اسرة يسوع الجديدة
(مر3: 20-21)في يوم ما كان مجلس شورى اسرة يسوع مشغول البال م جهة ما يقال بخصوصه، فقد كان ذووه يقولون "انه خرج عن جادة الصواب".
وها هم يصلون الى المنزل الذي جمع فيه يسوع عددا من الذين يضعون كل ثقتهم فيه وياخذون بطريقة الحياة الجديدة الني يعرضها عليهم عندما يكلمهم عن ملكوت الله.
في الواقع بين تلاميذه لا يوجد فقط الاثنى عشر ةالنسوة الذين تركوا كل شئ ليتبعوه. بل ايضا جماعة لا باس بها من المؤيدين الذين – بدون ان يتركوا اهلهم وبيوتهم – صمموا على ان يمارسوا هذه الحياة التي تغيرهم وتجعل منهم رجالا جددا: انه تيار يجري بحدة. ويسوع ذاته يتحدث عنه:
"ان ملكوت الله يشق طريقه بالرغم من كل العقبات: لا شئ يقدر على ايقافه .. جئت لالقي الخبر السار على الارض في صورة نار. وكم ارجو ان يشتعل وينتشر مثل حريق في ارض بائرة، مدفوعا بالريح.
في الحقيقة خطة يسوع احرزت تقدما ملموسا. انشات اسرة جديدة. اسرة يسوع. تجمع انواعا عديدة من الاشخاص من كل طبقات المجتمع. ان كان اغلبهم من بيئات فقيرة ومغبونة، يوجد ايضا من هم من الطبقة المتوسطة واخرون ينتمون الى الطبقات العليا حتى وان حرص البعض على التستر والتخفي.
لكن، لنرجع الى مجلس شورى الاسرة الاتي الى الناصرة ليسترد يسوع. حتى يضمنوا النجاح في مسعاهم اصطحبوا معهم – وقد يكون ذلك عنوة – امه مريم. وجدوا يسوع في هذا المزل وسط اجتماع كبير. ولم يتمكنوا من الدخول، لان كثرة الحاضرين كانت قد اوصدت الباب. فظلوا خارجا لكنهم ارسلوا اليه من يدعوه.
ان امك واقرباءك في خارج الدار يريدون حتما ان يكلموك.
لكن يسوع يطرح سؤالا:
"من هي امي .. ومن هم اقربائي؟"
ثم اجال طرفه في جميع الملتفين حوله:
"هم امي واقربائي.. لان منيسمع تعليمي ويعمل بمشيئة ابي السماوي هم ابي واختي وامي".
هكذا اذن تخلي يسوع عن اسرته حسب اللحم والدم وانشا اسرة جديدة.
وقد يظهر هذا القول صعبا وخاصة بالنسبة الى مريم. ولكنها كلمة انبثقت كومضة ضوء. حقا لابد ان تراعى حقوق اسرة ولكن فوق ذلك/ يوجد الاختيار الحر لقرابة الروح. يشعر يسوع بان ارتباكه بتلاميذه وبجميع الذين يثقون فيه ويصممون على الحياة حسب متطلبات ملكوت الله، اقوى من ارتباطه باقربائه وانسبائه. وهكذا اذن نلاحظ اننا نؤلف يسوع بتوجيه الروح والقلب هذا اكثر من مؤالفتنا اقرباءنا بالدم. ومريم نفسها اكثر الفة مع ابنها باتحاد الروح منها بكونها امه.
ان اسرة يسوع الجديدة هذه سوف تسمى الكنيسة. ولكن ما الذي يميزها ويفرق بينها وبين سائر اسر العالم؟ هي جماعة تلاميذ يعتبرون انفسهم اخوة واخوات ولكنهم لا يسمون احدا "ابا" او "معلما" الا الله وحده.