عن كتاب : مدخل الى رسائل القديس بولس
للاب فاضل سيداروس اليسوعي
اول قضية تعرض لها بولس في رسائله هي تساؤل كنيسة تسالونيكي عن المجئ الثاني. كان المسيحيون الاوائل يترقبون المجئ بشغف وعندما تاخر هذا المجئ ازداد تعمق الرسول في سر المسيح، ففهم ام قيامة المسيح من بين الاموات اولى خطوات المجئ الثاني، فجاءت رسائله تشرح معنى القيامة. ثم ازداد بولس تعمقا في موت المسيح ومعناه لمغفرة الخطايا. واخيرا تعمق في فهم شخص المسيح: هو ابن الله المتجسد. هذه هي المراحل الاربع التي نتلمس فيها فكر بولس اللاهوتي.
المجئ الثاني - اﻻلفاظ:
كان
المسيحيون الاولون ينتظرون هذا المجئ
الثاني كما وعدهم الرب (يو14:
18-19) والملاكان
عند صعوده (اع1:
11) حتى
ان كل الحياة المسيحية كانت مبنية على
هذا المجئ المرتقب. ولما
لم يعد المسيح بدأت
التساؤلات، بل الشكوك.حتى
اضطر الرسول لشرح وضع المجئ الثاني.
سنتناول
الالفاظ التي استخدمها الرسول للتعبير
عنه وهي خمسة:
1- بارّوسيا
:
معناها
الحضور او
الدخول. في
العادات السياسية اليونانية كانت
"البارّوسيا"
دخول
الاباطرة او القضاة مدينتهم دخولا منتصرا
في احتفال شعبي.
استخدم
الرسول معنى الحضور في 2كو10:10
وفل2:
12 ومعنى
الدخول في 1كو16:
17 و2كو7:
6
2- ابو
كالبسيس:
وتعني
الكشف او الاستعلان.
ولكنها
تعود الى التيار الرؤيوي كما نجده في سفري
دانيال والرؤيا. واستخدمت
في 1كو1:
7 ورو8:
18، فالمجئ
الثاني هو كشف لسر المسيح.
ابيفانيا:
الظهور.
والكلمة
تدل على ظهور الله في العهد القديم لابراهيم
والانبياء. استخدمت
في 2تس2:
8. وفي
الرسائل الرعوية حيث يربط المجئ بالتجسد.
4- اسخاطولوجي:
ومعناها
نهاية الازمنة . واللفظة
خاصة بالعهد القديم بامور نهاية الازمنة.
راجع
2تس1:
7 ..
5- ايميرا:
وتعني
اليوم. هو
"يوم
الرب" في
العهد القديم وهو تعبير يرد للدلالة على
دينونة الله (عا5:
18 واش2:
12-22.
***
المجئ
الثاني- النصوص:
هناك
3 نصوص
رئيسية تسهب في وصف المجئ الثاني.
النص
اﻻول – (1تس4:
13-18):
الاطار:
الشك في
قيامة الاموات.
التأثير:
رؤيوي-
واضح في
صوت الملاك والبوق والسحاب ونزول المسيح
من السماء وقيامة الموتى.
تأثير
هليني – واضح في الموكب والفرح والاكليل
والكرامة
ويجب
فهم هذه الاوصاف كلها رمزيا.
النص
الثاني- (2تس1:
7-12 و2تس:
1-12
الاطار:
اضطهاد
المسيحيين وعراقيل ضد نشر الانجيل وبالتالي
تاثير البعد الرؤيوي الخاص بالحكم
والدينونة: اش66:
4-16 وقارن
مع نبوة خراب الهيكل (مر13).
وهناك
اطار اخر هو تاخر المجئ وهذا يسمح بانتشار
الانجيل (مت24:
14 ورؤ11:
7).
النص
الثالث – 1كو15:
الاطار:
تاثر
الكورنثيين ببعض التصورات اليونانية
فشكوا في قيامة الاموات.