الجمعة، 30 أغسطس 2019

الفداء : ص49- 53


الفداء (ص49-57)
المقطع الثاني من مقاطع "عبد الرب" – مهمته (49: 1-6):
يستهل هذا اﻻصحاح بسماع صوت العبد وهو يروي كيفية دعوته الى مهمته. فيما هو يعلن وعيه بتبعات مهمته 01-3). وعلى الرغم من الرفض الماضي من الشعب لرسالته اﻻ ان المستقبل مضمون بيد الرب (4).. انه يرى اخفاق مهمته. على ان هذا الرفض سيؤول الى بركة الامم حتى ان اﻻرض كلها سيؤتى بها في النهاية (6).
جعل فمي كسيف حاد.. وجعلني سهما مبريا" تفصح اللغة المعبرة هنا عن حقيقة كون هذه الكلمة هي كلمة الله عينها القادرة وحدها على اختراق الجدران الفاصلة في دفاعات البشر المعاندة وعلى اﻻتيان بنور الحياة (يو6: 63 ورؤ1: 16).
وقال لي انت عبدي. اسرائيل الذي به اتمجد" اخفق اسرائيل في تمجيد اسم الرب وها هو من اقيم ليتمم قصد الله.
الرب يخاطب عبده (7-13):
ارض سينيم" ربما تكون اسوان فهناك كانت جالية يهودية (حز29: 10 و30: 6).
الخلاص مضمون لصهيون (14-26): نقشتك" اشارة الى عادة الوشم.
محبة الرب (1-3):
رباط الزواج المعقود بين الله والمسبيين ﻻ يمكن ان تفصم عراه ابدا. فالله يسالهم "اين كتاب طلاق امكم؟".
***

المقطع الثالث من مقاطع "العبد" – طاعته توكله (4-9)”
مرة اخرى نسمع صوت العبد ملبيا دعوة الرب. مما يفيدنا هنا ان نلاحظ الملامح البدنية التي تتخذها اﻻﻻم هنا من ضرب ونتف شعر وعار وبصق (6).
البركات التي ستعقب عمل العبد (50: 10-52: 12):
حض على اﻻيمان (10و11):
فالذين هم في الظلمات مدعوين للاتكال والثقة عليه. والذين يجدون في انفسهم كفاية ذاتية ويوجهون مسلكهم بموجب حكمتهم سوف يجدون الحزن في نهاية المطاف.
ثلاث كلمات الى البقية المختارة (1-8):
اسمعوا، انصتوا.. اسمعوا" (1و 4و7). انهم مدعوين للنظر الى الصخر (1-3) التامل في اصلهم. والتزام الشريعة (4-6) وعدم مراعاة اي خوف (7و8). وكما خرج ابراهيم من بابل قديما وسار امة عظيمة هكذا سيخرج من نسله من يؤسسوا تلك اﻻمة الجديدة.
كانت السموات، بكثرة نجومها، قديما علامة ﻻبراهيم على اﻻوﻻد الذين سيكونون بعده. وليست هي اﻻن لمفديي اسرائيل اﻻ علامة على الزوال.
صرخة اﻻمة يجيب عنها الرب (9-16):
تؤلف هذه اﻻعداد الرسالة اﻻولى من 3 رسائل تبدا كل منها بدعوة الى اﻻستيقاظ والنهوض (اﻻخريان في 51: 17 و52: 1). ذلك ان اﻻمة تصرخ طالبة تدخل الرب (9-11) فتجاب بكلام تعزية وتشجيع (12-16).
نداء الرب الى شعبه (51: 17-23):
يظهر الرب لشعبه اﻻﻻم الناجمة عن الخطية ويعدهم بالنجاة.
دعوة الرب جوابا لشعبه (1-12):
كانت صرخة الشعب "استيقظي.. البسي قوة يا ذراع الرب" وها هوذا الرب يجيب اﻻن "استيقظي.. البسي عزتك يا صهيون".
ماذا لي هنا؟" اي ليس لي شان هنا. “يبصرون عينا لعين" اي عيانا يرون كيف يرجع الرب الى صهيون. والمعنى انه بوضوح الرؤية اذ ينظر انسان في عيني اخر سيعاين المسبيون اﻻتي..
***
المقطع الرابع من مقاطع العبد (52: 13-53: 12):
خلاصة تمهيدية (13-15):
هذه اﻻعداد في الواقع خلاصة للاصحاح 53 بمجمله. ينتقل من السمو (13) الى التالم (14) فالى الظفر والتمجيد (15). في سبيل الوصول الى العرش يسلك سبيل محفوف باﻻوجاع والذي فيه "اندهش منك كثيرون". فكما تاثر الناس من مشهد اﻻمه هكذا سيذهلون بمشهد مجده "ينضح" اي يذهل (15) وكلمة "هكذا" تقابل "كما" في عدد 14. لكن الكلمة في اﻻصل تعني "يرش" في اشارة الى عمله كفاد "يطهر". وقوله “يسد ملوك افواههم" اي تعجبا. سوف يكونون عاجزين عن الكلام.
سيرته واﻻمه حتى الموت (1-9):
احزاننا حملها.. مجروح ﻻجل معاصينا" تالم ظلما فيما اﻻحرى واجبا علينا ان نتالم نحن. حتى اذا ادت الاﻻم الى الموت تبين للامة ان ذلك جزءا من ارادة الرب – الطريقة العجيبة ﻻبادة الشر واﻻتيان بالبر الكامل.
فما اعظمه من اعلان تبدو معه "الشفقة وقاحة والعطف قلة احترام". ﻻ يملك المرء هنا اﻻ ان يستشعر عظمة السر.

القسم الثاني من اشعياء : 43 - 47


تابع: النجاة من بابل:
ان الخلاص من بابل سيكون عملا اعظم اذ انه سيكون "امرا جديدا" من صنع الله نفسه (19). حتى ان البرية التي تجتازها اسرائيل باﻻمها الحاضرة سوف تزهر وتثمر، مما يؤدى الى مدح فاديها (20و21). ولن يكون فعل التجديد هذا بسبب استحقاقها، لانها لا تستحق، بل انها في الواقع فشلت فشلا ذريعا في العمل بوصية الله (22و23) “استخدمتني بخطاياك" او اثقلتني. ان الرب سيغفر خطاياها ﻻجل نفسه ونعمته.
الوثوق بالله (44: 1-5):
لنا في ص44 ثلاث اخر من رسائل الرب. وهي مرتبطة ايضا بالتصريح "عبدي" بواسطة الكلمتين "واﻻن". واﻻولى: رسالة عزاء تدعو الى عد الخوف (2) ﻻن الهها مزمع ان يسكب روحه على نسلها (3-5).
يشورون" (تث32: 15 و33: 5 و26). واﻻرجح معناها "مستقيم". لهذه الغاية كوّن الله اسرائيل ، كي تكون للحكمة والبر اﻻلهيين بمثابة الي للانسان. ها هو سر الفداء. وفي جميع هذه الرسائل تبرز فكرتا الخلق والفداء. فان اسرائيل مدعوة باسم يعقوب جنبا الى جنب توضع اسرائيل التي يراها الله بارة ومستقيمة.
الحماقة المطلقة في العبادة الوثنية (6-23):
يعود النبي الى موضوع سبق الكلام عنه.. غي انه يوضع اﻻن في صورة التعبير اﻻكثر رهبة وتدميرا. فها هنا تهكم على اﻻلهة الزائفة (9-11) وبطريقة صناعتها (12-14) وببطلانها (15-17) وزيف ادعاءاتها (18-20). واﻻعداد 21-23 تجدد الوعد بالغفران.
تسمية كورش اداة بيد الرب (44: 24-45: 25):
اختيار كورش (24-28):
القائل للجة انشفي" اشارة للحيلة التي لجا اليها كورش في اﻻستيلاء على بابل. فبواسطة عمل هندسي، حوّل مجرى الفرات عبر المدينة وادخل جيشه عبر المجرى الذي جفّ. “راعيّ" لقب يستعمل للملوك وبصفة خاصة كورش ﻻنه جمع خراف اسرائيل المشتتة من اراض بعيدة.
في ص45 يوجد 4 رسائل متصلة اتصالا وثيقا بكورش كمحقق للمشيئة اﻻلهية. والويل لمن يعارض حكمه والخلاص العتيد هو خلاص ابدي.
اما وقد اعلن الله ان كورش سيكون راعي اسرائيل ، يخاطبه اﻻن شخصيا. ذلك انه سيقام ﻻجل هذه المهمة الخطيرة، ويقوم بالعمل المعين له، ولو لم يكن عليما بما يقوم به فعلا وﻻ بسبب قيامه به (4و5) اما رافض هذا المرسل فالويل له (9و10).
مسيحي" كورش اممي ممسوح من الله لهذه المهمة الجبارة. “مصراعي النحاس" يقول هيرودت المؤرخ ان ابواب بابل النحاسة بلغت مئة بابل جميعها شرّعت امامه. وتكشف الكنوز لالمخبوءة الطمورة في اقبية المدينة ومخابئها السرية. “لكي تعرف..” سيعرف كورش ان اله اسرائيل اعظم اله. “لقبتك" باللقبين راعي ومسيح. “نطّقتك" اي شددت منطقتك. “خالق النور والظلمة" بالمفارقة مع الفرس الذين امنوا بوجود الهين يتقاسمان السيادة على العالم- هما ارمزد اله النور واهريمان الروح الشرير- “اقطري ايتها السموات" هذا وص شعري للفرح الذي سيعم. بالمقابلة مع الويل لمن يرفضون الوصية (9).
التوكيد مجددا ان كورش مقام من الله (11-13):
يمكن قراءة اﻻعداد كالتالي: “العلكم عن اﻻتيات تسالونني (بوقاحة)؟ ام من جهة بنيّ وعمل يديّ توصونني؟" فيصبح المعنى انه من الخطا ان يسال اسرائيل الله او يشكك في وعوده.
النصر اﻻبدي (14-17):
لطالما كان الله "الها محتجبا" لكن اﻻعلان الكامل لمشيئته يلوح اﻻن فلا يكون عن ذلك جواب سوى التعبد الذي يفوق التعبير.
توق الرب الى خلاص اﻻرض كلها (18-25):
لم اتكلم بالخفاء" ان كلام الله ﻻ يشبه اقوال الوحي عند الوثني بل هو صريح وواضح. فان اعلان الرب لم يكن مكتوما كانه سر.
***
نبوة متعلقة ببابل (ص46-47):
جلال الله يستعلن في سقوط بابل (1-13)
بيل ونبو الهي بابل الرئيسيين محموﻻن على البهائم المتعبة (1و2). انها تحمل مسبية معهم. وبالمقابل فان اله اسرائيل يحمل شعبه. وﻻحظ دخول اسماء اﻻلهة في اسماء مركبة "بيلشاصر" و "نبوخذنصذر". بيل يماثل بعل ونبو يماثل هرمس اليوناني وانوبيس المصري.
كونوا رجالا" تصرفوا كناضجين.. “الكاسر"(11) لقب اخر لكورش ﻻتساع دائرة فتوحاته.
سقوط بابل (1-15):
نشيد ساخر حول هلاك بابل. فان تلك السيدة المرفهة تصير خادمة ذليلة. يصف النبي تعاطيها السحر منذ صباها (12-15).
الجالسة بالطمانينة" هزا البابليون بكورش لما اتى عليهم.
بغتة في يوم واحد" فتح كورش المدينة حرفيا "بلا معركة وﻻ قتال"
تعبت منذ صباك" هذه اشارة تعود بنا الى تك11. “ليس هو جمرا" بل نارا جارفة تلتهم كل ما امامها.
عناية الله (1-22):
اشادة رائعة بالرحمة اﻻلهية. هذه الرحمة ﻻسرائيل العنيد فهم مازالوا "بيت يعقوب" وان كانوا مدعوين ﻻن يكونوا "اسرائيل".
حتمية اتمام ما تنبئ به (1-11):
مياه يهوذا" السبط الملكي سيخلع اسمه على شعب اسرائيل بكامله. وفي المياه اشارة الى البركة المقرر ان تفيض من ذلك النبع العظيم الواحد. “عضل من حديد عنقك"(خر32: 9).
قد سمعت..” ها انتم تنظرون ذلك جاريا امام انظاركم ما تنبات به.
قد نقيتك وليس بفضة" اي ان نيران التنقية التي اجتازت فيها اسرائيل كانت اشد حموا من نار تنقية الفضة. “اخترتك في كور المشقة" اختبرتك او امتحنتك.
السيادة اﻻلهية ظهرت في كورش (12-16):
ارسلني الرب وروحه" ثمة من يقراها "ارسلني الرب وارسل روحه".
بركة الطاعة (17-19).
دعوة الى المناداة بصنيع الرب (20-22). سيكون الخروج من بابل زمن تنم تتردد فيه لعجائب القديمة.

تفسير سفر اشعياء

الخميس، 29 أغسطس 2019

مزيد من نبوات اشعياء

مزيد من اﻻقوال اﻻلهية المستقلة (8: 19-22): 

العددان 19 و20 انتهار للذين كانوا ينتذرون للممارسات اﻻرواحية، والرجوع فقط لكلمة الله طلبا للارشاد والهداية. اما العددان 21 و22 فيصوران انسانا يعبر صحراء قاحلة ، وبسبب اهوال السبيل يخور ويغتاظ ويلعن الله والملك. 

نبوءة بميلاد المسيح وبملكوته (9: 1-7): 

في هذه الرؤيا التي تظهر ملكا بارا يملك على شعب اعتق من عبودية رهيبة. 

ما برح الوعد بالنجاة، حتى ان المناطق التي كانت معاناتها اشد ستكون هي التي تبتهج لخلاص الرب اكثر من سواها (1و2). نحن اذا اﻻن بصدد اكثر مقاطع الكتاب اثارة وتشويقا. اذ بعد دعوة الشعب للابتهاج بفجر جديد سيشرق على شعوب اﻻرض المقهورة (3و4). يوالي النبي كلامه ليظهر كيف سيتم اﻻمر. ذلك ان الملك الذي طالما تاق اليه جميع اسرائيل وانتظروه هو مزمع ان يتولى الملك وستختبر اﻻرض كلها عزة سلطانه، والهام حكمه الخلاصي (6و7). 

سيكون السلام ابرز خصائص ملكه وستلقى اﻻعتدة واﻻسلحة طعاما للنيران (5). ان لهذا الملك اﻻتي من العظمة واﻻقتدار ما يقصر عن وصفه اي لقب من القاب الجلالة، وان كثرة اﻻسماء ذات الدﻻلة تشمل "الها قديرا" وهاتان الكلمتان في صميم نبوة هي واحدة من اعظم النبوات المسيانية. 

في الزمان اﻻول اهان الرب ارض زبولون ونفتالي (وهما من المناطق التي غزاها تغلث فلاسر) ولكنه في اﻻيام اﻻخيرة قد كسا مجدا اﻻرض التي كانت في حوزة اﻻمم حيث لصيغة الماضي التام او المحقق معنى المستقبل اذ تستعمل نبويا. 

خراب اسرائيل (9: 8-10: 4): 

يعود النبي من رسالة السلام للبقية المختارة للكلام عن الخراب الذي سيحل بالمملكة الشمالية. فهي لم تستق العبرة من اﻻختبارات الرهيبة في تاريخها السابق. وهذا الجزء من 4 مقاطع ينتهي كل منها بالقول "مع كل هذا ..”. 

دينونة اشور (5-34): 

خطة اشور وخطة الرب (5-15): 

كان الشعب يتطلع الى اشور طلبا للعون. اما اشعياء فقد اعلن ان اشور ليست اﻻ اداة بيد الرب لتاديب شعبه "ويل ﻻشور قضيب غضبي..”. وصيغ هذا العدد هكذا "هلم يا اشور يا قضيب غضبي، ويا عصا سخطي! على امة كافرة سارسله، وعلى شعب اثار بشدة غيظي"(5و6). 

مصير اشور ويهوذا (16-23):  
في وسط الدينونة توجد بقية تقية.
***

عزاء صهيون يكون في توكيد هلاك اشور (24-34): 
تعزز الرسالة بوصف درامي لجيش غاز يزحف دون مقاومة صوب اورشليم (28-32)، اﻻ انه يلقى التدمير الكامل لحظة اعتقاده بالنصر الكامل. يشبه خراب اشور بسقوط غابة بفعل عاصفة هوجاء (33 و34). 

حلول البركة على اسرائيل في اخر اﻻيام (11: 1-16) 

المسيا: شخصه وملكوته (11: 1-9): 
اما وقد تم تدمير عدو يهوذا، يعود النبي للحديث عن المسيا. فيف اوﻻ شخصه (1) مصورا صفاته (2) ومنهج حكمه (3-5). وبعد ذلك يعرض نتائج ملكه عرضا بليغا متالقا. اذ ان اجواء الفردوس ستعم الخليقة الحيوانية كلها، ويمتع العالم بفداء كوني شامل (6-8). 

ان ما تراه العينان غالبا ما يكون مضللا وما تسمعه اﻻذان ﻻ يكون الحق كلها . اما في مملكة المسيا فسيكون الحكم على اساس المعرفة المطلقة وتكون القرارات نتيجة الفهم الكامل. العودة الظافرة (10-16): تبلغ النبوة هنا ذروة بالوعد الذي يؤكد عودة شعبه المشتت على جادة ممهدة. “يمده يده ثانية..” كانت المرة اﻻولى في الخروج من مصر. بعد اشور يشير الى اﻻمم اﻻخرى التي تهدد يهوذا انئذ. ومشار اليها كانها رمز للارض كلها. 

ترنيمة شكر (12: 1-6): 
في هذا النشيد اتجاهان: اﻻول في العددين 1و2 حيث نسمع اﻻمة نفسها تشيد بحمد الهها والثاني 3-6 حيث يخاطب النبي اﻻمة التي اختبرت هذا الخلاص العظيم. هذا النشيد مطابق لما ورد في خر15. 

اﻻصحاحات اﻻولى من اشعياء

تابع - طغيان وفوضى:
كل واحد سيجني ما زرع (10و11). وحال البلاط من الرداءة بحيث ان الحاكمين انفسهم تحكمهم سيدات البلاط فيتصرفون كاوﻻد (12). 

“الماهر بين الصناع والحاذق بالرقية" اشارة الى تفشي الخرافة والعرافة. 

“لك ثوب" (6) اما ان يكون المعنى ان الفقر كان متفشيا للغاية حتى يعتبر اكتشافا مهما العثور على من له ثوب، واما ان الثوب يشير الى رداء مهنة خاصة. 

“اغاظة عيني مجده"(8) قارن 65: 3 وفي ترجمة اخرى "حضرته المجيدة". “نظر وجوههم"(9) في ترجمة اخرى "محاباتهم للوجوه". 

دينونة الرب للرؤساء (13-15) ودينونته لبنات صهيون (3: 16-4: 1) فحتى النساء تورطن في الحالة الرهيبة لذلك فنصيبهم البوار (16و17) ويتضح قوة الصورة المعروضة هنا بالمقارنة مع التنعم الذي اعتدن عليه (18-24). الصورة العامة الفقر بجانب اﻻسراف المتعجرف (16) لذلك فسوف تحل عليهن لعنة الشرق الرهيبة بان يصرن عوانس (4: 1). 

في ﻻئحة زينتهن نجد “حناجر الشمامات" وهي قوارير الطيب.. “العطف .. واﻻكياس" المعاطف والحقائب. 

رؤيا تعزية وسلام (2-6): 

ينهي هذا القسم من السفر برؤيا سلام كما هي الحال عند ختام خطابات النبي الرئيسية، حيث تلخص تلك الخطابات وتكمل بايراد مثل تلك الرؤى. سوف يسود البر والقداسة ويعودا عمودا النار والسحاب ليكونا ، مجددا، مجدا للامة وسياجا للدفاع اما في الوسط فسوف تقوم خيمة الرب، حيث يجد القلب المشتاق تعزية وراحة ابدية. 

“غصن للرب" قارن ار23: 5 و33: 15 وزك3: 8 و6: 12 وهي اشارة للشخص الذي يملك بالبر وهو فرع من عشيرة داود. 

احكام دينونة الله على الخطية (5: 1-30): 

التغير المفاجئ في عدد 7 تشديد على الرسالة الحاسمة ثم يعقب ذلك 6 ويلات هي قضاء المحبة اﻻبدية على المالكين الجشعين (8-10) والسكيرين (11-17) وغير المؤمنين (18 و19) واعداء النظام اﻻخلاقي (20) والواثقين بذواتهم (21) والقضاة الظالمين (22-24). وبعد ذلك يرد اﻻعلان ان الرب بنفسه سوف يستدعي جحافل اﻻشوريين لتدمير يهوذا (25-30). 

دعوة اشعياء (6: 1-13): 

يربط رؤيته للرب بمناسبة حزن قومي بموت الملك. التوكيد هنا على سيادة الرب اذ ليس للكون على مدى الدهور المتعاقبة اﻻ حاكم اعلى واحد، اذياله اي اطراف ثوبه الملوكي تملا الهيكل. ها هو اشعياء يرى اﻻن ان اهم صفات اله اسرائيل هو انه قدوس وسيكون الله اﻻن وفيما بعد "قدوس اسرائيل". 

اما الرسالة فهي تحوي حكما رهيبا. ومع ان الناس سيسمعون ويبصرون ما يتعلق بها اﻻ انهم لن يفهموا مضامينها، وسوف يزدادون عمى وعمها وتتقسى قلوبهم وﻻ تلين وتخرب اﻻمة خراب البطمة والبلوطة التي وان قطعت يكون ساقها “زرعا مقدسا” اي ان وسط الخراب الشامل سيكون هناك وعد ببقية تقية. 

رسالة الرب الى احاز (7: 1-25): 

“ﻻ تخف.. هاتين الشعلتين المدخنتين" اي ان هذين الملكين لن يشكلا خطرا فليسا حالهما افضل من عودين مدخنين. يظهر اشعياء احتقاره لهما. 

“بن طبئيل" ان النبي وهو عالم بالخطة الى حد علمه باسم الشخص الذي قر القائمون بها تنصيبه ملكا، هذا اﻻسم ارامي، فمن المرجح انه دمية في يد ملك ارام. 

“راس ارام دمشق ..”(8) معنى اﻻية واﻻية التالية لها هو هذا: "ﻻ تنظر الى القوة الظاهرة لدى ارام واسرائيل. فلا تخف منهما اذ ليس راسيهما اﻻ رصين وبن رمليا الغر. اﻻ ان اورشليم هي راس يهوذا وراس اورشليم هو الرب". 

"في مدة 65 سنة ..” يعتبر بعض المفسرين هذه الكلمات بمثابة حاشية اضافها كاتب ﻻحق، اذ انه ليس من عادة اﻻنبياء تحديد وقت اتمام نبوءاتهم. ولكن قارن ار25: 12 و13. 

رفض الملك واعطاء اﻻية (7: 10-16): 

لكي يؤكد صحة كلامه طلب اشعياء من الملك ان يسال اية اﻻ انه يرفض خشية ان يتطلب ذلك تغييرا في السياسة التي ينتهجها ولكن اﻻية تعطى رغم ذلك (14). وهي مجئ عمانوئيل ذلك اﻻسم العظيم. فالله لن يتخلى عن شعبه. 

“اية" ليست بالضرورة عجائبية ولكنها علامة محسوسة. 

“ﻻ اجرب..” ليس هذا اﻻ محض رياء ومكر. رفضه هذا هو رفض لمعونة السماء. 

في العددين 15 و16 يجرى تصور عملية انقاذ مبكرة. ووﻻدة اﻻبن الذي يحمل اﻻسم المقدس هي علامة تبشر ان النجاة حق يقين. اﻻ ان الطريق لم يفتح ﻻتمام النجاة والخلاص الاخير واﻻكثر شموﻻ اﻻ بمجئ ابن الله وتجسده فقط. 

وفيما يخص بالمملكة اﻻتية التي يتحدث عنها اشعياء (7: 16-18 و 8: 8) قال احدهم: ان اﻻصحاحات 7-9 ينظر الى الدولة اﻻشورية انها امبراطورية عالمية حتى ان الممالك اﻻربع من البابلية الى الرومانية تختزل فيها واذا كان النبي يفكر بابن العذراء الذي ينشا في ظل الظلم اﻻشوري فان هذا صحيح عن يسوع الذي ولد في ظل الامبراطورية الرومانية. 

تخريب ارض يهوذا (17-25): 

يستخدم استعارات الذباب والموسى المستاجرة والشعب الذي يهبط للعيشة الصحراوية (19 و21 و22). 

حتمية الدينونة (8: 1-22): 

رفض مشورة النبي (1-18): 

وسط هذا التحالف ﻻ يجب ان يخشى الشعب اﻻ الله (9-15). ذلك هو عبء رسالة النبي الذي ما ان يواجه بالرفض حتى يشعر انه من غير النافع ان يوالي اﻻضطلاع بخدمته. هذه المناسبة هي الفرصة المواتية للاعتزال، ولذلك يركن الى التركيز على تلاميذه في انتظار استعلان مشيئة قدوس اسرائيل (16-18). 

“بقلم انسان" اي بحروف بارزة. معنى اسم الطفل هو اسرع الى السلب عجّل بالنهب. وهو يحمل دينونة ﻻرام واسرائيل. “غنيمة السامرة" سقطت السامرة بعد 10 سنوات على سقوط دمشق اي 722ق.م. “مياه شيلوه" هي نفسها عين سلوام وكانت المياه تجري هادئة وﻻ توجد وجه مقارنة مع نهر الفرات العظيم. “سر برصين..” توجد ترجمة اخرى هي "ذاب خوفا امام". والمقارنة بين النهر وجيش اشور ملائمة جدا. 

وردت اﻻية الثامنة في الترجمة الشعرية صاغها احد اﻻدباء هكذا: 

سيطمو حتى يكتسح يهوذا، طوفانا غامرا يبلغ الى العنق، ولكن جناحي الرب المبسوطتين سيغطيان عرض اﻻرض فان معنا الله. 

“هيجوا" يؤكد النبي مجددا عن عدم جدوى دفاع يهوذا. “ﻻ تقولوا فتنة" اي عدم قبول اشكال اﻻمان التي كانت تقدم في مجال السياسة الخارجية. التحذير من قبول منطق العامة. 

اجتمع حول النبي جماعة من المريدين (18) وفيها اشارة الى ابنيه شاريشوب ومهير شلال حاش بز وهذا اﻻسمان ينطويان على تنبوء برحمة الرب ودينونته. فاذا نظرنا اليهما مع اسم النبي ومعناه "الرب يخلص" وجدنا معنى شاملا ولهذا الكلام معنى تطبيقي بخصوص المسيا (ع2: 13).

رؤيا اشعياء اﻻخروية

رؤيا اشعياء اﻻخروية – احكام دينونة الله على خطية العالم (24: 1 -27: 13). 

دينونة العالم (24: 1-23): 

اﻻصحاحات من 24-27 تكوّن اقواﻻ نبوية واحدة، كان النبي في رسالات الوحي الموجهة الى اﻻمم والتي فرغ من تدوينها، قد رفع نظره الى ما وراء امته هو، فراى الشعوب المحيطة بها فتحدث عنها. على ان مركز افكاره كلها هو الشعب المختار ومركزه من تدبير الله الشامل. وهنا يزداد نطاق التطلع اتساعا، فينظر الى اﻻرض كلها. 

يستهل اﻻصحاح 24 بجملة تفيد ان الخراب والخلاء الوشيك حلولهما هما من عمل الرب. اما سببه فهو خطايا الناس (5). ان عمل الله هو اجراء الشرائع التي تعداها اﻻنسان. وهو ما يجعل كل ملذات اﻻرض عقيمة وباطلة (6-12). وفي غمرة الكارثة الرهيبة يسمع صوت المفديين يسبحون بحمد الرب لوقت قصير (13-16)، ولكن ذلك الصوت يعود فيغمره نحيب الضيق من المتالمين "فقلت يا تلفي، ويل لي.. انسحقت اﻻرض انسحاقا"(16-19). هكذا ستكون احكام الرب في اﻻرض كلها من اقصاها الى اقصاها حتى ان رئاسات الشر وسلاطينه ايضا لن تفلت (21). سيختم الرب اﻻزمنة عندما يقيم ملكوته (23). 

شكر ونصر (ص25): 

سوف يكون عمل لرب عمل فداء وتنوير معا. لذلك فلا عجب ان يعقب الدمار السابق هذ الموجة المدوية عاليا بنشيد حمد تصعده قلوب عارفي الرب الذين حفظهم سالمين. وذلك الوعد بابتلاع الموت (8). 

اعتراف بالفضل وافصاح عن الرجاء (ص26): 

تسبحة حمد اخرى هنا. فاوﻻ يسمع صوت المفديين (1) ثم يسمع صوت من السماء "افتحوا اﻻبواب لتدخل اﻻمة البارة" ثم توصف حالة السعادة: انهم يحفظون سالمين (3) وسيكونون اقوياء ﻻن في الرب قوة سرمدية (4).

نبوات ضد امم اجنبية ومعادية

نبوات ضد امم اجنبية ومعادية (13:1- 23: 18) 
يضم هذا القسم 10 رسالات تتعلق باﻻمم وواحدة باورشليم. 

من جهة بابل (13: 1- 14: 23): 

يتالف هذا النشيد الرائع من مقطعين يتباينان في اﻻسلوب تماما. فاﻻول (13: 2-22) ينبئ بغزو بابل ونهبها على ايدي الماديين (17). والثاني (14: 4ب – 23) يتضمن انشودة انتصار سوف ينشدها اليهود احتفاﻻ بسقوط اعدائهم. ويصل هذين المقطعين ببعض بضعة ابيات شعرية ذات وزن مغاير. 

من جهة اشور (24-27): 

هنا اقسم الرب ان يحطم اشور. الخطة قد رسمت وﻻ يمكن ان يحول شئ دون انفاذها (26 و27) والكلمات هنا قريبة من 10: 24-27 “احطم اشور في اﻻضي" نزلت الضربة القاضية على اشور فوق مرتفعات اليهودية. 

من جهة فلسطين (28-32): 

اوحي بهذه الرسالة في سنة وفاة احاز الملك. كان في المدينة انذاك رسل من فلسطين (32) وفدوا الى يهوذا التماسا للعون او ربما لعقد حلف مع اليهود. فهذه كانت المناسبة التي استدعت صدور الوحي عن النبي، وفيه تحذير لفلسطين من الفرح بكون ملك اشور قد مات، ﻻن واحا اخر اردا منه سوف يقوم (29). سوف تدمر فلسطين (31) غير ان صهيون سوف تثبت ﻻن مؤسسها الرب (32). في هذه الرسالة اعلان ان يوجد امان في عقد تحالفات مع امم فاسدة. 

“ولول ايها الباب" باب المدينة كناية عن المدينة. “دخان" ﻻ شك انه دخان الحرب بما فيه المخيمات والقرى المحروقة "ليس شاذ في جيشه" سيكون اﻻنضباط كاملا فيه. 

من جهة مواب (15:1-16: 14): 

يحتوى اﻻصحاحان على رسالة وحي تختص بمواب. في القاء نظرة على تاريخ مواب ما يعيننا على فهم الرسالة. بعد موت سليمان حول الموابيون وﻻءهم من يهوذا الى اسرائيل، لكنهم بعد موت اخاب ﻻحقا شقوا عصا الطاعة ورفضوا تادية الجزية السنوية (2مل3: 5). فما كان من يهورام ابن اخاب الا ان شن الحرب على مواب بمعاونة يهوشافاط ملك يهوذا. وقد تم له اﻻستيلاء على عار العاصمة. وتدمير قير معقلهم الرئيسي. وفي اﻻعداد 1-15 استعادة لذكريات الحرب الماضية فمثل ذلك الرعب سيتجدد ثانية، غير انه يوجد وعد بالخلاص ان هم خضعوا لسلطة يهوذا. 

سيكون خراب مواب "في ليلة" اي مفاجئا.. غير ان معاناة شعب مواب ، رغم كل شئ، تمس شغاف قلب النبي فيصرخ متاوها عليها (5). 

اما ص16 فهو متميز بعدة امور. فاوﻻ، تحث مواب في غمرة بليتها على ارسال الجزية الى جبل ابنة صهيون (1). ثم تتبع ذلك دعوة صهيون الى ايواء مشردي مواب (3). ويبرز العددان 4 و5 البركات التي تنعم بها مواب في ظل المسيا. ان هذا لرائع حقا، اذ يبين ان منظور النبوة موسع النطاق بحيث يستوعب مقاصد الله اﻻشمل من جهة خلاص العالم. ثم يتوالى الوحي ليشي الى العامل اﻻوحد الذي سيكون عقبة امام ذذلك، اﻻ وهو تكبر مواب وتجبرها ، الذي لن يبقي ارضها رهينة الخراب فحسب ، بل سيجعل من المستحيل على الموابيين ان يفلحوا في الصلاة في مقدسهم الخاص بهم (12). 

“سالع" هي عاصمة ادوم التي لجا اليها الموابيون اثناء غزو اشور. 

من جهة دمشق وشمال اسرائيل (17: 1-11): 

كانت اسرائيل متحالفة مع دمشق لعلها تحمي نفسها من اشور. وكانت يهوذا تطلب عون اشور لمواجهة تحالف الشمال. وهنا يتنبا بخراب دمشق (1-5) ويرز كم كان باطلا الرجاء الذي تعلقت به اسرائيل (8). ستكون اسرائيل مجرد بقية (6). ونتيجة لهذا الدمار سيلجا الناس الى الله مجددا. ربما تكون النبوة في السنة اﻻولى ﻻحاز. 

السواري هي اعمدة من خشب تمثل الهة اناث مقترنة بالمذابح الكنعانية. الشماسات هي اعمدة الشمس كانت ايضا تستعمل في عبادة البعلالهة الخصب اعتقادا في انها تجلب الخير ووفرة المحصول. 

مناجاة نبوية (17: 12-18: 7): 

هذا الجزء من مقطعين اﻻول يبدا ب "اه" التعجب والثانية باداة نداء (18: 1). يتخذ الوحي شكل مناجاة نبوية بمناسبة وجود مبعوثين اثيوبيين في بلاط ملك يهوذا (1و2). ان حضور هؤﻻء اﻻجانب دفع النبي الى الجهر باطلاعه على ضجيج اﻻمم المحيطة (17: 12 و13). غير ان بطلان عجيج كهذا ، فالعناية السرمدية راسخة كالصخر في خضم حنق العالم العاصف كالبحر الهائج. ومع ان الجيوش المندفعة ستكون لبعض الوقت اﻻت دينونة فلسوف تندحر بين ليلة وضحاها وتباد عن بكرة ابيها. 

اما المقطع الثاني، فيعرض صورة اخرى هي صورة الهدوء في اثناء الحر ونزول الندى (18: 4)وهو ضروري ﻻنتاج الحنطة. حتى ان سكوت الله ينظر اليه على انه اعداد لدينونته ونقمته، تماما مثلما يعمل الحر الصافي الذي تحدثه حرارة الشمس مع طل الصباح على انماء المحاصيل. فليس سكون السماء اﻻ امرا ظاهريا. 

اﻻعداد 12-14 ينظر اليها على انه هجمة سنحاريب واﻻعداد التي تليها على انها الهزيمة المباغتة له. 

ان كانت طواحين الله تطحن ببطء اﻻ انها تطحن دقيقا ناعما للغاية "اهدا"(4). ف "عند تمام الزهر" يتدخل الله. فيوم يهزم اشور ياتي اﻻحباش بالهدايا الى صهيون. 

من جهة مصر (ص19): 

يقع هذا القسم في جزءين: تصف اﻻعداد 15 اﻻولى الدينونة الوشيكة والاعداد الباقية على البركات. 

ستخذل ديانة مصر (3) وتقوم حرب اهلية (2) تنتهي بهم للخضوع الى حكم استبدادي (4) وستكون في اعقاب ذلك كوارث طبيعية. فينشف النيل وينتهي الرخاء (5-10). 

وسيثبت عدم جدوى حكمة المصريين (11-13). وتعاني البلاد من الماسي والمخاوف (14 و15). 

المقطع الثاني (16-25) ذو نغمة مختلفة فهو ينبئ مقدما بنتلئج فعل الرب الغريب . تبدو مصر وقد رجعت الى الرب (21) وتترسخ عبادته في تخومها (19). وسيتم لها اﻻنقاذ على يد مخلص يرسله الرب (20). فضلا عن ذلك، فان عدوتي اسرائيل القديمتين، مصر واشور، تلوحان متحدتين معا بواسطة اسرائيل. اذ تصبح اراضي اسرائيل هي الطريق المفتوحة التي يسلكونها متعاونين متحابين. هذا التحالف الثلاثي القائم على عبادة الرب باعتبار اسرائيل اللاصق اﻻعظم (23-25). 

“واهيج..” (19: 2) يشير الى حرب اهلية عقب موت ترهاقة قطعت فيه اوصال مصر واضحت 12 وﻻية تخضع لاشور. 

“وتنشف المياه من البحر..” اذ ان النيل في فترة فيضانه يشبه البحر (نا3: 8). “اﻻسل" هو البردي. “راس او ذنب، نخلة او اسلة" الفكرة هي ان كل مجهود سيكون عقيما عن اي فرد صدر او طبقة اجتماعية كان، ﻻ فرق! 

“مدينة الشمس" توجد تورية بين الشمس والهلاك بحيث يمكن قراءة الثانية عوضا عن اﻻولى. وعليه فان المدينة التي كان بها معبد الشمس حل بها الهلاك. 

“سيكون اسرائيل ثلثا (ثالثا)” اي ان اﻻمم الثلاثة ستتحد معا بالتساوي في روابط التفاهم. 

في عدد 25 تبلغ ذروة النبوة بدحر مقاومة اﻻمم وادخالها ضمن نطاق الملكوت اﻻلهي. 
***

تحذير من التحالف مع مصر (20: 1-6): 

في مقدورنا تحديد تاريخ تلك النبوة ﻻن نقوش سرجون الخاصة بحملته على اشدود تحددها بالسنة 711 ق.م. وتطلعنا النبوة على تجول اشعياء حافيا وخالعا بعض ملابسه لمدة 3 سنوات في شوارع اورشليم كاية على مصر (2). كانت الرسالة ان عونا ما ﻻ يمكن ان يجدوا من مصر او كوش لمواجهة اشور. ما دام واضحا ان رؤساء اورشليم يئسوا من الحصول على عون اشور ضد تحالف الشمال اي ارام مع اسرائيل يبدر النبي بان فكرة التحالف مع مصر فكرة عقيمة. 

من جهة برية البحر : 

تعلن سقوط بابل وتضمن ايضا رثاء. يحسب النبي بابل كما حسب مصر عديمة النفع اذ انه من المحتم ان تنهار امام اشور (1و2). 

عيلام ومادي ستكونان اتحادا مع اشور في الحملة على بابل. وسيكون ذلك مباغتا ، اذ هي تعد المائدة (5) . تصدر اﻻوامر على وجه السرعة (5) وهنا تنقبض نفس النبي اﻻ انه يذهب الى برج حراسته امتثاﻻ ﻻمر الرب (6) وفي النهاية يسمع الخبر "سقطت بابل" وتشير النقوش الى سقوط بابل سنة 710 ق.م عل يد سرجون. 

"برية البحر" كانت اﻻرض التي قامت عليها بابل ارضا صحراوية تمتد بمحازاة صحراء العرب وقد اخترقها الفرات والمستنقعات حتى بدت عائمة في البحر. 

“يا دياستي..” اي يا شعبي الذي ديس كالحنطة فوق البيدر، قد اخبرتكم برسالتي .. 

من جهة دومة :

دومة معناها "صمت" تستعمل هنا مجانسة للاسم "ادوم". ان الصمت عتيد ان يخيم فوق ارضهم. وهو صمت الفساد الذي يتهددهم خطره. الرسالة غير محددة. وعدم التحديد و الرسالة. فمن سكون الظلام ينبعث سؤال: “ي حارس، ما من ليل؟". ذلك هو موقف ادوم – موقف اﻻستفسار عن المستقبل. والجواب المعطى هو ايضا غير محدد عن قصد. ومفاده ان هناك علائم صباح وليل. والمعنى ان ادوم ستحدد ما اذا كان سيطلع صباح او ليل حسب اختيارها. 

“ما من الليل؟" كم المدة التي انقضت منه. ولعل المعنى انه طال على ادوم اﻻنتظار حتى اصبح ﻻ يطاق. 

من جهة بلاد العرب: 

ينتقل من ادوم الى اقرب جيرانها – الدادانيين ويظهرون متضايقين بسبب الحروب وما تسببه من نزوح وما يتبعها من اضطراب فعلى هؤﻻء التجار التخلي عن طرقهم التجارية المعهودة ويبيتوا في الغابات (13). 

من جهة وادي الرؤيا: 

يتحول النبي الى اورشليم. يقع كلامه في جزاين: اﻻول، (1-14) حالة الشعب الميئوس منها والمقطع الثاني شؤن ذات صلة بالسياسة وتدبير الرؤساء لشؤن البلاد. 

يوجه الكلام الى مدينة اخذ فيها الهياج والجموح دونما سبب فيسالها اشعياء: “لماذا الفرح والمرح وليس لديك ما تعيدين له؟"(2). اغربي انت وعجيجك المجنون واحتفالك اﻻحمق! فان يوم ارتباك وكرب اعد لك بقضاء الرب. وذلك في موضع الرؤيا اي خدر النبوة . 

ثم يلتفت النبي الى اﻻعداء فيلقي عليهم لمحة خاطفة ويصف قدومهم (7). اﻻ ان ذلك لم يردهم الى الرب بل يمموا شطر بيت الوعر حيث مخازن اسلحة سليمان والتحصينات حول المدينة. 

ﻻ شك ان شبنا كان زعيم الحزب الراغب في التحالف مع مصر. ويطلب اشعياء ازاحته وتولية الياقيم. وهذا تم بالفعل (2مل18: 18 واش36: 3و11و22). في اﻻسطر الختامية يخاطب النبي الياقيم منبها اياه الى اخطار منصبه الرفيع (24و 25). 
ﻻحظ ان اورشليم دعيت "وادي الرؤيا" ﻻنها موطن النبوة. 

من جهة صور: 

ينقسم الى قسمين – اﻻول قصيدة نثرية اشبه بمرثاة تصف خراب المدينة. القسم الثاني نثري ايضا ويفيد كيف سيدوم الخراب 70 سنة في نهايتها تعود صور لمجدها. 

اليك ترجمة شعرية لفقرة من المرثاة: “يا صيدون يا ام المدائن، يا معقل البحر الحصين، بخجل اتخذي هذه المرثاة: “الفتيان الذين ولدتهم باﻻوجاع وربيتهم، والصبايا اللواتي نشّاتهن لم يعودوا موجودين!”.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

نشيد الانشاد #2

تاثرت بنات اورشليم اشد التاثر بوصف العريس، فاردن ان يشتركن في البحث عن العريس مع العروس لكنها اعلنت لهن ان عواطفه ننجه نحوها فقط. وكونها تعلم اين ذهب يسند الراي القائل بانها في (5: 2-8) كانت تروي حلما.

الحبيب يخاطب شولميث بكلمات مديح عادي:
"ترصة" اشتهرت هذه المدينة باهميتها وجمالها. وقد جعلها يربعام الاول عاصمته (1مل14: 17 و15: 33) وانتهى عهدها كعاصمة لما بنى عمري السامرة. والاشارة اليها بجوار اورشليم اتخذه البعض دليلا على وقت متاخر لكتابة السفر. اما عندما كانت ترصة عاصمة او بعد السبي، اذ ان كراهية السامرة ربما منعت اختيارها.
مثيرا ما كانت شولميث تقارن بمواقع محلية معروفة (7: 4و5). "جيش بالوية" جيش يحمل اعلامه او فيلق بصفوف. قارن مع مز48: 2-4.
"غلبتاني" لم ترد الكلمة الاصلية الا هنا وفي مز138: 3 "شجعتني قوة في نفسي". والمعنى يشي الى سحر العينين وتترجمها السبعينية "هيجتاني". ان نظرات المحبة لها فعلها بالمسيح. الاعداد (5-7) تكرار مع اختلاف طفيف لوصفها في 4: 1 وما بعده.
"هن ستون ملكة" الاشارة هنا الى عادة تعدد الزوجات لدى الملوك.

شولميث تروي اختبارها الحديث:
"الجوز" شجر ينمو في شمال فلسطين، تشير الى كلمة الله الحلوة، والمعنى في عدد 12 رفع النفس على غير انتظار او اختبار فجائي لنور الهي ورضى الهي واضح.
"رقص فرقتين" ويتخذ من معناها تنازع الروح مع الجسد لان كلمة صفين ننرجم الى "محنايم" حيث كان صراع ابينا بعقوب مع الله.

الحبيب يمتدحها:
بنت الكريم "او الامير" اشارة للميلاد الجديد بالمعمودية.
"جوائر فخذيك" في اشلرة الى رشاقة الحركة وبعض الزينات المتدلية.
"سرتك" الكلمة العبرية تعني الجزء السفلي من الجسم. والكاس اجمل شئ عندما تملا بالخمر.
"صبرة حنطة" اكوام الحنطة على البيدر وصبرة الحنطة تزين بالازهار وتوضع في صفوف متوازية في البيدر. وكان يعتقد ان لون الحنطة (القمحي) اجمل لون للجسم. والاشارى قد تكون الى تطريز الملابس. قارن مع مز45: 13 و14.
"حشبون" وجد كثير من احواض الماء في خرائبها. والمقارننة تظهر في العمق والصفاء.
"بث ربيم" حرفيا "بنت الجماهير" مما يدل على العدد الكبير الذي يمر من تلك الابواب.
"انفك.." ممكن ان تترجم ايضا الى وجهك. "الكرمل" رمز ملائم للجلال.
"شعر راسك كارجوان" للشعر الاسود احيانا لون ارجواني.
"الثمر" وهي الكلمة المستخدمة عن النخلة كانت اسما شائعا للفتاة. ان الخمر تنعش المعي والانجيل الذي تكرز به الكنيسة يحي الاموات وينعش الاحياء.

شولميث تدعو حبيبها:
رغبة الكنيسة ان تذهب الى مفارق الطرق تطلب الهالكين في صحبة ابن الانسان الذي جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. وفي نفس الوقت لا تنس ذاتها  "هناك اعطيك حبي" فان الخدمة يجب ان ترافقها نسبة متماثلة من الصلاة وفحص النفس.
"اللفاح" نوع ينتمي الى فصيلة البطاطا ولونها ارجواني كان يظن اها تنقذ من العقم (تك30: 14).
"عند ابوابنا" اشارة الى الثمر المخزون على الرفوف.
"ليتك كاخ لي" للاخ وابن العم وحدهما حق تقبيل فتاة عند البدو (راجع تك29: 11). 
"وهي تعلمني" ربما الافضل "وانت تعلمني".
"سلاف رماني" ان العصير المستخرج من الرمان شراب مشهور في الشرق.
ان الرغبة في شركة اقرب الى الحبيب يبدو انها تحققت في العدد 3 والعدد التالي يكرر الوصية (2: 7 و3: 5).

حديث بين شولميث وحبيبها:
اوﻻ - شولميث تصرح بحبها:
لم يستطع الموت ان يغلب محبة المسيح ولا الشهداء. "الغيرة قاسية" الهاوية لا تشبع، فهي تفترس الكل، وهكذا الغيرة التي لا تقبل اي منافس لها. ان الكنيسة يجب ان تغار على كرامة المسيح.
"لنا اخت" يفهم بعض انها تذكر لكلمات الاخوة عن اختهم شولميث نفسها لما كانت صغيرة. والمفسرون يرونها اشارة نبوية عن كنيسة الامم.
في عدد 9 السور والابواب علامة الطهارة. ويكون المعتى انه ان كانت فاضلة، يهئ لها الزواج المناسب.
عدد 13 سليمان رمز للمسيح .. لم يكن غريبا ان تؤجر الكروم قطعة قطعة!

ثانيا - الحبيب وهو على وشك الافتراق يطلب ان يسمع صوتها:
لا يجب ان تعاق الصلاة للمسيح بينما تؤدى الخدمات.
شولميث تطلب عودته. جبل الاطياب اشارة للمسكن السماوي الذي فيه يقوم يسوع بالشفاعة الكفارية. والصلاة في هذا العدد تذكرنا بالكلمات التي يختم بها سفر الرؤيا "نعم. تعال ايها الرب يسوع".

مقالات ذات صلة:

سفر اشعياء - مقدمة

تقسيم سفر اشعياء :

القسم اﻻول (ص1-39):
نبوات محورها يهوذا واورشليم 1:1-12: 6 
نبوات موجهة ضد امم اجنبية ومعادية 13: 1-23: 18 
رؤيا اشعياء: احكام دينونة الله على خطية العالم 24: 1-27: 13 
نبوات تعني بعلاقة يهوذا بمصر واشور 28: 1-33: 24 
نبوات تعلن هلاك ادوم وفداء اسرائيل (34-35: 10) 
ملحق تاريخي: سيرة اشعياء وخدمته في اام حزقيا الملك 36-39: 8 

القسم الثاني (الاصحاحات 40-66): 
الانقاذ من سلطان بابل 40- 48: 22 
الفداء بواسطة الالام والذبيحة الكفارية 49-57: 21 
انتصار الملكوت 
***

نبوات محورها يهوذا واورشليم (ص1- 12: 6): 
المحاجة اﻻلهية (1-31): 
"هلم نتحاجج يقول الرب.." من الجائز ان يكون اﻻصحاح اﻻول قد اختير وكتب كمقدمة للسفر في وقت متأخر من عمر اشعياء. فهو المقطع اﻻكثر تمثيلا لنبوات اشعياء كلها، لكونه خلاصة قد تكون افضل من اي فصل مفرد اخر من العهد القديم، من حيث ايجاز جوهر التعليم النبوي، الى جانب كونه ايضاحا جليا لروح النبوة ونهجها. 

المقدمة: 
تجرى محاكمة عظيمة للشعب المختار، حيث يكون الله هو المدعي والقاضي في ان واحد. وتستدعى السموات واﻻرض لتاييد الشكوى، والنبي هو الشاهد الرئيسي. اما التهمة فهي العصيان النابع من قلبهم الملتوى وهو السبب فيما وصال اليه حالتهم المزرية. 
وعلى الرغم من ان كلمة الرب بلغت اليهم على لسان النبيين عاموس وهوشع، اﻻ انهم ما اصغوا وﻻ اطاعوا، وقد افضى بهم ضلالهم الى انتهاكات فاضحة للناموس اﻻخلاقي. 

وصف امجاد العصر المسياني (2: 1-4: 6): 
تكون اﻻصحاحات 2-4 قسما مستقلا. تضم 6 نبوات او اقواﻻ الهية من المرجح انها من خدمة اشعياء المبكرة. 

1- نبوة مسيانية (2: 1-4): 
هذا لمقطع يتكرر في ميخا 4: 1-4. عندما تصبح المدينة المقدسة مقصدا لحج جميع اﻻمم. وعندئذ يحل السلام الشامل باطاعة الشعب للرب وتتوطد العدالة وتجري الشريعة اﻻلهية في انحاء اﻻرض. 

2- يوم الرب: المحاكمة واﻻمتحان (2: 5-22): 
يأتي في اعقاب هذه الرؤية المختصة بالبركة المستقبلية، تجديد للاتهام الموجه اليهم (5-9). يليه وصف لنوع الدينونة التي ستحل بهم (10-22). يوم الرب اشبه بعاصفة هوجاء، سوف يكتسح الرب كل عال من ارز لبناء الى سفن ترشيش، من الشمال حتى ساحل البحر. 

هنا 4 اسباب لعدم رضى الرب عنهم: 
  1. اﻻرتباط بامم اجنبية (6). 
  2. محاكاة هذه اﻻمم (6) 
  3. اﻻتكال على موارد حربية ومادية (7) 
  4. عبادة اﻻوثان (8). 
وهم "يصافحون اوﻻد اﻻجانب" اي يتحدون معهم. “تزول اﻻوثان بتمامها" ههنا الذروة العظمى التي يصبو اليها النبي (ملا3: 2). “يدخلون مغاير الصخور"(19) تنقل الينا الصورة مشهد أناس يفرون من بيوتهم امام غاز محاولين النجاة باللجوء الى معاقل الجبال (رؤ6: 15 و16). وان كانوا قد نذروا انفسهم لممارسات وثنية سوف يعافون اوثانهم ويشمئزو منها فيطرحونها الى مفسدات الحقول "الجرذان والخفافيش"(20). 

3- الطغيان والفوضى (3: 1-12): 
بعد ان انتهى النبي من التنديد بالممارسات الوثنية التي تفشت بين الشعب الى انب روح اﻻتكال على الذات. ههنا يتناول الشرور اﻻجتماعية والرفاهية الفردية. فينبئ في (1-12) عن فترة من الفوضى الرهيبة ﻻن الرب سينزع الرؤساء (1-3). وسيكون اﻻمر محتما بحيث ان الناس يبحثون في طول البلاد وعرضها عمن يحكمهم ويسوسهم ولكن بلا جدوى.

الاثنين، 26 أغسطس 2019

اشعياء - نشيد النصرة

نشيد اﻻنتصار (42: 10-17): 

ان مثل هذه البشارة ﻻ يمكن اﻻ ان تجعل القلب مبتهجا يتغنى متهللا باناشيد خلاص الرب. 

الدعوة اﻻلهية الى التوبة (18-25): 

يدعو الرب اسرائيل في حالة ضعفها الذي يرثى له الى اﻻستماع والرجوع اليه (18 و23). لقد اخطات فصار اﻻلم والحزن نصيبها (19-22). وسوف تجد في الرب خلاصا عظيما سيعمله اكراما لكلمته واظهارا لبره (21). 

“من اعمى كالكامل" في ترجمة اخرى "مسالمي" ومن المرجح انه ينبغي تفسيرها بمعنى "المقبول للدخول معي في علاقة عهد". “اعمى"(19) في المقطع الثاني "اصم" في بعض المخطوطات الموثوق بها. “الرب قد سر من اجل بره (ان) يعظّم الشريعة ويكرمها". لكن اسرائيل من ناحية اخرى قد تنكب عن هذا الطريق فبات منهوبا مقهورا. فاولئك الذين تلقوا مثل هذا اﻻعلان كان ينبغي ان يبلغوا ذرى المقصد اﻻلهي، يظهرون معفرين بالتراب ماسورين. ومن هنا الحاجة ماسة الى ذلك العبد الذي سوف "يعظم الشريعة ويكرمها". 

قدرة الله القاهرة ونعمته الغافرة (43: 1-44: 5): 

بلاغ مقصد الرب قد اصدر للتو وفيما يلي التفسير الدقيق للقضايا الناشئة من ذلك القول اﻻلهي العظيم. وكل واحد من هذه اﻻقوال المخصوصة مبدوء بالكلمات "هكذا يقول الرب". وفي اﻻصحاح 43 يوجد اربع من هذه الرسائل. 
  1. الرب فادي اسرائيل (1-9): 
  2. اسرائيل ستكون شاهدة للرب (10-13) 
  3. الرب يبيد بابل (14 و15). 
  4. عمل الرب الجديد: فعل مقتدر بنعمة ﻻ نستحقها (16-28).

القاب المسيا في سفر اشعياء -1

عبد الرب: 
بعد ان عرض النبي لقوة الله وبعد ان خاطب شعبه واﻻمم يعلن عن الواسطة التي تتحقق بها مشيئته، والشخص الذي يتمم ارادته - انه عبد الرب. جاءت مقاطع العبد في 5 مواضع بالسفر هي (42: 1-9 و49: 1-9 و 50: 4-9 و52: 13 -53: 12). هذه المقاطع اوثق ارتباطا بالعهد الجديد من سائر فصول العهد القديم. 
يقدم العبد بصفته المعين الذي ﻻبد منه لتنفيذ الخطة ﻻلهية. اضف الى ذلك انه يرسم صورة له بادق التفاصيل ولباقة في التعبير الى مدى يخيل احيانا ان الله يتوارى من المشهد اذ ذاك وان العبد يغشي بصورته كامل اللوحة. 
لذلك كان من الطبيعي ان نظن ان "عبد الرب" هذا يجب ان يحدد تحديدا اشمل بذكر اسمه. ولكن الواقع خلاف ذلك. ولطالما ثار جدل حول هذا الموضوع. فهل العبد شخص ام تشخيص لمعنى؟ الدينا هنا تجسيم مجازي ﻻسرائيل ام لنبي من اﻻنبياء؟ ام ان اشعياء يتحدث عن نفسه؟ العبد ليس اﻻ المسيا – رب الخلاص لاسرائيل. 
المسيح وحده هو العبد الذي عنه يتكلم الله الى الناس اذ يدعو البشرية الى اﻻستماع. اقتراح ان العبد هو كورش باطل على نجو باطل. ام الراي القائل انه يشير الى فئة مختارة موجودة في ذلك الحين فهو ينهار بسبب ان مثل هذه البقية المختارة لم تتمم ما هو منسوب هنا الى عبد الرب هذا. والقول انه يشير الى اسرائيل المثال فهو يعني ان اي من النبوات لم يتم ﻻن اسرائيل المثال غير موجود حتى اﻻن. اذا ليس هناك اﻻ تفسير واحد 
وهو ان متى كان مصيبا حينما اعلن ان هذه النبوة لقت اتمامها في يسوع (مت12: 15-21). فحينما يدعو الله البشر للانصات ، يكون ذلك دائما كي يقول لهم "هوذا عبدي". 
هنا دراسة عن تلك المقاطع التي تتحدث عن "عبد الرب". 

المقطع اﻻول – وظيفة عبد الرب (42: 1-9): 
بوحي من الله سوف ينجز العبد القصد المجيد الذي دعي له (1). اﻻمر الذي سيعمله بمعزل عن المظاهر المعتادة ﻻظهار القوة البشرية والتي يستعرضها اﻻخرون بضجيج (2و3). ولن يتوقف عن العمل حتى يتم العمل (4). ولسوف ينشر اسم الرب في طول اﻻرض وعرضها (5-9) كما انه سيختبر التاييد السخي من قبل اله اﻻرض كلها (6). 
ولكن ﻻ شك انه كان في ذهن النبي ايضا معنى من معاني المهمة الملقاة على كواهل اﻻسرائيليين بان يحتفلوا بانتصار الههم حيثما ذهبوا. هكذا كان لزاما ان يكونوا خداما ﻻسم الرب في العالم الذي يعاني العمى والفاقة. 
مهما كان اﻻخرين سريعي اﻻنكسار كالقصبة وقاتمي اﻻشتعال كالفتيلة فعبد الرب لن يكون مطلقا مثلهم. لن يخمد ولن يترضض. سيظل منتصبا ومتوهجا كل حين. اذ مهما بلغت منه الرقة ، فلا تتضمن البتة معنى الضعف، بل ستكون باﻻحرى قوة ﻻ تخزى. “تنتظر"(4) يرى النبي كامل العالم الوثني من اقصاه الى اقصاه منتظرا بشارة خلاص الرب. 

والى مقال اخر نتناول فيه باقي المقاطع اﻻربعة التي تتحدث عن العبد.

مقاﻻت ذات صلة:
القاب المسيا في سفر اشعياء : الغصن

سفر اشعياء - النجاة من بابل

اﻻنقاذ من بابل يحتل القسم (40: 1-48: 22). 

مقدمة (1-11) :
الله سوف يعيد المسبيين – هذا هو موضوع القسم الثاني من سفر اشعياء. وهو من اروع الاجزاء من حيث الفكرة واللغة. هنا رجاء ﻻ يقهر وفرح ﻻ يخمد. ان رسالة العزاء تقوم مقام تمهيد للجزء الثاني ففيها تسمع اصوات بشائر في خضم ليل الشك والمحنة. تنادي عاليا ان وقت العقاب اﻻلهي انتهى. ولنا في العهد الجديد المرجع الذي يخوّلنا ان نطبق كلام النبوة عن مجئ الفادي (مت3: 1-3). 

سيادة الرب الفائقة على اﻻمم (40: 12- 41: 29):
 وتظهر من خلال عاملين - الخليقة والتاريخ.

اوﻻ - الله الكلي القدرة (40: 12-26) 
يمضي النبي قدما بالحديث عن الله الذي سيحقق النجاة لشعبه. فجلال الرب وهيمنته موضحان اوﻻ في خلائقه (12) ثم معرفته الكلية والسابقة (13 و14) . واخيرا بانعدام اﻻهمية المطلق الذي تتصف به جميع اﻻشياء اﻻخرى مقارنة به. اذا ما اغبى جهود اﻻنسان ﻻبتكار اشباه للصورة اﻻلهية ، فجميع اﻻصنام ما كانت البتة تخبر عن مجده الفائق (18-20).  “طريقي"(27) اي الطريق العسرة التي يسلك فيها والصعوبات التي يلاقيها. 

ثانيا - الله رب التاريخ (41: 1-7): 
يلتفت اﻻن الى اﻻمم ويصدر بيانه الرسمي، ويعتبر تمهيد للبلاغ اﻻساسي في ص42. في ص41 نجد اﻻعلان اﻻلهي الذي يسبق التاريخ. “من انهض..” عن كورش الذي ياتي من الشرق فبلاد فارس شرق بابل. وقد كان كورش اميرا على وﻻية صغيرة تدعى انشان. واخضع مادي سنة 549 ثم ليديا سنة 540 ق.م. وسقطت بابل بيده سنة 538 ق.م. “في طريق لم يسلكه برجليه" اي من سرعة انتصاراته يكاد يخال للمرء انه ﻻ يطا الارض بقدمه. 
في اﻻعداد 5-7 صورة حية للرعب الذي اوقعه قيام كورش في قلوب اﻻمم حوله. لم يجدوا سوى اصنامهم يفزعون اليها وجعلوا يصنعون اصناما جديدة وكلام النبي فيه سخرية وتهكم. 

الله حامي اسرائيل (41: 8-20): 
فيما اﻻمم منشغلة في الكارثة التي حلت بها تستطيع اسرائيل ان تستريح مطمئنة البال اذ ان الرب يحرسهم. فحتى البرية سوف تزهر كالورد (19) وسيتحقق الجميع من عظمة الرب (20).  لقد جعلهم السبي يشعرون انهم في حالة تفاهة وعجز كحالة الدودة (14). 

تحدي الله للاوثان (21-24):
هيا برهنوا على انكم الهة باﻻنباء بما سيكون (23) او اخبروا بحادثة واحدة تحققت فيها نبوة واحدة من نبوءاتكم (22). او اعملوا شيئا يقع امام اعيننا. ان اختبار اﻻلوهة ليس الغموضواﻻلغاز بل اعمال واضحة تستشعرها الحواس واقوال صريحة يميزها العقل. 

تفسير الله للتاريخ (25-29): 
مجئ هذا الفاتح المقتدر كان بمشيئة الله.

سفر اشعياء - دينونة اﻻمم

نبوات تعلن هلاك ادوم وفداء اسرائيل (34-35: 10) 

ان الاصحاحين 34 و35 وهما الاخيران في هذا القسم يرفعان الابصار الى اقصى الافاق. فتماما مثلما جاءت مباشرة في اعقاب رسالات الوحى الى الامم نبوات تتعلق بالعالم كله هكذا الحال الان ايضا اذ بعد رسالات الويل تطبق القاعدة عينها. فمرة اخرى تستقر الاضواء الكاشفة على الخراب الموحش (ص34) ولكن لا تلبث ان ترن من جديد اصداء نشيد التجديد البهيج. 

دينونة الامم الشاملة (1-4): 
هذه الاعداد ذات صفة رؤيوية صرفة. اذ يرى غضب الله قادما على جميع امم الارض عاقبة لخطاياهم. فليس الارض وحدها ستزول بل السموات ايضا ستطوى طي الدرج. 

خراب ادوم (5-17): 
يعود النبي من اجواء الدمار الكوني لمخاطبة ادوم بوصفها الرمز والمركز لكل خصومة مع يهوذا. انه ذات ايحاء بالغ انه في اثناء قيام الرب بخدمته على الارض – وهو وحده الزهرة اليانعة بين نسل اسرائيل – كان هناك ادومي يملك وهو هيرودس . انه الوحيد الذي لم يكن لدى المسيح ما يقوله له. فمرة بعث اليه بازدراء. ولما مثل اخيرا امامه لم يكلمه بكلم واحدة فليس لله صلح مع ما يرمز اليه ادوم. ان نصيبه هو الابادة. 
اما صورة الخراب فهي مهولة: فالمذابح والارض الخراب التي تسرح فيها الوحوش ، والزواحف التي تقتات بالجيف، والمخلوقات الشيطانية.  "روى في السموات سيفي" سيف الرب يستحم في غضب السماء (قارن اش63: 1-6 وعو1 -26 .  "وتتحول انهارها زفتا" اي انهار ادوم. المنطقة هناك ذات طبيعة بركانية وهذا دفع النبي لتذكر ما حلّ بسدوم. القوق هو طائر البجع.. “مطمار الخلاء" اي يمد الرب عليها خيط التشويش الكامل. “الليل"(14) يمكن ان تكون وحوش الليل ايضا. “تحجر النكازة" اي تحفر جحرها، وهي حية سريعة سامة.  “فتشوا في سفر الرب" هذا هو العنوان الذي يطلقه اشعياء على سفر نبواته، فهو يقول انه سياتي وقت يتم كل ما تنبا به عن ادوم. اذ تكون هذه اﻻرض مسرحا لوحوش البرية. 

ج – فرح المفديين (35: 1-10): 
نصل اﻻن  الى الفقرة الختامية من القسم اﻻول من اشعياء . وموضوعها هنا يشير الى مفارقة كاملة مع حالة الخراب الموصوفة في اﻻصحاح السابق، وهي تشير الى حالة الفرح التي تغمر قلوب الراجعين من السبي وسعادة توطين مفديي الرب في صهيون. عليهم ان يعلموا ان نجاتهم مؤكدة (4). وسوف تجرى ﻻجلهم معجزات تفوق كل ما حلموا به (5و6). كما سيعاينون عجائب في طريق عودتهم من السبي (6و7) وستكون الطريق امنة (8و9).  نهاية المطاف ﻻ مفر منها وهي صهيون مدينة الله حيث يتحقق ملكوت الله بصورة كاملة. 
نعم، كثيرا ما بكت ووصف حالة الفساد والقتام الواقع لكن ابدا ما وصل برسالته الى حالة الياس. فما كان هذا ممكنا طالما انه يرى الرب "عال ومرتفع" فوق عواصف الحياة وانوائها. هذه الرؤيا نفت الخوف والتوجس واجلست اﻻيمان على العرش ظافرا. فمن خلال ايام الظلام كان يرى يوم الرب قادما. وقد تكون اﻻجراءات الى ذلك اليوم منوطة بالغضب والنار اﻻكلة، اﻻ ان النهاية ستكون نورا وحياة واطاحة لكل دنس وترنيمات ينشدها جيش غفير من اوﻻد الله. 

اﻻصحاحات من 36 الى 39: 8 هي فصل تاريخي منقول من 2مل18: 13- 20: 19 ما عدا تسبحة الحمد التي انشددها حزقيا في ص38.

حياة الشركة والعمل الجماعي


هذه المحاضرة التي القاها ابونا ميخائيل عطية عن "حياة الشركة او الوحدانية"، كانت من ضمن انشطة وفاعليات مؤتمر اسرة القديس برنابا لتواصل اﻻجيال في بيت ابو تلات التابع ﻻسقفية الشباب في صيف 2019 . فيما يلي اهم النقاط بها.

مقدمة:
1- كانت قصد الله في البشرية منذ بدء الخليقة: فبعد ان جمع الله في شخص نوح كل البشرية .. ابراهيم .. الى المسيح ادم الثاني

2- في المسيح "فيه يجمع كل شئ في المسيح ما في السموات..”(اف1: 10). وجاء ايضا في (يو21: ) قوله "يجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد".

3- منهج اﻻباء الرسل . وهذا واضح من الكنيسة اﻻولى "كان كل شئ عندهم مشتركا.. كان الجميع بنفس واحدة.”

4- منهج الكنيسة في صلواتها وليتورجيتها. نجد في اﻻبصلمودية "ما احلى ان يسكن اﻻخوة معا" وفي القداس "اجعلنا مستحقين يا سيدنا ان نتناول من قدساتك .. لكي نكون جسدا واحدا وروحا واحدا".

المنهج الجماعي في الخدمة:
سر قوة اي جماعة يكون في تآلف اعضاءها والعمل الجماعي بدون انقسامات وتحزبات. وهو سر نجاح دول كبرى وشركات كبرى. سنتناول 5 نقاط عن العمل الجماعي، وهي: مرجعيته – اهدافه – وسائله – نتائجه – كيفيته.

مرجعيته:
  • فكر الهي: اننا نجد في شخص الله تبارك اسمه نموذج ومثال. فالله ثالوث. وعلمتنا الكنيسة هذه المقولة "كل شئ من اﻻب ناخذه في اﻻبن من خلال الروح القدس". 
  • فكرة كنسية: المسيح هو الراس ونحن اﻻعضاء. 
  • فكرة منطقية: ﻻ يوجد سوبرمان اي شخص له امكانات هائلة. اننا نكمل بعضنا بعض. لشركات الناجحة من تستطيع ان تستفيد بامكانات ومواهب وطاقات موظفيها بفاعلية. 

اهدافه:
يلغي الفردية -يحقق التكاملية - يبرز الخصوصة.

وسائله: 
  1. الحوار والمساهمة في صنع القرار.
  2. تنمية الطاقات والمواهب.
  3. المشاركة في توزيع المهام.
  4. الديمقراطية: والتي في اﻻصل هي حياة الشركة.

نتائجه:
  1. نمو كمي.
  2. نمو كيفي.
  3. استمرارية وانتشار.

كيفيته:
  • حضور المسيح.
  • المحبة 
  • اﻻتضاع

نشيد اﻻناشيد #1


شوق شولميث ورضاها (1: 1 – 2: 7):
شولميث تتذكر جمال حبيبها وعدم جاذبيتها هي. يوجد تلاعب في اﻻلفاظ العبرية بين كلمتي دهن واسم (جا7: 1). للادهان قيمة فائقة في الشرق بسبب حرارة الجو، وكان من طرق استخدامها مسح الكهنة (خر30: 23-25) والترحيب بالضيوف (مز23: 5 ولو7: 38). واستخدام دهن غال كان دليلا على ترحيب فوق العادة (يو12: 3). وللذكريات تاثير في النفس يفوق تاثير العطور الذكية على الحواس.
العذارى" هن مرافقات العروس ويمثلن المتجددين (مت25، 2كو11: 2 و رؤ14: 4).
اجذبني" عبرت من قبل عن شوقها الى مجئ الحبيب وها هي تعبر عن رغبتها في اﻻلتصاق به (مز63: 8 وار31: 3 و يو6: 44).
ادخلني" تدل على ذكريات سابقةبنات اورشليم" يمثلن الباحثين عن المسيح. شولميث تقارن لون بشرتها اﻻسمر بجلد الماعز الداكن ا بخيام اسماعيل، وتقارن جاذبيتها بشقق سليمان المتعددة اﻻلوان. واللغة تشير الى اﻻلم والخطية الذي يسود احيانا الكنيسة مع انها ﻻ تزال جذابة في عيني الله بسبب الب المحسوب لها.
شولميث تطلب اﻻرشاد وتناله (7و8). لم تقبل ان تنتظر حتى المساء فطلبت لقائه في وسط حر الظهيرة.
الحبيب يبدي اعجابه ويعدها بالهدايا (9-11):
عدد 9 يمكن ان تترجم "مهرتي" حيث ان المقارنات بصيغة الجمع وردت في مواضع اخرى (6: 10 و12). وقد كانت الخيول المصرية مطلوبة جدا في عهد سليمان. والمقارنة ، وان لم تنسجم مع الذوق الغربي، كانت وﻻ تزال شائعة عند العرب.
كانت رؤوس الخيول المصرية تزين ب "قلائد" او ضفائر تنتهي بزينات صغيرة من الذهب او الفضة. وكانت الفارسيات يستخدمن كلباس للراس مكون من صفين او ثلاثة من اللالئ تلف حول الراس وتتدلى على الخدين.
سلاسل من الذهب" هي نفسها الكلمة المترجمة "سموط" في عدد 10.
شولميث تعبر عن رضاها بحبيبها (12-14):
"صرة المر" كان المر يستخرج من اشجار اﻻكاسيا باليمن. وكان يظن انه يحوي عناصر مطهرة وله قوة منعشة، وكان يحمل احيانا في زجاجات صغيرة تعلق حول العنق وتلبس نهارا وليلا (مز45).
"طاقة فاغية" ازهار الحناء، وهي شجيرة صغيرة تحمل ازهارا بيضاء وصفراء لها رائحة ذكية وكانت تستخدم لصبغ اﻻيدي واﻻرجل بلون جميل.
الحبيب يتغنى بحسن شولميث:
كان حمام الصخور يشير الى الثبات والسحر والرشاقة (10: 16).
شولميث تعبر عن فرحتها بزيارة الحبيب وبما يحيط بها (16 و17)
سريرنا اخضر" او مرجنا اخضر. “جوائز بيتنا ارز" اﻻرز يشير الى الجلال ويرجح انها تشير الى مظال في الغابة اكثر منها في القصر (مز23). تجد الكنيسة تشجيعا في كلام المسيح مثلما تجد شولميث في كلام عريسها.
الحبيب يقارن نفسه وشولميث باﻻزهار الجميلة (2: 1و2). “شارون" اسم علم (اش35: 2). “سوسنة" ترد 7 مرات في هذا السفر. العرب يطلقون اﻻسم على كل زهرة زاهية اﻻلوان. “بين الشوك" الذي كثيرا ما يحيط بنبات شقائق النعمان.
شولميث تعلن فرحها برفقة الحبيب (3-6)
التفاح" الكنيسة ﻻ تقدر احدا تقديرها لسيدها الحبيب..
علمه" اي اسمه او صليبه.
الوصية المتكررة لبنات اورشليم (7). الظباء واﻻيائل تبيرات مجازية عن جمال المراة وهي مشهورة باستحيائها. وتتكر العبارة في (3: 5 و8: 4) محددا في كل فاصل, تاركا الحبيبين السعيدين معا.
زيارة الحبيب وحلم شولميث:
الحبيب يرى ويسمع (2: 8و9). تعادل هذه الفقرة اروع قصائد الحب في العالم. تلبس اﻻرض بسرعة عقب الشتاء حلة خضراء ، تمتزج بالوان متعددة من الزهور اليانعة المتنوعة. وتبتهج اﻻحراش باﻻغاني، ويمكن ان نميز بين اﻻغاني اصوات اليمام الحزين غير المنقطع. في وسط هذه ﻻصوات يسمع صوت الحبيب. والصورة بكاملها ترسم فصل انتعاش روحي. “صوت" (يو10: 4 و5: 28).
حائطنا" وصف مجازيا انه يمثل الخطية، والناموس، وجسدنا الفاني. “يتطلع" و "يوصوص" يرى ولكن بشكل ناقص.
دعوة الحبيب. “الشتاء" (11) الفصل الممطر الملبد بالسحاب. “المطر" بالعبرية تصف الكلمة شتاء غزير تمييزا عن المطر الخفيف المتاخر الذي يدوم 6 اسابيع اخرى.
صوت اليمامة" يمكن ان يشير الى صوت يوحنا المعمدان للتوبة قبل ان يسمع صوت العريس. ار8: 7.
اخرجت فجها" ثمرها بمعنى نضجت. التين المشار اليه يظل غير ناضج على اﻻشجار في اثناء فصل الشتاء، وينضج بسرعة في فصل الربيع وهو يسبق في نموه اﻻوراق على اﻻغصان العتيقة.
قعال الكروم" الكروم وهي مزهرة تفوح رائحتها. او العنب الطري عند ظهوره. في ابريل من النادر ظهور اي ثمر، لكن اﻻزهار هو معنى مناسب هنا.
تصريح شولميث ورغبتها (16 و17). “يفيح النهار" يفهمها البعض بالفجر والبعض اﻻخر بالمساء.
الجبال المشعبة" قد تكون اسم علم ويحددها البعض بجبال "بترون" شرق اﻻردن. والكلمة جاءت في تك15: 10 وار34: 18 و19 في الحيوانات المشقوقة عند قطه عهد.
فقد الحبيب والبحث عنه (1-5). “الحرس" تعني اﻻنبياء او الرعاة (اش62: 6 وار6: 17)
موكب سليمان واناشيده:
قدوم سليمان مع وصف تخته (6-13), في هذا الفصل يدعى الحبيب بالملك سليمان مرتين، وتدعى شولميث بالعروس 6 مرات. وصف الموكب يدل على ان الملك في طريقه الى بيت العروس ليقودها اما الى الخطبة او الزواج.
من هذه الطالعة..؟" (قارن مع السؤال في مز24: 8، 10 واش63:1) وهذا يذكرنا برجوع يسوع بقوة الروح بعد التجربة ليسمع صوته كصوت العريس. ضمير اﻻشارة مؤنث لغير العاقل ويشير الى التخت في عدد 7 . والمعنى الحرفي : “ما كل هذه الحاشية؟" (تك33: 8).
اعمدة من الدخان" كان البخور يحرق امام المواكب الهامة. ويجد البعض هنا اشارة الى ذبيحة المسيح "فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء"
اللبان" مادة صمغية من شجرة هندية. الكلمة العبرية "تخت" في عدد 9 تختلف عن عدد 7.
ووسطه مرصوفا محبة" معموﻻ كقطعة فسيفساء جميلة من صنع بنات اورشليم محبة له" لو23: 28.
حدث تاريخيا ان بنات اورشليم راينا المسيح مكللا باﻻشواك الذي توجته به امه – بطريقة غير مباشرة – اي بارادة اﻻمة اليهودية. وفي يوم اكثر اشراقا سترجع اﻻمة اليهودية الى ربها، وتتحد مع القديسين في تقديم الحمد له.
النشيد اﻻول لسليمان (4: 1-7):
هذا نشيد يشبه الوصف الشائع في اﻻعراس السوريةاسنانك كقطيع مجزوز" وجه الشبه هو المظهر اﻻبيض للقطيع المجزوز والمغتسل حديثاان الجواهر الكثيرة على عنق العروس تقارن بالغنائم المعلقة على سور البرججبل المر" جنة اطياب على ارض عالية
النشيد الثاني لسليمان (4: 8-15):
اﻻشجار في هذا الفردوس ذات روائح ذكية. وثمار الروح ليست وليدة القلب الخاطئ . ان المسيح يلتذ بفضائل كنيسته ومحاسنها، وعندما يحضرها اخيرا الى نفسه، ستكون مقدسة وبلا عيب.
نداء شولميث (16). ريح الشمال رطبة وريح الجنوب دافئة. والحاجة الى تاثيرهما كليهما على التوالي. ويشار بذلك الى اعمال الروح المتعاكسة في النفس، لكن كلها تخدم نفس الغرض – الثمر والرائحة.
استجابة سليمان (5: 1):
كلوا ايها اﻻصحاب" يفهم على انه دعوة عامة لوليمة العرس. او مشاركة في افراح العروسين. وقد تكون وليمة الخطبة.
ترحيب شولميث وبحثها عن حبيبها:
زيارة مفاجئة من الحبيب وانصرافه::
جاء الحبيب في ساعة غير مناسبة الى حد ما مثل زيارة صديق منتصف الليل اﻻ ان اﻻعذار المقدمة تافهة وهي تنم عن سيدة كسول ناعسة منغمسة في راحة ذاتها.
من الكوة" كان للبيوت في الشرق فتحة فوق القفل، ﻻدخال المفتاح كانت تتسع ﻻدخال اليد. وكان ميسورا وجود فتحة اخرى ايضا، منها يطل الساكن الى الخارج ويتكلم.
شولميث تفتش عن حبيبها. “معلم" حامل العلم والمعنى انه مشهور وبارز.
خداه كخميلة الطيب" اللحية تعطر (مز133: 2).
يداه حلقتان من ذهب" اصابعه مثل شموع ذهبية رفيعة منهية بلون زهري اي ان اصابعه مدورة برقة ومنتهية باظافر جميلة.
بطنه او جسمه عاج ابيض والعاج يشبه الى حد كبير جلد الشرقي. والمقصود به الرقبة والصدر والذراعان التي ﻻ يغطيها ثوب.
ياقوت ازرق" بعضهم يفهم انه ينطبق على اﻻوردة الزرقاء التي تظهر من خلال الجلد. واخرون انه منطقة مزينة بالجواهر (رؤ1: 13).