الاثنين، 31 ديسمبر 2018

يسوع يفضل الفقراء


يسوع يفضل الفقراء والمحتقرين (لو5: 12- 15 و 7: 34)
بينما يوحنا المعمدان يصوم ويحث على الامانة الذين ياتون اليه، يسير يسوع امام الاثمة ويشاركهم ولائمهم الى حد انه يتهم بانه "اكون وشريب خمر" مثلهم. يخيل الينا يسوع يقلب الدنيا راسا على عقب.
فاض قلب يسوع بشفقة غير محدودة نحو التعساء والمهملين والمنبوذين والذين لا يحسب لهم حساب اراد ان يشاطرهم المعاناة فاختلط بهم واهتم به دون ان يبالي بالشخصيات التي لها مكان الصدارة.
اتفق ان كان يسوع في احد الايام خارجا من كفرناحوم. فصرخ فيه شخص: "احترس يا يسوع/ اننا نسمع جرس ابرص.. فلنبتعج عن هنا بسرعة"
ولكن الابرص كان يقترب.
اليك عنا.. لعنة الله عليك.. لابد ان تبقى عن بعد . لا تلمسه يا يسوع فهو معد.. نجس. ولكن الابرص يرتمي عند قدمي يسوع.
يا يسوع. ان شئت فانت قادر ان تبرئني.
اذن بما انك تضع كل ثقتك فيّ ها انت قد برئت.
وبينما الكسكين يشعر انه شفى. يقيمه يسوع ويقول:
الان اذهب واعمل الاجراءات اللازمة لدى الكاهن المسؤل. شهادة لهم.
في عقلية الشعب كانت الامراض والعاهات وازمات الصرع او الجنون تصدر من ارواح شريرة تسكن في البشر، وبالتالي يظن الناس ان بهؤلاء البشر مسا من الشيكان. ومن هنا اتت الكلمة "ممسوس". ولكن لماذا كانت الارواح تاتي لتسكن هؤلاء المساكين؟ .. كان الظن السائد انه: على اثر خطايا ارتكبوها اما عمدا او بدون قصد. لانهم يجهلون القوانين الدينية. وان لم يكونوا مذنبين شخصيا، فخطاهم ات من احد اقاربهم/ من جد ارتكب ذنبا يتحملون هم عاقبته وعقابه.. ولكن يسوع يجيب دائما عمن يطرح عليه السؤال "اهذا اخطا ام ابواه حتى ولد اعمى؟ لا علاقة بين حالتهم وخطاياهم. ليس هذا ثمنا يدفع له مقابل ذنب.
من السهل ان نفهم شعور جميع هؤلاء المرضى وانتهى الامر بانهم ظنوا ان الله نبذهم كما نبذهم البشر. فيياسوا من ان يحظوا بصداقة الله او ان يسجلوا في "سفره". لانه لابد لهم ان يخضعوا لشعائر تطهير لا نهاية لها، معقدة وباهظة التكاليف الى حد انهم يعرضون عنها.
ولكن يسوع لا يتردد في ان يخالط هذه الطبقات . ولكن هل اقتصر اهتمام يسوع على هؤلاء المحتقرين واسقط من حسابه طبقات الناس المتعلمين وذوي المكانة الاجتمماعية؟ لا .. ابدا.. لان كل شخص يهمه ، فهو جاء من اجل الجميع.
ان يسوع اغلب خطبه الى علية القوم. فكل الطقوس والشرائع التي يفرضها عليهم حماة الشرائع الدينية والتي يئنون تحت ثقلها وكانها حمل لا يطاق يرونها تهتز وتتزعزع وهكذا ينفجر فرحهم ويفيض من كل جهة. من المحال ان يكونوا حزانى مع يسوع لانهم في وقت عرس. وكما قال يسوع: هل الصوم او لبس الحداد يليق عندما يكون الشخص بصحبة العريس؟ ان يسوع يعلن زمنا جديدا، ونظاما اجتماعيا جديدا حيث الجميع يجدون كرامتهم الانسانية وحيث الخطاة يستردون صداقتهم مع الله. حقا ان ملكوت الله قريب.ج