الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

التجارب، عقاب ام انذار؟

المصائب .. عقاب ام تحذير؟
(لو13: 1-5)
في يوم ما حضر اناس واخبروا يسوع بأن فاجعتين قد حصلتا في اورشليم.
قد اشتعل بغتة عصيان، اثاره الغيورون ضد جيوش الاحتلال الرومانية في نفس الوقت الذي كان فيه بعض الحجاج الجليليين في الهيكل يؤدون طقوسهم في هدوء. وبيلاطس البنطي ، طائشا دائما في تدخلاته، خلط بين حركة هؤلاء الثوريين واولئك الحجاج، وامر جيشه ان يدخل الهيكل لقمع العصيان. فاستتبع ذلك شجار. وبعض الجليليين الذين كانوا يقدمون ذبائحهم بطريقة كلها هدوء اعتبرهم الجيش مهيجين وقتلهم.
وفي نفس الوقت، حدث ان برجا من ابراج اورشليم المحصنة هو برج سلوام، سقط بغتة طامرا تحت انقاضه 18 شخصا.
عندما اتى الناس يعنون ليسوع عن هاتين الفاجعتين، ماذا كان رد فعله؟ .. سأل رفاقه:
"اتظنون هؤلاء الحجاج الذين قتلوا اكثر شرا من الاخرين الذين نجوا من سيف الروما.. اتظنون انهم قاسوا هذا المصير السيئ من اجل خطاياهم؟ .. لا على الاطلاق".
"اتظنون ان الثمانية عشر شخصا الذين طمروا تحت انقاض برج سلوام كانوا اكبر ذنبا من سائر سكان اورشليم؟ بالتأكيد لا..
"لكن يا له من تحذير لكم جميعا! .. قد تموتون بدون ان تتوقعوا ذلك.. وسوف تموتون اكيد في يوما ما.. اذن كونوا مستعدين".
في الحقيقة، ان الالم والتجارب اسرار يعجز عن فهمها العقل البشري بقدر ما ا سرار الكون ابعد عن ادراكنا.
المهم معرفته هو ان التجارب والالام ليست في اي حال عقاب او انتقام من الله، لانه يريد سعادتنا. لكنهما بالنسبة لتلميذ يسوع تحذير، وفرصة له لمراجعة حساباته، والتأمل في طريقة مطابقة حياته على الانجيل.
لم يأت يسوع ليقدم تفسيرا للتجارب والالام، بل ليمدنا بحضوره. لم يأت ليزيلهما ولكنه جاء ليتألم معنا. لم يأت ليحطم الصليب، بل ليتمدد عليه. لم يتظلم قط من صعوبات الحياة. وفي نظره ليست التجارب والالام امامنا لنحاول ان نفهمها، بل لنكافح ضدها ونقهرها بالمحبة.