الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

احفظ مصباحك مضاءا


احفظ مصباحك مضاءا، لان العريس سوف يأتي.. في الليلة التي لا تنتظره فيها (مت25: 1-13)
قد يكون بمناسبة الفاجعتين المذكورتين في (لو13: 1-5) قدم يسوع مثل العذارى (وصيفات الشرف) حاملات المشاعل.
لنحسن فهم المثل لابد من ان نعلم كيف كانت تتم مراسم الزواج في زمن يسوع.
كانت الخطوبة الرسمية تعاقدا تاما بين الشاب والشابة، وكانت الشابة بعد الخطوبة تسمى زوجة، رغم انها لا تزال تعيش مع ابويها. ويوم الزواج بعد الخطوبة بسنة، تدخل بطريقة احتفالية بيت زوجها وتشرع في الحياة المشتركة معه.
كانت تقام طقوس الزواج عادة في المساء، تتجه وصيفات الشرف الى منزل الخطيبة لتساعدنها على ان ترتدي ملابسها وتتعطر في انتظار مجئ الزوج باحثا عنها. وقد يتأخر هذا، لانه قد يكون ابواه قد جادلوا طوال اليوم في عقد الزواج الذي يتعهدان فيه ان يقدما هبة مالية او عقارية لابوي الخطيبة، الامر الذي كان يتطلب مساومات طويلة. في هذه الحال، واحيانا في ساعة متأخرة من الليل، كان رسول يسرع الى منزل الخطيبة ليعلن عن وصول الزوج، وكان العريس يتقدم محاطا باصدقائه وعازفي الناي والقيثارة وضاربي الرق. ويحضر ليصطحب زوجته من بيت ابيها. وكانوا ينظمون الموكب ليعبروا القرية على ضوء المشاعل والمصابيح ويصحبوا الزوجين الى منزلهما. على مدخل المنزل كانت تقام طقوس الترحيب ببركة الزواج التي يعطيها ابو الزوج. ثم تقفل الابواب ويشرعون في وليمة العرس التي كانت تستغرق بالفعل كل الليل.
واهم امر في هذا المثل، هو موكب النور الذي كان يصاحب الخطيبين الى منزل الزوجية. كانت عشر وصيفات شرف مكلفات، في ذلك اليوم باضاءة موكب الزواج بمشاعلهن، لكن خمس منهن كن مهملات لم ياخذن معهن زيتا.. لم يفكرن في الغالب الا في الشبان المزمع مقابلتهم، وفي الموسيقى وفي رقصات الحفل. حينما تحققن ان مصابيحهن تنطفئ استعطفن الخمس الاخريات العاقلات ان يعطيهن قليلا من زيتهن. فاجبنهن: "لا محال، لان ما لدينا يكاد يكفينا".
"فلو تقاسمن ما بقى لدينا ما يكفي لنا ولكنّ..."
ذهبن الى التاجر ليشترين زيتا. ولما وصلن وقرعن الباب: "يا معلم افتح لنا". اتى العريس نفسه ليجيبهن. والحال ان في هذه الليلة الاولى من العرس يحذر الناس من الالاعيب المستنكرة التي يعتاد اناس ان يعملوها – بنية حسنة او سيئة – ليتلهوا بها بينما هم يعكرون فرح العريسين. ولذلك فلا تفتح الابواب لاي سبب كان. فكان العريس الجديد مندهشا من ان الوصيفات المتأخرات لم يشتركن في الموكب وخشى ان يدخلن بمزاحهن الثقيل. فرفض ان يفتح الباب وقال "لا اعرفكن.. ولا حتى اريد ان اعرف من انتن!
ان هذا المثل كثير الصور، والمثير هو ان عند يسوع طريقة يذكّر بها انه لا يجوز لنا ان نحيا في اللامبالاة، بل ان نفكر في جدية الوجود. لانه وراء عريس المثل رمزا خافيا، والمقصود هو الله، ووليمة العرس هي صورة فرح الحياة مع الله الى الابد.. لا يكفي ان يكون المرء تلميذا ليسوع لابد ان يحمل مصباحه مضاءا اي يحمل في قلبه شعلة حب له.