احد اعضاء لجنة من 3 افراد وضعت قانون اﻻيمان اﻻثنان اﻻخران كانا بطريرك القسطنطينية وبطريرك انطاكية.
له كتاب "تجسد الكلمة" يحوي 15 تشبيها رائعا عن التجسد.
نفي 5 مرات عن كرسيه وقضى اكثر من نصف مدة باباويته منفيا. ورغم ذلك كان له مجهود جبار في نشر اﻻيمان في البلاد اﻻخرى، حتى انه الف كتاب اثناء نفيه بفرنسا بعنوان "حياة انطونيوس" كان هو السبب في نشر الرهبنة في الغرب.

كلمة د. سينوت حنا:
الرؤية المستقبلية :

بدء بانشاء مدارس اﻻحد حيث يجمع اﻻوﻻد خلال اﻻسبوع والصورة اﻻلية كانت الكتاتيب وهي عبارة عن العريف او المرتل ثم حين انتشر التعليم واصبح هناك مدارس حكومية اصبحت فترة مسائية حيث يتم تعليم العلوم اﻻساسية. 

وصلت الكتاتيب الى درجة من الضعف اواخر الدولة الفاطمية حتى جاء محمد علي. وفي عهده البابا كيرلس الرابع انشا المدارس القبطية مدرستين في اﻻزبكية للبنين واﻻوﻻد واثنتان اخرتين في حارة السقايين. وكانوا قاطرة التعليم في القطر المصري كله. 

وهذه المدارس تخرج منها 4 رؤساء وزراء: بطرس غالي ويوسف وهبي واثنان من المسلمين هما شريف باشا وعبد الخالق ثروت. جميعهم من المصريين بينما كان فيما قبل يكونوا من الدولة المحتلة مثل اﻻتراك او الفاطميين او اﻻرمن. 

جاء حبيب جرجس وبدا قاطرة التعليم الديني – استاذن اصحاب كنيسة الفجالة ﻻن قديما كانت العائلات هي التي تبني الكنائس. سنة 1989 – 1899م اقترح المسئولين عن الكنيسة اﻻ يستمر في اقامة فصول مدارس الاحد اذ كان اﻻوﻻد يزعجزهم. 

وكانت في البداية تسمى مدارس تعليم اﻻطفال او لشباب، ثم فيما بعد تعرف على جهود مماثلة منهم القس سلامة منصور ويوسف اسكندر جريس وكانا قد اقاما جمعية الطفل يسوع. وطرح الفكرة عليهما هما واثنان اخران من اﻻكليركية. مدارس اﻻحد انشئت 1875 في انجلترا وفي العام التالي انشئت في امريكا. 

اﻻرساليات كانت اول شئ تقيمه هو مدرسة ومستشفى. 1918 اقام "مدارس اﻻحد" باصدار مرسوم من البابا. اﻻول اعترضوا على اﻻسم بحجة انه اسم اجنبي. لكن حينما نجح العمل رجع الي اﻻسم الحالي. العام الماضي احتفلنا بمرور 100 عام على مدارس اﻻحد. لك فكرنا ماذا بعد 100 عام؟ 

لذا فكرنا في وضع رؤية مستقبلية لمدارس اﻻحد والكنيسة عموما. لذلك شكل البابا لجنة لوضع رؤية للعشرين عاما القادمة. 

ابونا ميخائيل عطية واخرون كانوا دينامو فعال، حيث نشر كتاب يطرح رؤيتهم "رؤية مستقبلية". يمكنك قراءة جزء منها هنـــــــــــــا.

يجب ﻻ يكون هدفنا نذهب الى الكنيسة وناخذ بركة ونقضي باقي اليوم. بل يكون هناك رسالة يتم توصيلها للمخدوم. 

فقرة اﻻسئلة:

تعقيب من ا. سامي متري رئيس جمعية "محبي التراث القبطي": 

قديما كان هناك كتاب يضم موضوعات او منهج استرشادي.. وانا ارى دائما ان التغيير القاعدي يدوم بعكس التغيير الفوقي. وطبيعي ان المنهج الذي في لوس انجلس ﻻ يصلح لمخدوم من بني مزار. 

والمسيحية تختلف عن الديانات اﻻخرى في نقطة التغيير. في القداس توجد عبارة "اﻻنسان حينما سقط واردت ان تجدده" وهذا ما يؤكده القديس اثناسيوس في كتابه "تجسد الكلمة". 

المسيحية جاءت لتغير عن طريق صعب، .. المسيح ظل يجول 3 سنوات ثم صلب.. ليتنا نصبر قليلا فالتغيير ات حتما. 

وحاليا توجد فرصة للاضطلاع على مجهودات هذه اللجان. 

كلمة ختامية للدكتور سينوت: 

صحيح ان الدنيا تتطور، لكن ﻻبد ايضا من الرجوع للاصول اﻻولى او الجذور او لتاريخنا وهو ملئ بالتجارب الناجحة: التجربة اﻻولى منهج 1946 وهو نفس العام الذي نشأت فيه كلية او جامعة فؤاد اﻻول. 

ﻻولون اثروا هذا المنهج واعيد اصداره 1948 ، ولو كنا سرنا به لكنا وصلنا الى صورة رائعة في التعليم. كان هذا المنهج يحوي 50 درسا في الترم. وكان يضع ملاحطظات على كيفية تطبيقه – مثل كيف تتطبق هذا المنهج الذي وضع ﻻربع سنوات (اﻻبتدائية) وذلك بان يضم الفصول على بعض بسبب قلة اﻻعداد في الريف. 

وكان التطبيق يناسب البيئات المختلفة. وكان هناك نظام يسمى التوجيه. حيث عينت اللجنة اثنان من الموجهين المتجولين وهما ابونا انطونيوس امين واﻻنبا باخوميوس وهو علماني. وكانوا يشرفون على اﻻداء في القطر كله. وكانوا يرسلون تقارير الى اللجنة المركزية. 

وهناك دليل للخدمة للتوجيه اصدر 2014 وهو هيكل الخدمة – امين عام وامين لمدارس اﻻحد وسكرتارية وامانة الصنوق.. ولو سرنا به لنجحت الخدمة. انا اعرف ان التطبيق ﻻ يحدث في يوم وليلة.
واشكركم كثيرا واسف ان كنت قد اطلت الحديث.

ملحوظة:
هذه هي الصفحة الجديدة الخاصة بانشطة اسرة القديس برنابا الرسول لتواصل اﻻجيال.
للانتقال الى الصفحة القديمة التي تحوي اللقاءات السابقة اضغط هنـــــــــــــــــــــا

الاثنين، 6 مايو 2019

الامور الصغيرة


"لانه من ازدرى بيوم الامور الصغيرة. فتفرح اولئك السبع ويرون الزيج بيد زربابل. انما هي اعين الرب الجائلة في الارض كلها"(زك4: 10).

لعدم وجود مسمار ضاعت الحدوة،
لعدم وجود حدوة ضاع الحصان،
لعدم وجود الحصان ضاع فارسه،
لعدم وجود فارس هُزِموا في المعركة،
لعدم خوض المعركة ضاعت المملكة،
وكل ذلك بسبب الحاجة إلى مسمار حدوة الحصان.

"اعتاد المرء الاعتقاد بأن الأحداث التي غيرت العالم كانت أمورا على شاكلة قنابل مدمرة وسياسيين مهووسين وزلازل مروعة أو هجرات سكانية ضخمة، لكننا أدركنا الآن أنها وجهة نظر قديمة جدا يتمسك بها الناس البعيدون كل البعد عن الفكر الحديث. الأشياء التي تغيّر العالم وفقا لنظرية الفوضى هي الأشياء الصغيرة. فراشة ترفرف بجناحيها في الغابة الأمازونية، وينتج على إثرها عاصفة تدمر نصف أوروبا". ~ تيري براتشت ونيل غايمن في رواية "بشائر الخير".

يوجد في الكون طبقا لما يقرره د. هوغ روس عالم فيزياء الفلكية حوالي 35 ثابت في الطبيعة يجب ان يتوفروا لكي تبدأ الحياة وتستمر في الارض.
فلو كان معدل تمدد الكون اقل او اكثر باقل وحدة قياس للطول لما وجدت الحياة على اﻻرض.
لو كانت قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية في العالم اضعف او اقوى ، لما كانت الحياة على اﻻرض ممكنة.
لو لم تكن اﻻرض مائلة على محورها بدرجة 23.5 كما نعرف من علم الفلك، لما كانت الحياة علىى اﻻرض ممكنة.
لو كانت اﻻرض اقرب الى الشمس لكانت اشد حرارة ولو ابتعدت لصارت ابرد مما يمكن للحياة ان توجد.
لو كان القمر اقرب الى اﻻرض لكان المد يغطي قمم الجبال. ولو كان القمر اكبر وفي نفس مكانه لكان المد اقوى واستحالت الحياة على اﻻرض.
حجم اﻻرض كبير بدرجة كافية (لتوليد قوى جاذبية) لتحتفظ بالغلاف الجوي، كما انها صغيرة بدرجة كافية لتفقد معها الغازات الضارة. - جورج باسيليوس في كتابه الحق اللازمني.

السبت، 4 مايو 2019

ظهورات المسيح بعد القيامة

ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

هناك (11) ظهور:
+ الظهور الأول (مت 28) للمريمتين (مريم المجدلية ومريم الأخرى).

+ الظهور الثاني (يو 20) لمريم وهي تبكى عند القبر عندما ظنته أنه البستاني فظهر لها المسيح مخصوص لكي يقول لها لا تبكى وللآسف نحن نبكى حتى الآن على الموتى، المسيح يحب أن نعيش القيامة بالإيمان قبل أن نعيشها بالعيان، كما قال لأرملة نايين لا تبكى، لأنه كان يعرف أنه سيقيمه.

+ الظهور الثالث (لو 24) لتلميذيّ عمواس.

+ الظهور الرابع (يو 20) للتلاميذ العشرة في العلية.

هؤلاء الأربع ظهورات في نفس يوم القيامة.

+ الظهور الخامس (يو 20) للتلاميذ ومعهم توما الأحد الجديد، أول يوم أحد بعد القيامة.

+ الظهور السادس للتلاميذ جميعًا في الجليل. السيد المسيح أصر على أن يُقابل التلاميذ في الجليل، لأن الجليل هو المكان الذي تقابل فيه مع التلاميذ لأول مرة، وكان يريد أن يبدأ مع التلاميذ بداية جديدة وأراد أن يقول لهم هلم ننسى ما مضى الإنكار والخيانة والهروب وهلم نتقابل وكأننا نتقابل لأول مرة شيء رائع.

+ الظهور السابع (يو 21) كان في بحر طبرية صيد 153 سمكه. وفي بحر طبرية كان هناك سبع تلاميذ.

+ الظهور الثامن (يو 21) لبطرس وحده في العتاب "يا سمعان ابن يونا" أتحبني أكثر من هؤلاء؟!"(١كو١٥).

+ الظهور التاسع (1 كو 15) ليعقوب وحده أول رسول شهيد.

+ الظهور العاشر (1 كو 15) لخمسمائة أخ.

+ الظهور الحادي عشر (مت 28) على جبل الصعود.

- هناك ثلاث معجزات صنعها الرب بعد قيامته، وأكد بها ناسوته:
# بقاؤه على الأرض بجسد القيامة أربعين يوم.

# الاحتفاظ بالجراحات في جسد القيامة.

# الأكل مع التلاميذ لأن جسد القيامة لا يأكل.

صفات جسد القيامة:
من واقع حديث معلمنا بولس الرسول (1 كو 15) يظهر جسد القيامة أنه:

- أولًا: نوراني - روحاني - لا يفسد.

- ثانيًا: خالد لا يقوى عليه الموت مرة أخرى يحيا إلى الأبد.

س: لماذا أحتفظ المسيح بآثار الجراحات في جسد القيامة؟

ج: لكي يُستعلن كذبيحة أمام الآب السماوي.

جوديت #٧


الشهادة للمسيح
عندما كانت جوديت تقرا الكتاب المقدس في احد الاجتماعات، نهض احد الجنود بغضب وقال "انتم المبشرين – تجولون في كل مكان بغرض واحد فقط، وهو ان تخدعوا وتضللوا الناس بانجيلكم. نن نعرفكم جيدا ايها المبشرون. لقد حان وقت قطع رؤوسكم، وهو ما سيحدث بالتاكيد قريبا. اين كنتم قبلا؟ اريد ان اعرف. لماذا لمتكلموا الراسماليين عندما كانوا يقمعون ويذلون العمال المساكين. الان فقط عندما تمردنا عليهم ورفعنا مدافعنا في وجوههم، ظهرتم انتم لتخيفوننا بعذاب الجحيم،وتخبروننا عن خطيتنا وعن محبة مسيحكم" ثم اضاف وهو يلوح بسيفه مهددا "هنا.. بهذا.. ستعرفون محبتنا لكم. انظروا هنا. هذا هو افضل تعبير عن محبتنا لكم ولامثالكم"
ثم استمر يتكلم بهياج"ان وجوهكم تشهد ان الشمس الحارة في الحقول لم تلوح وجوهكم كما لوحتنا، ولا تنسمت انوفكم الهواء اللاذع الترابي في المصانه. ولكن في الاغلب قضيتم اعمارك في عش مترف. والان حيث اننا دمرنا هذا العش الدافي، طارت عصافيركم تستجدي محبتنا. اننا سنريكم وسنرى مسيك محبتنا لكم".
ثم صرّ على اسنانه والتفت الى المستمعين وقال "هل ما زال هناك بلهاء يريدون ان يستمعوا الى قراءتها منذ الانجيل – كتاب الخرافات والبدع؟ بل والبعض يبكون كالعجائز المخبولات!. 
ثم اشار الى وجه جوديت مقربا طرف سيفه اللامع الى وجهها "فقط انظروا الى وجهها. انها حتى ليست روسية انها في الاغلب يهودية. هه. هه!.. انها تقرا من كتابها اليهودي ان اليهود صلبوا المسيح. وهي – اليهودية – تبشر بذات المسيح لكم مقدمة اياه على انه الله. اليس هذا مضحكا؟ يكفي هذا الان. انها يجب ان تطرد من هنا. لا.. افضل شئ واطرف شئ ان نشنقها.
لم تنبس جوديت بكلمة، بل كانت تنظر للاخرين بحب وشفقةوكتابا مفتوح في يديها. بعد ان انهى كلماته بدات تقول "لقد قال صديقنا عني امورا صحيحة. انا يهودية ، ولم اعمل طوال حياتي في مزرعة او في مصنع بل عشت حياة مترفة. كل هذا صحيح. الا انه اخطا في امور اخرى. ليس رغبتي ي خداع الناس هو ما جعلني اترك بيتي. السبب الوحيد لمجئ هنا هو محبتي لمخلصي الرب يسوع المسيح.
منذ طفولتي تعلمت نفس الامور التي قالها صديقنا وهي ان يسوع كان شخصا محتالا ومخادع، وان الانجيل مجموعة من الخرافات. ولقد صدقت هذا وعشت كما يعيش باقي الناس حولي. لكن شكرا لفاديّ فقد منحني فرصة لحضور اجتماع كهذا، وكانت كلمة الله تقرا وتشرح فيه. وهناك امنت بان يسوع هو المسيح المخلص ابن الله.
ان الخطية هي التي قسمت الناس الى اغنياء وفقراء ، الى يهود وصينيين والمان وانجليز.. اصبح الناس يبغضون بعضهم ويقتلون بعضهم .. اما المسيح فقد جاء ليوحد الكل في امة واحدة وشعب واحد.
لقد عرفت من الانجيل ان كل البشر اخوة، واننا يجب ان نحب بعضنا ولا نعادي احدا.
غير ان الشيطان لم يكن عاطلا، فبينما هي تتكلم ازداد غضب الرجل فخبط بسيفهعلى الارض، ونظر الى جوديت نظرة مرعبة. ثم انصرف وقد صفق الباب خلفه بشدة وهو يلعن.
مرت الايام يوما بعد يوم. كان كل شئ في الطبيعة جافا وكئباكما لو ان ظلال الموت انتشرت وغطت كل شئ. لكن بدا ان جوديت لم تلاحظ هذا، كانت مستغرقة جدا في واجباتها نحو تمريض المرضى ومواساة المحزونين، راغبة ان تاتي بنفوس كثيرة من الهلاك الى الراحة الحقيقية في المسيح. بالنسبة لها، كان كل شئ زاهيا وجميلا، وبدا كما لو ان كل شئ قد اضاء بنور سماوي. اينما حلت كانت تعكس نورا سماويا ويتألق وجهها ببشارة الفرح والخلاص.
في احد مؤتمرات الاشرار قرروا سرا ان يقتلوا كل من يذكرهم بخطاياهم ودينونة الله. وقرروا ان يلاشوا من طريقهم النور الذي يهدد الظلام الذين يعيشون فيه
بعد ايام قليلة تحققت خطتهم الشيطانية.
مع شروق شمس احد ايام الخريف كان رجل يمشي منفردا عبر الحقول المزروعة بقمح الشتاء. كان واضحا انه ينتقل من قرية قاصدا قرية اخرى. كان واضحا ان هذا الرجل يحاول ان يختفي عن الاعين او على الاقل ان يموه طريقه. كانت تصدر عن صدره اهات عميقة، وبين الفينة والاخرى يرفع عينين حزينتين في مرارة الى السماء.
والان قد وصل الى اخر تلة وبدا ينحدر الى الوادي حيث تنتشر بيوت قرية "اندريفيكا". وقف الرجل دقيقة او اثنتين ينظر حوله بحرص. اخيرا استدار الى اليسار واخذ طريقه بين الحدائق والبساتين المهملة خلف البيوت. 
عندما وصل تقريبا الى الطرف الاخر من القرية، شى بتردد الى بيدر قديم مهجور، كان يستخدم قبلا كمخزن للتبن وعلف الحيوانات. علت وجه الرجل صفرة الموت وعض على شفتيهوارتعد كل كيانه ارتعادا عظيما، وبايدي مرتعشة فتح المزلاج وهو يصر صريرا عاليا بسبب مفصلاته الصدئة، ثم دخل واغلق الباب خلفه. وما ان خطا خطوات قليلة بالداخل حتى عاد الى الخلف وفتح الباب قليلا ليسمح لبعض الضوء بالدخول. عندما استدار راى امامه منظرا جعل الدم يتجمد في عروقه.. على بعد ياردة او اثنتين كان هناك جسد فتاة ميتة شوهته السيوف الغادرة. لقد كان واضحا ان الشهيدة كانت فتاة قتلت اثناء جثوها على ركبتيها تصلي ولفظت انفاسها الاخيرة وهي بهذا الوضع. كانت يدها اليسرى تمسك بالكتاب المقدس وتضمه الى صدرها . كان الكتاب مشبعا بدمها.
وصعدت منه انة:
"جوديت.. ايتها المسكينة.. هنا وجدت نهاية حياتك.. انت سعيدة الان لانك معه، مع ذاك الذي عشت لاجله، وخدمت الاخرين حبا به. من يدري ربما تاتي نهايتي انا ايضا قريبا. ربما يتبعك الجد سريعا".
وبنظرة اخيرة طويلة وحزينة الى جسد جوديت غادر المكان مكسور القلب. ذهبت جوديت الى بيتها الابدي. ماتت وهي تصلي لاجل قاتليها.
**
في اليوم السابق لاستشهادها، وبعد حضورها اجتماع للصلاة- ودعت جوديت جدها وباقي المرسلين ومضت الى القرية المجاورة.
هناك بدات عملها المعتاد اليومي بزيارة المرضى والشهادة للرب بالقول والعمل. وحوالي الساعة 4 ظهرا تجمع عدد كبير من القرويين في احد البيوت يستمعون اليها وهي تقرا لهم فصل من اﻻنجبل.
كانت تتكلم عن مخلصها بكل حمسة ومحبة. وكان كل الحاضرين يصغون في شغف. فجاة حدث هرج ومرج ودخل عدد من الجنود المسلحين. وبمجرد دخولهم كان واضحا انهم جاءوا لينفذوا مخططهم اﻻجراني.
وصرخ احدهم:
اخرجوا من هنا.
ثم اضاف وهو يشهر الى جوديت سيفه:
نحن نريدها هي فقط.
وجذب اخر سيفه الذي عكس اشعة الشمس وتقدم نحو جوديت.
غادر المجتمعون، كل يجري الى بيته في هلع شديد. كانوا قد شاهدوا مذابح من قبل .. بعد وقت قليل كانت جوديت تقف وحدها وسط هؤﻻء اﻻشرار كحمل وديع وسط ذئاب تهم بافتراسه.
سالها الرجل الواقف الى جوارها بوحشية:
من انت؟ ومن ارسلك لتنشري هذا اﻻفيون بين الناس؟
وقفت جوديت هادئة. وبعد دقيقة صمت اجابت:
من انا؟ .. ﻻ حاجة لي ان اخبركم فانتم تعرفوني من زمن. ولكنني على اية حال ساخبركم مرة اخرى. انا يهودية امنت بالرب يسوع واصبحت تلميذته، وهو ارسلني لكل الناس، وكم ايضا، لكي اخبركم انه مات من اجلكم. انه يحبكم ويريد ان يخلصكم.
صاح الضابط:
سينكو.. اعط اوامرك لسيفك ليخرس هذا اللسان الذي ﻻ يتوقف عن الهراء.
سقطت جوديت على ركبتها وهي تصلي:
انا قادمة اليك يا ربي. ارجوك ان تغفر لهؤﻻ اﻻثمة.
بينما كانت تنطق باخر كلماتها على اﻻرض، لمعت السيوف البارقة التي لوح بها الجنود وهي تحدث صفيرا في الهواء.
تبادل القتلة النظرات وهم يرون الدم القاني يتفجر من جسدها ، وخرجوا مغادرين.
كانت صلاتها وسلامها صاعقا لهؤﻻء الرجال قساة القلوب. لقد استيقظ ضميرهم الميت وتكلم اليهم مرة اخرى.
خلال المساء تناقلت اﻻخبار الماساوية عن اغتيال خادمة الرب جوديت. بعد الغسق خرج الجد ليشق طريقه الى تلك القرية ليرى ما اذا كانت اﻻشاعات صحيحة ام ﻻ.