الاثنين، 31 ديسمبر 2018

يسوع يفضل الفقراء


يسوع يفضل الفقراء والمحتقرين (لو5: 12- 15 و 7: 34)
بينما يوحنا المعمدان يصوم ويحث على الامانة الذين ياتون اليه، يسير يسوع امام الاثمة ويشاركهم ولائمهم الى حد انه يتهم بانه "اكون وشريب خمر" مثلهم. يخيل الينا يسوع يقلب الدنيا راسا على عقب.
فاض قلب يسوع بشفقة غير محدودة نحو التعساء والمهملين والمنبوذين والذين لا يحسب لهم حساب اراد ان يشاطرهم المعاناة فاختلط بهم واهتم به دون ان يبالي بالشخصيات التي لها مكان الصدارة.
اتفق ان كان يسوع في احد الايام خارجا من كفرناحوم. فصرخ فيه شخص: "احترس يا يسوع/ اننا نسمع جرس ابرص.. فلنبتعج عن هنا بسرعة"
ولكن الابرص كان يقترب.
اليك عنا.. لعنة الله عليك.. لابد ان تبقى عن بعد . لا تلمسه يا يسوع فهو معد.. نجس. ولكن الابرص يرتمي عند قدمي يسوع.
يا يسوع. ان شئت فانت قادر ان تبرئني.
اذن بما انك تضع كل ثقتك فيّ ها انت قد برئت.
وبينما الكسكين يشعر انه شفى. يقيمه يسوع ويقول:
الان اذهب واعمل الاجراءات اللازمة لدى الكاهن المسؤل. شهادة لهم.
في عقلية الشعب كانت الامراض والعاهات وازمات الصرع او الجنون تصدر من ارواح شريرة تسكن في البشر، وبالتالي يظن الناس ان بهؤلاء البشر مسا من الشيكان. ومن هنا اتت الكلمة "ممسوس". ولكن لماذا كانت الارواح تاتي لتسكن هؤلاء المساكين؟ .. كان الظن السائد انه: على اثر خطايا ارتكبوها اما عمدا او بدون قصد. لانهم يجهلون القوانين الدينية. وان لم يكونوا مذنبين شخصيا، فخطاهم ات من احد اقاربهم/ من جد ارتكب ذنبا يتحملون هم عاقبته وعقابه.. ولكن يسوع يجيب دائما عمن يطرح عليه السؤال "اهذا اخطا ام ابواه حتى ولد اعمى؟ لا علاقة بين حالتهم وخطاياهم. ليس هذا ثمنا يدفع له مقابل ذنب.
من السهل ان نفهم شعور جميع هؤلاء المرضى وانتهى الامر بانهم ظنوا ان الله نبذهم كما نبذهم البشر. فيياسوا من ان يحظوا بصداقة الله او ان يسجلوا في "سفره". لانه لابد لهم ان يخضعوا لشعائر تطهير لا نهاية لها، معقدة وباهظة التكاليف الى حد انهم يعرضون عنها.
ولكن يسوع لا يتردد في ان يخالط هذه الطبقات . ولكن هل اقتصر اهتمام يسوع على هؤلاء المحتقرين واسقط من حسابه طبقات الناس المتعلمين وذوي المكانة الاجتمماعية؟ لا .. ابدا.. لان كل شخص يهمه ، فهو جاء من اجل الجميع.
ان يسوع اغلب خطبه الى علية القوم. فكل الطقوس والشرائع التي يفرضها عليهم حماة الشرائع الدينية والتي يئنون تحت ثقلها وكانها حمل لا يطاق يرونها تهتز وتتزعزع وهكذا ينفجر فرحهم ويفيض من كل جهة. من المحال ان يكونوا حزانى مع يسوع لانهم في وقت عرس. وكما قال يسوع: هل الصوم او لبس الحداد يليق عندما يكون الشخص بصحبة العريس؟ ان يسوع يعلن زمنا جديدا، ونظاما اجتماعيا جديدا حيث الجميع يجدون كرامتهم الانسانية وحيث الخطاة يستردون صداقتهم مع الله. حقا ان ملكوت الله قريب.ج

جابي الضرائب

عشار يترك دفاتره ودرج امواله ليتبع يسوع
(مت9: 9-13)
ان اهم موضوع يتداوله الناس في كفرناحوم هو الحديث عن يسوع.. وذلك حتى في مكتب الجمارك في المرفأ . البحيرة طريق تجاري للبضائع وفي نفس الوقت كانت حدا بين عدة اقاليم مستقلة. الملك هيرودس انتيباس في الجليل اقام نوعا من الضريبة على المرور والبضائع. يحصّله العشارون سواءا لصالح جيش الاحتلال او للحكام المحليين. واخذوا هذه التسمية ن نسبة العشر التي يطالبون بها. وبما انهم يعملون بالمقاولة وبصفتهم احرارا في تحديد الرسوم فمهنتهم منبع للظلك: غش ومحاباة وجبايات غير قانونية..
هذا اليوم في مكتب الجمرك كان متى العشار سارح الفكر امام دفاتره بماذا تحلم الان؟
افكر في يسوع هذا الذي تعلقت به قلوب الجماهير. انه يهزني. اشعر انه يجذبني.
دعني اضحك. انت؟ العشار الذي يعمل مع قوة المحتل. انت صاحب الكيف الذي يسارع الى الحفلات والنساء! لا يمكنك ان تثير اهتمامه بل لعله يلعنك لعنا.
انت في الغالب على حق.. ومع ذلك! ولكني اراه اتيا الى هنا..
في الواقع، كان يسوع مارا من هناك في ذلك اليوم امام مكتب الجباية وكان متى جالسا امام مكتبه.
سلام لك يا متى!.. فكرت فيك..
لم ينظر يسوع الى مهنة العشار المذمومة والمكروهة ولا مسيرته الماضية بل ينظر الى الرجل في صميم قلبه. وبما انه يجده متاهبا للخدمة مستعدا للتجديد فانه يقبله ويطلب اليه ان يبتبعه.
هل ترغب في ان تصبح احد تلاميذي؟
من؟ انا؟ هل هذا ممكن؟
تلاقت نظراتهما .. وبغتة قال متى:
"يا يسوع / قد قررت.. انا ذاهب معك".
قد وجد "اللؤلؤة الثمينة" التي تكلم عنها يسوع .. ها هي حياة جديدة تعرض عليه ولن يفوّت الفرصة. بما ان النبي يقبله هو العشار سئ السمعة .. سيترك كل شئ.
ولكنه لا يبنكر اصل حياته ولا يقطع اواصر معها/ لانه اعتزم بلا شك الرجوع يوما حاملا اليها رسالته. واقام مادبة عظيمة ليعلن لكل اصدقائه العشارين انه قرر ان يتبع يسوع. بل اراد بهذه الوليمة ان يقدم لهم يسوع.يا اصدقائي ابشركم بخبر عظيم! .. ساذهب مع يسوع. هل يدهشكم هذا؟ انها الحقيقة. اودع حياتي القديمة واحتفل بتبعيتي ليسوع.
اقيمت الوليمة في الهواء الطلق على مراى من كل الحي: الامر الذي اثار في المدينة استنكار كثيرين من الناس. وكان الفريسيون المدعون القداسة واستقامة الراي ساخطين.. ماذا؟ يسوع هذا الذي يدعي انه رجل الله، ها هو جالس الى المائدة مع العشارين والمرتشين واللصوص.
اترون هذا؟ ها هو رجل يدعي  انه مرسل من الله ويصاحب العشارين والخطاة!
التفت اليهم يسوع:
"هل يدهشكم تصرفي؟ انتم لا تفهمون شيئا.. على الطبيب ان يكون بين المرضى .. اذهبوا الى القائل في الكتب المقدسة "افضل ان اراكم يقول الرب، تمارسون الرحمة والطيبة والغفران، على ان تاتوا الى الهيكل حاملين ذبائحكم" ما فائدة صلواتكم وطقوسكم ان لم يكن في قلوبكم محبة؟
وازيد على ذلك:
لا تحتقروا احدا: قد يدككم العشارون والخطاة على طريق ملكوت السموات.
يسوع لا يقطع الامل ن احد ولا يياس من المجتمع: لا تمسه نجاسة من مخالطته اياهم بل بالعكس هم الذين يطهرون من شرهم بعشرته.

صيادو الناس

صيادون للبشر
(لو5: 1-11)
بعد نهاية الحديث قال يسوع لسمعان: ابعد الى العمق والق شباككم للصيد.
سافعل فقط لانك انت يا يسوع الذي تامرني بذلك. لغيرك لن اطيع ابدا..
وبعد ساعة من الزمن امر سمعان ان يسحب الشبكة الكبيرة التي كانت مبسوطة بينن المركبين. ففعل. وسريعات ظهرت السمكات الاولى.
هذا لا يصدق!.. يا له من صيد! .. الشبكة على وشك التمزق تحت ثقل السمك الكثير والكبير..
فهم بطرس انه حدث الساعة شئ عجيب مع يسوع فارتمى عند قدميه قائلا:
"اخرج من سفينتي يا رب/ اني رجل خاطئ. انا شرير جدا وغير مستحق البتة ان احيا بالقرب منك".
هدئ روعك يا بطرس .. من الان سوف تصطاد ليس سمكا بل بشرا..
بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا قرروا ان يلقوا نظرة اخيرة على مراكبهم وشباكههم . يتركون كل شئ ويلقون على زبدي مهمة تكملة المشروع مع الاجراء. من الان سوف يتبعون يسوع بدون رجوع الى الوراء.
ان مياه البحيرة تمثل ميدان لقوى الشر ومان سحبهم للسمك بعيدا عن هذه القوى هو تحقيق لخلاص الكثيرين.
هذه الانطلاقة هل تمت فورا او على مراحل.. ان معارفهم لا يزالون يرونهم من حين لاخر يستعملون مراكبهم. ولكن هذا بهدف عبور البحيرة ليس الا. المؤكد هو انهم اعرضوا جديا عن مهنتهم الموروثة من اجدادهم وتبعوا يسوع.

الاستعداد القلبي

الاستعداد الحقيقي هو استعداد القلب
(مت13: 1-23)
تابع يسوع حديثه:
"انتم الذين تسمعونني مدعوون لتحيوا ملكوت الله. ولكن عبثا احاول ان انشر كلمة الله، مثل الزارع الذي يرمي بذوره. ان لم تكن قلوبكم مستعدة سوف يكون عملى بلا جدوى.
انتم احرار ان تلبوا دعوتي اولا. ولكن لا تبحثوا عن اعذار كاذبة لتتهربوا من دعوة ملكوت الله. مثلما فعل المدعوون في قصة وليمة العرس: قال اول المدعوين اني اشتريت حقلا وعلى اليوم ان اتسلمه. والثاني تذرع بانه اشترى خمسة ازواج من البقر وهو يريد ان يتفحصها. والثالث قال انا تزوجت حديثا وانا مشغول باسفاري مع زوجتي ارجو ان تتفهم موقفي.
فهم الداعي سبب رفضهم وقال:
"انها مسالة حسد. ان هؤلاء الاعيان يكرهونني وبرفضهم دعوتي في اخر لحظة يريدون فشل العرس ليسخروا مني ولكنهم على خطا لانني عالم الان بما ساعمل..
ثم توجه الى خدمه قائلا: "اذهبوا الى شوارع الدينة والساحات وادعو كل من تجدونه: اريد ان تملا ردهة العرس.. اما المدعوون الاوائل فاذا رجعوا عن رايهم وقرروا المجئ فلا احد منهم سيذوق عشائي".
اتك يسوع وعظته وسط حماس الجموع. وسمع احدهم يقول: انه حقا النبي الذي ننتظره.

مجتمع جديد

مجتمع جديد: ملكوت الله
(لو5: 1-3 و مت13: 44-46 و 13: 31- 33)
في اواخر الضحى راى الصيادون يسوع اتيا وكان بدوره قد حضر ليعرف اخبار هذه الليلة لانه يهتم بمهنة تلاميذه الاول.
ولكن جمعا من اهل كفرناحوم كانوا يتبعونه تواقين الى رؤيته وسماعه.. بعضهم تاركين سيقانهم مسترخية على شط البحيرة.. كلهم ينتظرون في هدوء.
لاحظ يسوع هذا، فقال لسمعان:
"يا بطرس! دعني اطلع على المركب وابعده قليلا حتى اكلم هذع الشعب المتجمع على الشاطئ".
"يا اهل كفرناحوم وكل الجليل اعلن لكم مجئ ملكوت الله.
وذلك مثل قصة هذا الفلاح الذي يحرث حقلا ووجد كنزا – جرة تحوي قطعا من الذهب. اخفوها هنا اثناء احدى الحروب. كان هذا الكنز ضائعا. ذهب الرجل الى السوق وباع كل ما يملكه : ثوره ومحراثه والاته.. وبهذا المبلغ توجه الى موثق العقود واشترى رقعة الحقل. ثم اخرج الكنز من الارض وهو يقول: اه كم انا سعيد.. انتهى بؤسي منذ الان. وها انا ابدا حياة جديدة".
وايضا مثل قصة هذا الصائغ الذي يتاجر بلالئ ثمينة. وهو مجتاز السوق لمح على طاولة بائع عاديات (اشياء اثرية) لؤلؤة في غاية الجمال بانعكاسات ضوئية بديعة للغاية. هذه اللؤلؤة تفوق كل مجوهرات اجمل مجموعاته. لم يتردد. باع كل ما لديه من لالئ حتى يشتري "لؤلؤة حياته".
هكذا من وجد ملكوت الله قد اكتشف الكنز الحقيقي، اللؤلؤة الثمينة الحقيقية. وبموجب ذلك تكون حياته قد تغيرت جذريا.
ولكن ما هو ملكوت الله هذا بالضبط؟
في زمن يسوع كان "ملكوت الله" يعبر عن كل اماني الشعب ورجائه في حياة سعيدة يسودها البر في ظل سلطان المسيح على الكل.
كان الجليليون وكل اليهود خاصة في الطبقات الشعبية بائسين. الانسان ذئب للانسان. اقلية من اصحاب القوة والسلطة تستغل نفوذها وتتسلط على على غيرها من الفقراء والضعفاء. ليس الا امل واحد يجعل قلوب المساكين والمحرومين تخفق، هو ان الله ذاته ياتي ويعيش الجميع في ظل سلطانه. انظمة حاكمة تعاقبت وبالرغم من اجمل الوعود وبرامج الاصلاح الا انه بسبب الخطية في قلب الانسان جعلت العالم دغلا حقيقيا حيث الانانية والمصلحة ومحبة المال والطمع والشراسة والانتقام والكذب والرياء ..
قصارى القول ان "ملكوت الله" الذي يعلن عنه يسوع ويشبهه بكنز وبلؤلؤة هو تحقيق هذه الرغبة التي تخالج فكر البشر في جميع العصور والبلاد حيث لا دموع ولا حروب .. بل يحيا الجميع اخوة متحابين.
يفترض هذا التغيير تجديد القلوب وتغيير المجتمع ليتماشى مع ارادة الله الصالحة.
لا يكتفي يسوع باعلانه بل شرع في تحقيقه. وفي الواقع ان بتعاليمه ومعجزانه يبرهن ان ملكوت الله قد اكبر فعلا. فالعمى يبصرون والبرص يطهرون والفقراء يقنعون ان مصيرهم يتغير..
بالاختصار ملكوت الله تحقق في شخص يسوع ذاته.
استطرد يسوع يقول مخاطبا الجموع:
"ان ملكوت الله اقبل ولا يمكنه ان يقف. ان له حيوية عجيبة. مثل حبة الخردل الصغيرة. ولكنها تعطي اعلى اشجار الفواكه.. هكذا سوف يستظل اناس كثيرون بظل الملكوت من كل الافاق.
ان ملكوت الله يبرهن على قوة دافعة لا تقهر. انه خميرة قادرة على ن تخمر العجين كله. اناشدكن انتن يا مدبرات البيوت اللواتي تستعملنه. امراة تستعمل 3 اكيال من الدقيق (اي 120 لترا) غير انها لا تحتاج سوى حفنة قليلة من الخمير لهذه الكمية الكبيرة من الدقيق.

في الجليل

ي بلد الامم، الجليل
(يو1: 29- 50)
في غد اليوم الذي اعتمد فيه يسوع من يوحنا، راى يوحنا يسوع اتيا نحوه.
فقال لاثنين من تلاميذه: "انظرا. انريا هذا الرجل.. هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم. اؤكد لطم ان هذا الرجل هو المسيح".
ولم يكن في حاجة لاكثر من ذلك. ففي الحال اخذا تلميذا يوحنا المعمدان يتبعا يسوع. بشئ من الهيبة في بداية الامر، ولكنهما فخوران ايضا. لانهما كانا الاولين الذين عرفا المسيح. ما اشد ما كان احترامهما في سيرهما وراءه، عن بعد. هل سيثيران انتباه هذا الشخص الكجهول الكطتنف بالاسرار؟ .. هما فردان بسيكان من الشعب، ومن لياسهما تفوح رائحة السمك. لا يجرؤان من تلقاء نفسيهما على الاقتراب منه.
فالتفت يسوع وراءه فراهما يتبعانه.
"ماذا تريدان؟"
وفي ارتباكهما تمتما:
"يا معلم، اين تقيم؟.. نود ان نتحدث معك"
"هلم فانظرا!"
وكانت السابعة الرابعة بعد الظهر تقؤيبا. فمشيا مع يسوع وقضيا المساء معه.
لنتخيل قليلا الحديث! يقدم يسوع ذاته: هو صانع من ناصرة الجليل.. هما الاثنان من بيت صيدا على شاطئ بحيرة الجليل.. يتكلم يسوع معهما..
تحمس اندراوس لما سمع وراى . فذهب على الفور يبلغ اخاه سمعان.
"يوحنا دلنا على المسيح.. وقد امضينا بضع ساعات معه. لابد لك ان تتعرف عليه.. هلم اصحبك اليه.
ذهب سمعان للقاء يسوع يسوع، وكان يسوع خبيرا في معرفة الرجال، فتامله جيدا ووضع يده على كتفيه وقال له:
"انت سمان بن يونا. من اليوم ستدعى كيفا اي صخرة لاني اود ان يكون ايمانك صلبا كالصخر".
ان تغيير اسم شخص الى اسم اخر يعبر عن توجها جديدا في الحياة.
وسمعان الذي يراس مجموعة صغيرة من الصيادين فخور جدا بهذه الثقة: قد يعتبر هذا التغيير ترقية: ان افقا جديدا يفتح له، كانه يقود مركبه الى عرض المحيط لا الى البحيرة.
وازمع يسوع ان يترك ناحية الاردن ليذهب الى الجليل. على الطريق اندراوس ويوحنا وسمعان يلاقون شخصا يدعى فيلبس. بقليل من الكلام يطلعونه على اختبارهم وانهم قرروا ان يتبعوا يسوع.
اننا نقدم لك فيلبس الذي من بيت صيدا مثلنا.
لبى فيلبس دعوة يسوع.
وبدوره فكر فيلبس ان له صديقا حميما يدعى برثلوماؤس (نثنائيل) فاسرع فيلبس لياتي به ووجده تحت تينة لعله سمح لنفسه بساعة قيلولة وقت الحر الشديد.
يا صاح، تخيل! .. قد جاء المسيح. قابلناه..
انتصب نثنائيل واقفا:
من؟ .. المسيح الذي ينتظره الجميع وتحدث عنه موسى والانبياء.. هل هذا ممكن؟ .. من هو ؟ واين يقيم؟..
هو يسوع الذي من الناصرة.
عندئذ انفجر نثنائيل بضحكة رنانة:
"يا لها من قصة مضحكة!.. انت ساذج يا صديقي فيلبس!.. المسيح من هذه البلدة الحقيرة.. ايخرج من الناصرة شئ صالح؟
الواقع ان نثنائيل يسكن قانا في ضواحي الناصرة، ويعرف سمعة اهل هذه القرية: انهم نمامون كثيرو العراك والنزاع.
ولكن قليبس يلح:
هلم فانظر .. سوف تتحقق بنفسك..
اذن هلم نذهب حتى نرى مسيحك المشهور.. انها فرصة لنتسلى.
عندما راى يسوع نثنائيل مقبلا قال بابتسامة عريضة مرحبا:
هذا على الاقل انسان صريح لا نفاق فيه. يقول بلا خوف ما يفكر فيه في قرارة قلبه.. هذا اسرائيلي حق!..
ولكن كيف امكنك ان تعرف من انا؟
كنت تحت تينة عندما ذهب فيلبس لياتي بك الى هنا! رايتك وسمعت رايك في سكان الناصرة.
هذا عجيب! .. ان يرى ويسمع هكذا عن بعد!.. انت حقا المسيح المنتظر، وغدا تكون ملك اسرائيل..
اامنت بذلك لاني قلت لك "انني رايتك تحت التينة؟".. سترى اعظم من هذا. فلم تنتهى المفاجات بعد.
الان رفاق يسوع الجدد على يقين انهم وجدوا المسيح.. رجل الله الذي يرى عن بعد ويقرا ما في قلب كل شخص.. ولكن متى سيتراس حركة الثورة لطرد الرومان؟ هو لا يتكلم عن هذا.. الامر لم ينضج بعد.
نثنائيل من قانا. في هذه الايام يقام عرس في قانا.

خمر جديدة

خمر جديدة:
(يو2: 1-12)
لا شك ان عرسا في قرية حدث كبير! عشية العرس، صحب موكب المشاعل الزوجة مزينة الى منزل عريسها وبدات حفلات الابتهاج. وقد يدوم هذا اسبوعا تتوقف خلاله القرية عن عملها. ان الرجل الشعبي نادرا ما يرفّه عن نفسه. ولكن يوم زواجه هو اليوم الذي لا ينسى من ايام حياته. ويقوم فيه بدور الرجل الغني. انه عادة يكتفي بوجبة بسيطة كل يوم: قليل من خبز الشعير مع التين او البيض المسلوق او صغار السمك، اما اللحم فيؤكل في ايام الاعياد فقط. اما عند زواجه يريد ان يكثر كل شئ ويفيض. ارسلت الدعوات للعرس. مريم ام يسوع من بين المدعوين.
يسوع وتلاميذه يصلون الى قانا ثالث او رابع يوم من ايام العرس. رغم ان مريم سعيدة جدا لمجئ ابنها، لا تنس مع ذلك تفاصيل الخدمة. تستشف لهم حال العرس. هي على علم. تعرف ان المؤن قد نفذت. فيمكنها ان تقترب من ابنها وتسر اليه بكلمة:
"لم تبق لهم خمر" وقد ينتهي الحفل بكابة.
اجاب يسوع "لا دخل لنا في ذلك. في الواقع لم تات ساعتي بعد؟" الساعة التي اكشف فيها عن حقيقتي واباشر رسالتي.
رجعت مريم الى المطبخ.. هي على يقين ان يسوع سيخلصهم من ورطتهم.. كيف؟ هذا سره.
تحويل الماء الى خمر علامة تنطق بكثير.. هو اعلان عن تغيير العالم الى افضل.. هو بدء العصر الذهبي الذي يفتتحه المسيح. يسوع هو حقا المسيح الذي ننتظره. يسوع لا يطيل المقام هنا: يريد ان يتوجه الى كفرناحوم المدينة الكبيرة على شاطئ بحر الجليل.

في كفرناحوم

في كفرناحوم
(مر1: 16- 38)
سوف يمكث يسوع طويلا على ضفاف بحيرة الجليل ويجعل من كفرناحوم مركز اشعاعه.
يقول يوحنا:
تملك فرقتنا مركبين للصيد: مركب يخص سمعان والاخر يملكه ابي زبدي.. اني اقدم لك اخي يعقوب، هو ايضا صياد.
اذن نويت ان اجعل فرقة الصيادين التي تكونونها تلاميذي الاوائل.
وهنا قال بطرس :
يا يسوع ادعوك ان تجئ الى بيتي. سوف تشعر انك في بيتك.
ما ان دخل البيت دنا يسوع من حماة بطرس التي كانت محمومة وبمجرد لمسه اياها تركتها الحمى.
حل يوم السبت واتجه يسوع الى المجمع مع تلاميذه.
بغتة وسط مجمع الصلاة وجد رجل كان جالسا بهدوء الى هذه اللحظة، اخذ يزار: وقيل حينئذ ان فيه روحا نجسا. اخذ يصيح:
"ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله. جئت لتهلكنا!"
بدأ الذعر ينتاب الحاضرين.. ولكن امام هدوء يسوع ضبطوا جأشهم. فتقدم الرجل متمايلا، العينان محتقنتان بالدم. ارتعشت ابدان الحاضرين من الخوف وامسكوا انفاسهم امام صراع بطلين. احسوا وراء هذين ان قوى مجهولة تتصارع. لمن تكون الغلبة منهما؟
اتجه يسوع الى الروح النجس قائلا:
"اخرس! وامره اخرج من هذا الرجل في الحال".
حل القلق لبضع ثوان.. ثم رأوا الممسوس من الشيطان يتمرغ في التراب في وسط الجماعة بانتفاضة بشعة. وصرخ صرخة حنق ثم بغتة انتهى كل شئ: اطلق الروح النجس فريسته.. نهض الرجل في سكون. سويا ورصينا، كانه لم يحصل شئ.
دهش جكيع الحاضرين.."يا ليسوع هذا من سلكان! ارايتم كيف تكيعه الارواح النجسة!"
في المساء عند غروب الشمس حمل الى يسوع كل انواع المرضى والعاهات وبدون اي علاج كان يسوع ياخذ بيدهم برقة وينهضهم معافين.

اسرة الصيادين

اسرة الصناع
(لو2: 40)
الناصرة قرية صغيرة. يوسف نجار القرية.
الصبي يكبر (لو2 41- 52)
"ومان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح". كان الحج الى اورشليم يدوم حوالي اسبوع وكان عليهم ان يمروا بعدد لا باس به من المحطات. في نهاية الحج بينما يوسف ومريم كانا على طريق العودة، بقى يسوع في اورشليم، مهتما بحلقات الدرس التي تقام في قاعات ملاصقة للاروقة ذات الاعمدة التي تحف بالهيكل، حبث يعطي اشهر الحاخامات محاضرات او يضعون انفسهم تحت تصرف الحجاج لايضاح بعض الامور عن الشريعة الدينية او الاجابة عن بعض الاسئلة التي يثيرها بعض الشبان.
لاحظ الكتبة وعلماء الشريعة ان يسوع يتميز بذكاء نادر. فادهشهم واثار اعجابهم عندما سمعوه يتكلم ويطرح اسئلة ويجيب عن اسئلة بنباهة فائقة وحس ديني عن موضوعات صعبة جدا بالنسبة الى سنه.
غير انه في طريق العودة في المرحلة الاولى، اخذ يوسف ومريم يبحثان عنه بدون جدوى. في مثل هذه الظروف يمر الابوان بوقت من الاوقات القاسية عندما يشعر الوالدان ان ولدهما قد كبر، واصبح يعبر عن رغباته الاولى في التحرر.
ماذا.. ينتهز فرصة حج ليبتعد عن ابويه.. لم يسع مريم الا ان تقول:
"يا بني. لم صنعت بنا ذلك؟ ابوك وانا كنا نبحث عك معذبين ولم يطمئن لنا بال".
اما يسوع فلم يعتذر ولم يطلب المغفرة فقد اعتبر ان له الحق فيما عمله. فجاوبهما باجابة لم يفهماها، فقد قال لهما:
"ولم بحثتما عني، الم تعلما انه يجب ان اكون فيما لابي؟"
هذه العبارة مهمة جدا لانها الاولى التي نعرف انه لفظها.. في حالة يسوع يوجد اب وآب. يوسف ابوه بالتبني ولكن اباه الحقيقي هو الله. والهيكل الذي فيه هو بيت الله بيت ابيه وعلى ابويه ان يفهما انه يخضع لسلطة اخرى غير سلطتهما هي سلطة ابيه السماوي.
ولكن في الناصرة يتصرف يسوع كابن مطيع لابويه.. لقد توفي يوسف في السنوات التالية لاننا لم نسمع عنه بعد ذلك. والان يسوع وحده في دكان النجارة يتابع مهنة النجار القاسية للانفاق على نفسه وامه. الى اليوم الذي علم فيه ان الناس يتحدثون عن يوحنا المعمدان فاغلق دكانه وذهب الى ملاقاته على ضفاف نهر الاردن.

الصيد في البحيرة

الصيد  على البحيرة
كان الفاق متحمسون لنجاح يسوع. لكن الحماس لا يمدهم بما يحتاجون من طعام. عند مساء هذا اليوم انتظر سمعانان تعزف ببوق المدينة نهاية السبت، لان العمل ممنوع حتى هذه الاشارة.
ان بحيرة الجليل – التي هي اصلا فوهة بركان ملاتها مياه الاردن – عمقها 50 مترا على الشواطئ و250 مترا في وسطها.. في بضع فترات السنة عندما تهب ريح من الغرب على شكل اعاصير تسبب عواصف وهياج لها. ان عظمة هذه البحيرة جعل الناس يطلقون عليها لقب بحر.
الاربعة من بيت صيدا. بطرس متزوج ويقيم في كفرناحوم. يعقوب ويوحنا ابنا زبدي من اسرة اكثر يسرا ومن مستوى اجتماعي وعلمي اعلى. من طبع بطرس روح الزعامة والصراحة التامة وهو متهور. اما يوحنا فهو بارع سريع الغضب ولكنه دقيق الملاحظة ورزين. يعقوب اخوه سوف يلقب بالاكبر او الكبير نظرا لطول قامته او لتمييز بينه وبين شخص اخر يدعى يعقوب.
بما ان الصيد موسمي، فصيادو بحيرة الجليل يحظون بوقت فراغ خلال موسم الكساد. لذا فقد امكن للبعض ان يذهبوا لملاقاة يوحنا على ضفاف الاردن.
امضى الاربعة ليلة صيد.
وصباح الغد، سمعت هذه الكلمات بين الصيادين وزبائنهم:
"صباح الخير يا سمعان! ماذا، لا شئ في السلال، هل بعت كل صيدك؟
للاسف لم نحصل على شئ .. بقى السمك في المياه العميقة/ ولابد لنا من تنظيف الشباك.

تأملات في مز 65


يجب ان نقابل نعم الله وعطاياه بالشكر. كان اللاويين في الهيكل في ساعة معينة من الليل يرتلون "ها باركوا الرب يا عبيد الرب القائمين في بيت الرب في الليالي ارفعو ايديكم"(مز34: 1 و 2).
نعم كل اﻻمم تبارك الرب لكن بالاخص في صهيون في كنيسته ومن شعبه. نعم كل اعمال الرب تباركه لكن قديسوه يباركونه بالعبادة الفعلية.
الكنيسة المفدية ترتل ترنيمتها الجديدة على جبل صهيون (رؤ14: 1).
عﻻم نشكر الله؟
يا سامع الصلاة اليك ياتي كل بشر". ﻻنك قادر ان تفعل جدا اكثر مما نطلب او نفتكر"(اف3: 20) ﻻن "بيتي بيت الصﻻة يدعى لجميع اﻻمم".
معاصينا انت تكفر عنها" ﻻنه "من مثلك صافح عن الذنب"(مي7: 18). هذا هو اسمه (حز34: 7) “غافر اﻻثم والمعصية والخطية".
الله يضيفنا في بيته "طوبى لمن اخترته ليسكن في ديارك" لندخل في شركة معه وفي عهد. ولنسكن في بيته "ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم"
لنشبعن من خير بيتك" هنا المرنم ينتقل من ضمير الغائب المفرد الى المتكلم الجمع. ﻻحظ ان بيت الله مملوء من الخيرات والنعم والعزاء والسلام والبركات.. في كل وقت ومجانا.
بمخاوف في العدل تستجيبنا " دائما كانت استجابة الرب لهم بحدوث اشياء عجيبة ومخيفة ﻻيقاظهم ولكنها كانت دائما "في العدل او البر" .. حقا "انت اله محتجب يا اله اسرائيل المخلص"(اش45: 15).
استجابة الله بتبديد اﻻعداء "منذ اﻻزل لم يسمعوا .. لم تر عين الها غيرك يصنع (هكذا) لمن ينتظره"(اش64: 4). حين صنعت مخاوف لم نتوقعها "نزلت تزلزلت الجبال من حضرتك".
متكل كل اقاصي اﻻرض" ليس فقط اليهود بل اﻻمم ايضا. ليس فقط في المدينة المقدسة بل ايضا في انحاء اﻻرض.
دﻻئل قدرة الله:
المثبت الجبال بعزته (بقوته)”
بالغيوث (باﻻمطار الغزيرة) تحللها (ترويها)”.
اثارك تقطر دسما". يجب ان نعرف ان الهنا هو اله الطبيعة ايضا حيث يظهر قوته وليس فقط لعمل العجائب لشعبه.
اسست اﻻض وثيتها" وثبت الجبال بقوته" ولذلك تسمى اﻻكام اﻻبدية (مز119: 90). “نظر فرجفت اﻻمم ودكت اﻻكام الدهرية وخسفت اكام القدم" (حب3: 6) حتى ان عهد الله مع شعبه ثابت اكثر من ثبات الجبال ﻻن "الجبال تزول واﻻكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي ﻻ يتزعزع قال راحمك الرب"(اش54: 10).
يهدئ البحر" البحر وقت العاصف يصدر ضجيجا او عجيجا يضيف عليه رهبة امواجه المتلاطمة (مز107: 29) “يهديهم الى الميناء الذي يريدونه" بهذا اظهر ربنا قوته في معجزة تهدئة البحر. والبحر ايضا تشبيه عن اﻻعداء "لماذا ارتجت اﻻمم"(مز2: 1)
تجعل مطالع الصباح والمساء تبتهج" تعاقب الليل والنهار من ثوابت الطبيعة وهذا دليل على قدرة الله وبالتالي يلقي رعبا في قلب كل سكان اﻻرض "تخاف سكان اﻻقاصي" يخافون من اياتك. وهذا دليل على وجود اله واحد للكون "اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات ، قدرته السرمدية وﻻهوته"(رو2) وهذا مذكور ايضا في خلقة الشمس والقمر "جعلها ايات"(تك1: 14). كانت عظمة هذه اﻻفلاك تغري الناس على عبادتها حتى ان الله يحذر شعبه ".. لئلا ترفع عينك الى الشمس والقمر والنوم وكل جند السماء وتعثر وتسجد لها"(تث4: 19).
2- دليل على صلاح الله وبالتالي عزاءا لنا. ان ارسال الله النور في الصباح واسدال ستار الليل من اجل اﻻنسان كلاهما يفرحان اﻻنسان. كﻻهما حسن في وقته. لا نستطيع ان نقول احدهما افضل. المراقب ينتظر اشراق الصباح وفي الجانب اﻻخر ينتظر اﻻجير هبوط الليل للراحة.
بعض المفسرين يقولون ان "مطالع الصباح..” هي الذبيحة المسائية والصباحية. والترجمة الحرفية (تغني) وليس "تبتهج" ﻻن الذبيحة كانت مصحوبة بترديد المزامير . فلننتبه الى عبادتنا ، هل هي تجلب السرور لنا؟
يروي اﻻرض وجعلتها تفيض (تثمر" لذلك يعتقد ان هذا المزمور كتب عقب موسم حصاد كبير . نصف الطبيعة يعتمد على النصف اﻻخر. اﻻرض ومزروعته تعتمد على السماء وامطارها . لو صارت “السماء نحاسا تصير اﻻرض حديدا"(عد24). “كل عطية صالحة نازلة من فوق" لذلك يجب ان "نرفع اعيننا الى الجبال" بل اكثر نرفعها الى السماء حيث ينبوع البركات ومعطي الخيرات. من اجل ذلك كان الكاهن في تقدمة البكور يرفع حزمة من الحصيد نحو السماء ليشير الى انها نازلة من فوق.
ﻻحظوا كيف يصف البركات!
الله يتعهد اﻻرض" يرسل اليها عنايته. انها زيارة النعمة للانسان التي يجب ان يقابلها الشكر.
الله يرويها فتثمر وهذا يحدث منذ بدء الخليقة "كان ضباب يطلع من اﻻرض ويسقي كل وجه اﻻرض"(تك2: 6). فسواقي الله مﻻنة ماءا".
اثارك تقطر دسما" ينزلم مثل المطر على الجزاز ومثل السيول الجارفة على اﻻرض"0مز72: 6). هكذا يعدها ويجعل اﻻرض طرية في الداخل وهذا يشير الى بركات العام كله ولذلك يقول بعدها:
كللت السنة بجودك" فكما يحيط اﻻكليل بالراس تحيط نعم الله اﻻنسان. وكما ينال اﻻنسان الاكليل في نهاية جهاده هكذا تنتهي مشقات العام وتختم بجود الله على اﻻنسان.
هذه اﻻثار وهذا الدسم "يقطر" فوق مراعي البرية وليس فقط فوق المراعي الماهولة بالسكان بل حتى الصحراء التي ﻻ تجد عناية واهتمام من اﻻنسان الله يرعاها. فصلاح الله نحو الخليقة كلها، وعلينا ان نشكر الله على هذا الخير نحو الطبيعة ﻻنه يعود بالخير علينا نحن.
ليس التلال فقط تفرح بل ترتعد "مالكن ايتها الجبال قد قفزتن مثل الكباش وايتها التلال مثل حملان الغنم"(مز114: 6) من الفرح "تتنطق اﻻكام بالبهجة"
تهئ طعامها تبارك غلتها .. اﻻودية تتعطف (تكتسي) برا (القمح) فيخرج "خبزا للاكل" “المنبت العشب على الجبال والخضرة لخدمة البشر"
ليس هناك فرح يفوق فرح الحصاد "يزرعون بالدموع ويحصدون بالابتهاج. وهكذا ليس عيد يقدم فيه اليهود الشكر مثل عيد الحصاد في نهاية العام (خر23: 16) .