الأحد، 11 أغسطس 2019

إقامة لعازر

قامة لعازر
يو11: 1-44
اصعب معجزة! فيها يقوم اول ميت بعد دفنه في القبر!
كان لعازر من بيت عنيا. وبيت عنيا تعني العناء صورة لهذا العالم الذي نسكنه فهو فعلا مكان العناء والتعب، لان ايامنا كما قال الكتاب افخرها تعب وبلية (مز90: 10) . ولعازر كلمة تعني "الله عوني" الله نفسه عون للانسان الخاطئ المسكين الذي يسكن هذا الكوكب الصغير.
ارسلت الاختان رسالة الى المسيح وما ارقها رسالة! "هوذا الذي تحبه مريض". انها رسالة مليئة بالثقة والمحبة، فهي ليست ككلمات الابرص "ان اردت تقدر ان تطهرني"(مت8: 2). فالابرص لم يتعد ايمانه قدرة الرب، اما الاختان وثقتا في محبته.
كانت الاختان تتوقعان ان الرب سيسرع اليهما، لكن ظنهما خاب اذ كال انتظارهما 10 ايام. وفي هذه الاثناء مات لعازر ودفن ولما حضر الرب كان لعازر في القبر 4 ايام.
هلا لاحظنا ان الرب تعمد الانتظار "فلما سمع انه مريض مكث في الموضع الذي كان فيه يومين". لك قبل ان يسجل البشير هذا الانر، حرص الروح القدس ان يسجل شيئا اخر له دلالته "وكان يسوع يحب رثا واختها ولعازر". ان أبطائه ليس لانه لا يحبهم.. انه من البداية قال "هذا المرض ليس للموت بل لمجد الله" . وقد كان مجد الله يتطلب الاتظار. من كان متالما لالام لعازر ثم لآلام الأختين مثله، لكنه لاجل مجد الله تانى.
وكم مرة مضت ايام الانتظار بطيئة متثاقلة. لماذا لم يحضر؟ لعل مما زاد حزن الاختين ان المعلم لم يجاوب مع رسالتيهما. اننا نستنتج ان الاختين قالتا لبعضهما "لو كان يسوع ههنا لما مات لعازر" لانه حين تقابلت معه على حدة كلا مهما بادرته بذلك القول".
وكانت اول كلمات السيد لهما "سيقوم اخوك". ولما ظنت انه يتكلم عن القيامة العامة قال لها الاعلان المبارك العظيم "انا هو القيامة والحياة..". والرب هنا يشير الى فريقين- الاول، الذين رقدوا على رجاء مجيئه المبارك، انه سيحييهم باعتباره هو القيامة. والفريق الثاني هم المؤمنون به في فترة النعمة، انه سيحييهم باعتباره الحياة.
"انزعج بالروح واضطرب" لقد رأي الموت في قسوته، والناس في ضعفهم. امكنهم ان يدحرجوا الحجر لكنهم لم يستطيعوا ان يرفعهم. امكنهم ان يدفنوا ميتهم لكنهم لا يستطيعون ان يقيموه.
لكن يا لمخلصنا الصالح! فذاك الموجود في شركة الاب احنى نفسه بالنعمة ليدخل الى مشهد ظل الموت هذا، عطفا وحنوا ومشاركة للآخرين! تم في الجلجثة في محبة عجيبة، احنى راسه عندما دخل ليس فقط في مشهد ظل الموت بل الموت ذاته ليذوقه بنعمة الله! هناك ليس فقط شعر بقوة الموت على الآخرين، بل لاجلهم حمل واحتمل قصاصه كاملا!
قبل ان يقيم ابنة يايرس قال للجموع "لا تبكوا" وقبل ان يقيم ابن الارملة قال لامه "لا تبكي" اما هنا عندما لمس حزن احبائه فانه في ضيقهم تضايق لم يقل لمريم "لا تبمي" بل "بكى يسوع".
وعند القبر كانت تعليقات اليهود على دموعه "انظروا كيف كان يحبه!" لقد ظنوه يبكي لعازر! وقال بعض منهم "الم يقدر هذا الذي فتح عيني المولود اعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت؟". والواقع ان الموضوع يتعدى مجرد القدرة. فهو يقدر كما سيثبت بعد ذلك. لكن هناك مشيئة لله في ذلك وقصد!
وامام عدم الايمان هذه المرة. انزعج يسوع ايضا في نفسه وجاء الى القبر وقال "ارفعوا الحجر".
وقال القديس اغسطينوس "لو لم يقل الرب لعازر.. لقام كل الاموات".
"حلّوه ودعوه يذهب" لقد رأينا ان ابنة يايرس تدل على الخاطئ المتدين الذي لا يظهر عليه حالة الموت. ورأينا في ابن ارملة نايين الخاطئ الذي لشره اصبح خارج المجتمع. وهنا نرى لعازر صورة شخص اصبح خطرا فاضطروا بعد ان فاحت خطيته الى سجنه.
يا للنعمة لقد خلصت النعمة العبد السارق ليصير الاخ الامين (فل10 وكو4: 9).
في معجزات الاقامة الثلاثة كانت ابنة يايرس وحيدة أبويها والشاب وحيد امه ولعازر الاخ الوحيد. لعل هذا صورة للنفس الوحيدة التي ان خسرها الانسان خسر كل شئ ولن يجد ما يعوض عنها.