الاثنين، 26 أغسطس 2019

القاب المسيا في سفر اشعياء -1

عبد الرب: 
بعد ان عرض النبي لقوة الله وبعد ان خاطب شعبه واﻻمم يعلن عن الواسطة التي تتحقق بها مشيئته، والشخص الذي يتمم ارادته - انه عبد الرب. جاءت مقاطع العبد في 5 مواضع بالسفر هي (42: 1-9 و49: 1-9 و 50: 4-9 و52: 13 -53: 12). هذه المقاطع اوثق ارتباطا بالعهد الجديد من سائر فصول العهد القديم. 
يقدم العبد بصفته المعين الذي ﻻبد منه لتنفيذ الخطة ﻻلهية. اضف الى ذلك انه يرسم صورة له بادق التفاصيل ولباقة في التعبير الى مدى يخيل احيانا ان الله يتوارى من المشهد اذ ذاك وان العبد يغشي بصورته كامل اللوحة. 
لذلك كان من الطبيعي ان نظن ان "عبد الرب" هذا يجب ان يحدد تحديدا اشمل بذكر اسمه. ولكن الواقع خلاف ذلك. ولطالما ثار جدل حول هذا الموضوع. فهل العبد شخص ام تشخيص لمعنى؟ الدينا هنا تجسيم مجازي ﻻسرائيل ام لنبي من اﻻنبياء؟ ام ان اشعياء يتحدث عن نفسه؟ العبد ليس اﻻ المسيا – رب الخلاص لاسرائيل. 
المسيح وحده هو العبد الذي عنه يتكلم الله الى الناس اذ يدعو البشرية الى اﻻستماع. اقتراح ان العبد هو كورش باطل على نجو باطل. ام الراي القائل انه يشير الى فئة مختارة موجودة في ذلك الحين فهو ينهار بسبب ان مثل هذه البقية المختارة لم تتمم ما هو منسوب هنا الى عبد الرب هذا. والقول انه يشير الى اسرائيل المثال فهو يعني ان اي من النبوات لم يتم ﻻن اسرائيل المثال غير موجود حتى اﻻن. اذا ليس هناك اﻻ تفسير واحد 
وهو ان متى كان مصيبا حينما اعلن ان هذه النبوة لقت اتمامها في يسوع (مت12: 15-21). فحينما يدعو الله البشر للانصات ، يكون ذلك دائما كي يقول لهم "هوذا عبدي". 
هنا دراسة عن تلك المقاطع التي تتحدث عن "عبد الرب". 

المقطع اﻻول – وظيفة عبد الرب (42: 1-9): 
بوحي من الله سوف ينجز العبد القصد المجيد الذي دعي له (1). اﻻمر الذي سيعمله بمعزل عن المظاهر المعتادة ﻻظهار القوة البشرية والتي يستعرضها اﻻخرون بضجيج (2و3). ولن يتوقف عن العمل حتى يتم العمل (4). ولسوف ينشر اسم الرب في طول اﻻرض وعرضها (5-9) كما انه سيختبر التاييد السخي من قبل اله اﻻرض كلها (6). 
ولكن ﻻ شك انه كان في ذهن النبي ايضا معنى من معاني المهمة الملقاة على كواهل اﻻسرائيليين بان يحتفلوا بانتصار الههم حيثما ذهبوا. هكذا كان لزاما ان يكونوا خداما ﻻسم الرب في العالم الذي يعاني العمى والفاقة. 
مهما كان اﻻخرين سريعي اﻻنكسار كالقصبة وقاتمي اﻻشتعال كالفتيلة فعبد الرب لن يكون مطلقا مثلهم. لن يخمد ولن يترضض. سيظل منتصبا ومتوهجا كل حين. اذ مهما بلغت منه الرقة ، فلا تتضمن البتة معنى الضعف، بل ستكون باﻻحرى قوة ﻻ تخزى. “تنتظر"(4) يرى النبي كامل العالم الوثني من اقصاه الى اقصاه منتظرا بشارة خلاص الرب. 

والى مقال اخر نتناول فيه باقي المقاطع اﻻربعة التي تتحدث عن العبد.

مقاﻻت ذات صلة:
القاب المسيا في سفر اشعياء : الغصن