السبت، 30 نوفمبر 2019

من معجم اللاهوت الكتابي: يد



من صفات الله انه "القادر على كل شئ" فهو كلي القوة واوﻻد الله يشبهون اباهم فهم اقوياء . يقول الرسول "كتبت اليكم ﻻنكم اقوياء.. وقد غلبتم الشريرة". فقوتهم قوة الهية سمائية وليست ارضية.
دعونا نتأمل في امرين:

اوﻻ - يد الله القوية وذراعه القديرة:
 إن يد الله قد صنعت السماء والأرض (إشعيا 66: 2)، ومثل يد الفخاري هي تتولى الصنع والتشكيل (أيوب 10: 8، إرميا 18: 6، را جع تكوين 2: 7). 
وهكذا يظهر الله قدرة ذراعه، بل "ذراعه" بصفة مطلقة (إشعيا 53: 1)، في الخلق (إرميا 32: 17)، وفي التاريخ (تثنية 4: 34، لوقا 1: 51). وكثيراً ما يعمل "بذراع مبسوطة ويد قديرة". إن "ذراع قدسه" (إشعيا 52: 10) "ويده الصالحة" (عزرا 7: 9)، و"ظل يده" (إشعيا 49: 2)، ويده المرفوعة إلى السماء للقسم (تثنية 32: 29)، كلها تدل على حمايته القادرة (راجع يوحنا 10: 29). 
وفي يد الله نصادف الأمن (حكمة 3: 1، راجع مزمور 31: 6، لوقا 23: 46). وعندما تكون "يد الله على نبيّ" فمن أجل أن يمتلكه، كما لو أنه يبث فيه روح الرؤية (حزقيال 1: 3...). فيد الله ليست "بالقصيرة جداً حتى لا تقوى على الإنقاذ (إشعيا 50: 2). وقد تصبح ثقيلة (مزمور 32: 4)، وتضرب (إشعيا 5: 25، راجع أيضاً عبرانيين 10: 31)، 
عند الإزدراء بالمحبة الملحة البادية فيها (راجع إشعيا 65: 2، ر ومة 10: 21). ومثل يد الله، يد المسيح هي أيضاً كلية القدرة (مرقس6: 2، راجع يوحنا 10: 28)، ولقد جعل الآب في كل شيء (يوحنا 3: 35). ويتمثل فيها العون الفعال (متى 8: 3) 

ثانيا - ذراع الإنسان ويده: 
إن "ذراع البشر"، عاجزة حيال ذراع الله (2 أيام 32: 8)، راجع إشعيا 40: 12، أمثال 30: 4). ومع ذلك ففي الإنسان أيضاً، الذراع أداة للحركة النشيطة ورمزها (مزمور17: 35). فحركة اليد تعبر عن تحرك النفس: سواء بالفرح (2 ملوك 11: 12)، أو بالضيق (إرميا 2: 37)، أو بالبركة (تكوين 48: 14)، أو بالقسم (تكوين 14: 22)، وخصوصاً بالصلاة، والسجود (مزمور 28: 2، 1 تيموتاوس 2: 8، أيوب 31: 27). وأخيراً فيدا المتوسل ينبغي أن تكونا طاهرتين (مزمور 24: 4، يعقوب 4: 8، راجع (إشعيا 1: 15). فإن كانت اليد الإلهية "هي مع" أحد (راجع لوقا 1: 66)، فمن أجل حمايته أو إضفاء قدرة المحبة على حركة هذا الإنسان (أعمال 11: 21، 5: 12). وهكذا يستطيع الرسل بوضع الأيدي.، إحلال روح الله ذاته (أعمال 19: 6، راجع 1 تيموتا وس 4: 14).

لتحميل الكتاب:

معجم اللاهوت الكتاب

الخميس، 28 نوفمبر 2019

صيد الناس


"هلموا ورائي فاجعلكما صيادي الناس"(مت4: 19).
إنه تحدٍ دائم ان نشارك العالم في ايماننا دون أن تصبح جزءًا منه ودون ان تضيع هويتنا. غالبًا ما تحارب الكنيسة التي تتعرض للاضطهاد لإبعاد اساليب العالم وافكاره لأنها في هذه الحالة عدائية، لكن عندما يكون العالم ودودًا لنا، فإنها ندعه يدخل دون تمييز. وهذا يكون على حساب مبادئنا الروحية. يجب أن نكون يقظين (1 كورنثوس 16:13 ، 2 بطرس 2). يجب اﻻ نتمثل بالعالم في اساليبه واهدافه.
في مثل الحنطة والزوان يذكر لنا الرب يسوع ان من زرع الزوان "عدو" انه عدو الخير . وانه فعل هذا "ليلا فيما الناس نيام" من هنا تاتي ضرورة السهر واليقظة.

دائس المعصرة


دينونة الرب على اعدائه (اش63: 1-6): 
يرى اشعياء النبي رجل ات من ادوم بثياب مضرجة فيسأل: "من ذا الاتي..؟". 
ويأتيه الجواب في الحال: "انا المتكلم بالبر، العظيم للخلاص". 
وهذا يستدعي طرح السؤال الثاني: "لماذا لباسك محمر؟" 
واذا الجواب عن هذا السؤال ايضا يصدر مباشرا وحاسما جازما، وهي انه عائد من معركة مع اعداء البر والحق. هذا هو يوم انتقام الرب المتتبأ به والمحتم ان يلي سنة الرب المقبولة (61: 2). 
اشتهرت ادوم بعداوتها لشعب الله. وكانت بصرة مدينة رئيسية من مدن ادوم . والعدد الثالث له علاقة بابادة الشر وليس بالتكفير عن الخطايا. فان ثياب الفادي ملطخة بدماء اﻻعداء وليس بدمه هو.
في (يؤ3: 13) نقرأ عن قول الرب في يوم القضاء العظيم وفي وادي الدينونة الرهيب المكنى عنه بوادي يهوشافاط: "ارسلوا المنجل لان الحصيد قد نضج. هلموا دوسوا لانه قد امتلات المعصرة. فاضت الحياض لان شرهم كثير" .  


**
ونجد ان هذه الصورة تتكرر في العهد الجديد (رؤ 14: 18). "وخرج ملاك اخر من المذبح له سلطان على النار، وصرخ صراخا عظيما الى الذي معه المنجل الحاد، قائلا:«ارسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الارض، لان عنبها قد نضج". وهذه الصورة سبقتها صورة اخرى وهي حصاد الحنطة (14) وبالتالي فان حصاد الحنطة وقطاف العنب يمثلان دينونة واحدة شاملة للجميع.

اﻻ اننا نلاحظ ان  بابل كانت تحمل كأسا من ذهب في يدها مملوة رجاسات ونجاسات زناها.. والمراة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع". وهكذا يفني الشر نفسه بنفسه. فالمرأة الشريرة وهي تمثل هيئة الشر في العالم تشرب من دماء هي دماء اﻻشرار.

بقرة متمرنة


يقول هوشع النبي عن إفرايم في هوشع 10: 11-12 أن:

"إفرايم عجلة متمرنة تحب الدرس ؛ لذلك سوف أضع نيرًا على رقبتها الجميلة. سوف أقود إفرايم ، يهوذا يجب أن يحرث ، ويعقوب يجب أن يمهد. إزرعوا البر لأنفسكم ، واجنوا ثمار الحب ، واحرثوا أرضكم غير المزروعة ؛ لأنه قد حان الوقت للبحث عن الرب ، حتى يأتي ويظهر بره عليكم ".
وبعبارة أخرى ، تم تشبيه إسرائيل بعجلة مدربة أو بحيوان يستخدم في حرث الأرض والقيام بواجبها الصحيح. الصورة المعروضة هنا هي أن الرب يهز إسرائيل بهدف إقامة علاقة سليمة معه والسلوك الأخلاقي والمعنوي المتوقع من المرء أن يكون في علاقة وثيقة مع الله. بالمقابل فإن المؤمن سيحصد فوائد حب الله الثابت. وينطبق الشيء نفسه بالنسبة لنا اليوم. المؤمنون الحقيقيون يشبهون الماشية المدربة التي لها علاقة جيدة بالمزارع أو في حالة هذا التشبيه والمؤمنين والله.

باختصار ، المرتدون أو غير المؤمنين أو الأشرار هم ماشية غير مدربة.

نرى أيضًا ظلالًا لهذه الصورة في قول يسوع في إنجيل متي 11: 29 ... "خذوا نيرّي عليكم وتعلّموا مني ، لأنني وديع ومتواضع في القلب ، وستجدوا راحة لأرواحكم".

تفسير سفر صموئيل الاول

مقدمة:
في الاصل العبري كان هذا السفران واحدا، اذ ان التقسيم الحالي يقطع التسلسل التاريخي لحياة داود. وفي الترجمة السبعينية اخذوا اسفار صموئيل والملوك كتاريخ كامل للمملكة ثم قسموها الى 4 اقسام سموها اسفار المملكة. اما الترجمة اللاتينية فاطلقت عليها (اسفار الملوك) فصارا اسمهما ملوك الاول والثاني.
في (1اخ29: 29) ورد "امور داود الملك الاولى والاخيرة هي مكتوبة في اخبار صموئيل الرائي واخبار ناثان النبي واخبار جاد الرائي". وقد يوضح جليا ان صموئيل وناثان كانوا يحتفظون بهذه السجلات.. مع ان جامع سفري الاخبار كان عنده كما يبدو سجلات لم يقتبس منها جامع سفري صموئيل كما اننا نعرف ان السجلات كانت تحفظ مع تابوت العهد من ايام موسى فصاعدا، وصموئيل تربى في شيلوه اي انه كان معنى بكتابة تاريخ اسرائي (1صم10: 25).
وفي (2اخ9: 29) اشارة ثانية الى ناثان كمصدر موثوق به على ملك سليمان.
لذا نتحقق ان صموئيل وناثان وجاد اما ان يكونوا قد كتبوا صموئيل مباشرة او على الاقل تركوا سجلات دونت منها الحوادث المتضمنة في هذين السفرين.
وكانت ايضا هناك ادب شعر للامة مثل سفر ياشر (2صم1: 18) وقد كان مجموعة اغنيات شعبية تشيد ببطولة الشجعان. ومن هذه المصادر استمد كاتب صموئيل مادته (1ص2: 1-10 و2صم3: 33-34 و 22: 1 – 51).

زمن كتابة السفر:
عند كتابة السفر استعملت كلمة "نبي" لابد ان يكون زمانها بعد موت داود (2صم5:5) لان تاريخ ملكه مدون فيهما بالتفصيل. ولا يمكن ان يكون قبل حكم رحبعام لان يهوذا واسرائيل كانا منفصلين (1صم27: 6).
ص1-10
"قبل ان ينطفئ سراج الله" اي المنارة ذات الشعب السبعة، اي قبيل الفجر كان الله ينادي صموئيل (3-6) ذلك الصوت يتجاوب في اصداء الليل كان اخاذا.
في قض13: 16 اشارة الى ان الفلسطينيين استعبدوا اسرائيل 40 سنة (قض13: 1) فاوقفهم صموئيل عند حدهم في السنة العشرين من قضائه (1صم7: 2و13 و14). وقد بدا هذا الاستعباد قبل ان يولد شمشون الذي قضى 20 عاما. ومن هذا يستدل على ان شمشون كان معاصرا لصموئيل.
ص4: اخفق الشعب ان يعزوسبب هزيمته الى ابتعادهم عن الرب فقرروا ان ياخذوا التابوت كتعويذة – وهذا مظهر خطير ان نربط الايمان بالاشباه والرموز بدلا من التوبة.
مات عالي وماتا ابنيه كما ان موت زوجة ابنه ضربة تهز المشاعر. ومن عدد 21 نرى ان نكبنتها في اخذ التابوت كانت اشد وقعا على نفسها من موت حميها وزوجها.

ضربة البواسير:
يقترح انها طاعونا يصيب الغدد اللمفاوية والفخذ.
اقطاب الفلسطينيين (8) بالعبرية تعنى الحكومة الفدرالية.
6: 1-12: من المسلم به الان ان الطاعون مرض تصاب به الفئران. وكان راي الكهنة والعرافين ان يصنعوا "عجلة جديدة" يحملون عليها التابوت (7) وتجرها بقرتان مرضعتان لم يعلهما نير وذلك على سبيل الاحترام (2صم6: 3 و عد19: 22 و تث21: 3و4) ووجه الشبه بين افكار الفلسطينيين والاسرائيليين توحي بانهم ورثوا هذه الافكار من مصدر قديم ان الله واحد. 
معلوم ان البقرات المدربة تمشي في سبيل مستقيم اما غير المدربة فتقفز هنا وهناك ولكن في هذه المرة كانت تمشي في الطريق المستقيم الى (بيت شمس) وهي مدينة خاصة بكهنة اسرائيل ، وهذا اعلان تدخل يد الله لان الفلسطينيين كانوا يتبعونها ولا يقودوها (7-12). اهل بيت شمس يعبدون لكن يدنسون الاشاء المقدسة (6: 13-21) بفرح (13) قاموا معا بتقديم ذبيحة حسب الشريعة. وربما لعبت الخمر برؤوسهم على انهم نظروا نظرة غير مقدسة، كانت ممنوعة تحت طائلة الموت (عد4: 19، 20). والعدد الذي قتل 50070 ، فان بيت شمس لم يكن فيها هذا العدد. واورشليمنفسها لم يكن بها اكثرمن 70000 وكثيرون يقراون العدد 70 فقط. او انها ضرب خمسين رجل من وسط الف رجل. وبيّن الله لاسرائيل والفلسطينيين على حد سواء غيرته على كرامة اسمه. ودعا اهل بيت شمس "يعاريم" ومعناها "قرية الغابات" لاخذ التابوت. فوضع هناك 20 عاما. 

ص7: اصلاحات صموئيل:
في هذه الاثناء كان صموئيل يستعد خفية للاصلاح – ربما كان يجول مناديا بالتوبة واخيرا ناح الشعب بتاثير صموئيل (3). صلوا وصاموا وسكبوا ماءا رمزا لما اعتبروه مصدر الحياة (5و6).

انكسار الفلسطينيين:
حالا كر الفلسطينيين عليهم فلجا اسرائيل الى الصلاة رجائهم (7و8) وقدم صموئيل حملا رضيعا بتمامه (لا22: 27) دليلا على التكريس الكلي لله، فان هذه الذبيحة لم يكن فيها شيئا للكهنة بل كانت تقدم كلها لله. فاستجاب الرب وهذه الغلبة احرزت لاسرائيل السلام والاستقلال مدة 20 عاما.
بانتهاء هذا الاصحاح ينتهي عصر القضاة والاصحاح التالي يمهد للملكية.

ص8: الشعب يطلب ملكا:
لو اتبعوا الله بامانة ما كانت لهم حاجة الى ملك ارضي.
عدم معرفة شاول بصموئيل مدعاة للحيرة. الا ان الشخصيات البارزة لم تكن معروفة لدى سكان القرى ولم تكن لهم مالنا في عصرنا من وسائل الاعلام.
تشير كلمة الرائي الى اللقب السابق للنبي وكانت هذه الكلمة مستعملة بنوع اخص عند العامة. اما كلمة نبي فكانت اسبق في استعمالها وظلت محتفظة بمكانتها في كل العهد القديم.
عندما التقى صموئيل شاول اخذه الى المنسك (22) وهو مكان يعد للولائم الخاصة بالذبائح واعطاهما المكان الاول بين المدعوين. واعطاه من الذبيحة ما هو نصيبه وهذا علامة التبجيل .
واعطى صموئيل 3 علامات على صدق اعلاناته. واخر نصيحة قدمها له ان يمضي الى الجلجال عندما يحين الوقت لحرب التحرير. وامره ان يلبث هناك لا يفعل شيئا حتى يوافيه ويقدم الذبائح. 
وكان ان الله اعطى شاول قلبا اخر جاعلا من هذا القروي سياسيا ومقاتلا عظيما.

اختيار شاول ملكا (ص10).

صموئيل يشهد عن نزاهته (ص11):
الله يصادق علي شهادة صموئيل برعود ومطر. كان المطر لا ينزل من ابريل حتى اكتوبر، فكونه ينزل في موسم الحصاد (منتصف مايو الى منتصصف يوليو) برهان المصادقة الالهية. 

الحرب مع الفلسطينيين (13: 1-14: 52):
"كان شاول ابن سنة في ملكه وملك سنتين على اسرائيل" – ترك الكاتب عدد السنين - . ربما كان شاول ابن 32 سنة وملك 30 سنة. باضافة ال32 سنة الى 7 سنوات ونصف بين موت شاول وموت ايشبوشث تكون 40 سنة لحكم اسرة شاول (اع13: 21). 
في (1صم9: 2) نرى شاول شابا، وهنا نرى ابنه محاربا، فلابد ان تكون هناك 20 سنة او يزيد بين هذا الفصل وحوادث ص.1
نظم شاول جيشا صغيرا (2) كان نواة هامة. ابتدات الحرب في جبعة واعلنت رسميا في كل تخوم اسرائيل فجاء الشعب الى شاول في الجلجال كما قد عين صموئيل (1صم10: 8) وهو المكان المناسب لاستعراض الجيش.
ملّ شاول الانتظار فتجلّد واصعد المحرقة. ويحتمل ان يكون بواسطة اخيّا الكاهن (8و9). اعتذارات شاول كانت واهية.
كان مع شاول اخيّا (3) ويرى البعض انه هو نفسه اخيمالك الذي قتله شاول فيما بعد (1صم22: 9).
وضع يوناثان علامة وهي رد غير متوقع من الاعداء. ضرب يوناثان عشرين رجلا في "نصف ثلم فدان ارض" وهي بقعة يحرثها ثوران في يوم واحد.
دعا شاول اخيا ليستشير الاوريم والتميم ولكنه في استعجاله المعهود لم ينتظر الرد (18 و19).

اوامر طائشة:
استحلف شاول رجاله الا يذوقوا الطعام. لم يكن يوناثان يعلم عندما اخذ من قطر العسل. لقد تعدى غير متعمد، ولما اكل استنارت عيناه بينما كانت عيون الاخرين مظلمة من شدة الاعياء.
لما انتهت مدة القسم ثاروا على الغنيمة فكسروا ناموس موسى باكلهم على الدم (لا17: 10-14) وبذبحهم البقر وعجولها في يوم واحد (لا22: 28). وهناك بنوا مذبحا لتصفية د الذبائح (35).
بسبب خطا يوناثان لا يجيب الرب شاول . وهنا يتسرع للمرة الثالثة فيقسم ان المخطئ يقتل – ايا من كان. واذ القوا القرعة وقعت على يوناثان.
"هب صدقا" اي اظهر البرئ. وقد ورد في الترجمة السبعينية ان شاول قال: "يا رب اله اسرائيل لماذا لم تجاوب عبدك هذا اليوم. ان كانت الخطية فيّ او في يوناثان ابني يا رب اله اسرائيل هب اوريم. وان قلت الخطية في شعبك اسرائيل هب تميم فاخذ شاول ويوناثان". وهذه طريقة من طرق اعلان الله بالقاء قرعة. وفي النسخة العبرية يبدو ان ارادة الله في هذا الامر ظهرت بالقرعة العادية دون اشارة الى الاوريم. قارن مع (1صم28: 6).

حروب شاول واموره العائلية:
هنا نجد ملخصا لانتصارات شاول وبعض الاشارات العائلية.

اهلاك عماليق:
هذا هو اخر امتحان لشاول بعد التحذيرات الواردة في 13: 13 بوقت ليس بقصير ولم تات بتوبته. باظهار طاعته ولكن بدون ثمر. تحريم عماليق صدر الامر به في (عد24: 20 وتث25: 17-19). ومما يلفت النظر الصداقة القديمة مع القينيين (قض1: 16و 4: 11 و17 و1صم30: 29).
اعتذر اعتذارا واهيا وكان جواب صموئيل معلنا ان ديانة القلب بالطاعة افضل من ممارسة فرائض ظاهرة (هو6:6 ومز50: 8014 و 51: 16 و اش1: 11 وار6: 20). 

مسح داود (ص16):
قيل ان: "اخفاء قد صالح لغرض صالح له ما يبرره". فلم يكن هناك خطا في اخفاء الغرض الاول واعلان الثاني. كانت مسحة داود احساسا بالمصير الذي ال اليه وانه سينال تدريبا هاما من صموئيل كملك عتيد.
روح ردئ يبغت شاول:
من عادة القصة العبرية ان يتابع المؤرخ الموضوع الرئيسي الى النهاية ثم يرجع الى التفاصيل. لذلك يحتمل ان تكون هذه الاعداد اشارة لما حدث بعد مقتل جليات .

ص17و18:
توجد بعض المتناقضات. لكن لا يغيب عن البال ان النص العبري لسفري صموئيل جمع من سجلات مختلفة. ولم ترتب حسب الوضع بعد مضي مدة. ومدارس الانبياء كانت مهمتها ان تربي من سيحفظون تاريخ الامة  وكانت هناك عدة كتب او سجلات تاريخية لدى مدارس الانبياء ومن هذه المصادر دونت الاخبار. ولم يبذل مجهود بير لكتابتها حسب الترتيب التاريخي الدقيق وحيث ان القصة اخذت من سجلات متعددة فلا عجب ان جاء فيها بعض التكرار كما في (1صم17: 12). او التناقض كما في (1صم18: 19 و 2صم21: 8).
تشير (1صم16: 15-18) الى زيارة عابرة زارها داود للملك كصبي عواد في بدء حداثته ووصفه برجل جبارباس تشير الى بطولته في قتل الاسد والدب. ووصفه برجل حرب جاء وصفا لامكاناته كشاب شجاع. اما ما حدا بشاول الى ان لا يعير التفاتا كبيرا الى الفتى فهو راجع الى مرضه العقلي. وعند شفاء شاول رجع الى بيت لحم (15) ويحتمل ان يكون لبث هناك سنين قليلة وانتقل من طور غلام الى شاب عندما راه شاول وقت قتل جليات. 
(1صم16: 19-23) تشير الى ما حدث بعد الانتصار على جليات واخذه ليكون في بيته بحالة مستديمة.
كان مقلاع داود تسده بركة الله اشد باسا من سيف جليات وترسه..
ظهر شر شاول بوضوح وحسده لداود حينما اشرع رمحه ليقتله. كما ظهر في نكثه الوعد بان يعطي ميرب له زوجة (17: 25). ايضا من غير المعقول ما طلبه من داود كمهر لابنته (25).

يوناثان يستعطف ابيه لاجل داود: 
وكانت النتيجة الصلح بينهما ويبدو كان روحا جديدا امتلك شاول بيد ان ذلك لم يدم طويلا اذ لم تكن توبته حقيقية.

ميكال تنقذ داود من محاولة اخرى لقتله:
وضعت ميكال الترافيم (نوعا من الاصنام المنزلية التي اتخذت من بين النهرين كتعويذة بالرغم من تحريم عبادة الاوثان) في فراش داود وغطتها. ومما يؤسف له ان العلاقة بين ميكال وداود لم تكن سعيدة بالرغم من محبتها التي اظهرتها له اولا. اذ لم يكن من السهل راب الصدع الحادث في الاحاسيس المجروحة (2صم6: 20-23).

داود يهرب الى صموئيل (19: 18-24).
داود يعود الى يوناثان ليستشيره: يبدو ان صموئيل نصح داود بالرجوع الى الملك حتى لاتنفصم عرى الصلة التي تربطه بشاول طالما فيه امل للصلح. وكان داود اعرف من يوناثان بما انطوت عليه طبيعة شاول من اذى. 

هرب داود (ص21-24): 
داود يحصل على خبز الوجوه وسيف جليات في نوب:
خاتل داود اخيمالك اذ تظاهر بانه حضر في مامورية للملك ، وهذا الخداع ادى الى عواقب وخيمة على الكاهن. اخذ الخبز المقدس ومهما يكن فان الخبز المعطى لهمقد استعيض عنه بخبز ساخن لانه كان يوم الجمعة وبذلك صار كخبز عادي.
"دواغ الادومي كان محصورا" في خيمة الاجتماع للتطهير او لسبب اخر كنذر. 
اودع داود امه وابيه لدى ملك مواب، ربما يعزى هذا لكونه من نسل راعوث الموابية (4) ثم امره جاد الرائي ان يعود الى يهوذا (5).

داود وشاول يتقابلان:
يدخل شاول كهفا كبيرا ليغطي رجليه وهي طريقة مهذبة لقوله يتبرز حيث كان داود ورجاله في مغابن الكهف. يوجه داود عتابا للملك لكونه صدق الواشين (مز7 و10-12). يثوب الملك الى رشده وقتيا ويحاول ان يطرح عن كاهله عمل الضغينة الفادح فينادي داود بكل حنان قائلا "يا ابني" ويعترف بانه ابر منه ثم يطلب الى الله ان يجازيه خيرا ويعترف بانه سيكون ملكا بعده ويستحلفه الا يقطع نسله من بعده.

داود وابيجايل: انظر مقالنا السابق ملاحظات على قصة ابيجايل.

داود واخيش: 
اذ اقتنع داود بتانه سيهلك يوما بيد شاول هرب الى جت الى اخيش وقد يكون خليفة اخيش الوارد ذكره في (21: 10). كان قد جاء حينها كفرد مشهور فثارت حوله الشكوك. اما الان فقد جاء ومعه 600 رجل محارب فرحب به اخيش كحليف لا سيما وقد عرفت الفجوة بينه وبين شاول.

داود في صقلغ:
يستعمل داود نوعا من الدهاء فيورد اسبابا لعدم امكانه البقاء في جت مع اخيش، ولكن الحقيقة انه كان يرمي الى وجوده حرا للتنقل كما يشاء واراد ان يظهر انه عدو شاول اللدود وفي نفس الوقت لا يهاجم الاسرائيليين.
كانت صقلغ في الاصل مدينة يهوذا ثم شمعون (يش15: 31، 19: 5) ولكنها وقعت في ايدي الفلسطينيين من مدة طويلة. 
"وسكن داود في بلاد الفلسطينيين سنة واربعة اشهر" ولكن المعنى الحرفي في العبرية يفيد اياما واربعة اشهر، لكن هذا قد يعني ستة ايام واربعة اشهر"(7) اما القبائل الوارد ذكرها "الجشوريين" ورد ذكرهم في يش13: 2 بصفتهم جيران الفلسطينيين وبالقرب من العمالقة. وهم غيرالذي ورد ذكرهم في (2صم15: 8و3:3) الذين كانوا في الشمال الشرقي من الباشان وهم انفسهم الجدريين او الجرجسيين. 
"اذا لم تغزو اليوم"(10) وردت في الترجمة السبعينية "ضد من قمتم بالغزو اليوم؟".
"اليرحمئيليين" هم من نسل يهوذا (1اخ2: 5-9 و25) و "القينيين" هم من نسل يثرون حمي موسى وكانوا مسالمين لاسرائيل (قض1: 16) وبالتايد كان داود يداور اخيش حينما اخبره انه غزا هذه القبائل. "فلم يستبق داود رجلا ولا امراة حتى يات الى جت" من جميع الذي غزاهم واسرهم (11) وهذه الموقعة تعطينا صورة اسيفة التي اعمل فيها السيف بدون تمييز مع انه لا يجدر بنا ان نحكم على سلوكه بمقاييس العهد الجديد. وقد اعتقد اخيش ان داود غزا شعبه وانه صار مكروها.

الفلسطينيون يستعدون للحرب:
كان داود في موقف حرج وكان اخيش ينتظر منه ان يرافقه فلم يستطع داود ان يخدعه لذا قال بلغة غامضة "لذا انت تعلم ما سيفعل عبدك" فاقتنع اخيش بان يجعل داود حارسا لراسه اي رئيس حرسه الخاص. وما ابعد الفارق بين شاول المقاتل الجبار بالامس وبينه ذلك اليوم! 
الاشارة الى الاوريم (6) هي الاشارة الوحيدة بعد دخول اسرائيل الى كنعان. لا يوجد سند يقطع بطبيعتهما. "لا شئ في الكاب اكثر غموضا من طبيعة الامور التي كانت تتبع لكشف الغامض ومعرفة الله المستورة". 

شاول يزور عرافة عين دور: 
بدلا من ان يلجا شاول الى الله بالتوبة لعله يجيبه نراه يبحث عن عرافة. "صاحبة جان" الترجمة الحرفية للكلمة العبرية معناها زق او وعاء وفي هذا اشارة الى العراف حينما يلبسه روح نجس اذ يصبح وعاءا له.
"رايت الهة.." اي كائنا فائق الطبيعة". اذا اخذنا الرواية على علتها فانها تشير الى ظهور حقيقي لصموئيل . وان كان البعض ينكر لانه يابى ان يصدق ان الله يمكن ان يسمح لهذه المراة ان تصعد روح احد القديسين. ومع ذلك فان الله ارسل صموئيل ليربك العرافة وينطق بالحكم على شاول الذي طالما سد اذنيه عن سماع التحذيرات التي نصحه بها. ورجال الدين اليهود كانوا دائما يعتقدون ان صموئيل ظهر فعلا. وهذا ايضا كان اعتقاد يوستينوس واوريجانوس. اما  وترتليان وجيروم فاعتقدا ان روحا شريرا ظهرا في صورة صموئيل.
نرى شاول يسجد لصموئيل احتراما لمكانته.. نرى صموئيل ينبئ شاول بموته هو وبنوه في الغد. "معي" اي المكان الذي يذهب اليه الموتى الصالحين والطالحين على السواء (اي3: 17 و2صم12: 23).

انظر مقاﻻ عن استحضار اﻻرواح هنـــــــــــا

ضرب العمالقة:
لما وجدا العمالقة الجو خلا لهم اغاروا على صقلغ. "اما داود فتشدد بالرب"(مز18: 2 و27: 14) وهنا يستشير الرب بالاوريم (1صم23 و1صم21: 6). 
"الكريتيين"(14) انظر 2صم8: 18
لما وجد العمالقة ان الفلسطينيين في مكان بعيد (1صم30: 1) شعروا بالمرح. انتصر داود وقسم الغنائم بالتساوي (24) وورد في عد31: 27 ويش22: 8 ما يماثل هذه السنة العادلة.

اما سكان يابيش جلعاد فلم ينسوا لشاول بطولته العسكرية في تحرير مدينتهم من ناحاش العموني (1صم11: 1-13). يوناثان مثل على ما تجره خطية الاباء على ابنائهم من شقاء.

تفسير سفر راعوث


جرت احداث السفراثناء حكم القضاة الذي استمر 450 سنة (اع13 20). على انه لا نعرف بالضبط التاريخ.
تحديد زمن كتابة السفر صعب. فالسفر كتب بعد حكم القضاة (1:1) وبعد وقوع حوادث راعوث بوقت طويل، لان بعض العادات المدونة، كان قد بطل العمل بها (4: 6-8). اكثر من هذا فانه لا يمكن ان يكون السفر كتب قبل حكم داود لان هذا مذكور في تسلسل الانساب (4: 22). لذا فالغالب انه كتب اثناء حكم داود.
تضيف الترجمة العبرية انهما خالفا وصية الرب واخذا لهما امرأتين.. في الواقع لم يكن هناك نص خاص يمنع الزواج من موابية، ولو انه كان محظورا على الموابيين دخول جماعة الرب (تث23: 3).

"رجعت سلفتك الى الهتها"(15) رجوع عرفة الى مواب كان يعني العودة الى الهة مواب، فلم تترك عبادة الرب اثرا باقيا في ذهنها كما تركت في ذهن نعمان(2مل5: 17).

تعمدت راعوث ان تقسم باسم الرب دلالة على اختيارها اله اسرائيل. هذا القسم يجعل الجدل بعد ذلك عقيما ان لم يكن تجديفا.

كان سهلا ان يتحدث بوعز مع راعوث لان الاختلاف بين اللغتين كان قليلا جدا. والبرهان على ذلك ما وجد في نقوش على حجر ميشع سنة 890 ق م (2مل3: 5).
ايفة الشعير (مكيال يساوي 15 كجم) وهي كمية استطاعت راعوث ان تحملها في طرف ردائها. وهي اكثر جدا مما يستطيع امهر الملتقطين جمعه.

الالتجاء الى القانون:
لنعمى الاولوية في الرجوع الى بوعز لكنها ارتضت التنازل عن هذا الحق لصالح راعوث. 
ان اقتراحها لراعوث تبرهن لبوعز ان اختيارها قد وقع عليه ليكون وليا ، وانها استبعدت حقها من اجل راعوث. 
راعوث الان تعرف انها طرف في شعيرة دينية معترف بها (6)، وبواسطتها تسوى قضية مثل قضيتها. وكانت الشعائر الدينية يسودها الوقار والمهابة حتى ان تصرفها خلا من اي اشارة الى عدم الحشمة. هنا يلزم التاكيد بان هذه الامور انما هي لمحة من عادات لا نعرف عنها شيئا. ومن العبث ان نناقشها في ضوء عادات المدنية الحديثة.

"ابسط ذيل ثوبك" طلبا للزواج (حز16: 8 وتث22: 30).

شريعة الولي:
"الى الباب" كانت الاسوار سميكة مما يجعل الباب سردابا قصيرا يمد الناس بالظل والنسمة الباردة. وهنا كان يجتمع رجال المدينة (قارن مع تعبير الباب العالي في تركيا).
"يا فلان الفلاني" ربما كان مجهولا وربما لم يستحق الذكر لعدم اتمامه حق الولي.
"نعمي تبيع" الترجمة الاصح "نعمى .. باعت" اما ان اليمالك باع الارض قبل هجرته الى مواب ثم حلت سنة اليوبيل اثناء المجاعة فعادت ملكية الارض الى نعمى (لا25: 8) او ان الارض في السنوات العشر الاخيرة تركت في عهدة احد الاصدقاء. وكيفما كان الامر فان نعمى باعتها تحت ضغط الحاجة.
"اشتر.. فك.. لتقيم اسم الميت" وضعت شريعة الولي لمنع تحويل ملكية اي عقار الى اجنبي ولمنع انقراض اي اسرة.
"لا اقدر لئلا افد ميراثي" يقترح يوسيفوس والترجوم ان الرجل كان متزوجا ، لكن يبدو ان هذا لم يكن ليعفيه من واجبه. عدا ذلك فانه كان سيفسد ميراثه بانفاق النقود في شراء ارض يكون مآلها لمن تلدهم راعوث وليس له هو.


"سابقا" هذه الكلمة توحى بان القصة كتبت في وقت اهملت فيه التفاصيل المدونة في تث25: 5-10 وحتى في زمن القصة كان اتباع هذا القانون اتباعا جزئيا فالاتصال بالولى كان يتم بالوكيل وليس بالارملة في حفل علني. والولي نفسه يخلع نعله فلا يشنع به الجمهور كما ينص القانون. والواقع ان انتقال النعل لم يكن يدل على شئ اكثر اهانة من انتقال الارض الى الى بوعز. ربما اعطى الابن الضال حذاءا برهانا على اعادة حقه في الميراث الذي تركه. 
مع ان راحيل هي الصغرى الا انها ذكرت اولا لانها ماتت في بيت لحم.
فارص ذكر لان هذه الحادثة مثالا يناسب الحالة فيما يختص بالتزامات الولي.

الأحد، 24 نوفمبر 2019

تفسير سفر القضاة



غزو جنوب كنعان (1: 1-21):
"وكان بعد موت يشوع" هذه الكلمات تعتبر افتتاحية الكاتب، اما موت يشوع من حيث الترتيب التاريخي فيظهر في (2: 8). والاصحاح الاول من سفر القضاة عبارة عن مجموعة منوعة ، فالاعداد (2-21) تحتوي على غزو كنعان بواسطة يهوذا وجماعات اخرى اندمجت مع يهوذا في هذا العمل. والاعداد (22- 26) تحكي استيلاء سبط يوسف على بيت ايل، والاعداد (27-36) تذكر قائمة باسماء المدن التي لم تستطع الاسباط الوسطى والشمالية ان تطرد منها السكان الكنعانيين.
"من منا يصعد .. اولا" يسجل سفر العدد 21: 1-3 غزوا من الجنوب سابقا للغزو من الشرق (قارن قض1: 16-17).
"فصعد يهوذا" سبق ان سكن يهوذا وبنوه قبل نزوله الى مصر جزءا من هذه المنطقة (تك38).
"واتوا به الى اورشليم"(7) اورشاليم هي نفسها المذكورة في (تك38). وهذه المدينة الكنعانية اسسها خليط من الحثيين والاموريين (حز16: 3)، على اي حال استيلاء يهوذا على اورشليم ما هو الا حدث منفرد في عملية الغزو سرعان ما اعقبه استرجاع اليبوسيين للمدينة (1: 21).
"بني عناق" قد تعني القوم طوال الاعناق.
"قرية سفر او صوفر" تعني مدينة الكتب او الاسفار.
بنو قناز مع جماعات اخرى من البادية مثل القينيين واليرحمئيليين اتحدوا وذابوا وسط يهوذا.
"وبنو القيني حمي موسى" هو حوباب (4: 11).
"وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان اورشليم"(21) قارن مع يش15 : 63 حيث يطلق اسم يهوذا بدلا من بنيامن. وقارن ايضا يش18: 28. وتقع اورشليم على حدود سبطي يهوذا وبنيامين. في فترة لاحقة استولى داود على المدينة مع ان اليبوسيين استمروا في السكن فيها (2صم24: 16) عن ارونة اليبوسي.
الاستيلاء على بيت ايل (1: 22-26):
الان ننتقل من كنعان الجنوبية الى الوسطى. بيت ايل معناها بيت الله. "فانطلق الرجل الى ارض الحثيين" اي الى سوريا الشمالية، وهذا قد يدل على ان الرجل نفسه كان احد السكان الحثيين الذين استقروا في جبل يهوذا. والمدينة الجديد لوز التي اسسها هذا الرجل غير معروفة.
موجز لعصر القضاة (2: 14-19):
رابطتهم بالله هي التي جعلتهم متماسكين الواحد مع الاخر، فلما ضعفت الرابطة صاروا جبهة منقسمة امام اعدائهم.
ترك بعض الامم لامتحان اسرائيل (2: 20- 3: 6):

ثلاثة اسباب سمح الرب من اجلها للكنعانيين ان يبقوا في الارض بجانب اسرائيل. هي:
  • اولا، ليعاقب اسرائيل عن ارتدادهم الديني (2: 3و20و21).
  • ثانيا، ليمتحن ولاء اسرائيل للرب (2: 22و 3: 4).
  • ثالثا، ليمد اسرائيل بالخبرة في فن الحرب (2:2).
ويضيف سفر التثنية 7: 20-24 سببا رابعا هو:
  • الحيلولة دون ترك الارض لتصير برية قاحلة. "لكي امتحن بهم اسرائيل"(22) هذه القفرة التي نعبر بها نحن كنتيجة (كما العادة في العبرية) جاءت هنا سببية. "كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان"(3: 1) اي الاجيال التي جاءت بعد اولئك الذين ساهموا في عمليات الغزو.

***
الكلمة المترجمة "قطب" ليست سامية لكن يبدو انها كلمة فلسطينية وطنية نقلوها عن وطنهم الاصلي في الاناضول. والظاهر ان الفلسطينيون نزحوا عن "كاريا" في اسيا الصغرى. وكان رجال الحرس الفلسطيني للقصر الملكي في اورشليم يدعون "جلادين" من اصل كلمة عبرية (كاريم) (2صم20: 23 و2مل11: 4 و19). اما اللقب الثاني الذي كان يطلق عليهم احيانا هو "الكريتيون"(1صم30: 14) فله علاقة بجزيرة كريت اثناء هجرتهم نحو الجنوب (عا9: 7) حيث اصعد الله الفلسطينيين من كفتور (كريت) واستقروا في فلسطين حوالي سنة 1190 ق م في مقاطعة كان يحتلها العويون من قبل (تث2: 23) ثم توسعوا بعد ذلك شمالا وشرقا محتلين فلسطين كلها تقريبا (قض13: 1). ودروعهم الموصوفة في (1صم17: 5-7) تذكرنا بالمحاربين في عصر هومروس.
"والحويين سكان لبنان" غزا الحوريون مملكة ارام النهرين بين سنة 1750 – 1600 ق م واسسوا مملكة المتانيين في العراق حوالى سنة 1500 ق م. وانتشروا بسرعة في كنعان. وفي عصر يشوع كانوا يحتلون 4 مدن في الشمال الغربي لاورشليم هي جبعون والكفيرة وبيروت ويعاريم (يش9: 7 و12).
الاستعباد لكوشان والخلاص بيد عثنئيل:
"وعبدوا البعليم والسواري"(7) وبترجمة اخرى "وعبدوا البعليم والعشيروث" وهما الهة الزرع. وكلمة عشيروث تترجم خطا الى السواري وفي مواضع اخرى عشتاروث (2: 13).
بطولة شمجر ابن عناة (3: 31):
يبدو انه لم يكن اسرائيليا ويقول احدهم انه اسم حثي و الكلمتان "بن عناة" يقصد بهما انه كان من اهل بيت عناة في الجليل (1: 33). لكن حتى لو كان كنعانيا فان هجومه على الفلسطينيين انقذ اسرائيل. ويقول احدهم انه كان حليف رمسيس الثاني في اواخر حكمه. وفي هذه الحالة يكون الفلسطينيين الذين هاجمهم شمجر هم الطلائع الاولى للجماعات التي استقرت على الشاطئ الفلسطيني بعد ذلك بخمسين سنة. انا عن "منساس البقر" فقد اقترح انه قد يكون اسم لمركب. وواضح من ذكر اسمه في اغنية دبورة انه كان موفور الشهرة (5: 6).
الاستعباد ليابين ملك كنعان والخلاص بيد دبورة وباراق:
حتى ذلك الحين كان المتسلطون يفدون من الشرق والجنوب الشرقي. اما الان فالتهديد قادم من الشمال. "رئيس جيشه سيسرا" ربما يكون سيسرا اسما من اصل حثي مع ان بعضهم يظن انه يمكن ان يكون ضابطا مصريا في منطقة مجدّو التي يبدو انها كانت تحت النفوذ المصري حتى سنة 1150 ق م. لكن مجدّو نفسها كانت مهجورة عندما نشبت معركة قيشون (5: 19).
"حروشة الامم" ربما تكون "حريرية" الواقعة جنوب شرق حيفا.
"كان له 900 مركبةمن حديد" قوة هذه العربات جعلت سيسرا قويا الى ان استجد موقف صارت فيه هذه العربات عقبة عائقة لا قوة ضاربة، ذلك ان احتشاد اسباط اسرائيل المتضامنة ضده بقيادة باراق اتفق مع هبوب عاصفة هوجاء صيّرت قيشون – وهو في العادة مجرى نهر جاف – حوضا تغمره السيول الجارفة غاصت فيه المركبات.
موقعة قيشون:
لا ينبغي ان نخلط بين نخلة دبورة وبلوطة دبورة (تك35: 8). اسم دبورة معناه نخلة.
"وحابر القيني .. انفرد من قاين" هنا نجد عائلة قينية تعزل نفسها من عشيرتها وتنحدر بعيدا ناحية الشمال حتى وادي يزرعيل طلبا للعيش.
"فازعج الرب سيسرا.." تتضح حالة الازعاج في (5: 20-22). تكرر حادث الفيضان هذا في هزيمة نابليون للجيش التركي في موقعة جبل تابور يوم 16 ابريل 1799م.
مصرع سيسرا:
"وغطته باللحاف" هذا الغطاء كان شبكة لمنع الذباب.
"ففتحت وطب اللبن" اي قربة اللبن المخثر، وله تاثير مخدر ملحوظ.
اغنية دبورة وباراق:
هذه الاغنية تجد مكانها بين الوثائق المنظومة الاخرى عن احداث الغزو في كنعان. كما في سفر ياشر واخبار حروب الرب (يش10: 12 وعد121: 14). واغنية دبورة اطولها واهمها جميعا. وهي اقدم عنصر في سفر القضاة كما هوظاهر في لغتها القديمة. واقسام هذا النشيد الحربي هي:
ع2-3 ديباجة الحمد
4-5 دعاء للرب
6-8 الضياع تحت وطاة الظالمين
9-18 احتشاد الاسباط
19-23 معركة قيشون
24-27 مصرع سيسرا
28-30 ان سيسرا تنتظر عودته
31 الخاتمة
الصورة البادية في ع4، 5 هي صورة الرب وسط السحابة وهو يقود شعبه في سيناء حيث اظهر نفسه لهم لاول مرة بصعوده من صحراء ادوم الى كنعان (تث33: 2 ومز68: 7 وحب3:3).
يتبادر الى الذهن ان ياعيل هي زوجة حابر القيني، التي اشادت بها الاغنية في 5:24 لكن ذكرها في ع5 مقترنة الصلة بشمجر امر غريب. وقد تكون ياعيل اخرى في جيل سابق.
(8) نتيجة ذات مغزى. 8 ب تعكس سياسة نزع السلاح خلال استعبادهم20 سنة (قارن مع حرمانهم من السلاح تحت حكم الفلسطينيين في 1صم13: 19). لاحظ تقدير عدد الجيوش الاسرائيلية المعاصرة لتلك الفترات.
"هناك يثنون على حق الرب" يمدحون اعمال الله الصائبة.، والتي تظهر في نصرة شعبه.
"جاء من افرايم الذين مقرهم بين عماليق" بعض العماليق الرحّل من الجنوب، ترك وطنهم كما فعل حابر القيني (4: 11) وغزوا كنعان الوسطى (3: 13 و6: 3 و33 و 12: 15).
"وبعدك بنيامين" بالنسبة لصرخة بنيامين للحرب (هو5: 8).
"من ماكير" هي القسم الشرقي من منسى ويمكن اتحاد القسمين.
"ماسكون بقضيب القائد" او الكاتب. الاشارة الى الكاتب في تلك الفترة لا تدهشنا اكثر من ذكر قرية سفر (1: 11) فالكتابة كانت تمارس لبضعة قرون من ابجدية لسيرابيت في شبه جزيرة سيناء وهي الصورة الاولى للابجدية السامية. وقد صدرت كميات من البردي من مصر لفينيقيا سنة 1100 ق م (قض8: 14).
ع17 يشير الى جلعاد الذي لم يشارك في الحرب وكذلك راوبين.
"ودان لماذا استوطن السفن؟" الاقرب ان يكون موطنهم على الشاطئ الغربي لكنعان. وحتى اذا كانت هجرتهم الشمالية تمت فعلا (18: 1) فلابد ان جانبا منهم تخلف (13: 2).
"واشير اقام على ساحل البحر" لان منطقتهم سرعان ما اعتدى عليها الفلسطينيون.
"في تعنك على مياه مجدّو" اي في عباب قيشون وربما كانت مجدّو خربة انذاك.
"من السموات حاربوا.." الاشارة الى تفجر السحاب بالسيول التي غمرت قيشون واكتسحت مركبات سيسرا (يش10: 13).
"ميروز" قيل انها خرابة ماروس جنوب قادش نفتالي، والظاهر انها خانت العهد فيما اوكل اليها من مهام في المعركة.
ع26 الوتد يحيب مرادفا لمطرقة العامل (امن3: 16)
"وسحقت راسه" الفعل في العبرية بمعنى نفذ او خرق كما في اي20: 24.
"ولولت ام سيسرا من الشباك" المنظر الاخير في الاغنية مؤثر ونابض بالحياة "بل هي ردت جوابا لنفسها" وكانما ارادت ان تقنع نفسها ان كل شئ على ما يرام.
"فتاة" في العبرية بمعنى محتقر كما في قولنا "مومس".
الخاتمة تستنزل اللعنة على اعداء الرب وتطلب البركة لاحبائه وهي تطابق مز68: 1-3.
الاستعباد لمديان:
المديانيون بدو من الصحراء استخدموا الجمال المدجّنة اول مرة مما جعل الاغارة من مكان قصي سهلا عليهم. وربما جاءوا من موطنهم ملتفين حول راس العقبة (خر2: 15) شمالا ثم اخترقوا شرق الاردن وسلكوا نفس الطريق الذي اتبعه الاسرائليون قبلا، وعبروا الاردن وغزوا كنعان الوسطى، وتللوا حتى وصلوا غزة (4). ومن الجائز انه لقوا هزيمة في ارض مواب على يد هدد ملك ادوم المذكور في تك36: 35 حوالي سنة 1100 ق م.
"بنو المشرق" وصف عام للبدو في صحراء سوريا (تك29: 1) حيث يستعم التعبير عن اهل الريف في اعالي العراق.
النبي :
"ان الرب ارسل رجلا نبيا الى بني اسرائيل" رسالة النبي لا تختلف عن رسالة الملاك في بوكيم.
ملاك الرب يزور جدعون:
"فالتفت اليه الرب" هذا التحول من ملاك الرب الىالرب نفسه شائع في مثل هذه الاحداث التي يظهر فيها الرب.
يمكن مقارنة الخوف من رؤية الرب (قض13: 23 وخر32: 20). "يهوة شلوم" الاسم مرتبط بالكلمتين "سلام لك".
"وعبروا ونزلوا في وادي يزرعيل" يحتمل ان المديانيين في ذلك الوقت قتلوا اخوة جدعون عند تابور (8: 18).
"ولبس روح الرب جدعون" تعبير عن الامتلاك التام. هكذا يصير جدعون رداءا للروح.
حذف افرايم وهو اقوى الاسباط الوسطى امر جدير بالملاحظة.
جزة الصوف:
يجوز انه بعد العلامة الاولى ان جدعون تصور ان الارض الصخرية تجف اسرع من الجزة وبالتالي فليست معجزة، اما النتيجة العكسية فهي العلامة المميزة.
"عين حرود" تعني نبع الارتعاد، وقد تكون عين جلود اسفل جبل جلبوع.
"تل مورة" (مهبط الوحي) شمال جلبوع عبر وادي يزرعيل.
جلعاد المعروف لنا يقع شمال شرق الاردن، فهل كان هناك جلعاد اخر في نفتالي؟ يحرّف احدهم اللفظ الى جلود.
طبيعة امتحان الرجال غير واضحة . لان ولوغ الماءء باللسان كما يفعل الكلب (5) لا يتم بتقريب اليد للفم.
الجثو على الركبة للشرب قد يبدو اهمالا يعتبر جريمة اثناء مجابهة العدو. اما الذين يلغون بايديهم الى افواههم فيبقون منتبهين لاي هجوم مفاجئ.
الاشارة الى "يوم مديان" (اش9: 4).
يبدو ان بني افرايم ظنوا ان عدم طلب معاونتهم في البدء قصد به حرمانهم من شرف مساهمتهم في الانتصار. على ان جدعون تكلم معهم بلباقة وهدّا من اتيائهم. ومعاملة جدعون لهم تخالف بشكل ملحوظ معاملة يفتاح لهم فيما بعد (12: 1).
مطاردة زبح وصلمناع:
"من عند عقرة حارس" اي قبل طلوع الشمس. حارس كلمة نادرة الاستعمال بدلا من شمس.
"فكتب له رؤساء سكوت" هذه اشارة عرضية هامة تدل على ان الكتابة كانت شائعة (5: 14) حيث تمكن هذاالاسير من القراءة والكتابة. ربما كتب هذا الشاب قائمة باسماء رؤساء سكوت على قطعة فخار "وعلم بها اهل سكوت"(16) اي جعلهم يعرفون.
دعى جدعون لملكية وراثية لكنه رفض لان "الرب يتسلط عليكم"(قارن مع 1صم10: 19).
"لانهم اسماعيليون" وهذه مطابقة مدهشة لتبادل اسمي المديانيين والاسماعيليين كما في قصة بيع يوسف (تك37: 25 و39: 1)، فاسماعيل ومديان من ابناء ابراهيم.
"افودا" لعلها تختلف عن الحلة الكهنوتية اوانها استخدمت في العرافة.
قصة ابيمالك:
قصة جدعون:
مع ان جدعون رفض الملك الوراثي الا ان بعض افراد اسرته كانت لهم فيما يبدو افكارا اخرى. حيث يتبين ان ابيمالك خيل اليه ان هناك احتمالا بان اخوته من سلالة ابيعزر قد يمارسون الحكم المشترك على جزء من البلاد. "شكيم" معناها كتف نظرا لوقوعها على العتبة بين عيبال وجرزيم.
هذا النوع من الاساطير "مرة ذهبت الاشجار لتمسح ملكا.." يقارن بما جاء عن يؤاش في 2مل14: 9. والاطورة تعكس الفكرة الهزيلة عن قيمة الحكم الملكي، فشجر العوسج الذي لا فائدة منه لديه وقت الفراغ اللازم لجعله ملكا على الاشجار لكنه لا يستطيع ان يوفر لهم الظل. ومن ثم فهو اقرب الى ان تلتهمه النيران وتلتهم معه كل الاشجار. والاشجار التي تقوم بخدمات نافعة (كما فعل جدعون) لا وقت لديها لوظيفة الملك.
"كانوا يستلبون (يسلبون) كل من عبر بهم في الطريق"(25) هكذا حرموا ابيمالك من الضرائب التي كان يجبيها عنوة من التجار المارين بمملكته.

خطية جبعة الشنيعة :
يسرد ص21 فاحشة ارتكبتها قرية ورد فعل اﻻسباط. "وبنوا هناك مذبحا"(4). هذا اجراء غريب لانه واضح في (20: 26) ان المذبح كان موجودا هناك. ويقترح ان الاشارة قد تكون الى قسم غريب مهيب.
"لم يات الى المحلة رجل من يابيش جلعاد"(8). تعزى الصلة الوثيقة بين يابيش جلعاد وعشيرة بنيامين الى زواج هؤلاء الفتيات من البنيامينيين الذين بقوا احياء (هذه الصلة لوحظت بصفة خاصة في عهد الملك شاول وهو بنياميني) قارن مع تصرف شاول في الدفاع عن اهل يابيش ضد العمونيين (1صم11) ثم انقاذ سكان يابيشجثة شاول من فوق اسوار بيت شان (1صم31). ونظر لارتباط شاول بجبعة. هل كان هناك ارتباط سابق منع اهل يابيش من الانضمام للحرب الانتقامية ضد تلك المدينة؟ 
عدد 22 يقدم حيلة .. بحيلتهم هذه رفعوا عن رجال شيلوه وزر تسليم بناتهم طوعا واختيار اذ يعد ذلك نقضا للحلف الذي حلفوه (1).
"في تلك الايام.."(25) قارن مع (17: 6 و18: 1 و 19: 1).

الخميس، 21 نوفمبر 2019

لعن شجرة التين



تساؤلات في حادثة لعن شجرة التينة:
1- المسيح هنا جاع وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست!! والسؤال هل هذا الموقف يمكن تفسيره بطريقة بسيطة؟ وهل المسيح الذي صام من قبل 40 يومًا ورفض أن يطلب من الآب أن يُحوِّل له الحجارة خبزًا، حينما لا يجد تينًا على الشجرة يلعنها لأنه جائع. 
2- والأعجب أن الوقت ليس وقت إثمار التين (مر13:11). 
   من هذين السؤالين نفهم أنه لا يمكن تفسير هذه القصة إلاّ رمزيًا. فشجرة التين تشير لإسرائيل (لو6:13-9، هو10:9، يؤ7:1، يه12). فالمسيح لا يشبع من التين بل من الثمار الروحية المباركة التي يراها في المؤمنين (يو31:14-35). ومنها نفهم أن المسيح يفرح بإيمان البشر، هذا ما يشبعه (أش11:53). وكان المسيح يتمنى أن يؤمن به اليهود فيشبع ولكنه كان يعلم أنهم لن يؤمنوا، فهذا ليس وقت إثمار شجرة التين اليهودية أي إيمان اليهود، فالمسيح "جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله" (يو1 : 12) . 

والمسيح لعنها إشارة لهدم القديم لتقوم شجرة التين المسيحية أي الكنيسة، ينتهي عهد قديم ليبدأ عهد جديد. لا يمكن أن تقوم مملكة السيد إلاّ بهدم مملكة الظلمة. 

ولاحظ أن لعن الأمة اليهودية كان بسبب عدم إيمانهم بالمسيح وصلبهم للسيد. بعد أن قدَّم لهم السيد كل إمكانيات الإثمار من ناموس وشريعة وأنبياء. لكنهم ظل لهم الورق، أي منظرًا حلوًا. فهم لهم طقوسهم وهيكلهم وناموسهم، لكنهم للأسف بدون ثمار، والثمار التي يريدها الله هي إيمانهم وأعمالهم الصالحة. والأوراق بدون ثمر تشير للرياء والرياء هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن مثل من له صورة التقوى ولكنه ينكر قوتها وهو بلا ثمر (2تي5:3). وتذكرنا أوراق التين، بما فعله آدم حين غطى نفسه بأوراق تين فلم تستره، لكن الله قدًّم له الحل في ذبيحة تشير لذبيحة المسيح وستره بها. وهذا يعني أن كل من يحاول أن يستر نفسه بأعمال تدين ظاهري دون ثمار إيمان داخلية، إيمان بصليب المسيح وفدائه يكون قد فعل كآدم ولم يستر نفسه.
***
.. وبلعنه للتينة لعن المظاهر الخارجية والرياء

نفس المظاهر التى وجدها فى المرائين فى أيامه ...القبور المبيضة من الخارج...الكأس الذى ينظفونه من الخارج فقط الذين يهتمون كثيرا بغسل أيديهم بينما أيديهم ملآنة دما....أنه الورق الذى يعطى منظرا خداعا والحقيقة لا ثمر....

رأى الرب فى التينة صورة الكتبة والفريسيين

لقد كانوا مثلها أشجارا مورقة بلا ثمر ..فأخجلهم بلعن التينة

ولذلك نجده بعد ذلك بقليل يقول ( ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون....) ( متى 23 ) شارحا أمثلة عديدة من ريائهم وحبهم للمظاهر الخارجية

رأى الرب فى التينة صورة لرياء عصره كله.

رآها صورة للكهنة الذين وضعهم الله ليقودوا الناس فى الخير فإذا بهم يقودون يهوذا الى الخيانة والشهود الى شهادة الزور وحراس القبر إلى الكذب وأخذ الرشوة كما يقودون الشعب الى الضلال والتآمر...فقال عنهم مثل الكرامين الأردياء ( متى 21 : 33 - 43 ) ورأى فى التينة أيضا صورة الهيكل الذى جُعل للعبادة وهو من الداخل ( جعلوه مغارة للصوص)( متى 21 : 13 )

لقد وضع خطايا العالم أمامه فى هذا الأسبوع.

ألم يكن مزمعا فى هذه الأيام أن يحملها جميعا لذلك تأملها جميعها وامتلأت نفسه مرارة بسببها . رأى أمامه الرياء حتى فى أوساط المعلمين والكهنة لم يجد ثمرا فى الكرمة التى غرسها( أش 5 ) ولا فى الكرامين ولا فى الهيكل ولا فى القادة العميان...لذلك جاع أخيرا إذ لم يجد شيئا يتغذى به ولكن ماذا نقول عن كل هذا الرياء والفساد الذى رآه ؟ لقد لعنه وأدانه حقا ولكنه:

سيحمل كل هذا على صليبه ليغفره للتائبين.

وهذه القبور المبيضة من الخارج كل من آمن وتاب منها حمل المسيح كل ما فى داخله من عظام نتنة ودفع عنه دينه للعدل الألهى من فوق الصليب.

المراجع:
ابونا انطونيوس فهمي http://www.frantoniosfahmy.com/articles/331
البابا شنودة الثالث - تأملات في اسبوع اﻻﻻم.