يسوع يختار التلاميذ
(مت10: 2-4)
بعد ليلة قضيت كلها في الصلاة لله، اختار يسوع 12 رسولا. الاربعة الصيادون وكذلك فيلبس وبرثلوماوس وهما صديقا الاوائل. ياتي بعد ذلك متى العشار وتوما وسمعان الغيور ويعقوب بن حلفى اصغر قامة من يعقوب الاول. وبهوذا المسمى تداوس واخيرا يهوذا الاسخريوطي.
الظاهر ان هؤلاء من الجليل ولكنهم من عقليات وبيئات مختلفة. حتى ومتعارضة. وازاء الوطنيين المتحمسين مثل الاربعة الصيادين وجد عدة غيورين: اعني الذين يؤيدون بعنف الاستقلال القومي، وبالتالي الجهاد بلا هوادة ضد قوى الاحتلال، وهما سمعان الغيور ويهوذا الاسخريوكي. وبالعكس ، كثيرون غيرهم كانوا متعاونين يؤيدون تفاهما مع الرومان، فيستغلون النظائك القائم في البلد، مثل متى العشار وربما يعقوب بن حلفى.. من جهة اخرى، نجد توما الذي ليس بمتهور، بل انه واقعي، يطالب دائما ببراهين وادلة حتى يؤمن. اخيرا، يهوذا، الكلقب بتداوس، ومعناه الشديد" تعبيرا عن انه رجل قوى من الناحية البدنية.
اذا كان من الواضح انه يوجد تناقضات في الاثنى عشر. لكن امرا واحدا كان مشتركا بينهم. امر جوهري ويفسر كل شئ: هو ثقتهم في يسوع. ويدل هذا بوضوح على ان تلاميذ يسوع، في اي مكان تلاقيهم، قد تكون طباعهم مختلفة، واصلهم وثقافتهم متنوعة، وقد يدافعون عن اختيارات سياسية، اقتصادية واجتماعية، بل الى حد ما دينية، متعارضة كل التعارض.. ومع ذلك يظلون متحدين ازاء الامر الاساسي اعني ثقتهم وايمانهم بشخص المسيح وحبه لهم.
لماذا عد 12؟ ان هذا العدد يعني الكثير في نظر يسوع. هو عدد اباء الشعب الذي اختاره الله لتبليغ رسالة دينية عظيمة في تاريخ العالم. فالجد يعقوب – اسرائيل – كان له 12 ابنا وهم رؤساء الاسباط. لكن هذا الشعب اخفق في رسالته حيث رفض يسوع كمرسل من الله. وبما ان الله لا يستغني عن شعب لاتمام رسالة الدينية في العالم، اختار يسوع 12 رجلا سوف يكونون اساس الشعب الجديد ودعامته "مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية".