الاثنين، 31 ديسمبر 2018

في الجليل

ي بلد الامم، الجليل
(يو1: 29- 50)
في غد اليوم الذي اعتمد فيه يسوع من يوحنا، راى يوحنا يسوع اتيا نحوه.
فقال لاثنين من تلاميذه: "انظرا. انريا هذا الرجل.. هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم. اؤكد لطم ان هذا الرجل هو المسيح".
ولم يكن في حاجة لاكثر من ذلك. ففي الحال اخذا تلميذا يوحنا المعمدان يتبعا يسوع. بشئ من الهيبة في بداية الامر، ولكنهما فخوران ايضا. لانهما كانا الاولين الذين عرفا المسيح. ما اشد ما كان احترامهما في سيرهما وراءه، عن بعد. هل سيثيران انتباه هذا الشخص الكجهول الكطتنف بالاسرار؟ .. هما فردان بسيكان من الشعب، ومن لياسهما تفوح رائحة السمك. لا يجرؤان من تلقاء نفسيهما على الاقتراب منه.
فالتفت يسوع وراءه فراهما يتبعانه.
"ماذا تريدان؟"
وفي ارتباكهما تمتما:
"يا معلم، اين تقيم؟.. نود ان نتحدث معك"
"هلم فانظرا!"
وكانت السابعة الرابعة بعد الظهر تقؤيبا. فمشيا مع يسوع وقضيا المساء معه.
لنتخيل قليلا الحديث! يقدم يسوع ذاته: هو صانع من ناصرة الجليل.. هما الاثنان من بيت صيدا على شاطئ بحيرة الجليل.. يتكلم يسوع معهما..
تحمس اندراوس لما سمع وراى . فذهب على الفور يبلغ اخاه سمعان.
"يوحنا دلنا على المسيح.. وقد امضينا بضع ساعات معه. لابد لك ان تتعرف عليه.. هلم اصحبك اليه.
ذهب سمعان للقاء يسوع يسوع، وكان يسوع خبيرا في معرفة الرجال، فتامله جيدا ووضع يده على كتفيه وقال له:
"انت سمان بن يونا. من اليوم ستدعى كيفا اي صخرة لاني اود ان يكون ايمانك صلبا كالصخر".
ان تغيير اسم شخص الى اسم اخر يعبر عن توجها جديدا في الحياة.
وسمعان الذي يراس مجموعة صغيرة من الصيادين فخور جدا بهذه الثقة: قد يعتبر هذا التغيير ترقية: ان افقا جديدا يفتح له، كانه يقود مركبه الى عرض المحيط لا الى البحيرة.
وازمع يسوع ان يترك ناحية الاردن ليذهب الى الجليل. على الطريق اندراوس ويوحنا وسمعان يلاقون شخصا يدعى فيلبس. بقليل من الكلام يطلعونه على اختبارهم وانهم قرروا ان يتبعوا يسوع.
اننا نقدم لك فيلبس الذي من بيت صيدا مثلنا.
لبى فيلبس دعوة يسوع.
وبدوره فكر فيلبس ان له صديقا حميما يدعى برثلوماؤس (نثنائيل) فاسرع فيلبس لياتي به ووجده تحت تينة لعله سمح لنفسه بساعة قيلولة وقت الحر الشديد.
يا صاح، تخيل! .. قد جاء المسيح. قابلناه..
انتصب نثنائيل واقفا:
من؟ .. المسيح الذي ينتظره الجميع وتحدث عنه موسى والانبياء.. هل هذا ممكن؟ .. من هو ؟ واين يقيم؟..
هو يسوع الذي من الناصرة.
عندئذ انفجر نثنائيل بضحكة رنانة:
"يا لها من قصة مضحكة!.. انت ساذج يا صديقي فيلبس!.. المسيح من هذه البلدة الحقيرة.. ايخرج من الناصرة شئ صالح؟
الواقع ان نثنائيل يسكن قانا في ضواحي الناصرة، ويعرف سمعة اهل هذه القرية: انهم نمامون كثيرو العراك والنزاع.
ولكن قليبس يلح:
هلم فانظر .. سوف تتحقق بنفسك..
اذن هلم نذهب حتى نرى مسيحك المشهور.. انها فرصة لنتسلى.
عندما راى يسوع نثنائيل مقبلا قال بابتسامة عريضة مرحبا:
هذا على الاقل انسان صريح لا نفاق فيه. يقول بلا خوف ما يفكر فيه في قرارة قلبه.. هذا اسرائيلي حق!..
ولكن كيف امكنك ان تعرف من انا؟
كنت تحت تينة عندما ذهب فيلبس لياتي بك الى هنا! رايتك وسمعت رايك في سكان الناصرة.
هذا عجيب! .. ان يرى ويسمع هكذا عن بعد!.. انت حقا المسيح المنتظر، وغدا تكون ملك اسرائيل..
اامنت بذلك لاني قلت لك "انني رايتك تحت التينة؟".. سترى اعظم من هذا. فلم تنتهى المفاجات بعد.
الان رفاق يسوع الجدد على يقين انهم وجدوا المسيح.. رجل الله الذي يرى عن بعد ويقرا ما في قلب كل شخص.. ولكن متى سيتراس حركة الثورة لطرد الرومان؟ هو لا يتكلم عن هذا.. الامر لم ينضج بعد.
نثنائيل من قانا. في هذه الايام يقام عرس في قانا.