الخميس، 27 يونيو 2019

سفر اشعياء - الدينونة والنعمة

خاتمة رؤية الدينونة والنعمة (ص27):
هذا الاصحاح الاخير من رؤيا اشعياء الاخروية هو انباء بالنتائج السعيدة والحميدة التي ستنجم عن الحوادث التي سبق الكلام عنها. فبعد التوكيد مجددا ان كل اعداء البر ومقاومي مقاصد الله سوف يبادون جميعا (ع1) يعرض امامنا رؤيا الاصلاح. وباستعمال استعارة الكرمة (وقد سبق استعمالها في اش5) يتكلم النبي عن اثمار اسرائيل كبركة للارض كلها.
"لوياثان" نجد هنا تصورا لثلاث امبراطوريات: اشور (الحية الهاربة او السريعة اشارة الى نهر دجلة المتدفق بسرعة)، وبابل (الحية المتلوية اشارة الى الفرات المتعرج) ومصر (التنين اشارة الى رهب – انظر اش30: 7). الكرمة اشارة الى اسرائيل الرب يحرسها "ليس لي غيظ" لا اغضب عليها بل على الشوك والحسك "او يتمسك بحصني" هذا هو البديل من الهلاك. فما زال ممكنا لاعداء اسرائيل ان يتصالحوا مع اله اسرائيل. العددان 7 و 8 يمكن ترجمتهما الى التالي:
هل ضربت اسرائيل ضربة شديدة كما قد ضرب ضاربوها؟ ام قتلت قتلا لم يبق لها بقية كما قد قتل قاتلوها؟ انما خاصمها الرب بالسبي لا غير، اذ طوحها بريحه العاصفة عصفا يوم ثارت ريح الشرقية السامة.
ذلك ان طرق الرب مع شعبه المختار طالما كانت طرق رحمة. ودائما كان التأديب معتدلا ومقصودا به ان يعيدهم اليه. غير ان الغفران مرتبط بنبذ كل عبادة وثنية "بهذا يكفر اثم يعقوب.. بنزع خطيته .. السواري والشمسات".
"المدينة الحصينة" في هذا توسيع للفكرة الواردة في ع7. فان الضربة التي ستحل بمن ضربوا اسرائيل اعظم جدا من ضربتها. 
"يجني.. يلقطون" المعنى انه سيتم بكل حذر عزل الحنطة من التبني، اذ يفصل الاسرائيليون الحقيقيون عن سواهم. وكما يجمع الفلاح زيتونه من على الشجر كذلك سوف يجمع الرب خاصته من كل الاراضي.