اﻻنقاذ من بابل يحتل القسم (40: 1-48: 22).
مقدمة (1-11) :
الله سوف يعيد المسبيين – هذا هو موضوع القسم الثاني من سفر اشعياء. وهو من اروع الاجزاء من حيث الفكرة واللغة. هنا رجاء ﻻ يقهر وفرح ﻻ يخمد. ان رسالة العزاء تقوم مقام تمهيد للجزء الثاني ففيها تسمع اصوات بشائر في خضم ليل الشك والمحنة. تنادي عاليا ان وقت العقاب اﻻلهي انتهى. ولنا في العهد الجديد المرجع الذي يخوّلنا ان نطبق كلام النبوة عن مجئ الفادي (مت3: 1-3).
سيادة الرب الفائقة على اﻻمم (40: 12- 41: 29):
وتظهر من خلال عاملين - الخليقة والتاريخ.
اوﻻ - الله الكلي القدرة (40: 12-26)
يمضي النبي قدما بالحديث عن الله الذي سيحقق النجاة لشعبه. فجلال الرب وهيمنته موضحان اوﻻ في خلائقه (12) ثم معرفته الكلية والسابقة (13 و14) . واخيرا بانعدام اﻻهمية المطلق الذي تتصف به جميع اﻻشياء اﻻخرى مقارنة به. اذا ما اغبى جهود اﻻنسان ﻻبتكار اشباه للصورة اﻻلهية ، فجميع اﻻصنام ما كانت البتة تخبر عن مجده الفائق (18-20). “طريقي"(27) اي الطريق العسرة التي يسلك فيها والصعوبات التي يلاقيها.
ثانيا - الله رب التاريخ (41: 1-7):
يلتفت اﻻن الى اﻻمم ويصدر بيانه الرسمي، ويعتبر تمهيد للبلاغ اﻻساسي في ص42. في ص41 نجد اﻻعلان اﻻلهي الذي يسبق التاريخ. “من انهض..” عن كورش الذي ياتي من الشرق فبلاد فارس شرق بابل. وقد كان كورش اميرا على وﻻية صغيرة تدعى انشان. واخضع مادي سنة 549 ثم ليديا سنة 540 ق.م. وسقطت بابل بيده سنة 538 ق.م. “في طريق لم يسلكه برجليه" اي من سرعة انتصاراته يكاد يخال للمرء انه ﻻ يطا الارض بقدمه.
في اﻻعداد 5-7 صورة حية للرعب الذي اوقعه قيام كورش في قلوب اﻻمم حوله. لم يجدوا سوى اصنامهم يفزعون اليها وجعلوا يصنعون اصناما جديدة وكلام النبي فيه سخرية وتهكم.
الله حامي اسرائيل (41: 8-20):
فيما اﻻمم منشغلة في الكارثة التي حلت بها تستطيع اسرائيل ان تستريح مطمئنة البال اذ ان الرب يحرسهم. فحتى البرية سوف تزهر كالورد (19) وسيتحقق الجميع من عظمة الرب (20). لقد جعلهم السبي يشعرون انهم في حالة تفاهة وعجز كحالة الدودة (14).
تحدي الله للاوثان (21-24):
هيا برهنوا على انكم الهة باﻻنباء بما سيكون (23) او اخبروا بحادثة واحدة تحققت فيها نبوة واحدة من نبوءاتكم (22). او اعملوا شيئا يقع امام اعيننا. ان اختبار اﻻلوهة ليس الغموضواﻻلغاز بل اعمال واضحة تستشعرها الحواس واقوال صريحة يميزها العقل.
تفسير الله للتاريخ (25-29):
مجئ هذا الفاتح المقتدر كان بمشيئة الله.