الأحد، 20 يناير 2019

دعوة للحرب

لقد تحرك جيش الوحش "ثم بوّق الملاك الخامس، فرايت كوكبا قد سقط من السماء الى الارض.."(رؤ9: 1-3 ، 9، 11).
عند نهاية الزمن ستحدث حرب عظيمة بين مملكتين ولتوضيح ذلك نقول: ان هناك جيشين مضادين يمثلان مملكتين مختلفتين، وهما يشنان الحرب. وها هما يقدمان تقارير عن المعارك الدائرة. في البداية يبدو كما لو كان احدهما سينتصر، ثم بعد ذلك ينتصر الاخر. ان النصرة التي يحدث عنها احد الجيشين تسبق النصرة التي يتحدث عنها الاخر الا ان التقارير الاولية ليست هي التي تقرر المصير، لان هذا ما نتعلمه من تاريخ الحروب. لكن النقطة الهامة هي: ا من الجانبين سيحوز الغلبة في المعركة الاخيرة؟
في المرحلة الاخيرة من خطة الله للخلاص نجد جيشين يتحاربان بهدف الحصول على السيادة على الجنس البشري وعلى ممالك العالم. في رؤ9 نقرا: ان جيش الشياطين بدا عدوانا. لقد ظهروا بعدما خرجوا من الجحيم. يا لها من حادثة تهز العالم! لقد انفتحت ابواب الجحيم على مصراعيها، وانطلقت قوات الظلمة بغضب شديد وغيظ شيطاني. كانت في انتظار هذه اللحظة، وها هي تهجم على البشر . لقد ظلوا الاف السنين مقيدي "الله لم يشفق على ملائكة اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم"(2بط2: 4). لوسيفار وملائكته يسمنون في مملكة الظلمة منذ سقوطهم وكان مفتاح الهاوية في يد يسوع، فلم يمكنهم التمرد.
لقد اتت اللحظة التي فيها تفتح تلك الهاوية السحيقة واذ بالملاك يصرخ "ويل!". لانه لا يوجد شئ مرعب اكثر من فتح باب الجحيم وتحرير جميع الشياطين. الاله الازلي يعطي الملاك المفتاح ليفتح الهاوية. لقد فتحت بامر الله الذي "له مفتاح الهاوية والموت". الغرض الوحيد لهذا – فصل الزوان عن الحنطة.
ان جيش الشيطان يتدفق ويزدحم على الارض تحت قيادة ملاك الهوة اللانهائية واسمه ابدون او ابوليون والتي تعني المهلك. قوات الظلمة تركب الخيول واثقين من النصرة. غالبا هؤلاء هم رؤساء مملكة الظلمة لان احدهم يدعى الموت. ان قوته عظيمة جدا حتى انه سيكون "اخر عدو يهزم"(1كو10). ان له اتباع (رؤ6: 8). كما ان قادة اخرين يركبون على خيولهم (رؤ6: 3-6) هؤلاء هم رؤساء الشياطين المكلفون باشعال الحرب ونشر الجوع. انهم يركضون في الارض عالمين انه قد اتت اللحظة التي يتسلمون فيها السلطان ويؤسسون مملكتهم على العالم اجمع.
واخيرا سيظهر الشيطان بنفسه كالوحش من الهاوية بعدما يكون القادة والجنود قد اكملوا العمل. لقد كان عملهم اشاعة الدمار والبؤس عن طريق الثورات والحروب فوق كل شئ ان يسمموا عقول البشر ويفقدوها صفاءها. فسحب الدخان ستتبع جيش الارواح الشريرة هذه وستصيب البشر بالجنون (رؤ9: 2). سموم تدنس البشر وتخدرهم وتغريهم لعمل المحرمات، والانغماس في كل اعمال الشر. انن الدخان الشيطاني يسود على عقول المتكبرين ويجعلهم يتبعون جيش الظلام.
وعلى الجانب الاخر نرى حلفاء مملكة النور.. يبدو وكان مملكة يسوع قد غطت في نوم عميق ولا تستطيع مقاومة ابليس. اذ نراه اليوم – وبغير مجهود كبير – ينتصر في دائرة الاخلاق والقوانين: ها القوانين المؤسسة على وصايا الله تتغير الى قوانين لا اخلاقية. مثال ذلك – القوانين التي تجرم الاجهاض والشذوذ الجنسي. اذ بالانسان وقد اسقط عنه الضمير ووصايا الله جانبا. لا يجد ارضا صلبة يقف عليها ويصبح البشر اكثر فاكثر مشابهين لجنود مملكة الظلام. ان الوحش وهو له اسنان كبيرة حديدية واظافر من نحاس يسحق ويبتلع تحت قدميه مل ما تبقى ن الارض وفمه مملوء بالافتخار، ها هو يطرح الحق الى الارض (دا7: 7 و19).
ولاننا نعيش في عصر العولمة التي فيها كل شئ يتجه نحو الوحدة – فان قوات الشر هذه تنتقل من نصر الى نصر. ان علمهم (القوة القاسية او الغاشمة) وتحت هذا العلم وتلك الراية سيؤسسون ما يسمونه مملكة السلام.. والواقع ان التكنولوجيا الحديثة قد هيات كل ما يلزم لاقامة حكومة عالمية قوية، فنظام الحاسب الالي ووسائل التواصل الحديثة مثلا سيمكنا ضد المسيح من نشر نفوذه في ارجاء العالم.

عن كتاب:
بطمس - م. باسيليا شلينك

الخميس، 17 يناير 2019

مزمور 59: الطريد


العنوان الرئيسي: ترنيمة الطريد 
ينقسم هذا المزمور الى قسمين:
المطارد يطلب الحماية - المطارد يطلب الجزاء او عقاب الاشرار.

يبقّون بافواههم اي يتكلمون كلاما بلا معنى. افواههم مثل السيوف ولانهم ملحدون فهم يتسالون "من سامع؟" فهم يظنون ان اله لا يحمي اولاده.

الثقة:
المرنم يثق في براءته فيقول "لا لاثمي ولا لخطيتي". ومثلها قوله "هذا كله جاء علينا وما نسبناك ولا خنا عهدك". وهذ ايضا ما قاله ايوب في حواره مع اصحابه وحاول ان يثبته لهم.
المرنم يثق في عقاب الاشرار: "وانت يا رب فتضحك بهم". والضحك الالهي على الاشرار يشبه ضحك الاب على طفله الذي يظن انه يقدر ان يهزم اباه. فالله يضحك على محاولات الاشرار الضعيفة في مقاومة مشيئته.
الثقة في حماية الله: "لان الله ملجاي"
الثقة في رحمة الله "الله رحمته تتقدمني"
الثقة في عدالة الله "الله يريني باعدائي".
وعندما يطلب داود عقاب الاعداء فاه يطبق الشريعة التي يعرفها "العين بالعين". او قد يكون هذا بروح نبوية اي هذا هو جزاء الاشرار. انه لا يطلب لهم الموت "لا تقتلهم لئلا ينسىى شعبم. تيههم بقوتك". ومثلما لم يقتل الله قايين حينما قتل اخاه بل استبقاه "تائها وهاربا"، فالموت يعتبر راحة للشرير ولذلك نجد انه في مواضع كثيرة يقول الكتاب عن الاشرار "انهم يطلبون الموت ولا يجدونه ويهرب منهم"(اش و رؤ).
يطلب داود "اهبطهم يا رب ترسنا" ليعلموا ان "فوق العالي عاليا وفوقهما الاعلى".
"ينزل بهم الجزع "يتيهون طلبا للطعام ويهرون مثل الكلب" الكلب الجائع هو الذي يهر بصوت منخفض يكاد لا يسمع.
كنت ملجا لي" يلجا داود الى الكهوف الطبيعية التي صنعها الله. وكما يعطينا الله حصونا طبيعية نلجا اليها يعطينا ايضا حصونا فوق طبيعية لا نعرفها او ندركها ولا نراها باعيننا ولكنه يحمينا بظل جناحيه.

القس حبيب سعيد
الصورة من موقع: www.chabad.org

خضوع ايوب

خضوع ايوب
فهم ايوب رسالة الله. فهو مثل المؤمنين الكبار تخلى في اول حواره عن مواصلة النقاش والجدال، وقال عبارته المشهورة "تكلمت بطيش فماذا اجيبك؟"(40: 3-5) واضاف "اني اجعل يدي على فمي ..". وهو سيذكر اسباب ما عزم عليه باكتشافه امرين: الاول، يتعلق بعلم الانسان، والثاني، باختباره لله.
العلم والجهل:
كرر الرب طوال حواره الاول "ماذا تعلم ماذا تعرف؟" عن هذا يستطيع ايوب ان يجيب الان:
"قد علمت انك قادر على كل شئ"
اني قد اخبرت من غير ان ادرك بعجائب تفوقني ولا اعلم".
فالعجائب التي قد ذكرها اليفاز "الْفَاعِلِ عَظَائِمَ لاَ تُفْحَصُ وَعَجَائِبَ لاَ تُعَدُّ"(5: 9)، قد اظهرها الله قبل قليل لايوب في نور التجلي الالهي. يسلّم ايوب ان عمل الله يفوق ادراكه، وانه وهو الانسان المسكين لا يستطيع الا ان يرى فيه الغازا، وهكذا الحال مع قضية الالم التي تثير حيرة الناس، بالتاكيد لها معنى مخفي في مقاصد الله.
السماع والرؤية
يستطيع الان ايوب ان يفصل بين الايمان السطحي والاختبار المباشر للقاء الله ليقول "كنت قد سمعتك سمع الاذن، اما الان فعيني قد راتك". فايوب مع ثورته على نظرية اصدقائه اللاهوتية، كان سجينا لمثل تلك الاراء البدائية التي سمعها وتعلمها بالاذن. فهو ايضا يتوقع ان يكافئ الله امانته بالاستقرار في السعادة، وهو ايضا كان يفسر كل الم بانه نبذ من الله.
الان قد رأى الله وجها لوجه في لقاء كله مودة، ويحقق ويفوق ما كان يرجوه "ساعاين الله"(19: 26).
لم يتغير شئ في الظاهر، ايوب لم يبرح كومة الرماد الجالس عليها. لكنه الان يرى مكانه الحقيقي في العالم وفي خطة الله. سيستطيع الان ان يعرف ليس انه محدود فحسب بل ومذنب ايضا.
تعلم ايوب بعد عاصفة اسئلته ان يسمع اسئلة الله. يدرك اوب انه ليس له ان يحكم على قلب الله استنادا الى تقلبات قلب الانسان.
في التراب والرماد:
كان ايوب في اخر حديثه الكبير مع نفسه (31: 37) ينتظر الله وقدمه ثابتة "كانه رئيس"، اما الان فسيتواضع لكي يتقبله "ارجع عن كلامي واندم في التراب والرماد" قال ايوب "فلذلك" اي ان رؤيت لله قادته الى الندامة؟ علىى اي شئ يندم؟ من المؤكد انه لم يندم على ذنوب ارتكبها قبل محنته لان الله لا يتهمه ابدا باي شئ فيما يخص تلك الفترة. ولكنه شعر قبل قليل بكبرياء صعدت الى قلبه –هي والالم معا – وكنت راقدة فيه منذ الفترةة التي كانت تقواه لا تتميز عن سعادته. تلك خطية جديدة لانه ولد الان لبصيرته في نور الله ولكنها خطية جذورها ابعد من جميع الخطايا التي كان في وسعه ان يرتكبها، اذ انها خطية احتلال مكان الله.
دنا ايوب من الشجرة المحرمة وادعى لنفسه حق التشكيك في حكمة النواهي الالهية معلنا انه يمتلك قاعدة يجب على اختيارات الله ان تخضع لها. ليست هذه اول فقد سبق للانبياء مرات كثيرة ان لاموا البشر ووصفوهم بانهم "حكماء في اعين انفسهم"(اش5: 21 و 10: 13 و 19: 12 و 29: 14 و ار9: 22 وحز 28).
يبدو الرب في معظم حوار ناسيا مأساة ايوب يقلب كتاب صور العالم وهو يبرز في كل صفحة وجود فكره الخلاق في قلب المخلوقات. فهو في الواقع يهب لاعماله الكلام لكي يهدي الانسان من سرها الى سر الله.
ان الايمان بعدل الله الخالق والفادي يبينان سبب سكوت ايوب. يرى البار نفسه مدعوا للانحناء تحت يد القدير. ان الله بكشفه عن نفسه لايوب كشف لايوب نفسه هو، فرأى محدوديته وعجزه.
الخاتمة:
قد يشعر المرء بانه ينحدر من هذا الايمان الصرف الى مستوى المال والسعادة الحسية التي تتضاعف لايوب. يتوقع البعض انه حسن لهذه القصة ان تختم بجواب ايوب الذي يبدي فيه عجزه عن فهم اسرار الله. ولكن الخاتمة الحالية كانت ضرورية. لم يكن هناك مفر من ان يظهر ان الآم ايوب لم تقصد لذاتها، كانت الغاية كشف حرية الله وعلى الاخص الجزاء، كان لابد لرحمته ان تعلن، وان يشاد بها.
يمكن التمييز في الخاتمة الى جزئين:
الاول، حكم الله على الاصدقاء، والثاني، سعادة ايوب.
حكم الله:
لن يمكن لاصحاب ايوب ان يتباهوا ان سعادة ايوب وغناه عادا اليه لانه تاب، وبالتالي فه محقين في اتهامهم له. فالرب قال "اساء اصحاب ايوب الكلام عليه". وهم اذ فعلوا ذلك اهانوا الله فعلا حتىاضطرم غضبه عليهم (42: 7). في حين ان ايوب قال في اله كلاما صحيحا.
يجب على الاصحاب ان يقدموا تقدمة محرقة: سبعة عجول وسبعة كباش.
ويجب ان توجد شفاعة ايوب وبدونها لا تقبل الذبيحة (حز45: 23). ونجد مفارقات:
اتهم الاصحاب ايوب بقسوة القلب، وها هو يشفع فيهم.
نصحوه ان يصلي لاجل نفسه (5: 8 و 8: 5 و 11: 13 و 22: 27) فاذا به يتوسل لاجلهم. كانوا يعتبرون كلام ايوب "اقوالا عاصفة"(8: 2 و 15: 2) وهي التي ستنال الغفران. وهكذا اصبح لايوب عمل الشفاعة مثل ابراهيم موموسى وصموئيل وارميا.
ان زيارة الاخوة والاخوات (42: 11) تعود في الاصل الى المقدمة لان موضوع الكلام هنا هو الرثاء وتعود العبارة "اكلوا خبزا" الى عادات الحداد.

بهيموث ولوياثان

هيموث لوياثان
(40: 14 – 41: 26)
ان الخطاب الثاني للرب وصف لكائنين. الاول بهيموث (او فرس النهر)، ووصف لوياثان (او التمساح). وهما وحشان ورد ذكرهما معا في رسوم مصر القديمة، واحيانا في اساطيرها (على سبيل المثال في معركة بين حورس وشيث كما جاء في نص ادفو). يدعو الوصف الطويل لهذين الحيوانين بالنسبة لقصر الوصف للحيوانات الاخرى الى الاستغراب! ان المؤلف، لاختياره هذين الحيوانين القبيحين وهما نموذجان تامان - للبلادة في الاول، وللقسوة والشراسة في الثاني - يمهد الطريق لمزايدة:
تقنع الاشارة ايوب بان مطالباته تتجاوز الحد ومآلها الفشل: لم يحسب حسابا الا لعلمه على قدر قوته البشرية، من غير ان يقدر الى اي حد يستطيع الواقع ان يقاومه. فلا سبيل الى هزيمة بهيموث او تدجينه واستئناسه بل ولا ارهابه. فكم بالحري لوياثان "يحسب الحديد تبنا"(41: 19).
ما يفوق فكر يوب ليس سوى لعب (مرح او تسلية) عند الله. ان هذين الوحشين لم يصنعهما الله كما صنع ايوب فحسب، بل منحهما قوة جبارة لا تغلب: بهيموث "اول خلائق الله وصانعه يعمل السيف فيه" ولوياثان طبع على عدم الخوف: انه ملك على جميع بني الكبرياء"(41: 26). هذه اذن كائنات غير جديرة باهتمام الانسان، لا بل يخشى شرها، منحها الله قدرات خارقة. كيف السبيل على حمل ايوب لكي يشعر بمحدوديته؟
فمع ان الشاعر يرخي العنان لقريحته في وصف الحيوانات، بينما يضن بالكلمات في وصفه لله. فهناك نص وجيز يبدو انه يحسن الكشف عن فكرته "لوياثان لا يجروء احد ان يثيره فمن الذي يقف في وجهي؟ كل ما تحت السموات هو لي"(41: 2-3).
ان الخطاب الاول لله كان يكشف عن علامات عطفه وحنانه، اما هنا فيؤدي الى قولين متكاملين في الحرية والقدرة. ان الله يخلق ما يشاء وهو يعلم لماذا يفعل ذلك، فكيف يجرؤ الانسان على ان يجابه خالقه وهو الذي يرتعد امام تمساح؟

حوار الله

تجلي الله
(38-42: 6)
الله يجيب:
"واجاب الله ايوب من العاصفة".
ان الله لدى خروجه اخر الامر من سكوته، استجاب طلب ايوب، فازال لومين وجههما اليه ايوب: انت بعيد. انت لا تبالي.
ان جواب الله هو قبل كل شئ حدث سيحياه ايوب، سوف يدخله في اختبار جديد. ولكن قد يخطئ ايوب فهم مجئ الله على نحو ما اخطأ من قبل فهم سكوته. قد يظن ان الله يظهر ليبرره.
يجيبه من العاصفة التي خطفت ايليا من قبل، وهي نفسها في حزقيال داخلة في الاطار الكوني لتجلي الله، وفي (زك9: 14) تصحب تجليا الهيا للخلاص، ولكنها في اكثر الاحيان تشير الى تجلي الله القاضي (اش29: 6).
اغرب ما في الامر، بدل ان يأتي بجواب او حل يطمئن ايوب، يؤلف سلسلة طويلة من الاسئلة والحوار الذي يدفع ايوب اخر الامر الى مأزق يغلق عليه فيه.
طبيعة الحوار:
يبدا الحوار مرتين بكلمة "اجاب الرب ايوب من العاصفة"(38: 1 و 40: 6). ومرتين "اجاب ايوب الرب"(40: 3 و 42: 1).
الخطاب الاول لله له خاتمة (40: 1) اما الخطاب الثاني فلا.
الله في اعماله
(38: 4 الى 39: 30)
يبرز الرب الخالق امام ايوب قدرة كلمته، ففي الوقت الذي يضع فيه اساسات الارض وهكذا يضع الحجر الاول لبنائها "اذ كانت كواكب الصبح ترنم جميعا وكل بني الله يرنمون" وكأننا في طقس تدشين الهيكل. كان امر واحد من عند الله كافيا لتدمير كبرياء البحر للابد "وَقُلْتُ: إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلاَ تَتَعَدَّى، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ؟"(ع11). فالظلام يعرف حده والفجر المكان الذي يجب عليه ان ينتظر فيه ضوء النهار " هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ"(ع12).
هكذا يقدم الرب نفسه على انه اله النظام في الكون. يشد عقد الثريا وحبال الجوزاء "هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ؟"(ع31)، لكي يبقى رسم الكواكب بلا تغير فقد اصدر "احكام السموات" ويجري على الارض ما قد كتب في العلى "هَلْ عَرَفْتَ سُنَنَ السَّمَاوَاتِ، أَوْ جَعَلْتَ تَسَلُّطَهَا عَلَى الأَرْضِ؟"(ع33). وهو وحده يستطيع قراءتها. فبفضله وحده تبقى المقاييس ثابتة والنوبات منتظمة، فما ان يتحرك شئ في الخليقة حتى يكون له مسبقا طريقه المرسوم (19 و 24 وسبله 20 او دربه 25)
ان الله الواسع العلم هذا، الذي ينظر الى الاعماق، ويرى عن بعد، يجول مرتاحا في المجالات المجهولة التي تؤلف للانسان ميدان الجهل، فهي لذلك تمثل له ميدان الخوف: مساحات الارض، وينابيع البحر، واعماق القمر، وابواب الظلام، وابواب الموت. ومع ذلك فالصانع العظيم يظهر نفسه قادرا على الطف العنايات: فهو يحصي الغيوم بحكمته قبل ان يميلها مثل زقاق لئلا تغرق البلد (37) وهو يعد الاشهر لولادة الوعول (39: 1) ويضع الحكمة في ابي المنجل لينبئ بفيضانات النيل (38: 36) ويهب للفرس غريزة حب القتال (19-25) وينبه الباز بانه حان وقت العودة الى موطنه مع ريح الجنوب (26) حتى الخلائق الجامدة لا تخلو من اهتمام هذه العناية الفائقة، فتوصف نشاتها على نحو ولادة الحيوانات: فللمطر اب وكذلك لقطرات الندى (38: 28) وللصقيع والجمد بطن الام (29)  وحين يندفعالبحر خارجا من الرحم (رحم الارض) فالرب يسرع لان يقمطه بالغمام (8).
ولكن اله يتراءى لايوب بحرص خصيصا على تاكيد حريته المطلقة. انه وهو الذي لا يستطيع احد ان يؤثر في اختياره، وما م شئ يستطيع ان يعوق فعاليته، يريد ان يعترف به سيدا حتى لما ليس نافعا وما هو فاضل عن الحاجة.
يمطر على ارض لا انسان فيها (38: 26) ويرزق حيوانات حمقاء مثل النعامة (39: 13) ويرعى حتى الحيوانات الضارة، ويطعم فراخ الغربان والاشبال وصغار الطيور الجارحة (38: 41 و 39: 30).
في ه1ه اللوحة الكبيرة للطبيعة لا يبدو ان للانسان مكانا كبيرا فيها. يذكر الرب يوم الحرب والقتال (38: 28) ثم يوضح بعد قليل كيف يفهم عيش الانسان مع الحيوانات (39: 5-12). هناك نص واحد يلمّح الى حياة الانسان الخلقية: ان الفجر "ياخذ باطراف الارض فينفض الاشرار عنها"، كما ينفض بساط تعلوه الطفيليات، فيحرم الاشرار نورهم وتحطم الذراع المرتفعة (38: 13-15). يكتفي الرب هنا بالاشارة الى الموضوع عرضا ، من غير ان يدع شيئا يصرفه عن وصفه الواسع للكون.
ولكن اذا كان الانسان لا يظهر الا عرضا في وصف النشاط الالهي، فانه يقصد في كل لحظة من الحجج في شخص ايوب وهو المخاطب الذي يوجه الرب اليه الكلام. ذلك ما يجب علينا الان ان نبرزه.
حدود الانسان:
لا يبتغي الرب ان يبعث في ايوب مقدرة جديدة على التعجب فحسب، بل يريد ان يقيمه تجاه حدود ثلاثة: حد وجوده بوصفه انسانا، وحد معرفته، وحد قدرته.
الحد في الزمان: لم يشهد ايوب بدء الخليقة "أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ"(38: 4) في فجر الزمن. لم يستطع ان ينضم الى كوكب النور وهي ترنم. ليس الانسان الا معاصرا لجزء من ملحمة الله. واول حده انه ولد بعد تكوين العالم (38: 4 و 12).
حدود علم ايوب:
ان تراكم افعال "المعرفة" في الاسئلة التي ينهال بها على ايوب تثبت اهمية هذه القضية (38: 4 و 12: 17 و 20- 22: 33 و 39: 1). العلة الاخيرة للاشياء تبقى مخفية عليه "أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ" و "أَمِنْ فَهْمِكَ يَسْتَقِلُّ الْعُقَابُ وَيَنْشُرُ جَنَاحَيْهِ نَحْوَ الْجَنُوبِ؟"(38: 4 و 39: 26). ويرى ايوب نفسه مضطرا اخر الامر الى التسليم بأن مقاييس الجمال والحكمة والنفع ليست في حوزة الانسان، ولكنها تعود الى حرية الله كخالق. هذا التشديد على قصور معرفة الانسان يدل على طبيعة السفر الحكمية. فبما ان الله نفسه يحصي اسرار خليقته فلا يكون ذلك لتجميد العلم عند العلماء ولا الحكمة عند الحكماء، بل بالاحرى لكي يرد نهائيا على ادعاء وجود العلم الشامل عند الانسان بشان ظواهر الكون. سيكون هناك دائما شاطئا مجهولا (26: 14).
حدود قدرة ايوب:
كل تلميح جديد الى قوة الخالق ومهارته يبرز حتما عجز ايوب. 14 مرة يرد السؤال "من؟" من حدّد.. من سجن.. من ولد؟ الخ.. فيكون الجواب من غير تبديل (الله). فيرى ايوب رويدا رويدا، ومن نفي الى نفي، مجال قدرته وحقوقه تتناقص. العالم خلق له، ولكن شخص اخر يعمل فيه، شخص اخر يملكه. ان كلمة ايوب لا تخلق شيئا، فلا يستطيع ان يأمر الصبح ولا العقاب "هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ" و "أَوْ بِأَمْرِكَ يُحَلِّقُ النَّسْرُ وَيُعَلِّي وَكْرَهُ؟"(38: 12 و 39: 27).
ان ما يستطيع معرفته بوصفه انسانا يتوقف دائما قبل الاوان: فلم يصل قط الى ينابيع البحر "هَلِ انْتَهَيْتَ إِلَى يَنَابِيعِ الْبَحْرِ، أَوْ فِي مَقْصُورَةِ الْغَمْرِ تَمَشَّيْتَ"، او الى مخازن الثلج والبرد "أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ"(38: 16 و 22). وحتى اذا وقع المستحيل، وعلم احكام السموات، فانه عاجز عن تحقيق في الارض ما كتب في تلك الاحكام او القوانين "هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ"(38: 31). فسواء الاحوال الجوية او سير الكواكب او اطعام الاشبال او مخاض الايائل، فكل شئ يحدث بمعزل عن الانسان وعلى وجه حسن. وعندما تجوع فراخ الغربان فانها تنعب الى الله لا الى ايوب "مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ، إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ، وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟"(38: 41). عن الله لا تستطيع الحيوانات ان تستغني، في حين ان الانسان لا يستطيع ان يساعدها اية مساعدة كانت. وهناك بعض الحيوانات تشعره بذلك: الحمير البرية تسخر من الحمّارين، والثور الوحشي يرفض ان يحرث الاودية، والنعامة تتحدى الفارس في الجري. ان البهائم، اذ ترفض هكذا بطريقتها، سيادة الانسان، تخدم قضية الرب وتؤكد على صدق احكامه بل ان الرب في بعض الاحيان يوافق على ارادتها ان تكون حرة. اخذ ايوب على الرب انه يستخدم الطون لغايات انتقامه، فرد الرب بوضع العالم والحيوانات في خدمة طريقته التربوية للخلاص.
عودة الى تاريخ البشر
(40: 8- 14)
سبق للرب في اخر خطابه الاول ان وضع ايوب امام اختيارين: اما الجواب او الاستسلام. ان ايوب قد جادل القدير واشتكى منه فلابد الان ان يفصل الجدال فلا يستطيع ان يكون ايوب محقا الا اذا حكم عليه الله. ومن هنا يقوم السؤال "ألعلك تنقض قضائي؟ اتؤثّمني لتتبرر انت؟". يجب على المؤمن ان يختار اما ان يبرر نفسه ويؤكد بره الخاص، واما السجود بلا شرط للعدل الالهي. والانسان بنفيه بره امام الله يصل الى البر بحسب الله.
على قدر طول اناة الرب حيث تأنّى ليصف اعمال عنايته، على قدر ذلك اتجه مباشرة الى الامر الجوهري، وهو يتناول وصف تدبيره في التاريخ لانه لم ينس كلامه في "مَنْ هذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟"(38: 2). وهو الان عن تدبيره في التاريخ سيجيب "إِذَا خَطَفَ فَمَنْ يَرُدُّهُ؟ وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟ اللهُ لاَ يَرُدُّ غَضَبَهُ. يَنْحَنِي تَحْتَهُ أَعْوَانُ رَهَبَ"(9: 10-14).
يمكن ايجاز جوابه في عبارتين:
"ليس لك قدرتي". ليس لايوب ذراع مثل الرب. تشير ملمة "ذراع الرب" الى تدخلات الله في التاريخ (مز71: 18). وهذا ما يجب ان نفهمه في (40: 9) وان كان يعود الى الرعد المادي.
"انت عاجز عن سحق الاشرار"(40: 12). عاجز عن ان تحقق بنفسك العدل الذي تطالب به. ان الزهو في متناول ايوب، واما التسربل بالكرامة والمهابة" – ان امكن له ذلك- فسيكون محاولة لانتهاك قداسة الله ، وكأنه لا يبق سوى ان ينحني الرب لهذا السيد الجديد للتاريخ، وحاشا لله!
الله يمدح الانسان! لابد ان هذا الافتراض كان يبدو لكل اسرائيلي كفرا. وعلى ما قدر ما يتكرر القول "امدحك" كثيرا تتكرر في المزامير عبارة "ذراع الرب وحدها تخلص"(مز20: 7و  44: 4..)
وهكذا عكس الرب مرتين في اية واحدة على ايوب، سلاحه، وهو قلب القضايا رأسا على عقب. فكما ان ايوب عكس الاستعارات الكتابية ليضطر الله للخروج من سكوته، كذلك يسير الرب هنا بثورة ايوب الى غير المعقول، لكي يحمله الى السكوت، يكشف له عما في جرأته من تجاوز الحد ومدعاة للضحك. اذا كان ايوب يقصد ان "يخفض كل متعظم" ، أفليس عليه ان يبدأ بالحكم على نفسه؟

حجج اليهو

خطاب اليهو
(الاصحاحات 32-37)
يظهر اليهو بغتة ويمهد لدخوله بضع عبارات مرتبكة. ليست خطب اليهو دخيلة فقد انشئت على اساس الحوار السابق وهي تشتشهد احيانا كثيرة بكلام ايوب لفظة لفظة. وينتهي هذا الوابل من الحجج باقامة لحمة متينة مع اقوال من تقدموه.
استهلال:
(32: 6-22)
ثلاث خطب:
رواية عن الحلم الذي يرى فيه الملاك
القوة والحق
السمو والعناية الالهية

خطب في صيغة نشيد:
الله مربي ويعتني بالعالم (36: 2-4)
عمل الله في التاريخ الشخصي للابرار والاشرار (36: 5-23)
قدرة الله في الخليقة (36: 24- 37: 13)
انتقال الى تجلي الله:
شؤون العالم مع التشديد على جهل الانسان (14-20)
الاخبار بظهور نور (21 و22)
موجز يقينات اليهو (23 و24)
ان موضوعات ايوب التي يطعن عليها اليهو في الفصول 33-35 تنحصر في  موضوعات ثلاثة هي:
حق ايوب تجاه تصرف الله الاعتباطي.
سكوت الله او غيابه
ماذا ينفع الانسان ان لا يخطئ؟
الانسان اليهو وشهادته:
يزعم اليهو انه شخص نادر وهو كذلك كما يظهر. فهو يحمل اسم عبري.
يحب الاعتماد على اختبارات روحية غير مالوفة. ومن ذلك طعنه في الحكمة التي حصل عليها الاقدمون (32: 9).
ادعاؤه بانه تلقى من روح الله (32: 8) هبة خاصة تجعل ما يفوه به من اقوال قريبة من وحي الانبياء (32: 18 -20 و 33: 3).
الخطبة الاولى (33):
شكوى او سؤال ايوب أ: 8-11 والرد: 12 – سؤال ب  اية 13 والرد 14-25
الخطبة الثانية (34):
سؤال ايوب ا اية 5 و6 والرد 10-12 و سؤال ج اية 9 والرد 13-15
الخطبة الثالثة (35):
سؤال ايوب ا اية 2 والرد 15 وسؤال ب اية 14 والرد 9-13 واخيرا سؤال ج اية 3 والرد 4-8.
نصيحة اليهو :
الموقف الذي ينتظره الله (33: 26-28 و 34: 31 و32 ـ 35: 10-11).
الخاتمة: ايتين 33: 29-30
نداء الى ايوب: 33: 31-33 وايضا 34: 33
الحكم على ايوب: 34: 7-8 و 34-37 وايضا 35: 16
رؤى الليل كوسيلة يلقي بها الله الرعب وينتصر على مبرياء الانسان.
وساطة الملاك (33: 23 )
على ان اليهو يدعي لنفسه حق التكلم باسم الله، وان كلامه ملهم، وان "الروح يضايقه" من غير ان يقدم برهانا على صدق وحيه. ينسى ان يتكلم باسم الانسان وان ياخذ ألمه على عاتقه. مع انه يقرّ انه مثل ايوب جبل من طين "هأَنَذَا حَسَبَ قَوْلِكَ عِوَضًا عَنِ اللهِ. أَنَا أَيْضًا مِنَ الطِّينِ تَقَرَّصْتُ"(33: 6).
انه طوال حديثه مع نفسه يدع عدوانيته تظهر. وهي تارة متهكمة وتارة لاذعة "فَإِنْ كَانَ لَكَ فَهْمٌ فَاسْمَعْ هذَا، وَاصْغَ إِلَى صَوْتِ كَلِمَاتِي" و "اما الآنَ فَلأَنَّ غَضَبَهُ لاَ يُطَالِبُ، وَلاَ يُبَالِي بِكَثْرَةِ الزَّلاّتِ، فَغَرَ أَيُّوبُ فَاهُ بِالْبَاطِلِ، وَكَبَّرَ الْكَلاَمَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ»(34: 16 و 35: 15 ).
يحاول اليهو ان ينتصر لا ان يقنع. فهو لا يأتي بالحجج، بل لينقذ مبادئ يشعر ان ايوب يشكك فيها. فالامر الذي يبتغيه ان يدافع عن الله بالرد على الانسان. في حين ان ايوب كان يتوقع ان يدافع عنه بالرد على الله.
يتوسع اليهو بالحديث عن الله المربي (المؤدب او المعلم او المهذب). فيعود الى الاطروحات السابقة (36: 5-23). الله لا يحيّ الشرير "6لاَ يُحْيي الشِّرِّيرَ، بَلْ يُجْرِي قَضَاءَ الْبَائِسِينَ"(ع6)، ويميت الكفار في الصبا  "تَمُوتُ نَفْسُهُمْ فِي الصِّبَا وَحَيَاتُهُمْ بَيْنَ الْمَأْبُونِينَ"(ع13)، وينصف المساكين "يُنَجِّي الْبَائِسَ فِي ذِلِّهِ، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ فِي الضِّيقِ"(ع14). ويضيف اليهو انه يعمل هذا حتى لو اصيبوا بالمحن واخذوا في حبال الشقاء 8إِنْ أُوثِقُوا بِالْقُيُودِ، إِنْ أُخِذُوا فِي حِبَالَهِ الذُّلِّ، فَيُظْهِرُ لَهُمْ أَفْعَالَهُمْ وَمَعَاصِيَهُمْ، لأَنَّهُمْ تَجَبَّرُوا، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ لِلإِنْذَارِ، وَيَأْمُرُ بِأَنْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِثْمِ"(ع8 – 10). ولكن في الاية عبارة 15 محكمة تلخص عمل الله كمؤدب:
"يُنَجِّي الْبَائِسَ فِي ذِلِّهِ، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ فِي الضِّيقِ. وفي ترجمة اخرى اما المسكين فيخلصه بؤسه وبالضغط يفتح اذنه".
يؤكد اليهو ان الالم اداة خلاص للانسان شريطة ان يقبل الانسان التأديب ويتوب عن اثمه "وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ لِلإِنْذَارِ، وَيَأْمُرُ بِأَنْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِثْمِ."(33: 10).