سقوط بابل:
اصحاحات 17 - 19
اولا – دينونة بابل:
توسّع هذه الاصحاحات رؤيتي الجام السادس والجام السابع وتروي بصورة اكمل هلاك "ضد المسيح" واتباعه. ويلقي تورا على بعض غوامض ص13.
مدينة صور تدعى زانية (اش23: 16 و17) ونينوى كذلك (نا3: 4) وينقل الشطر الاخير من عدد 2 عن ارميا وصفه لبابل (51: 7). وصفها ارميا "جالسة على مياه كثيرة". ولكن يتضح من عدد 9 ان روما هي المقصودة. ان هذه الامبراطورية تنطوي على شر جميع سابقاتها. وان الوحش الذي يمثل الامبراطورية يصور كذلك على انه التنين.
عدد 3: رمز المراة الجالسة على الوحش يفيد انهما متحدان في الشر (خرافة الفوضى اسطورة قديمة). وتمثل العلاقة بين العاصمة والامبراطورية. ولاول وهلة يبدو غريبا ان الزانية في ع1 "جالسة على مياه كثيرة" اما في هذه الاية فنجدها ساكنة "في البرية". وقد يكون تفسير ذلك ان يوحنا يعيد الى الاذهان نبوءة اشعياء على بابل تلك الواردة بعنوان "وحي من جهة برية البحر"(اش21: 1). وجدير بنا ان نلاحظ ان السبعينية تحذف الكلمة الاخيرة.
(4) ترف المدينة ونجاستها يبرزان هنا بوضوح.
ابراز الاسم على جبين الزانية يلمح على الارجح الى عادة الزواني الرومانيات.
"سر" ربما تدل على ان الاسم لا يجب ان يفهم حرفيا. وقد ترجم احدهم "روحيا" الى "رمزيا".
الاشارة الى حمل الشهداء الى روما ليموتوا في المسارح العامة.
ثانيا - شرح الرؤية:
يعتبر تفسير هذا المقطع عسيرا. ففي ع10 و11 يقال ان الوحش يتجسد في ملك كان حيا فيما مضى ويعود الى الظهور بوصفه ملكا اخر اي انه فرد. مع هذا 1-6 تتحدث عن مدينة او امبراطورية، لا عن فرد او حتى سلالة من الحكام (الاباطرة هم رؤوس الوحش فقط لا الوحش كله). وبما ان استعمال الوحش برؤوسه السبعة وقرونه العشرة، رمزا لقوة عالمية اثيمة مضطهدة هو امر تقليدي، فانه يكاد يكون بحكم المؤكد ان يوحنا يستقي من مصادر سابقة من كونه يكتب شيئا ذا اصالة كلية (قارن ص12).
معظم المفسرين يعتبرون المقطع كله وصفا لضد المسيح كشخص. ويظن العبارة في عدد8 تفسر في ضوء اسطورة نيرون العائد الى الحياة، نيرون الذي كانت قيامته من الموت ليحارب روما امرا متوقعا وع16 و17 يلائمان هذا التوقع.
على انه يصح ان يطبق على الامبراطورية ويتضح ذلك من (اش27: 1 و30: 7 و51: 9و10). ان انبياء العهد القديم طبقوا عمدا رمز "وحش الفوضى" على الامم المعادية لاسرائيل.
يبدو ان الحل ان يوحنا دمج رمزين ليبلغ الرسالة التي لديه، رمز الوحش والفوضى ورمز نيرون العائد الى الحياة. الى هنا كان نائما تقريبا، ولكنه سينهض عن قريب ويعلن نفسه في فورة من الاثم متجسدا في نيرون المقام.
(8) يدعو اشعياء مصر "رهب الجلوس" اي وحش الفوضى الذي اقعده الله عن الحركة. وهنا يطلق على روما نفس الوصف فهي "كانت وليست الان وهي عتيدة ان تصعد من الهاوية" وتقوم بعمل رهيب .. الا انها ستمضي الى الهلاك. وهذا الملك الشيطاني يشارك قوة الشر في طبيعتها بحيث يمكن تصوير تاريخهما بطلام واحد.
كانت روما تعرف باسم "مدينة التلال السبعة" وفترة الملك السابع القصيرة تعززها الاية "الوقت قريب"(1: 3).
بعد اخر ملك بشري يعلن الوحش نفسه بكل وحشية. يظهر نفسه "ثامنا" مع انه ليس ثامنا بالحقيقة اذ انه يظهر ذاته بصورة واحد من السبعة، اي نيرون.
قصة مصير الملوك العشرة (حكام موالون لروما) تروى فورا على سبيل اكمال وصفهم.
في حين ان مياه بابل قصد بها ان تكون حرفية في نبوة ارميا يعتبرها النبي رمزا ملائما للشعوب التي تحكمها روما. ويساعد ضد المسيح وتابعيه في خراب روما الذي يتم من ناحية اخرى بالزلزلة (16: 19).
اللغة مستقاة من وصف حزقيال لتاديبات اسرائيل (حز23: 25-29). ليس ثمة تفسير لماذا يقوم "ضد المسيح" على "مدينة ضد المسيح">