لقد تحرك جيش الوحش "ثم بوّق الملاك الخامس، فرايت كوكبا قد سقط من السماء الى الارض.."(رؤ9: 1-3 ، 9، 11).عند نهاية الزمن ستحدث حرب عظيمة بين مملكتين ولتوضيح ذلك نقول: ان هناك جيشين مضادين يمثلان مملكتين مختلفتين، وهما يشنان الحرب. وها هما يقدمان تقارير عن المعارك الدائرة. في البداية يبدو كما لو كان احدهما سينتصر، ثم بعد ذلك ينتصر الاخر. ان النصرة التي يحدث عنها احد الجيشين تسبق النصرة التي يتحدث عنها الاخر الا ان التقارير الاولية ليست هي التي تقرر المصير، لان هذا ما نتعلمه من تاريخ الحروب. لكن النقطة الهامة هي: ا من الجانبين سيحوز الغلبة في المعركة الاخيرة؟
في المرحلة الاخيرة من خطة الله للخلاص نجد جيشين يتحاربان بهدف الحصول على السيادة على الجنس البشري وعلى ممالك العالم. في رؤ9 نقرا: ان جيش الشياطين بدا عدوانا. لقد ظهروا بعدما خرجوا من الجحيم. يا لها من حادثة تهز العالم! لقد انفتحت ابواب الجحيم على مصراعيها، وانطلقت قوات الظلمة بغضب شديد وغيظ شيطاني. كانت في انتظار هذه اللحظة، وها هي تهجم على البشر . لقد ظلوا الاف السنين مقيدي "الله لم يشفق على ملائكة اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم"(2بط2: 4). لوسيفار وملائكته يسمنون في مملكة الظلمة منذ سقوطهم وكان مفتاح الهاوية في يد يسوع، فلم يمكنهم التمرد.
لقد اتت اللحظة التي فيها تفتح تلك الهاوية السحيقة واذ بالملاك يصرخ "ويل!". لانه لا يوجد شئ مرعب اكثر من فتح باب الجحيم وتحرير جميع الشياطين. الاله الازلي يعطي الملاك المفتاح ليفتح الهاوية. لقد فتحت بامر الله الذي "له مفتاح الهاوية والموت". الغرض الوحيد لهذا – فصل الزوان عن الحنطة.
ان جيش الشيطان يتدفق ويزدحم على الارض تحت قيادة ملاك الهوة اللانهائية واسمه ابدون او ابوليون والتي تعني المهلك. قوات الظلمة تركب الخيول واثقين من النصرة. غالبا هؤلاء هم رؤساء مملكة الظلمة لان احدهم يدعى الموت. ان قوته عظيمة جدا حتى انه سيكون "اخر عدو يهزم"(1كو10). ان له اتباع (رؤ6: 8). كما ان قادة اخرين يركبون على خيولهم (رؤ6: 3-6) هؤلاء هم رؤساء الشياطين المكلفون باشعال الحرب ونشر الجوع. انهم يركضون في الارض عالمين انه قد اتت اللحظة التي يتسلمون فيها السلطان ويؤسسون مملكتهم على العالم اجمع.
واخيرا سيظهر الشيطان بنفسه كالوحش من الهاوية بعدما يكون القادة والجنود قد اكملوا العمل. لقد كان عملهم اشاعة الدمار والبؤس عن طريق الثورات والحروب فوق كل شئ ان يسمموا عقول البشر ويفقدوها صفاءها. فسحب الدخان ستتبع جيش الارواح الشريرة هذه وستصيب البشر بالجنون (رؤ9: 2). سموم تدنس البشر وتخدرهم وتغريهم لعمل المحرمات، والانغماس في كل اعمال الشر. انن الدخان الشيطاني يسود على عقول المتكبرين ويجعلهم يتبعون جيش الظلام.
وعلى الجانب الاخر نرى حلفاء مملكة النور.. يبدو وكان مملكة يسوع قد غطت في نوم عميق ولا تستطيع مقاومة ابليس. اذ نراه اليوم – وبغير مجهود كبير – ينتصر في دائرة الاخلاق والقوانين: ها القوانين المؤسسة على وصايا الله تتغير الى قوانين لا اخلاقية. مثال ذلك – القوانين التي تجرم الاجهاض والشذوذ الجنسي. اذ بالانسان وقد اسقط عنه الضمير ووصايا الله جانبا. لا يجد ارضا صلبة يقف عليها ويصبح البشر اكثر فاكثر مشابهين لجنود مملكة الظلام. ان الوحش وهو له اسنان كبيرة حديدية واظافر من نحاس يسحق ويبتلع تحت قدميه مل ما تبقى ن الارض وفمه مملوء بالافتخار، ها هو يطرح الحق الى الارض (دا7: 7 و19).
ولاننا نعيش في عصر العولمة التي فيها كل شئ يتجه نحو الوحدة – فان قوات الشر هذه تنتقل من نصر الى نصر. ان علمهم (القوة القاسية او الغاشمة) وتحت هذا العلم وتلك الراية سيؤسسون ما يسمونه مملكة السلام.. والواقع ان التكنولوجيا الحديثة قد هيات كل ما يلزم لاقامة حكومة عالمية قوية، فنظام الحاسب الالي ووسائل التواصل الحديثة مثلا سيمكنا ضد المسيح من نشر نفوذه في ارجاء العالم.
عن كتاب:
بطمس - م. باسيليا شلينك