الاثنين، 26 أغسطس 2019

سفر اشعياء - دينونة اﻻمم

نبوات تعلن هلاك ادوم وفداء اسرائيل (34-35: 10) 

ان الاصحاحين 34 و35 وهما الاخيران في هذا القسم يرفعان الابصار الى اقصى الافاق. فتماما مثلما جاءت مباشرة في اعقاب رسالات الوحى الى الامم نبوات تتعلق بالعالم كله هكذا الحال الان ايضا اذ بعد رسالات الويل تطبق القاعدة عينها. فمرة اخرى تستقر الاضواء الكاشفة على الخراب الموحش (ص34) ولكن لا تلبث ان ترن من جديد اصداء نشيد التجديد البهيج. 

دينونة الامم الشاملة (1-4): 
هذه الاعداد ذات صفة رؤيوية صرفة. اذ يرى غضب الله قادما على جميع امم الارض عاقبة لخطاياهم. فليس الارض وحدها ستزول بل السموات ايضا ستطوى طي الدرج. 

خراب ادوم (5-17): 
يعود النبي من اجواء الدمار الكوني لمخاطبة ادوم بوصفها الرمز والمركز لكل خصومة مع يهوذا. انه ذات ايحاء بالغ انه في اثناء قيام الرب بخدمته على الارض – وهو وحده الزهرة اليانعة بين نسل اسرائيل – كان هناك ادومي يملك وهو هيرودس . انه الوحيد الذي لم يكن لدى المسيح ما يقوله له. فمرة بعث اليه بازدراء. ولما مثل اخيرا امامه لم يكلمه بكلم واحدة فليس لله صلح مع ما يرمز اليه ادوم. ان نصيبه هو الابادة. 
اما صورة الخراب فهي مهولة: فالمذابح والارض الخراب التي تسرح فيها الوحوش ، والزواحف التي تقتات بالجيف، والمخلوقات الشيطانية.  "روى في السموات سيفي" سيف الرب يستحم في غضب السماء (قارن اش63: 1-6 وعو1 -26 .  "وتتحول انهارها زفتا" اي انهار ادوم. المنطقة هناك ذات طبيعة بركانية وهذا دفع النبي لتذكر ما حلّ بسدوم. القوق هو طائر البجع.. “مطمار الخلاء" اي يمد الرب عليها خيط التشويش الكامل. “الليل"(14) يمكن ان تكون وحوش الليل ايضا. “تحجر النكازة" اي تحفر جحرها، وهي حية سريعة سامة.  “فتشوا في سفر الرب" هذا هو العنوان الذي يطلقه اشعياء على سفر نبواته، فهو يقول انه سياتي وقت يتم كل ما تنبا به عن ادوم. اذ تكون هذه اﻻرض مسرحا لوحوش البرية. 

ج – فرح المفديين (35: 1-10): 
نصل اﻻن  الى الفقرة الختامية من القسم اﻻول من اشعياء . وموضوعها هنا يشير الى مفارقة كاملة مع حالة الخراب الموصوفة في اﻻصحاح السابق، وهي تشير الى حالة الفرح التي تغمر قلوب الراجعين من السبي وسعادة توطين مفديي الرب في صهيون. عليهم ان يعلموا ان نجاتهم مؤكدة (4). وسوف تجرى ﻻجلهم معجزات تفوق كل ما حلموا به (5و6). كما سيعاينون عجائب في طريق عودتهم من السبي (6و7) وستكون الطريق امنة (8و9).  نهاية المطاف ﻻ مفر منها وهي صهيون مدينة الله حيث يتحقق ملكوت الله بصورة كاملة. 
نعم، كثيرا ما بكت ووصف حالة الفساد والقتام الواقع لكن ابدا ما وصل برسالته الى حالة الياس. فما كان هذا ممكنا طالما انه يرى الرب "عال ومرتفع" فوق عواصف الحياة وانوائها. هذه الرؤيا نفت الخوف والتوجس واجلست اﻻيمان على العرش ظافرا. فمن خلال ايام الظلام كان يرى يوم الرب قادما. وقد تكون اﻻجراءات الى ذلك اليوم منوطة بالغضب والنار اﻻكلة، اﻻ ان النهاية ستكون نورا وحياة واطاحة لكل دنس وترنيمات ينشدها جيش غفير من اوﻻد الله. 

اﻻصحاحات من 36 الى 39: 8 هي فصل تاريخي منقول من 2مل18: 13- 20: 19 ما عدا تسبحة الحمد التي انشددها حزقيا في ص38.