شكوى ايوب الثانية تفند (ص35: 1-16):
كانت مناقشة ايوب ، ان البر ﻻ يجلب منفعة للبار (21: 15 و34: 9). ويجيب اليهو ان الفضيلة او الرذيلة ﻻ تقدر ان تجلب اية منفعة الى الله المتسامي. انهم اﻻخرون – وليس الله – الذين عندهم سبب للاهتمام بسلوك اﻻنسان (8). عن خطا اليهو في حجته انظر شرح (اي7: 20 و22: 3).
يتقدم اليهو الى هدم اعتبارات معينة يمكن ان تظهر انها تؤيد ادعاء ايوب بانه ﻻ فائدة من السلوك المستقيم. هناك مشكلة الصلاة غير المستجابة (9 و12) “من كثرة المظالم يصرخون" ان ذه الصلاة ينقصها العمق، ان عليها سمة البطل (13) لنها صرخة الم ﻻ ترفع اﻻنسان اﻻ الى مستوى وحوش تصرخ من اﻻلم (11). ان المعلم اﻻلهي له مستويات اعلى يريد ان يرفع اﻻنسان لها (10) قارن مع 36: 22.
ان فكرة "الله المعلم" يوجه اﻻنسان خلال تيه خشن شائك من اﻻلم نحو اختبار اعمق لله ، تجعل هناك فارقا هاما بين اليهو واﻻصحاب الثلاثة، فهم يقرون ان الله يظهر كانه ملك او قاض. اﻻعداد 14-16 ﻻ تشير فقط الى ان صرخة ايوب تنقصها نبرة دينية عميقة بل على العكس ان فيها نغمة ﻻ دينية. “واما اﻻن فلان غضبه ﻻ يطالب وﻻ يبالي بكثرة الزﻻت" فهي تشكك بخصوص حقيقة حكم الله العادل، وبالتالي كان ايوب "يكدس الكلمات بلا معرفة"(16).
اعمال الله العظيمة (36: 1-37: 24):
الله عزيز قدير. وتظهر عنايته من خلال الطبيعة. تكوين نقط المطر – الرعد – الثلج والجليد – الغيوم. عدد 18 يستحسن ان يقرا "لئلا يقودك الغضب الى السحرية وﻻ تجعل كثرة الفدية تضللك". ان الثروة اكيدا ﻻ تستطيع ان تفديك. عدد 21 يعبر عن تحذير من التذمر، يقول اليهو ا ايوب اختاره مفضلا السير فيه عن طريف البلية مع الوداعة. ثم في فقرة مليئة بجمال التعبير يعود اليهو الى موضوعه عن عظمة الله مستخدما ظواهر الطبيعة.
الرب يرد على ايوب (38: 1-41: 34)
ا- مقاضاة ايوب (38: 1-3):
ان صمت السماء على صرخا ايوب ق انقضى. في عدد 3 كلمة ترجمت "رجل" وهي تعني رجل في كامل قوته او "رجل مقاتل" وقد استعملها ايوب مرارا (31: 35-37 و13: 23). ﻻ يمر وقت طويل حتى ينحني المخلوق الضعيف في اعتراف خاشع ازاء اﻻعلان الجديد عن الخالق (6) وهنا يصير المقاتل عابدا.
ب- عجائب عالم الجماد (4-38):
اﻻرض – الفجر – جهل ايوب باﻻشياء المخفية – الظواهر الطبيعية – الكون – غرائب عالم الحيوان (ايوب يجهل طرقها – حمار الوحش والثور الوحشي – النعامة – الفرس – العقاب والنسر) .
قوة الله الفائقة (40: 1-41: 34):
1- اعتداد ايوب بنفسه يتحطم (40: 1-5). تتحرك اﻻن الكلمة اﻻلهية نحو اﻻستجابة يتصدرها السؤال "هل يخاصم القدير موبخه؟" فهل لدى ايوب المحاج او المحارب اي اجابة يقدمها بعد ان اصغى الى التفسير المؤثر لعجائب الطبيعة ، الحي منها والجماد، الذي تكرم اله الطبيعة فمنحه اياه؟ ولكن رؤى السماء جعلت المحارب المناوئ عابدا متواضعا. كان ايوب يمكن ان يرة نفسه في نوره الحقيقي (4). ليس هذا اعترافا بالخطية بل بالحرى اعترافا بالبطل. عندما حول نظره عن نفسه الى الله، راى نفسه في وضع جديد. ص3-37 نجد شرحا مطوﻻ عن عجز اﻻنسان في ايضاح سر اﻻلم. فقد تدفقت الالفاظ من اﻻصحاب الثلاثة بدون ان تقدم تفسيرا واحدا مقنعا ﻻيوب او مقدما عزاءا له. كما عجز ايوب ايضا عن تفسير سر اﻻلم الغامض. لكن اتت الكلمات اﻻلهية بمنطقها الذي ﻻ يلين. نعم، لم تات بايضاح. هناك صمت ازاء موضوع المجازاة ، صمت ازاء وجهة التاديب في اﻻلم. اتت الكلمة برؤسا جديدة عن الله. رؤيا اﻻله القدير وراء عجائب الطبيعة مراعيا بتدقيق كل صغير وكبير.
اقنعت ايوب انه يمكن الوثوق باله مثل هذا. وان العناية اﻻلهية امرا اكثر شموﻻ ودقة مما تصورها. انه كان مثل رجل يعيش في غرفة خانقة، نوافذها مقفلة كانت تمنع الهواء النظيف وستائرها المسدلة تحجب اشعة شمس الله. وبظهور الله فتحت نوافذها ورفعت الستائر. ان الله لم يجيب على اسئلة ايوب ولكنه اجاب ايوب بان شفى جروح قلبه. رؤيا الطبيعة جعلت ايوب عابدا فكم باﻻكثر جدا ينبغي ان تسوق رؤيا اله الجلجثة المتالم الى الركوع على ركبتيه، غارقا في بحار اﻻعجاب والمحبة والحمد.
2- قوة الله والنظام اﻻدبي (40: 6-14):
3- بهيموث (15-24) و لوياثان (41: 1-34): نجد وصفين لوحشين هما فرس النهر والتمساح. ومعنى هذه الفقرة هو نفس المعنى في ص38و39 و المعنى: ايستطيع ايوب ان يتزعم السيادة على النظام المادي ممثلا في هذه المخلوقات؟ فان لم يكن فكيف له ان يتسلط على النظام اﻻدبي؟
7- اجابة ايوب على الكلمة اﻻلهية (42: 1-6):
ان كشف القناع عن مجد الله قاد الى احساس بالذنب لم يسبق له مثيل (رو3: 23).
8- بركات ايوب المادية والروحية:
ان الفقرة تحذير يلفت اﻻنتباه ان "جسارة اﻻمانة" في مواجهة حقائق الوجود – بغض النظر عن انها تسبب اﻻضطراب او انها غير معهودة – ان مثل هذه اﻻمانة ، تسر الله اكثر جدا من التمسك الهياب باﻻفكار العامة والمريحة رغما عن البرهان.