الخميس، 24 أكتوبر 2013

الامل الكاذب


اجتهد ان اختم هذه الرسالة قبل ان يغيب النور.
انا ضال! مفقود! ان هذه الكلمة تشمل كل اهوال جهنم انا مفقود! و الى الابد؟ يقول صوت في داخلي ليس الان. "الى الابد" لم تأت بعد. لكن الا يوجد امل؟ الا يوجد اي احتمال للخلاص؟ لا استطيع القول انني احيانا اجتهد ان اتمسك بخيط واه من الرجاء، و لكنه يخترق نفسي كما لوان صاعقة خاطفة لا استطيع الركون اليه. احيانا اخرى عندما تصل الامي و عذاباتي الى الحد الاقصى اكاد اشعر بشئ من الهدوء. هل اجرؤ ان اقول بشئ من السلام؟ لكن سرعان ما يجئ هذا الشعور حتى يذهب. فأشك ان كنت شعرت بشئ منه ابدا.
انه الله اله العدل و نحن ننال جزاء اعمالنا. و لكنه ايضا اله الرأفة فربما تحنن على شقاءنا!
اخشى ان يكون هذا الامل كاذبا، و انه جزء من عذابنا تغرينا به النفس الغارقة في الاثام؟ الويل لي اين طار ذلك الامل الذي شاع في نفسي لحظة. انه ضاع. انه طار مثل سراب كاذب تبتلعه الحقيقة المرة!
استسلم لليأس. يكاد قلبي ينفطر و ينكسر. لكن لا، لا شئ ينكسر هنا. و قلوبنا قوية تتحمل اي مقدار من البؤس.

افكار شريرة تحوط قلبي و تحاصره من كل جانب كما فعل الرومان القساة بمدينة داود البائسة. و مثل هذا الحصار ينتهي ايضا بخراب ذريع و عذاب مريع لا مثيل له في الدنيا و لن يرى مثله.
كما في السالف امضيت الليل الطويل ارتعد و ارتعش من البرد الذي في الخارج بينما تلتهب النيران الحامية في داخلي.
نسيت اريد ان اختم هذه الرسالة. ربما ستطول الايام جدا قبل ان تسمعوني ثانية. سأظل ادعوكم اصدقائي. و لكن هذه الصلة يجب ان تنقطع ايضا.
الوداع يا اصدقائي. ارجو الا نتقابل ابدا....!