الأحد، 18 أغسطس 2019

مزمور ٢- المؤامرة والمؤامرة المضادة

بصفة عامة يعتبر هذا المزمور مسيانيا. لكنه في الاغلب يرتكز على حادثة تاريخية كتلك المسجلة في 2صم5: 17 او 2صم10: 6. وهناك موقف مشابه في مز83: 5-8
ان المزمور يصور العالم كله متكتلا في عداء ضد الرب ونظام حكمه.
المؤامرة العالمية (1-3):
السؤال في العدد الاول يفيد بلاغة المعنى، فليس هو بسؤال للاستفهام او بسؤال تحليلي، لان الثورة ضد الله لا تستند الى اساس. تاريخيا كان المستهدف هو مسيح الرب(1صم24: 6) لكن الله في جوهر الامر هو المقصود. اما نبويا فكان المسيا هو الهدف (اع4: 25-27).
الثقة السماوية (4-6):
يرقب الله من عليائه صخب المتآمرين بالثقة المتناهية لقوة الحق التي لا حد لها (2كو13: 8). ع5 يشير الى انتهاء عصر حرية الانسان الظاهرية وتثبت القصد الالهي في الارض.
“اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون" ان حجة داود ضد اعدائه ان الله عينه ملكا، لذا فاية مقاومة ضده كانت تعني النزاع مع الله (قارن مز4: 3).
سلطته الملكية(7-9):
اننا نتصور ان اﻻمم المتمردة متضامنة في ثورة صاخبة، قد اخمد هياجها مؤقتا بسبب اﻻعلان اﻻلهي الذي يرن صداه على اﻻرض. في اثناء فترة الصمت يخاطب داود الملوك فيؤكد اول كل شئ ان مركزه كملك مخوذل له بامر من الرب على اسس بنوته لله وعلى اساس المنحة (8) وعلى اساس القوة التي له.
العبارة "انت ابني" يمكن مقابلتها مع ما جاء في مز89: 26 “هو يدعوني ابي انت. الهي وصخرة خلاصي". والكلمات "انا اليوم ولدتك" يمكن تفسيرها تاريخيا على اساس انها اشارة الى تتويج داود ملكا. وفي رو1 واع13 وعب1 اقتباس انها مرتبطة بتجسد المسيح وكهنوته. كما انها تشير ايضا الى عماد يسوع (لو3: 22).
وفي رؤ9: 15 اقتباس للعدد 9 بمناسبة النهاية اي مجئ المسيح بالمجد والسلطان.
موقف المعاندين (10-12):
يعود داود الى حقيقة الموقف الموصوف اوﻻ. ذلك الخطر لم ينتهي واﻻزمة باقية بدون حل. والمرونة اﻻلهية في كلمة "حينئذ" في عدد5 لم تنقصف، والمشكلة يمكن ان تتشكل من جديد بفعل الشر.
والمزمور ﻻ يصف النتيجة النهائية ﻻنها خلاصة التاريخ كله.