ان المزمور الذي ﻻ عنوان له يلتقط من الجملة الختامية للمزمور السابق. هو تعبير جماعي عن الحمد والعبادة.
المقدمة في اﻻعداد (1-3) ثم الخاتمة في (20-22) متميزتان بوضوح عن باقي المزمور. فان اﻻعداد اﻻولى تصف الترنيم الحار الذي تقدمه جوقة. والاعداد الثلاثة اﻻخيرة تصف ايمان العابدين الحار.. اي يوجد انتقال من العبادة الظاهرة الى العلاقة الشخصية.
في متن المزمور قسمان. في كل منهما يتناول الموضوعات الرئيسية في سفر المزامير: الله والطبيعة واﻻنسان والتاريخ.
لتخف الرب كل المسكونة (4-11):
ان هذه اﻻعداد الثمانية تحتوي على 4 مجموعات لكل منها 4 جمل. وهي تبحث في الموضوعات الكبرى. اوﻻ كلمة الرب وعمله وارادته وهي بارة ولذلك امتلات الارض ببينات الطافه (4و5). واﻻشارة الى نطاق خاص من عمله اي اﻻرض يقدم لنا المفهوم التالي في العددين 6 و7 -عمل الرب وحكمته موصوفان ليس بالنسبة الى طبيعتهما بل كما يظهرتن في عمله كخالق.. والعددان التاليان يعلنان ان قصده في البشر هو ان يخافوا الرب 08) كل انسان يجب ان يخشى قدرة الله وعمله المحتوم (9). المشهد العام للوجود البشري ينظر اليه ليس كانه تجوال تائه من البشر واﻻمم ب كانما هو تتابع يقود حتما الى اتمام قصد الله المحتوم وعلمه السابق. انظر الفارق بين افكار الناس الباطلة ومقاصد الله اﻻبدية.
عين الله الفاحصة (12- 19):
بهذا القسم ايضا رباعية تبحث المواضيع ذاتها. لكن بينما كان البحث السابق موضوعيا فانها اﻻن تبحث بطولية ذاتية وشخصية. الفرق بين اﻻعداد 1-3 واﻻعداد 20-22.
يقدم العدد 12 مفهوم اﻻختيار. ان اختيار الله غير محصور فهو من يختار جميع بني البشر. وفوق ذلك ﻻ ينظر الى الظواهر فقط ولكنه يعرف افكار القلوب ونواياها التي هو نفسه صنعها.
عدد 16 يقدم لنا موضوعا لم يكن له سابقة في المزمور وهو العجز البشري. من المؤكد ان ليس قوة ارضية بامكانها انجاز الفداء.