الخميس، 28 نوفمبر 2019

تفسير سفر صموئيل الاول

مقدمة:
في الاصل العبري كان هذا السفران واحدا، اذ ان التقسيم الحالي يقطع التسلسل التاريخي لحياة داود. وفي الترجمة السبعينية اخذوا اسفار صموئيل والملوك كتاريخ كامل للمملكة ثم قسموها الى 4 اقسام سموها اسفار المملكة. اما الترجمة اللاتينية فاطلقت عليها (اسفار الملوك) فصارا اسمهما ملوك الاول والثاني.
في (1اخ29: 29) ورد "امور داود الملك الاولى والاخيرة هي مكتوبة في اخبار صموئيل الرائي واخبار ناثان النبي واخبار جاد الرائي". وقد يوضح جليا ان صموئيل وناثان كانوا يحتفظون بهذه السجلات.. مع ان جامع سفري الاخبار كان عنده كما يبدو سجلات لم يقتبس منها جامع سفري صموئيل كما اننا نعرف ان السجلات كانت تحفظ مع تابوت العهد من ايام موسى فصاعدا، وصموئيل تربى في شيلوه اي انه كان معنى بكتابة تاريخ اسرائي (1صم10: 25).
وفي (2اخ9: 29) اشارة ثانية الى ناثان كمصدر موثوق به على ملك سليمان.
لذا نتحقق ان صموئيل وناثان وجاد اما ان يكونوا قد كتبوا صموئيل مباشرة او على الاقل تركوا سجلات دونت منها الحوادث المتضمنة في هذين السفرين.
وكانت ايضا هناك ادب شعر للامة مثل سفر ياشر (2صم1: 18) وقد كان مجموعة اغنيات شعبية تشيد ببطولة الشجعان. ومن هذه المصادر استمد كاتب صموئيل مادته (1ص2: 1-10 و2صم3: 33-34 و 22: 1 – 51).

زمن كتابة السفر:
عند كتابة السفر استعملت كلمة "نبي" لابد ان يكون زمانها بعد موت داود (2صم5:5) لان تاريخ ملكه مدون فيهما بالتفصيل. ولا يمكن ان يكون قبل حكم رحبعام لان يهوذا واسرائيل كانا منفصلين (1صم27: 6).
ص1-10
"قبل ان ينطفئ سراج الله" اي المنارة ذات الشعب السبعة، اي قبيل الفجر كان الله ينادي صموئيل (3-6) ذلك الصوت يتجاوب في اصداء الليل كان اخاذا.
في قض13: 16 اشارة الى ان الفلسطينيين استعبدوا اسرائيل 40 سنة (قض13: 1) فاوقفهم صموئيل عند حدهم في السنة العشرين من قضائه (1صم7: 2و13 و14). وقد بدا هذا الاستعباد قبل ان يولد شمشون الذي قضى 20 عاما. ومن هذا يستدل على ان شمشون كان معاصرا لصموئيل.
ص4: اخفق الشعب ان يعزوسبب هزيمته الى ابتعادهم عن الرب فقرروا ان ياخذوا التابوت كتعويذة – وهذا مظهر خطير ان نربط الايمان بالاشباه والرموز بدلا من التوبة.
مات عالي وماتا ابنيه كما ان موت زوجة ابنه ضربة تهز المشاعر. ومن عدد 21 نرى ان نكبنتها في اخذ التابوت كانت اشد وقعا على نفسها من موت حميها وزوجها.

ضربة البواسير:
يقترح انها طاعونا يصيب الغدد اللمفاوية والفخذ.
اقطاب الفلسطينيين (8) بالعبرية تعنى الحكومة الفدرالية.
6: 1-12: من المسلم به الان ان الطاعون مرض تصاب به الفئران. وكان راي الكهنة والعرافين ان يصنعوا "عجلة جديدة" يحملون عليها التابوت (7) وتجرها بقرتان مرضعتان لم يعلهما نير وذلك على سبيل الاحترام (2صم6: 3 و عد19: 22 و تث21: 3و4) ووجه الشبه بين افكار الفلسطينيين والاسرائيليين توحي بانهم ورثوا هذه الافكار من مصدر قديم ان الله واحد. 
معلوم ان البقرات المدربة تمشي في سبيل مستقيم اما غير المدربة فتقفز هنا وهناك ولكن في هذه المرة كانت تمشي في الطريق المستقيم الى (بيت شمس) وهي مدينة خاصة بكهنة اسرائيل ، وهذا اعلان تدخل يد الله لان الفلسطينيين كانوا يتبعونها ولا يقودوها (7-12). اهل بيت شمس يعبدون لكن يدنسون الاشاء المقدسة (6: 13-21) بفرح (13) قاموا معا بتقديم ذبيحة حسب الشريعة. وربما لعبت الخمر برؤوسهم على انهم نظروا نظرة غير مقدسة، كانت ممنوعة تحت طائلة الموت (عد4: 19، 20). والعدد الذي قتل 50070 ، فان بيت شمس لم يكن فيها هذا العدد. واورشليمنفسها لم يكن بها اكثرمن 70000 وكثيرون يقراون العدد 70 فقط. او انها ضرب خمسين رجل من وسط الف رجل. وبيّن الله لاسرائيل والفلسطينيين على حد سواء غيرته على كرامة اسمه. ودعا اهل بيت شمس "يعاريم" ومعناها "قرية الغابات" لاخذ التابوت. فوضع هناك 20 عاما. 

ص7: اصلاحات صموئيل:
في هذه الاثناء كان صموئيل يستعد خفية للاصلاح – ربما كان يجول مناديا بالتوبة واخيرا ناح الشعب بتاثير صموئيل (3). صلوا وصاموا وسكبوا ماءا رمزا لما اعتبروه مصدر الحياة (5و6).

انكسار الفلسطينيين:
حالا كر الفلسطينيين عليهم فلجا اسرائيل الى الصلاة رجائهم (7و8) وقدم صموئيل حملا رضيعا بتمامه (لا22: 27) دليلا على التكريس الكلي لله، فان هذه الذبيحة لم يكن فيها شيئا للكهنة بل كانت تقدم كلها لله. فاستجاب الرب وهذه الغلبة احرزت لاسرائيل السلام والاستقلال مدة 20 عاما.
بانتهاء هذا الاصحاح ينتهي عصر القضاة والاصحاح التالي يمهد للملكية.

ص8: الشعب يطلب ملكا:
لو اتبعوا الله بامانة ما كانت لهم حاجة الى ملك ارضي.
عدم معرفة شاول بصموئيل مدعاة للحيرة. الا ان الشخصيات البارزة لم تكن معروفة لدى سكان القرى ولم تكن لهم مالنا في عصرنا من وسائل الاعلام.
تشير كلمة الرائي الى اللقب السابق للنبي وكانت هذه الكلمة مستعملة بنوع اخص عند العامة. اما كلمة نبي فكانت اسبق في استعمالها وظلت محتفظة بمكانتها في كل العهد القديم.
عندما التقى صموئيل شاول اخذه الى المنسك (22) وهو مكان يعد للولائم الخاصة بالذبائح واعطاهما المكان الاول بين المدعوين. واعطاه من الذبيحة ما هو نصيبه وهذا علامة التبجيل .
واعطى صموئيل 3 علامات على صدق اعلاناته. واخر نصيحة قدمها له ان يمضي الى الجلجال عندما يحين الوقت لحرب التحرير. وامره ان يلبث هناك لا يفعل شيئا حتى يوافيه ويقدم الذبائح. 
وكان ان الله اعطى شاول قلبا اخر جاعلا من هذا القروي سياسيا ومقاتلا عظيما.

اختيار شاول ملكا (ص10).

صموئيل يشهد عن نزاهته (ص11):
الله يصادق علي شهادة صموئيل برعود ومطر. كان المطر لا ينزل من ابريل حتى اكتوبر، فكونه ينزل في موسم الحصاد (منتصف مايو الى منتصصف يوليو) برهان المصادقة الالهية. 

الحرب مع الفلسطينيين (13: 1-14: 52):
"كان شاول ابن سنة في ملكه وملك سنتين على اسرائيل" – ترك الكاتب عدد السنين - . ربما كان شاول ابن 32 سنة وملك 30 سنة. باضافة ال32 سنة الى 7 سنوات ونصف بين موت شاول وموت ايشبوشث تكون 40 سنة لحكم اسرة شاول (اع13: 21). 
في (1صم9: 2) نرى شاول شابا، وهنا نرى ابنه محاربا، فلابد ان تكون هناك 20 سنة او يزيد بين هذا الفصل وحوادث ص.1
نظم شاول جيشا صغيرا (2) كان نواة هامة. ابتدات الحرب في جبعة واعلنت رسميا في كل تخوم اسرائيل فجاء الشعب الى شاول في الجلجال كما قد عين صموئيل (1صم10: 8) وهو المكان المناسب لاستعراض الجيش.
ملّ شاول الانتظار فتجلّد واصعد المحرقة. ويحتمل ان يكون بواسطة اخيّا الكاهن (8و9). اعتذارات شاول كانت واهية.
كان مع شاول اخيّا (3) ويرى البعض انه هو نفسه اخيمالك الذي قتله شاول فيما بعد (1صم22: 9).
وضع يوناثان علامة وهي رد غير متوقع من الاعداء. ضرب يوناثان عشرين رجلا في "نصف ثلم فدان ارض" وهي بقعة يحرثها ثوران في يوم واحد.
دعا شاول اخيا ليستشير الاوريم والتميم ولكنه في استعجاله المعهود لم ينتظر الرد (18 و19).

اوامر طائشة:
استحلف شاول رجاله الا يذوقوا الطعام. لم يكن يوناثان يعلم عندما اخذ من قطر العسل. لقد تعدى غير متعمد، ولما اكل استنارت عيناه بينما كانت عيون الاخرين مظلمة من شدة الاعياء.
لما انتهت مدة القسم ثاروا على الغنيمة فكسروا ناموس موسى باكلهم على الدم (لا17: 10-14) وبذبحهم البقر وعجولها في يوم واحد (لا22: 28). وهناك بنوا مذبحا لتصفية د الذبائح (35).
بسبب خطا يوناثان لا يجيب الرب شاول . وهنا يتسرع للمرة الثالثة فيقسم ان المخطئ يقتل – ايا من كان. واذ القوا القرعة وقعت على يوناثان.
"هب صدقا" اي اظهر البرئ. وقد ورد في الترجمة السبعينية ان شاول قال: "يا رب اله اسرائيل لماذا لم تجاوب عبدك هذا اليوم. ان كانت الخطية فيّ او في يوناثان ابني يا رب اله اسرائيل هب اوريم. وان قلت الخطية في شعبك اسرائيل هب تميم فاخذ شاول ويوناثان". وهذه طريقة من طرق اعلان الله بالقاء قرعة. وفي النسخة العبرية يبدو ان ارادة الله في هذا الامر ظهرت بالقرعة العادية دون اشارة الى الاوريم. قارن مع (1صم28: 6).

حروب شاول واموره العائلية:
هنا نجد ملخصا لانتصارات شاول وبعض الاشارات العائلية.

اهلاك عماليق:
هذا هو اخر امتحان لشاول بعد التحذيرات الواردة في 13: 13 بوقت ليس بقصير ولم تات بتوبته. باظهار طاعته ولكن بدون ثمر. تحريم عماليق صدر الامر به في (عد24: 20 وتث25: 17-19). ومما يلفت النظر الصداقة القديمة مع القينيين (قض1: 16و 4: 11 و17 و1صم30: 29).
اعتذر اعتذارا واهيا وكان جواب صموئيل معلنا ان ديانة القلب بالطاعة افضل من ممارسة فرائض ظاهرة (هو6:6 ومز50: 8014 و 51: 16 و اش1: 11 وار6: 20). 

مسح داود (ص16):
قيل ان: "اخفاء قد صالح لغرض صالح له ما يبرره". فلم يكن هناك خطا في اخفاء الغرض الاول واعلان الثاني. كانت مسحة داود احساسا بالمصير الذي ال اليه وانه سينال تدريبا هاما من صموئيل كملك عتيد.
روح ردئ يبغت شاول:
من عادة القصة العبرية ان يتابع المؤرخ الموضوع الرئيسي الى النهاية ثم يرجع الى التفاصيل. لذلك يحتمل ان تكون هذه الاعداد اشارة لما حدث بعد مقتل جليات .

ص17و18:
توجد بعض المتناقضات. لكن لا يغيب عن البال ان النص العبري لسفري صموئيل جمع من سجلات مختلفة. ولم ترتب حسب الوضع بعد مضي مدة. ومدارس الانبياء كانت مهمتها ان تربي من سيحفظون تاريخ الامة  وكانت هناك عدة كتب او سجلات تاريخية لدى مدارس الانبياء ومن هذه المصادر دونت الاخبار. ولم يبذل مجهود بير لكتابتها حسب الترتيب التاريخي الدقيق وحيث ان القصة اخذت من سجلات متعددة فلا عجب ان جاء فيها بعض التكرار كما في (1صم17: 12). او التناقض كما في (1صم18: 19 و 2صم21: 8).
تشير (1صم16: 15-18) الى زيارة عابرة زارها داود للملك كصبي عواد في بدء حداثته ووصفه برجل جبارباس تشير الى بطولته في قتل الاسد والدب. ووصفه برجل حرب جاء وصفا لامكاناته كشاب شجاع. اما ما حدا بشاول الى ان لا يعير التفاتا كبيرا الى الفتى فهو راجع الى مرضه العقلي. وعند شفاء شاول رجع الى بيت لحم (15) ويحتمل ان يكون لبث هناك سنين قليلة وانتقل من طور غلام الى شاب عندما راه شاول وقت قتل جليات. 
(1صم16: 19-23) تشير الى ما حدث بعد الانتصار على جليات واخذه ليكون في بيته بحالة مستديمة.
كان مقلاع داود تسده بركة الله اشد باسا من سيف جليات وترسه..
ظهر شر شاول بوضوح وحسده لداود حينما اشرع رمحه ليقتله. كما ظهر في نكثه الوعد بان يعطي ميرب له زوجة (17: 25). ايضا من غير المعقول ما طلبه من داود كمهر لابنته (25).

يوناثان يستعطف ابيه لاجل داود: 
وكانت النتيجة الصلح بينهما ويبدو كان روحا جديدا امتلك شاول بيد ان ذلك لم يدم طويلا اذ لم تكن توبته حقيقية.

ميكال تنقذ داود من محاولة اخرى لقتله:
وضعت ميكال الترافيم (نوعا من الاصنام المنزلية التي اتخذت من بين النهرين كتعويذة بالرغم من تحريم عبادة الاوثان) في فراش داود وغطتها. ومما يؤسف له ان العلاقة بين ميكال وداود لم تكن سعيدة بالرغم من محبتها التي اظهرتها له اولا. اذ لم يكن من السهل راب الصدع الحادث في الاحاسيس المجروحة (2صم6: 20-23).

داود يهرب الى صموئيل (19: 18-24).
داود يعود الى يوناثان ليستشيره: يبدو ان صموئيل نصح داود بالرجوع الى الملك حتى لاتنفصم عرى الصلة التي تربطه بشاول طالما فيه امل للصلح. وكان داود اعرف من يوناثان بما انطوت عليه طبيعة شاول من اذى. 

هرب داود (ص21-24): 
داود يحصل على خبز الوجوه وسيف جليات في نوب:
خاتل داود اخيمالك اذ تظاهر بانه حضر في مامورية للملك ، وهذا الخداع ادى الى عواقب وخيمة على الكاهن. اخذ الخبز المقدس ومهما يكن فان الخبز المعطى لهمقد استعيض عنه بخبز ساخن لانه كان يوم الجمعة وبذلك صار كخبز عادي.
"دواغ الادومي كان محصورا" في خيمة الاجتماع للتطهير او لسبب اخر كنذر. 
اودع داود امه وابيه لدى ملك مواب، ربما يعزى هذا لكونه من نسل راعوث الموابية (4) ثم امره جاد الرائي ان يعود الى يهوذا (5).

داود وشاول يتقابلان:
يدخل شاول كهفا كبيرا ليغطي رجليه وهي طريقة مهذبة لقوله يتبرز حيث كان داود ورجاله في مغابن الكهف. يوجه داود عتابا للملك لكونه صدق الواشين (مز7 و10-12). يثوب الملك الى رشده وقتيا ويحاول ان يطرح عن كاهله عمل الضغينة الفادح فينادي داود بكل حنان قائلا "يا ابني" ويعترف بانه ابر منه ثم يطلب الى الله ان يجازيه خيرا ويعترف بانه سيكون ملكا بعده ويستحلفه الا يقطع نسله من بعده.

داود وابيجايل: انظر مقالنا السابق ملاحظات على قصة ابيجايل.

داود واخيش: 
اذ اقتنع داود بتانه سيهلك يوما بيد شاول هرب الى جت الى اخيش وقد يكون خليفة اخيش الوارد ذكره في (21: 10). كان قد جاء حينها كفرد مشهور فثارت حوله الشكوك. اما الان فقد جاء ومعه 600 رجل محارب فرحب به اخيش كحليف لا سيما وقد عرفت الفجوة بينه وبين شاول.

داود في صقلغ:
يستعمل داود نوعا من الدهاء فيورد اسبابا لعدم امكانه البقاء في جت مع اخيش، ولكن الحقيقة انه كان يرمي الى وجوده حرا للتنقل كما يشاء واراد ان يظهر انه عدو شاول اللدود وفي نفس الوقت لا يهاجم الاسرائيليين.
كانت صقلغ في الاصل مدينة يهوذا ثم شمعون (يش15: 31، 19: 5) ولكنها وقعت في ايدي الفلسطينيين من مدة طويلة. 
"وسكن داود في بلاد الفلسطينيين سنة واربعة اشهر" ولكن المعنى الحرفي في العبرية يفيد اياما واربعة اشهر، لكن هذا قد يعني ستة ايام واربعة اشهر"(7) اما القبائل الوارد ذكرها "الجشوريين" ورد ذكرهم في يش13: 2 بصفتهم جيران الفلسطينيين وبالقرب من العمالقة. وهم غيرالذي ورد ذكرهم في (2صم15: 8و3:3) الذين كانوا في الشمال الشرقي من الباشان وهم انفسهم الجدريين او الجرجسيين. 
"اذا لم تغزو اليوم"(10) وردت في الترجمة السبعينية "ضد من قمتم بالغزو اليوم؟".
"اليرحمئيليين" هم من نسل يهوذا (1اخ2: 5-9 و25) و "القينيين" هم من نسل يثرون حمي موسى وكانوا مسالمين لاسرائيل (قض1: 16) وبالتايد كان داود يداور اخيش حينما اخبره انه غزا هذه القبائل. "فلم يستبق داود رجلا ولا امراة حتى يات الى جت" من جميع الذي غزاهم واسرهم (11) وهذه الموقعة تعطينا صورة اسيفة التي اعمل فيها السيف بدون تمييز مع انه لا يجدر بنا ان نحكم على سلوكه بمقاييس العهد الجديد. وقد اعتقد اخيش ان داود غزا شعبه وانه صار مكروها.

الفلسطينيون يستعدون للحرب:
كان داود في موقف حرج وكان اخيش ينتظر منه ان يرافقه فلم يستطع داود ان يخدعه لذا قال بلغة غامضة "لذا انت تعلم ما سيفعل عبدك" فاقتنع اخيش بان يجعل داود حارسا لراسه اي رئيس حرسه الخاص. وما ابعد الفارق بين شاول المقاتل الجبار بالامس وبينه ذلك اليوم! 
الاشارة الى الاوريم (6) هي الاشارة الوحيدة بعد دخول اسرائيل الى كنعان. لا يوجد سند يقطع بطبيعتهما. "لا شئ في الكاب اكثر غموضا من طبيعة الامور التي كانت تتبع لكشف الغامض ومعرفة الله المستورة". 

شاول يزور عرافة عين دور: 
بدلا من ان يلجا شاول الى الله بالتوبة لعله يجيبه نراه يبحث عن عرافة. "صاحبة جان" الترجمة الحرفية للكلمة العبرية معناها زق او وعاء وفي هذا اشارة الى العراف حينما يلبسه روح نجس اذ يصبح وعاءا له.
"رايت الهة.." اي كائنا فائق الطبيعة". اذا اخذنا الرواية على علتها فانها تشير الى ظهور حقيقي لصموئيل . وان كان البعض ينكر لانه يابى ان يصدق ان الله يمكن ان يسمح لهذه المراة ان تصعد روح احد القديسين. ومع ذلك فان الله ارسل صموئيل ليربك العرافة وينطق بالحكم على شاول الذي طالما سد اذنيه عن سماع التحذيرات التي نصحه بها. ورجال الدين اليهود كانوا دائما يعتقدون ان صموئيل ظهر فعلا. وهذا ايضا كان اعتقاد يوستينوس واوريجانوس. اما  وترتليان وجيروم فاعتقدا ان روحا شريرا ظهرا في صورة صموئيل.
نرى شاول يسجد لصموئيل احتراما لمكانته.. نرى صموئيل ينبئ شاول بموته هو وبنوه في الغد. "معي" اي المكان الذي يذهب اليه الموتى الصالحين والطالحين على السواء (اي3: 17 و2صم12: 23).

انظر مقاﻻ عن استحضار اﻻرواح هنـــــــــــا

ضرب العمالقة:
لما وجدا العمالقة الجو خلا لهم اغاروا على صقلغ. "اما داود فتشدد بالرب"(مز18: 2 و27: 14) وهنا يستشير الرب بالاوريم (1صم23 و1صم21: 6). 
"الكريتيين"(14) انظر 2صم8: 18
لما وجد العمالقة ان الفلسطينيين في مكان بعيد (1صم30: 1) شعروا بالمرح. انتصر داود وقسم الغنائم بالتساوي (24) وورد في عد31: 27 ويش22: 8 ما يماثل هذه السنة العادلة.

اما سكان يابيش جلعاد فلم ينسوا لشاول بطولته العسكرية في تحرير مدينتهم من ناحاش العموني (1صم11: 1-13). يوناثان مثل على ما تجره خطية الاباء على ابنائهم من شقاء.