الجمعة، 23 أغسطس 2019

رسالة كورنثوس الاولى #٢

مشكلات الزواج:
ليس اصحاح 7 مقالة عن الزواج لكنه يجيب عن ستة اسئلة متعلقة بالموضوع، مع مبدا عام في الاعداد 17-24. المشاكل التي يثيرها الكورنثيون ترجع الى الثقافات المختلفة في كنيستهم: يهودية يونانية رومانية. ولكل منها وجهتها المقبولة في الزواج. وبولس يوجه النظر بين وصايا يسوع وحكمه كرسول وبين مبادئ الهية ملزمة للجميع ويمكن ان يدخل فيها الاختبار الشخصي (7و36) لان الظروف تتنوع ومواهب الناس ودعوتهم نختلف.

س1: هل يظل الازواج يمارسون علاقاتهم بعد التجديد؟
نعم، وكل منهما مدين للاخر بذلك.
بعد ان قاوم بولس الاستباحة في 6: 13-20 يعود فيقاوم التقشف او الامتناع. لقد شجع الغنوسيون هذين النقيضين باعتبار ان المادة شر (1تي4: 3).
ان الزواج هو السياج المعيّن من الله حتى "يجب" ان يكون "لكل واحد" لاحظ انه يجب وليس فقط يجوز. يجب ان يكون الزواج حقيقيا وليس روحيا. ليوف لا كمنحة او هبة بل كدين. البتولية والزواج موهبتان من الله. وكل مسيحي مدعو ان يخدم الله في احدى هاتين الموهبتين.

س2: هل يجب على غير المتزوجين ان يتزوجوا؟
كان اليهودي عادة يتزوج، ويكون شاذا اذا بقى غير متزوج (ار16: 2). ان الرغبة الجنسية طبيعية، وقد وجد الزواج لاتمامها واشباعها.

س3: هل يسمح بالطلاق لزوجين مسيحيين؟
كلا! "لا انا بل الرب"(10). اذا كان هناك زوجين افترقا ويجدان انهما لا يستطيعان ان يعيشا سعيدين منفصلين، فالطريق الطبيعي السليم هو ان يتصالحا. "لتلبث غير متزوجة" اذ غير مسموح لها ان تتزوج ما دام زوجها حيا (رو7: 3).

س4 – عندما يتجدد احد الشريكين، هل يجب ان تستمر العلاقة مع شريك الحياة الوثني؟
نعم. لا يستطيع ان يقتبس كلمة خاصة من الرب ولكنه يقدم حكمه مصحوبا بسلطان. "مقدس" لا تعني انه صار قديسا بل انه في علاقة مع الله لغرض الزواج. لان الطرف المسيحي في هذه الحالة يصلي من اجل شريك حياته غير المؤمن ويعيش معه الحياة المسيحية. كلمة مقدس تعني مخصص وهذا يوحي بانه مميز وخصص بلفتة من الله. وان امكانية قبوله المسيح واردة اكثر مما لو انفصل عن زووجته. وهكذا الاولاد مقدسون بهذا المعنى. يعلمنا الكتاب المقدس بان البركات الالهية تشمل الاولاد (تك17: 7 و39: 5).
لكن اذا رغب الطرف غير المؤمن المفارقة فليفارق.. المبدا العام هنا "ما يفضي الى السلام".
مبدا عام (7: 17-24):
ان الحرية المشترطة المسموح بها في الزواج المختلط هي استثنائية. يجب ان لا يتم تغييرات عنيفة لمجرد كون الانسان تجدد. وهذا ينطبق على العادات الاجتماعية والاوضاع الاجتماعية، كمثال حالتي الختان والرق.
عندما يؤمن العبد يصبح "عتيق الرب" اي حرا من الخطية. ومن يصير مسيحيا وهو ليس عبدا يصبح عبدا للمسيح. المؤمنين هم للمسيح لانهم اشتروا بثمن هو حياته المبذولة.

س5 – هل يجب على الاباء المسيحيون ان يزوجوا بناتهم؟
على كل اب ان يتخذ قراره بنفسه، وليتذكر ان هيئة هذا العالم تزول، عالما ان هناك حرية اعظم لخدمة المسيح تتيحها حياة البتولية.
لم يستطع هنا ايضا ان يقتبس امرا مباشرا من الرب. ومع ان بولس الرسول يشعر بضعفاته الشخصية الا انه يعلم انه برحمة الرب يتكلم بسلطان. فيقول انه "بسبب الضيق الحاضر.." - ربما كان اضطهادا - فان من يتبع البتولية يتجنب الكثير من الضيقات الدنيوية (قارن مع مر4: 19). الوقت المعين من الرب اقترب وعليهم الا يدعوا العلاقات العائلية او اختبارات الحياة اليومية كالبكاء والفرح والتجارة ان تجذب اهتمامهم. عليهم ان يرخوا قبضتهم عن امور الدنيا وكانهم لا يستخدمونها الى التمام.
يمتدح الرسول البتولية لان اهتمامات المتزوجين تكون موزعة. ولمته يعود فيقول ان غايته من النصيحة هي التوجيه الحكيم وليس ان يلقي وهقا (يرغمهم على عمل معين ارغام البهائم) - قارن مع قوله "ليس اننا نسود على ايمانكم.."(2كو1: 24).
كان الزواج في زمن بولس يتم بترتيب الاباء. وكان للاخطار الشديدة المحدقة بالفتاة غير لمتزوجة اثرها الموجع على الاب المسيحي. ففي هذه الحالة يفعل بحسب اقتناعه بضرورة زواجها. لكن ان اقام راسخا في قلبه " اي لا حاجة لزواجها فليحتفظ بابنته غير متزوجة.

س6 – هل يجوز للمراة المسيحية ان تتزوج؟ نعم – متى توفرت الشروط. هي حرة لكن "في الرب فقط" اي من شخص مسيحي.