العنوان الرئيسي للمزمور : سبب نجاح الشر
مقدمة:
هذا
هو اول مزمور في الكتاب الثالث من كتاب
المزامير (مز73
الى 89) يحتوي
في غالبه على مزامير منسوبة لاساف (مزامير
من 73 الى
83) اي 11
مزمور. كان
اساف احد المرنمين البارزين في عهد داود.
ليست كل المزامير
المنسوبة لاساف ترجع الى عهد داود ومن
المرجح ان اساف قد اسس مدرسة خاصة بانشاد
المزامير اي ان عبارة "مزمور
لاساف" تعني
"مزمور
من مدرسة اساف" وفي
(2اي29:
30) نعرف ان الملك
حزقيا طلب من اللاويين ان يرنموا بمزامير
داود واساف اي وضع اسمه بعد داود مباشرة
ودعاه "الرائي"
(وتعني النبي).
مز
73 يعالج
مشكلة سبق علاجها في (مز37)
انظر ايضا (كز49
و 94). في
هذا العالم ينجح الاشرار ويقاسي الابرار.
والتشديد هنا ليس
على ان نجاح الاشرار مؤقت. اذ
قد يحدث وغالبا ما يحدث ان يظل هذا النجاح
مدى الحياة (ع4).
.
يقع
هذا المزمور في 5 اجزاء:
تذكر
الشكوك الماضية (1-3):
"انما
صالح الله" هذه
العبارة الايجابية تدل على عدم وجود شك
حالي. الا
انه كان هناك وقت فيه اوشك ان ينحرف عن
طريق الثقة.
ذكر بعض الحقائق (4-12):
"يتكلمون
من العلاء" اي
كبرياء او انهم يعتبرون ما ينطقون به كانه
بسلطان السماء. "يرجع
شعبه الى هنا" تقراها
السبعينية "شعبي"
قارن (تث7:
6). شعب الله الخاص
يجرب بان يرجع للشر والممارسات الفاسدة
وتشرب فلسفات الاشرار ككاس ممتلئة يشربها
الظامئ حتى الثمالة (اي15:
16) هذه مناقضة الحقائق
التي تسبب الحيرة وتقودهم لان يسالوا
الاسئلة المذكوره في عددي 11 و
12.
وصف
المشكلة بطريقة شخصية (13- 17):
جرب
المرنم ان يشك في فائدة نقاوة القلب
والضمير. وبدا
له ان تمسكه بالقانون الادبي باطلا.
لم يقدم اي دليل على
الرضى الالهي، بل لم يجلب له سوى تاديب
كل يوم (13 و14).
ولو كان قد اعلن
شكوكه وصرح بها علنا لضلل كثيرين من ضعفاء
الايمان (15). وكلما
امعن النظر في احوال الدنيا المقلوبة
زادت حيرته وتعبه (16). اخيرا
دخل الى "مقادس
الله" وتامل
في نهاية الاشرار، فوجد هناك رؤية جديد
اذ راها في ضوء المصير الاخير.
تذكر
طبيعة تسويته واصلاحه للامر (18-25):
اول
ناحية عالج بها هذا الامر هو موافقته على
الاعتقاد التقليدي في العدالة الالهية،
فالاشرار لابد ان يؤدي بهم الامر اخيرا
الى الخراب التام (18). الذي
اثر في المرنم بالاكثر هو ان مصير الاشرار
في حقيقة الامر ثانوي، فانهم بالنسبة لله
هم مجرد خيالات "عند
التيقظ تحتقر خيالهم" وهذا
لا يعني ان الله لا يبالي بهم .
فالامر الذي حيّر
المؤمنين كان غالبا امرا طفيفا بالنسبة
لله.
كانت
مرارته الاولى (21) غباوة
وقصر نظر "انا
بليد" و
"بهيم"
(اي40: 15) اي
بلا قدرة على الشركة مع الله. ان
الحقيقة العظمى ان الله دائما قريب ليقوي
ويرشد "امسكت
بيدي اليمني" لذلك
كان المرننم سيقاد في النهاية الى المجد.
من
المشكوك فيه ان كان المرنم يعتقد بحياة
بعد الموت. "بعد"
لا تتضمن اكثر من
الاشارة الى انقضاء مدة الحيرة و"المجد"
تشير الى المجد
الحاضر..
ملائمة
الاعتقاد للظروف الحاضرة (26-28):
ع26
يبدو انه يشير الى
هبوط القوى البدنية والعقلية بسبب تقدم
السن. الا
ان المعرفة التي كتسبها من شركته المباركة
والدائمة مع الله قد تمت واكتملت ايضا
(26 ب).