الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

اشعياء 54 - 66

مجد اورشليم (ص54) :
يؤلف هذا الاصحاح نشيد يقين عظيما يشيد بسيادة العبد الظاهرة في جمع شمل الامة المختارة مرة اخرى وفي افتداء المدينة المقدسة. فان برنامج الفداء باكمله تسيطر عليه استعادة اسرائيل مجدها السالف، الى شركتها مع الله (1-4)، وفي الحق ان هذا الاتحاد سيكون وثيقا لا تنفصم عراه ، شأنه شأن اتحاد الزوجة بزوجها (5و 6) لن يزول عهد الله البتة (7-10) وياتي في اعقاب ذلك وصف المدينة المقدسة (11-17). 

"اوسعي مكان خيمتك"(2) : تستدعي العودة الفجائية للكثيرين من اماكن بعيدة زيادة في تجهيزات الايواء. صورة توسيع مكان الخيمة باطالة المضارب وتقوية الاوتاد لابد ان تكون صورة تروق بصفة خاصة لشعوب الشرق المعتادة للحياة الرعوية. 

(3) كناية عن التوسع العالمي، اذ ان ساكني صهيون سيمتدون جنوبا وشمالا، جاعلين مدن الامم المجاورة اهلة بالسكان. ومن الواضح ان المعنى المتضمن يوحي بان قوة هائلة ستبثق الى ما وراء حدود صهيون وتنتشر حاملة زخم الخلاص الى داخل حدود الاخرين. 

"خزي صباك" عبودية مصر. 

"عار ترملك" السبي البابلي. 

(7) لا تعود فترة الرفض جديرة بان تذكر وكانها كانت "لحيظة". 

"وكمياه نوح" كان عقاب السبي في نظر الرب كطوفان ثان. 

"الاثمد" كحل. والايحاء في جميع العبارات يشير الى مجد فائق (رؤ21). 

"وكل بنيك تلاميذ للرب" اجع قول الرب "انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله.."(يو6: 45). 

"هانذا قد خلقت الحداد" الذي يصنع الة الحرب المذكورة في ع17. بما ان الله خالق امثال هؤلاء الناس، فلا داعي لان يخشاهم المؤمنون. 

مناشدة لتقبل الخلاص بفرح (ص55): 

في اعقاب نشيد الظفر المشيد بيقين خلاص الرب، تاتي مناشدة التبي المنطوية على دعوة سخية لاقتبال الخلاص العتيد (3و6و7) وفي حين تصف العبارات الافتتاحية الحياة في استيائها وجوعها، يصف المقطع الاخير حالة الشبع (8-13). ان تقبل هذه الرحمة يقتضي تغيرا تاما في الفكر والقلب، لان طرق الله مختلفة عن طرق البشر (8و9). فالطريق الذي يستطيع به الانسان ان يتوب عن شره موضح في كلمات العدد 4: "هوذا قد جعلته شارعا للشعوب.." انه العبد المتألم الذي كنا نتامل في ذبيحته الكفارية حالا. اذ بواسطة من حمل الخطية ، يمكن ان تمحى الخطية الى الابد. 

مقاصد الرب (56 و57): 

يؤلف الاصحاحان 56 و57 رسالة واحدة، وهما يقعان في ختام هذا القسم الذي يتناول تقديم عبد الرب بصفته رئيس السلام. ففي حين ان الاصحاح 55 يقدم نعمة الله في عودة شعبه ويطلب منهم الايمان فقط ثمنا لهذه البركات، يضيف الاصحاح 56 مطلبا اخر هو حفظ الشريعة. 

حفظ السبت اشير اليه لانه يمكن ان يراعى حتى في البلاد التي يضطر فيها العابد التخلي عن سائر الطقوس الدينية. 

"ابن الغريب .. والخصي" كانا مستبعدين والان تحتم ان يزول ذلك كله وتحطك جميع الحواجز، من شان اتمام العبد لعمله ن يفتح الطريق للجميع فبيت الله "لكل الشعوب"(7). "اسما ابديا" قارن مع الخصي المذكور في (اع8: 26) فقد وهب اسما خالدا في كنيسة المسيح. 

توبيخ قادة الشعب "وحوش البر" بهذه العبارة يوصف اعداء قطيع الله. اصبح الرعاة كسالى نهمون مترفهون. ثم في عدد 12 يقدم دعوة تصدر عن احد الرقباء الزائفين الى حفلة مرح تستمر يومين. 

"باد الصديق" بينما تدور حفلات القصف واللهو، يرحل الصديقون عن المشهد وليس من يبالي. فان رحيلهم فيه تحذير للاثمين. 

التنديد بجماعة مرتدة (57: 3-13أ): 

يلتفت النبي الان ليؤنب المصممين على اتباع الممارسات الوثنية. فقد ارتكبت في البلاد ممارسات وثنية فادحة صحبها زنى روحي واسع – الامور التي بسببها سيفتقدون حالا باحكام الدينونة. 

"القاتلون الاولاد"(5) اقترنت عبادة مولك بتقديم الاولاد ذبائح – 2مل16: 3 و17: 17. 

"حجارة الوادي الملس" اشارة الى الحجارة الممسوحة التي نصبها الوثنيون معبودات، والتي اصبحت "نصيبا" و"قرعة" لليهود المرتدين الى الوثنية. 

"سرت الى الملك" قد يكون اشارة الى زيارات الحج الوثنية او الى مولك اله العمونيين او الى موفدين سياسيين.  "انا اخبرببرك" اي افضح تظاهرك الديني الغرار. 

المرتفع ساكن الى الابد (57: 13 ب – 21): 
بالمفارقة مع ما كان جاريا من قبل، يجد الوعد بالعودة لامتلاك الارض، ولسوف تزول العثرات من الطريق.  "خالق ثمر الشفتين"(19) المعنى ان نعمة الشكر سيمنحها الله للنائحين. 
ان قمة (او ختام) هذا القسم شبيهة بخاتمة القسم السابق (ص40-48) وهي تقدم الدليل على مقصد السلام الالهي للانسان. اما بالنسبة لتغيير في لفظ الجلالة من يهوة الى الله فان يهوة هو اللقب المختص بالنعمة. اما الجزء الحالي الذي يتناول موضوع "رئيس السلاك" فينسب الى ايلوهيم وهو اللقب المختص بالقوة الالهية. ذلك ان الله في نعمته يقصد السلام، وفي قوته يجعله ممكنا بواسطة عبده المتالم. 

انتصار الملكوت وسيادة الرب على العالم (ص58-66): 
ها قد وصلنا الى عتبات الجزء الاخير من الاجزاء الثلاثة الرئيسية في هذا القسم الثاني من سفر اشعياء. 
موضوعه هو متا نتوقعه. فبعد ان تحدث عن مقصد السلام، وبعد ان اعلن ذاك الذي به وحده يمكن ان يتحقق السلام، يتقدم الان الى "برنامج السلام". 

توبيخات ومواعيد لاسرائيل (ص58 و59): 
موضوع الاصحاحين واحد وهو السيرة او سلوك من يمنحهم الرب عطية السلام. ص58 العبادة الحقيقية كالصوم والسبت. وص59 توبيخ على خكايا الشعب داعيا اياهم للتوبة. 

توكيد اتمام مقاصد الرب (ص60 و61: 11) 
هذه نبوة بالغة الجمال تهز الكيان بما فيها من بهجة اليقين بان مقصد الرب سوف يتم. 

هبة النور (1-3): 
الدعوة في الاية الافتتاحية الى اورشليم العتيدة. ستغدو المدينة مركز نور العالم، لان مجد الرب سيستقر عليها ويشع على العالم. فلئن كانت الارض كلها ما تزال غارقة في الظلام فان النور الالهي سوف يشرق عليها. وستكون المحصلة ان الامم المحيطة سيسيرون جماعات للابتهاج بالنور المشرق. 

توسيع تخوم اورشليم (4-9): 
سيعود المسبيون فتتضخم بهم اعداد العابدين. 

اورشليم تبنى من جديد (10-14): 
ان الذين هدموا المدينة هم انفسهم سياتون ويبنون اسوارها. ومتى تم الترميم لا تعود الابواب تغلق وفي هذا رمز الى الامان الكلي كما ان فيه ايضا تضمينا لحرارة الترحاب التي ستكرم بها وفادة من يلتمسون دخول الابواب "وتقاد ملوكهم"(11) – اما مسبين او قادمين على راس شعوبهم. 

البركات في نور الرب: 
سيصبح السلام والبر سيدي المدينة (17). 

الرسول الممسوح (61: 1-3): 
المتكلم هو "عبد الرب" (قارن لو4: 18 و19). وتوصف مهمة العبد هنا انها ثلاثية : اعلام الامناء ان وقت محنتهم قد ولّى (1). واعلان حلول عصر النعمة الالهية، والمناداة بنقمة الرب (2). كذلك توصف البركات المسياوية الناتجة. 

العتق (لا25: 10). لا يمكن ان نقرا هذه الكلمات دون الاشارة الى استخدام الرب يسوع لها. فان عمل الرحمة لا يمكن فصله عن العدالة الالهية (2)، وعلى ذلك فما هو يوم رحمة ورضى على بعض الناس هو يوم نقمة على الاخرين. 

بركات الامناء (4-11): 
اشارة الى مراكز نشاط يخدم فيها الغرباء الشعب المختار (4 و5). نصيب اسرائيل سيكون مضاعفا للتعويض عن ماسي الماضي. 

نتائج عمل العبد (62: 1- 63: 6): 

المهجورة تصير معمورة (1-5): 
"يتزوجك بانيك" فالرب هو باني اسرائيل. 


الحراس على الاسوار(6-9): 
خدمة الصلاة مقصودة ومشدد عليها. 


التجديد الكلي (10-12): 
توجه الان الاجراءات الحاسمة لعودة المسبيين. 

دينونة الرب على اعدائه (63: 1-6): 
يرى النبي شخص ات من ادوم بثياب مضرجة بهيا فيسال: "من ذا الاتي..؟" وياتيه الجواب فورا وبكل تحديد: "انا المتكلم بالبر، العظيم للخلاص". وهذا يستدعي طرح السؤال الثاني: "لماذا لباسك محمر؟" واذا الجواب عن هذا السؤال ايضا يصدر مباشرا وحاسما جازما ، وهي ان العودة من معركة مع اعداء البر والحق. هو هذا يوم انتقام الرب المتتبأ به والمحتم ان يلي سنة الرب المقبولة (61: 2). 

"ادوم .. بصرة" اشتهرت ادوم بعداوتها لشعب الله. وكانت بصرة مدينة رءيسية من مدن ادوم . والعدد لثالث له علاقة بابادة الشر وليس بالتكفير عن الخطايا. فان ثياب الفادي ملطخة بدمائهم هم وليس بدمه هو. 

صلاة لاجل الرحمة (ص63 و64): 
يستهل الصلاة بالتسبيح والشكر لاجل الاحسانات الماضية (7-9). وتكمل الصلاة بصرخة في تطلب استعلان القدرة الالهية (1-3). حتى تغدو اخيرا تاملا في عجائب الرب (4-12). وتتخلل صلاة النبي اعترافات جديدة بالخطية وعدم الاستحقاق يصحبها صرخات الى الرب ليشفق على شعبه ووحشة ارضه المعطاة له منذ القديم. 

"بنون لا يخنون" اي لا يتمردون. 

"ملاك حضرته" قارن خر33: 14 

جواب الرب (65: 1-25): 
"السعد الاكبر .. السعد الاصغر"(11) هما "جد" و "مناة" الهان ساميان اولهما يمثل الحظ والثاني حسن المصير. وكانت عادة تهيئة الموائد الالهية وتقديم الخبز والخمر امامها. "فاني اعينكم" في هذه العبارة اشارة للاله مناة المذكور للتو، ومن معاني اسمه الاحصاء والتعيين. "هوذا عبيدي ياكلون.."(14و15) لنلاحظ مبدا التمييز الذي يلاحظ دائما. "فالذي يتبرك"(16) ان من يطلب لنفسه بركة سوف يطلبها باسم اله الحق والامانة، الذي ينجز مواعيده دائما. "سماوات جديدة وارضا جديدة"(17) قارن مع رؤ21: 1-5. "الخاطئ يلعن ابن مائة سنة"(20) الفكرة ان موت الخاطئ يكون في مثل سن الولد (في المقطع الاول من نفس الاية) وهذا بوضوح علامة على دينونة الله عليه. ونلاحظ المشابهة بين عدد 25 و11: 6-9 التي تخص العصر الماسياني. 

خاتمة: 
الاصحاح 66 بمثابة خاتمة للسفر، فيه خلاصة وتنفيذ لمبادئ حكم الرب. فاول كل شئ هناك الفكرة عن سيادة الرب المطلقة وحضوره الفعال. فما من هيكل يمكن ان يحتويه. وهو يفصل بين الحق والباطل. وبفضل ذلك ستمتد صهيون (5-14) اما جميع الاشرار فسيهلكون (15-17). ولنا في (18-22) ذروة اعلان المجد.