رسائل ارميا :
رسالة ارميا الاولى والثانية:
وردتا في (ار2: 1-3: 5 و 3: 6 – 6: 30) ومع ان موضوعهما واحد الا وهو ارتداد اسرائيل ووثنيتها، فان بينهما مع ذلك، فرقا واحدا مميزا، اذ لا ترد في الخطاب الاول اية اشارة الى الغفران، في حين يقدم هذا الخطاب الثاني توكيدا بارزا للصفح شريطة ان تكون التوبة نصوحا يستشعرها القلب في الصميم.
رسالة ارميا الثالثة:
كانت موعظة الهيكل التي وردت في (7: 1-8: 3) التي ربما نادى بها النبي في احد الاعياد الكبيرة، والقضية الاخلاقية واضحة. فان الهيكل بوصفه قد تحول الى مغارة لصوص، لم يعد هيكلا لحضرة الله، وشانه شان شيلوه، بات مهجورا. فالتابوت بحد ذاته عاجز عن إنقاذ اسرائيل. كانت شيلوه تقع على طريق رئيسي بين اورشليم وشكيم، وفيها وضع التابوت في ايام يشوع. وخرابها لم يذكر في اي موضع من العهد القديم، باستثناء مرة في مز78: 60، حيث يذكر ان الله "رذل مسكنه في شيلوه". اما الاعداد 16-20 فيبدو انها تعترض خطاب الهيكل، الا اذا كانت وقفة فاصلة تمثل النهاية الفاجعة التي يصل اليها التمرد الدنس الرافض للتوبة. "ملكة السموات" كان البابليون يدعونها عشتار وتنطق استير ايضا.
طاعة لا ذبيحة:
"ضموا محرقاتكم الى ذبائحكم.." يعلن ارميا مبدأ الطاعة ذلك المبدأ اللاحق. كان اللاويون يأكلون من الذبائح – ما عدا المحرقة – ومن هذا المنطق كانت تحسب المحرقة نجسة ما دامت لا تدل على قلب تائب ومن هنا اجيز اكلها بعد فقدانها لشرعيتها او قيمتها الروحية.
والعدد 22 هام، ففي حين يعتقد الفكر النقدي على الاغلب ان ما يعلنه ارميا هو كون الله لم يؤسس قط نظام الذبائح الطقسي برمته، نجد من الناحية الاخرى، انه يرتد ببطء على هذا الموقف المتطرف. فان ما يشجبه ارميا هو الذبيحة التي لا تمثل قلبا تائبا.
يصعب التوفيق بين عدد 24 و2: 2 الا اذا اعتبرنا 2:2 اشارة الى المدة التي تلت الخروج من مصر و7: 24 اشارة الى مدة واقعة مثلا حوالي اواخر فترة التيه في البرية.
مناحة قومية (7: 29: 8: 3):
توجه الى الشعب الدعوة الى النوح لان الرب قد رفض هذا الجيل. ومع ان المنادى غير محدد بالاسم، فلان الفعل العبري مؤنث فالاشارة هنا الى اورشليم او الامة مشخصة. كان جز الشعر اشاارة للحزن اي1: 20 و مي1: 16 . وقد راى بعضهم في هذا اشارة الى شريعة النذير (عد6: 7). فان اورشليم نكثت نذورها، وشانها شان النذير غير الوفي بنذره. يطلعنا 2مل21: 5 على تدنيس الملك منسى للهيكل. "توفة" في السبعينية تعنى المرتفع قد تعني محرقة (صعيدة) قارن اش30: 33. فللدلالة على شعور الشعب بالرعب حيال العادة الوثنية في تقديم الاولاد اضاحي، اجرى تبديل في حركات الاسم الاصلي (تيفاث) بحيث تقرا (توفث) وهذا التشكيل يماثل ذلك اللاحق باللفظة (ملك) لتصبح (مولك) ، المعبود الوثني، وذلك باعمال الحركات المختصة باللفظة (بوشث) ومعناها خزي. وهذه اللفظة الاخيرة غالبا ما كانت تستعمل عوضا عن بعل او رب مثلا: ايش بوشث عوضا عن ايش بعل.
والرؤيا المؤلمة التي المت ارميا هي ان ذلك الموضع المقيت كيف غص بجثث الموتى. وهكذا اقترنت تلك العبادة المخزية بالموت اقترانا – واذا بمقدسهم سيغدو مقبرتهم. والاسم جهنم ويعني وادي هنوم اصبح علما لهذا المكان.
عدد 8: 1 يعني اهانة المهزومين اذ يعدون غير قادرين على الدفاع عن رماد ابائهم وعن هيكل الههم. او انه تم بغية الحصول على غنائم اذ كانت الكنوز الضخمة تدفن غالبا مع الاموات. ثالثا، انه تم عرضا في اثناء حفر حفرة لقدح النار. رابعا – في اثناء نركيز ألآت الحصار في الاول. والاقتراح الاول هو الاكثر ترجيحا. فالجميع اخطأوا ولابد ان يعاقب الجميع بمن فيهم الاموات. ولما كان تعليم العقاب الابدي لم يبلغ بعد طوره التام، اشير الى معاقبة الاموات على النحو المرئي هنا.
عصيان الشعب ووثنيته (8: 4-10: 25):
يعد بعض الدارسين هذا القسم بمثابة النظير الشعري لخطاب الهيكل التي بها يبدأ ارميا رسالته الثالثة.
نغم نواح (4-17):
كانما قد عزفت الحان مصاحبة لهذه الكلمات على قيثارة نعي. فالاعداد 4-7 تردد صدى فكر ذهن شرير معاند حيال التوبة. فالطيور تطيع قانون الهجرة الغريزي، اما شعب لرب فيرفضون ان يطيعوا تلك الغريزة المتأصلة في القلب الا وهي التوق الى البيت الابدي.
"كفرس ثائر" تدمج هنا صورتان الفرس الهائج والبحر المائج.
عدد 8 يذكر اول مرة فئة الكتبة. من الواضح انهم كانوا فئة نشطة ايام يوشيا (2اي34: 13). وربما كانت نشأتهم في عهد حزقيا (ام25: 1). لا تتضمن السبعينية الاعداد 10-12، وهي تكاد تكون مماثلة تماما ل 6: 12-15.
القلب السقيم (8: 18-9: 26):
ارميا يحدث الشعب بما سيحدث بعد انقضاء هذين الموسمين (الحصاد والصيف ) كان حصاد الحقول يدوم من ابريل الى يونيو ويتبعه قطاف ثمار الاشجار. فانه لن تكون هناك غلال لمواجهة المجاعة الآتية ولا طبيب لمداواة المرضى. "جلعاد"(22) كانت من اول الاماكن التي وقعت في ايدي الاعداء.
يتغير الموقف النفسي (9: 2-8) من الشفقة الغامرة الى النقيض بالشعور بالمرارة. فالشعب جيل من الخونة. ولو استطاع ارميا لكان هاجر الذرية كلها. وفي الاعداد 9-11 تستأنف المرثاة. ثم يعاود التعليم بعاقبة الشر في الاعداد 12-15.
ومن المحتمل ان يكون في الاعداد 16-21 كشف لعنصر اخر من اسباب انسحاق قلب التبي وسقمه: نخسة تهكم من النادبات المحترفات. فما عسى مثل هؤلاء ان ينفعن (2اي35: 25). ان الراحة الوحيدة التي يمكن لقلب النبي ان يتمتع بها هي ان يفكر في ان وراء قضاء الله وعدله رحمة (23 و24).
بطلان الاصنام (10: 1-16):
"ادب اباطيل هو الخشب"(8) المعنى ان تعليم الاصنام الباطلة ليس بأفضل من الاصنام ذاتها. ترشيش هي اقصى العالم المعروف انذاك وكثيرون يعتبرونها هي "ترتيسة" في اسبانيا. "اوفاز" غالبا ما ترد مرادفة لاوفير المشهورة بالذهب (دا10: 5).
السبي الوشيك (17-25):
"الرعاة بلدوا" فقدوا الصلة بالرب فباتوا عاجزين عن الرؤية. عدد 23 يعترف النبي بمحدوديته وفي 24 يرفع طلبته وفي 25 يتوسل طلبا لعدالة الله. "أدبني يا رب بالحق" يتكلم نيابة عن الامة التي يسحق خرابها قلبه. ومعنى الحق هنا (انصاف).
ارميا والعهد (ص 11 و12):
يحتوى هذا القسم على رسالة ارميا الرابعة مع ملحق (12: 7-17). وربما كان العهد ها اشارة الى العثور على سفر الشريعة (2مل22) يفترض انه سفر التثنية. بتأثيره دعا يوشيا الى اعادة نكريس الامة مع تركيز العبادة في اورشليم. وقد عنى ذلك التوقف عن العبادة في المعابد المحلية في جميع انحاء البلاد وازالتها. وقد كان لدى ارميا احساس بان هذا وصية من الله، وان اللعنة تحل من يعصاها . ويكتشف ارميا وكان لا يزال في قريته مكيدة للايقاع به (11: 18-21).
رسالة ارميا الرابعة (11: 1-12: 5):
حينما تغيب القوة يخلع الاصلاح السطحي عذار التمويه الاخلاقي ويعود على جناح السرعة الى العبادة القديمة والاثم العتيق.
كان الاصلاح سطحيا اذ انه في حكم يهوياقيم عادد الشعب الى الممارسات الوثنية عودة الخنزيرة الى مراغة الحماة.
سخط في عناثوث (11: 18-23):
يحتوي الفقرة على 3 مشاهد الاول يتحدث الشعب (19) وفي الثاني يتحدث النبي (20) وفي الثالث يتحدث الله (21- 23). عزل سليما ال ابياثار، وكان موطنهم (عناثوث)، منافسيهم واحل محلهم ال صادوق. ومن شان السخط ان يثور في قرية عناثوث حين يخالف احد الابناء الرأي العام خصوصا انه بدا يتعاطف مع الخصوم. وقد رأوا ان ارميا يرمي الى ابطال معبدهم المقدس بالقرية. اما ارميا فقد فوض قضيته الى منصة القضاء الالهي وقد كانت براءته الخالصة (19) اشبه ببراءة الحمل.
مشكلة الازدهار بوجود الفجور (12: 1-5):
يختم هنا رسالته الرابعة بالتصدي لتلك المشكلة الا وهي نجاح الاشرار. ويتلقى ارميا حلا مباشرا، بل بالاحرى يطلب اليه ان يشد حقويه لخوض واجب اعظم بعد يقتضيه ايمانه وجرأته. فليست الآلام السابقة – مشبهة بعدو مع زملائه المتسابقين – الا تدريبا لجهاد اشد. واذا كانت تلك المباراة فوق طاقته فماذا عساه ان يفعل اذا كان عليه ان يتبارى مع الخيل .
مرثاة الرب (6-17):
في (6-11) يتكلم الله الى ارميا وفي (12-17) يتكلم عبر ارميا.
"كأسد" كان يهوذا قد زمجر على الرب كاسد ووقف منه موقف عداء.
"جارحة ضبع" او جارح ملون الريش : مثلما تهاجم الطيور الجارحة سواها من الطيور الغريبة الشكل او الحيوانات، فهكذا هاجمت الامم الاخرى اسرائيل المختلفة عنها.
الرعاة بدأوا بتخريب الكرم ثم اكمل الاعداء من الخارج.
اﻻصحاحات 13- 25:
الانذارات الخمسة (13: 1-27):
ان تاريخ هذه الانذارات غير محدد. ولربما تعود الايتان 18 و19 الى زمن يهوياكين وامه الملكة نحوشتا اي سنة 597 ق.م اما القسم الاول بما فيه من بلية عارمة فربما كان يشمل مدة حكم ابيه يهوياقيم ويعود بالتالي الى 608 – 597 ق.م.
الانذار الاول (13: 1-11):
مثل المنطقة مثل ايضاحي، يعلم عن طريق التحذير ان عبادة الاصنام هي الخراب مع ما يقترن به من فساد النفس. اما عبادة الرب من الجهة الاخرى، فلطالما كانت للمدح والكرامة. ويقع المثل في 4 مراحل:
- اولا- يطلب من النبي ارتداء المنطقة.
- يؤمر ان ينطلق الى الفرات ليدفن المنطقة.
- يطلب اليه ان ياتي بالمنطقة من الفرات
- اخيرا يقدم التفسير.
نظرا لان الفرات يبعد 250 ميلا من اورشليم فمن المحتمل ان يكون البلد المذكور هو (بيرا) الذي يبعد 3 اميال عن عناثوث موطن ارميا. والكلمة (بيراث) تطلق على الفرات. الاحتمال الثاني انها رؤية ولذلك لا علاقة للمسافة بالموضوع.
الانذار الثاني (12-14):
مثل رمزي ايضا وتنطوي صورة زق الخمر على الانذار بان دينونة الرب ستكون شديدة الوطأة، فعلها فعل المسكر الذي يخبل فكر الانسان ومسلكه. سيكون سكان اورشليم فاقدي الوعي والقوة، حتى لا يقوون على الدفاع عن انفسهم او معرفة عدوهم من صديقهم (25: 15-28 و حز23: 31-34 واش51: 17 و مز60: 3).
الانذار الثالث (13: 15-17):
يحذر ارميا شعبه من الكبرياء امام الرب.
"جبال العتمة" اشارةة الى محنة المسافرين اذ يدهمهم الليل قبل الوصول الى خان يبيتون فيه. "اعطوا مجدي" هذا اصطلاح عبري يعني "اعترفوا بخطاياكم" قارن (يش7: 19).
الانذار الرابع (18 و19):
كانت ردة الفعل الكبرياء علة سقوطهم. ومن هنا وجه التبي الامر بمخاطبة الاسرة الملكية شخصيا. والملك والملكة هما يهوياكين وامه نحوشتا. "مدن الجنوب" كانت صحراء اي انها بمنأي عن الغزو القادم، وهكذا يشار اليها هنا للتشديد على شمولية سبي يهوذا.
الانذار الخامس (20-27):
الخراب سببه الامعان في الاثام. والكلام الاخي هو القول الفصل. يبدو ان ع21 يشير الى ان حزقيا التمس صداقة مرودخ بلادان. عدد 23 هو مثل شائع مفاده ان الخطية تصير عادة متأصلة فان الحلقة الحديدية التي تربط الخطية بالعقاب لا تتغير ولا تنكسر.
ظلال الخراب (ص14-21)
رسالة ارميا الخامسة (14: 1 -15: 9):
يتناول هذا الخطاب بلية القحط وشفاعة النبي.
ملحق الخطاب والجواب (15: 10-21):
يمكن قراءة العدد 11 "سأجعل البقية تعود عليك بالخير" بدلا من "احلك للخير".
"ملأتني غضبا" لقد بلغ السيل الربى. "لماذا كان وجعي دائما؟" او يكون الرب لي اشبه بنهر كاذب" اي كجدول يجف ماؤه ابان القحط؟ واذا الرب يجيب.
اذا اخرجت الثمين من المرذول (او النجس) اي ان اوضحت الفرق الازلي بين الخير والشر – فمثل فمي تكون "او تبقى نبيا اما العددان 20 و21 فهما تكرار جوهري للعددين 1: 18 و19.
رسالة ارميا السادسة (16: 1- 17: 18):
ان فحوى هذه الرسالة هو التشديد الالهي على النبي ان يبقى بلا زواج. فلسوف يخيم الخراب على البلد كله، لانه لابد ان تجنى الخطية حصادها المحتوم. "لا تتخذ لنفسك امراة" (16: 2) ما دام الاولاد المولودون في يهوذا سيموتون وليس من يدفن.
"ويبدو ان العددين 14 و15 واردين في غير موضعهما ، وربما كانا اضافة اقحاما من احد الكتبة للاشارة الى الفرج بعد السبي. بل قد يكونان –تفجرا للتنفيس عن الضغط القنّال الرابض على قلب النبي. ويتكرر هذان العددان في 23: 7. ثم تستأنف الاهوال المذكورة في 9-18. فاذا اهل اورشليم شانهم شان الاسمام والوحوش لا ينتظرهم الا الأسر والموت. وفيما بعد، حتى الوثنيون سيجدون في المدينة ملجأ. ولعل في هذا العدد ما يوازي التفاؤل المنعش في 14 و15. "جزافين" قارن عا4: 2 و حب1: 15 وحز12: 13 – والجزّاف هو صياد السمك. "ضعفين" (18) الكلمة تعني بوفرة (اش40: 2).
ان خطية يهوذا اشبه بكتابة يصعب محوها اذ نقشها قلم حديد على سطح صلب كصخر (اي19: 24)ز والحق ان الامة هي في ذلك الصنف من الصلابة عينها.
"نجيس" اي به مرض خبيث. وفي 15: 18 و 30: 12 تترجم الى "عديم الشفاء" و "عديم الجبر". عدد 11 يعرض صورة الغني الغبي. "يتركه" اما ان يترك الغني غناه ويموت او يترك الغنى الغنيّ في حياته. وفي جميع مواضع الكتاب يشير العبير "احمق" الى الحماقة الادبية وليس الغباء العقلي.
ملحق السبت (19-27):
كما في الخطاب السابق كذلك هنا ايضا ملحق. ينحول الى الاسلوب النثري وهنا ايضا تثار مسالة التسلسل التاريخي. يتعلق بوصية السبت بشان خاتمة الكلام قارن 21: 14 و 49: 27 و50: 32 وعا1: 3 و 2: 5.
رسالة ارميا السابعة (19: 1-17):
مثل ايضاحي (1-10):
بيت الفخاري مثل مستوحى من مهنة صناعة الفخار. ومهما كان الخطا، اذ تلف العمل الاول، فان الفخاري ثابر على مله حتى صنع من الطين العاصي اماءا اخر. هكذا الرب – ولا عائق لديه سوى نوعية الطين البشري – يشكله وفق القصد الذي في فكره. صورة للسيادة المطلقة. وحرية الانسان – كما يبرهن عنها منطقيا وفلسفيا ، لا يجرى التفكير فيها هنا ولا تنكر. بل ان الفكرة هنا هي مشيئة الله المطلقة. السبي هو القالب الجديد الذي ستوضع فيه الامة (11).
"ارجعوا.. اصلحوا" الكلمة الاولى تجذب الانتباه الى الخطوة الاولى والثانية الى المسيرة المستمرة في الحياة.
التعنيف (13-17). كما ان خطية الشعب مأساوية هي ايضا مخالفة للمنطق. حتى بعض عناصر الطبيعة المالوفة يمكن عرضها حكما لهم ومنها "ثلج لبنان" والنهر الجاري فهما ثابتان على حالهما، في حين ان شعب الله يتقلبون.
ردتا فعل (18- 23):
رد الفعل الاولى من السامعين (18):
هذه هي المؤامرة الثانية على حياة النبي والاولى كانت في (11: 19). فقد كان اعداء ارميا على ثقة ان نبواته ستخيب وانهم يضمنون دحره بواسطة الكهنة والحكماء وانبيائهم.
"لكل كلامه لا نصغ"(18) اي نبواته بالسبي. في السبعينية تسقط حرف النفي فتعطي معنى الترصد للنبي.
ارميا يصرخ طالبا الانصاف (19-23):
النبي مرهف الحس، شفاف الخلق، ونفسه مكشوفة تماما، لا يستر منها شيئا. وقد جاء الغضب فوق طاقته. الصرخة هنا تدعو الى احقاق الحق ودعوته التي سخر منها المقاومون وذلك باطاحة امانهم وقوتهم المزعومين.
رسالة ارميا الثامنة (19: 1-15):
الرسالة هنا شان سابقتيها ، تمثيلية. كان على النبي ان يمثل رسالته في موضعين – وادي بن هنوم وفي دار الهيكل. كان عليه ان يتوجه الى الوادي من باب الفخار حاملا اناءا فخاريا.
ارميا في المقطرة (20: 1-6):
قام فشحور وهو ناظر اول في بيت الرب بضرب ارميا وحبسه . وفي الليل فكر فشحور ثانية فيماا فعل مما جعله يطلق سرا ح النبي. فاطلق النبي اسما عليه معناه "هولا من كل جانب" اي انه سيصير مسؤلا عن المصيبة التي ستحل، ويعتبر نبيا كاذبا لا في عينبه هو فحسب بل كل خلانه (4).
شكوى النبي (7- 18) :
نحن امام مقطع فريد . يشعر ارميا ان الرب ارغمه ان يكون نبيا. وان هو امسك عن المجاهرة برسالة الدمار ، كان ذلك اشبه بنار محرقة، بل ضغطا لا يطيق احتماله. ولطالما عيّره اصحابه ناعتين اياه ساخرين بانه "خوف من كل جانب"(10). الاعداد 14-18 تظهر تقطة الانهيار، وتبدو الكلمات هنا نافرة عن سياقها. تنبئ بزمن من شان النبي فيه ان يكون منبوذا عند شعبه اكثر منه في اي وقت مضى. هذا الكلام يكشف عن نفس رجل من رجال الله في صراع مع المصير، ولكنها نفس خاضعة.
رسالة ارميا التاسعة (1-14):
تنطوي كلمة النبي هنا على انذار جديد بان اورشليم ستسقط. وفي 37: 3-10 مقطع مماثل لكنه ليس نسخة طبق الاصل. ومدار الطلام هنا على رفع الحصار مؤقتا.
ملوك يهوذا وانبياؤها – رؤيا النهاية (ص22-25)
اولا – ملوك يهوذا (22-23: 8):
يتضمن هذا الجزء سلسلة من النبوات المتعلقة بملوك يهوذا المعاصرين.
تمهيد (1-9):
من واجب الملك اجراء العدل ويتهد الرب بقسم انه سيعاقب بالخراب ان اهمل ذلك.
"شلوم"(10-12):
ينهي عن البكاء على يوشيا. "لا تبكو ميتا" بل بالحري ابكوا شلوم اي يهواحاز الذي مات مسبيا في مصر بعد ملك دام 3 شهور فقط. والمعنى ان الموت في ساحة المعركة اشرف من الموت في المنفى.
يهوياقيم (13-23):
يوشيا تصرف كاب لشعبه اما ابنه يهوياقيم فهضم حقوقهم الاساسية. مات الاول ميتة بطل ومات الثاني ودفن دفن حمار بلا جنازة لائقة.
يهوياكين (24-30):
تبدو هذه النبوة مزيجا من نبوتين – الاولى (24-27) يتعلق بالسبي المستقبلي، والثانية (28-30) بالسبي الذي حصل فعلا. ومجمل الكلام مرثاة.
الرعاة والحكام (23: 1-8):
ارميا احجم عن التنبوء على صدقيا بالاسم. يبدو هذا الخطاب يعنيه ضمنا فوق سائر الاخرين. الرعة هنا يظهرون "وحوشا مفترسة".
انبياء يهوذا (23: 9- 40):
تناول المقطع السابق رجال الدولة اما هنا فيتناول القادة الدينيين:
ضيق ارميا (9) يرى ارميا رؤية تفقده رباطة جاشه، وقد صارت عظامه اشبع بعظام سكران غلبته الخمر.
خطايا الانبياء الزائفين (10-15):
العقاب حتمي (10-12) وانبياء اورشليم اشر من انبياء السامرة عبدة الاصنام اذ انهم داعرين (13).
الحكم على الانبياء الكذبة (16-20):
انهم يتنباون نبوءات صادرة عن قلبهم الدنس. فلا احد منهم وقف في محضر الرب وسمع كلمته. ثم يبدو ان العددين 10 و20 يقطعان مجرى الفكر، ولذلك يرى البعض انهما اعادة في غير موضعهما لما ورد في 30: 23 و24.
لا شرعية للانبياء الزائفين (21-23):
يوالى ارميا فضح الانبياء الزائفين .
خزى الانبياء الزائفين (33-40):
"وحي"(33) تورية لان كلمة وحي تعني ايضا ثقلا. هذه الكلمة عند الشرير ثقل متعب حيث يحل الازدراء بدلا من التوقير.
سلتا تين (24: 1- 10):
نلاحظ هنا استيعاب ارميا لرؤيا (1-3) ثم تفسير الرب لها (4-10).
رؤيا النهاية (25: 1-28):
في معركة كركميش كانت نهاية سيادة مصر.
توكيد (1-14):
"من السنة ال13 ليوشيا.." هي السنة التي دعي فيها ارميا.
الدينونة لن تاني فقط على يد بابل ، بل على بابل ايضا.
حكم الدينونة (15-33):
كأس الخمر رمز لغضب الله. نلاحظ ان سخط الرب يبدا باورشليم (29) "لان القضاء من بيت الله". القضاء الالهي سيشمل "كل ذي جسد" فجميع البشر يحضرون الى محكمة عدله. ولان الرب يحاكم ننغير الصورة الى "اسد مزمجر" اما ضحاياه فسوف "لا يندبون ولا يضمون".
مرثاة (34-38):
في عدد 34 تتحول الصورة الرمزية من قطيع على اهبة الذبح الى اناء شهي على وشك التحطيم.
اخبار تاريخية (ص26-52).
** *
مراثي ارميا
في كل اصحاح 22 عددا تناظر الحروف العبرية بالترتيب. ما عدا الاصحاح الثالث الذي يضم 66 عددا، حيث يحسب لكل حرف 3 اعداد. ويقال ان في هذا اشارة الى ان اسرائيل اتمت اثمها من الالف الى الياء مثلما يقال عن مز119 انه اي الناموس ينبغي ان يستأثر بانتباه الانسان وشهوة قلبه كاملة. ويمكن تقسيمه الى:
المرثاة الاولى ص1:
خراب اورشليم
الالم عاقبة الخطية
صرخة استرحام
المرثاة الثانية ص2
الرب صار عدوا
اهوال المجاعة
الانبياء الكذبة والحقيقيون
دعوة الى الصلاة
المرثاة الثالثة ص3
صراخ المتالم
مراحم الله
دعوة الى التوبة
احزان الخطية
عزاء ولعنة
المرثاة الرابعة
بين الماضي والحاضر
عواقب الخطية
ادوم لن تنجو
المرثاة الخامسة ص5
التماس الرحمة
خزى الخطية
عرش الله